Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى
الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى
الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى
Ebook636 pages5 hours

الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يعتبر كتاب الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى من الكتب القيمة لدى للباحثين والأساتذة في فروع علم الحديث الشريف؛ حيث يندرج كتاب الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى ضمن نطاق علوم الحديث الشريف والفروع قريبة الصلة من علوم فقهية وسيرة وغيرها من فروع الهدي النبوي
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateApr 7, 2001
ISBN9786475379612
الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى

Read more from ابن عبد البر

Related to الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى

Related ebooks

Related categories

Reviews for الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى - ابن عبد البر

    الغلاف

    الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى

    الجزء 1

    ابن عبد البر

    463

    يعتبر كتاب الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى من الكتب القيمة لدى للباحثين والأساتذة في فروع علم الحديث الشريف؛ حيث يندرج كتاب الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى ضمن نطاق علوم الحديث الشريف والفروع قريبة الصلة من علوم فقهية وسيرة وغيرها من فروع الهدي النبوي

    طبعة عام 1405 هـ - 1985 م الرياض دار ابن تيمية للنشر والتوزيع والإعلام

    حقوق الطبع والنشر محفوظة للناشر.

    لا يجوز استنساخ أي جزء من هذا الكتاب أو اختزانه بأي وسيلة كانت إلا بإذن خطي من الناشر.

    نشر هذا الكتاب بترخيص رقم 417/ م وتاريخ 25/ 1/ 1405 هـ

    الطبعة الأولى

    1405 هـ - 1985 م كتاب الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    أصل هذا الكتاب رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية فرع الكتاب والسنة في جامعة أم القرى بمكة المكرمة وحصلت على الدرجة العلمية بتقدير ممتاز.

    وكانت لجنة المناقشة التي ناقشت هذه الرسالة وأجازتها مكونة من:

    1 - الدكتور إسماعيل الدفتار مشرفًا.

    2 - الدكتور أحمد محمد نور سيف مناقشًا.

    3 - الدكتور أكرم ضياء الدين العمري مناقشًا.

    جزى اللَّه الجميع خيرًا ونفع بهم.

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    شكر وتقدير

    أحمد اللَّه عز وجل حمدا يليق بجلاله، وعظيم سلطانه، وأثنى عليه ثناء يكافئ انعامه وجميل امتنانه، ومن أجل نعمه الجليلة الكثيرة على، أن جعلنى مسلما أولا، ثم يسرّ وسهّل لى طريق العلم في بلده الحرام، منبع الرسالة ومهبط الوحى حتى تمكنت من إنجاز هذه الرسالة، فله الحمد والمنة على نعمه التى لا تعد ولا تستقصى، {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} (1). {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} (2).

    وأصلى، وأسلم على الهادى البشير النذير، الذى بلّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة، صلى اللَّه عليه، وعلى آله، وأصحابه، وأتباعه أفضل الصلاة، وأزكى التسليم.

    وبعد.

    فإنه من الواجب علىَّ وأنا اتقدم بهذا العمل بعد أن منّ اللَّه علىَّ باتمامه أن أذكر لأهل الفضل علىَّ فيه فضلهم، فأشكرهم عليه، إذ لا يشكر اللَّه من لا يشكر الناس (3). (1) سورة إبراهيم الآية (34) وسورة النحل الآية (18).

    (2) سورة النمل الآية (19).

    (3) أخرجه أبو داود في السنن (4/ 255)، والترمذى في الجامع (87/ 6)، وأحمد في المسند (2/ 258 و 295 و 303 و 388 و 461) من حديث أبى هريرة رضى اللَّه عنه يرفعه إلى النبى -صلى اللَّه عليه وسلم-.

    فأتقدم أولًا بشكرى الجزيل وثنائى العطر إلى والدىَّ اللذين ربَّيانى صغيرًا وتعهدانى بالتوجيه والتعليم كبيرًا، أسأل اللَّه أن يرعاهما وأن يوفقنى لبرهما، وأن يجعل هذه الثمرة في موازينهما وأن يجزيهما عنى خير الجزاء.

    كما أتقدم بخالص شكرى لفضيلة استاذى الدكتور إسماعيل الدفتار الذى أشرف على في هذا العمل منذ أن كان خطة إلى أن ظهر بثوبه الحالى، فهو طيلة هذه المدة لم يدخر وسعًا في سبيل نصحى، وإرشادى، وتوجيهى، وذلك في أثناء ساعات الإشراف وخارجها، فجزاه اللَّه عنى وعن زملائى طلبة العلم خير الجزاء.

    كما أتقدم بشكرى وعظيم امتنانى إلى القائمين على جامعة أم القرى عمومًا، وإلى القائمين على كلية الشريعة والدراسات الإسلامية خصوصًا لما لمست فيهم من حرص على مصلحة ابنائهم الطلاب وتفان في سبيل خدمتهم، وتذليل الصعاب أمامهم، جزاهم اللَّه عنا جميعًا خير الجزاء.

    وأخيرًا فإنى اتقدم أيضًا بخالص شكرى وتقديرى لكل من تفضل بتقديم مساعدة مادية أو معنوية من اساتذتى الكرام أو زملائى الطلاب، واللَّه أسأل أن يجزى الجميع عنى خير الجزاء، وأن يوفقنا جميعًا لخدمة الإِسلام والمسلمين، وأن يجعل جميع أعمالنا وأقوالنا خالصة لوجهه الكريم، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

    عبد اللَّه مرحول السوالمه

    خطة العمل

    ، وبيان إجمالي لمحتويات الكتاب

    لما كان لا بد لكل عمل علمى منهجى سليم من خطة ترسم اهدافه وتحدد معالمه وابعاده، وتحصر جزءياته وأفكاره، وتعكس الضوء على طبيعته ومحتوياته فقد قمت بوضع هذه الخطة التى سرت عليها أثناء العمل وذلك بين يدى هذا الكتاب المحقق.

