Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

طقوس وطلاسم
طقوس وطلاسم
طقوس وطلاسم
Ebook185 pages1 hour

طقوس وطلاسم

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كلّ عين رأت كتابي وكل أذن سمعت حديثي هذا هي مرصودة وفي خطر، لن تعيش بعد هذا حتى أنا… إنّهم يدقون الباب وخطواتهم في السّقف، لقد جاؤوا ولن يغادروا إلا بعد أخذ روحي... إذا جاءك كتابي فقم من مكانك وحاول الفرار إلى أبعد مكان فلست بمأمن... لا تقرأ منه وإذا فعلت سوف يقتصون منك ويقتلونك… سوف تعيش الجحيم...

Languageالعربية
PublisherGreen Wave
Release dateJan 22, 2023
ISBN9798215411117
طقوس وطلاسم

Related to طقوس وطلاسم

Related ebooks

Related categories

Reviews for طقوس وطلاسم

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    طقوس وطلاسم - عادل خينوش

    قال الله تعالى:

    ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)﴾ * صدق الله العظيم*

    سفر الظُّلمات

    كلّ عين رأت كتابي وكل أذن سمعت حديثي هذا هي مرصودة وفي خطر، لن تعيش بعد هذا حتى أنا... إنّهم يدقون الباب وخطواتهم في السّقف، لقد جاؤوا ولن يغادروا إلا بعد أخذ روحي... إذا جاءك كتابي فقم من مكانك وحاول الفرار إلى أبعد مكان فلست بمأمن... لا تقرأ منه وإذا فعلت سوف يقتصون منك ويقتلونك... سوف تعيش الجحيم...

    البداية

    الكون أتى من الفوضى ويعود إليها ولهذا فالشّيطان أصل كل شيء لأنَّه الفوضى ذاتها وهو ضروري لأنه نقيض النّظام، والذّات الشّيطانية تزداد وتزدهـر بتمجيده، والحياة لا تنتهي فالسر الأكبر الذي أخبركم به يا بني البشر هو أنَّ سيدنا الشّيطان تجسد مرّات معدودة، وولد مثل أي آدميّ، وعاش كل معاناتكم، وأراد تنويركم، والأخذ بيدكم، فلم ترضه تلك العبودية لله......*هذا ما قاله الجني عيواس في كتاب السّحر العظيم. *

    قبل بلايين السّنين كان الجن يملكون الأرض، وهم من عاشوا فيها، لكنهم فسقوا عن أمر ربهم، فقتلوا وسفكوا الدّماء، وجار بعضهم على بعض، فأرسل عليهم الله تعالى الملائكة، فقتلوهم بقيادة جبريل عليه السّلام، وحاصروهم في الشّعاب والوديان، وفي مناطق معينة لا يخرج منها إلا الشَّر على غرار مثلث برمودا، وبوابات الجن... وغيرها. إبليس ملك الفوضى والظلام، أرسل جنيين من أقوى الجن لديه هاروت وماروت إلى بني آدام ليعلموهم السّحر في بابل بعد موت سليمان عليه السلام، فأخذوا العلوم والأسرار من كتبه وحرفوها، وعكسوا كل علم ينتفع به إلى العلم الذي يضر، فكان ضرّهم أكثر من نفعهم لبني الإنس، كل ذلك من أجل أن ينتقم من البشر،  ويثبت لله أن خليفته في الأرض مجرد أتباع لا علم ولا علوم لهم، بعثهم من أجل غوايتهم وتضليلهم،  فكل ذلك ليثبت أنه أفضل من بني آدم،  وهو يحاجج الله بقوله: أنا خير منه وكيف لمن يعصيك ويعبدني أن أسجد له، فظهر السّحر والشعوذة في بقاع الأرض وكفر بعض النَّاس، وظهرت العلمانية في كل العالم،  وكان السّحر خطة إبليس في الأرض.

