Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

شرح التبيان على ديوان أبي الطيب المتنبي
شرح التبيان على ديوان أبي الطيب المتنبي
شرح التبيان على ديوان أبي الطيب المتنبي
Ebook715 pages6 hours

شرح التبيان على ديوان أبي الطيب المتنبي

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يدخل كتاب شرح ديوان المتنبي المنسوب الى العكبري في دائرة اهتمام الباحثين في مجال اللغة العربية بشكل خاص والباحثين في الفروع الأكاديمية ذات الصلة بوجه عام حيث يقع كتاب شرح ديوان المتنبي المنسوب الى العكبري في نطاق تخصص علوم اللغة العربية ووثيق الصلة بالتخصصات الأخرى مثل البلاغة اللغوية والأدب العربي والشعر والنثر وغيرها من الموضوعات اللغوية التي تهم الدارس في هذا المجال.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateSep 7, 1901
ISBN9786492722293
شرح التبيان على ديوان أبي الطيب المتنبي

Related to شرح التبيان على ديوان أبي الطيب المتنبي

Related ebooks

Related categories

Reviews for شرح التبيان على ديوان أبي الطيب المتنبي

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    شرح التبيان على ديوان أبي الطيب المتنبي - أبو البقاء العكبري

    الغلاف

    شرح التبيان على ديوان أبي الطيب المتنبي

    الجزء 2

    أبو البقاء العكبري

    616

    يدخل كتاب شرح ديوان المتنبي المنسوب الى العكبري في دائرة اهتمام الباحثين في مجال اللغة العربية بشكل خاص والباحثين في الفروع الأكاديمية ذات الصلة بوجه عام حيث يقع كتاب شرح ديوان المتنبي المنسوب الى العكبري في نطاق تخصص علوم اللغة العربية ووثيق الصلة بالتخصصات الأخرى مثل البلاغة اللغوية والأدب العربي والشعر والنثر وغيرها من الموضوعات اللغوية التي تهم الدارس في هذا المجال.

    ومن يقترف خلقاً سوى خلق نفسه ........ يدعه وتغلبه عليه الطبائع

    وأدوم أخلاق الفتى ما نشا به ........ وأقصر أفعال الرجال البدائع

    وكقول حاتم:

    ومن يبتدع ما ليس من خيم نفسه ........ يدعه ويغلبه على النفس خيمها

    وكقول إبراهيم بن المهدي:

    من تحلى شيمة ليست له ........ فارقته وأقامت شيمه

    ومثله:

    يا أيها المتحلي غير شيمته ........ إن التخلق يأتي دونه الخلق

    وأصل هذا كله من كلام الحكيم: تغير الأفعال التي هي غير مطبوعة أشد انقلاباً من الريح الهبوب. وأحسن أبو الطيب بقوله: في طباعك ضده، كل الحسن .5 - الغريب: العيس: الإبل البيض، والمها: بقر الوحش، ويولي: يمطر، وهو من الولي: أي المطر الثاني، والأول الوسمي .المعنى: يدعو لهذه الإبل التي حملت فوقها النسوة اللاتي دموعهن جرين على خدودهن لأجل الفراق جرياً بعد جري، فجعل بكاءهن كالمطر على خدودهن جرياً من أجل فرقتنا. وهذا كلام حسن .6 - الغريب: الجيد: العنق .المعنى: يريد أن الوادي كان متزيناً بهم. فلما ارتحلوا عنه تعطل كالعنق إذا سقط عنه العقد، وهي القلادة من الجوهر .قال أبو الفتح: بقي الوادي مستوحشاً لرحيلهم عنه كالجيد إذا سقط عقده، وبه ما بالقلوب، أي قد قتله الوجد لفقدهم. قال: ويجوز أن يكون شبه تفرق الحمول والظعن بدر تناثر فتفرق. ونقل الواحدي قوله الأول حرفاً فحرفاً، ونقل ابن القطاع قوله الثاني حرفاً فحرفاً، وزاد فيه: يصف زهو الوادي وحسنه، فتعوض بالعطل من الحلي .7 - الغريب: الأحداج: جمع حدج، وهو جمع قلة، وجمع الكثرة: حدوج، وهو مركب النساء، مثل المحفة، وحدجت البعير: أحدجه بالكسر حدجاً: إذا شددت عليه الحدج، وأنشد الأعشى:

    ألا قل لميثاء مابالها ........ أللبين تحدج أجمالها

    وتفاوح: تفاعل، من فاح يفوح، وهي لفظة فصيحة حسنة، والغانيات: جمع غانية، وهي المرأة التي غنيت بجمالها، وقيل بزوجها، والرند: نبت طيب الرائحة، يقال: إنه الآس .المعنى: يقول: لما سارت الأجمال المحدجة فوق الزند، والغانيات قد تطيبن بالمسك، اختلطت الريحان، ففاحت، فعبق الوادي بالريح الطيبة .قال أبو الفتح: قال لي المتنبي: لما قلت هذه القصيدة وقلت: تفاوح، أخذ شعراء مصر هذه اللفظة، فتداولوها بينهم .قال أبو الفتح: وهي لفظة فصيحة مستعملة .سألت شيخي أوبا الحرم مكي بن ريان الماكسيني عند قراءتي عليه الديوان، سنة تسع وتسعين وخمسمائة: ما بال شعر المتنبي في كافور أجود من شعره في عضد الدولة، وأبي الفضل بن العميد. فقال: كان المتنبي يعمل الشعر للناس لا للمدوح، وكان أبو الفضل بن العميد، وعضد الدولة في بلاد خالية من الفضلاء وكان بمصر جماعة من الفضلاء والشعراء فكان يعمل الشعر لأجلهم، وكذلك كان عند سيف الدولة بن حمدان جماعة من الفضلاء والأدباء، فكان يعمل الشعر لأجلهم ولا يبالي بالممدوح. والدليل على هذا ما قال أبو الفتح عنه في قوله تفاوح لأنه لما قالها أنكرها عليه قوم حتى حققوها، فدل أنه كان يعمل الشعر الجيد لمن يكون بالمكان من الفضلاء .8 - الإعراب: أي: ورب حال. قال أصحابنا: واو رب تعمل في النكرة الخفض بنفسها، وإليه ذهب المبرد. وقال البصريون: العمل لرب مقدرة. وحجتنا أنها نائبة عنها، فلما نابت عملت الخفض بنفسها، وكانت كواو القسم، لأنها نابت عن الباء، ويدل على أنها ليست عاطفة أن حرف العطف لا يجوز الابتداء به. ونحن نرى الشاعر يبتدىء بالواو في أول القصيدة، كقوله:

