Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

أعيان العصر وأعوان النصر
أعيان العصر وأعوان النصر
أعيان العصر وأعوان النصر
Ebook733 pages4 hours

أعيان العصر وأعوان النصر

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

موسوعة ادبية تاريخية تحتوي على 2019 ترجمة لاعلام من القرنين السابع والثامن الهجريين من الملوك والحكام والوزراء والامراء والقضاة والفقهاء والادباء والشعراء
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateNov 26, 1901
ISBN9786385359131
أعيان العصر وأعوان النصر

Read more from صلاح الدين الصفدي

Related to أعيان العصر وأعوان النصر

Related ebooks

Reviews for أعيان العصر وأعوان النصر

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    أعيان العصر وأعوان النصر - صلاح الدين الصفدي

    الغلاف

    أعيان العصر وأعوان النصر

    الجزء 2

    صلاح الدين الصفَدي

    696

    موسوعة ادبية تاريخية تحتوي على 2019 ترجمة لاعلام من القرنين السابع والثامن الهجريين من الملوك والحكام والوزراء والامراء والقضاة والفقهاء والادباء والشعراء

    إسماعيل بن محمد بن قلاوون

    الملك الصالح بن الملك الناصر بن الملك المنصور عماد الدين ، أبو الفداء .

    اختلف الناس من أربابح العقد والحل عندما توجه الناصر أحمد أخوه إلى الكرك، وأقام به وأعرض عن مصر - على ما تقدم في ترجمته - وأرادوا إقامة ملكٍ غيره، فاجتمع المشايخ من مقدمة الألوف والأمراء الخاصكية وأصهار السلطان، فقال الأمير جنكلي بن البابا: يا أمراء! أنتم أصهار السلطان، وأنتم أخبر بأولاده، فمن علمتموه صالحاً ساكناً عاقلاً ديناً وله الملك. فقالوا: هذا سيدي إسماعيل. فأقامه الأمير بدر الدين وأجلسه على التخت، وبايعه، وحلف له، وحلف بعده الأمراء على مراتبهم العساكر. وجُهز الأمير سيف الدين طقتمُر الصلاحي إلى دمشق في البشارة، وكان ذلك يوم الخميس ثاني عشري شهر المحرم سنة ثلاث وأربعين وسبع مئة .وكان شكلاً حسناً، وله رونق وسنا، حلو الوجه أبيض بصفرة يسيرة، تعلوه هيبة الملك المنيرة، له في خده شامة، تزيده حُسناً في طلعته السافرة، كأنها في ذلك الخد نقطة من ند، أو يوم وصال جاءت فيه ساعة من صد .وكانت أيامه بالسعادة آلهة، وبصلة الأرزاق كافلة، وكلنه لما تولى استولى النساء عليه، ومال إليهنّ، وتزوج ابنة الأمير شهاب الدين أحمد بن بكتمر الساقي التي من ابنة تنكز، ثم تزوج ابنة الأمير سيف الدين طقزتمر الناصري نائب الشام، وحضر الأمير سيف الدين ملكتمر الحجازي إلى دمشق خاطباً لها من أبيها، وكان يميل إلى السودان من النساء ويؤثرهن، والمدبر لدولته الأمير سيف الدين أرغون العلائي المقدم ذكره .ولما تولى الملكَ أقر الأمير شمس الدين أقسنقر السلاري في النيابة بمصر، ثم أمسكه وولى النيابة الأمير سيف الدين الحاج آل ملك. وكانت أيامه سعيدة .ولم يزل على حاله إلى أن ذوى غصن شبابه وقُصف، ونضد الجندل فوقه ورصف .وتوفي - رحمه الله تعالى - في رابع ربيع الآخر سنة ست وأربعين وسبع مئة .وقتل أنا مضناً:

    مضى الصالحُ المرجو للباسِ والندى ........ ومن لم يزل يلقى المنى بالمنائح

    فيما ملكَ مصرَ كيف حالك بعده ........ إذا نحنُ أثنينا عليك بصالح

    إسماعيل بن محمد بن إسماعيل

    بن سعد الله ، الحموي

    الشيخ الفقيه المقرئ النحوي جمال الدين أبو الفداء الحنفي، المعروف بابن الفقاعي .كان شيخاً فاضلاً، مناظراً مناضلاً، مفتياً مفّنناً، محرراً مقنناً، عارفاً بالقراءات والتجويد، وحسن الأداء والترتيل والترديد، مع المعرفة بالفقه والنحو والأدب، وإليه ينسلون من كل حدب .ولم يزل بحماة إلى أن طرق الموت حماه .وتوفي - رحمه الله تعالى - في جمادى الأولى سنة خمس وسبع مئة .ومولده سنة اثنتين وأربعين وست مئة .وكان مدرساً بمدرسة الطواشي بحماة، وليها بعده قاضي القضاة ناصر الدين بن العديم، ومن شعره :..

