Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني
الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني
الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني
Ebook661 pages5 hours

الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كتاب «الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني» للشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي، رتب فيه مسند الإمام أحمد ترتيبًا فقهيًا دقيقًا، فبدأ بقسم التوحيد ثم الفقه ثم التفسير ثم الترغيب ثم الترهيب ثم التاريخ ثم القيامة وأحوال الآخرة وقال في مقدمة الكتاب: لا أعلم أحدًا سبقني إليه. وقد رتبه من أوله إلى آخره مع حذف السند، وقد وضع التبويبات المناسبة لكل حديث، وفي مقدمة كتابة تكلم عن طريقته في ترتيب المسند. وهذا الترتيب أطلق عليه اسم <الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، وهو اختصار للمسند مع ترتيبه ترتيبًا فقهيًا على الكتب والأبواب وبعبارة أخرى: تهذيب المسند وترتيبه واختصاره. ثم قام البنا فشرح كتابه حتى وصل إلى باب ما جاء في جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، ثم وافته المنية.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateOct 9, 1903
ISBN9786465198698
الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Related to الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Related ebooks

Related categories

Reviews for الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني - الساعاتي

    الغلاف

    الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني

    الجزء 27

    الساعاتي

    1378

    كتاب «الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني» للشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي، رتب فيه مسند الإمام أحمد ترتيبًا فقهيًا دقيقًا، فبدأ بقسم التوحيد ثم الفقه ثم التفسير ثم الترغيب ثم الترهيب ثم التاريخ ثم القيامة وأحوال الآخرة وقال في مقدمة الكتاب: لا أعلم أحدًا سبقني إليه. وقد رتبه من أوله إلى آخره مع حذف السند، وقد وضع التبويبات المناسبة لكل حديث، وفي مقدمة كتابة تكلم عن طريقته في ترتيب المسند. وهذا الترتيب أطلق عليه اسم <الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، وهو اختصار للمسند مع ترتيبه ترتيبًا فقهيًا على الكتب والأبواب وبعبارة أخرى: تهذيب المسند وترتيبه واختصاره. ثم قام البنا فشرح كتابه حتى وصل إلى باب ما جاء في جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، ثم وافته المنية.

    -فرار أبي بصير من قريش ومجيئه إلى النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً ورده إليهم وتأليفه عصابة ضد قريش-

    صفوان بن أمية ثم رجع إلى المدينة فجاءه أبو بَصير رجل من قريش وهو مسلم (وقال يحيى عن ابن المبارك) فقدم عليه أبو بصير بن أسيد الثقفي مسلماً مهاجراً، فاستأجر الأخنس بن شريق رجلاً كافراً من بني عامر بن لؤي ومولى معه وكتب معهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله الوفاء، فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا العهد الذي جعلت لنافيه، فدفعه إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغا به ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أبو بصير لأحد الرجلين والله إني لأرى سيفك يا فلان هذا جيداً فاستله الآخر فقال أجل والله إنه لجيد لقد جربت به ثم جربت، فقال أبو بصير أرني انظر إليه فأمكنه منه فضربه به حتى برد (1) وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأى هذا ذعراً (2) فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال قتل والله صاحبي وإني لمقتول فجاء أبو بصير فقال يا نبي الله قد والله أو في الله ذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويل أمه (3) مسعر حرب لو كان له أحد (4) فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر (5) قال ويتفلت أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لجق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة (6) قال فوالله ما يسمعون بعير (7) خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم، فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده الله والرحم (8) لما أرسل إليهم فمن آتاه فهو آمن فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فأنزل الله عز وجل {وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم - (9) ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم حتى مطابقة قلوبهن لألسنتهن في الإيمان وبقية الآية {الله أعلم بإيمانهن فإن علمتهوهن مؤمناً فلا ترجعوهن إلى الكفار} أي إلى أزواجهن الكفرة لقوله تعالى {لا هنَّ حل لهم ولا هم يحملون لهنّ وآتوهم ما أنفقوا} أي ما دفعوا إليهن من المهور {ولا جناح عليكم أن تنكحوهنَّ إذا آتيتموهنّ أجورهن} أي مهوهن {ولا تمسكوا بعصم الكوافر} أي بما تعتصم به الكافرات من عقدة النكاح والمراد نهي المؤمنين عن المقام إلى نكاح المشركات، والنهي عن الإرجاع في الآية لا يعد نقضاً لما اصطلحوا عليه، لأن معاقدة الصلح وقعت على رد الرجال لا النساء، ولذلك طلق عمر امرأتين كانتا له في الشرك لأنه كان جائزاً في ابتداء الإسلام (1) بفتح الموحدة والراء أي مات (2) بضم الذال المعجمة وسكون العين المهملة أي خوفاً (3) الضمير لأبي بصير وهذه كلمة ذم تقولها العرب ولا يقصدون معنى ما لها من الذم لأن الويل الهلاك كقولهم لأمه الويل، والمراد هنا التعجب من إقدامه إلى الحرب والنهوض لها وإسعار نارها (4) أي لو كان له أحد ينصره ويؤازره على إيقاد نار الحرب لأثار الفتنة وأفسد الصلح (5) أي ساحل البحر في موضع يسمى العيص كما في بعض الروايات وهو على طريق أهل مكة إذا قصدوا الشام (6) العصابه الجماعة لا واحد لها من لفظها وهي ما بين العشرة إلى الأربعين (7) العير القافلة واعتراضهم لها وقوفهم في طريقها بالعرض، وذلك كناية عن منعهم لها من المسير (8) أي تسأله بالله وبحق القرابة إلا أرسل إلى أبي بصير وأصحابه بالامتناع عن إيذاء قريش فمن أتاه منهم مسلماً فهو آمن من الرد (9) أي منع أيدي كفار مكة عنكم ويريد ببطن مكة الحديبية