    وبلدة ليس بها أنيس

    ومثله كثير، يدل على أنها ليست عاطفة. وحجة البصريين على أن الواو واو عطف، وحرف العطف لا يعمل شيئاً، لأن الحرف لا يعمل إلا إذا كان مختصاً، وحرف العطف غير مختص، فوجب أن لا يكون عاملاً، وإذا لم يكن عاملاً وجب أن العامل رب مقدرة ويدل على أن رب مضمرة أنه يجوز ظهورها معها، نحو: ورب بلدة .الغريب: غول الطريق: ما يغول سالكه من تعبه، أي يهلكه .المعنى: يقول: رب حال في الصعوبة كإحدى هؤلاء النسوة في بعد الوصول إليها، من دونها بعد الطريق وتعبه، وما فيه من المهالك. يريد: أنه يطلب أحوالاً عظيمة لا يقدر على الوصول إليها، كما أنه لا يقدر على الوصول إلى إحدى هؤلاء الغانيات .قال أبو الفتح: ويجوز أن تكون الحال حسنة، كإحدى هؤلاء الغواني في الحسن .9 - الغريب: الوجد: السعة. قال الله تعالى: 'من حيث سكنتم من وجدكم' .المعنى: قال الواحدي: هذا مثل ضربه لنفسه، كأنه يقول: أنا أتعب خلق الله لزيادة همي، وقصور طاقتي من العي عن مبلغ ما أهم به. وهذا مأخوذ مما في الحديث 'إن بعض العقلاء سئل عن أسوأ الناس حالاً. فقال: من قويت شهوته، وبعدت همته، واتسعت معرفته، وضاقت مقدرته'. وقد قال الخليل بن أحمد:

    رزقت لباً ولم أرزق مروءته ........ وما المروءة إلا كثرة المال

    إذا أردت مساماة تقاعد بي ........ عما ينوه باسمي رقة الحال

    وأصل هذا كله من قول الحكيم: أتعب الناس من قصرت مقدرته، واتسعت مروءته .10 - المعنى: يقول: لا تسرف في العطية، فالإسراف غير محمود، ولا تذهب مالك كله في طلب المجد والرياسة، لأن المجد لا يعقد إلا بالمال، فإذا ذهب المال انحل ذلك العقد الذي كان يعقد بالمال، ألا ترى إلى قول الشاعر عبد الله بن معاوية:

    أرى نفسي تتوق إلى أمور ........ يقصر دون مبلغهن مالي

    فلا نفسي تطاوعني لبخل ........ ولامالي يبلغني فعالي

    يتأسف على قصور ماله عن مبلغ مراده، وأبو الطيب يقول: ينبغي أن تقصد في العطاء، وتدخر الأموال لتعطيك الرجال، فتنال العلا، وتصل إلى الشرف، وضرب له مثلاً ،11 - المعنى يريد: لا يقوم الكف إلا بالزند، وكذا الأعداء لا تبيدهم إلا بالمال، فجعل الكف مثلاً للمجد، والزند مثلاً للمال، فكما لا يحصل الضرب إلا باجتماع الكف والزند، كذلك لا يحصل العلو والكرم إلا باجتماع المال والمجد، فهما قرينان، وقد بينه فيما بعده .12 - المعنى: يريد أن صاحب المال بلا مجد فقير، وصاحب المجد بلا مال متوجه عليه زوال مجده لعدم المال. ويريد أن صاحب المال إذا لم يطلب المجد بماله، فكأنه لا مال له لمساواته الفقير. وهذا كله من قول الحكيم: أعظم الناس محنة من قل ماله وعظم مجده، ولا مال لمن كثر ماله وقل مجده .13 - المعنى: يقول: في الناس من هو دنيء الهمة يرضى بدون العيش ولا يبالي، ولا يطلب ما وراء ذلك، ويرضى أن يعيش عارياً راجلاً، وهنا المعنى هو الذي قد يصل العارف به إلى للمعالي، وهو من كان يرضى بهذا العيش طائعاً لله تعالى، فهذا عندي هو صاحب الهمة العالية .14 - المعنى: يقول: أنا لي قلب ليس له غاية ينتهي إليها في مطلوب أجعل له حداً، لأني إذا جعلت له حداً من مطلوبي لا يرضى بذلك، بل يطلب ما وراءه .قال أبو الفتح: وصف نفسه بقلة العقل، وما أبعد قوله هذا من قوله: لسري لباسه خشن القطن، فاستكثر المروي ولم يذكر الديباج والحلل، فقوله هنا سقوط، وقوله لسري جنون .15 - الغريب: الشفوف: جمع شف، وهي الثياب الرقيقة، تربه: تنعمه .المعنى: يقول: قلبي يأبى التنعم، رانما يطلب المعالي بلبس الدروع التي تثقله، فلا يطلب رفاهية لجسمه بأن يكسوه ثياباً رقيقة ناعمة، فيختار لبس الدروع المثقلة على لبس الثياب الخفيفة، لأنها أدعى إلى طلب الفخر والشرف .16 - الغريب: التهجير: السير في كل الهواجر. والمهمة: الفلاة الواسعة من الأرض. والربد: النعام الذي خالط سوادها بياض .المعنى: يقول: قلبي يكلفني السير في كل هاجرة، في كل فلاة بعيدة لا لفرسي عليق إلا نبتها، ولا لي زاد بها إلا النعام أصيدها فآكلها .17 - المعنى: قال أبو الفتح: رجاؤه وقصده عشيرة من لا عشيرة له .وقال الواحدي: رجاء أبي المسك، وقصدي إياه أمضى سلاح أتقلده على الحوادث والنوائب. يريد أنهما يدفعان ما أخافه، وهو أحسن من قول أبي الفتح، وهو المخلص من أحسن المخالص .18 - الغريب: الأسرة: الأهل والأقارب .المعنى: يريد: رجاؤه وقصده عشيرة من لا عشير له كما قال أبو الفتح، ويريد أنهما ينصران على الزمان من لا ناصر له من حوادثه وتصرفه .19 - الغريب: الولد: يكون جمعاً، ويكون واحداً. قال الشاعر:

    فليت زياداً كان في بطن أمه ........ وليت زياداً كان ولد حمار

    وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي في سورة نوح: 'ماله وولده' بضم الواو وسكون اللام، أرادوا الجمع، وهو كقراءة الباقين في المعنى .المعنى: يريد أنه وهب له غلماناً، وأنه منهم في عشيرة، لأنه إذا ركب ركبوا معه وأطافوا به، فكأنهم عشائره وأقاربه، فهو لنا كالوالد، ونحن له كالأولاد البررة، نفديه، بأنفسنا .20 - الغريب: الدر: اللبن، يقال: در الضرع باللبن .المعنى: يقول: إنه قد عم بماله الصغير والكبير، فالذي يملكه هو مما وهبه له، والذي يرضعه الصغير، والذي يمهد له للنوم، وهو سرير ينام فيه الصبي، يمهد له بفرش وهو المهد، هو أيضاً من ماله، لأنه ملك له الشرف والعطاء والفضل في كل شيء .قال أبو الفتح: يهب للناس أنفسهم، كما يهب لهم المال، لأنه مالك الجميع كبيرهم وصغيرهم .21 - الإعراب: قوله وجرده لما وحد الضمير، ولم يقل: وجردها، لأن الرباط اسم واحد غير متكثر، بمنزلة القوم والرهط .الغريب: الخطي منسوب إلى الخط: موضع باليمامة، خط هجر، لأن الرماح تقوم فيه. والرباط: اسم لجماعة الخيل، ويقال: الرباط: الخيل، الخمس فما فوقها. قال الشاعر العدوي، بشير بن أبي حمام العبسي:

    وإن الرباط النكد من آل داحس ........ أبين فما يفلحن يوم رهان

    وتردي الرديان، وهو ضرب من العدو .المعنى: يقول: نحن في خدمته أين نزل، وأين ضرب قبابه، تعمو بنا الخيل في صحبته القب والضوامر .22 - الغريب: نمتحن: أي نختبر، وامتحنت البئر: إذا أخرجت ما فيها من التراب والطين. والقسي الفارسية: يريد المنسوبة إلى فارس، يريد صنعة العجم .المعنى: لما جعل السهام وابلاً استعار لها رعداً، وشبهها بالوابل لكثرتها، وبدوي الرعد لكثرة أصواتها. يقول: نحن نتناضل بالقسي، ونترامى بالسهام، فهم يتلاعبون بالأسلحة كعادة الفرسان في الحرب .23 - الإعراب: الشرى أو عرينه، الشرى في موضع نصب، لأنه خبر كان، أو عرينه: عطف عليه. وروى أبو الفتح: فإن التي فيها أنث لإردة الجماعة والفئة .الغريب: الشرى: الموضع الكثير الأسد. وقال الجوهري: أصله طريق في سلمى كثير الأسد. والعرين: الأجمة .المعنى: يقول: إن لم تكن مصر هذا الموضع الكثير الأسد، ولا مواضع الأسد، فإن أهلها من الناس أسود الشرى. ويجوز على رواية ابن جني إرادة التأنيث، لأن الأسود مؤنثة، فأنث الموصول .24 - الإعراب: سبائك: بدل من أسده. يريد: أن الذي فيها من الناس سبائك كافور. الغريب: السبائك: جمع سبيكة من ذهب وفضة، وهو ما يذاب منهما، والعقيان: الذهب .المعنى: يقول: غلمانه الذين اختارهم وادخرهم للحرب، سماهم باسم الذهب والفضة، لأنهم مثل الذخائر لغيره والأموال، لأنهم بهم يصل إلى مطالبه، كما يصل غيره إلى مطالبه بالأموال، ولكن نقد هذه السبائك لا يكون بالأنامل، إنما يكون بالرماح، يشتغلون بالرماح فيتبين المطعان، ومن يصلح للحرب ممن لا يصلح لها .25 - الغريب: بلاها: اختبرها. ومنه قوله تعالى: 'ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم' .المعنى: يقول: اختبرها العدو حوالي كافور، لكثرة ما حاربوا أعداءه معه، وشهدوا معه المعارك، فصاروا مجربين بكثرة القتال، ويريد بهزل الطراد: أنهم يطارد بعضهم بعضاً ملاعبة. وجده. مطاعنة الأعداء في الحرب .26 - المعنى: أبو المسك: كنية كافور. يقول: عفوه أكثر من ذنب الجاني، وأنه كثير العفو، وأنه ليس بحقود، فإذا اعتذر إليه الجاني ذهب حقه، وهذا معنى حسن جداً .27 - المعنى: يقول: إذا سعى نصر سعيه بالجد، لأن الله ينصره، وجده أيضاً: منصور بسعيه، وسعيه سعادة لجده وزيادة في قدره. والمعنى أن النصر والسعادة قد اجتمعا له، والجد والسعي إذا اجتمعا لإنسان نال ما يريد من المطلوبات .28 - المعنى: يقول: لما شبت وذهب عني الشباب، أعطيتني الخلف من الصبا، يريد: أني فرحت بك فرح الشباب فلم يضرني فقد الشباب مع رؤيتك، وكذب فيما قال، لأن كافوراً لا صورة له ولا معنى، بل كان من أقبح صور السودان .29 - المعنى: يريد تأكيد ما قاله، وأن الكهول في حسن سيرتك وعدلك، صاروا شباناً، والأحداث عند غيرك. قال أبو الفتح: هذا تعريض بسيف الدولة: أي صاروا عند غيرك بظلمه وسوء سيرته شيباً. ويجوز أن يكون هذا من المقلوب هجواً، يريد: أن الكهول عندك، لما ينالهم من الذل والظلم والاحتقار، كحال الصبيان، وأن المرد، وهم الشبان عند غيرك بالاحترام لهم، ورفع أقدارهم، صاروا شيباً: أي موقرين توقير الشيوخ .30 - الأعراب: الليل: عطف على اسم ليت. وقوله فتسأله نصبه، لأنه جواب التمني، ومثله في المعنى قراءة حفص عن عاصم: لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع، لما كان في لعل معنى التمني .المعنى: أنه يريد شدة ما لقي في طريقه إليه من حر النهار وبرد الليل، وهذا يكون في أواخر أيام الصيف، وأول الخريف، لأن النهار يكون كرباً، والليل بارداً، وما أحسن ما جمع بعضهم الفصول الأربعة فقال:

    إذا كان يؤذيك حر الصيف ........ وكرب الخريف وبرد الشتا

    ويلهيك حسن زمان الربيع ........ ففعلك للخير قل لي متى ؟

    31 - الغريب: ترعاني: ليس هو من رعاية الحفظ، وإنما هو بمعنى: تراني وتراقبني. وحيران: ماء بالشام، بالقرب من سلمية على يوم منها. ومعرض: ظاهر، يقال أعرض الشيء: إذا بدا للناظر. ومنه قوله:

    وأعرضت اليمامة واشمخرت

    المعنى: يقول: ليتك ترعاني، وأنا على هذا الماء، فكنت ترى انكماشي، فتعلم أني ماض في الأمور كمضاء السيف .32 - الغريب: أقاصيه: أباعده. وأشده: أصعبه .المعنى: يريد: إذا طلبت أمراً سهل علي أصعبه، وهان شديده لعزمي وقوة همتي. يصف نفسه بالجلد والشجاعة .33 - الإعراب: قوله لي: يتعلق بيشتبهون، وإليك: يتعلق بمحذوف، وهو حال، والتقدير: سائراً إليك، وقاصداً إليك .المعنى: يقول: ما زال أهل الدهر يتشاكلون ويتساون في مسيري إليك، فلما ظهرت لي ظهر الفرد الذي لا يشاكله أحد منهم، وهذا كقوله:

    الناس ما لم يروك أشباه ........ والدهر لفظ وأنت معناه

    قال أبو الفتح: هذا في غاية الحسن في المدح، ولو أراد مريد أن ينقله هجواً لأمكنه، لولا تقديم المدح فيه .34 - المعنى: قال الواحدي: هذا تفسير لما قبله. يقول: إذا رأيت جيشاً وملكه فاستعظمته قيل أمامك: أي قدامك، ملك هذا الذي تراه عبده، فكيف هو ؟فالذين رآهم هم الذين اشتبهوا له، والذي قيل له: رب هذا الجيش عبده، هو الفرد الذي لاح له .35 - الإعراب: قوله بذي الكف: أي بهذه الكف .وقال أبو الفتح: بصاحب الكف، والأول أجود .المعنى: يريد: أني إذا لقيت إنساناً ضاحكاً، علمت أنه قريب عهد بكفك وعطائك .وقال أبو الفتح: لما قبل كفك كسته الضحك لبركتها، وسعادة من يصل إليها، لأنك أكنيته، فكثر ضحكه .36 - الإعراب: قدم الاستثناء، كقول الكميت:

    وما لي إلا آل أحمد شيعة ........ ومالي إلا مذهب الحق مذهب .

    ورفع زهده على الابتداء لتقديم الظرف الذي هو خبره، وتقديره: زهده في الناس إلا فيك .المعنى: يقول: زارك رجل، يعني نفسه، اشتياقه كله إلى رؤيتك، وزهده في الناس كلهم إلا فيك وحدك. يريد: أنه زهد في قصد الناس سواه .37 - المعنى: يقول: غاية كل طالب: مرتبة دارك، ونهاية ما يأتيه مكتسب المجد أن يقصدك، فمن لم يأت دارك فقد خلف غاية، إذا أتاها علم أن ذلك جهده في ابتناء المجد، واكتساب المال، كقوله:

    هي الغرض الأقصى ورؤيتك المنى

    38 - المعنى: يقول: إن بلغت أملي فيك، فلا عجب، فكم قد بلغت الممتنع من الأمور التي لا تدرك، وجعل الماء الذي لا يرده الطير مثلاً للممتنع من الأمور، وإنما ضرب هذا المثل لأمله فيه، لبعد الطريق إليه .قال أبو الفتح: يمكن أن يقلب هجواً، معناه: إن أخذت منك شيئاً على بخلك وامتناعك من العطاء، فكم قد وصلت إلى المستصعبات، واستخرجت الأشياء الصعبة .39 - المعنى: يقول: وعدك نقد، لأن الفعل قبل الوعد نقد، ومن كان وافياً بمواعيده، فوعده نظير فعله، لأنه إذا وعد شيئاً فعله، لركون النفس إلى وعده، فكأنه نقد .40 - الغريب: التقريب: ضرب من العدو، وقرب الفرس: إذا رفع يديه معاً، ووضعهما معاً في العدو، وهو دون الحضر، وله تقريبان: أعلى، وأدنى. والشد: العدو، وشد: أي عدا .المعنى: يقول: جربني في اصطناعك إياي، ليبين لك أني موضع الصنيعة، والتجربة تعرف الفرس وأنواع جريه، من التقريب والعدو .وقال أبو الفتح: جربني ليظهر لك صغير أمري وكبيره، فإما تصطنعني وإما ترفضني ،فلا فضل بيني وبين غيري إذا لم تجربني .41 - الغريب: يقال: نفاه ونفاه مخففاً ومشدداً: قابله فاختبره .المعنى: يقول: إذا جربت السيف بأن لك صلاحه وفساده، فإما أن تلقيه، لأنه كهام، وإما أن تتخذه للحرب لأنه حسام. وهذا مثل ضربه لنفسه، فيقول: جربني، فإما أن تصطنعني، وإما أن ترفضني، فلا فضل للسيف الهندواني على غيره من السيوف إذا لم يجرب .42 - الغريب: الهندي القاطع، من ضرب الهند. والنجاد: حمائل السيف .المعنى: يقول: السيف الهندي القاطع، كغيره من السيوف إذا كان في غمده ولم يجرب، وإنما يعرف مضاؤه إذا سل وجرب، وأنا كذلك إذا لم أجرب لم يعرف ما عندي: ولم يكن بيني وبين غيري فرق .وقال أبو الفتح: كان يطلب منه أن يوليه ولاية، فقال له: جربني لتعرف ما عندي من الكفاية، وأني أصلح أن كون والياً، وهذا من قول الطالي:

