Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

لسان العرب
لسان العرب
لسان العرب
Ebook1,230 pages6 hours

لسان العرب

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

«لسان العرب»، من أوسع معاجم العربية للألفاظ، رمى مؤلفه من خلاله إلى أمرين: الاستقصاء والترتيب قال الزركلي في وصف المعجم أن مؤلفه «جَمَعَ فِيهِ أمهات كتب اللغة، فكاد يغني عنها جميعا».
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateDec 11, 1901
ISBN9786398379553
لسان العرب

Read more from ابن منظور

Related to لسان العرب

Related ebooks

Reviews for لسان العرب

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    لسان العرب - ابن منظور

    الغلاف

    لسان العرب

    الجزء 11

    ابن منظور

    711

    «لسان العرب»، من أوسع معاجم العربية للألفاظ، رمى مؤلفه من خلاله إلى أمرين: الاستقصاء والترتيب قال الزركلي في وصف المعجم أن مؤلفه «جَمَعَ فِيهِ أمهات كتب اللغة، فكاد يغني عنها جميعا».

    عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنه مَرَّ بِرَجُلٍ قَدْ قَصَّر الشَّعَر فِي السُّوقِ فعاقَبه

    ؛ قَصَّرَ الشعَرَ إِذا جَزَّه، وإِنما عَاقَبَهُ لأَن الرِّيحَ تَحْمِلُهُ فَتُلْقِيهِ فِي الأَطعمة. وَقَالَ الْفَرَّاءُ: قُلْتُ لأَعرابي بِمِنًى: آلْقِصارُ أَحَبُّ إِليك أَم الحَلْقُ؟ يُرِيدُ: التقصيرُ أَحَبُّ إِليك أَم حَلْقُ الرأْس. وإِنه لقَصِير العِلْم عَلَى المَثَل. والقَصْرُ: خِلَافُ المَدِّ، والفعلُ كَالْفِعْلِ وَالْمَصْدَرُ كَالْمَصْدَرِ. والمَقْصُور: مِنْ عَرُوضِ الْمَدِيدِ وَالرَّمَلِ مَا أُسْقِطَ آخِرُه وأُسْكِنَ نَحْوَ فَاعِلَاتُنْ حُذِفَتْ نُونُهُ وأُسكنت تَاؤُهُ فَبَقِيَ فَاعِلَاتْ فَنُقِلَ إِلى فَاعِلَانْ، نَحْوَ قَوْلِهِ:

    لَا يَغُرَّنَّ امْرَأً عَيْشُه، ... كلُّ عَيْشٍ صائرٌ للزَّوالْ وَقَوْلُهُ فِي الرَّمَلِ:

    أَبِلِغِ النُّعمانَ عَنِّي مَأْلُكاً: ... إنَّنِي قَدْ طالَ حَبْسِي وانْتِظارْ

    قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: هَكَذَا أَنشده الْخَلِيلُ بِتَسْكِينِ الرَّاءِ وَلَوْ أَطلقه لَجَازَ، مَا لَمْ يَمْنَعْ مِنْهُ مخافةُ إِقواء؛ وَقَوْلُ ابْنِ مُقْبِلٍ:

    نازعتُ أَلبابَها لُبِّي بمُقْتَصِرٍ ... مِنَ الأَحادِيثِ، حَتَّى زِدْنَني لِينا

    إِنما أَراد بقَصْر مِنَ الأَحاديث فزِدْنَني بِذَلِكَ لِيناً. والقَصْرُ: الْغَايَةُ؛ قَالَهُ أَبو زَيْدٍ وَغَيْرُهُ؛ وأَنشد:

    عِشْ مَا بَدَا لَكَ، قَصْرُكَ المَوْتُ، ... لَا مَعْقِلٌ مِنْهُ وَلَا فَوْتُ

    بَيْنا غِنى بَيْتٍ وبَهْجَتِه، ... زَالَ الغِنى وتَقَوَّضَ البَيْتُ

    وَفِي الْحَدِيثِ:

    مَنْ شَهِدَ الْجُمُعَةَ فصَلى وَلَمْ يُؤذ أَحداً بقَصْرِه إِن لَمْ يُغْفَرْ لَهُ جُمْعَتَه تِلْكَ ذُنوبُه كلُّها أَن تَكُونَ كفارتُه فِي الْجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيهَا

    أَي غَايَتُهُ. يُقَالُ: قَصْرُك أَن تَفْعَلَ كَذَا أَي حَسَبُكَ وَكِفَايَتُكَ وَغَايَتُكَ، وَكَذَلِكَ قُصارُك وقُصارَاك، وَهُوَ مِنْ مَعْنَى القَصْرِ الحَبْسِ لأَنك إِذا بَلَغْتَ الْغَايَةَ حَبَسَتْك، وَالْبَاءُ زَائِدَةٌ دَخَلَتْ عَلَى المبتدإِ دُخُولَها فِي قَوْلِهِمْ: بِحَسْبِكَ قولُ السَّوْءِ، وَجُمْعَتُهُ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الظَّرْفِ. وَفِي حَدِيثٍ

    مُعَاذٍ: فإِنَّ لَهُ مَا قَصَرَ فِي بَيْتِهِ

    أَي مَا حَبَسَه. وَفِي حَدِيثِ

    أَسماء الأَشْهَلِيَّة: إِنا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، محصوراتٌ مقصوراتٌ.

    وَفِي حَدِيثِ

    عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: فإِذا هُمْ رَكْبٌ قَدْ قَصَر بِهِمُ الليلُ أَي حَبَسَهُمْ.

    وَفِي حَدِيثِ

    ابْنِ عَبَّاسٍ: قُصِرَ الرجالُ عَلَى أَربع مِنْ أَجل أَموال الْيَتَامَى

    أَي حُبِسُوا أَو مُنِعُوا عَنْ نِكَاحِ أَكثر مِنْ أَربع. ابْنُ سِيدَهْ: يُقَالُ قَصْرُك وقُصارُك وقَصارُك وقُصَيْراكَ وقُصارَاكَ أَن تَفْعَلَ كَذَا أَي جُهْدُك وغايتُك وآخرُ أَمرك وَمَا اقْتَصَرْتَ عَلَيْهِ؛ قَالَ الشَّاعِرُ:

    لَهَا تَفِراتٌ تَحْتَها، وقُصارُها ... إِلى مَشْرَةٍ لَمْ تُعْتَلَقْ بالمَحاجِنِ

    وَقَالَ الشَّاعِرُ:

    إِنما أَنْفُسُنا عارِيَّةٌ، ... والعَوارِيُّ قُصارَى أَن تُرَدّ

    وَيُقَالُ: المُتَمَنِّي قُصاراه الخَيْبةُ. والقَصْرُ كَفُّك نَفْسَك عَنْ أَمر وكفُّكها عَنْ أَن تَطْمَحَ بِهَا غَرْبَ الطَّمَع. وَيُقَالُ: قَصَرْتُ نَفْسِي عَنْ هَذَا أَقْصُرها قَصْراً. ابْنُ السِّكِّيتِ: أَقْصَر عَنِ الشيءِ إِذا نَزَع عَنْهُ وَهُوَ يَقْدِر عَلَيْهِ، وقَصَر عَنْهُ إِذا عَجَزَ عَنْهُ وَلَمْ يَسْتَطِعْهُ، وَرُبَّمَا جاءَا بِمَعْنًى وَاحِدٍ إِلا أَن الأَغلب عَلَيْهِ الأَول؛ قَالَ لَبِيدٌ:

    فلستُ، وإِن أَقْصَرْتُ عَنْهُ، بمُقْصِر

    قَالَ الْمَازِنِيُّ: يَقُولُ لستُ وإِن لُمْتَنِي حَتَّى تُقْصِرَ بِي بمُقْصِرٍ عَمَّا أُريد؛ وَقَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

    فتُقْصِرُ عَنْهَا خَطْوَة وتَبوصُ

    وَيُقَالُ: قَصَرْتُ بِمَعْنَى قَصَّرْت؛ قَالَ حُمَيْد:

    فَلَئِنْ بَلَغْتُ لأَبْلُغَنْ مُتَكَلِّفاً، ... وَلَئِنْ قَصَرْتُ لكارِهاً مَا أَقْصُرُ

    وأَقْصَر فُلَانٌ عَنِ الشَّيْءِ يُقْصِرُ إِقصاراً إِذا كفَّ عَنْهُ وَانْتَهَى. والإِقْصار: الْكَفُّ عَنِ الشَّيْءِ. وأَقْصَرْتُ عَنِ الشَّيْءِ: كففتُ ونَزَعْتُ مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ، فإِن عَجَزْتُ عَنْهُ قُلْتُ: قَصَرْتُ، بِلَا أَلف. وقَصَرْتُ عَنِ الشَّيْءِ قُصُورًا: عَجَزْتُ عَنْهُ وَلَمْ أَبْلُغْهُ. ابْنُ سِيدَهْ: قَصَرَ عَنِ الأَمر يَقْصُر قُصُوراً وأَقْصَر وقَصَّرَ وتَقَاصَر، كُلُّهُ: انْتَهَى؛ قَالَ:

    إِذا غَمَّ خِرْشاءُ الثُّمالَةِ أَنْفَه، ... تَقاصَرَ مِنْهَا للصَّرِيحَ فأَقْنَعا

    وَقِيلَ: التَّقاصُر هُنَا مِنَ القِصَر أَي قَصُر عُنُقُه عَنْهَا؛ وَقِيلَ: قَصَرَ عَنْهُ تَرَكَهُ وَهُوَ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، وأَقْصَرَ تَرَكَهُ وَكَفَّ عَنْهُ وَهُوَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ. والتَّقْصِيرُ فِي الأَمر: التَّوَانِي فِيهِ. والاقْتصارُ عَلَى الشَّيْءِ: الِاكْتِفَاءُ بِهِ. واسْتَقْصَره أَي عَدَّه مُقَصِّراً، وَكَذَلِكَ إِذا عَدَّه قَصِيراً. وقَصَّرَ فلانٌ فِي حَاجَتِي إِذا وَنى فِيهَا؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

    يقولُ وَقَدْ نَكَّبْتُها عَنْ بلادِها: ... أَتَفْعَلُ هَذَا يَا حُيَيُّ عَلَى عَمْدِ

    فقلتُ لَهُ: قَدْ كنتَ فِيهَا مُقَصِّراً، ... وَقَدْ ذهبتْ فِي غَيْرِ أَجْرٍ وَلَا حَمْدِ

    قَالَ: هَذَا لِصٌّ؛ يَقُولُ صَاحِبُ الإِبل لِهَذَا اللِّص: تأْخذ إِبلي وَقَدْ عَرَفْتُهَا، وَقَوْلُهُ: فَقُلْتُ لَهُ قَدْ كُنْتَ فِيهَا مقصِّراً، يَقُولُ كُنْتَ لَا تَهَبُ وَلَا تَسْقي مِنْهَا قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذا أَرسلته فِي حَاجَةٍ فَقَصَر دُونَ الَّذِي أَمرته بِهِ إِما لحَرّ وإِما لِغَيْرِهِ: مَا مَنَعَكَ أَن تَدْخُلَ الْمَكَانَ الَّذِي أَمرتك بِهِ إِلا أَنك أَحببت القَصْرَ والقَصَرَ والقُصْرَةَ أَي أَن تُقَصِّرَ. وتَقاصَرتْ نَفْسُه: تَضَاءَلَتْ. وتَقَاصَر الظلُّ: دَنَا وقَلَصَ. وقَصْرُ الظَّلَامِ: اختلاطُه، وَكَذَلِكَ المَقْصَر، وَالْجَمْعُ المَقاصر؛ عَنْ أَبي عُبَيْدٍ؛ وأَنشد لِابْنِ مُقْبِلٍ يَصِفُ نَاقَتَهُ:

    فَبَعَثْتُها تَقِصُ المَقاصِرَ، وبعد ما ... كَرَبَتْ حياةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ

    قَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبة: المقاصِرُ أُصولُ الشَّجَرِ، الْوَاحِدُ مَقْصُور، وَهَذَا الْبَيْتُ ذَكَرَهُ الأَزهري فِي تَرْجَمَةِ وَقَصَ شَاهِدًا عَلَى وَقَصْتُ الشَّيْءَ إِذا كَسَرْتَه، تَقِصُ الْمَقَاصِرَ أَي تَدُقُّ وَتَكْسِرُ. ورَضِيَ بمَقْصِرٍ، بِكَسْرِ الصَّادِ مِمَّا كَانَ يُحاوِلُ أَيْ بدونِ مَا كَانَ يَطْلُب. وَرَضِيَتُ من فلان بمَقْصِرٍ ومَقْصَرٍ أَي أَمرٍ دُونٍ. وقَصَرَ سهمُه عَنِ الهَدَف قُصُوراً: خَبا فَلَمْ يَنْتَهِ إِليه. وقَصَرَ عَنِّي الوجعُ والغَضَبُ يَقْصُر قُصُوراً وقَصَّر: سَكَنَ، وقَصَرْتُ أَنا عَنْهُ، وقَصَرْتُ لَهُ مِنْ قَيْدِهِ أَقْصُر قَصْراً: قَارَبْتُ. وقَصَرْتُ الشَّيْءَ على كذا إِذا لن تُجَاوِزْ بِهِ غَيْرَهُ. يُقَالُ: قَصَرْتُ اللِّقْحة عَلَى فَرَسِي إِذا جَعَلْتُ دَرَّها لَهُ. وامرأَة قاصِرَةُ الطَّرْف: لَا تَمُدُّه إِلى غَيْرِ بَعْلِهَا. وَقَالَ أَبو زَيْدٍ: قَصَرَ فلانٌ عَلَى فَرَسِهِ ثَلَاثًا أَو أَربعاً مِنْ حَلَائِبِهِ يَسْقِيه أَلبانها. وَنَاقَةٌ مَقْصورة عَلَى العِيال: يَشْرَبُونَ لَبَنَهَا؛ قَالَ أَبو ذُؤَيْبٍ:

    قَصَر الصَّبوحَ لَهَا فَشَرَّجَ لَحْمَها ... بالنِّيِّ، فَهِيَ تَتُوخُ فِيهِ الإِصْبَعُ

    قَصَره عَلَى الأَمر قَصْراً: رَدّه إِليه. وقَصَرْتُ السِّتْر: أَرخيته. وَفِي حَدِيثِ إِسلام ثُمامة:

    فأَبى أَن يُسْلِمَ قَصْراً فأَعتقه

    ، يَعْنِي حَبساً عَلَيْهِ وإِجباراً. يُقَالُ: قَصَرْتُ نَفْسِي عَلَى الشَّيْءِ إِذا حَبَسْتَهَا عَلَيْهِ وأَلزمتها إِياه، وَقِيلَ: أَراد قَهْرًا وَغَلَبَةً، مِنَ القسْر، فأَبدل السِّينَ صَادًا، وَهُمَا يَتَبَادَلَانِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْكَلَامِ، وَمِنَ الأَول الْحَدِيثُ:

    ولتَقْصُرَنَّه عَلَى الْحَقِّ قَصْراً.

    وقَصَرَ الشيءَ يَقْصُره قَصْراً: حَبَسَهُ؛ وَمِنْهُ مَقْصُورة الْجَامِعِ؛ قَالَ أَبو دُواد يَصِفُ فَرَسًا:

    فَقُصِرْنَ الشِّتاءَ بَعْدُ عَلَيْهِ، ... وهْو للذَّوْدِ أَن يُقَسَّمْنَ جارُ أَي حُبِسْنَ عَلَيْهِ يَشْرَبُ أَلبانها فِي شِدَّةِ الشِّتَاءِ. قَالَ ابْنُ جِنِّي: هَذَا جَوَابُ كَمْ، كأَنه قَالَ كَمْ قُصِرْن عَلَيْهِ، وَكَمْ ظَرْفٌ وَمَنْصُوبُهُ الْمَوْضِعُ، فَكَانَ قِيَاسُهُ أَن يَقُولَ سِتَّةَ أَشهر لأَن كَمْ سُؤَالٌ عَنْ قدرٍ مِنَ الْعَدَدِ مَحْصُورٍ، فَنَكِرَةُ هَذَا كَافِيَةٌ مِنْ مَعْرِفَتِهِ، أَلا تَرَى أَن قَوْلَكَ عِشْرُونَ وَالْعِشْرُونَ وَعِشْرُوكَ فَائِدَتُهُ فِي الْعَدَدِ وَاحِدَةٌ؟ لَكِنَّ الْمَعْدُودَ مَعْرِفَةٌ فِي جَوَابِ كَمْ مَرَّةً، وَنَكِرَةٌ أُخرى، فَاسْتَعْمَلَ الشِّتَاءَ وَهُوَ مَعْرِفَةٌ فِي جَوَابِ كَمْ، وَهَذَا تَطَوُّعٌ بِمَا لَا يَلْزَمُ وَلَيْسَ عَيْبًا بَلْ هُوَ زَائِدٌ عَلَى الْمُرَادِ، وإِنما الْعَيْبُ أَن يُقَصِّرَ فِي الْجَوَابِ عَنْ مُقْتَضَى السؤَال، فأَما إِذا زَادَ عَلَيْهِ فَالْفَضْلُ لَهُ، وَجَازَ أَن يَكُونَ الشِّتَاءُ جَوَابًا لَكُمْ مِنْ حَيْثُ كَانَ عَدَدًا فِي الْمَعْنَى، أَلا تَرَاهُ سِتَّةَ أَشهر؟ قَالَ: وَوَافَقَنَا أَبو عَلِيٍّ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، وَنَحْنُ بِحَلَبَ عَلَى هَذَا الْمَوْضِعِ مِنَ الْكِتَابِ وَفَسَّرَهُ وَنَحْنُ بِحَلَبَ فَقَالَ: إِلا فِي هَذَا الْبَلَدِ فإِنه ثَمَانِيَةُ أَشهر؛ وَمَعْنَى قَوْلِهِ:

    وَهُوَ للذود أَن يقسَّمن جار

    أَي أَنه يُجيرها مِنْ أَن يُغار عَلَيْهَا فَتُقْسَمَ، وَمَوْضِعُ أَن نصبٌ كأَنه قَالَ: لِئَلَّا يُقَسَّمْنَ وَمِنْ أَن يُقَسَّمْنَ، فَحذف وأَوصل. ومرأَة قَصُورَة وقَصيرة: مَصُونة مَحْبُوسَةٌ مَقْصُورَةٌ فِي الْبَيْتِ لَا تُتْرَكُ أَن تَخْرُج؛ قَالَ كُثَيِّر:

    وأَنتِ الَّتِي جَبَّبْتِ كلَّ قَصِيرَةٍ ... إِليَّ، وَمَا تَدْرِي بِذَاكَ القَصائِرُ

    عَنَيْتُ قَصِيراتِ الحِجالِ، وَلَمْ أُرِدْ ... قِصارَ الخُطَى، شَرُّ النِّسَاءِ البَحاتِرُ

    وَفِي التَّهْذِيبِ: عَنَيتُ قَصُوراتِ الحجالِ، وَيُقَالُ لِلْجَارِيَةِ المَصونة الَّتِي لَا بُروزَ لَهَا: قَصِيرةٌ وقَصُورَة؛ وأَنشد الْفَرَّاءُ:

    وأَنتِ الَّتِي حببتِ كلَّ قَصُورة

    وشَرُّ النساءِ البَهاتِرُ. التَّهْذِيبُ: القَصْرُ الحَبْسُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ، أَي مَحْبُوسَاتٌ فِي خِيَامٍ مِنَ الدُّرِّ مُخَدَّرات عَلَى أَزواجهن فِي الْجَنَّاتِ؛ وامرأَة مَقْصورة أَي مُخَدَّرة. وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي تَفْسِيرِ مَقْصُوراتٌ، قَالَ: قُصِرْنَ عَلَى أَزواجهن أَي حُبِسْن فَلَا يُرِدْنَ غَيْرَهُمْ وَلَا يَطْمَحْنَ إِلى مَنْ سِوَاهُمْ. قَالَ: وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الحَجَلَةَ المقصورةَ والقَصُورَةَ، وَتُسَمِّي الْمَقْصُورَةَ مِنَ النِّسَاءِ القَصُورة، وَالْجَمْعُ القَصائِرُ، فإِذا أَرادوا قِصَرَ الْقَامَةِ قَالُوا: امرأَة قَصِيرة، وتُجْمَعُ قِصاراً. وأَما قَوْلُهُ تَعَالَى: وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ؛ قَالَ الْفَرَّاءُ: قاصِراتُ الطَّرْفِ*

    حُورٌ قَدْ قَصَرْنَ أَنفسهنَّ عَلَى أَزواجهن فَلَا يَطْمَحْنَ إِلى غَيْرِهِمْ؛ وَمِنْهُ قَوْلُ امْرِئِ الْقَيْسِ:

    مِنَ القاصراتِ الطَّرْفِ، لَوْ دَبَّ مُحْوِلٌ ... مِنَ الذَّرِّ فوقَ الإِتْبِ مِنْهَا لأَثَّرا

    وَقَالَ الْفَرَّاءُ: امرأَة مَقْصُورة الخَطْوِ، شُبِّهَتْ بالمقيَّد الَّذِي قَصَرَ القيدُ خَطوَه، وَيُقَالُ لَهَا: قَصِيرُ الخُطى؛ وأَنشد:

    قَصِيرُ الْخُطَى مَا تَقْرُبُ الجِيرَةَ القُصَى، ... وَلَا الأَنَسَ الأَدْنَيْنَ إِلا تَجَشُّما

    التَّهْذِيبُ: وَقَدْ تُجْمَعُ القَصِيرةُ مِنَ النِّسَاءِ قِصارَةً؛ وَمِنْهُ قَوْلُ الأَعشى:

    لَا ناقِصِي حَسَبٍ وَلَا ... أَيْدٍ، إِذا مدَّتْ قِصارَه

    قَالَ الْفَرَّاءُ: وَالْعَرَبُ تُدْخِلُ الْهَاءَ فِي كُلِّ جَمْعٍ عَلَى فِعالٍ، يَقُولُونَ: الجِمالَةُ والحِبالَة والذِّكارَة والحِجارة، قَالَ: جِمالاتٌ صُفْرٌ. ابْنُ سِيدَهْ: وأَما قَوْلُ الشَّاعِرِ:

    وأَهْوى مِنَ النِّسْوانِ كلَّ قَصِيرةٍ، ... لَهَا نَسَبٌ، فِي الصَّالِحِينَ، قَصِيرُ

    فَمَعْنَاهُ أَنه يَهْوى مِنَ النِّسَاءِ كُلَّ مَقْصُورَةٍ يُغْنى بِنَسَبِهَا إِلى أَبيها عَنْ نَسَبها إِلى جَدِّها. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ أَبْلِغ هَذَا الكلامَ بَنِي فُلَانٍ قَصْرَةً ومَقْصُورةً أَي دُونَ النَّاسِ، وَقَدْ سُمِّيَتِ المَقْصورة مَقْصُورَةً لأَنها قُصِرَت عَلَى الإِمام دُونَ النَّاسِ. وَفُلَانٌ قَصِيرُ النَّسَبِ إِذا كَانَ أَبوه مَعْرُوفًا إِذ ذِكْره لِلِابْنِ كفايةٌ عَنْ الِانْتِمَاءِ إِلى الْجِدِّ الأَبعد؛ قَالَ رُؤْبَةُ:

    قَدْ رَفَعَ العَجَّاجُ ذِكْري فادْعُني ... باسْمٍ، إِذا الأَنْسابُ طالتْ، يَكفِني

    وَدَخَلَ رُؤْبةُ عَلَى النَّسَّابة البَكْريّ فَقَالَ: مَنْ أَنت قَالَ: رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ. قَالَ: قُصِرْتَ وعُرِفْتَ. وسَيْلٌ قَصِير: لَا يُسِيل وادِياً مُسَمًّى إِنما يُسِيلُ فُرُوعَ الأَوْدِية وأَفْناءَ الشِّعابِ وعَزَازَ الأَرضِ. والقَصْرُ مِنَ الْبِنَاءِ: مَعْرُوفٌ، وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: هُوَ الْمَنْزِلُ، وَقِيلَ: كُلُّ بَيْتٍ مِنْ حَجَر، قُرَشِيَّةٌ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لأَنه تُقصَرُ فِيهِ الحُرَمُ أَي تُحْبس، وَجَمْعُهُ قُصُور. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً

    . والمَقْصُورة: الدَّارُ الْوَاسِعَةُ المُحَصَّنَة، وَقِيلَ: هِيَ أَصغر مِنَ الدَّارِ، وَهُوَ مِنْ ذَلِكَ أَيضاً. والقَصُورَةُ والمَقْصورة: الحَجَلَةُ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. اللَّيْثُ: المَقْصُورَة مَقَامُ الإِمام، وَقَالَ: إِذا كَانَتْ دَارٌ وَاسِعَةٌ مُحَصَّنة الْحِيطَانِ فَكُلُّ نَاحِيَةٍ مِنْهَا عَلَى حِيالِها مَقْصُورة، وَجَمْعُهَا مَقاصِرُ ومَقاصِيرُ؛ وأَنشد:

    وَمِنْ دونِ لَيْلى مُصْمَتاتُ المَقاصِرِ

    المُصْمَتُ: المُحْكَمُ. وقُصارَةُ الدَّارِ: مَقْصُورة مِنْهَا لَا يَدْخُلُهَا غَيْرُ صَاحِبِ الدَّارِ. قَالَ أُسَيْدٌ: قُصارَةُ الأَرض طَائِفَةٌ مِنْهَا قَصِيرَة قَدْ عَلِمَ صَاحِبُهَا أَنها أَسْمَنُها أَرضاً وأَجودُها نَبْتًا قَدْرَ خَمْسِينَ ذِرَاعًا أَو أَكثر، وقُصارَةُ الدَّارِ: مَقْصورة مِنْهَا لَا يَدْخُلُهَا غَيْرُ صَاحِبِ الدَّارِ، قَالَ: وَكَانَ أَبي وَعَمِّي عَلَى الحِمى فَقَصَرَا مِنْهَا مَقْصُورَةً لَا يَطَؤُهَا غَيْرُهُمَا. واقْتَصَرَ عَلَى الأَمر: لَمْ يُجاوزه. وَمَاءٌ قاصِرٌ أَي بَارِدٌ. وَمَاءٌ قاصِرٌ: يَرْعى المالُ حولَه لَا يُجَاوِزُهُ، وَقِيلَ: هُوَ الْبَعِيدُ عَنِ الكلإِ. ابْنُ السِّكِّيتِ: مَاءٌ قاصِرٌ ومُقْصِرٌ إِذا كَانَ مَرْعاه قَرِيبًا؛ وأَنشد:

    كانتْ مِياهِي نُزُعاً قَواصِرَا، ... وَلَمْ أَكنْ أُمارِسُ الجَرائرا

    والنُّزُعُ: جَمْعُ النَّزُوعِ، وَهِيَ الْبِئْرُ الَّتِي يُنْزَعُ مِنْهَا بِالْيَدَيْنِ نَزْعاً، وَبِئْرٌ جَرُورٌ: يُسْتَقَى مِنْهَا عَلَى بَعِيرٍ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ فِي صِفَةِ نَخْلٍ:

    فهُنَّ يَرْوَيْنَ بطَلٍّ قَاصِرِ

    قَالَ: عَنى أَنها تَشْرَبُ بِعُرُوقِهَا. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: الْمَاءُ الْبَعِيدُ مِنَ الكلإِ قاصِرٌ ثُمَّ باسِطٌ ثُمَّ مُطْلِبٌ. وكَلأ قاصِرٌ: بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَاءِ نَبْحَةُ كَلْبٍ أَو نَظَرُك باسِطاً. وكَلأ باسِطٌ: قَرِيبٌ؛ وَقَوْلُهُ أَنشده ثَعْلَبٌ:

    إِليكِ ابْنَةَ الأَغْيارِ، خافي بَسالَةَ الرجالِ، ... وأَصْلالُ الرجالِ أَقاصِرُهْ

    لَمْ يُفَسِّرْهُ؛ قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وَعِنْدِي أَنه عَنَى حَبائسَ قَصائِرَ. والقُصارَةُ والقِصْرِيُّ والقَصَرَة والقُصْرى [القِصْرى] والقَصَرُ؛ الأَخيرة عَنِ اللِّحْيَانِيِّ: مَا يَبْقى فِي المُنْخُلِ بَعْدَ الِانْتِخَالِ، وَقِيلَ: هُوَ مَا يَخْرُجُ من القَثِّ وَمَا يَبْقَى فِي السُّنْبُل مِنَ الْحَبِّ بَعْدَ الدَّوْسَةِ الأُولي، وَقِيلَ: القِشْرتان اللَّتَانِ عَلَى الحَبَّة سُفْلاهما الحَشَرَةُ وعُلْياهما القَصَرة. اللَّيْثُ: والقَصَرُ كَعابِرُ الزَّرْعِ الَّذِي يَخْلُص مِنَ البُرِّ وَفِيهِ بَقِيَّةٌ مِنْ الْحَبِّ، يُقَالُ لَهُ القِصْرَى، عَلَى فِعْلى. الأَزهري: وَرَوَى

    أَبو عُبَيْدٍ حَدِيثًا عَنِ النَّبِيِّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي المُزارَعة أَن أَحدهم كَانَ يَشْتَرِطُ ثلاثة جَداوِلَ والقُصارَةَ؛ القُصارَةُ، بِالضَّمِّ: مَا سَقى الربيعُ، فَنَهَى النَّبِيُّ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ ذَلِكَ.

    قَالَ أَبو عُبَيْدٍ: والقُصارة مَا بَقِيَ فِي السُّنْبُلِ مِنَ الْحَبِّ مِمَّا لَا يَتَخَلَّصُ بعد ما يُدَاسُ، قَالَ: وأَهل الشَّامِ يُسَمُّونَهُ القِصْرِيَّ بِوَزْنِ القِبْطِيِّ، قَالَ الأَزهري: هَكَذَا أَقرأَنيه ابْنُ هاجَك عَنِ ابْنُ جَبَلة عَنْ أَبي عُبَيْدٍ، بِكَسْرِ الْقَافِ وَسُكُونِ الصَّادِ وَكَسْرِ الرَّاءِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ، قَالَ: وَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ: سَمِعْتُ أَحمد بْنَ صَالِحٍ يَقُولُ هِيَ القُصَرَّى إِذا دِيسَ الزرعُ فغُرْبِل، فَالسَّنَابِلُ الْغَلِيظَةُ هِيَ القُصَرَّى، عَلَى فُعَلَّى. وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: نُقِّيَتْ مِنْ قَصَره وقَصَلِه أَي مِنْ قُماشِه. وَقَالَ أَبو عَمْرٍو: القَصَلُ والقَصَرُ أَصل التِّبْنِ. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: القَصَرةُ قِشْر الْحَبَّةِ إِذا كَانَتْ فِي السُّنْبُلَةِ، وَهِيَ القُصارَةُ. وَذَكَرَ النَّضْرُ عَنْ أَبي الْخَطَّابِ أَنه قَالَ: الْحَبَّةُ عَلَيْهَا قِشْرَتَانِ: فَالَّتِي تَلِي الْحَبَّةَ الحَشَرَةُ، وَالَّتِي فَوْقَ الحَشَرة القَصَرَةُ. والقَصَرُ: قِشْر الْحِنْطَةِ إِذا يَبِسَتْ. والقُصَيْراة: مَا يَبْقَى في السنبل بعد ما يُدَاسُ. والقَصَرَة، بِالتَّحْرِيكِ: أَصل الْعُنُقِ. قَالَ اللِّحْيَانِيُّ: إِنما يُقَالُ لأَصل الْعُنُقِ قَصَرَة إِذا غَلُظَت، وَالْجَمْعُ قَصَرٌ؛ وَبِهِ فَسَّرَ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ

    ، بِالتَّحْرِيكِ؛ وَفَسَّرَهُ قَصَرَ النخلِ يَعْنِي الأَعْناقَ. وَفِي حَدِيثِ

    ابْنِ عَبَّاسٍ في وقوله تَعَالَى: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ

    ؛ هُوَ بِالتَّحْرِيكِ، قَالَ: كُنَّا نَرْفَعُ الْخَشَبَ لِلشِّتَاءِ ثَلَاثَ أَذرع أَو أَقل وَنُسَمِّيهِ القَصَر، وَنُرِيدُ قَصَر النَّخْلِ وَهُوَ مَا غَلُظَ مِنَ أَسفلها أَو أَعناق الإِبل

    ، وَاحِدَتُهَا قَصَرة؛ وَقِيلَ فِي قَوْلِهِ بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ

    ، قِيلَ: أَقصارٌ جمعُ الْجَمْعِ. وَقَالَ كُرَاعٌ: القَصَرة أَصل الْعُنُقِ، وَالْجَمْعُ أَقصار، قَالَ: وَهَذَا نَادِرٌ إِلا أَن يَكُونَ عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ. وَفِي حَدِيثِ

    سلْمانَ: قَالَ لأَبي سُفْيَانَ وَقَدْ مَرَّ بِهِ: لَقَدْ كَانَ فِي قَصَرة هَذَا مَوْضِعٌ لِسُيُوفِ الْمُسْلِمِينَ

    ، وَذَلِكَ قَبْلَ أَن يُسْلِمَ، فإِنهم كَانُوا حِراصاً عَلَى قَتْلِهِ، وَقِيلَ: كَانَ بَعْدَ إِسلامه. وَفِي حَدِيثِ

    أَبي رَيْحانة: إِني لأَجِدُ فِي بَعْضِ مَا أُنْزِلَ مِنَ الْكُتُبِ الأَقْبَلُ القَصِيرُ القَصَرةِ صاحبُ العِراقَيْنِ مُبَدِّلُ السُّنَّة يَلْعَنُهُ أَهلُ السَّمَاءِ وأَهل الأَرض، وَيْلٌ لَهُ ثُمَّ وَيْلٌ لَهُ

    وَقِيلَ: القَصَر أَعناق الرِّجَالِ والإِبل؛ قَالَ:

    لَا تَدْلُكُ الشمسُ إِلَّا حذْوَ مَنْكِبِه، ... فِي حَوْمَةٍ تَحْتَها الهاماتُ والقَصَرُ

    وَقَالَ الْفَرَّاءُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ

    ، قَالَ: يُرِيدُ القَصْر مِنْ قُصُورِ مِيَاهِ الْعَرَبِ، وَتَوْحِيدُهُ وَجَمْعُهُ عَرَبِيَّانِ. قَالَ: وَمِثْلُهُ: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ ويُولُّون الدُّبُرَ، مَعْنَاهُ الأَدبار، قَالَ: وَمَنْ قرأَ كالقَصَر، فَهُوَ أَصل النَّخْلِ، وَقَالَ الضَّحَّاكُ: القَصَرُ هِيَ أُصول الشَّجَرِ الْعِظَامِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

    مَنْ كَانَ لَهُ بِالْمَدِينَةِ أَصلٌ فلْيَتَمَسَّك بِهِ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ فَلْيَجْعَلْ لَهُ بِهَا أَصلًا وَلَوْ قَصَرةً

    ؛ القَصَرةُ، بِالْفَتْحِ وَالتَّحْرِيكِ: أَصل الشَّجَرَةِ، وَجَمْعُهَا قَصَر؛ أَراد فَلْيَتَّخِذْ لَهُ بِهَا وَلَوْ أَصل نَخْلَةٍ وَاحِدَةٍ. والقَصَرة أَيضاً: العُنُق وأَصل الرَّقَبَةِ. قَالَ: وقرأَ الْحَسَنُ كالقَصْر، مُخَفَّفًا، وَفَسَّرَهُ الجِذْل مِنَ الْخَشَبِ، الْوَاحِدَةُ قَصْرة مِثْلَ تَمْرٍ وَتَمْرَةٍ؛ وَقَالَ قَتَادَةُ: كالقَصَرِ يَعْنِي أُصول النَّخْلِ وَالشَّجَرِ. النَّضِر: القِصارُ مِيْسَمٌ يُوسَمُ بِهِ قَصَرةُ العُنق. يُقَالُ: قَصَرْتُ الْجَمَلَ قَصْراً، فَهُوَ مَقْصورٌ. قَالَ: وَلَا يُقَالُ إِبل مُقَصَّرة. ابْنُ سِيدَهْ: القِصارُ سِمَة عَلَى القَصَر وَقَدْ قَصَّرها. والقَصَرُ: أُصول النَّخْلِ وَالشَّجَرِ وَسَائِرِ الْخَشَبِ، وَقِيلَ: هِيَ بَقَايَا الشَّجَرِ، وَقِيلَ: إِنها تَرْمِي بِشَرَرٍ كالقَصْر، وكالقَصَر، فالقَصَر: أُصول النَّخْلِ وَالشَّجَرِ، والقَصْر مِنَ الْبِنَاءِ، وَقِيلَ: القَصْر هُنَا الْحَطَبُ الجَزْلُ؛ حَكَاهُ اللِّحْيَانِيُّ عَنِ الْحَسَنِ. والقَصْرُ: المِجْدَلُ وَهُوَ الفَدَنُ الضخمُ، والقَصَرُ: دَاءٌ يأْخذ فِي القَصَرة. وَقَالَ أَبو مُعَاذٍ النَّحْوِيُّ: وَاحِدُ قَصَر النَّخْلِ قَصَرة، وَذَلِكَ أَن النَّخْلَةَ تُقْطَعُ قَدْرَ ذِرَاعٍ يَسْتَوْقِدُون بِهَا فِي الشِّتَاءِ، وَهُوَ مِنْ قَوْلِكَ لِلرَّجُلِ: إِنه لتَامُّ القَصَرَةِ إِذا كَانَ ضَخْمَ الرَّقَبة، والقَصَرُ يُبْسٌ فِي الْعُنُقِ؛ قَصِرَ، بِالْكَسْرِ، يَقْصَرُ قَصَراً، فَهُوَ قَصِرٌ وأَقْصَرُ، والأُنثى قَصْراء؛ قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ: هُوَ دَاءٌ يأْخذ الْبَعِيرَ فِي عُنُقِهِ فَيَلْتَوِي فَيُكْتَوَى فِي مَفَاصِلِ عُنُقِهِ فَرُبَّمَا بَرَأَ. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ قَصِرَ الفرسُ يَقْصَرُ قَصَراً إِذا أَخذه وَجَعٌ فِي عُنُقِهِ، يُقَالُ: بِهِ قَصَرٌ. الْجَوْهَرِيُّ: قَصِرَ الرجلُ إِذا اشْتَكَى ذَلِكَ. يُقَالُ: قَصِرَ الْبَعِيرُ، بِالْكَسْرِ، يَقْصَرُ قَصَراً. والتِّقْصارُ والتِّقْصارَة، بِكَسْرِ التَّاءِ: القِلادة لِلُزُومِهَا قَصَرَةَ العُنق، وَفِي الصِّحَاحِ: قِلَادَةٌ شَبِيهَةٌ بالمِخْنَقَة، وَالْجَمْعُ التَّقاصِيرُ؛ قَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ العِبَادي:

    وَلَهَا ظَبْيٌ يُؤَرِّثُها، ... عاقِدٌ فِي الجِيدِ تِقْصارا

    وَقَالَ أَبو وَجْزة السَّعْدِي:

    وغَدا نوائحُ مُعْوِلات بالضَّحى ... وُرْقٌ تَلُوحُ، فكُلُّهُنَّ قِصارُها

    قَالُوا: قِصارُها أَطواقها. قَالَ الأَزهري: كأَنه شَبَّهَ بقِصارِ المِيْسَمِ، وَهُوَ العِلاطُ. وَقَالَ نُصَير: القَصَرَةُ أَصل الْعُنُقِ فِي مُرَكَّبِهِ فِي الْكَاهِلِ وأَعلى اللِّيتَيْنِ، قَالَ: وَيُقَالُ لعُنُقِ الإِنسانِ كلِّه قَصَرَةٌ. والقَصَرَةُ: زُبْرَةُ الحَدَّادِ؛ عَنْ قُطْرُب. الأَزهري: أَبو زَيْدٍ: قَصَرَ فلانٌ يَقْصُرُ قَصْراً إِذا ضَمَّ شَيْئًا إِلى أَصله الأَوّل؛ وقَصَرَ قَيْدَ بَعِيرِهِ قَصْراً إِذا ضَيَّقَهُ، وقَصَرَ فلانٌ صلاتَه يَقْصُرها قَصْراً فِي السَّفَرِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ

    ، وَهُوَ أَن تُصَلِّيَ الأُولى وَالْعَصْرَ وَالْعِشَاءَ الْآخِرَةَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، فأَما العشاءُ الأُولى وَصَلَاةُ الصُّبْحِ فَلَا قَصْرَ فِيهِمَا، وَفِيهَا لُغَاتٌ: يُقَالُ قَصَرَ الصلاةَ وأَقْصَرَها وقَصَّرَها، كُلُّ ذَلِكَ جَائِزٌ، وَالتَّقْصِيرُ مِنَ الصَّلَاةِ وَمِنَ الشَّعَرِ مثلُ القَصْرِ. وَقَالَ ابْنُ سِيدَهْ: وقَصَرَ الصلاةَ، وَمِنْهَا يَقْصُر قَصْراً وقَصَّرَ نَقَصَ ورَخُصَ، ضِدٌّ. وأَقْصَرْتُ مِنَ الصَّلَاةِ: لُغَةٌ فِي قَصَرْتُ. وَفِي حَدِيثِ السَّهْوِ:

    أَقَصُرَتِ الصلاةُ أَم نُسِيَت

    ؛ يُرْوَى عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَعَلَى تَسْمِيَةِ الْفَاعِلِ بِمَعْنَى النَّقْصِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

    قُلْتُ لِعُمْرَ إِقْصارَ الصلاةِ اليومَ

    ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ مَنْ أَقْصَرَ الصلاةَ، لُغَةً شَاذَّةً فِي قَصَر. وأَقْصَرَتِ المرأَة: وَلَدَتْ أَولاداً قِصاراً، وأَطالت إِذا وَلَدَتْ أَولاداً طِوالًا. وَفِي الْحَدِيثِ:

    إِن الطَّوِيلَةَ قَدْ تُقْصِرُ وإِن القَصيرة قَدْ تُطِيل

    ؛ وأَقْصَرتِ النعجةُ والمَعَزُ، فَهِيَ مُقْصِرٌ، إِذا أَسَنَّتا حَتَّى تَقْصُرَ أَطرافُ أَسنانهما؛ حَكَاهَا يَعْقُوبُ. والقَصْرُ والمَقْصَرُ والمَقْصِرُ والمَقْصَرَةُ: العَشِيّ. قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُحَقَّرُ القُصَيْرَ، اسْتَغْنوا عَنْ تَحْقيره بِتَحْقِيرِ المَساء. والمَقاصِر والمَقاصِير: الْعَشَايَا؛ الأَخيرة نَادِرَةٌ، قَالَ ابْنُ مُقْبِلٍ: فبَعَثْتُها تَقِصُ المَقاصِرَ، بعد ما ... كَرَبَتْ حَياةُ النارِ للمُتَنَوِّرِ

    وقَصَرْنا وأَقْصَرْنا قَصْراً: دَخَلْنَا فِي قَصْرِ العَشِيِّ، كَمَا تقول: أَمْسَيْنا من المَساء. وقَصَرَ العَشِيُّ يَقْصُر قُصوراً إِذا أَمْسَيْتَ؛ قَالَ العَجَّاجُ:

    حَتَّى إِذا مَا قَصَرَ العَشِيُ

    وَيُقَالُ: أَتيته قَصْراً أَي عَشِيّاً؛ وَقَالَ كُثَيِّرُ عَزَّةَ:

    كأَنهمُ قَصْراً مَصابيحُ راهِبٍ ... بمَوْزَنَ، رَوَّى بالسَّلِيط ذُبالَها

    همُ أَهلُ أَلواحِ السَّرِيرِ ويمْنِه، ... قَرابِينُ أَرْدافاً لَهَا وشِمالَها

    الأَردافُ: الْمُلُوكُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَالِاسْمُ مِنْهُ الرِّدافة، وَكَانَتِ الرِّدافَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لِبَنِي يَرْبوعٍ. والرِّدافَةُ: أَن يَجْلِسَ الرِّدْف عَنْ يَمِينِ الْمَلِكِ، فإِذا شَرِبَ المَلِكُ شَرِبَ الرِّدْفُ بَعْدَهُ قَبْلَ النَّاسِ، وإِذا غَزا المَلِكُ قعَدَ الرِّدْف مَكَانَهُ فَكَانَ خَلِيفَةً عَلَى النَّاسِ حَتَّى يَعُودَ المَلِكُ، وَلَهُ مِنَ الْغَنِيمَةِ المِرْباعُ. وقَرابينُ الْمَلِكِ: جُلَساؤه وخاصَّتُه، وَاحِدُهُمْ قُرْبانٌ. وَقَوْلُهُ: هُمْ أَهل أَلواح السَّرِيرِ أَي يَجْلِسُونَ مَعَ الْمَلِكِ عَلَى سَرِيرِهِ لِنَفَاسَتِهِمْ وَجَلَالَتِهِمْ. وَجَاءَ فُلَانٌ مُقْصِراً حِينَ قَصْرِ العِشاء أَي كَادَ يَدْنُو مِنَ اللَّيْلِ؛ وَقَالَ ابْنُ حِلِّزَة:

    آنَسَتْ نَبْأَةً وأَفْزَعَها القناصُ ... قَصْراً، وقَدْ دَنَا الإِمْساءُ

    ومَقاصِيرُ الطَّرِيقِ: نَوَاحِيهَا، واحدَتُها مَقْصَرة، عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ. والقُصْرَيانِ والقُصَيْرَيانِ ضِلَعانِ تَلِيانِ الطِّفْطِفَة، وَقِيلَ: هُمَا اللَّتَانِ تَلِيانِ التَّرْقُوَتَيْنِ. والقُصَيرَى: أَسْفَلُ الأَضْلاعِ، وَقِيلَ هِيَ الضِّلَعُ الَّتِي تَلِي الشاكلَةَ، وَهِيَ الواهِنةُ، وَقِيلَ: هِيَ آخَرُ ضِلَعٍ فِي الْجَنْبِ. التَّهْذِيبُ: والقُصْرَى والقُصَيْرى الضِّلَعُ الَّتِي تَلِي الشَّاكِلَةَ بَيْنَ الْجَنْبِ وَالْبَطْنِ؛ وأَنشد:

    نَهْدُ القُصَيْرَى يزينُهُ خُصَلُه

    وَقَالَ أَبو دُواد:

    وقُصْرَى شَنِجِ الأَنْساءِ ... نَبَّاحٍ مِنَ الشَّعْب

    أَبو الْهَيْثَمِ: القُصْرَى أَسفل الأَضلاع، والقُصَيرَى أَعلى الأَضلاع؛ وَقَالَ أَوس:

    مُعاوِدُ تأْكالِ القَنِيصِ، شِواؤُه ... مِنَ اللحمِ قُصْرَى رَخْصَةٌ وطَفاطِفُ

    قَالَ: وقُصْرَى هَاهُنَا اسْمٌ، وَلَوْ كَانَتْ نَعْتًا لَكَانَتْ بالأَلف وَاللَّامِ. قَالَ: وَفِي كِتَابِ أَبي عُبَيْدٍ: القُصَيْرَى هِيَ الَّتِي تَلِي الشَّاكِلَةَ، وَهِيَ ضِلَعُ الخَلْفِ؛ فأَما قَوْلُهُ أَنشده اللِّحْيَانِيُّ:

    لَا تَعْدِليني بظُرُبٍّ جَعْدِ، ... كَزِّ القُصَيْرَى، مُقْرِفِ المَعَدِّ

    قَالَ ابْنُ سِيدَهْ: عِنْدِي أَن القُصَيْرَى أَحد هَذِهِ الأَشياء الَّتِي ذَكَرْنَا فِي القُصَيْرَى؛ قَالَ: وأَما اللِّحْيَانِيُّ فَحَكَى أَن القُصَيْرَى هُنَا أَصلُ العُنُق، قَالَ: وَهَذَا غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي اللُّغَةِ إِلا أَن يُرِيدَ القُصَيْرَة، وَهُوَ تَصْغِيرُ القَصَرة مِنَ العُنق، فأَبدل الْهَاءَ لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي أَنهما عَلَمَا تأْنيث. والقَصَرَةُ: الكَسَلُ؛ قَالَ الأَزهري أَنشدني المُنْذرِيُّ رِوَايَةٌ عَنِ ابْنِ الأَعرابي:

    وصارِمٍ يَقْطَعُ أَغْلالَ القَصَرْ، ... كأَنَّ فِي مَتْنَتِهِ مِلْحاً يُذَرّ،

    أَوْ زَحْفَ ذَرٍّ دَبَّ فِي آثارِ ذَرّ وَيُرْوَى:

    كأَنَّ فَوْقَ مَتْنِهِ ملْحاً يُذَرّ

    ابْنُ الأَعرابي: القَصَرُ والقَصارُ الكَسَلُ. وَقَالَ أَعرابي: أَردت أَن آتِيَكَ فَمَنَعَنِي القَصارُ، قَالَ: والقَصارُ والقُصارُ والقُصْرَى والقَصْرُ، كُلُّهُ أُخْرَى الأُمور. وقَصْرُ المجْدِ: مَعْدِنهُ؛ وَقَالَ عَمْرُو بْنُ كُلْثُوم:

    أَباحَ لَنا قُصُورُ المَجْدِ دِينَا

    وَيُقَالُ: مَا رَضِيتُ مِنْ فُلَانٍ بِمَقْصَرٍ ومَقْصِرٍ أَي بأَمر مِنْ دُونٍ أَي بأَمر يَسِيرٍ، وَمِنْ زَائِدَةٌ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ جَارِي مُقاصِرِي أَي قَصْرُه بِحِذَاءِ قَصْرِي؛ وأَنشد:

    لِتَذْهَبْ إِلى أَقْصى مُباعَدةٍ جَسْرُ، ... فَمَا بِي إِليها مِنْ مُقاصَرةٍ فَقْرُ

    يَقُولُ: لَا حَاجَةَ لِي فِي جِوَارِهِمْ. وجَسْرٌ: مِنْ مُحَارِبٍ. والقُصَيْرَى والقُصْرَى: ضَرْبٌ مِنَ الأَفاعي، يُقَالُ: قُصْرَى قِبالٍ وقُصَيْرَى قِبالٍ. والقَصَرَةُ: الْقِطْعَةُ مِنَ الْخَشَبِ. وقَصَرَ الثوبَ قِصارَةً؛ عَنْ سِيبَوَيْهِ، وقَصَّرَه، كِلَاهُمَا: حَوَّرَه ودَقَّهُ؛ وَمِنْهُ سُمِّي القَصَّارُ. وقَصَّرْتُ الثَّوْبَ تَقْصِيرا مِثْلُهُ. والقَصَّارُ والمُقَصِّرُ: المُحَوِّرُ لِلثِّيَابِ لأَنه يَدُقُّها بالقَصَرَةِ الَّتِي هِيَ القِطْعَة مِنَ الْخَشَبِ، وَحِرْفَتُهُ القِصارَةُ. والمِقْصَرَة: خَشَبَةُ القَصَّار. التَّهْذِيبُ: والقَصَّارُ يَقْصُر الثوبَ قَصْراً. والمُقَصِّرُ: الَّذِي يُخسُّ العطاءَ ويقلِّله. والتَّقْصيرُ: إِخْساسُ الْعَطِيَّةِ. وَهُوَ ابْنُ عَمِّي قُصْرَةً، بِالضَّمِّ، ومَقْصُورةً وَابْنُ عَمِّي دِنْيا ودُنْيا أَي دَانِي النِّسَبِ وَكَانَ ابنَ عَمِّه لَحًّا؛ وأَنشد ابْنُ الأَعرابي:

    رَهْطُ التِّلِبِّ هَؤُلَا مَقْصُورةً

    قَالَ: مَقْصُورَةً، أَي خَلَصُوا فَلَمْ يُخَالِطْهُمْ غَيْرُهُمْ مِنْ قَوْمِهِمْ؛ وَقَالَ اللِّحْيَانِيُّ: تُقَالُ هَذِهِ الأَحرف فِي ابْنِ الْعَمَّةِ وَابْنِ الْخَالَةِ وَابْنِ الْخَالِ. وتَقَوْصَرَ الرجلُ: دَخَلَ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ. والقَوْصَرَة والقَوْصَرَّةُ، مُخَفَّفٌ وَمُثْقَلٌ: وِعَاءٌ مِنْ قَصَبٍ يُرْفَعُ فِيهِ التَّمْرُ مِنَ البَوارِي؛ قَالَ: وَيُنْسَبُ إِلى عَلِيٍّ، كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ:

    أَفْلَحَ مَنْ كانتْ لَهُ قَوْصَرَّه، ... يأْكلُ منا كلَّ يومٍ مَرَّه

    قَالَ ابْنُ دُرَيْدٍ: لَا أَحسبه عَرَبِيًّا. ابْنُ الأَعرابي: العربُ تَكْنِي عَنِ المرأَة بالقارُورةِ والقَوْصَرَّة. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَهَذَا الرَّجَزُ يُنْسَبُ إِلى عَلِيٍّ؛ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقَالُوا: أَراد بالقَوْصَرَّة المرأَة وبالأَكل النِّكَاحَ. قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: وَذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ أَن القَوْصرَّة قَدْ تُخَفَّفُ رَاؤُهَا وَلَمْ يَذْكُرْ عَلَيْهِ شَاهِدًا. قَالَ: وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَن شَاهِدَهُ قَوْلُ أَبي يَعْلى المْهَلَّبِي:

    وسَائِلِ الأَعْلَم ابنَ قَوْصَرَةٍ: ... مَتَى رَأَى بِي عَنِ العُلى قَصْرا؟

    قَالَ: وَقَالُوا ابْنُ قَوْصَرة هُنَا المَنْبُوذ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ حَمْزَةَ: أَهل الْبَصْرَةِ يُسَمُّونَ الْمَنْبُوذَ ابْنَ قَوْصَرة، وُجِدَ فِي قَوصَرة أَو فِي غَيْرِهَا، قَالَ: وَهَذَا الْبَيْتُ شَاهِدٌ عَلَيْهِ. وقَيْصَرُ: اسْمُ مَلِكٍ يَلي الرُّومَ، وَقِيلَ: قَيْصَرُ مِلْكُ الرُّومِ. والأُقَيْصِرُ: صَنَمٌ كَانَ يُعْبَدُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ؛ أَنشد ابْنُ الأَعرابي:

    وأَنْصابُ الأُقَيْصِرِ حِينَ أَضْحَتْ ... تَسِيلُ، عَلَى مَناكِبِها، الدِّماءُ

    وَابْنُ أُقَيْصِر: رَجُلٌ بَصِيرٌ بِالْخَيْلِ. وقاصِرُونَ وقاصِرِينَ: مَوْضِعٌ، وَفِي النَّصْبِ وَالْخَفْضِ قاصِرِينَ.

    قطر: قَطَرَ الماءُ والدَّمْعُ وَغَيْرُهُمَا مِنَ السَّيَّالِ يَقْطُر قَطْراً وقُطُوراً وقَطَراناً وأَقْطَر؛ الأَخيرةُ عَنْ أَبي حَنِيفَةَ، وتَقاطَرَ؛ أَنشد ابْنُ جِنِّي:

    كأَنه تَهْتانُ يومٍ ماطرِ، ... مِنَ الربِيعِ، دائمُ التَّقاطُرِ

    وأَنشده دَائِبٌ بِالْبَاءِ، وَهُوَ فِي مَعْنَى دَائِمٍ، وأَراد مِنْ أَيام الرَّبِيعِ؛ وقَطَره اللهُ وأَقْطَره وقَطَّره وَقَدْ قَطَرَ الماءُ وقَطَرْتُه أَنا، يَتَعَدَّى وَلَا يَتَعَدَّى؛ وقَطَرانُ الْمَاءِ، بِالتَّحْرِيكِ، وتَقْطِيرُ الشَّيْءِ: إِسالته قَطْرَةً قَطْرَةً. والقَطْرُ: المَطَرُ. والقِطارُ: جَمْعُ قَطْرٍ وَهُوَ الْمَطَرُ. والقَطْرُ: مَا قَطَرَ مِنَ الْمَاءِ وَغَيْرِهِ، وَاحِدَتُهُ قَطْرة، وَالْجَمْعُ قِطار. وسحابٌ قَطُورٌ ومِقْطار: كَثِيرُ القَطْرِ؛ حَكَاهُمَا الْفَارِسِيُّ عَنْ ثَعْلَبٍ. وأَرض مَقْطورة: أَصابها القَطْر. واسْتَقْطَر الشيءَ: رامَ قَطَرَانَه. وأَقْطَرَ الشيءُ: حَانَ أَن يَقْطُرَ. وَغَيْثٌ قُطارٌ: عَظِيمُ القَطْر. وقَطَرَ الصَّمْغُ مِنَ الشَّجَرَةِ يَقْطُر قَطْراً: خَرَجَ. وقُطَارةُ الشَّيْءِ: مَا قَطَرَ مِنْهُ؛ وَخَصَّ اللِّحْيَانِيِّ بِهِ قُطارةَ الحَبِّ، قَالَ: القُطارة، بِالضَّمِّ، مَا قَطَر مِنَ الحَبِّ وَنَحْوِهِ. وقَطَرَتِ اسْتُه: مَصَلَتْ، وَفِي الإِناء قُطارَة مِنْ مَاءٍ أَي قليلٌ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ. والقَطْرانُ والقَطِرانُ: عُصارَة الأَبْهَلِ والأَرْزِ وَنَحْوِهِمَا يُطْبَخ فيُتحلب مِنْهُ ثُمَّ تُهْنَأُ بِهِ الإِبِل. قَالَ أَبو حَنِيفَةَ: زَعَمَ بَعْضُ مَنْ يَنْظُرُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ أَن القَطِرانَ هُوَ عَصير ثَمَرِ الصَّنَوْبَر، وأَن الصَّنَوْبَر إِنما هُوَ اسْمُ لَوْزَةِ ذَاكَ، وأَن شَجَرَتَهُ بِهِ سُمِّيَتْ صَنَوْبراً؛ وَسُمِعَ قَوْلُ الشَّمَّاخُ فِي وَصْفِ نَاقَتِهِ وَقَدْ رَشَحَتْ ذِفْراها فَشَبَّهَ ذِفْرَاهَا لَمَّا رَشَحَتْ فاسْوَدَّت بمناديلِ عُصارة الصَّنَوْبَر فَقَالَ:

    كأَن بذِفْراها مَنادِيلَ فارقتْ ... أَكُفَّ رِجالٍ، يَعْصِرُونَ الصَّنَوْبَرا

    فَظَنَّ أَن ثَمَرَهُ يُعْصَرُ، وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ

    ؛ قِيلَ، وَاللَّهُ أَعلم: إِنها جُعِلَتْ مِنَ الْقَطْرَانِ لأَنه يُبالِغُ فِي اشْتِعالِ النَّارِ فِي الْجُلُودِ، وقرأَها ابْنُ عَبَّاسٍ: مِنْ قِطْرٍ آنٍ. والقِطْرُ: النُّحاسُ وَالْآنِي الَّذِي قَدِ انْتَهَى حَرُّه. والقَطِرانُ: اسْمُ رَجُلٍ سُمِّيَ بِهِ لِقَوْلِهِ:

    أَنا القَطِرانُ والشُّعَراءُ جَرْبى، ... وَفِي القَطِرانِ للجَرْبى هِناءُ

    وَبَعِيرٌ مَقْطُورٌ ومُقَطْرَنٌ، بِالنُّونِ كأَنه رَدُّوه إِلى أَصله: مَطْليٌّ بالقَطِرانِ؛ قَالَ لَبِيدٌ:

    بَكَرَتْ بِهِ جُرَشِيَّةٌ مَقْطُورَةٌ، ... تَرْوِي المَحاجِرَ بازلٌ عُلْكُومُ

    وقَطَرْتُ الْبَعِيرَ: طَلَيْتُه بالقَطِرانِ؛ قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

    أَتَقْتُلني، وَقَدْ شَغَفْتُ فؤادَها، ... كَمَا قَطَرَ المَهْنُوءةَ الرَّجُلُ الطَّالِي؟

    قَوْلُهُ: شَغَفْتُ فُؤَادَهَا أَي بَلَغَ حُبِّي مِنْهَا شِغافَ قَلْبِهَا كَمَا بَلَغَ القَطِرانُ شِغافَ النَّاقَةِ الْمَهْنُوءَةِ؛ يَقُولُ: كَيْفَ تَقْتُلُنِي وَقَدْ بَلَغَ مِنْ حُبِّهَا لِي مَا ذَكَرْتُهُ، إِذ لَوْ أَقدمت عَلَى قَتْلِهِ لَفَسَدَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا، وَكَانَ ذَلِكَ دَاعِيًا إِلى الْفُرْقَةِ وَالْقَطِيعَةِ مِنْهَا. والقِطْرُ، بِالْكَسْرِ: النُّحَاسُ الذَّائِبُ، وَقِيلَ: ضَرْبٌ مِنْهُ؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: مِنَ قِطْرٍ آنٍ. والقِطْرُ، بِالْكَسْرِ، والقِطْرِيَّة: ضَرْبٌ مِنَ البُرود. وَفِي الْحَدِيثِ:

    أَنه، عَلَيْهِ السَّلَامُ، كَانَ مُتَوَشِّحاً بثوبٍ قِطْرِيّ.

    وَفِي حَدِيثِ

    عَائِشَةَ: قَالَ أَيْمَنُ دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ وَعَلَيْهَا دِرْعٌ قِطْرِيٌّ ثَمَنُهُ خَمْسَةُ دَرَاهِمَ

    ؛ أَبو عَمْرٍو: القِطْرُ نَوْعٌ مِنَ البُرود؛ وأَنشد:

    كَساكَ الحَنْظَليُّ كساءَ صُوفٍ ... وقِطْرِيّاً، فأَنتَ بِهِ تَفِيدُ

    شَمِرٌ عَنِ البَكْراوِيّ قَالَ: البُرُود القِطْرِيّة حُمْرٌ لَهَا أَعلام فِيهَا بَعْضُ الْخُشُونَةِ، وَقَالَ خَالِدُ بْنُ جَنْبَةَ: هِيَ حُلَلٌ تُعْمَلُ بِمَكَانٍ لَا أَدري أَين هُوَ. قَالَ: وَهِيَ جِيادٌ وَقَدْ رأَيتها وَهِيَ حُمْرٌ تأْتي مِنْ قِبَلِ الْبَحْرَيْنِ. قَالَ أَبو مَنْصُورٍ: وَبِالْبَحْرَيْنِ عَلَى سِيف وعُمان «3» مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا قَطَرٌ، قَالَ: وأَحسبهم نَسَبُوا هَذِهِ الثِّيَابَ إِليها فَخَفَّفُوا وَكَسَرُوا الْقَافَ لِلنِّسْبَةِ، وَقَالُوا: قِطْرِيٌّ، والأَصل قَطَرِيٌّ كَمَا قَالُوا فِخْذٌ لِلفَخِذِ؛ قَالَ جَرِيرٌ:

    لَدَى قَطَرِيَّاتٍ، إِذا مَا تَغَوَّلَتْ ... بِهَا البِيدُ غاولنَ الحُزُومَ الفَيافِيا

    أَراد بالقَطَرِيَّاتِ نَجائبَ نَسَبَهَا إِلى قَطَر وَمَا وَالَاهَا مِنَ البَرِّ؛ قَالَ الرَّاعِي وَجَعَلَ النَّعَامَ قَطَرِيَّةً:

    الأَوْبُ أَوْبُ نَعائِمٍ قَطَريَّةٍ، ... والآلُ آلُ نَحائِصٍ حُقْبِ

    نَسَبَ النَّعَائِمَ إِلى قَطَرٍ لِاتِّصَالِهَا بالبَرِّ وَمُحَاذَاتِهَا رِمالَ يَبْرِينَ. والقُطْر، بِالضَّمِّ: النَّاحِيَةُ وَالْجَانِبُ، وَالْجَمْعُ أَقْطار. وقومُك أَقْطارَ البلادِ: عَلَى الظَّرْفِ وَهِيَ مِنَ الْحُرُوفِ الَّتِي عَزَلَهَا سِيبَوَيْهِ لِيُفَسِّرَ مَعَانِيهَا ولأَنها غَرَائِبُ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ

    ؛ أَقطارُها: نَوَاحِيهَا، وَاحِدُهَا قُطْر، وَكَذَلِكَ أَقتارُها، وَاحِدُهَا قُتْرٌ. قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: لَا يُعْجِبَنَّكَ مَا تَرَى مِنَ الْمَرْءِ حَتَّى تَنْظُرَ عَلَى أَيِّ قُطْرَيْه يَقَعُ أَي عَلَى أَي شِقَّيه يَقَعُ فِي خَاتِمَةِ عَمَلِهِ، أَعلى شِقِّ الإِسلام أَو غَيْرِهِ. وأَقطارُ الفَرَس: مَا أَشرف مِنْهُ وَهُوَ كاثِبَتُه وعَجُزُه، وَكَذَلِكَ أَقطار الْخَيْلِ وَالْجَمَلِ مَا أَشْرَفَ مِنْ أَعاليه. وأَقطارُ الفَرس وَالْبَعِيرِ: نَوَاحِيهِ. والتَّقاطُرُ: تقابُلُ الأَقطارِ. وطَعَنه فَقَطَّرَه أَي أَلقاه عَلَى قُطْرِه أَي جَانِبِهِ، فَتَقَطَّر أَي سَقَطَ، قَالَ الهُذَليُّ المُتَنَخِّلُ:

    التَّارِك القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه، ... كأَنه مِنْ عُقارِ قَهْوَةٍ ثَمِلُ

    مُجَدَّلًا يتَسَقَّى جِلْدُه دَمَهُ، ... كَمَا يُقَطَّرُ جِذْعُ الدَّوْمَةِ القُطُلُ

    وَيُرْوَى: يتَكَسَّى جِلْدُه. والقُطُلُ: المقطوعُ. وقول: مُصْفَرّاً أَنامِلُه يُرِيدُ أَنه نُزِفَ دَمُه فاصْفَرَّتْ أَنامِلُه. والعُقار: الخَمْر الَّتِي لازَمَتِ الدَّنَّ وعاقَرَتْه. والثَّمِلُ: الَّذِي أَخذ مِنْهُ الشَّرابُ. والمُجَدَّلُ: الَّذِي سَقَطَ بالجَدالَةِ وَهِيَ الأَرض. والدَّوْمَةُ: واحدةُ الدَّوْمِ وَهُوَ شَجَرُ المُقْل. اللَّيْثُ: إِذا صَرَعْتَ الرجلَ صَرْعَةً شَدِيدَةً قُلْتَ قَطَّرْتُه؛ وأَنشد:

    قَدْ عَلِمَتْ سَلْمَى وجاراتُها ... مَا قَطَّرَ الفارِسَ إِلَّا أَنا

    وَفِي الْحَدِيثِ:

    فَنَفَرَتْ نَقَدَةٌ فَقَطَّرَتِ الرجلَ فِي الفُراتِ فغَرِقَ

    أَي أَلقته فِي الفُرات عَلَى أَحد قُطْرَيْه أَي شِقَّيْهِ. والنَّقَدُ: صِغارُ الغَنَم. وَفِي الْحَدِيثِ:

    أَن رَجُلًا رَمَى امرأَةً يَوْمَ الطَّائِفِ فَمَا أَخطأَ أَن قَطَّرَها.

    وَفِي حَدِيثِ

    عَائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: قَدْ جَمَعَ حاشِيَتَيْه وضَمَّ قُطْرَيْه

    أَي جَمَعَ جَانِبَيْهِ عَنْ الانتشارِ والتَّبَدُّدِ والتَّفَرُّقِ، والله (3). قوله [على سيف وعمان] كذا بالأصل، وعبارة ياقوت: قَالَ أَبُو مَنْصُورٍ فِي أعراض البحرين على سيف الخط بين عمان والقعير قرية يقال لها قطر.

    أَعلم. وقَطَرَه فَرَسُه وأَقْطَرَه وتَقَطَّر بِهِ: أَلقاه عَلَى تِلْكَ الْهَيْئَةِ. وتَقَطَّرَ هُوَ: رَمى بنَفْسه مِنْ عُلْوٍ. وتَقَطَّر الجِذْعُ: قُطِعَ أَو انْجَعَبَ كَتَقَطَّلَ. والبعيرُ القاطِرُ: الَّذِي لَا يَزَالُ يَقْطُرُ بولُه. الْفَرَّاءُ: القُطارِيُّ الحَيّةُ مأْخوذ مِنَ القُطارِ وَهُوَ سَمُّه الَّذِي يَقْطُرُ مِنْ كَثْرَتِهِ. أَبو عَمْرٍو: القُطارِيَّةُ الْحَيَّةُ. وحيةٌ قُطارِيَّةٌ: تأْوي إِلى قُطْرِ الْجَبَلِ، بَنى فُعالًا مِنْهُ وَلَيْسَتْ بِنِسْبَةٍ عَلَى القُطْرِ وإِنما مَخْرَجُه مَخْرَجُ أُيارِيّ وفُخاذِيّ؛ قَالَ تأَبَّطَ شَرًّا:

    أَصَمُّ قُطارِيٌّ يكونُ خروجُه، ... بُعَيْدَ غُروبِ الشمسِ، مُخْتَلِفَ الرَّمْسِ

    وتَقَطَّر لِلْقِتَالِ تَقَطُّراً: تَهَيَّأَ وتحَرَّقَ لَهُ. قَالَ: والتَقَطُّر لُغَةٌ فِي التَّقَتُّر وَهُوَ التَّهَيُّؤُ لِلْقِتَالِ. والقُطْرُ والقُطُرُ، مِثْلُ عُسْرٍ وعُسُرٍ: العُودُ الَّذِي يُتَبَخَّر بِهِ؛ وَقَدْ قَطَّر ثوبَه وتَقَطَّرَتِ المرأَةُ، قَالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ:

    كأَنَّ المُدامَ وصَوْبَ الغَمامْ، ... ورِيحَ الخُزامى ونَشرَ القُطُرْ

    يُعَلُّ بِهَا بَرْد أَنْيابِها، ... إِذا طَرّبَ الطائرُ المُسْتَحِرْ

    شَبَّهَ ماءَ فِيهَا فِي طِيبِهِ عِنْدَ السَّحَر بالمُدام وَهِيَ الْخَمْرُ، وصَوْب الغَمام: الَّذِي يُمْزَجُ بِهِ الْخَمْرُ، وَرِيحُ الخُزامى: وَهُوَ خِيْرِيُّ البَرِّ. ونَشْر القُطُر: وَهُوَ رَائِحَةُ الْعُودِ، وَالطَّائِرُ المُسْتَحِرُ: هُوَ المُصَوِّتُ عِنْدَ السَّحَر. والمِقْطَرُ والمِقْطَرَة: المِجْمَر؛ وأَنشد أَبو عُبيد للمُرَقِّشِ الأَصْغَر:

    فِي كلِّ يومٍ لَهَا مِقْطَرَةٌ، ... فِيهَا كِباءٌ مُعَدٌّ وحَمِيمْ

    أَي مَاءٌ حارٌّ تُحَمُّ بِهِ. الأَصمعي: إِذا تَهَيَّأَ النبتُ لليُبْسِ قِيلَ: اقْطارَّ اقْطِيراراً، وَهُوَ الَّذِي يَنْثَني ويَعْوَجُّ ثُمَّ يَهِيجُ، يَعْنِي النَّبَاتَ. وأَقْطَرَ النبتُ واقْطارَّ: وَلَّى وأَخذ يَجِفُّ وتَهَيَّأَ لليُبْسِ؛ قَالَ سِيبَوَيْهِ: وَلَا يُسْتَعْمَلُ إِلا مَزِيدًا. وأَسْوَدُ قُطارِيٌّ: ضَخْمٌ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

    أَتَرْجُو الحَياةَ يَا ابنَ بِشْرِ بنِ مُسْهِرٍ، ... وَقَدْ عَلِقَتْ رِجْلاكَ مِنْ نابِ أَسْوَدا

    أَصَمَّ قُطارِيٍّ، إِذا عَضَّ عَضَّةً، ... تَزَيَّلَ أَعْلى جِلْدِه فتَرَبَّدا؟

    وَنَاقَةٌ مِقْطار عَلَى النَّسَبِ، وَهِيَ الخَلِفةُ. وَقَدِ اقْطارَّتْ: تَكَسَّرَتْ. والقِطارُ: أَن تَقْطُر الإِبل بَعْضَهَا إِلى بَعْضٍ عَلَى نَسَقٍ وَاحِدٍ. وتَقْطِيرُ الإِبل: مِنَ القِطارِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ سِيرِينَ: أَنه كَانَ يَكْرَهُ القَطَرَ؛ قَالَ ابْنُ الأَثير: هُوَ بِفَتْحَتَيْنِ أَن يَزِنَ جُلَّةً مَنْ تَمْرٍ أَو عِدْلًا مِنْ مَتَاعٍ أَو حَبٍّ وَنَحْوِهِمَا ويأْخُذَ مَا بَقِيَ عَلَى حِسَابِ ذَلِكَ وَلَا يَزِنُهُ، وَهُوَ المُقاطَرة؛ وَقِيلَ: هُوَ أَن يأْتي الرَّجُلُ إِلى آخَرَ فَيَقُولُ لَهُ: بِعْنِي مَا لَكَ فِي هَذَا الْبَيْتِ مِنَ التَّمْرِ جُزافاً بِلَا كَيْلٍ وَلَا وَزْنٍ، فَيَبِيعُهُ، وكأَنه مِنْ قِطارِ الإِبل لاتِّباع بَعْضِهِ بَعْضًا. وَقَالَ أَبو مُعَاذٍ: القَطَرُ هُوَ الْبَيْعُ نَفْسُهُ؛ وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمارة: أَنه مَرَّتْ بِهِ قِطارةُ جِمَالٍ؛ القِطارَةُ والقِطارُ أَن تُشَدَّ الإِبلُ عَلَى نَسَقٍ وَاحِدًا خَلفَ وَاحِدٍ. وقَطَرَ الإِبلَ يَقْطُرها قَطْراً وقَطَّرها: قَرَّب بعضَها إِلى بَعْضٍ عَلَى نَسَقٍ. وَفِي الْمَثَلِ: النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ؛ مَعْنَاهُ أَن الْقَوْمَ إِذا أَنْفَضُوا ونَفِدَتْ أَموالهُم قَطَروا إِبلهم فَسَاقُوهَا لِلْبَيْعِ قِطاراً قِطاراً. والقطارُ: قِطارُ الإِبل؛ قَالَ أَبو النَّجْمِ:

    وانْحَتَّ مِنْ حَرْشاءِ فَلْجٍ حَرْدَلُه، ... وأَقْبَلَ النملُ قِطاراً تَنْقُلُه

    وَالْجَمْعُ قُطُرٌ وقُطُراتٌ. وتَقَاطَرَ القومُ: جاؤوا أَرسالًا، وَهُوَ مأْخوذ مِنْ قِطارِ الإِبل: وَجَاءَتِ الإِبل قِطَارًا أَي مَقْطورة. الرِّياشِيُّ: يُقَالُ أَكْرَيْتُهُ مُقاطَرَةً إِذا أَكراه ذَاهِبًا وَجَائِيًا، وأَكريته وَضْعَةً وَتَوْضِعَةً «1» إِذا أَكراه دَفْعةً. وَيُقَالُ: اقْطَرَّتِ النَّاقَةُ اقْطِراراً، فَهِيَ مُقْطَرَّةٌ، وَذَلِكَ إِذا لَقِحتْ فشالتْ بِذَنَبِهَا وشَمَختْ برأْسها. قَالَ الأَزهري: وأَكثر مَا سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ فِي هَذَا الْمَعْنَى: اقْمَطَرَّت، فَهِيَ مُقْمَطِرَّة، وكأَن الْمِيمَ زَائِدَةٌ فِيهَا. والقُطَيْرة: تَصْغِيرُ القُطْرَة وَهُوَ الشَّيْءُ التَّافِهُ الْخَسِيسُ. والمِقْطَرَةُ: الفَلَقُ، وَهِيَ خَشَبَةٌ فِيهَا خُرُوقٌ، كُلُّ خَرْقٍ عَلَى قدرِ سَعَةِ السَّاقِ، يُدْخَلُ فِيهَا أَرجل الْمَحْبُوسِينَ، مُشْتَقٌّ مِنْ قِطار الإِبل لأَن الْمَحْبُوسِينَ فِيهَا عَلَى قِطارٍ وَاحِدٍ مَضْمُومٌ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ، أَرجلهم في خروق خشبة مَفْلُوقَةٍ عَلَى قَدْرِ سَعَةِ سُوقِهم. وقَطَرَ فِي الأَرض قُطوراً ومَطَر مُطُوراً: ذَهَبَ فأَسرع. وَذَهَبَ ثَوْبِي وَبَعِيرِي فَمَا أَدري مَنْ قَطَره وَمَنْ قَطَرَ بِهِ أَي أَخذه، لَا يُسْتَعْمَلُ إِلا فِي الجَحْدِ. وَيُقَالُ: تَقَطَّرَ عَنِّي أَي تَخَلَّفَ عَنِّي، وأَنشد:

    إِنِّي عَلَى مَا كانَ مِنَ تَقَطُّري ... عنكَ، وَمَا بِي عنكَ مِنْ تأَسُّري

    والمُقطَئِرُّ: الغضبانُ المُنْتَشِرُ مِنَ النَّاسِ. وقَطُوراءُ، ممدودٌ: نَبَاتٌ، وَهِيَ سَوادِيَّة. والقَطْراء، مَمْدُودٌ: مَوْضِعٌ؛ عَنِ الْفَارِسِيِّ. وقَطَرٌ: مَوْضِعٌ بِالْبَحْرَيْنِ؛ قَالَ عَبْدَةُ بْنُ الطَّبِيبِ:

    تَذَكَّرَ ساداتُنا أَهْلَهُمْ، ... وَخَافُوا عُمانَ وَخَافُوا قَطَرْ

    والقَطَّارُ: مَاءٌ مَعْرُوفٌ. وقَطَرِيُّ بنُ فُجاءةَ المازنيُّ زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَن أَصل الِاسْمِ مأْخوذ مِنْ قَطَريّ النِّعالِ.

    قطعر: اقْطَعَرَّ الرَّجُلُ: انْقَطَعَ نَفَسُه من بُهْر، وكذلك اقْعَطَرَّ.

    قطمر: القِطْمِيرُ والقِطْمارُ: شَقُّ النَّوَاةِ، وَفِي الصِّحَاحِ: القِطْمِيرُ الفُوفة الَّتِي فِي النَّوَاةِ، وَهِيَ القِشْرة الدَّقِيقَةُ الَّتِي عَلَى النَّوَاةِ بَيْنَ النَّوَاةِ وَالتَّمْرِ، وَيُقَالُ: هِيَ النُّكْتة الْبَيْضَاءُ الَّتِي فِي ظَهْرِ النَّوَاةِ الَّتِي تَنْبُتُ مِنْهَا النَّخْلَةُ. وَمَا أَصبتُ مِنْهُ قِطْميراً أَي شيئاً.

    قعر: قَعْرُ كُلِّ شَيْءٍ: أَقصاه، وَجَمْعُهُ قُعُور. وقَعَر البئرَ وَغَيْرَهَا: عَمَّقَها وَنَهْرٌ قَعِيرٌ: بَعِيدُ القَعْرِ، وَكَذَلِكَ بِئْرٌ قَعِيرة وقَعِير، وَقَدْ قَعُرَتْ قَعارةً. وَقَصْعَةٌ قَعيرة: كَذَلِكَ. وقَعَر البئرَ يَقْعَرُها قَعْراً: انْتَهَى إِلى قَعْرها، وَكَذَلِكَ الإِناء إِذا شَرِبْتَ جَمِيعَ مَا فِيهِ حَتَّى تَنْتَهي إِلى قَعْره. وقَعَر الثريدةَ: أَكلها مِنْ قَعْرها. وأَقْعَر البئرَ: جَعَلَ لَهَا قَعْراً. وَقَالَ ابْنُ الأَعرابي: قَعَر البئرَ يَقْعَرُها عَمَّقها، وقَعَر الحَفْرَ كَذَلِكَ، وَبِئْرٌ قَعِيرةٌ وَقَدْ قَعُرَتْ قَعارةً. وَرَجُلٌ بَعِيدُ القَعْرِ أَي الغَوْر، عَلَى المَثَل. وقَعْرُ الفمِ: داخلُه. وقَعَّر فِي كَلَامِهِ وتَقَعَّرَ تَشَدَّقَ وَتَكَلَّمَ بأَقصى قَعْر فَمِهِ، وَقِيلَ: تَكَلَّمَ بأَقصى حَلْقِهِ. وَرَجُلٌ قَيْعَرٌ وقَيْعار: مُتَقَعِّر فِي كلامه. والتقعيرُ: التعميق. (1). قوله [وضعة وتوضعة] كذا بالأصل.

    والتَّقْعير فِي الْكَلَامِ: التَّشَدُّق فِيهِ. والتَّقَعُّر: التَّعَمُق. وقَعَّر الرجلُ إِذا رَوَّى فَنَظَرَ فِيمَا يَغْمُضُ مِنَ الرأْي حَتَّى يَسْتَخْرِجَهُ. ابْنُ الأَعرابي: القَعَرُ الْعَقْلُ التَّامُّ. يُقَالُ: هُوَ يَتَقَعَّر فِي كَلَامِهِ إِذا كَانَ يَتَنَحَّى وَهُوَ لَحَّانة، ويَتعاقَلُ وَهُوَ هِلْباجة. أَبو زَيْدٍ: يُقَالُ مَا خَرَجَ مِنْ أَهل هَذَا القَعْرِ أَحدٌ مِثْلُهُ، كَقَوْلِكَ: مِنْ أَهل هَذَا الْغَائِطِ مِثْلُ الْبَصْرَةِ أَو الْكُوفَةِ. وإِناء قَعْرانُ: فِي قَعْره شَيْءٌ. وَقَصْعَةٌ قَعْرى وقَعِرة: فِيهَا مَا يُغَطِّي قَعْرها، وَالْجَمْعُ قَعْرى، وَاسْمُ ذَلِكَ الشَّيْءِ القَعْرَةُ والقُعْرَة. الْكِسَائِيُّ: إِناء نَصْفانُ وشَطْرانُ بَلَغَ مَا فِيهِ شَطْرَه، وَهُوَ النِّصْفُ. وإِناء نَهْدانُ وَهُوَ الَّذِي عَلَا وأَشرف، وَالْمُؤَنَّثُ مِنْ هَذَا كُلِّهِ فَعْلى. وقَعْبٌ مِقْعار: وَاسِعٌ بَعِيدُ القَعْر. والقَعْرُ: جَوْبَةٌ تَنْجابُ مِنَ الأَرض وَتَنْهَبِطُ يَصْعُب الِانْحِدَارُ فِيهَا. والمُقَعِّر: الَّذِي يَبْلُغُ قَعْرَ الشَّيْءِ. وامرأَة قَعِرة وقَعِيرة: بَعِيدَةُ الشَّهْوَةِ؛ عَنِ اللِّحْيَانِيِّ، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تَجِدُ الغُلْمةَ فِي قَعْر فَرْجِهَا، وَقِيلَ: هِيَ الَّتِي تُرِيدُ الْمُبَالَغَةَ، وَقِيلَ: امرأَة قَعِرَة وقَعِيرةٌ نَعْتُ سَوْء فِي الْجِمَاعِ. والقُعَرُ مِنَ النَّمْلِ: الَّتِي تَتَّخِذُ القُرَيَّاتِ. وَضَرَبَهُ فقَعَرَه أَي صَرَعَه. ابْنُ الأَعرابي قَالَ: صَحَّفَ أَبو عُبَيْدٍ يَوْمًا فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ فِي ثَلَاثَةِ أَحرف فَقَالَ: ضَرَبَهُ فانْعَقَر، وإِنما هُوَ فانْقَعَر، وَقَالَ: فِي صَدْرِهِ حَشَكٌ، وَالصَّحِيحُ حَسَكٌ، وَقَالَ: شُلَّتْ يَدُه، وَالصَّوَابُ شَلَّتْ. وقَعَر النخلَةَ فانْقَعَرَتْ هِيَ: قَطَعَها مِنْ أَصلها فَسَقَطَتْ، والشجرةُ انْجَعَفَتْ مِنْ أَصلها وانْصَرَعَتْ هِيَ. وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ: كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ

    ؛ والمُنْقَعِرُ: المُنْقَلِعُ مِنْ أَصله. وقَعَرْتُ النَّخْلَةَ إِذا قَلَعْتها مِنْ أَصلها حَتَّى تَسْقُط، وَقَدِ انْقَعَرَتْ هِيَ. وَفِي الْحَدِيثِ:

    أَن رَجُلًا تَقَعَّر عَنْ مَالٍ لَهُ

    ، وَفِي رِوَايَةٍ:

    انْقَعَر عَنْ مَالِهِ

    أَي انْقَلَع مِنْ أَصله. يُقَالُ: قَعَرَه إِذا قَلَعَه، يَعْنِي أَنه مَاتَ عَنْ مَالٍ لَهُ. وَفِي حَدِيثِ

    ابْنِ مَسْعُودٍ: أَن عُمَرَ لَقِيَ شَيْطَانًا فصارَعَه فقَعَره أَي قَلَعه

    ، وَقِيلَ: كلُّ مَا انْصَرَع، فَقَدِ انْقَعَر وتَقَعَّر؛ قَالَ لَبِيدٌ:

    وأَرْبَد فارِس الهَيْجا، إِذا مَا ... تَقَعَّرَتِ المشاجِرُ بالفِئامِ

    أَي انْقَلَبَتْ فَانْصَرَعَتْ، وَذَلِكَ فِي شِدَّة الْقِتَالِ عِنْدَ الإِنهزام. ابْنُ الأَعرابي: قَالَتِ الدُّبَيْريَّةُ القَعْر الجَفْنَة وَكَذَلِكَ المِعْجَنُ والشِّيزى والدَّسِيعَةُ؛ رَوَى ذَلِكَ كُلَّهُ الْفَرَّاءُ عَنِ الدُّبَيْريَّةِ. وقَعَّرتِ الشاةُ: أَلقت وَلَدَهَا لِغَيْرِ تَمَامِ؛ عَنِ ابْنِ الأَعرابي؛ وأَنشد:

    أَبقى لَنَا اللهُ وتَقْعِيرُ المَجَرْ ... سُوداً غَرابيبَ، كأَظْلالِ الحَجَر

    والقَعْراء: مَوْضِعٌ. وَبَنُو المِقْعارِ: بَطْنٌ مِنْ بَنِي هِلالٍ. وقَدَحٌ قَعْرانُ أَي مُقَعَّرٌ.

    قعبر: القَعْبَرِيّ: الشَّدِيدُ عَلَى الأَهل وَالْعَشِيرَةِ وَالصَّاحِبِ. وَفِي الْحَدِيثِ:

    أَن رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَهلُ النَّارِ؟ فَقَالَ: كلُّ شَدِيدٍ قَعْبَرِيٍّ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا القَعْبَرِيُّ فَفَسَّرَهُ بِمَا تقدَّم.

    وَقَالَ الْهَرَوِيُّ: سأَلت عَنْهُ الأَزهري فَقَالَ لَا أَعرفه. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: أَرى أَنه قَلْبُ عَبْقَرِيّ، يُقَالُ: رَجُلٌ عَبْقَريّ وظُلْم عَبْقَريّ شَدِيدٌ فَاحِشٌ.

    قعثر: القَعْثَرة: اقْتِلاعُ الشَّيْءِ من أَصله.

    قعسر: القَعْسَرة: الصَّلَابَةُ وَالشِّدَّةُ. والقَعْسَرِيّ والقَعْسَر، كِلَاهُمَا: الجَمَل الضَّخْمُ الشَّدِيدُ.

    والقَعْسَريّ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ. والقَعْسَرِيّ فِي صِفَةِ الدَّهْرِ؛ قَالَ الْعَجَّاجُ فِي وَصْفِ الدَّهْرِ:

    والدَّهْرُ بالإِنسانِ دَوَّارِيُّ، ... أَفْنى القُرُونَ، وَهُوَ قَعْسَريُ

    شَبَّهَ الدَّهْرَ بِالْجَمَلِ الشَّدِيدِ. والقَعْسَرِيُّ: الْخَشَبَةَ الَّتِي تُدار بِهَا الرَّحى الصَّغِيرَةُ يُطْحَنُ بِهَا بِالْيَدِ؛ قَالَ: الْزَمْ بقَعْسَرِيِّها،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1