    -طريق ثان لحديث الحديبية وإرسال عثمان بن عفان إلى قريش ليأتي بخبرهم-

    بلغ (حمية الجاهلية) وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبى الله صلى الله عليه وسلم ولم يقروا بسم الله الرحمن الرحيم وحالوا بينهم وبين البيت (ومن طريق ثان) قال حدثنا يزيد بن هرون أبنأنا محمد بن إسحق ابن يسار عن الزهري محمد بن مسلم بن شهاب عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان ابن الحكم قالا خرج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالاً وساق معه الهدى سبعين بدنة وكان الناس سبعمائة (1) رجل فكانت كل بدنة عن عشرة قال وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بعسفان لقيه بشر بن سفيان الكعبي فقال يا رسول الله هذه قريش قد سمعت بمسيرك فخرجت معها العوذ المطافيل قد لبسوا جلود النمور يعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم عنوة أبداً، وهذا خالد بن الوليد في خيلهم قد قدموا إلى كراع الغميم (2) فذكر نحو ما في الطريق الأولى إلى أن جاء عروة بن مسعود وتكلم مع النبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في شأن الصلح ثم رجع إلى قريش، قال فقال يا معشر قريش إني جئت كسرى في ملكه وجئت قيصر والنجاشي في ملكهما والله ما رأيت ملكاً قط مثل محمد صلى الله عليه وسلم في أصحابه، ولقد رأيت قوماً لا يسلمونه لشيء أبداً فرُوا رأيكم، قال وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل ذلك بعث خراش بن أمية الخزاعى إلى مكة وحمله على جمل له يقال له الثعلب فلما دخل مكة عقرت به قريش وأرادوا قتل خراش فمنعهم الأحابش حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا عمر ليبعثه إلى مكة فقال يا رسول الله إنى أخاف قريشاً على نفسى وليس بها من بني عدى أحد بمعنى وقد عرفت قريش عداوتى إياها وغلطتى عليها، ولكن أدلك على رجل هو أعز منى عثمان بن عفان، قال فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثه إلى قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب وأنه جاء زائراً لهذا البيت معظماً لحرمته، فخرج عثمان حتى أتى مكة ولقيه أبان بن سعيد بن العاص فنزل عن دابته وحمله بين يديه وردف خلفه وأجاره حتى بلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش فبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرسله به، فقالوا لعثمان إن شئت أن تطوف بالبيت فطف به، فقال ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتبسته قريش عندها، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين أن عثمان قد قتل، قال محمد فحدثني الزهرى أن قريشاً بعثوا سهيل بن عمرو أحد بنى عامر بن لؤى فقالوا أئت محمداً فصالحه ولا يكون فى صلحه إلا أن يرجع عنا عامة هذا فوالله لا تتحدث العرب أنه دخلها علينا عنوة وإطلاقه عليها مبالغة في القرب وأظفركم أي نصركم عليهم (1) تقدم في الطريق الأولى أنهم كانوا ألفاً وأربعمائة على أرجح الأقوال، وفي هذا الطريق أنهم كانوا سبعمائة، وكذلك عند ابن إسحاق (قال الحافظ) وأما قول ابن إسحاق إنهم كانوا سبعمائة فلم يوافق عليه لأنه قاله استنباطاً من قول جابر (نحرنا البدنة عن عشرة) وكانوا نحروا سبعين بدنة وهذا لا يدل على أنهم لم ينحروا غير البدن مع أن بعضهم لم يكن أحرم أصلاً (2) قال في النهاية هو اسم موضع بين مكة والمدينة والكراع جانب مستطيل من الحرة تشبيهاً بالكراع وهو ما دون الركبة من الساق والغمم بالفتح واد بالحجاز

