Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

سر خلف اللوحة
سر خلف اللوحة
سر خلف اللوحة
Ebook499 pages2 hours

سر خلف اللوحة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

قصة يتخلَّلها الغموض.. تجمع بين طالبة طبٍّ مغترِبة تصادف طبيبًا غامضًا تلاحقه المصائب.. بدأَت بلوحة فنيَّة في المنتزه، وانتهَت بعاصفة مِن الأحداث.
Languageالعربية
Release dateJun 30, 2022
ISBN9789948817475
سر خلف اللوحة
Author

فاطمة الحسيني

فاطِمَةُ الحُسَيني 1987بَحرِينيَّةٌ مُتَزوِّجةٌ، مِن أُسرةٍ عَريقةٍ في العِلمِ والأدَبِ، كانت دِراسَتُها الثَّانويَّةُ في القسمِ التُّجاريِّ، وبعدَهَا الإِدارة الماليَّة في المرحلةِ الجامعيَّة، لكنَّها تُكِنُّ في نفسها مَواهبَ مُتعدِّدةً، منها الجانبُ الرياضيُّ البدنيُّ، فهيَ مُدرِّبةٌ مُرخَّصةٌ مُتمَيِّزَةٌ، وحاصلةٌ على رُخصَةٍ في الإسعافاتِ الأوَّلِيَّةِ. وتَتمَيزُ فاطِمِةُ بِحُبِّها لِلقراءةِ والكِتابةِ ومُتابعةِ آخِرِ ما تُصدِرُهُ دُورُ النَّشرِ مِنَ الرواياتِ المُختِلفةِ، مِمَّا كوَّن عِندها مَلكَةً لِكِتابَةٍ القصَصِ والمقالاتِ، وقَد تَوَّجَتها بهذِه الروايَةِ المُتَمَيِّزَة.

Related to سر خلف اللوحة

Related ebooks

Related categories

Reviews for سر خلف اللوحة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    سر خلف اللوحة - فاطمة الحسيني