    والخطة تشتمل على مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة.

    المقدمة

    : وتشتمل على المباحث التالية:

    المبحث الأول: سبب أختيار الموضوع وأهميته.

    المبحث الثانى: معنى الكنى.

    المبحث الثالث: أشهر من ألف في الكنى ومؤلفاتهم.

    الباب الأول: وفيه ترجمة المصنف، وتشتمل هذه الترجمة على المباحث التالية:

    المبحث الأول: اسمه ونسبه.

    المبحث الثانى: مولده وموطنه.

    المبحث الثالث: نشأته وطلبه للعلم.

    المبحث الرابع: رحلاته.

    المبحث الخامس: شيوخه.

    المبحث السادس: تلاميذه.

    المبحث السابع: مكانته العلمية وأقوال العلماء فيه.

    المبحث الثامن: مذهبه.

    المبحث التاسع: مؤلفاته.

    المبحث العاشر: وفاته.

    الباب الثانى: وصف المخطوط ويشتمل على المباحث التالية:

    المبحث الأول: اسم الكتاب والتحقيق فيه.

    المبحث الثانى: نسبة الكتاب إلى مؤلفه.

    المبحث الثالث: نسخة الكتاب مع توضيح ما يلى:

    1 - عدد الأوراق، والأسطر في كل لوحة.

    2 - خطبها وناسخها.

    3 - تاريخ النسخ ومكانه.

    4 - الهوامش والمصطلحات والعلامات المستعملة في هذه النسخة.

    5 - السماعات والتملكات.

    المبحث الرابع: منهج المصنف في الكتاب مع بيان ما يلى:

    1 - أقسام الكتاب.

    2 - التبويب والترتيب في هذا الكتاب.

    3 - طبيعة المادة ومنهج المؤلف في ذكر التراجم الكنى.

    4 - منهجه في نقد الرجال والحكم على الأحاديث.

    الباب الثالث: النص المحقق الكتاب.

    والخطة التى سرت عليها في أثناء التحقيق تتمثل في الخطوات التالية:

    أولا: ترقيم التراجم الكنى ترقيما تسلسليا.

    ثانيا: ضبط النص وتحقيقه.

    ثالثا: التراجم الهامشية ومعالجتها.

    رابعا: تخريج الأحاديث والآثار.

    خامسا: عزو الأقوال إلى قائليها.

    سادسا: ضبط الألفاظ الغريبة وشرحها.

    سابعا: بيان مواضع الآيات من السور.

    ثامنا: تخريج الأبيات الشعرية وشرح غريبها.

    الخاتمة: وتشتمل على أهم النتائج التى توصلت إليها أثناء البحث.

    وقد ذيلت هذا العمل بفهارس تفصيلية تزيد على العشرة توضح محتويات هذا الكتاب وتقرب مادته إلى الناظر فيه، وتسهل الانتفاع به، واللَّه اسأل أن يجعل هذا العمل مما يرضيه، وهو حسبى ونعم الوكيل.

    "

    المقدمة

    " وفيها مباحث

    المقدمة:

    إن الحمد للَّه وحده، نستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده اللَّه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله -صلى اللَّه عليه وسلم - وعلى آله وأصحابه وأتباعه اكمل الصلاة وأتم التسليم. وبعد.

    فإنه لما كانت السنة النبوية المطهرة هى المصدر الثانى من مصادر التشريع الإسلامى، وذلك في كل ما أثر عنه -صلى اللَّه عليه وسلم - من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة خلقية، أو خلقية، فقد هيأ اللَّه عز وجل لها من يحفظها ويعتنى بها لتبقى موردا نقيا، ودليلًا واضحًا وبرهانًا ساطعًا على خلود هذا الدين وصلاحيته في جميع الأقطار والأعصار إلى أن يرث اللَّه الأرض ومن عليها.

    نعم لقد كانت عناية السلف والخلف رضوان اللَّه عليهم بحفظ الأحاديث النبوية الشريفة عناية عظيمة فقد حرصوا على حفظ متون الأحاديث ومعرفتها وفهمها ومعرفة فقهها وأحكامها، وناسخها، ومنسوخها، وأسباب ورودها وتواريخها وعللها ومرفوعها وموقوفها، وضبطها وتقييدها، وصحيحها وضعيفها. إلى آخر ما يتعلق بها.

    ولم تكن عناية حماة السنة وخدامها على مر العصور وبالأخص ما بعد جيل الصحابة وكبار التابعين قاصرة على معرفة متون الأحاديث وما يتعلق بها، بل لم تكن عنايتهم برجال الحديث ورواته وحملته بأقل نصيبا من عنايتهم بالمتون، كيف لا تكون عنايتهم بها كذلك وهم يعرفون أن الاسناد هو الطريق الموصل إلى المتن، وهو الوسيلة لمعرفة الصحيح المقبول، من الضعيف المردود من الأحاديث، وهم يعرفون أيضًا أن هذا الأسناد من الدين فهذا التابعى الكبير محمد بن سيرين يقول: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم (1) وهذا عبد اللَّه بن المبارك يقول: الاسناد من الدين ولولا الاسناد لقال من شاء ما شاء (2).