    -أمر النبى صلى الله عليه وسلم علياً يكتب شروط الصلح واعتراض عمرو بن سهيل على البسملة والرسالة وقصة أبى جندل-

    أبداً فأتاه سهيل (فذكر ما دار بينه وبين النبى صلى الله عليه وسلم إلى أن اتفقا على الصلح كما فى الطريق الأولى) قال ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علىّ بن أبى طالب فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل بن عمرو لا أعرف هذا ولكن أكتب باسمك اللهم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اكتب باسمك اللهم هذا ما صالح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم سهيل بن عمرو، فقال سهير بن عمرو ولو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك ولكن اكتب هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله وسهيل بن عمرو على وضع الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض على أنه من أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه بغير إذن وليه رده عليهم، ومن أتى قريشاً ممن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يردوه عليه، وأن بيننا عيبة مكفوفة (1) وأنه لا إسلال ولا إغلال وكان في شرطهم حين كتبوا الكتاب أنه من أحب أن يدخل فى عقد محمد صلى الله عليه وسلم وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل فى عقد قريش وعهدهم دخل فيه، فتو أثبت خزاعة فقالوا نحن مع عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهده، وتوا ثبت بنو بكر فقالوا نحن فى عقد قريش وعهدهم وأنك ترجع عنا عامنا هذا فلا تدخل علينا مكة وأنه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فتدخلها بأصحابك وأقمت فيهم ثلاثاً معك سلاح الراكب، لا تدخلها بغير السيوف في القُرب (2) فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتب الكتاب إذ جاءه أبو جندل بن سهيل ابن عمرو فى الحديد قد انفلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجوا وهم لا يشكون فى الفتح لرؤيا رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأوها رأوا من الصلح والرجوع وما تحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسه دخل الناس من ذلك أمر عظيم حتى كادوا أن يهلكوا: فلما رأى سهيل أبا جندل قام إليه فضرب وجهه ثم قال يا محمد قد لجت (3) القضية بينى وبينك قبل أن يأتيك هذا، قال صدقت، فقام إليه فأخذ بتلبيه (4) قال وصرخ أبو جندل بأعلى صوته يا معاشر المسلمين اتردوننى إلى أهل الشرك فيفتنونى فى دينى، قال فزاد الناس شراً إلى ما بهم، فقال رسول لله صلى الله عليه وسلم يا أبا جندل اصبر واحتسب فان الله عز وجل جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحاً فأعطيناهم على ذلك (1) العيبة تقدم انها مستودع الثياب، والعرب تكنى عن القلوب والصدور بالعياب لأنها مستودع السرائر كما أن العياب مستودع الثياب يريد ان بينهم صدراً نقياً من الغل والخداع مطوياً على الوفاء بالصلح (والمكفوفة) المشرجة المشدودة، وقيل أراد أن بينهم موادعة ومكافة عن الخرب تجريان مجرى المودة التي تكون بين المنصافيين الذين يثق بعضهم إلى بعض (والاسلال) السرقة الخفية (والاغلال) الحقد والشحناء (2) بضم القاف والراء جمع قراب بكسر القاف كحمار وحمر، والقراب ما يوضع فيه السيف (3) جاء في النهاية قال سهيل قد لجت القضية بينى وبينك أى وجبت هكذا قال جاء مشروحاً ولا أعرف أصله اهـ (4) يقال أخذت بتلبيب فلان اذا جمعت عليه ثوبه الذى هو لابسه وقبضت عليه تجره والتلبيب بجميع ما في موضع اللبب من