    سِرٌ خَلْفَ اللَّوّحَةِ

    فاطِمَةُ الحُسَيّني

    Austin Macauley Publishers

    سِرٌ خَلْفَ اللَّوّحَةِ

    نبذةٌ عن الكاتبة

    الإِهْـداء

    حقوق النشر©

    شُكرٌ وتَقدِيرٌ

    الجُزُءُ الأَوَّلُلقَد بدأَتِ الحِكايةُ مِن هُنا

    الفَصّلُ الأَوَّلُ

    لَيلَةُ يَومِ الجُمُعَةِ

    مُستَشفى جامعة سيئول الوطنية الطبية

    الفَصّلُ الثَّاني

    حلَّ صباحُ اليومِ التَّالي

    الفَصّلُ الثَّالِث

    سَكَنُ الطالِباتِ

    الفَصّلُ الرَابِع

    مَساءُ يومِ الأَحَد

    مُستشفَى جَامِعَة سيئول الوَطنيّة الطبيّة

    أَشرقتْ شَمسُ يومِ الاثنين

    الفَصّلُ الخَامِس

    مَساءُ يومِ الاثنَين

    سَكَنُ الطالِبات

    الفَصّلُ السَّادِس

    قَبلَ خَمسَةِ أيامٍ

    الوَاقِع

    الفَصّلُ السَّابِع

    جَامِعة إِدوارد مونش للفُنون الخاصَة

    وبَعدَ دَقائِق عِدّة

    الفَصّلُ الثَّامِن

    في مَساءِ ذَلِكَ اليَوم

    مُستَشفَى جَامعة سِيئول الوَطنيَّة الطبيّة

    الفَصّلُ التَّاسِع

    فِي صَباحِ يومِ الجُمُعَة

    مُستَشفَى جَامِعة سِيئول الوَطنيَّة الطّبيّة

    الفَصّلُ العَاشِر

    صباحُ يوم الثُّلاثاء

    سَكنُ الطَّالِبات

    الوَاقِع

    الفَصّلُ الحَادي عَشَر

    فِي صَباحِ اليَومِ التَّالي

    مُستَشفى جَامِعة سِيئول الوَطنيَّة الطبيَّة

    الفَصّلُ الثَّانِي عَشَر

    الفَصّلُ الثَّالِث عَشَر

    أُسرَةُ أمِينَة

    الوَاقِع

    الفَصّلُ الرَابع عَشر

    مساءَ يومِ الأربِعاء

    عيادةُ هَان

    مُستشفى جَامعة سيئول الوَطنيَّة الطبيّة

    سَكَنُ الطَّالِبات

    مُستَشفَى جَامِعة سِيئول الوطنيَّة الطبيّة

    الفَصّلُ الخَامِس عَشر

    مُستشفَى جَامِعَة سِيئول الوَطنيَّة الطِّبيّة

    سَكَنُ الطَّالِبَات

    كانتْ القِصَّة

    الفَصّلُ السَّادِس عَشر

    مَساءَ يَوم الجُمعة

    سَكنُ الطَّالِبات

    عيادة هَان

    الجُزُء الثَّانيسِرُّ سَرِقَةِ اللوحَات

    الفَصّلُ الأَوَّل

    في صَباحِ يومِ السَّبت

    سَكَن الطَّالِبات

    الفَصّلُ الثَّانِي

    عِيادَة هَان

    المِينَاء

    مَركَزُ شُرطَةِ نَهرِ الهَان

    الفَصّلُ الثَّالِث

    جَامِعَة إدوارد مونش للفُنون الخَاصة

    الفَصّلُ الرَابِع

    مساءُ يومِ السَّبت

    عِيادَة هَان

    الفَصّلُ الخَامِس

    قَبلَ عَشرِ سَنوات

    الوَاقِع

    الفَصّلُ السَّادِس

    مَساءُ يومِ الأَحد

    سَكَن الطَّالِبات

    السَّاعَة التَّسِعة مَساءً

    مَركز شُرطة نَهر الهَان

    السَّاعة العاشِرة مَساءً

    الفَصّلُ السَّابِع

    نَرجِع بَعد انتِهاء المُسابَقة

    موقِعُ المَخزَن

    الفَصّلُ الثَّامِن

    الوَاقِع

    مُستشفى جامعة سيئول الوَطنيّة الطبيّة

    السَّاعة الحاديَة عَشرة مساءً

    الوَاقِع

    جَامعة إدوارد مونش للفُنون الخَاصة

    الفَصّلُ التَّاسِع

    فِي صَباح يَوم الاثنين

    جَامِعَة سيئول الوطنيّة الطبيّة

    عيادةُ هَان الطبيّة

    مركز شرطة نهر الهَان

    قَبل عِشرين سنَة

    الفَصّلُ العَاشِر

    الفَصّلُ الحَادي عَشَر

    مِيناء

    سَكنُ الطَّالِبات

    الجزء الثَّالِثالمُواجَهة

    الفَصّلُ الأَوّل

    في مُنتَصِف الليل

    قبلَ يومَين مِن مَوعِد السَّفر

    الوَاقِع

    في صَباح اليَوم التَّالي

    الفَصّلُ الثَّاني

    في البَحرَين

    الفَصّلُ الثَّالث

    مَنزل الجَدّ عبد العزيز الراحل

    الفَصّلُ الرَّابِع

    مَنزل العَمّ خَليل النهام

    مَنزلُ الجَدِّ عَبدالعزيز الراحل

    مَنزل حَمَد النهام

    الفَصّلُ الخَامِس

    مضى شَهرٌ على قُدوم أمِنية النهام إلى البَحرَين

    مَنزل العَمّ خليل النهام

    الفَصّلُ السّادِس

    الجُزءُ الرَّابِععَودَةُ فِرقة (S.C.F.O) مَنْ هُوَ المُلقَب باندا العِملاق(Giant panda)

    الفَصّلُ الأوّل

    الفَصّلُ الثّانِي

    الوَاقِع

    الوَاقِع

    الفَصّلُ الثَّالِث

    صباحُ اليَومِ التَّالي

    عيادةُ هَان

    الوَاقِع

    الفَصّلُ الرّابع

    الفَصّلُ الخَامِس

    السَّاعة الواحِدة ظُهراً

    الفَصّلُ السَّادِس

    عِندَ المَساء

    الفَصّلُ السّابِع

    الوَاقِع

    في مَساء يَوم الجُمعَة

    الفَصّلُ الثَّامِن

    عِيادة تشون الطّبيّة

    الفَصّلُ التَّاسِع

    عندَ مُنتصفِ الليل

    الفَصّلُ العاشِر

    فجرُ يومِ السَّبت

    الفَصّلُ الحَادي عَشَر

    صباحُ يومِ الأحَد

    مُستَشفى جامِعة سيئول الوطنيّة الطّبيّة

    الفَصّلُ الثَّاني عَشر

    النّادي الليليّ نانا

    الفَصّلُ الثَّالِث عَشر

    الأخبارُ العاجِلة

    البَاخِرَة

    وقبلَ نُصفِ ساعَة

    صباحُ يومِ الاثنين

    الجُزُء الخَامِسمُفاجَأة التَّخرُج

    الفَصّلُ الأوَّل

    سَكنُ الطّالِبات

    في المَساء

    في اليَوم التَّالي

    مُستَشفى سيئول الوطنيّ

    في أواخرِ الأيّام

    الفَصّلُ الثَّانِي

    صباحُ يَومِ السَّبت

    الفَصّلُ الثَّالِث

    عندَ المساء

    الفَصّلُ الرّابِع

    أشرقَتْ شَمس يومِ الاثنين

    الفَصّلُ الخامِس

    سكَنُ الطّالِبات

    وفي يوم الاثنين إحدى الليالي الأخيرَة

    وفي صباحِ اليوم التّالي

    الفَصّلُ السَّادِس

    مَطار مَملَكَة البَحرَين الدُّولِيّ

    مُستَشفى السعادة الجامعيّ

    الفَصّلُ السَّابِع

    مَنزِلُ عائِلة عَبدِالعَزيز

    مَساء يَوم الثُّلاثَاء

    الجُزُء السَّادِسالطَّبيب الغَريب

    الفَصّلُ الأوَّل

    مَطار البَحرَين الدُّولِيّ

    مُستَشفى السعادة الجامِعيّ

    الفَصّلُ الثَّانِي

    السَّاعَة العَاشِرة صَباحاً

    الفَصّلُ الثَّالِث

    السِّر

    بعدَ يَومَين مِن وُقوعِ الحَادِثة

    صَباح يَوم الاثنين

    مَساء يَوم الاثنين

    قَصر مَاجِد كامِل

    مُنذُ زَمن

    الفَصّلُ الرَّابِع

    مَنزل الطّبيب عَبد الله

    في الصَّباح البَاكِر...

    الفَصّلُ الخَامِس

    صَباح الثُّلاثَاء

    فتذكَر قَبل ثلاثَة أيّام

    الوَاقِع

    مُنذُ سَنتَين

    الجُزءُ السَّابِعالانتِقام

    الفَصّلُ الأوَّل

    شَركة مَاريّا لتَصليح السَّيّارات

    الفَصّلُ الثَّانِي

    وحَلَّ المَساء

    الفَصّلُ الثَّالِث

    الفَصّلُ الرَّابِع

    الوَاقِع

    الفَصّلُ الخامِس

    الفَصّلُ السَّادِس

    مُستَشفى السعادة الجامِعيّ

    الفَصّلُ السَّابِع

    الفَصّلُ الثَّامِن

    قَبلَ سَاعَتين مِن الحَادِث

    الوَاقِع

    خَبرٌ عَاجِل

    الجُزُء الثَّامِنالنِّهايَة

    بَعدَ شَهر

    نبذةٌ عن الكاتبة

    فاطِمَةُ الحُسَيّني 1987بَحرِينيَّةٌ مُتَزوِّجةٌ، مِن أُسرةٍ عَريقةٍ في الْعِلمِ والأدَبِ، كانتْ دِراسَتُها الثَّانويَّةُ في الْقسمِ التِّجاريِّ وبعدَهَا الإِدارة الماليَّة في الْمرحلةِ الْجامعيَّة، لكنَّها تُكِنُّ في نفسها مَواهبَ مُتعدِّدةً، منها الْجانبُ الرياضيُّ البدنيُّ فهيَ مُدرِّبةٌ مُرخَّصةٌ مُتمَيزَةٌ، وحاصلةٌ على رُخصَةٍ في الإسعافاتِ الأوليَّةِ، وتَتمَيزُ فاطِمِةُ بِحُبّها لِلقراءةِ والكِتابةِ ومُتابعةِ آخرِ ما تُصدرُهُ دُورُ النَّشرِ مِنَ الرواياتِ الْمُختِلفةِ مِمَّا كوَّن عِندها مَلكَةً لِكِتابَةٍ القصَصِ والمقالاتِ، وقَدْ تَوَّجَتها بهذِه الروايَةِ المُتَمَيزَة.

    الإِهْـداء

    إلى أُمَي وَأَبِي

    إِلى النُّورِ الذي أَضاءَ لي طريقَ النَّجَاحِ وكانَ عَونًا لي وسَندًا عِندَ المِحَنِ، إِلى مَنْ جَعلَنِي أُمسِكُ القَلَمَ وأَكْتُبُ أُولَى كَلِمَاتِي، إِلى مَنْ وَهَبَنِي الأَملَ وغَرَسَ فِيَّ حُبَّ الاطِلاعِ والمَعرفةِ، أُهدِي هَذا الكِتابَ لَكُمَا يا قُرَةَ عيّني واستِقامَةَ ظَهرِي.

    زَوجِي

    إِلى الذي آمَنَ بي مِنَ الْبِدايةِ، إليكَ يا رَفيقَ دَربِي وسَنَدِي في هَذِهِ الْحَياة.

    صَدِيقَتِي

    إِلى صَدِيقَتِي الْتي لَمْ تَبْخَلْ عليَّ بِنَصائِحِها وتَشجيعي على النَّجاحِ.

    حقوق النشر©

    فاطمة الحسيني 2022

    تمتلك فاطمة الحسيني الحق كمؤلفة لهذا العمل، وفقاً للقانون الاتحادي رقم (7) لدولة الإمارات العربية المتحدة، لسنة 2002 م، في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

    جمَيع الحقوق محفوظة

    لا يحق إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه، أو نقله، أو نسخه بأية وسيلة ممكنة؛ سواء كانت إلكترونية، أو مَيكانيكية، أو نسخة تصويرية، أو تسجيلية، أو غير ذلك دون الحصول على إذن مسبق من الناشرين.

    أي شخص يرتكب أي فعل غير مصرح به في سياق المذكور أعلاه، قد يكون عرضة للمقاضاة القانونية والمطالبات المدنية بالتعويض عن الأضرار.

    الرقم الدُّولِيّ الموحد للكتاب 9789948817468 (غلاف ورقي)

    الرقم الدُّولِيّ الموحد للكتاب 9789948817475 (كتاب إلكتروني)

    رقم الطلب:MC-10-01-9176013

    التصنيف العمري:+13

    تم تصنيف وتحديد الفئة العمرية التي تلائم محتوى الكتب وفقا لنظام التصنيف العمري الصادر عن المجلس الوطني للإعلام.

    الطبعة الأولى 2022

    أوستن ماكولي للنشر م. م. ح

    مدينة الشارقة للنشر

    صندوق بريد [519201]

    الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

    www.austinmacauley.ae

    202 95 655 971+

    شُكرٌ وتَقدِيرٌ

    إِلى مَنْ سَاعَدَتْنِي في سَردِ رِوايَتِي الأُولَى وَأَمطَرَتْنِي بِمُلَاحَظاتِها الدَّقِيقَةِ وكانَتْ مَعِي خُطوَةً بِخُطوَةٍ، ابنَةَ أُختِي سَارَة، كُنْتِ سَبَباً بَعْدَ اللهِ في الانتِهَاءِ مِن هَذِهِ الرِوايَةِ

    فَشُكرَاً لَكِ.

    الجُزُءُ الأَوَّلُ

    لقَد بدأَتِ الحِكايةُ مِن هُنا

    شخصِيَّاتُ الجُزءِ الأوَّل..

    الطَّالبةُ أمِينَة الطَّبِيبُ هَان الطَّالبةُ ميّ

    الطَّبيبةُ هيان الفَتَى المشاغِبُ يونق الضَّابطُ جون

    الفَصّلُ الأَوَّلُ

    فِي يَومٍ مُشّمِسٍ كَانَتْ أمِينَة كَعَادَتِهَا مُتَوَجِهَةً إِلى الحَديقَةِ، لِتَرسُمَ مَا يَحدُثُ هُنَاكَ مِنَ المَنَاظِرِ الخَلابَةِ الَتِي تَتَصِّفُ بِهَا كُوريا (وَبِالأَخَصِ مَدينَةُ سِيئول) وهيَ تُطِلُ عَلى نهرِ الهَان الذي يَقَعُ فَوقَهُ جِسرُ بَانبُو، الَذِي يَتَمَيزُ بِأَنَّهُ أَطوَلُ جِسرِ نَافورَةٍ في العَالَمِ، وأَجمَلُ ما فِيهَا عِندَ حُلولِ فَصلِ الْرَبيعِ حِينَ تُزَّهِرُ أَزْهارُ الْكَرَزِ ذَاتُ أَلوانِ الخُدُودِ الْرَقيقَةِ، في حِينِ أَنَّ أَورَاقَ شَجَرِ المَدينَةِ تَتَوَّهَجُ بِالأَحمَرِ النَّارِيِّ وَالبَرتُقَاليِّ وَالأَصْفَر، أَمّا الشِّتاءُ والصَّيّفُ فَلَهُمَا سِحرٌ آخَر.

    كَانَ النَّسيمُ عَلِيلاً في ذَلِكَ اليَومِ، وَهَذا يَعنِي قُدُومَ فَصلِ الْرَبيعِ.

    في أَواخِرِ النَّهارِ بَدَتْ شَمْسُ يَومِ الجُمُعَةِ عَلى وَشَكِ الغُرُوبِ خَلْفَ التِّلالِ الْبَنَفْسَجِيَّةِ البَارِدَةِ، أمِينَة مُسّتَمتِعَةٌ وَهِيَ تُراقِبُ الغُرُوبَ جَالِسَةٌ عَلَى مَقْعَدِ الحَدِيقَة.

    لَيلَةُ يَومِ الجُمُعَةِ

    بَعْدَ أَنْ أَكْمَلَتْ طَريقَهَا إِلى الحَدِيقَةِ عَادَتْ إِلى سَكَنِ طَالبَاتِ الوَطَنِ العَرَبِيِّ القَرِيبِ مِنَ الْجَامِعَةِ الطِبِيَّةِ حَامِلَةً أَلوَاحَ الرَّسّمِ الخَاصَةِ بِهَا، وَكَانَت البَنَاتُ في السَّكَنِ كَأُسّرَةٍ وَاحِدَةٍ، وَصادَفَ أَنَّ إُحدَاهُنَّ كَانَتْ مَرِيضَةً في ذَلِكَ الوَقْتِ، فَاقْتَرَحَتْ إِحدَى البَنَاتِ أَنْ تَتَصِلَ بِالعيَادَةِ التِي بِجِوَارِ السَّكَنِ، فَأَتَى الطَّبِيبُ بَعدَ سَاعَة، وَكَانَ مَنْظَرُهُ لا يُوحِي بِأَنَّهُ طَبِيبٌ، لِأَنَّ مَلَابِسَهُ رَثَّةٌ وَشَعرُهُ مَنفُوشٌ، حِينَهَا لَمْ تُعْطِ أمِينَة أَهمَيةً لِذَلِكَ.

    دَخَلَ الطَّبِيبَ الغَرِيبُ عَلى المَريضَةِ وكَشَفَ عَليهَا ثُمَّ وَصَفَ لَهَا الدَّوَاءَ،

    وَأَرْدَفَ قَائِلاً: لا تَقْلَقْنَ! مُجَرَدُ نَزلَةِ بَرْدٍ، وَمَع هَذا الدَّوَاءِ سَوفَ تَتَعَافَى.

    وَحِينَمَا كَانَ الطَّبِيبُ يَهِمُّ بِالخُرُوجِ، لَفَتَ انْتِبَاهَهُ سِحْرُ أمِينَة العَرَبيَّة الملامِحِ، واقِفَةً أَمامَ بَابِ المَطبَخِ مُفرِدَةً شَعرَهَا عَلى كَتِفَيّهَا سَارحةً في عَالَمِهَا.

    فَأَشارَ إِليهَا ممازِحاً: هَلْ بِمَقْدورِكِ الذَّهَابُ إِلى الصَّيّدَليّةِ؟

    فُوجِئَتْ أمِينَة مِن حَدِيثِهِ هَذَا فَقَالتْ: نَعَم، فَتَبَسَّمَ سَاخِرَاً مِنْ رَدَّةِ فِعلِهَا، وَمَدَّ يَدَهُ بالوَصفَةِ في غَيرِ اتِجَاهِ وُقُوفِهَا وَهُوَ غَيرُ مُبَالٍ بِمَشاعِرِهَا الحَزِينةِ عَلى صَديقَتِها، فَاحتَدَّ غَضَبُهَا عَليّهِ، فَوَقَفَت وسَحَبَت الوَصفَةَ مِن يَدِهِ وَهيَ تنزل مِنَ السَّكَنِ مُتَّجِهَةً إِلى الصَّيدليّة بَينما كَان يَسيرُ خَلفَهَا يُرَاقِبُهَا بِحِيرَةٍ، وَفَجأَةً وَقَفَت أمِينَة عِندَ الطَّرِيقِ، إِذْ شَاءَتْ الأَقدَارُ أَنَّهَا فِي لَيلٍ مُكفَهِرٍّ، فَعَجِبَ مِنهَا وسَأَلَهَا مُستَغرِباً مِنهَا: لِماذَا وَقَفْتِ؟

    فَقالَت خَائِفَةً: أَنا أَرهَبُ الْظَلامَ، أَلْقَى نَظرَةً عَلى الْمَكانِ وَكَانَ شَدِيدَ الظُّلْمَةِ، قَالَ: أَجَلْ مَعَكِ حَقٌ فِي ذَلِكَ، رَدَّتْ قَائِلَةً: هَلْ تَسخَرُ مِنِي؟ إِذًا سِتَذْهَبُ مَعِي، شِئْتَ أَمْ أَبَيتَ، وَلَمْ تُعْطِهِ فُرصَةً لِلكَلَامِ بَلْ جَرَتهُ مِنْ قَمَيصِهِ وَذَهَبا مُتَّجِهَينِ إِلى الصَّيدَليّةِ.

    عِندَمَا اشتَرَتْ الدَّوَاءَ قَالَ لَهَا: هَل انتَهَيتِ؟ أَنَا سَوفَ أَنْتَظِرُ فِي الْخَارِجِ، فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيهِ، وَبَينَمَا كَانَ الطَّبِيبُ وَاِقفَاً خَارِجَ الصَّيدَلِيَّةِ، جَاءَ بَعْضُ الرُّعَاعِ واعْتَدُوا عَلَيهِ بِالضَّرْبِ المُبرِحِ، فَسَمِعَتْ أَمِينَةُ صُرَاخَهُ أثناء خروجِها مِنَ الصّيدَلِيّةِ، فَأَسرَعَتْ إِلَيهِ، وَسَاعَدَتْهُ عَلى النُّهوضِ، قَائِلَةً: هَلْ تَأْذّيتَ؟ وَكَانَ يَنظُرُ إِليهَا بِصَمتٍ مُرِيبٍ، والخوف يملأ عينيه، فقالت بصوتٍ جامح: هل أنتَ بخير؟

    فقال: نعم، أنا بخيرٍ ولكنَّ رأسي يؤلمُني قليلاً، وماذا عنكِ؟ قالتْ: لا عليكَ.. وكانتْ تعرُج قليلاً فتأكَّد أنَّها قد آذَتْ كاحلها، فقال خَوفاً عليها: تعالي معي إلى المُستَشفى لتتلقي العلاج.

    مُستَشفى جامعة سيئول الوطنية الطبية

    كشفَ عليها الطبيبُ المناوبُ حينَها، وقال بعد كشفه لها: يوجد شِعرٌ بسيط في القدم ويحتاج إلى جَبيرة، أمّا عنكَ فلديكَ قليلٌ من الكدمات البسيطة على جبهتِكَ، عليكُم البقاء في قسم الطوارئ.

    الفَصّلُ الثَّاني

    حلَّ صباحُ اليومِ التَّالي

    خَرجتْ أمِينَة من المُستَشفى وهيَ تستندُ إلى العكّاز متَّجِهةً إلى موقفِ الحَافِلاتِ، وبينما كانتْ تَمشي، أحَسَّتْ بالحنين إلى والِدِها الذي لو كانَ موجوداً هنا لانتظرها عندَ بابِ المُستَشفى لنقلِها إلى البيتِ بكلِّ حبّ، اغرورقَتْ عيونُها بالدموع الحزينة المشتاقة.

    في تلك اللحظةِ استوقَفها الطبيبُ الغريبُ بكلِّ أدبٍ ليعرض عليها القيام بتوصيلها، حتى يردَّ لها الجمَيل، فقال: هل من الممكِنِ أن أوصلكِ بسيارتي؟ فنظرتْ إليه وهو يبتسِمُ لها بكلِّ طِيْبٍ، وقالتْ باستهزاء: هل سرقْتَها؟

    قال ممازحاً: تقريباً.. هيَّا اصعدي.

    قالتْ في نفسها: هل أذهب معه؟ وأخذتْ تفكِّر بعمق لهذا القرار، فقال للمرَّة الثانية: لماذا كلُّ هذا التفكير للصّعود معي، لا تفزعي مني أنا لستُ وحشاً.

    صرختْ عليه، قائلةً: حسنًا، سوف أصعد، وهل عندي خيار آخر؟

    ابتسمَ الطبيبُ ابتسامةً عابرةً على ما قالتْه، صعدتْ أمِينَة السّيَّارةَ وانطَلقا.

    كان الصّمتُ سيِّدَ المكان.

    ولكنَّ الطّبيبَ قطعَ حاجِزَ الصَّمتِ بقوله لها: اسمَي هَان.

    إنَّه مِنْ كوريا الجنوبيّة، يبلغُ من العمر اثنَين وثلاثين سنةً، جمَيلٌ أبيضُ اللَّون وملامحُه طفوليّةٌ، شعرُه بنّيٌّ داكِنٌ، يمتلك عينَينِ دعجاوَتين التي تَتصفُ بشدَّةِ سوادِها، يبلغُ طولُه 189 سم، ذو شخصيَّةٍ مرحة، يُحبُ السُّخرية ويكرهُ العُنف، هاجرَ مع أبيه إلى اليَابان حتَّى يعملَ هُناك، وَعادَ منذُ خمس سنواتٍ إلى كوريا بعدَ وفاة أبيه.

    ثم أردفَ: أنا طبيبُ مختص بالأمراضِ الصَّدرية وأنتِ؟ لم تَرد عليه بأيِّ كلمة، كانتْ خَجِلةً لأنَّها تركبُ في سيّارةِ شخصٍ غريبٍ لأولِ مرةٍ.

    فقال بسخرية: القِطُّ أكلَ لسانكِ.

    فردَّتْ عليه بغضب: لا، اسمَي أمِينَة حَمَد مِنَ البَحرَين.

    إنَّها فتاةٌ في العشرين مِنَ العُمر، مِن عائِلةٍ ثريَّة، طالبةٌ في جامعةِ سيئول الوطنيَّة الطِبيَّة الكائنةِ في كوريا الجنوبية وتدرسُ في أواخرِ السَّنةِ الخامسة.

    أمِينَة فتاةٌ جَمَيلةٌ، شَعرُها بنيٌّ وَفيهِ خُصَلٌ شقراء، لونُ عَينَيها عسليٌّ كَلَونِ أشعةِ الشَّمسِ، طُولُها حوالي 154سم، لَونُ بَشرتِها برونزيّ، تُحِبُ وضعَ المكياج النَّاعِم، ذات شخصيَّةٍ جادَّة تُحِبُّ الصَّراحة وتَكرَهُ الخِداع.

    ثمَّ أكملتْ: وأنا أعلَمُ أنَّكَ لا تَعرِفُ البَحرَين.

    فقال ضاحكاً مُستغرِباً: بالتأكيد، أينَ مَوقعُها في الخَريطَة؟

    قالتْ: في قاعِ البَحر

    ردَّ عَليها: أعلَمُ أنَّكِ تَسخرين لكنني غيرُ مهتم، أهلاً وسهلاً بكِ فِي كوريا.

    عمَّ الصّمْتُ بعدَ ذلك وجَلَستْ أمِينَة تَتأملُ مناظر كوريا الخلَّابة، وأخذتْ الأفكارُ تَجولُ في ذِهنِها إلى أنْ قَطَعَ هَان حبلَ فِكَرِهَا بصوتِه.

    قال: وصلنا.

    نَزِلَتْ مُسرِعَةً مِنَ السَّيارة، وقالت له: شكراً على التوصيل.

    قال: لا شَكْرَ على واجبْ.

    لكنَّها لمْ تَسْمَعْ رَدَّهُ، لِأَنَّها أغلقتْ البابَ بأسرعِ ما يمكن ودخلتْ سَكَنها الجامعيّ.

    استنكرَ هَان تصرُفَها هَذا، ثمَّ لاحظَ وجودَ هَاتِفِهَا مُلقىً على الكَرسيّ بجانِبِه، فأخَذَهُ وفتَحَ باب السّيارة وخرجَ منها مُتجِهاُ إليها فَشاهَدَها تَقِفُ مع عامل المِصعَد.

    قالتْ للعامل: هل المصعدُ مُعَطل؟

    ردَّ عاملُ المصعدِ أثناءَ استغراقهِ في عملِه: إنَّه

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1