    الفصل الأول

    يعلم كلّ ضابط شرطة محنك أن أكبر الجرائم وأشنعها يكون ليلا، حينما يخيم الظّلام وتسكن الأرواح، حينما يكون الجو خال للشياطين، حينما تهجع الملائكة للنّوم ويسود ضباب الموت، وهذه ليلة من تلك اللّيالي المشؤومة التي تنذر بالشّر، والتي تعرف معها أن كل ما سيحدث فيها سيقودك من مصيبة إلى مصيبة. وبين هدوء اللّيل وسكون الأرواح فجأة يرد اتصال في الهاتف الثّابت، يرن ويرن لكن دون مجيب.

    ألو محمد ألو.... (صوت متقطع مذعور)

    ألو محمد.... ي

    يجيب محمد بصوت مبحوح:

    ـ نعم تفضل...

    ـ حدثت جريمة في (حي 5 جويلة) .... تعال بسرعة..... إنَّها جريمة... إنّها جريمة أخاف من صورة الدّم إنها مرعبة.. شنيعة.

    ـ حسنا، حسنا، أنا قادم... أنا قادم لا تخف.

    محمد ضابط شرطة في مدينة برج بوعريريج، رجل بكل ما تحمله الكلمة من معنى، رجل بقلب شجاع، لا يهاب المجهول، وهو مستعد أن يضحي في سبيل الفقير والمحتاج ودون أي مقابل. أفضل ما فيه إطلالته وأسلوبه القويّ وهيئته التي تخطف الأنظار بين الجميع شرطي، مهاب ومحترم بين أقرانه، معروف عنه ورعه والتزامه بفروضه الدّينيّة وتعاليمه كما أنه كثير العبادة والطاعات.

    قام محمد بإيقاظ زوجته من نومها لتعد له كوبًا من القهوة، فيومه لا يكتمل بدونها، وذهب لارتداء ملابسه الّتي نزعها منذ لحظات فقد كان في الخارج منذ وهلة، وحين دخوله رن هاتفه مجددا بعد يوم شاق ومضن، لبس محمد معطفه الطويل الذي يلامس ركبتيه... والذي زاده بهاءً وجمالا، خاصة وجهه الممصوص وشواربه الكثيفة الغليظة كشعره المنسدل على قفاه.....

    ووضع قبعته السَّوداء التي هي جزء من شخصيته، فحين يرتديها تزيده رونقا وبهاء وتعكس ما في شخصه من قوّة وطيبة، ليصبح شبيه شارلوك هولمز وزيه الأزرق لا يظهر منه إلا القليل.

    كان الجوُّ ممطرا وباردا جدا، وأفضل ما يطلب فيه موت قصير لمدة ست ساعات أو أكثر في فراش دافئ رفقة زوجته الجميلة، هي كل ما يملك في الدنيا، كانت هي السّند والرفيق والصاحب والمساند له.

    تناول محمد كوب القهوة على عجل وهو يسمع تذمر وتأفف زوجته، التي أيقظها في هذه السَّاعة المتأخرة وهذا الجو البارد، لم يبال بما تقوله له، فقد عذرها لمعرفته بالأسباب، فخديجة تعمل في مصلحة التَّمريض والحالات المستعجلة ودوامها ينتهي على الساعة الثَّانية عشر ليلا إذ أنّها لم تنم جيدا بالإضافة لتعبها سائر اليوم فكل نساء برج بوعريريج أنجبن اليوم.

    اتَّجه محمد نحو سيارته المركونة في الأسفل وأثناء نزوله من المصعد بلغه اتصالان آخران، آخرهم من زميله في العمل نبيل يخبره أن قائد الشُّرطة ووالي الولاية سوف يكونان في مسرح الجريمة نظرا لبشاعة الحادث.