    -رجاء قريش النبى صلى الله عليه وسلم في رده من جاءه مسلماً وعدم قبول النبى صلى الله عليه وسلم ذلك-

    وأعطونا عليه عهداً وإنا لن نغدر بهم، قال فوثب إليه عمر بن الخطاب مع أبى جندل فجعل يمشى إلى جنبه وهو يقول اصبر أبا جندل فإنما هم المشركون وإنما دم أحدهم دم كلب، قال ويدنى قائم السيف منه، قال يقوم رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه قال فضن الرجل بأبيه ونفذت القضية (ثم ذكر أمر النبى صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالنحر والحلق وامتناعهم من ذلك حتى نحر هو وحلق) كما فى الطريق الأولى قال فقام الناس ينحرون ويحلقون قال حتى إذا كان بين مكة والمدينة فى وسط الطريق فنزلت سورة الفتح (1) (وإلى هنا انتهى الحديث) (عن على) (2) قال جاء النبى صلى الله عليه وسلم أناس من قريش فقالوا يا محمد انا جيرانك وحلفاؤك وان ناساً من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة فى الدين ولا رغبة فى الفقه (3) انما فروا من ضياعنا وأموالنا فارددهم الينا فقال لأبى بكر ما تقول؟ قال صدقوا إنهم جيرانك، قال فتغير وجه النبى صلى الله عليه وسلم، ثم قال لعمر ما تقول؟ قال صدقوا (4) إنهم جيرانك وحلفاؤك فتغير وجه النبى صلى الله عليه وسلم (5) (باب ما جاء فى نص كتاب صلح الحديبية وشروطه) (عن أبى إسحاق) (6) عن البراء بن عازب قال اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ذي القعدة فأبى أهل مكة إن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام فلما كتبوا الكتاب كتبوا هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله قالوا لا نقر بهذا، لو نعم أنك رسول الله ما منعناك شيئاً، ولكن أنت محمد بن عبد الله، قال أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله، قال لعلى امح رسول الله، قال والله لا أمحوك أبداً، فأخذ النبى صلى الله عليه وسلم الكتاب وليس يحسن أن يكتب (وفى لفظ فقال لعلى امحه فقال ما أنا بالذى أمحاه فمحاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده (فكتب (يعنى عليا) مكان رسول الله: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله أن لا يدخل مكة السلاح ثياب الرجل (1) انظر ما جاء في سورة الفتح من كتاب فضائل القرآن وتفسيره في الجزء الثامن عشر صحيفة 275 و 276 (تخريجه) أخرج الطريق الأولى منه البخارى في موضعين من كتابه وأخرج بعضها البخارى ومسلم أيضاً (2) (سنده) (حدثنا) أسود بن عامر أخبرنا شريك عن منصور عن ربعىّ عن على الخ (غريبه) (3) هذا كان في زمن الحديبية قبل الصلح كما صرح بذلك عند أبى داود (4) إنما صدق أبو بكر وعمر رضى الله عنهما دعوى هؤلاء الوفد من قريش لظنهما صحة القرائن التى ذكرها الوفد (5) إنما تغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لكونهما لم يوافقا الصواب، ويستفاد من ذلك أن من ادعى الاسلام يقبل منه مطلقاً كما يدل على ذلك القرآن والسنة، وأنه لا يجوز البحث عن الدوافع التى دفعته إلى الاسلام سواء أسلم مخلصاً أو متعوذاً أو طامعاً، وقد جاء عند أبى داود بدل قوله فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى ببعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا، وأبى أن يردهم وقال هم عتقاء الله عز وجل) قال الخطابى هذا أصل في أن من خرج من دار الكفر مسلماً وليس لاحد عليه يد قدرة فانه حر، وإنما يعتبر أمره بوقت الخروج منها إلى دار الاسلام (تخريجه) (دمذ) وقال الترمذى هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث ربعى بن خراش عن على (باب) (6) (سنده) (حدثنا) حجين