    نعم لقد كانت عناية السلف والخلف برواة الأحاديث والأسانيد على مر العصور عناية عظيمة وجليلة لدرجة أنهم عرفوا وأحصوا كل ما يتصل بهم فعرفوا الصحابة منهم والتابعين ومن بعدهم من الخالفين، وعرفوا اسماءهم وأنسابهم، وكناهم والقابهم والمؤتلف في ذلك والمختلف، والمتفق والمفترق، وعرفوا مواطنهم وبلدانهم، ومواليدهم ووفياتهم، وشيوخهم وطلابهم ورحلاتهم وأيامهم، وسيرتهم وأخلاقهم، وأحاديثهم ومروياتهم ودرجاتهم وأحوالهم.

    وهكذا كانت عناية السلف والخلف بالسنة النبوية المشرفة سندا ومتنا عناية عظيمة، وان نظرة سريعة إلى ما بذله العلماء من جهود مشكورة وإلى ما خلفوه لنا في القديم والحديث من مؤلفات نافعة جليلة لأكبر دليل على تحقيق وعد اللَّه سبحانه وتعالى حيث قال وهو أصدق القائلين {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (3). وذلك لأن السنة هى شارحة ومفصلة ومقيدة لنصوص القرآن الكريم وحفظها حفظ له. (1) صحيح مسلم المقدمة (1/ 14).

    (2) صحيح مسلم المقدمة (1/ 15).

    (3) سورة الحجر الآية (9).

    المبحث الأول: سبب اختيار الموضوع وأهميته

    نعم لقد كانت للعلماء جهود واضحة ظاهرة في خدمة هذه السنة النبوية المشرفة، ومن جملة هذه الجهود المثمرة المشكورة ما نراه وما نسمع به من مؤلفات جليلة خدمت السنة وساهمت في حفظها، وخاصة ما يتعلق من هذه المؤلفات بعلم الرجال بصفة عامة، وما يتعلق منها بموضوع الكنى والأسماء بصفة خاصة ونظرا لأهمية هذا الموضوع موضوع الكنى فقد أهتم السلف الصالح بدراسته ومعرفته والتأليف فيه، وتنافسوا في معرفته واتقانه وعدوه من مآثرهم ومفاخرهم، وكانوا ينتقصون من جهله منهم.

    فهذا الحافظ ابن عبد البر يكشف لنا عن أهمية هذا الفن فيقول في مقدمة الكتاب الثانى من هذه الرسالة: وهو باب من فنه ظريف مستحسن، لم يزل أهل العلم بالسنن يعنون به، ويحفظونه، ويرسمونه في كتبهم، ويتطارحونه رغبة في الوقوف عليه، والمعرفة به، وينتقصون من جهله.

    وقال ابن الصلاح: وهذا فن مطلوب، لم يزل أهل العلم بالحديث يعنون به ويتحفظونه، ويتطارحونه فيما بينهم وينتقصون من جهله (1).

    وقال الحافظ العراقى: معرفة الأسماء لذوى الكنى ومعرفة الكنى لذوى الأسماء وذلك نوع مهم ومن فوائده الأمن من ظن تعدد الراوى الواحد المسمى في موضع والمكنى في آخر (2). (1) التقييد والإيضاح (ص 368).

    (2) شرح الفية العراقى (3/ 115 - 116).

    وقال السخاوى: فهو فن مهم ومطلوب وفائدة ضبطه الأمن من ظن تعدد الراوى الواحد المكنى في موضع والمسمى في آخر (1).

    ونظرًا لأهمية هذا الفن وظرافته، وقلة الكتب المطبوعة المتداولة بين أيدى الدراسين والباحثين فيه فإننى وجدت رغبة في المساهمة في هذا العلم ورغبت أن يكون موضوع رسالتى لهذه المرحلة مرحلة الدكتوراه هو أحد تلك الكتب القديمة النفيسة وذلك مساهمة منى أيضًا في إحياء هذا التراث القديم والكنز الثمين الذى خلفه لنا الأجداد الأقدمون رحمهم اللَّه تعالى.

    وبعد بحث طويل عن كتاب مناسب لهذه الغاية، ذكر لى فضيلة الشيخ الدكتور شاكر فياض حفظه اللَّه هذا الكتاب كتاب الكنى لابن عبد البر وأطلعنى على صورة مكبرة منه كانت في مكتبته، وشجعنى على تحقيقه جزاه اللَّه عنى خير الجزاء، وبعد أن اطلعت على هذا الكتاب وتصفحت أوراقه وتعرفت على طبيعة مادته أقدمت على اختياره لرسالة الدكتوراه على الرغم من كبر حجمه وصعوبة قراءة بعض ألفاظه في كثير من أوراقه وذلك لعامل الرطوبة التى أثرت فيه مع طول الزمن، فاستعنت اللَّه ومضيت في العمل فيه، وأسأل اللَّه أن يجعل هذا العمل مما يرضيه ومما يقربنى إليه وهو حسبى ونعم الوكيل.

    المبحث الثانى: معنى الكنى

    قال ابن منظور في لسان العرب (15/ 233) مادة كنى الكنية على ثلاثة أوجه؛ أحدهما أن يكنى عن الشئ الذى يستفحش ذكره، والثانى: أن يكنى الرجل باسم توقيرًا وتعظيمًا، والثالث: أن تقوم الكنية مقام الاسم فيعرف صاحبها بها كما يعرف باسمه. (1) فتح المغيث (3/ 219).