    أخذ محمد يتأفف ويسب ويلعن هذا اليوم والقاتل الذي اختار هذا اليوم بالذات لقتل المرأة، حيث يلوم نفسه من جهة. ويخاطبها قائلا: ـ أظن أن الأمر خطير بالفعل لأنّ الأمر استدعى حضور قائد الشرطة والوالي، صاحبه صوت آخر في سريرته يقول:

    إن الأمرعاد جدا... قتلت...  قتلت، لماذا كل هذا العناء والتكليف والمبالغة فيوميًّا تحدث المئات من الجرائم، لماذا هذه الجريمة بالذات استدعت حضور هذه الشخصيات، أم أنّهم يخافون من نهوضها وتعنيفهم خاصَّة وأنها امرأة ثقيلة على المستويين الاجتماعي والسّياسيّ. شغل محمد محرك سيارته القديمة... وانطلق مسرعا... دون تسخين المحرك، وأخذ يقطع شوارع البرج الباردة إلى مسرح الجريمة في طريق متعرج وخال بعد أن ضغط على دواسة وقود السيارة بعصبية وقلق، والتي كانت تسير كشهاب مشتعل وتعلو وتهبط مع الطريق المتعرج والمعبد حديثا، وفي طريقه بلغه اتصال آخر يخبره أن يكون في مسرح الجريمة قبل القائدين. وأن الأمر لا يقبل التأخير أو التَّماطل. وصل محمد في وقت قياسي وبمجرد أن ركن سيارته بطريقة غير عادية توجه نحو الفيلا التي كانت تقيم فيها القتيلة، خطا أول خطوة داخل العمارة ذات الطوابق العدة فأحسّ برعشة قويّة تنتابه، لم يعلم ما سببها أو مصدرها، أخذ المصعد حتى يختصر طريقه فموقع الجريمة في الطابق السادس، وهو يسابق الزمن للوصول بسرعة، ويبادل نفسه الحديث... حيث تبادر إلى ذهنه الكثير من الأسئلة أثناء صعوده.

    من أين يحصل هؤلاء الأوغاد على كل هذا المال امرأة وحيدة تعيش في عمارة بست طوابق. وحدها؟  ما هو مصدر مالهم لابد أنَّها التجارة الممنوعة والمخدرات.

    توقف المصعد عند الطابق السادس وفتح الباب، وما إن فتح وجد العون نبيل يشير إليه إلى مكان الجريمة في عجل، واضطراب رهيب، لأن التَّأخير يعجل بالتّأنيب والمحاسبة من طرف المسؤولين.

    لحظة اقترابه اشتم رائحة شيء موحش، وزكمت أنفه برائحة غريبة تفوح من الغرفة، ولاحظ النّجمة السّداسية (نجمة اليهود) بالرغم من بحيرة الدم المحيطة بالجثة، وبعض الرموز الشيطانية، وأرجل ماعز، وخيوط ملفوفة... كان أولى خطواته تنذر بشر وهالة سلبية تحيط المكان الذي كان كل شيء فيه عجيب.

    أمر غـريب حدث هنا هذا ما أسرت به نفس محمد، إذ أنّه لم يسبق له أن شاهد مثلما شاهد اليوم، في حياته.  حاول محمد إطفاء أحد الشموع التي تشكل النجمة السداسية فلم يستطع فلقد غمرت الجو رائحتُها الكريهة النتنة.

    لقد أقيمت إحدى الطقوس الشيطانية الغريبة في هذه الغرفة بلا شك.

    طقس بدائي همجي نظرا لشكل الجثة المثير للجدل.... ولِما تمّ العثور عليه من أشياء توحي بوجود سحر والعياذ بالله.

    كانت عين الضحية مفقوءة، ونصف شعرها محلوق، وجلدة الشعر منزوعة، كما لو أنها اقتلعت بفأس، ومذبوحة من الخلف، وهناك ثقب في الجمجمة من جهة المخ، يا إلهي ما الذي يحدث؟ أوصالها مقطوعة صارت سوداء كما لو أنك حقنتها بشيء أسود... رئتاها وكل جهازها الهضمي خارج عن جسدها حتى أثداءها مقطوعة نصفين وهناك علامة اغتصاب ظاهرة لأن جسد المرأة كان ظاهرا، إذ أنها لا تلبس من الملابس أي شيء كل مفاتنها ظاهرة بشكل مخز.

    بدت الحيرة والدّهشة

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1