شعب الإيمان
()
About this ebook
Read more from أبو بكر البيهقي
لباب الأنساب والألقاب والأعقاب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالقراءة خلف الإمام للبيهقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالآداب للبيهقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبيان خطأ من أخطأ على الشافعي للبيهقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدلائل النبوة للبيهقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالقضاء والقدر للبيهقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبعث والنشور للبيهقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالخلافيات بين الإمامين الشافعي وأبي حنيفة وأصحابه Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأسماء والصفات للبيهقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالاعتقاد للبيهقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسنن الكبرى للبيهقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالدعوات الكبير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمدخل إلى علم السنن للبيهقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرسالة البيهقي للجويني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسنن الصغير للبيهقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحكام القرآن للشافعي - جمع البيهقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأربعون الصغرى للبيهقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفضائل الأوقات للبيهقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمناقب الشافعي للبيهقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإثبات عذاب القبر للبيهقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمعرفة السنن والآثار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالزهد الكبير للبيهقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to شعب الإيمان
Related ebooks
المستدرك على الصحيحين للحاكم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمجلسان لأبي بكر العنبري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالجزء الثاني من حديث يحيى بن معين الفوائد رواية أبي بكر المروزي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتوحيد للمقدسي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشعب الإيمان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعزلة والانفراد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسنن الدارمي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسنن أبي داود Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجامع بيان العلم وفضله Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسنن الكبرى للبيهقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالدعوات الكبير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحسن الظن بالله لابن أبي الدنيا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحاديث أبي الحسين الكلابي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشرح مشكل الآثار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعلل الدارقطني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحديث خالد بن مرداس السراج Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاقتضاء العلم العمل للخطيب البغدادي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسنن الكبرى للنسائي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالزهد لأحمد بن حنبل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمصباح في عيون الصحاح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالزهد الكبير للبيهقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسنن الترمذي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالخامس من الوخشيات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالرابع والعشرون من المشيخة البغدادية لأبي طاهر السلفي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالجزء السادس من المشيخة البغدادية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصحيح البخاري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير - الجزء الأول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحاديث الجماعيلي Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related categories
Reviews for شعب الإيمان
0 ratings0 reviews
Book preview
شعب الإيمان - أبو بكر البيهقي
شعب الإيمان
الجزء 2
أبو بكر البيهقي
458
شعب الإيمان أو الجامع لشعب الإيمان كتاب للبيهقي في بيان شعب الإيمان التي أشار إليها رسول الله ﷺ بقوله: الإيمان بضع وسبعون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان. رواه مسلم. مادة الكتاب موضوعة بحسب شعب الإيمان، ابتدأها بـباب ذكر الحديث الذي ورد في شعب الإيمان واختتمها بـالباب السابع والسبعين من شعب الإيمان. وقد جمع البيهقي لكتابه (10756) حديثا منها المرفوع وغير المرفوع، ومنهج البيهقي في شعب الإيمان: أنه يورد النص بسنده ثم يعزوه إلى الصحيحين أو أحدهما إن ورد فيهما. وأحيانا يذكر النص بسنده ثم يعقبه بسند آخر لمزيد من التوضيح. وهو كذلك يحكم على بعض الأحاديث وعلى الرواة جرحا وتعديلا، فتارة يصدر حكمه هو، وأحيانا ينقل الحكم عن سابقيه.
عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وَفَدَ مُوسَى إِلَى طُورِ سَيْنَاءَ قَالَ: يَا رَبِّ أَيُّ عِبَادِكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: الَّذِي يَذْكُرُنِي، وَلَا يَنْسَانِي
672 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَاتِمٍ الطَّوِيلُ، حدثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حدثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَسَنٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ: قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: يَا رَبِّ، أَيُّ خَلْقِكَ أَكْرَمُ عَلَيْكَ؟ قَالَ: الَّذِي لَا يَزَالُ لِسَانُهُ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِي قَالَ: يَا رَبِّ، أَيُّ خَلْقِكَ أَعْلَمُ؟ قَالَ: الَّذِي يَلْتَمِسُ إِلَى عِلْمِهِ عِلْمَ غَيْرِهِ قَالَ: يَا رَبِّ، فَأَيُّ خَلْقِكَ أَعْدَلُ؟ قَالَ: الَّذِي يَقْضِي عَلَى نَفْسِهِ كَمَا يَقْضِي عَلَى النَّاسِ قَالَ: يَا رَبِّ، فَأَيُّ خَلْقِكَ أَعْظَمُ ذَنْبًا؟ قَالَ: الَّذِي يَتَّهِمُنِي قَالَ: يَا رَبِّ، وَهَلْ يَتَّهِمُكَ أَحَدٌ؟ قَالَ: الَّذِي يَسْتَخِيرُنِي ثُمَّ لَا يَرْضَى بِقَضَائِي