    إسماعيل بن محّمد بن إسماعيل

    بن علي الأمير عماد الدين بن الملك الأفضل بن الملك المؤيد .

    أحد أمراء الطبلخانات بحماة، تقدم ذكر جده الملك المؤيد صاحب حماة. وسيأتي ذكر والده الأفضل في المحمدّين في مكانه .كان شكلاً حسناً، وذا صورة تخجل الأقمار منها سناء وسنا، أشقر يتلألأ وجهه كالبدر، ويحكي نبت عذاره زعفران الشعر، عليه خفر أولاد الملوك، وسلوكه في طريق التجمل والحشمة أحسن السلوك .ولم يزل على إمرته بحماة حتى اعتبط، وانحل من نظام حياته ما كان قد ربط .وتوفي - رحمه الله تعالى - شاباً، ولم يكمل الخمس والعشرين، والعشر الأواخر من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وسبع مئة .وكان قد حج في سنة خمس وخمسين وسبع مئة.

    إسماعيل بن نصر الله

    ابن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر الشيخ فخر الدين أبو محمد بن تاج الأمناء .روى عن ابن اللتي ، ومكرم ، وعم والده عبد الرحيم بن عساكر ، وإبراهيم الخشوعي ، وإسماعيل بن ظفر ، وسالم بن صصرى ، وشيخ الشيوخ ابن حمويه ، وعبد العزيز الصالحي ، والمخلص بن هلال ، والعز ابن عساكر النسابة وهو عمه ، وعتيق السلماني ، وابن المقير ، والسخاوي ، وعمر بن البراذعي ، والقاضي أبي نصر بن الشيرازي ، ومكي ابن علان ، والقاضي شمس الدين بن سني الدولة ، وكريمة القرشية .وكانت له إجازة من الحسن بن الأمير السّيد ، وإسماعيل بن باتكين ، والشهر وردي وابن القطيعي ، وابن روزبة ، وزكريا العُلبي ، ويا سيمن بنت البيطار ، وأبي بكر بن كمال الحرب ، وعلي بن الجوزي ، وابن بهروز وجماعة .قال شيخنا البرزالي : قرأت لابني محمد عليه الصحيحين ، وسنن ابن ماجة ، ومسند الدرامي ، ومسند عبد بن حميد ، وكتاب العوارف للسهر وردي ، وأكثر من سبعين جزءاً .وتوفي رحمه الله تعالى يوم الاثنين عاشر صفر سنة إحدى عشرة وسبع مئة بمنزله بباب الناطفيين ، وحضر جنازته الأعيان والوزير والخطيب .ومولده في صفر سنة تسع وعشرين وست مئة بدمشق .

    إسماعيل بن هارون

    نفيس الدين العبسي الدشناوي الصوفي المعروف بابن خيطية .كان صوفياً بالجامع الناصري بمصر، وكانت له بالقراءات معرفة، ومشاركة في النحو والأدب يعرف بها مقدمه ومصرفه .لم يزل على حاله إلى أن نُزعت نفسُه، وكسفت بعدما بزغت شمسه .وتوفي رحمه الله تعالى في حدود الثلاثين وسبع مئة .ومن شعره :

    قل لظباء الكثبِ ........ رفقاً على المكتئب

    رفقاً بمن بُلي بكم ........ شيخاً وكهلاً وصبي

    دموعُهُ جاريةٌ ........ كالوابل المنسكبِ

    على زمانٍ مر في ........ لذةِ عيشٍ خصبِ

    لذةُ أيام الصبا ........ يا ليتها لم تغب

    قضيت فيها وطراً ........ ونلت منها أربي

    بين حسان خُرد ........ مُنعمات عُربِ

    وشادن مبتسم ........ عن دُرّ ثغرٍ شنبٍ

    ألفاظهُ تفعلُ ما ........ تفعلُ بنتُ العنبِ

    قلت: شعرٌ مقبول غير مردود.

    إسماعيل بن هبة الله بن علي بن الصنيعة

    القاضي عز الدين الإسنائي ، أخو نور الدين ، وهو الأكبر .سمع الحديث من قطب الدين بن القسطلاني ، واشتغل ببلده على الشيخ بهاء الدين القفطي ، ثم إنه جرى بينه وبين شمس الدين أحمد بن السديد ما فارق إسنا بسببه . ودخل القاهرة ، وقرأ الأصول والخلاف والمنطق والجدل على الشيخ شمس الدين محمد بن محمود الأصفهاني ، ولازمه سنين .وولي الحكم من جهة ابن نبت الأعز ، ثم ولي من جهة ابن دقيق العيد ، وعمل عليه ، وحصل منه كلام ، فجره ذلك إلى أن انتقل إلى حلب ، ناظرَ الأوقاف ، ودرس بها ، وظن الشيعة بحلب أن يكون شيعياً كلونه من إسنا ، فصنف كتاباً في فضل أبي بكر رضي الله عنه . وأقام بحلب مدة يستدل على فضل أبي بكر وصحة إمامته ، والشيخ نجم الدين بن ملي إلى جانبه معيد لا يتكلم . وصنف كتاباً ضخماً في شرح تهذيب النكت . وكان في ذهنه وقفة ، إلاّ أنه كان كثير الاشتغال .وكان بحلب إلى أن وصل قازان إلى البلاد ، فعاد إلى القاهرة ، وأظنه جاء إلى صفد قاضي القضاة أيام نائبها الأمير سيف الدين كراي ، فما مكنه من الإقامة بها .وكان كريماً جواداً خيراً ، كم بلغ آمليه مراداً ، محسناً إلى أهل بلاده ، ومن ورد من تلك الناحية ، واستظل من أقلامه بصعاده . اشتهر بالكرم ، وآوى من الفضل إلى حرم .ولم يزل بالقاهرة مقيماً إلى أن نزل به الأمر المكتوب على الرقاب ، وأفضى إلى محل الثواب والعقاب .وتوفي رحمه الله تعالى سنة سبع مئة .

    إسماعيل بن يحيى بن إسماعيل بن جهبل

    القاضي محيي الدين الحلبي ، ثم الدمشقي الشافعي .ربي هو وأخوه الإمام شهاب الدين أحمد المقدم ذكره يتميين فقيرين ، فاشتغلا وتفقها وتميزا .وسمع محيي الدين من القاضي شمس الدين بن عطا ، وجمال الدين بن الصيرفي ، وجماعة . وخرج له عنهم علم الدين البرزالي ، وتفقه بابن المقدسي ، وبالشيخ صدر الدين بن الوكيل . ودرس وأفتى ، وناب في القضاء بدمشق ، وولي تدريس الأتابكية ، وندب لقضاء طرابلس فباشرها .قال الشيخ شمس الدين الذهبي : ولم يُحمد .قلت : إلا أنه كانت له معرفة بالمكاتيب والأحكام ، ودُربة بفصل القضايا المعضلة بين الأنام . نقي بياضِ الشيب ، ممسكّ لما في يده والجيب ، مليح البزة ، مليح الشكل ، عليه وقار ، وله في النفوس عزة ، حصل أملاكاً ، وملك دنياً حاولها دراكاً .ولم يزل على حاله إلى أن قرع الموت صفاته ، وخانه أملُه وفاته .وتوفي رحمه الله تعالى سنة أربعين وسبع مئة .ومولده سنة ست وستين وست مئة .

    إسماعيل بن يوسف بن نجم

    ابن مكتوم بن أحمد بن محمد بن سليم ، الشيخ المقرئ الفقيه المُسند المعّمر ، صدر الدين أبو الفداء السويدي الدمشقي الشافعي .سمع من ابن اللتي كثيراً ، ومن مكرم ، وأبي نصر بن الشيرازي ، وإسماعيل بن ظفر ، والسخاوي ، وعدة . تفرد بأشياء .تكاثر عليه الطلبة ، وتلا على علم الدين السخاوي بحرف أبي عمرو ، وابن كثير ، وعاصم . ونزل في المدارس ، وكان آخر من قرأ على السخاوي .حج سنة إحدى عشرة وسبع مئة ، وحدث بالحرم الشريف .وسمع منه إبنا شمس الدين الذهبي ، والشيخ صلاح الدين العلائي ، والعلامة قاضي القضاة تقي الدين السبكي ، والوافي ، وابن الفخر ، وخلق كثير .وكان حسن الأخلاق ، مائلاً إلى الانقياد والاتفاق ، وله عقار يرتزق منه ، وملك إذاً عرض له الملك استغنى به عنه .ولم يزل على حاله إلى أن اشتهرت وفاة ابن مكتوم ، وصح أنه نزل به الأمر المحتوم .وتوفي رحمه الله تعال ثالث عشري شوال سنة ست عشرة وسبع مئة .ومولده سنة ثلاث وعشرين وست مئة .

    إسماعيل بن يوسف بن نجم

    ابن مكتوم بن أحمد بن محمد بن سليم ، الشيخ المقرئ الفقيه المسند المعمّر ، صدر الدين أبو الفداء السويدي الدمشقي الشافعي .سمع من ابن اللتي كثيراً ، ومن مكرم ، وأبي نصر بن الشيرازي ، وإسماعيل بن ظفر ، والسخاوي ، وعدة . وتفرد بأشياء .تكاثر عليه الطلبة ، وتلا على علم الدين السخاوي بحرف أبي عمرو ، وابن كثير ، وعاصم . ونزل في المدارس ، وكان آخر من قرأ على السخاوي .حج سنة إحدى عشرة وسبع مئة ، وحدث بالحرم الشريف .وسمع منه اثنا شمس الدين الذهبي ، والشيخ صلاح الدين العلائي ، والعلامة قاضي القضاة تقي الدين السبكي ، والوافي ، وابن الفخر ، وخلق كثير .وكان حسن الأخلاق ، مائلاً إلى الانقياد والاتفاق ، وله عقار يرتزق منه ، وملكٌ إذا عرض له الملك استغنى به عنه .ولم يزل على حاله إلى أن اشتهرت وفاة ابن مكتوم ، وصح أنه نزل به الأمر المحتوم .وتوفي رحمه الله تعالى ثالث عشري شوال سنة ست عشرة وسبع مئة .ومولده سنة ثلاث وعشرين وست مئة .قال شيخنا علم الدين البرزالي : قرأت عليه مسند الدرامي ، والمنتخب من مسند عبد بن حُميد ، وجزء أبي الجهم ، والثاني من حديث المخلص ، والمئة السريجيّة بسماعه لذلك من ابن اللتي ، وطأ مالك رواية يحيى ابن بكير بسماعه له من مكرم بن أبي الصقر ، وكان قد تفرد به بدمشق . وروى لنا أيضاً عن السخاوي .

    أسنبغا

    الأمير سيف الدين المحمودي نائب طرابلس .هو الذي جاء بجلوس الملك الناصر حسن بن الملك الناصر محمد على تخت الملك بعد أن قُتل المظفر حاجي ، ووصل إلى دمشق في رابع عشري شهر رمضان المعظم سنة ثمان وأربعين وسبع مئة ، وحلف الأمير سيف الدين أرغون شاه نائب الشام والعساكر ، ورسم له الناصر حسن بنيابة طرابلس عوضاً عن الأمير سيف الدين أقتمُر فيما أظن ، وذلك في صفر سنة وسبع مئة . ولم يزل بها نائباً إلى أن عزل بالأمير زين الدين أغلبك الجاشنكير أمير حاجب حلب .ثم إن الأمير سيف الدين أسنبغا أمسك وجُهز إلى الإسكندرية معتقلاً ، ولما أفرج عنه بعد خلع الناصر حسن ، ووصل الملك المنصور محمد إلى دمشق في واقعة الأمير سيف الدين بيدمر الخوارزمي إلى دمشق رسم للأمير سيف الدين أسنبغا بطلبلخاناه في حلب ، فتوجه إليها في شوال سنة اثنتين وستني وسبع مئة ، وأقام بها إلى أن توفي رحمه الله تعالى في جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وسبع مئة .

    أسندمر

    الأمير سيف الدين نائب طرابلس .كان أولاً فيما أظن والي البر بدمشق، ولما جاء العادل كتبُغا إلى دمشق في ذي القعدة سنة خمس وتسعين وست مئة عزله من ولاية البر بدمشق، وولى مكانه علاء الدين بن الجاكي، وكان قد وليها في سنة اثنتين وتسعين وست مئة عوضاً عن طوغان لما جُهز إلى قلعة الروم نائباً، وفي المحرّم سنة ست وتسعين أمسكه، وقيده واعتقله بقلعة دمشق، ونقل إلى طرابلس نائباً في أيام الأفرم عوضاً عن الأمير سيف الدين قطلوبك الكبير في سنة إحدى وسبع مئة، فمهد طرابلس، وأقام الحرمة، وسفك الدماء بأنواع من الإزهاق، ولما جاء السلطان من الكرك حضر إليه وتوجه معه إلى مصر فولاه نيابة حماة .ولما توفي الأمير سيف الدين قبجق نائب حلب نقله السلطان إلى نيابة حلب، فأقام فيها مديدة، وجهز السلطان الأمير سيف الدين كراي المنصوري في عساكر الشام مجرداً، فأقام على حمص مدّة، ولما كان عصر نهار آخر شهر رمضان سنة إحدى عشرة وسبع مئة - فيما أظنّ - ساق كراي بالعسكر جريدة من حمص إلى حلب في ليلة واحدة، وما خرج أسندمر من داره لصلاة العيد إلا وقد أحاطت العساكر بدار النيابة، ووعروا الباب عليه بالأخشاب وغيرها، وأمسكه كراي بكرةً نهار عيد رمضان، وجهز إلى باب السلطان على البريد مقيداً، وكان ذلك آخر العهد به رحمه الله تعالى .وقيل: إنه جهزه إلى الكرك هو والجوكندار وبتخاص وغيرهم. وجاء الخبر إلى دمشق بوفاة بتخاص وأسندمر في ذي القعدة سنة إحدى عشرة وسبع مئة .وكان جباراً يسفك الدماء جهاراً، ويُجري منها على الأرض أنهاراً، نوع الإزهاق، وعاجل تلاف النفوس بالإرهاق. سلخ وسلق، ووسط وشنق، وكحل وقطع الأطراف، وبالغ في هلاك الأجساد، وتعدى حد الإسراف .وكان منهوماً في الأكل الذريع، وكأنّ ما يأكله نوع من الضريع. قيل: إنه كان يُعمل له بعد العشا خروف مطجن، سمين موجن، فيأكله جميعه، ولا يؤثر به ضجيعه، ثم إنه بعد ذلك يعمل له بيده من الحلاوة السكب صحناً، ويأكله سخناً .وكان يحبّ الفضلاء، ويؤثر النبلاء، ويسأل عن غوامض، ويعترض ويناقض، حضرت من عنده مرةً فتيا إلى دمشق يسأل فيها: أيما أفضل الولي أو الشهيد، والملك أو النبي ؟فصنف له الشيخ صدر الدين بن الوكيل في ذلك مجلداً، وصنف له الشيخ برهان الدين الفزاري في ذلك جواباً فيما أظن، وصنف كمال الدين بن الزملكاني في ذلك مجلداً مصنفين. وصنف له الشيخ تقي الدين بن تيمية مجلداً .ولما كان بحلب طلب الشيخ صدر الدين بن الوكيل - وكان ذلك قبل صلاة الجمعة - وسأله عن تفسير قوله تعالى: 'والنجمِ إذا هوى' فقال: هذا الوقت يضيق عن الكلام على هذه المسألة .ووهبه أسد الغاب لابن الأثير في نسخة مليحة، وقال له: لازمني. وكان بعد ذلك لا يفارقه إلى أن جرى ما ذكرت من إمساكه، وما قدره الله تعالى من هلاكه، ورحمه الله تعالى .وكان قد عمر بطرابلس جماماً جعل الكواكب في سمائه جاماً، وأحكمه نظاماً حتى طار في البلاد ذكره، وضاع في الرياض شكره .وفيه يقول الشيخ شمس الدين أحمد بن يوسف الطيبي :

    زر منزلَ الأفراح واللذات ........ دار النعيم ومرتعَ اللذات

    دار النعيم وفي الجحيم أساسُها ........ تجري بها الأنهارُ في الجناتِ

    فلكٌ ومن بيض القبابِ بُروجه ........ ونجومه من زاهر الجامات

    معنى لهُ معنى يمازج ماؤه ........ للنهار فهو مؤلف الأشتات

    كالخلد مرتفع البناء فضاؤه ........ رحبٌ يُسافر فيه باللحظات

    يحيك بخور العود طيبُ بخارها ........ والمسك والكافور ممتزجات

    وتضيء في غسق الدجا أكنافها ........ كإضاءةِ المصباحِ في المشكاة

    فرشت بأنواع الفصوص ورصعت ........ بجواهرٍ من فاخر الآلات

    برك كأفوا الملاح رضابُها ........ عذب شهي الرشف في الخلوات

    ومنابع قد فجرت بحدائق ........ ترخيمها يغني عن الزهرات

    وجرت أنابيب الحياض بفضةٍ ........ محلولة تنصبُ في مرآة

    تلقى الربيعَ من اعتدالِ هوائها ........ ومياهها في سائر الأوقات

    ويشم منها من يمر ببابها ........ ريا نسيمِ الروض في الغدوات

    حمامنا يشفي السقام وماؤه ........ عينُ الحياة تُزيل كل شكاة

    بيت تُزان به البيوت كأنّه ........ بيتُ القصيد لسائر الأبيات

    وبرسمِ مولانا الأمير وأمره ........ بنيت على اسم الله والبركات

    المالك المخدوم سيف الدين وال _ دنيا أسندمر الكريم الذات

    قد ساد بانيها فشاد بناءها ........ بأوامرِ سيفيةِ العزمات

    في دولة الملك الرحيم محمدٍ ........ الناصرِ المنصورِ في الغزوات

    تمت لخمسٍ قد غدت من هجرة الم _ ختار مع سبع كملن مئات

    أسندمر

    الأمير سيف الدين العمري ، نائب السلطنة بحماة والطرابلس .كان شكلا كاملاً مهيباً هائلاً ، حسن الوجه ، يشبه البدر ، ويملأ برؤياه العين والصدر .باشر نيابة حماة مرات ، ووجد فيها المسرات . وناب في طرابلس مرة ، وكان في وجه الملك غرة .ولم يزل إلى أن دخل إلى العدم بعد الوجود ، وقُبض وهو بعد الإطلاق في القيود .وكانت وفاته في أوائل سنة إحدى وستين وسبع مئة ، بمحبسه في الإسكندرية .كان من مماليك السلطان محمد بن قلاوون . وتزوج ابنة الأمير سيف الدين الحاج بهادُر المعزي .ولما توجه الأمير الدين طقتمر الأحمدي إلى نيابة حلب خلت عنه حماة فجهز إليها أسندمر العمري ، فكان بها نائباً إلى أن برز يلبغا بظاهر دمشق في دولة الكامل ، فحضر العمري إليه دمشق ، وأقام عنده ، ولما ملك المظفر حاجي نُقل أسند مر من نيابة حماة إلى نيابة طرابلس بوساطة يلبغا له ، فتوجه إليها ، وأقام بها إلى أن حضر إلى طرابلس الأمير سيف الدين منكلي بغا الفخري ، ومع ما سيأتي في ترجمته .وتوجه أنسد مر إلى مصر في أواخر سنة ثلاث وأربعين وسبع مئة ، وأقام بها إلى ذبح أرغو شاه بدمشق ، ورسم بنيابة دمشق للأمير سيف الدين الحاج أرقطاي ، ورسم للأمير سيف الدين قطليجبا نائب حماة بنيابة حلب ، فرسم لأسندمر العمري بالعود إلى حماة نائباً ، فحضر إليها في العشر الأوسط من جمادى الآخرة سنة خمسين وسبع مئة .وتوجه بالعساكر الإسلامية إلى سنجار في سنة إحدى وخمسين وسبع مئة ، وكان هو المقدم عليها ، وأقام بحماة إلى أن عزل عنها بالأمير سيف الدين طان يرق في ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وسبع مئة .وعاد أسندمر إلى مصر على عادته مقيماً إلى أن خُلع السلطان الملك الصالح صالح في ثاني شوال سنة خمس وخمسين وسبع مئة ، وأخرج الأمير سيف الدين طاز إلى حلب ، وعزل طان يرق من حماة ، ورُسم لأسندمر العمري بنيابة حماة ، فعاد إليها ثلاث مرة نائباً ، فحضر إليها في العشر الأولى من ذي الحجة سنة خمس وخمسين وسبع مئة ، وصحبه الأمير سيف الدين طيبغا المارجاري ليقرّه في النيابة بحماة ، ولم يزل بها مقيماً إلى أن رسم بعزله ، وتولى النيابة الأمير ركن الدين عمر شاه فوصل العمري إلى دمشق بكرة الأحد سابع عشري جمادى الأولى سنة تسع وخمسين وسبع مئة ، فوجد طلب الأمير ركن الدين عمر شاه خارجاً من دمشق أميراً إلى أن أمسك هو والإسماعيلي وابن صُبح ، وجهز إلى الإسكندرية سنة ستين وسبع مئة ، فأقام بالحبس إلى أن توفي به في التاريخ .

    أسندمر

    الأمير سيف الدين العمري .كان أمير خمسين فارساً بالقاهرة .وتوفي رحمه الله تعالى في خامس عشر ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وسبع مئة. ورثه ابنته وبيت المال، وكان نصيب بيت المال من تركته خمسة وعشرين ألف دينار .

    الألقاب والأنساب

    الإسنائي القاضي نور الدين إبراهيم بن هبة الله. وضياء الدين أحمد عبد القوي. وفخر الدين إسماعيل بن عبد القوي. وعز الدين إسماعيل بن هبة الله. وعبد الرحيم بن علي. وتقي الدين عبد الملك بن الأعز. نور الدين ابن الشهاب الإسنائي علي بن هبة الله .الأصفوني: علاء الدين علي بن أحمد.

    أصلم

    الأمير بهاء الدين لسلاح دار . كان من جملة المشايخ مقدمي الألوف في أواخر الدولة الناصرية وإلى أواخر دولة الصالح إسماعيل .كان قد جرد إلى اليمن ، فلما توجه وعاد ونقل عنه كلامّ إلى السلطان ، فاعتقله ، وبقي في الحبس مدة تقارب الحسم سنين ، ثم أخرجه وأعاده إلى منزلته .ثم إنه في آخر أيام الناصر جهزه إلى صفد نائباً . وتوفي الملك الناصر وهو بها نائب . ثم إن الأمير قوصون جرده مع ألطنبغا نائب الشام إلى حلب لإمساك طشتمر ، فلما كان في أثناء الطريق رد من قارا ، وانضم إلى الفخري ، واقام عنده على خان لاجين ، ، وتوجه معه صحبة عسكر الشام إلى مصر ، فرسم له الناصر أحمد بالإقامة في مصر على عادته أمير مئة مقدم ألف ، وعمر في البرقية عند إصطبله مدرسة مليحة إلى الغاية ، وتربة وربعاً وحوضاً للسبيل .وكان من الأشكال الحسنة ، قد ألقى إلى سلامة الصدر سنه ، ذا شيبة تقية ، وهمة فيها من الشبيبة بقية ، بوجه مشرب الحمرة ، كأنما أريق عليها كأس خمرة .ولم يزل على حاله إلى أن لبس أكفانه ، وغمض الموت أجفانه .وتوفي رحمه الله تعالى سنة ست وأربعين وسبع مئة .

    أصلم

    الأمير بهاء الدين بن دمرتاش كان من أمراء دمشق ، يسكن العقيبة . توفي رحمه الله تعالى في رابع ذي القعدة سنة سبع وسبع مئة . وحضر جنازته نائب الشام ، ودفن بالصالحية .

    أصيل الدين

    الصدر الكبير بان الشيخ ابن الشيخ الإمام نصر الدين محمد بن محمد الطوسي .كان الكبير ابن الشيخ الإمام نصر الدين محمد بن محمد الطوسي .كان ناظر الأوقاف ، ومنجماً عند ملوك التتار ، وله جامكية كبيرة . وحرمة وافرة .توفي رحمه الله تعالى في صفر سنة خمس عشرة وسبع مئة ببغداد ، دفن عند والده بمشهد موسى الجواد رضي الله عنه .

    آصوج

    الأمير سيف الدين الواقدي. أحد أمراء الخميس بالقاهرة. توفي رحمه الله تعالى فجاءة في شهر رمضان سنة ست وثلاثين وسبع مئة، ودفن بالقرافة .

    الأنساب والألقاب

    ابن بنت الأعز: القاضي علاء الدين أحمد بن عبد الوهاب. الأعسر: الأمير شمس الدين سُنقر.

    أغرلو

    الأمير شجاع الدين ملك الأمراء . عمل نيابة دمشق لأستاذه السلطان الملك العادل كتبغا ، تولاها عوضاً عن الحموي في ذي القعدة سنة خمس وتسعين وست مئة . ولما خُلع من الملك بقي أغرلو بدمشق أميراً كبيراً .وكان فارساً بطلاً شجاعاً ، أبلى في الحروب تقدماً ودفاعاً ، له في الوقائع صولات ، وحملات وجولات . وكانت الدول تعظمه لشجاعته المذكورة وفروسيته المشهورة .ولم يزل على حاله إلى أن اختطفته عُقابُ الموت الكاسر ، ونزل النساء يندبنه حواسر .وتوفي رحمه الله تعالى سنة تسع عشرة وسبع مئة ، ودفن في تربته المليحمة شمالي الجامع المظفري بجبل الصالحية .

    أغرلو

    الأمير شجاع الدين السيفي. كان مملوكَ الأمير الدين بهادُر المعزي، والآتي ذكره إن شاء الله تعالى في مكانه من حرف الباء، ولما حبُس أستاذه أخذهُ الأمير سيف الدين بكتمر الساقي، وجعله أمير آخور. ولم يزل عنده إلى أن توفي بكتمر رحمه الله تعالى، فانتقل إلى عند الأمير سيف الدين بشتاك على الوظيفة المذكورة. ثم إنه بعد بشتاك تولى ناحية أشموم، وسفك بها، ثم إنه جهز نائباً إلى قلعة الشوبك، ثم نقل منها، وعمل ولاية القاهرة مدةً في أيام الصالح إسماعيل، ثم إنه ولاه شد الدواوين، وتظاهر بعفةٍ زائدة، وأمانة عظمى .ولما توفي الملك الصالح رحمه الله تعالى كان له في ولاية أخيه الكامل شعبان عنايةٌ تامّة، فقدمه، وحظي عنده، وفتح له باب الأخذ على الإقطاعات والوظائف، وعمل لذلك ديواناً قائم الذات وسمي ديوان البذل، ولما تولى الصاحب تقي الدين بن مراجل شاجحه في الجلوس والعلامة والتقدم، ودخلا إلى السلطان الملك الكامل، فترجح الصاحب تقي الدين، عُزل أغرلو .ولما كان في واقعة الملك المظفر حاجي كان أغرلو ممن قام في أمره، وضرب الأمير سيف الدين أرغون العلائي في وجهه وسكن أمره بعد ذلك وخمد. ثم إنه حضر في أيام المظفر حاجي صحبة الأمير سيف الدين منكلي بغا الفخري ليوصله إلى طرابلس نائباً، وعاد إلى مصر، وأمرُهُ ساكن إلى أن قام في واقعة الأمراء سيف الدين ملكتمر الحجازي، وشمس الدين أقسنقر، وسيف الدين قرابغا، وسيف الدين بزلار، وسيف الدين صمغار، وسيف الدين إتمش، فكان الذي تولى كبره، وأمسك جماعة من أولاد الأمراء، فعظم شأنه، وعلا مكانه، تفخم أمرُه، وأسمعَ زمره، وخافه أمراء مصر والشام، ونام في سكرةِ باطله وغروره وعينُ الدهر ما تنام. وأقام على ذلك مدة أربعين يوماً، وأمره يزداد في التعاظم والجبروت سوماً، إلى أن أتي من مأمنه، وثار إليه الحين من معدنه .وقيل: إن الحرافيش أخرجوه من قبره، وأقاموه في زي عظمته وكبره، وجعلوا يشاورونه كما كان يفعل، ويترددون بينه وبين السلطان، وقد أضرم غيظه على الأمراء وأشعل، ويمسكون الأمراء كما كان يمسكهم ويقيدهم، ويميل لهم إلى مصارعهم ويحيدهم. ونوعوا به النكال والمثلة، ونصبوه بعد ذلك على أثلة، فغضب السلطان لذلك، وأمر الأوشاقية فنالوا من الحرافيش منالاً عظيماً، وأذاقوهم من القتل والقطع والضرب عذاباً أليماً، أخذاً بذلك ترات تراته، وكان مشؤوماً في حياته ومماته .وقيل: إن السبب في قتله حضور رأس يلبغا إلى القاهرة، فإن الخواص من المماليك السلطانية دخلوا إلى السلطان وقالوا: لا بد من قتله، وجاء الخبر إلى الشام بقتله في مستهل شهر رجب سنة ثمان وأربعين وسبع مئة، وحسب الناسُ من قتله من الأمراء في مدة أربعين يوماً، فكان ذلك أحداً وثلاثين أميراً، وكان في أيامه يخرج من القصر، ويقعد على باب خزانة الخاص، ويتحدث في الدولة وفي الخزانة والإطلاق والإنعام، ويجلس والموقعون عنده، ويكتبون عنه إلى الولاة، ولكنه مات هذه الميتة القبيحة، وفُعلت به هذه الأحدوثة الفضيحة .فقلت أنا مستطرداً :

    وعاذل قال : عمري ........ أعسى لعلك تسلو

    أموت منك بغبني ........ فقلت مروت أغرلو

    أغلبك

    الأمير سيف الدين بن رمتاش - بضم الراء وسكون الميم ، وبعدها تاء ثالثة الحروف وألف بعدها شين معجمة - الرومي .كان أولاً مقيماً بصفد على إمرة عشرة ، فوقع منه كلام في حق نائب صفد الأمير شمس الدين سنقرشاه المنصوري ، فضربه قدامه واعتقله ، ثم أفرج عنه ، ونقل إلى دمشق .ولما توجه السلطان إلى مصر سنة تسع وسبع مئة بالعساكر الشامية ، كان هو من جملة الأمراء السلاح دارية .ولم يزل بدمشق على حاله في الأمرة إلى أن

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1