    وقال الجوهرى في الصحاح (6/ 2477) مادة كنى الكنية والكِنية أيضًا بالكسر، واحدة الكنى, واكتنى فلان بكذا وفلان يكنى بأبى عبد اللَّه، ولا تقل: يكنى بعبد اللَّه، كنيّته أبا زيد، وبأبى زيد تكنية، وهو كنيِّه، كما تقول: سميِّه.

    وقال ابن منظور أيضًا (15/ 234) بعد أن ذكر كلام الجوهرى: قال الفرَّاء: أفصح اللغات أن تقول: كُنِّى أخوك بعمرو، والثانية: كنِّى أخوك بأبى عمرو، والثالثة: كنِّى أخوك أبا عمرو. ويقال: كنيْته، وكَنوتهُ، وأكنيته، وكنَّيته.

    المبحث الثالث: أشهر من الف في الكنى ومؤلفاتهم.

    وسأذكر في هذا المبحث أشهر من ألف في الكنى ومؤلفاتهم مع ذكر المطبوع من هذه المؤلفات ما استطعت إلى ذلك سبيلا وإليك بعض هذه المؤلفات:

    1 - الكنى - لابن الكلبى هشام بن محمد بن السائب بن بشر (ت: 204) وقيل (ت: 206) (1).

    2 - كنى الأشراف - للهيثم بن عدى (ت: 207) (2).

    3 - الأسماء والكنى - ليحيى بن معين (ت: 233) (3).

    4 - الكنى - لعلى بن المدينى (ت: 234) (4).

    5 - الأسماء والكنى - لأبي بكر بن أبى شيبة (ت: 235) (5). (1) الفهرست لابن النديم (ص 140)، سير أعلام النبلاء (10/ 102).

    (2) وفيات الأعيان (6/ 107).

    (3) فتح المغيث شرح الفية الحديث (3/ 220).

    (4) التقييد والإيضاح (ص 368)، الباعث الحثيث (ص 215)، الرسالة المستطرفة (ص 121).

    (5) فتح المغيث شرح الفية الحديث (3/ 220).

    6 - الأسماء والكنى - لخليفة بن خياط (ت: 240) (1).

    7 - الأسماء والكنى - لأحمد بن حنبل (ت: 241) (2).

    8 - الكنى - لمحمد بن إسماعيل البخارى (ت: 256) (3).

    9 - الكنى والأسماء - لمسلم بن الحجاج النيسابورى (ت: 261) (4).

    10 - الكنى - لأبى داود السجستانى (ت: 275) (5).

    11 - الأسماء والكنى - للترمذى (ت: 279) (6).

    12 - الكنى - للحافظ أبى على حسين بن محمد بن زياد العبدى النيسابورى المعروف بالقبّانى (ت: 289) (7).

    13 - أسماء المحدثين وكناهم - لأبى عبد اللَّه محمد بن أحمد المقدمى (ت: 301) (8).

    14 - الكنى - لجعفر بن محمد بن الحسين الفريابى (ت: 201) (9). (1) فتح المغيث شرح الفية الحديث (3/ 220).

    (2) برناج ابن جابر الوادى آشى (ص 256)، الرسالة المستطرفة (ص 120).

    (3) مطبوع ضمن الجزء التاسع من التاريخ الكبير.

    (4) حققه الشيخ عبد الرحيم القشقرى لنيل درجة الماجستير في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

    (5) انظر البحث الذى كتبه الدكتور سعدى الهاشمى بعنوان الرواة الذين كنوا بأبى زرعة والذى نشرته الجامعة الإسلامية في مجلتها العدد (58) (ص 31) وعزاه لموارد ابن حجر في الإصابة (2/ 673).

    (6) التهذيب (9/ 389)، الرواة الذين كنوا بأبى زرعة للدكتور سعدى الهاشمى (ص 30).

    (7) تذكرة الحفاظ (2/ 681)، طبقات الحفاظ (ص 296).

    (8) تاريخ التراث العربى (1/ 419).

    (9) موارد ابن حجر في الإصابة (2/ 673) كما في بحث الرواة الذين كنوا بأبى زرعة للدكتور سعدى الهاشمى (ص 31).

    15 - الكنى - لأبى عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائى (ت: 303) (1).

    16 - الكنى والأسماء - لأبى بشر الدولابى (ت: 310) (2).

    17 - الكنى - للحافظ أبى القاسم عبد اللَّه بن محمد بن عبد العزيز البغوى (ت: 317) (3).

    18 - الأسماء والكنى - لأبى عروبة الحسين بن محمد الحرانى (ت: 318) (4).

    19 - الكنى - للحافظ يحيى بن محمد بن صاعد (ت: 318) (5).

    20 - الأسماء والكنى - لابن الجارود محمد بن عبد اللَّه (ت: 320) (6).

    21 - الكنى - لابن أبى حاتم الرازى (ت: 327) (7).

    22 - الكنى - الحافظ أبى على سعيد بن عثمان بن سعيد بن السكن البغدادى (ت: 353) (8).

    23 - اسامى من يعرف بالكنى - لابن حبان البستى (ت: 354) (9).

    24 - كنى من يعرف بالأسماء - لابن حبان البستى أيضا (10). (1) التقييد والإيضاح (ص 368)، نصب الراية (4/ 41).

    (2) مطبوع في حيدر آباد الدكن - الهند عام 1322 هـ.