673 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، حدثنا عَبْدُ اللهِ
بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ الْحَرَّانِيُّ، حدثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو، حدثنا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ، عَنْ عَطَاءٍ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ} [البقرة: 200] قَالَ: هَذَا الصَّبِيُّ يَلْهَجُ يَا أَبَهْ يَا أَبَهْ
674 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ، قَالَا: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أَخْبَرَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدَ، أَخْبَرَنِي أَبِي، حدثنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ بِلَالُ بْنُ سَعْدٍ: الذِّكْرُ ذِكْرَانِ ذِكْرُ اللهِ بِاللِّسَانِ حَسَنٌ جَمِيلٌ، وَذِكْرُ اللهِ عِنْدَ مَا أَحَلَّ أَوْ حَرَّمَ أَفْضَلُ
675 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَسَّانَ الْأَنْمَاطِيَّ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، حدثنا أَبُو مُسْهِرٍ، حدثنا ابْنُ شَابُورٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ بِلَالِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: الذِّكْرُ ذِكْرَانِ فَذِكْرُ اللهِ بِاللِّسَانِ وَكُلُّ ذِكْرٍ حَسَنٌ وَذِكْرٌ عِنْدَ الطَّاعَةِ وَالْمَعْصِيَةِ فَذَاكَ أَفْضَلُ
676 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ الْقَطَّانُ، حدثنا أَبُو إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ، حدثنا أَبُو صَالِحٍ، حدثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، أَنَّهَا قَالَتْ: {وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: 45] وَإِنْ صَلَّيْتَ فَهُوَ مِنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِنْ صُمْتَ فَهُوَ مِنْ ذِكْرِ اللهِ وَكُلُّ خَيْرٍ تَعْمَلُهُ فَهُوَ مِنْ ذِكْرِ اللهِ وَكُلُّ شَيْءٍ تَجْتَنِبُهُ فَهُوَ مِنْ ذِكْرِ اللهِ وَأَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ تَسْبِيحُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
وَرُوِيَ فِي مَعْنَاهُ حَدِيثٌ مُرْسَلٌ 677 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَطَاعَ اللهَ فَقَدْ ذَكَرَ اللهَ، وَإِنْ قَلَّتْ صَلَاتُهُ وَصِيَامُهُ وَتِلَاوَةُ الْقُرْآنِ، وَمَنْ عَصَى اللهَ فَقَدْ نَسِيَ اللهَ وَإِنْ كَثُرَتْ صَلَاتُهُ وَصِيَامُهُ وَتِلَاوَةُ الْقُرْآنِ
قَالَ: وحدثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: سَمِعْتُ فُضَيْلًا يَقُولُ: فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152]
قَالَ: اذْكُرُونِي بِطَاعَتِي أَذْكُرْكُمْ بِمَغْفِرَتِي لَكُمْ
678 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: مَا دَامَ قَلْبُ الرَّجُلِ يَذْكُرُ اللهَ فَهُوَ فِي صَلَاةٍ، وَإِنْ كَانَ فِي السُّوقِ
679 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ، حدثنا هَارُونُ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ: مَا دَامَ قَلْبُ الرَّجُلِ يَذْكُرُ اللهَ فَهُوَ فِي صَلَاةٍ، وَإِنْ تَحَرَّكَ اللِّسَانُ وَالشَّفَتَانِ، فَذَاكَ أَعْظَمُ
680 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ النَّضْرَوِيُّ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حدثنا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إِنَّ الْجَبَلَ لَيُنَادِي الْجَبَلَ أَيْ فُلَانُ هَلْ مَرَّ بِكَ أَحَدٌ ذَكَرَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَإِذَا قَالَ: نَعَمُ اسْتَبْشَرَ قَالَ: عَوْنٌ فَيَسْمَعْنَ الزُّورَ إِذَا قِيلَ وَلَا يَسْمَعْنَ الْخَيْرَ هُنَّ لِلْخَيْرِ أَسْمَعُ وَقَرَأَ {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ، وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا}
681 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ، حدثنا
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، حدثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، حدثنا عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: تَسْبِيحَةٌ بِحَمْدِ اللهِ فِي صَحِيفَةِ مُؤْمِنٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ جِبَالِ الدُّنْيَا تَجْرِي مَعَهُ ذَهَبًا
682 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حدثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حدثنا مَعْمَرٌ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ قَالَ: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ أَيْنَ الَّذِينَ كَانَتْ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ، يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ؟ قَالَ: فَيَقُومُونَ فَيَتَخَطُّونَ رِقَابَ النَّاسِ قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي فَيَقُولُ: سَيُعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ، وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ؟ قَالَ: فَيَقُومُونَ فَيَتَخَطُّونَ رِقَابَ النَّاسِ قَالَ: ثُمَّ يُنَادِي أَيْضًا فَيَقُولُ: سَيَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ مَنْ أَوْلَى بِالْكَرَمِ أَيْنَ الْحَمَّادُونَ عَلَى كُلِّ حَالٍ؟ قَالَ: فَيَقُومُونَ وَهُمْ كَثِيرٌ ثُمَّ تَكُونُ التَّبِعَةُ وَالْحِسَابُ عَلَى مَنْ بَقِيَ
683 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ، مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، حدثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ حَنْظَلَةَ أَنَّهُ قَالَ: لَقَدْ ذُكِرَ لِي أَنَّهُ لَا يَجْتَمِعُ قَوْمٌ عَلَى ذِكْرِ اللهِ إِلَّا نُودُوا قُومُوا مَغْفُورًا لَكُمْ قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ
684 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حدثنا ابْنُ أَبِي السَّرِيِّ، حدثنا الْمُعْتَمِرُ، حدثنا أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، حدثنا سُهَيْلُ بْنُ حَنْظَلَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا يَذْكُرُونَ اللهَ فِيهِ فَيَقُومُونَ حَتَّى يُقَالَ لَهُمْ قُومُوا فَقَدْ غُفِرَتْ لَكُمْ ذُنُوبُكُمْ، وَقَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: هَذَا هُوَ الْمَحْفُوظُ وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ، عَنْ سُهَيْلِ ابْنِ الْحَنْظَلِيَّةِ بِالتَّعْرِيفِ 685 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذ، حدثنا أَبُو يَحْيَى الْخَفَّافُ، حدثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَقِيلٍ، عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ، أَنَّ رَجُلًا، أَتَاهُ قَالَ لَهُ: أَوْصِنِي يَا أَبَا مُسْلِمٍ قَالَ: اذْكُرِ اللهَ تَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ وَحَجَرٍ قَالَ: زِدْنِي فَقَالَ: اذْكُرِ اللهَ حَتَّى يَحْسِبَكَ النَّاسُ مِنْ ذِكْرِ اللهِ مَجْنُونًا قَالَ:
فَكَانَ أَبُو مُسْلِمٍ يُكْثِرُ ذِكْرَ اللهِ فَرَآهُ رَجُلٌ يَذْكُرُ اللهَ فَقَالَ: أَمَجْنُونٌ صَاحِبُكُمْ هَذَا؟ فَسَمِعَهُ أَبُو مُسْلِمٍ فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا بِالْجُنُونِ يَا ابْنَ أَخِي وَلَكِنْ هَذَا دَوَاءُ الْجُنُونِ
686 - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُحَمَّدَ آبَادِيُّ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حدثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، حدثنا حُمَيْدٌ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنَ الرِّجَالِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ، مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ
687 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فُورَكٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حدثنا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ، حدثنا أَبُو دَاوُدَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، أَخْبَرَنِي حَفْصُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ، مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ نَاسًا مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ فَطُوبَى لِمَنْ كَانَ مَفَاتِيحُ الْخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ
688 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ، حدثنا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، حدثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ الْعُكْلِيُّ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ ذِكْرِ اللهِ إِذَا رُؤوا ذُكِرَ اللهُ
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: لَيْسَ هَذَا مِنْ حَدِيثِ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ نَرَى أَنَّهُ ابْنُ أَبِي الْأَشْرَسِ
689 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ، حدثنا سَيَّارٌ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ثَابِتًا الْبُنَانِيَّ قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّ الْقَوْمَ، يَكُونُونَ فِي الْحَدِيثِ فَيَفْتَحُ اللهُ الذِّكْرَ عَلَى لِسَانِ بَعْضِهِمْ فَيُفِيضُونَ فِي ذِكْرِ اللهِ فَيَكُونُ فِي الذِّكْرِ لَهُ، مِثْلُ أَجْرِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَيَكُونُ قَوْمٌ فِي الذِّكْرِ فَيُفْتَحُ الْكَلَامُ عَلَى لِسَانِ بَعْضِهِمْ فَيَتْرُكُونَ الذِّكْرَ فَيُفِيضُونَ فِي غَيْرِهِ فَيَكُونُ عَلَيْهِ مِثْلُ أَوْزَارِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ
690 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، حدثنا أَبُو الْحُسَيْنِ إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاذِيُّ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ: أُخْبِرْتُ، عَنْ سَيَّارٍ، حدثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ شُمَيْطٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى الْحَسَنِ فَقَالَتْ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، إِنِّي إِذَا أَتَيْتُ الذِّكْرَ رَقَّ قَلْبِي، وَإِذَا تَرَكْتُهُ أَنْكَرْتُ نَفْسِي قَالَ: اذْهَبِي حَيْثُ يَصْلُحُ قَلْبُكَ
691 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْمَعْرُوفِ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ الْحَذَّاءُ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَسَدِيُّ، حدثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ، أَشْكُو إِلَيْكَ قَسَاوَةَ قَلْبِي قَالَ: أَدِّبْهُ مِنَ الذِّكْرِ
وَفِي رِوَايَةِ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ وَقَالَ: أَدِّبْهُ بِالذِّكْرِ 692 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ، حدثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ، حدثنا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، حدثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: مَا تَلَذَّذَ الْمُتَلَذِّذُونَ بِمِثْلِ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
693 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ يَعْقُوبَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ سَعِيدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: يَا مَنْ ذِكْرُهُ أَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ لَا تَجْعَلْنِي بَيْنَ أَعْدَائِكَ أَذَلَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ قَالَ: وسَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ يَقُولُ: إِلَهِي أَدْعُوكَ فِي الْمَلَأِ كَمَا يُدْعَى الْأَرْبَابُ، وَأَدْعُوكَ فِي الْخَلَاءِ كَمَا يُدْعَى الْأَحْبَابُ، أَقُولُ فِي الْمَلَأِ يَا إِلَهِي، وَأَقُولُ فِي الْخَلَاءِ يَا حَبِيبِي
694 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدٍ الشُّعَيْبِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْجَوْزَقِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ هَاشِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ بَكْرَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: إِلَهِي أَنَا لَا أَصْبِرُ عَنْ ذِكْرِكَ، فِي الدُّنْيَا فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنْكَ فِي الْآخِرَةِ
695 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ سَعِيدَ بْنَ عُثْمَانَ الْحَنَّاطَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ،
وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعْدِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى الْمُسَيَّبِيُّ، حدثنا سَعِيدُ بْنُ عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: وَيْحَكَ، مَنْ ذَكَرَ اللهَ عَلَى حَقِيقَةِ ذِكْرِهِ نَسِيَ فِي جَنْبِ اللهِ كُلَّ شَيْءٍ وَمَنْ نَسِيَ فِي جَنْبِ اللهِ كُلَّ شَيْءٍ حَفِظَ اللهُ عَلَيْهِ كُلَّ شَيْءٍ، وَكَانَ لَهُ عِوَضًا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ قَالَ: وَسَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ: لَا يَزَالُ الْعَارِفُ مَا دَامَ فِي الدُّنْيَا متردداً بَيْنَ الْفَقْرِ وَالْفَخْرِ فَإِذَا ذَكَرَ اللهَ افْتَخَرَ وَإِذَا ذَكَرَ نَفْسَهُ افْتَقَرَ وَزَادَ الزَّاهِدُ فِي رِوَايَتِهِ ثُمَّ قَالَ: بِاللهِ فَخْرُنَا وَإِلَى اللهِ فَقْرُنَا
696 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْجُنَيْدُ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي الْعَبَّاسَ بْنَ حَمْزَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ: مَنْ عَرَفَ رَبَّهُ وَجَدَ طَعْمَ الْعُبُودِيَّةِ وَلَذَّةَ الذِّكْرِ، وَالطَّاعَةِ فَهُوَ مَعَ الْخَلْقِ بِبَدَنِهِ وَقَدْ بَايَنَهُمْ بِالْهُمُومِ وَالْخَطَرَاتِ
وَبِإِسْنَادِهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ: إِنَّ الْعَارِفَ اسْتَغْنَى بِرَبِّهِ فَمَنْ أَغْنَى عَنْهُ فَلَذَّتُهُ بِهِ وَإِنَاخَتِهِ بِفِنَائِهِ وَاسْتَأْنَسَ بِهِ 697 - أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ، وَأَبُو حَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي قَالَا: أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ نُجَيْدٍ، حدثنا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْحُلْوَانِيُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْعَامِرِيُّ، حدثنا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ: أَمَا تَسْتَوْحِشُ مِنْ طُولِ الْجُلُوسِ فِي الْبَيْتِ؟ قَالَ: وَمَا لِي أَسْتَوْحِشُ وَهُوَ يَقُولُ: أَنَا جَلِيسُ مَنْ ذَكَرَنِي
698 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حدثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا،
حدثنا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي الضُّحَى، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَمَحْقُوقٌ أَنْ يَكُونَ لَهُ سَاعَةٌ يَخْلُو فِيهَا فَيَذْكُرُ رَبَّهُ وَيَسْتَغْفِرُ اللهَ
699 - قَالَ: وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: يَا رَبِّ، قَدْ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ كَثِيرًا فَدُلَّنِي أَنْ أَشْكُرَكَ كَثِيرًا قَالَ: اذْكُرْنِي كَثِيرًا فَإِذَا ذَكَرْتَنِي كَثِيرًا فَقَدْ شَكَرْتَنِي كَثِيرًا، وَإِذَا نَسِيتَنِي فَقَدْ كَفَرْتَنِي
700 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ قَالَ: سَمِعْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ بِأَسَدَآبَادَ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الشِّبْلِيَّ يَقُولُ: سَهْوَةُ طَرْفَةِ عَيْنٍ عَنِ اللهِ شِرْكٌ بِاللهِ
701 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ، حدثنا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدَ بْنَ يُونُسَ الْمُقْرِئَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ جَيِّدٍ الْبَلْخِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْبَلْخِيَّ يَقُولُ: مَا أَقْبَحَ الْغَفْلَةَ عَنْ ذِكْرِ مَنْ لَا يَغْفَلُ عَنْ بِرِّكَ
702 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حدثنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي، حدثنا أَبُو بَكْرٍ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ، يَقُولُ: بَيْنَا أَنَا سَاجِدٌ إِذْ ذَهَبَ بِي النَّوْمُ فَإِذَا أَنَا بِهَا يَعْنِي الْحُورَ، قَدْ رَكَضَتْنِي بِرِجْلِهَا فَقَالَتْ: حَبِيبِي أَتَرْقُدُ عَيْنَاكَ وَالْمَلِكُ يَقْظَانُ يَنْظُرُ إِلَى الْمُتَهَجِّدِينَ فِي تَهَجُّدِهِمٍ بُؤْسًا لِعَيْنٍ آثَرَتْ لَذَّةَ نَوْمِهِ عَلَى لَذَّةِ مُنَاجَاةِ الْعَزِيزِ قُمْ فَقَدْ دَنَا الْفَرَاغُ وَلَقِيَ الْمُحِبُّونَ بَعْضَهُمْ بَعْضًا فَمَا هَذَا الرُّقَادُ حَبِيبِي وَقُرَّةَ عَيْنِي أَتَرْقُدُ عَيْنَاكَ، وَأَنَا أُرَبَّى لَكَ فِي الْخِدْرِ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا؟ فَوَثَبْتُ فَزِعًا وَقَدْ عَرِقْتُ اسْتِحْيَاءً مِنْ تَوْبِيخِهَا إِيَّايَ وَإِنَّ حَلَاوَةَ مَنْطِقِهَا لَفِي سَمْعِي وَقَلْبِي
703 - أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلَانِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَنَازِلَ، حدثنا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ، حدثنا أَبُو عَمَّارٍ الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ، حدثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: ذِكْرُ النَّاسِ دَاءٌ وَذِكْرُ اللهِ دَوَاءٌ
704 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ الْأَصْبَهَانِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاحِبِ الْكَتَّانِيِّ، حدثنا أَبُو عُثْمَانَ الْكَرْخِيُّ، بِطَرْطُوسَ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ بْنِ رُسْتَةَ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ مُرَّةَ، أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ، ذُكِرَ عِنْدَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: ذِكْرُ اللهِ خَيْرٌ مِنْ ذِكْرِ النَّاسِ
705 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ صَفْوَانَ، حدثنا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا،
حدثنا عَلِيُّ بْنُ إِشْكَابٍ، حدثنا أَبُو النَّضْرِ، حدثنا أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ ذِكْرَ اللهِ شِفَاءٌ وَإِنَّ ذِكْرَ النَّاسِ دَاءٌ
هَذَا مُرْسَلٌ وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ قَوْلِهِ 706 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، حدثنا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مَاهَانَ الْحَنَفِيِّ قَالَ: أَمَا يَسْتَحِي أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ دَابَّتُهُ الَّتِي يَرْكَبُهَا، وَثَوْبُهُ الَّذِي يَلْبَسُ أَكْثَرَ ذِكْرًا لِلَّهِ مِنْهُ قَالَ: وَكَانَ لَا يَفْتُرُ مِنَ التَّسْبِيحِ وَالتَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ
707 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، حدثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حدثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِعُمَيْرِ بْنِ هَانِئٍ: أَرَى لِسَانَكَ لَا يَفْتُرُ مِنْ ذِكْرِ اللهِ فَكَمْ تُسَبِّحُ فِي كُلِّ يَوْمٍ؟ قَالَ: مِائَةَ أَلْفٍ إِلَّا أَنْ تُخْطِئَ الْأَصَابِعُ