    -تعنت قريش في شروط الصلح موافقة النبى صلى الله عليه وسلم لهم لحكمة عظيمة-

    إلا السيف فى القراب (1) ولا يخرج من اهلها أحد الا من أراد ان يتبعه، ولا يمنع أحداً من أصحابه أن يقيم بها فلما دخلها (2) ومضى الأجل أتوا عليا فقالوا قل لصاحبك فليخرج عنا فقد مضى الأجل، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم (وعنه من طريق ثان) (3) عن البراء أيضاً قال وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين يوم الحديبية على ثلاث، من أتاهم من عند النبى صلى الله عليه وسلم لن يردوه، ومن أتى الينا منهم ردوه اليهم، وعلى أن يجيء النبى صلى الله عليه وسلم من العام المقبل وأصحابه فيدخلون مكة معتمرين فلا يقيمون الا ثلاثاً، ولا يدخلون الا جُلب السلاح (4) السيف والقوس ونحوه (عن أنس) (5) أن قريشاً صالحوا النبى صلى الله عليه وآله وسلم وفيهم سهيل بن عمرو فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم لعلىّ اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل أمّا بسم الله الرحمن الرحيم فلا ندرى ما بسم الله الرحمن الرحيم، ولكن اكتب ما نعرف باسمك اللهم، فقال اكتب من محمد رسول الله، قال لو علمت أنك رسول الله لاتبعناك ولكن اكتب اسمك واسم أبيك قال فقال النبى صلى الله عليه وسلم اكتب من محمد بن عبد الله، واشترطوا على النبى صلى الله عليه وآله وسلم أن من جاء منكم لم نرده عليكم: ومن جاء منكم رددتموه علينا، فقال (يعنى علياً) يا رسول الله أنكتب هذا؟ قال نعم أنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله (6) ثنا إسرائيل عن أبى إسحاق عن البراء الخ (وقوله ما أنا بالذى أمحاه) قال النووى هكذا هو فى جميع النسخ (بالذى أمحاه) وهى لغة فى أمحوه، وهذا الذى فعله على رضى الله عه من باب الأدب المستحب لأنه لم يفهم من النبى صلى الله عليه وسلم تحتيم محو علىّ بنفسه ولهذا لم ينكر، ولو حتم محوه بنفسه لم يجز لعلى تركه ولما أقره النبى صلى الله عليه وسلم على المخالفة (1) هو شبه الجراب يكون من الأدم يوضع فيه السيف مغمداً ويطرح فيه الراكب سوطه وأداته ويعلقه فى الرجل (قال العلماء) وإنما شرطوا هذا لوجهين (أحدهما) أن لا يظهر منه دخول الغالبين القاهرين (والثانى) أنه أن عرض فتنة أو نحوها يكون فى الاستعداد بالسلاح صعوبة (2) يعنى فى السنة الثانية بعد سنة اللح وهى عمرة القضاء وكانوا شارطوا النبى صلى الله عليه وسلم فى عام الحديبية أن يجيء فى العام المقبل فيعتمر ولا يقيم أكثر من ثلاثة أيام فجاء فى العام المقبل فأقام إلى أواخر اليوم الثالث فقالوا لعلى رضى الله عنه قل لصاحبك فليخرج إلى آخره، وسيأتى ذلك فى الطريق الثانية (3) (سند) (حدثنا) مؤمل ثنا سفيان عن أبى إسحاق عن البراء بن عازب قال وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين الخ (4) جاء عند مسلم جلبان بزيادة ألف ونون قال أبو إسحاق السبيعي جلبان السلاح هو القراب وما فيه: والجلبان بضم الجيم قال القاضى عياض فى المشارق ضبطناه جلبان بضم الجيم واللام وتشديد الباء الموحدة قال وكذا رواه الأكثرون وصوابه ابن قتيبة وغيره اهـ قلت تقدم شرحه فى الطريق الأولى (تخريجه) (م. وغيره) (5) (سنده) (حدثنا) عفان ثنا حماد عن ثابت عن أنس الخ (غريبه) (6) زاد مسلم (ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجاً ومخرجاً) (تخريجه) (م وغيره) قال العلماء فى شرح هذا الحديث وافقهم النبى صلى الله عليه وسلم فى ترك كتابة بسم الله الرحمن الرحيم وأنه كتب باسمك اللهم وكذا وافقهم فى محمد بن عبد الله وترك كتابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذا وافقهم فى رد من جاء منهم