    (3) مواد ابن حجر في الإصابة (2/ 673) كما في بحث الرواة الذين كنوا بأبى زرعة للدكتور سعدى الهاشمى (ص 32).

    (4) فتح المغيث شرح الفية الحديث (3/ 220).

    (5) التهذيب (12/ 248) ذكره في ترجمة أبى المنيب الجرشى.

    (6) فهرسة ابن خير الأشبيلى (ص 213) وذكر أنه يقع في ستة عشر جزءا.

    (7) الرسالة المستطرفة (ص 121) وهو مطبوع في آخر الجزء التاسع من كتاب الجرح التعديل في حيدر أباد الدكن - الهند عام (1373 هـ).

    (8) موارد ابن حجر في الإصابة (67312) كما في بحث الرواة الذين كنوا بأبى زرعة للدكتور سعدى الهاشمى (ص 32).

    (9) الرسالة المستطرفة (ص 121) وذكر أنه يقع في ثلاثة أجزاء.

    (10) التقييد والإيضاح (ص 374)، الرسالة المستطرفة (ص 121) وذكر أيضا أنه يقع في ثلاثة أجزاء.

    25 - الكنى - لأبى القاسم سليمان بن أحمد الطبرانى (ت: 360) (1).

    26 - من وافقت كنيته كنية زوجه من الصحابة - لأبى الحسن محمد بن عبد اللَّه بن زكريا بن حيوية (ت: 366) (2).

    27 - الكنى - لأبى أحمد محمد بن محمد بن أحمد النيسابورى الكرابيسى الحاكم الكبير (ت: 378) (3).

    28 - أسماء المعروفين بالكنى من الصحابة والتابعين وسائر المحدثين - للحافظ خلف بن القاسم بن سهل، شيخ الحافظ ابن عبد البر (ت: 393) (4).

    29 - الأسماء والكنى - لأبى عبد اللَّه محمد بن إسحاق بن مندة الأصبهانى (ت: 396) (5).

    30 - الكنى والألقاب - لأبى عبد اللَّه النيسابوري الحاكم الصغير (ت: 404) (6). (1) موارد ابن حجر في الإصابة (2/ 673). كما في بحث الرواة الذين كنوا بأبى زرعة (ص 32).

    (2) بحوث في السنة المشرفة (ص 127 - 128) وذكر أنه يقع في تسعة عشر (19) ورقة نشرها محمد حسن آل ياسين في مجمع اللغة العربية بدمشق مجلد (47) الجزء الرابع، سنة 1972.

    (3) التقييد والإيضاح (ص 368)، الباعث الحثيث (ص 215)، الرسالة المستطرفة (ص 121) وهو مسجل رسالة دكتوراه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة يحققه الشيخ يوسف الدخيل. كما ذكر الاستاذ الدكتور سعدى الهاشمى في بحث الرواة الذين كنوا بأبى زرعة (ص 33).

    (4) بغية الملتمس (ص 288).

    (5) الرسالة المستطرفة (ص 121).

    (6) الرسالة المستطرفة (ص 121)، موارد ابن حجر في الإصابة (2/ 673) كما في بحث الرواة الذين كنوا بأبى زرعة (ص 33).

    31 - الألقاب والكنى - لأبى بكر أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد الفارسى الشيرازى (ت: 411) (1).

    32 - الكنى - لأبى نعيم الاصفهانى (ت: 430) (2).

    33 - الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى - للحافظ ابن عبد البر (ت: 463) (3).

    34 - من وافقت كنيته اسم لأبيه مما لا يؤمن وقوع الخطأ فيه - لأبى بكر أحمد ابن على بن ثابت الخطيب البغدادى (ت: 463) (4).

    35 - من اتفق أسمه كنيته - للخطيب البغدادى أيضًا (5).

    36 - من وافق اسمه كنية أبيه - لأبى الفتح الأزدى (6).

    37 - فتح الباب في الكنى والألقاب - لأبى القاسم عبد الرحمن بن منده (ت: 470) (7).

    38 - الكنى - لأبى القاسم على بن الحسن بن هبة اللَّه بن عساكر (ت: 571) (8). (1) تذكرة الحفاظ (2/ 1066)، الرسالة المستطرفة (ص 121).

    (2) موارد ابن حجر في الإصابة (2/ 673) كما في بحث الرواة الذين كنوا بأبى زرعة للدكتور سعدى الهاشمى (ص 34).

    (3) هو موضوع هذه الرسالة وسيأتى الكلام عليه إن شاء اللَّه تعالى.

    (4) تدريب الراوى (2/ 389) وهو مخطوط مكتوب في هامش (تجريد اسماء المتفق والمفترق للخطيب) قام بتجريدها، أبو القاسم ابن الفراء وهى مخطوطة في المكتبة الأزهرية برقم (134).

    (5) تدريب الراوى (2/ 393).

    (6) تدريب الراوى (2/ 389).

    (7) فتح المغيث شرح الفية الحديث (3/ 220)، الرسالة المستطرفة (ص 121) وهو مسجل رسالة دكتوراه في جامعة أم القرى يحققه الشيخ عبد العزيز بن عبيد اللَّه الرحمانى.

    (8) تدريب الراوى (2/ 390).

    39 - الأسماء والكنى - لأبى إسحاق إبراهيم بن محمد بن الأزهر الصريفيني الحنبلى (ت: 641) (1).

    40 - مختصر الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى - للحافظ ابن عبد البر اختصره محمد بن أبى الفتح بن أبى الفضل البعلى الحنبلى (ت: 709) (2).