708 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ، أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، حدثنا جَعْفَرُ بْنُ عِمْرَانَ التَّغْلَبِيُّ، حدثنا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ سُعَيْرِ بْنِ الْخِمْسِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ قَالَ: كَانَتِ امْرَأَةٌ فِي أَسْفَلِ مَكَّةَ تُسَبِّحُ فِي كُلِّ يَوْمٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ، فَمَاتَتْ فَلَمَّا بُلِغَ بِهَا الْقَبْرُ أُخِذَتْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِي الرِّجَالِ
709 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْفَقِيهُ الطُّوسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَاضِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِهْرَانَ، حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا صَالِحٍ مَاهَانَ حِينَ صَلَبَهُ الْحَجَّاجَ عَلَى الْخَشَبَةِ فَجَعَلَ يُسَبِّحُ، وَيَعْقِدُ قَالَ: فَبَلَغَ التَّسْبِيحَ فِي يَدِهِ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ يَعْقِدُهَا قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ فَطَعَنَهُ فَقَتَلَهُ قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ فِي يَدِهِ الْعُقُدَ بَعْدَ كَذَا
710 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّلوليُّ، حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رِزْمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، أَنَّ أَبَا مِجْلَزٍ، كَانَ يَرْكَبُ مَعَ قُتَيْبَةَ بْنِ مُسْلِمٍ فِي مَوْكِبِهِ فَيُسَبِّحُ اللهَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ تَسْبِيحَةٍ وَيَعُدُّهَا بِبَنَانِهِ 711 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ هِلَالُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَيَّاشٍ، حدثنا أَبُو الْأَشْعَثِ، حدثنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حدثنا أَبُو كَعْبٍ، عَنْ جَدِّهِ بَقِيَّةَ عَنْ أَبِي صَفِيَّةَ، مَوْلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ
يُوضَعُ لَهُ نِطَعٌ وَيُؤْتَى بِزِنْبِيلٍ فِيهِ حَصًا فَيُسَبِّحُ بِهِ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ، ثُمَّ يَرْفَعُ فَإِذَا صَلَّى الْأُولَى أُتِيَ بِهِ فَيُسَبِّحُ بِهِ حَتَّى يُمْسِيَ 712 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، رَحِمَهُ اللهُ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ عُثْمَانَ الْحَنَّاطَ يَقُولُ: سَمِعْتُ ذَا النُّونِ يَقُولُ:
ثَلَاثَةٌ مِنْ عَلَامَاتِ مَوْتِ الْقَلْبِ الْأُنْسُ مَعَ الْخَلْقِ، وَالْوَحْشَةُ فِي الْخَلْوَةِ مَعَ اللهِ وَافْتِقَادُ حَلَاوَةِ الذِّكْرِ الْمَقْسُومِ وَثَلَاثَةٌ مِنْ أَعْلَامِ الْوَلَهِ إِلَى اللهِ: اضْطِرَابُ الرُّوحِ فِي الْبَدَنِ عِنْدَ الذِّكْرِ تَشَوُّقًا وَارْتِيَاحُ الْعَقْلِ عِنْدَ النَّجْوَى تَمَلُّقًا وَوُلُوجُ الْهِمَّةِ فِي الْغُيُوبِ نَحْوَ اللهِ تَخَلُّقًا 713 - وَسَمِعْتُ أَبَا سَعْدِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ الزَّاهِدُ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْفَقِيهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمِّي الْبِسْطَامِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سُئِلَ أَبُو يَزِيدَ الْبِسْطَامِيُّ، عَنْ حَقِيقَةِ الْمَعْرِفَةِ فَقَالَ:
الْحَيَاةُ بِذِكْرِ اللهِ وَعَنْ حَقِيقَةِ الْجَهْلِ فَقَالَ الْغَفْلَةُ عَنِ اللهِ " 714 - سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرِ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْهَرَوِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا يَزِيدَ الْبِسْطَامِيَّ رَحِمَهُ اللهُ وَسُئِلَ مَا عَلَامَةُ الْعَارِفِ فَقَالَ: أَنْ لَا يَفْتُرَ مِنْ ذِكْرِهِ، وَلَا يَمَلَّ مِنْ حَقِّهِ، وَلَا يَسْتَأْنِسَ بِغَيْرِهِ قَالَ: وَقَالَ أَبُو يَزِيدَ: غَلَطْتُ فِي ابْتِدَائِي فِي أَرْبَعَةِ أَشْيَاءَ تَوَهَّمْتُ أَنِّي أَذْكُرُهُ وَأَعْرِفُهُ وَأُحِبُّهُ وَأَطْلُبُهُ فَلَمَّا انْتَهَيْتُ رَأَيْتُ ذِكْرَهُ سَبَقَ ذِكْرِي وَمَعْرِفتَهُ تَقَدَّمَتْ مَعْرِفَتِي وَمَحَبَّتَهُ أَقْدَمَ مِنْ مَحَبَّتِي وَطَلَبَهُ لِي أَوَّلًا حَتَّى طَلَبْتُهُ، يُرِيدُ بِالطَّلَبِ هَهُنَا إِرَادَتَهُ وَقَصْدَهُ إِلَى رَفْعِ مَحِلِّهِ بِالتَّوْفِيقِ لَهُ وَاللهُ أَعْلَمُ
715 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ، رَحِمَهُ اللهُ أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ الطُّوسِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ، حدثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ مُطَرِّفٍ، أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: قَالَ حَسَّانُ بْنُ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: مَا عَادَى عَبْدٌ رَبَّهُ بِشَيْءٍ أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَكْرَهَ ذِكْرَهُ أَوْ مَنْ يذْكُرُهُ
الْحَادِيَ عَشَرَ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ وَهُوَ بَابٌ فِي الْخَوْفِ مِنَ اللهِ تَعَالَى قَالَ اللهُ تَعَالَى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانً يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 175] وَقَالَ {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ} [المائدة: 44] وقَالَ: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونَ} [البقرة: 40] وَقَالَ: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً} [الأعراف: 205] وَأَثْنَى عَلَى مَلَائِكَتِهِ لِخَوْفِهِمْ مِنْهُ فَقَالَ: {وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء: 28] وَمَدَحَ أَنْبِيَاءَهَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، وَأَوْلِيَاءَهُ بِمِثْلِ ذَلِكَ فَقَالَ: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا، وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90] وَقَالَ: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} [الرعد: 21] وَعَاتَبَ الْكُفَّارَ عَلَى غَفْلَتِهِمْ فَقَالَ: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [نوح: 13] فَقِيلَ فِي التَّفْسِيرِ مَا لَكُمْ لَا تَخَافُونَ عَظَمَةَ اللهِ، وَذَمَّهُمْ فِي آيَةٍ أُخْرَى فَقَالَ: {وَقَالَ: الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا} [الفرقان: 21] فَقِيلَ أَرَادَ بِهِ: لَا يَخَافُونَ.