    -بيعة الرضوان وسببها إشاعة قتل عثمان رضى الله عنه-

    (باب ما جاء فى بيعة الرضوان) (عن مَعقِل بن يسار) (1) أنه شهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الحديبية وهو رافع غصناً من أغصان الشجرة بيده عن رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع الناس (وفى رواية يد الله فوق أيديهم) (2) فبايعوه على أن لا يفروا وهم يومئذ ألف وأربعمائة (عن جابر) (3) قال كنا يوم الحديبية ألفاً وأربعمائة فبايعناه وعمر آخذ بيده تحت الشجرة وهى سمرة (4) على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت (5) إلينا دون من ذهب منا إليهم، وانما وافقهم فى هذه الأمور للمصلحة المهمة الحاصلة بالصلح مع أنه لا مفسدة فى هذه الأمور، أما البسملة وباسمك اللهم فمعناه واحد، وكذا قوله محمد بن عبد الله هو أيضاً رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس فى ترك وصف الله سبحانه وتعالى فى هذا الموضع بالرحمن الرحيم ما ينفى ذلك، ولا فى ترك صفه أيضاً صلى الله عليه وسلم هنا بالرسالة ما ينفيها فلا مفسدة فيما طلبوه، وإنما كانت المفسدة تكون لو طلبوا أن يكتب ما لا يحل من تعظيم آلهتهم ونحو ذلك، وأما شرط رد من جاء منهم ومنع من ذهب إليهم فقد بين النبى صلى الله عليه وسلم الحكمة فيهم فى هذا الحديث بقوله من ذهب منا إليهم فأبعده الله، ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجاً ومخرجاً ثم كان كما قال صلى الله عليه وسلم فجعل الله الذين جاءونا منهم وردّهم إليهم فرجاً ومخرجاً، ولله الحمد: وهذا من المعجزات قاله النووى (باب) (1) (سنده) حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفى أبو محمد ثنا خالد عن الحكم بن عبد الله الأعرج عن معقل بن يسار الخ (غريبه) (2) أى هو حاضر معهم يسمع أقوالهم ويرى مكانهم ويعلم ضمائرهم وظواهرهم فهو تعالى هو المبايع بواسطة رسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} الآية) أما سبب هذه البيعة فقد تقدم فى باب عمرة الحديبية قبل باب فى الطريق الثانية من الحديث الطويل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عثمان بن عفان إلى كفار قريش بمكة ليبلغهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأت لحرب وأنه جاء زائراً لهذا البيت معظماً لحرمته، ثم بلغه أن عثمان قتل، قال ابن إسحاق فحدثنى عبد الله بن أبى بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين بلغه أن عثمان قد قتل لا نبرح حتى نناجز، القوم، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة، فكان الناس يقولون بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت وكان جابر بن عبد الله يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبايعهم على الموت ولكن بايعنا على أن لا نفر فبايع الناس ولم يتخلف أحد من المسلمين حضرها الا الجد بن قيس أخو بنى سلمة فكان جابر يقول والله لكأنى أنظر اليه لاصقاً بابط ناقته قد صبا إليها يستتر بها من الناس، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذى كان من أمر عثمان رضى الله عنه باطل (تخريجة) (م) (3) (سنده) حدثنا يونس ابن محمد وحجين قالا حدثنا ليث عن أبى الزبير عن جابر (يعنى ابن عبد الله) الخ (غريبه) (4) بفتح السين المهملة والراء بينهما ميم مضمومة واحدة السمر كرجل وهو شجر الطلح (5) سيأتى فى حديث سلمة بن الأكوع أنهم بايعوه على الموت (قال النووى) وهو معنى رواية عبد الله بن زيد فى حديث سلمة بن الأكوع أنهم بايعوه على الموت (قال النووى) وهو معنى رواية عبد الله بن زيد ابن عاصم، وفى رواية مجاشع بن مسعود البيعة على الهجرة والبيعة على الإسلام والجهاد، وفى حديث ابن عمر

    -عدد من بايع النبى صلى الله عليه وسلم من الصحابة تحت الشجرة وتخلف الجد بن قيس وقصته-

    (عن أبى الزبير عن جابر) (1) قال كان العباس آخذاً بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يواثقنا فلما فرغنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذت وأعطيت (2) قال فسالت جابراً يومئذ كيف بايعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلى الموت؟ قال لا ولكن بايعناه على أن لا نقر، قلت أفرأيت يوم الشجرة؟ قال كان آخذاً بيد عمر بن الخطاب حتى بايعناه: قلت كم كنتم؟ قال كنا أربع عشرة مائة فبايعناه كلنا إلا الجد بن قيس (3) اختبأ تحت بطن بعير، ونحرنا يومئذ سبعين من البدن لكل سبعة جزور (4) (حدثنا حجاج) (5) قال ابن جريح أخبرنى أبو الزبير أنه سمع جابرا يُسئل هل بايع النبى صلى الله عليه وآله وسل بذى الحليفة؟ قال لا ولكن صلى بها ولم يبايع إلا عند الشجرة التى للحديبية، وأخبرنا أنه سمع جابراً دعا (6) على بئر الحديبية (عن عبد الله بن مغفل) (7) وكان أحد الرهط الذين نزلت فيهم الآية {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحمله} - الخ الآية قال انى لآخذ بعض من أغصان الشجرة أظلل به النبى صلى الله عليه وآله وسلم وهم يبايعونه فقالوا نبايعك على الموت قال لا ولكن لا تفروا (عن سلمة بن الأكوع) (8) قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع الناس فى الحديبية ثم قعدت متنحياً فلما تفرق الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا ابن الأكوع ألا تبايع؟ وعبادة بايعنا على السمع والطاعة وأن لا تنازع الأمر أهله، وفى رواية عن ابن عمر فى غير صحيح مسلم البيعة على الصبر (قال العلماء) هذه الرواية تجمع المعانى كلها وتبين مقصود كل الروايات، فالبيعة على أن لا نفر معناه الصبر حتى نظفر بعدونا أو نقتل، وهو معنى البيعة على الموت، أى نصبر وان آل بنا ذلك إلى الموت لا أن الموت مقصود فى نفسه، وكذا البيعة على الجهاد أى والصبر فيه والله أعلم (تخريجه) (م) (1) (سنده) حدثنا سليمان بن داود ثنا عبد الرحمن بن أبى الزناد عن موسى بن عقبة عن أبى الزبير عن جابر (يعنى ابن عبد الله) الخ (غريبه) (2) أى أخذت عليكم البيعة (وأعطيت) أى بلغت ما وعدكم الله عز وجل به بقوله تعالى {ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً} وقوله تعالى {لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} الآية (3) أى فإنه لم يبايع وكان جد هذا ممن يظن فيه النفاق وفيه نزل قوله تعالى {ومنهم من يقول ائذن لى ولا تفتنى ألا فى الفتنة سقطوا) وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم فى غزوة تبوك أغزوا الروم تنالوا بنات الأصغر فقال جد بن قيس قد علمت الأنصار أنى إذا رأيت النساء لم أصبر حتى افتتن فنزلت، وقيل أنه تاب بعد ذلك وحسنت توبته (4) هذا لا يدل على أنهم لم ينحروا غير البدن مع أن بعضهم لم يكن أحرم أصلاً قاله الحافظ (تخريجه) (م) ما عدا قوله ونحرنا يومئذ الخ (5) (حدثنا حجاج الخ) (غريبه) (6) هذه العبارة توهم أن جابراً هو الذى دعا وليس كذلك بل الذي دعا هو النبى صلى الله عليه وسلم كما يستفاد من رواية مسلم ولفظه قال ابن جريح وأخبرنى أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد اله يقول دعا النبى صلى الله عليه وسلم على بئر الحديبية (تخريجه) (م) (7) (سنده) حدثنا وكيع عن أبى جعفر الرازى عن الربيع بن أنس عن أبى العالية أو عن غيره عن عبد الله بن مغفل الخ (تخريجه) أورده الهيثمى وقال رواه الطبرانى وإسناده جيد إلا أن الربيع بن أنس قال عن أبى العالية أو عن غيره اهـ (قلت) هكذا عزاه الحافظ الهيثمى للطبرانى فقط وغفل عن عزوه للامام أحمد (8) (سنده) (حدثنا) حماد بن مسعدة عن يزيد بن أبى عبيد عن سلمة بن الأكوع الخ (غريبه)

    -ما جاء في فضل من بايع تحت الشجرة واختفاء مكانها ومنقبة لعثمان رضى الله عنه-

    قال قلت قد بايعت يا رسول الله، قال أيضاً، قلت علام؟ قال على الموت (1) (ومن طريق ثان) (2) عن يزيد أبى عبيد قال قلت لسلمة بن الأكوع على أى شيء بايعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية قال بايعناه على الموت (عن سعيد بن المسيب) (3) قال كان أبى ممن بايع النبى صلى الله عليه وآله وسلم تحت الشجرة بيعة الرضوان فقال أنطلقنا فى قابل حاجين فعميى علينا مكانها (يعنى الشجرة) فإن كانت بينت لكم فأنت أعلم (4) (ومن طريق ثان) (5) عن طارق (يعنى ابن عبد الرحمن) قال ذكر عند سعيد بن المسيب الشجرة فقال حدثنى أبى أنه كان ذلك العام معهم فنسوها من العام المقبل (عن جابر بن عبد الله) (6) أنه قال كنا يوم الحديبية ألفاً وأربعمائة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنتم اليوم خير أهل الأرض (وعنه أيضاً) (7) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة (عن ابن عمر) (8) أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث عثمان رضى الله عنه إلى مكة وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان فضرب بها يده على يده وقال هذه لعثمان (حدثنا يحيى بن سعيد) (9) أن شرحبيل بن سعد أخبره أن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الحديبية حتى نزلنا السقيا (10) فقال معاذ بن جبل من (1) تقدم الكلام على ذلك فى شرح حديث جابر الثاني من أحاديث الباب (2) (سنده) (حدثنا) صفوان ثنا يزيد بن أبى عبيد قال قلت لسلمة بن الأكوع الخ (تخريجه) (ق. وغيرهما) (3) (سنده) حدثنا عفان ثنا أبو عوانة عن طارق عن سعيد بن المسيب الخ (قلت) طارق هو ابن عبد الرحمن (غريبه) (4) الظاهر أنه قال هذا وهو يعتقد أنها لم تبين لهم كما يستفاد من رواية البخارى التى سأذكرها بعد التخريج ولذلك أتى بالشرط والله أعلم (5) (سنده) حدثنا أبو أحمد ثنا سفيان عن طارق قال ذكر عند سعيد بن المسيب الخ (تخريجه) (ق. وغيرها) وهو عند البخارى أتم من هذا ولفظه قال البخارى حدثنا محمود حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن طارق بن عبد الرحمن قال انطلقت حاجاً فمررت بقوم يصلون فقلت ما هذا المسجد؟ قالوا هذه الشجرة حيث بايع النبى صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان فأتيت سعيد بن المسيب فأخبرته فقال سعيد حدثنى أبى أنه كان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة قال فلما كان فى العام المقبل نسيناها فلم نقدر عليها، ثم قال سعيد إن أصحاب محمد لم يعلموها وعلمتموها وأنتم أفأنتم أعلم؟ (قلت) قال العلماء سبب خفائها أن لا يفتتن الناس بها لما جرى تحتها من الخير ونزول الرضوان والسكينة وغير ذلك، فلو بقيت ظاهرة معلومة لخيف تعظيم الأعراب والجبال إياها وعبادتهم لها فكان خفاؤها رحمة من الله تعالى (6) (سنده) حدثنا سفيان عن

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1