    41 - المرتجل في الكنى - للحافظ الذهبى (ت: 748) (3).

    42 - ذكر من اشتهر بكنيته من الأعيان - للحافظ الذهبى أيضًا (4).

    43 - المقتنى في سرد الكنى - للحافظ الذهبى أيضًا (5).

    44 - مختصر من اختلف في كنيته فذكر له على الاختلاف كنيتان أو أكثر واسمه معروف - لعبد اللَّه بن عطاء الإبراهيمى الهروى (6).

    45 - الأسماء والكنى - لأبى عبد اللَّه بن مخلد (7). (1) فتح المغيث شرح الفية الحديث (3/ 220).

    (2) مخطوط في دار العلوم في كراتشى - باكستان رقم (22185) حصلت على بعض الأوراق المصورة عنه عن طريق الأخ الأستاذ عبد القيوم عبد رب النبى جزاه اللَّه خيرا.

    (3) الذهبى ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام (ص 182).

    (4) الذهبى ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام (ص 168).

    (5) فتح المغيث (3/ 221)، الرسالة المستطرفة (ص 121)، الذهبى ومنهجه في كتابه تاريخ الإسلام (ص 254) وهو مختصر لكتاب الكنى لأبى أحمد الحاكم الكبير، وقد حققه الشيخ صالح المراد لنيل درجة الماجستير في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، كما ذكر الأستاذ سعدى الهاشمى في بحثه الرواه الذين كنوا بأبى زرعة (ص 33).

    (6) التقييد والإيضاح (ص 371).

    (7) فتح المغيث شرح الفية الحديث (3/ 220).

    46 - تجريد الأسماء والكنى - لأبى القاسم الفرّاء (1).

    47 - الكنى - لثابت بن الحسن بن على اللخمى بن الصيرفى (2).

    48 - الكنى - لإبراهيم بن عبد اللَّه الخزاعى (3).

    49 - الكنى - للسخاوى (ت: 902) (4).

    50 - أسماء المكنين من رجال الصحيحين - لمحمد بن هارون المغربى (5).

    51 - المنى في الكنى - للحافظ السيوطى (ت: 911) (6).

    52 - الأسماء والكنى لابن المنادى (ت: 336) (7).

    53 - عكس الرتبة وقلب المعنى في الأسماء والكنى للوقشى أبى الوليد، وهو تهذيب كنى مسلم، وهو مخطوط في الخزانة العامة بالرباط ضمن مجموع.

    54 - الكنى المجردة للحاكم أبى أحمد (8).

    55 - ما اشتمل عليه مصنف أبى داود من كنى المحدثين لمحمد بن على بن قاسم الجذامى (9). (1) انظر بحث الرواة الذين كنوا بأبى زرعة (ص 35) وذكر أنه توجد منه نسخة مخطوطة في المكتبة الأزهرية تحت رقم خاص (134).

    (2) فتح المغيث (3/ 221).

    (3) موارد ابن حجر في الإصابة (2/ 673) كما ذكر الدكتور سعدى الهاشمى في بحث الرواة الذين كنوا بأبى زرعة (ص 35).

    (4) فتح المغيث (3/ 221).

    (5) انظر بحث الرواة الذين كنوا بأبى زرعة للدكتور سعدى الهاشمى (ص 35) وذكر أنه توجد منه نسخة مصورة في المكتبة المركزية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

    (6) الرسالة المستطرفة (ص 122). وهذا الكتاب يشتمل على كنى الحيوان.

    (7) تاريخ بغداد (6/ 215).

    (8) فهرست ابن خير (ص 214).

    (9) ملء العيبة لابن رشيد (ص 314).

    56 - من وافقت كنيته كنية زوجته من الصحابة، للسيوطى (1) *. (1) حسن المحاضرة (1/ 340) كشف الظنون (ص 894).

    (*) الكنى ذات الأرقام (52 - 56) أفدتها من فضيلة أستاذنا العلامة الدكتور أكرم العمرى أثناء المناقشة.

    الباب الأول

    وفيه ترجمة المصنف (1)، وتشتمل الترجمة على مباحث

    المبحث الأول: اسمه ونسبه

    هو الإمام شيخ الإسلام حافظ المغرب يوسف بن عبد اللَّه بن محمد بن عبد البر بن عاصم أبو عمر النَّمرى (2)، الأندلسى (3)، (1) انظر ترجمته في جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس (ص 367 - 369)، بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس (ص 489 - 491)، الصلة (2/ 677 - 679) وفيات الاعيان (7/ 66 - 72)، سير أعلام النبلاء (11/ 3/ 359 - 364)، تذكرة الحفاظ (3/ 1128 - 1132)، جمهرة أنساب العرب لابن حزم (ص 300 - 302)، العبر في خبر من غبر (3/ 255)، المغرب في حلى المغرب (2/ 407 - 408)، الانساب للسمعانى (ل/ 447)، الديباج المذهب (2/ 367 - 370)، اللباب (3/ 25)، البداية والنهاية (12/ 104)، طبقات الحفاظ (ص 432 - 433) شجرة النور الزكية في طبقات المالكية (ص 119)، مرآة الجنان 3/ 89، الرسالة المستطرقة ص 15 فهرس الفهارس (2/ 218 - 219)، شذرات الذهب (3/ 314 - 316) الأعلام (8/ 240), معجم المؤلفين (13/ 315 - 316).