فَدَلَّ جَمِيعُ مَا وَصَفْنَاهُ عَلَى أَنَّ الْخَوْفَ مِنَ اللهِ تَعَالَى مِنْ تَمَامِ الِاعْتِرَافِ بِمُلْكِهِ وَسُلْطَانِهِ وَنَفَاذِ مَشِيئَتِهِ فِي خَلْقِهِ, وَأَنَّ إِغْفَالَ ذَلِكَ إِغْفَالُ الْعُبُودِيَّةِ إِذْ كَانَ مِنْ حَقِّ كُلِّ عَبْدٍ وَمَمْلُوكٍ أَنْ يَكُونَ رَاهِبًا لِمَوْلَاهُ لِثُبُوتِ يَدِ الْمَوْلَى عَلَيْهِ, وَعَجْزِ الْعَبْدِ عَنْ مُقَاوَمَتِهِ وَتَرْكِ الِانْقِيَادِ لَهُ. قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ وَالْخَوْفُ عَلَى وُجُوهٍ: أَحَدُهَا: مَا يَحْدُثُ مِنْ مَعْرِفَةِ الْعَبْدِ بِذِلَّةِ نَفْسِهِ وَهَوَانِهَا وَقُصُورِهَا, وَعَجْزِهَا عَنِ الِامْتِنَاعِ عَنِ اللهِ - تَعَالَى جَدُّهُ - إِنْ أَرَادَهُ بِسُوءٍ وَهَذَا نَظِيرُ خَوْفِ الْوَلَدِ وَالِدَيْهِ, وَخَوْفِ النَّاسِ سُلْطَانَهُمْ وَإِنْ كَانَ عَادِلًا مُحْسِنًا, وَخَوْفِ الْمَمَالِيكِ مُلَّاكَهُمْ. وَالثَّانِي: مَا يَحْدُثُ مِنَ الْمَحَبَّةِ, وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الْعَبْدُ فِي عَامَّةِ الْأَوْقَاتِ وَجِلًا مِنْ أَنْ يَكِلَهُ إِلَى نَفْسِهِ, وَيَمْنَعَهُ مَوَادَ التَّوْفِيقِ, وَيَقْطَعَ دُونَهُ الْأَسْبَابَ. وَهَذَا خُلُقُ كُلِّ مَمْلُوكٍ أَحْسَنَ إِلَيْهِ سَيِّدُهُ, فَعَرَفَ قَدْرَ إِحْسَانِهِ فَأَحَبَّهُ, فَإِنَّهُ لَا يَزَالُ يُشْفِقُ عَلَى مَنْزِلَتِهِ عِنْدَهُ خَائِفًا مِنَ السُّقُوطِ عَنْهَا وَالْفَقْدِ لَهَا. والثَّالِثُ: مَا يَحْدُثُ مِنَ الْوَعِيدِ. وَقَدْ نَبَّهَ الْكِتَابُ عَلَى هَذِهِ الْأَنْوَاعِ كُلِّهَا. أَمَّا الْأَوَّلُ فَقَوْلُهُ تَعَالَى: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارَا} [نوح: 13] أَيْ لَا تَخَافُونَ لِلَّهِ عَظَمَةً. قَالَ الْبَيْهَقِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: هَكَذَا فَسَّرَهُ الْكَلْبِيُّ فِيمَا رَوَاهُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ 716 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي، أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ
مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [نوح: 13] يَقُولُ: عَظَمَةً وَقَوْلُهُ {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} [نوح: 14] يَقُولُ: نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةً 717 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُمَيْعٍ، عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
{مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [نوح: 13] قَالَ: لَا تَعْلَمُونَ لِلَّهِ عَظَمَةً قَالَ: وَحَدَّثَنَا سَعِيدٌ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [نوح: 13] قَالَ:
لَا تُبَالُونَ عَظَمَةَ رَبِّكُمْ
{وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} [نوح: 14] قَالَ: نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةً شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ 718 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الْمَعْرُوفِ، أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْحَذَّاءُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [نوح: 13] قَالَ:
لَا تُبَالُونَ لِلَّهِ عَظَمَةً قَالَ: وَالرَّجَاءُ الطَّمَعُ وَالْمَخَافَةُ قَالَ: وَحَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا مِسْكِينٌ أَبُو فَاطِمَةَ قَالَ: سَأَلَ مَنْصُورَ بْنَ زَاذَانَ رَجُلٌ وَأَنَا أَسْمَعُ مَا كَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [نوح: 13] قَالَ:
لَا تَعْلَمُونَ لَهُ عَظَمَةً، وَلَا تَشْكُرُونَ لَهُ نِعْمَةً قَالَ الْحَلِيمِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: ولَا فَرْقَ بَيْنَ أَنْ يَقُولَ السَّيِّدُ لِمَمْلُوكِهِ: مَا لَكَ لَا تَخَافُ سُلْطَانِي وَمُلْكِي وَبَيْنَ أَنْ يَقُولَ: مَا لَكَ لَا تُعَرِّفُ نَفْسَكَ قدرها، وَلَا تُنْزِلُهَا مَنْزِلَةَ مِثْلِهَا، فَفِي الْكَلَامَيْنِ يُرَادُ بِهِمَا تَقْرِيرُ حَالِ الْعَبْدِ عِنْدَ نَفْسِهِ لِئَلَّا يَأْمَنَ سَطْوَةَ سَيِّدِهِ فَيَدْعُوهُ ذَلِكَ إِلَى مُفَارَقَةِ طَاعَتِهِ، وَأَبَيْنَ مِنْ هَذَا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ، وَكَانَ الْإِنْسَانُ كَفُورًا أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ، أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا، أَمْ آمِنْتُمْ أَنْ يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُمْ بِمَا كَفَرْتُمْ، ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا}، فَعَرَّفَهُمُ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَهُمْ فِي حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ أَنْ يُفَارِقُوا طَاعَتَهُ، أَوْ يُقَصِّرُوا فِي شُكْرِهِ مُسْتَشْعِرِينَ مِنْهُ أَمْنًا لِمَا يَرَوْنَهُ مِنْ نِعَمِهِ السَّابِغَةِ عَلَيْهِمْ مُقَدِّرِينَ أَنَّهُ رَاضٍ مِنْهُمْ بِالْيَسِيرِ مِنَ الطَّاعَةِ الَّتِي يُوفُونَهُ مِنْ أَنْفُسِهِمْ فَإِنَّهُ لَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ بَلْ سَبِيلُهُمْ أَنْ يَكُونُوا فِي الْأَحْوَالِ كُلِّهَا مُشْفِقِينَ مِنْ سَخَطِهِ وَمُؤَاخَذَتِهِ مُخْطِرِينَ بِقُلُوبِهِمُ أَنَّهُ إِنْ أَرَادَ بِهِمْ هَلَكًا أَوْ سُوءًا دُونَهُ مَا كَانَ، لَمْ يَجِدُوا