    لما انتضيتك للخطوب كفيتها ........ والسيف لايكفيك حتى ينتضى

    43 - الإعراب: الضمير في رفده يرجع إلى المشكور، كما تقول: أنت الذي قام أخوه .المعنى: يقول: أنت المشكور عندي في كل حالة، وإن لم ترفدني إلا بشاشة وجهك، أنا أكتفي منك بأن أراك طلق الوجه، وأنا أشكرك على ذلك .44 - الغريب: الند: المثل، والند: الضد، وجمعه: أنداد. قال الله تعالى: 'وتجعلون له أندادا' .المعنى: يقول: نظرك إلي نظير كل نوال آخذه منك أو أخذته .45 - الغريب: المد: الزيادة، ومد البحر: زاد .المعنى: يقول: أنا في بحر من الخير، يريد: لكثرة ما يصل إليه من البر والصلات. ويريد: إني أرجو عطاياك، فإنها زيادة البحر الذي أنا فيه .46 - الغريب: العسجد: الذهب .المعنى: يقول: لا أرغب في مال من جهتك، ولكن في مفخر جديد، لأنه كان يطلب منه ولاية، وهذا كقول المهلبي:

    ياذا اليمنيين لم أزرك ولم ........ أصحبك من خلة ولا عدم

    زارك بي همة منازعة ........ إلى جسيم من غاية الهمم

    ومثله أيضاً له:

    لم تزرني أبا علي سنو الجد _ ب وعندي بعد الكفاف فضول

    غير أني باغي الجليل من الأم _ ر وعن الجليل يبغى الجليل

    ومثله لحبيب:

    ومن خدم الأقوام يبغي نوالهم ........ فإني لم أخدمك إلا لأخدما

    ومثله للطائي أيضاً:

    يا ربما رفعة قد كنت آملها ........ لديك لا فضة أبغي ولا ذهبا

    وقد كرره أبو الطيب بقوله:

    وسرت إليك في طلب المعالي ........ وسار الغير في طلب المعاش

    47 - المعنى: يريد: أنك تجود به، وجودك فاضح جود غيرك، بزيادته عليه، وأحمدك أنا، وحمدي يفضح حمد غيري، لأن حمدي فوقه .48 - المعنى: يقول: أنت تسعد المنحوس، وتغني الفقير، فإذا مر المنحوس بكوكب وقابلته بوجهك، زال النحس عنه وسعد، وهذا كقول الطائي:

    تلقى السعود بوجهه وبحبه

    - 85 -1 - الغريب: الحسم: القاطع، وأذاع السر: أفشاه وأظهره .المعنى: يقول: الصلح قد قطع الذي اشتهاه العدو، وأذاعه: أظهره لسان الحسود بينكما .2 - المعنى: والذي أرادته وتمنته أنفس، حال رأيك: أي منعها رأيك عن ذلك، وحجز بينها وبين ما أرادته من انتشار الشر .3 - الغريب: أوضع الراكب بعيره: إذا حمله على السير السريع. والخبب: ضرب من العدو، يقال: خب الفرس يخب بالضم خباً وخبباً وخبيباً: إذا راوح بين يديه ورجليه، وأخبه صاحبه، يقال: جاؤوا مخبين .المعنى: يقول: صار فعل من سعى بينكم بالنميمة زيادة في ودادكم، لأن الود بعد القتال أصفى، وهو قريب من قول أبي نواس:

    كأنما أثنوا ولم يعلموا ........ عليك عندي بالذي عابوا

    4 - الإعراب: على الأحباب: في موضع نصب خبر لليس، وعلى الأضداد: في موضع مفعول سلطانه، تقديره: تسلطه على الأضداد .المعنى: كلام الوشاة لا يؤثر شيئاً في الأحبة، إنما يؤثر في الأعداء .5 - المعنى: يريد: إنما يبلغ القول النجاح، إذا سمعه من يوافق هواه ذلك القول، ينفي عن ابن الأخشيد موافقة قلبه كلام الوشاة .6 - الغريب: الأطواد: جمع طود، وهو الجبل العظيم، ألفيت: وجدت، ومنه 'ألفينا عليه اباءنا': أي وجدنا .المعنى: يقول: حركت بما قيل لك، فوجدت أوثق الجبال التي لا تتحرك، يريد: أنك لم يؤثر فيك الواشون والساعون بالنميمة .7 - المعنى: يقول: أشارت رجال بما أبيت وكرهت، وكنت أهدي منها إلى الإرشاد، لأنهم أشاروا بالشقاق والخلاف، فأبيت ذلك، فكنت أرشدهم .8 - الغريب: أشوى يشوي: إذا أخطأ، ورماه فأشواه: إذا لم يصب. قال الهذلي:

    فإن من القول التي لا شوى لها ........ إذا زل عن ظهر اللسان انفلاتها .