    (2) النّمرى: قال ابن خلكان في وفيات الاعيان (7/ 71): النَمَرى: بفتح النون والميم وبعدها راء - هذه النسبة إلى النَّمِر بن قاسط، بفتح النون كسر الميم، وإنما تفتح الميم في النسبة خاصة. وهى قبيلة كبيرة مشهورة. أهـ وانظر أيضًا اللباب (3/ 326) وقال ابن القيسرانى في الانساب المتفقة (ص 221 - 222) النَّمَرى: من النَّمِر بن قاسط بن هِنْب بن أفصى بن دُعْمِى بن جَدِيلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. أهـ.

    (3) الأندلسى: بفتح الألف، وفتح الدال المهملة، وضم اللام وفى آخرها السين = القرطبى (1).

    المبحث الثانى: مولده وموطنه

    كان مولد الحافظ ابن عبد البر في شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وستين وثلاثمائة (368) وهذا هو المشهور في ولادته لقول أبى على الغسانى. قال: سمعت طاهر بن مفوّز يقول: سمعت أبا عمر يقول: ولدت يوم الجمعة والإمام يخطب لخمس بقين من ربيع الآخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة (368)، وهو اليوم التاسع والعشرين من نوفمبر، ثم قال طاهر: أرانيه الشيخ بخط أبيه عبد اللَّه بن محمد رحمه اللَّه (2).

    وقال الذهبى: كان مولده في ثمان وستين وثلاثمائة (368) في شهر ربيع الآخر، وقيل: في جمادى الأولى. فأختلفت الرواية في الشهر عنه (3).

    وأما بالنسبة لموطن الحافظ ابن عبد البر فقد ذكرت المصادر التى ترجمت له أنه ولد بقرطبة من بلاد الأندلس، وبها نشأ وترعرع، ثم جلى عن وطنه قرطبة فكان في غريب الأندلس مدة ثم تحول إلى شرق الأندلس وسكن دانية، وبلنسية، وشاطبة، وبها كانت وفاته، وذكر غير واحد أنه ولى قضاء اشبونة، وشنترين (4). = المهملة المخففة - هذه النسبة إلى الأندلس وهى أقليم من بلاد المغرب يشتمل على بلاد كثيرة خرج منها جماعة من العلماء والحفاظ في كل فن، انظر اللباب (1/ 89) وانظر أيضًا في الأندلس معجم البلدان (1/ 262 - 264).

    (1) القرطبى: بضم القاف، وسكون الراء، وضم الطاء المهملة وفى آخرها الباء الموحدة - هذه النسبة إلى قرطبة، وهى مدينة كبيرة من بلاد الأندلس وهى دار مملكة البلاد، وخرج منها خلق كثير من العلماء في كل فن قديما وحديثا منهم الإِمام الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد اللَّه بن محمد بن عبد البر. انظر اللباب (3/ 253).

    (2) الصلة (2/ 679)، وفيات الأعيان (7/ 71).

    (3) سير أعلام النبلاء (11/ 3/ 359).

    (4) انظر الصلة (2/ 678 - 679)، وفيات الأعيان (7/ 678)، سير أعلام النبلاء =

    المبحث الثالث: نشأته وطلبه للعلم

    نشأ الحافظ ابن عبد البر وترعرع بمدينة قرطبة عاصمة الخلافة بالأندلس، ومدينة العلم والفضل والحضارة، ومطمح أفئذة العلماء آنذاك، فقد كانوا يشدون إليها الرحال لرواية الحديث ودراسة الأدب والفقه ومختلف العلوم، وكان العلماء يتنافسون ويتسابقون في الحفظ والفهم وفى التدوين والتأليف في مختلف العلوم وشتى ضروب المعرفة يضاف إلى هذا كله ما كان للعلماء عند أهل قرطبة من حب واحترام وتوقير إلى ما هنالك من ظروف بيئية واجتماعية مواتية لظهور النبوغ واستغلاله في هذا الميدان، في مثل هذه البيئة وفى مثل هذا الجو نشأ حافظ الغرب بأسره الحافظ ابن عبد البر.

    فالحافظ ابن عبد البر نشأ بقرطبة وبها طلب وتفقه، ولزم أبا عمر أحمد بن عبد الملك بن هاشم الفقيه الاشبيلى، كتب بين يديه، ولزم أبا الوليد بن الفرضى الحافظ، وعنه أخذ كثيرًا من علم الحديث، قال الذهبى: فاته السماع من أبيه أبى محمد فإنه مات قديما في سنة ثمانين وثلاثمائة (380) وكان أبوه فقيها عابدا مجتهدا عاش خمسين (50) سنة. وذكر الذهبى أيضًا أن الحافظ ابن عبد البر طلب العلم بعد التسعين والثلاثمائة (390) (1) وذكر الذهبى أيضًا أنه طلب الحديث قبل مولد الخطيب بأعوام (2).

    المبحث الرابع: رحلاته

    لم يخرج الحافظ ابن عبد البر من بلاد الأندلس. وهذا ما قاله أحد تلاميذه وهو الحافظ الحميدى (3). = (11/ 3/ 361)، الديباج المذهب (2/ 369)، شذرات الذهب (3/ 316).

    (1) سير أعلام النبلاء (11/ 3/ 359).

    (2) انظر تذكرة الحفاظ (3/ 1128).

    (3) انظر جذوة المقتبس (ص 367)، سير أعلام النبلاء (11/ 3/ 363).

    ولكنه تنقل في أرجاء الأندلس شرقًا وغربًا فسكن قرطبة ودانية وبلنسية وشاطبة، وتولى قضاء اشبونة وشنترين. كما سبق وأن عرفت. واللَّه أعلم.