مَنْ يدْفَعُهُ عَنْهُمْ وَلَا مَنْ يمْنَعُهُ بِمَا يَمْلِكُهُ مِنْهُمْ وَأَمَّا الثَّانِي: فَإِنَّ اللهَ عز وجَلَّ ثَنَاؤُهُ أَثْنَى عَلَى الَّذِينَ يَدْعُونَهُ فَيَقُولُونَ {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: 8] وَقَرَأَ الْآيَةَ فَسَمَّاهُمُ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ أَحَدًا لَا يَدْعُو فَيَقُولُ: رَبِّ لَا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي إِلَّا وَهُوَ خَائِفٌ عَلَى الْهُدَى الَّذِي أَكْرَمَهُ اللهُ تَعَالَى بِهِ أَنْ يَسْلُبَهُ إِيَّاهُ، وَأَخْبَرَ عَنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} [الطور: 26] قَرَأَ الْآيَتَيْنِ وَجَاءَ فِي التَّفْسِيرِ أَنَّهُمْ كَانُوا مُشْفِقِينَ أَنْ يُسْلَبُوا الْإِسْلَامَ فَيُورَدُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَوَارِدَ الْأَشْقِيَاءِ وَكَانُوا يَدْعُونَ اللهَ أَنْ لَا يَفْعَلَ بِهِمْ ذَلِكَ وَكَذَلِكَ سَائِرُ نِعَمِ اللهِ وَإِنْ كَانَ الْإِسْلَامُ أَعْلَاهَا وَأَمَّا الثَّالِثُ: فقد قَالَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبُّكُمْ} [النساء: 1] وَقَالَ: {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} [البقرة: 41] وَقَالَ: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6] فَأَمَرَ بِالتَّقْوَى وَهِيَ أَنْ يَقِيَ الْمُخَاطَبُونَ أَنْفُسَهُمْ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ بِفِعْلِ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ وَتَرْكِ مَا نَهَى الله عَنْهُ، وَمَعْنَى {اتَّقُونِ} [البقرة: 41] اتَّقُوا عَذَابِي وَمُؤَاخَذَتِي وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ 719 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ الْحَافِظُ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الشَّافِعِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: اتَّقُوا النَّارَ وَاعْمَلُوا خَيْرًا فَإِنِّي سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَعْقِلٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ أخرجه الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ 720 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنِي ابْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
لَمَّا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم: 6] تَلَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ ذَاتَ لَيْلَةٍ - أَوْ قَالَ: يَوْمٍ - فَخَرَّ فَتًى مَغْشِيًّا عَلَيْهِ فَوَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى فُؤَادِهِ فَإِذَا هُوَ يَتَحَرَّكُ فَقَالَ: يَا فَتَى، قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ فَقَالَهَا فَبَشَّرَهُ بِالْجَنَّةِ فَقَالَ أَصْحَابُهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمِنْ بَيْنِنَا فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَهُ تَعَالَى {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} [إبراهيم: 14] 721 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَّاكِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدكَ، حَدَّثَنَا أَبُو بِلَالٍ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفْدٌ مِنَ الْعَرَبِ فِيهِمْ شَابٌّ فَقَالَ الشَّابُّ لِلْكُهُولِ:
اذْهَبُوا فَبَايِعُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَحْفَظُ لَكُمْ رِحَالَكُمْ
فَذَهَبَ الْكُهُولِ فَبَايَعُوهُ ثُمَّ جَاءَ الشَّابُّ فَأَخَذَ بِحَقْوَيْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَسْتَجِيرُكَ مِنَ النَّارِ فَقَالَ الْقَوْمُ: دَعْهُ يَا غُلَامُ فَقَالَ وَالَّذِي بَعَثَهُ لَا أَتْرُكُهُ حَتَّى يُجِيرَنِي مِنَ النَّارِ فَأَتى جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَجِرْهُ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَجَارَهُ 722 - وَفِيمَا أَنْبَأَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ، عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرَانَ إِجَازَةً حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْبَرْذَعِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَاتِمٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ السَّائِحِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ صَبِيحٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: كَانَ شَابٌّ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُلَازِمُ الْمَسْجِدَ وَالْعِبَادَةَ فَعَشِقَتْهُ جَارِيَةٌ فَأَتَتْهُ فِي خَلْوَةٍ فَكَلَّمَتْهُ فَحَدَّثَ نَفْسَهُ بِذَلِكَ فَشَهِقَ شَهْقَةً فَغُشِيَ عَلَيْهِ فَجَاءَ عَمٌّ لَهُ فَحَمَلَهُ إِلَى بَيْتِهِ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ:
يَا عَمُّ انْطَلِقْ إِلَى عُمَرَ فَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ مَا جَزَاءُ مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ فَانْطَلَقَ عَمُّهُ فَأَخْبَرَ عُمَرَ وَقَدْ شَهِقَ الْفَتَى شَهْقَةً أُخْرَى فَمَاتَ مِنْهَا فَوَقَفَ عَلَيْهِ عُمَرُ فَقَالَ: لَكَ جَنَّتَانِ لَكَ جَنَّتَانِ 723 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [الأنفال: 2] قَالَ: إِذَا