    المعنى: يقول: قد يصيب المشير الذي لم يجتهد، وقد يخطىء المجتهد بعد الاجتهاد .يريد: إن الذين أعملوا الرأي أخطؤوا حين أشاروا عليك بإظهار الخلاف، وأنت أصبت الرأي حين ملت إلى الصلح، يريد: أن رأيك كان أرشد من رأيهم الذي أعملوه .9 - المعنى: يريد: السيوف والرماح، وهم البيض والسمر، فأتى بالمقابلة. يريد: نلت برأيك السديد، ما لا ينال بالسيوف والرماح، لما ملت إلى الصلح، وصنت: أي حفظت الأرواح في أجسادها ولم ترق دماً .190 - المعنى: يقول: بلغت ما لم يبلغوا، وقنا الخط مركوزة لم ترفع لقتال، وكذلك سيوفك لم تسل عن أغمادها، والرماح لم تحرك لطعن، والسيوف لم تسل لضرب .11 - المعنى: يقول: لم يعلم الناس لما رأوك ساكن التصلب أنك تطارد برأيك، وتجتهد في إعماله في الصواب، فصح لك دونهم الصواب .12 - المعنى: يريد: أن رأيك تلاد معك، لم يفدك إياه أحد، إنما هو إلهام من الله، ففداه كل رأي مستفاد معلم .13 - المعنى: يقول: إذا لم يطبع المرء على الحلم الغريزي م يفده علو سنه، وتقديم ميلاده، وليس الشيخ أولى بصحة الرأي من الشاب. وهذا من قول الحكيم: بالغريزة يتعلق الأدب لا بتقادم السن .14 - المعنى: يقول: بهذا الرأي في هذه الحادثة، وبمثله في سائر الحوادث سدت الناس، وانقاد لك ما لا ينقاد لغيرك، وذلك لحسن رأيك .15 - المعنى: يقول: وبمثل هذا الرأي أطاعك الناس، الذين كأنهم أسود، غير أن الأسود ليس من خلقها الدخول تحت الطاعة .قال أبو الفتح: إنما أطاعك الرجال التي كأنها الأسد، لأن مثلها من يؤلف منه الدخول تحت الطاعة .16 - المعنى: يقول: أنت في تربيتك إياه كالوالد، والوالد القاطع أبر من الولد وإن كان يصله. يريد: إنك ربيت ابن سيدك، وأنت أشفق عليه من كل أحد .17 - المعنى: هذا على طريق الدعاء. يقول: لا يجاوز الشر من يطلب لكما الشر، أي لازال في الشر من يطلب لكما الشر، ولا يعدو الفساد من طلب فساد أمركما. وقوله لاعدا أي لا يجاوز .18 - المعنى: يقول: مثلكما في الاتفاق كالروح والجسد، إذا اتفقا صلح البدن، واستغنى عن الطبيب والعائد، وإذا تنافرا فسد البدن. والمعنى: لا وقع بينكما خلف .19 - الغريب: الصعاد: جمع صعدة، وهي القناة المستقيمة، والطيش: الخفة. والأنابيب: جمع أنبوب .المعنى: جعل الأنابيب مثلاً للأتباع، والصدور مثلاً للرؤساء. يقول: إذا اختلفت الخدم جرى بين الساعة التنازع والتحارب، كالرماح إذا اختلفت أنابيبها لم تستقم صدورها، وقال أبو الفتح: لو قال في رؤوس الصعاد لكان أولى، لأن الطش يكون فيها. ولأنه أقرب إلى الرياسة بسبب العلو .25 - الغريب: الشراة: هم الخوارج، سموا أنفسهم بهذا الأسم، يعنون أنهم اشتروا أنفسهم من الله بالقتال في دينه. عداها: جمع عدو. ورب فارس: هو سابور ذو الأكتاف. وإياد بكسر الهمزة: حي من معد .المعنى: يقول: الخلاف الذي وقع بين الناس الذين كانوا قبلكما، أداهم إلى شماتة الأعداء، فتمكن منهم عدوهم بسبب الاختلاف الذي وقع بينهم، كالخوارج ظفر بهم المهلب ابن أبي صفرة. وذلك أنهم لما كانوا مجتمعين لم يكن المهلب يقوى بهم، فاحتال على نصال لهم. كان يتخذ لهم نصالاً مسمومة، فكتب إليه المهلب: وصل ما بعثت لنا من النصال المخترمة للآجال، وحمدنا فعلك، وشكرنا فضلك، وسنرفع ذكرك، ونعلي قدرك إن شاء الله تعالى. وبعث الكتاب على يد من أعثرهم عليه، فاختلفوا في قتله، فصوبته طائفة، وخطأته أخرى، فاقتتلوا حتى قل عددهم. وأما إياد فاختلفوا، وتفرقوا في البلاد، فتمكن منهم ذو الأكتاف، سابور ملك فارس، فأهلكهم وقصبة بلاد فارس شيراز .21 - الإعراب: الضمير في تولى للخلف. وبني البريدي: مفعوله. والباء متعلقة بتولى، والظرف متعلق بتمزقوا .المعنى: يقول: تولى الخلف بني البريدي، وهم: أبو الحسن، وأبو عبد الله، وأبو يوسف، قصدوا البصرة، وأخرجوا منها عامل الخليفة، وهو ابن رائق، واستولوا عليها، ثم اختلفوا، وذهب ملكهم عند اختلافهم .22 - الإعراب: نصب ملوكاً بتولي، أي تولي الخلف ملوكاً، والكاف في موضع نصب، لأنه صفة الملوك .الغريب: طسم وأختها جديس: قبيلتان من عاد، كانتا في أول الدهر وانقرضتا .المعنى: يقول: تولى الخلف ملوكاً عهدهم منا كأمس، وآخرين بعد عهدهم كطسم وجديس، لما اختلفوا هلكوا .23 - الإعراب: قوله بكما الباء متعلقة بمحذوف، تقديره: بت عائداً بالله أن يقع بكما، وقال الواحدي: بكما، أي لأجلكما .الغريب: العادي: الظالم، يقال: عدا عليه فهو عاد عدوا وعداء. ومنه: 'فيسبوا الله عدواً بغير علم'. وقرأ الحسن البصري عدواً وأصله تجاوز الحد بالظلم .المعنى: يقول: أعيذكما بالله من الخلاف، ومن كيد الباغين والعادين .24 - الإعراب: بلبيكما: هما شيئان من شيئين، وهذا هو الأصل، ولو قال بألبابكما لكان جائزاً، كقوله تعالى: 'فقد صغت قلوبكما' .الغريب: الأصيلين: الثابتين. واللب: العقل. واللبيب: العاقل. والجياد: الخيل .المعنى: يقول: أعوذ بالله أن يقع الخلاف بلبيكما، فتختلفا، فيقع الخلاف بينكما، حتى تفرق الرماح بين الجياد في الحرب، لكثرة الطعان الذي يجري بينكما .25 - الإعراب: أو يكون منصوب، لأنه عطف على قوله أن تفرق. والباء: متعلق بأشقى. ومن عتاد: متعلق بتذخرانه .الغريب: الولي: المحب الموالي. والعتاد: العدة، يقال: أخذ للأمر عدته وعتاده، أي أهبته وآلته. والعتاد أيضاً: القدح الضخم، وأنشد أبو عمرو:

    فكل هنيئاً ثم لاتزمل ........ وادع هديت بعتاد جنبل

    المعنى: يقول: أعوذ بالله أن يقتل بعضكم بعضاً، بما تذخران من السلاح، والسلاح إنما يذخر للأعداء لا للأولياء، وإذا قتل بعضكم بعضاً صرتم أعداء .26 - الغريب: العداة: جمع عدو، وإذا أدخلت الهاء، قلت: عداة بضم العين. والعد بكسر العين: جمع عدو، وهو جمع لا نظير له .قال ابن السكيت: لم يأت فعل في النعوت إلا حرف واحد، تقول: هؤلاء قوم عدي. وأنشد لسعيد بن عمرو بن حسان:

    إذا كنت في قوم عدى لست منهم ........ فكل ما علفت من خبيث وطيب

    المعنى: يقول: الذي يبقى منكما بعد الماضي هل يسره ما تقول الأعداء في المجالس، ويتحدثون عنه بعده، وترك حرمة صاحبه. وهذا استفهام معناه الإنكار .27 - الغريب: الود: المحبة. والرعاية: حفظ العهود. والسودد: السيادة. والأحقاد: جمع حقد، وهو الضغن .المعنى: تمنعكم هذه الأشياء من البغض، ولو كانت قلوبكم من الجماد لرق بعضها لبعض، فهذه التي منعت من البغضاء .28 - الغريب: يريد بالجماد: الحجارة .المعنى: يريد: حقوق التربية، والقيام عليه وهو طفل صغير، ترفق قلبه لك، وقلبك له، ولو كانت من حجارة .29 - الغريب: الباهر: الغالب، وبهر بهراً: غلبه. والبهر بالضم: تتابع النفس، وبالفتح: مصدر بهره الجمال يبهره بهراً. والسداد: الاستقامة والصواب. والسداد بكسر السين: سداد الثغر والقارورة. قال العرجي:

    أضاعوني وأي فتى أضاعوا ........ ليوم كريهة وسداد ثغر

    أما سداد من عوز، وسداد من عيش، فهو ما يسد به الخلة، يكسر ويفتح، والكسر أفصح، والسَّد والسد لغتان: وهو الجبل والحاجز. وقرأ في الكهف، بفتح السين ابن كثير، وأبو عمرو وحفص، وحمزة، والكسائي. والباقون بالضم، وفي يس بالفتح أهل الكوفة إلا أبا بكر .المعنى: الملك شاكر لما فعلتما، وهو غالب .30 - الإعراب: الضمير في الظرف للصلح، يريد في هذا الصلح، وحرفا الجر: يتعلقان بمحذوف، والتقدير: ثابتة على الظفر، وثابتة على الأكباد .المعنى: يريد أن أكبادهم تألمت، فأمسكوها بأيديهم، وأيديكما على الظفر: مجاز، لأن الظفر عرض لا تناله الأيدي، ولكنه لما قال: وأيدي قوم على الأكباد، استعار ذلك للظفر .31 - الغريب: الرأفة: الرحمة والتعطف. ويقال: رأفة، بسكون الهمزة وفتحها. وقرأ ابن كثير بفتح الهمزة: 'ولا تأخذكم بهما رأفة'. والندى: الكرم. والأيادي: النعم، تجمع على هذا المثال .المعنى: يقول: دولتكما دولة الأشياء التي ذكرت، فلا تعرضاها للخلاف .32 - الغريب: كسفت الشمس، تكسف كسوفاً، وكسفها الله، يتعدى، ولا يتعدى، قال جرير:

    والشمس طالعة ليست بكاسفة ........ تبكي عليك نجوم الليل والقمرا

    يريد: ليست بكاسفة نجوم الليل والقمر من حزنها عليه .المعنى: يقول: الذي جرى بينكما كان كما تكسف الشمس ساعة، ثم زال ذلك، فعاد إلى أكثر ما كان من الود، كالشمس إذا ذهب عنها الكسوف، عادت إلى أتم ما كانت فيه من النور .33 - الغريب: المارد: العاتي، وقد مرد بالضم مرادة، فهو مارد. والمريد: الشديد المرادة. وقيل: المارد: الخبيث، ومنه: 'من كل شيطان مارد'. والمراد: جمع مريد، وهو الخبيث .المعنى: يريد أن ركنها، وهو قوتها وسعادتها، يدفع الدهر عن أذاها، بفتى مارد، أي عات على الأعداء، يريد كافوراً، لأنه لا ينقاد لمن مرد عليه وطغى، ولكن يدحضه ويستأصله .34 - الغريب: متلف: أي مهلك للأموال، مخلف: مخلفها، إذا هبت اكتسبها بسيفه، أبي: يأبى الذل للمكارم. حازم: سديد الرأي .س المعنى: يريد: يدفع الدهر عن أذاها بفتى هذه صفاته، متلف الأموال مكسبها، وفي للعهد، أبي للذل، عالم بتدبير الرعية والحروب، حازم في رأيه، بطل كريم، يجود على الناس بما يملكه .35 - المعنى: يقول: الناس أسرعوا ذاهبين عن طريقه، فتركوه ولم يعارضوه، ومن قصورهم عنه، وذلت له رقاب الناس فملكهم. وفيه ضرب من الهجو، لو انقلب لكان هجواً .36 - الإعراب: من روى ضيق بالخفض، جعله نعتاً لسيل، وهذا كقولك: مررت برجل حسن وجهه، وهذه صفة سببية. ومن روى ضيق بالرفع، فهي جملة ابتداء وخبر، وهي في موضع جر، صفة لسيل، وعن أتيه: يتعلق بضيق .الغريب - الآتي: السيل الذي يأتي من موضع إلى موضع .المعنى: يقول: كيف لا يترك الطريق لسيل يضيق عن مائه الوادي، وإذا كان الماء غالباً ضاق عنه بطن الوادي، وكل موضع أتى عليه صار طريقاً له. وهذا مثل لكافور، كما السيل إذا غلب على مكان لا يرد عن وجهه، كذلك هو لا يعارضه أحد. - 86 -1 - الإعراب: الباء في قوله بأية يجوز أن تكون للتعدية، فيكون المعنى: أية حال .الغريب: العيد: واحد الأعياد. وإنما جمع بالياء وأصله الواو، للزومها في الواحد .وقيل: للفرق بينه وبين أعواد الخشب. وعيدوا: شهدوا العيد، وهو من عاد يعود، لأنه يعود في العام مرتين. وأصل العيد: ما اعتادك من هم أو غيره، قال:

    فالقلب يعتاده من حبها عيد

    وقال عمر بن أبي ربيعة المخزومي:

    أمسى بأسماء هذا القلب معموداً ........ إذا أقول صحا يغتاده عيدا

    أجري على موعد منها فتخلفني ........ فلا أمل ولا توفي المواعيدا

    قوله: يعتاده عيداً: هو الشاهد، ونصبه لأنه في موضع الحال، تقديره: يعتاده السكر عائداً. يقول: هذا اليوم الذي أنا فيه عيد، ثم أقبل بالخطاب على العيد، فقال: بأية حال ؟ثم فسر الحال فقال: بما مضى أم بأمر مجدد ؟تقديره: هل تجدد لي حالة سوى ما مضى أم بالحال التي أعهد ؟2 - الغريب: البيداء: الفلاة، جمعها: بيد، لأنها تبيد من يسلكها .المعنى: يريد أن العيد لم يسر بقدومه، لأنه يتأسف على بعد أحبته. يقول: أما أحبتي فعلى البعد مني، فليتك يا عيد كنت بعيداً، وكان بيني وبينك من البعد ضعف ما بيني وبين الأحبة. كقول الآخر:

    من سره العيد الجد _ يد فما لقيت به السرورا

    كان السرور يتم لي _ لو كان أحبابي حضورا

    3 - الغريب: تجوب: تقطع. وأجوب: أقطع، ومنه 'الذين جابوا الصخر بالواد'. والوجناء: الناقة العظيمة الوجنات ؟وقيل: الغليظة الخلق، مأخوذة من الوجين، وهو الغليظ من الأرض. والحرف: الناقة الضامرة. والجرداء: الفرس القصير الشعر. والقيدود: الطويلة .المعنى: يقول: لولا طلب المعالي لم تقطع بي الفلاة ناقة ولا فرس. وجعلها تجوب به، لأنها تسير به، وهو أيضاً يجوب بها الفلاة .قال الواحدي: ما أجوب بها يعنى الفلاة، كناية عن المراحل، ثم فسره بالمصراع الثاني. هذا ما كناية عن الفلاة التي أجوب بها، والوجناء فاعلة لم تجب. وعلى هذا الضمير في بها كناية عن الوجناء قبل الذكر. قال: والقول الأول أظهر .4 - الإعراب: مضاجعة: تمييز .الغريب: رونق السيف: بياضه ونقاؤه، والغيد: جمع غيداء، وهي الناعمة، والأماليد أيضاً: الناعمات. رجل أملود، وجارية أملودة، وشاب أملد، وامرأة ملداء .المعنى: يقول: لولا طلبي العلا، لكنت أضاجع جواري هذه صفتهن أطيب من مضاجعتي سيفي، وإنما أضاجع السيف وأترك هؤلاء الجواري لأطلب العلا .5 - الغريب: الجيد: العنق، وجمعه: أجياد: وتيمه الحب: أي عبده وذللهالمعنى: يقول: قد زال عني الغزل، وأفضت بي الأمور إلى الجد والتشمير، لأن الدهر بأحداثه ونوائبه، قد سلى عن قلبي هوى العيون والأجياد .6 - المعنى: يخاطب ساقييه، يقول: أخمر ما سقيتماني أم هم وسهاد ؟فلا يزيدني ما أشربه إلا الهم، ولا يسلي همي، ذلك لبعده عن الأحبة، فهو لا يطرب على الشراب، أو لأن الخمر لا تؤثر فيه لوفور عقله .7 - الغريب: المدام والمدامة: الخمر. والأغاريد: صوت الغناء. والغرد بالتحريك: التطريب بالصوت والغناء، يقال: غرد الطائر فهو غرد، والتغريد مثله، وكذلك التغرد، قال امرؤ القيس:

    يغرد بالأسحار في كل سدفة ........ تغرد مريح الندامى المطرب

    المعنى: يقول: إن الخمر والأغاني لا تطربه ولا تؤثر فيه، حتى كأنه صخرة يابسة لا يؤثر فيها السماع والشراب. وفي معناه:

    خليلي قد قل الشراب ولم أجد ........ لها سورة في عظم ساق ولا يد

    8 - الإعراب: صافية: حال من الكميت. والعامل في الظرف وجدتها .الغريب: الكميت: من أسماء الخمر، لما فيها من سواد وحمرة .قال سيبويه: سألت الخليل عن الكميت، فقال: إنما صغر لأنه بين السواد والحمرة ولم يخلص له واحد منهما، وأراد التصغير أنه منهما قريب .المعنى: يقول: الخمر لا تطيب إلا مع الحبيب، وحبيبي بعيد عني، فليس يسوغ لي الخمر .والمعنى: يريد إذا طلبت الخمر وجدتها، وإذا طلبت حبيبي لم أجده يتشوق إلى أهله وأحبته .وقال أبو الفتح: حبيب القلب عنده المجد، وإذا تشاغل بشرب الخمر فقد المعالي، ويجوز أن يكون عني بحبيب النفس أهله، لبعده عنهم .9 - المعنى: يريد أن الشعراء يحسدونه على كافور، وهو باك بما يلقى من كافور وبخله، يريد أنه يشكو ما لقيه من عجائب الدهر وتصاريفه، ثم قال أعجبها ما أنا فيه وذلك أني محسود بما أشكوه وأبكيه. وهذا من قول الحكيم: استبصار العقلاء ضد لتمني الجهلاء، فالجاهل يحسد العاقل على ما يبكيه، فالحال التي يبكي العاقل منها يحسده الجاهل عليها .ولقد نظمه أبو الطيب فأحسن، ومنه: رب مغبوط بدواء هو داؤه .15 - الإعراب: نصب خازناً ويداً على التمييز .الغريب: المثوي: الغني. والثراء: المال .المعنى: يقول: خازني ويدي في راحة، لأن أموالي مواعيد كافور، وهو مال لا أحتاج فيه إلى خزائن، ولا إلى حفظه بيدي، فيدي في راحة من تعب حفظه، وخازني في راحة من حفظه، وهو من قول الحكيم: لا غنى لمن ملكه الطمع، واستولت عليه الأماني .11 - الغريب: القرى: قرى

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1