    المبحث الخامس: شيوخه

    وسأقتصر هنا على ذكر أهم شيوخ الحافظ ابن عبد البر الذين أخذ عنهم وتأثر بهم مع ذكر مؤلفات من له مؤلفات منهم، وذكر ما رواه الحافظ ابن عبد البر أو أخذه أو استفاده من كل واحد منهم. ومن هؤلاء الشيوخ:

    1 - أبو محمد عبد اللَّه بن محمد بن عبد المؤمن. تكرر ذكره كثيرًا في كتاب الكنى (1) وقد سمع الحافظ ابن عبد البر منه سنن أبى داود بروايته عن ابن داسة، وحدث ابن عبد البر أيضًا عن إسماعيل بن محمد الصّفار وحدثه أيضًا بالناسخ والمنسوخ لأبى داود عن أبى بكر النجار وناوله مسند أحمد بن حنبل بروايته عن القطيعى ومات سنة تسعين وثلاثمائة (390) (2).

    2 - محمد بن عبد الملك بن ضيفون الرصافى أبو عبد اللَّه، روى عن أبى سعيد ابن الأعرابى وغيره، روى عنه أبو عمر بن عبد البر أحاديث الزعفرانى بسماعه من ابن الأعرابى عنه، وقرأ عليه تفسير محمد بن سنجر في مجلدات (3).

    3 - أبو القاسم عبد الوارث بن سفيان بن حبرون، روى عن قاسم بن أصبغ البيانى فأكثر، روى عنه ابن عبد البر وأثنى عليه وقال: كان من الزم الناس (1) انظره في مكانه في فهرس التراجم (الفهرس الرابع من فهارس الرسالة).

    (2) بغية الملتمس (ص 332)، سير أعلام النبلاء (11/ 3/ 359 - 360).

    (3) انظر بغية الملتمس (ص 102)، سير أعلام النبلاء (11/ 3/ 360).

    لأبى محمد قاسم بن أصبغ ومن أشهر الناس بصحبته حتى يقال: إنه قلما فاته شيء مما قرئ عليه، سمع منه من سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة إلى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة (338) وقال ابن عبد البر أيضًا: ورأيت كثيرًا من أصول قاسم بن أصبغ فرأيت سماعه في جميعها وحدث بعلم جمّ. وقال ابن عبد البر: قرأت مصنف أبى محمد قاسم بن أصبغ في السنن على عبد الوارث بن سفيان أخبرنا به قاسم. وقرأت عليه المعارف لأبى محمد بن قتيبة وسمعت عليه شرح غريب الحديث له. أخبرنا بهما عن قاسم بن أصبغ، عن عبد اللَّه بن مسلم بن قتيبة، وقرأ ابن عبد البر أيضًا على عبد الوارث بن سفيان موطأ ابن وهب بروايته عن قاسم بن أصبغ عن ابن وضاح عن سحنون (1). قلت: وقد تكرر ذكر عبد الوارث بن سفيان هذا في كتاب الكنى (2).

    4 - سعيد بن نصر بن عمر بن خلفون أبو عثمان، يعرف بابن أبى الفتح، سمع قاسم بن أصبغ وآخرين، روى عنه ابن عبد البر وقال: كانت من أهل الدين والورع والفضل، معربًا فصيحًا. سمع سعيد بن نصر بقرطبة، ورحل إلى المشرق ودخل بغداد، فسمع من أبى على بن الصواف، وإسماعيل الصَّفارّ، وتوفى ببخارى يوم الأربعاء لاحدى عشرة ليلة خلت من شعبان سنة خمسمين وثلاثمائة (350) * سمع منه ابن عبد البر الموطأ وأحاديث وكيع يرويها عن قاسم بن أصبغ عن القصّار عنه، وسمع منه أيضًا كتاب المشكل لابن قتيبة، وقرأ عليه مسند الحميدى وأشياء (3). (1) انظر جذوة المقتبس (ص 295 - 296)، سير أعلام النبلاء (11/ 3/ 360).

    (2) انظره في مكانه في فهرس التراجم (الفهرس الرابع من هذه الرسالة).

    (*) هكذا ذكر في تاريخ وفاته والظاهر أن فيه خطأ وإلا لكانت وفاته قبل مولد ابن عبد البر بـ (18) سنة وهذا قطعًا خطأ.

    (3) انظر الصلة (1/ 207)، بغية الملتمس (ص 313 - 314)، سير أعلام النبلاء (11/ 3/ 360).

    5 - أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد أبو عمر، المعروف بابن الجسور، الأموى سمع أبا على الحسن بن سلمة بن سلمون، وأبا بكر أحمد بن الفضل بن العباس الدينورى قال ابن عبد البر: أخبرنا بالتاريخ المعروف بذيل المذيل أبو عمر أحمد بن محمد بن الجسور، عن أبى بكر أحمد ابن الفضل الدينورى، عن الطبرى (1)، وروى ابن عبد البر عنه أيضًا المدونه (2).

    وابن الجسور هذا هو أكبر شيخ لابن حزم (3)، وكان مولده سنة عشرين وثلاثمائة (320)، قيل: تسع عشرة وثلاثمائة (319)، وكانت وفاته في منزله بقرطبة في يوم الأربعاء أول ليلة الخميس لأربع بقين من ذى القعدة سنة إحدى واربعمائة (401) (4).

    6 - خلف بن القاسم بن سهل، ويقال: ابن سهلول بن اسود أبو القاسم المعروف

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1