هَمَّ بِمَعْصِيَةٍ أَوْ ظُلْمٍ أَوْ نَحْوِ هَذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ وَجِلَ قَلْبُهُ 724 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46] قَالَ:
يُذْنِبُ فَيَذْكُرُ مَقَامَهُ فَيَدَعُهُ 725 - أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، وَمُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46] قَالَا: هُوَ
الرَّجُلُ يُرِيدُ أَنْ يُذْنِبَ فَيَذْكُرَ مَقَامَ رَبِّهِ فَيَدَعَ الذَّنْبَ وَرَوَاهُ خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ شُعْبَةَ فَقَالَ: عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَوْ مُجَاهِدٍ بِالشَّكِّ 726 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْجَارُودِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَعْنِي يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ
أَخْرِجُوا مِنَ النَّارِ مَنْ ذَكَرَنِي، أَوْ خَافَنِي فِي مَقَامٍ " 727 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ
يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، أَخِي عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ رُوَيْمٍ اللَّخْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ إِيمَانِ الْمَرْءِ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللهَ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ
728 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ قَالَ: حَدَّثَنِي نَاسٌ (1)، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ فِي خُطْبَتِهِ: خَيْرُ الزَّادِ التَّقْوَى وَرَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
(1) تحرف في المطبوع إلى: أبو إياس
، وأثبتناه على الصواب عن: الزهد
لهناد (497)، والزهد
لأبي داود (170) وفيهما: نَاس
، وخلق أفعال العباد
للبخاري (98)، وفيه: نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ عَبْدِ اللَّهِ
، والأسماء والصفات
للبيهقي (515)، وفيه: أُناس
.
729 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّيَّارِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَلِيٍ
الْغَزَّالُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّرِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ: عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
هَذَا مَوْقُوفٌ وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ضَعِيفٍ مَرْفُوعًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 730 - أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ، وَجَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفَّى، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ زُفَرَ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ الْأَسَدِيِّ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: رَأْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
وَرُوِيَ ذَلِكَ مِنْ حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ فِي خِطْبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَبُوكَ 731 - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بِالطَّابِرَانِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، ح وَأَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ، حَدَّثَنَا الْأَسْفَاطِيُّ
يَعْنِي الْعَبَّاسَ بْنَ الْفَضْلِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ بَكْرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ شُحٌّ مُطَاعٌ وَهَوًى مُتَّبَعٌ وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ، وَثَلَاثٌ مُنْجِيَاتٌ خَشْيَةُ اللهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، وَالْقَصْدَ فِي الْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَكَلِمَةُ الْحَقِّ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ
وَرُوِيَ ذَلِكَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا 732 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْفَرَّاءُ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: كَفَى بِخَشْيَةِ اللهِ عِلْمًا، وَكَفَى بِالِاغْتِرَارِ بِاللهِ جَهْلًا
وَبِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: إِنَّ الْمَرْءَ لَحِقِيقٌ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَجَالِسٌ يَخْلُو فِيهَا فَيَتَذَكَّرَ فِيهَا ذُنُوبَهُ فَيَسْتَغْفِرَ مِنْهَا
733 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ، أَخْبَرَنَا أَبُو مَنْصُورٍ الصِّبْغِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى
بْنِ مسدسي، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ: كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْمًا أَنْ يَخْشَى اللهَ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلًا أَنْ يُعْجَبَ بِنَفْسِهِ قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حَقِيقٌ بِالْمَرْءِ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَجَالِسٌ يَخْلُو فِيهَا وَيَذْكُرُ ذُنُوبَهُ فَيَسْتَغْفِرُ اللهَ مِنْهَا
وَقَدْ رُوِّينَا هَذَا الْكَلَامَ مِنْ قَوْلِ مَسْرُوقٍ غَيْرَ مَرْفُوعٍ 734 - أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ، أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدِ