Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

القافلة
القافلة
القافلة
Ebook318 pages2 hours

القافلة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

نها فترة ثمانينيات القرن العشرين، في ظل العالم البديل – امريكا. سقط مجتمع الولايات المتحدة، في ظل نقص الغذاء ونقص الوقود والاضرابات العرقية وبعض المشاكل الاخرى. تنوي مجموعة من الناس الهروب الي كوكب اخر وبدء عالم جديد كليا ... بأمان في جميع أنحاء البلاد بسرقة الوقود ومحاربة قطاع الطرق للوصول إلى السفينة قبل أن تغادر.

انها فترة ثمانينيات القرن العشرين في خضم كابوس العالم البديل أمريكا، سقط مجتمع الولايات المتحدة في ظل نقص الغذاء. ونقص الوقود والاضرابات العرقية وبعض المشاكل الاخرى. وتعتزم مجموعة حالمة من الناس الهروب إلى كوكب آخر وبدء عالم جديد كليا. ولكن أولا يجب أن يقومون بها بشكل آمن عبر البلاد - بسرقة الوقود ومحاربة قطاع الطرق على طول الطريق-إذا كانوا يأملون في الوصول إلى المركبة الفضائية قبل أن تغادر إلى الأبد...
Languageالعربية
PublisherTektime
Release dateJun 12, 2017
ISBN9788873044130
القافلة

Related to القافلة

Related ebooks

Reviews for القافلة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    القافلة - Stephen Goldin

    القافلة

    رواية من تأليف

    الكاتب ستيفن غولدين

    تنشرها دار بارسينا للنشر

    ناشر الترجمة: تيك تايم

    القافلة 1975 جميع حقوق النشر محفوظة للكاتب ستيفن غولدين

    العنوان الأصلي: Caravan

    المترجم: عبد المجيد هندي

    الفصل الأول

    واشنطن-افتتحت اجتماعات دولية حول الاقتصاد هنا يوم الاثنين في ظل وجود جو من الكآبة والضجر بشأن ارتفاع أسعار النفط وتهديدات بنشوب الكساد العالمي.

    توقع اتش. جوهانس ويتايفين، العضو المنتدب لصندوق النقد الدولي، استمرار الركود والتضخم في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى الضغوط المالية منقطعة النظير.

    توقع رئيس البنك الدولي روبرت إس. ماكنامارا حلول المجاعة الجماعية في البلدان الأكثر فقرا في العالم، والتي تضم سكان يبلغ مجموعهم المليار، إلا إذا قامت الدول الصناعية والدول المصدرة للنفط على حد سواء بخطوة كبيرة لزيادة المعونات لتلك البلدان.

    لوس أنجلوس تايمز

    الثلاثاء، 1 أكتوبر 1974

    * * *

    نحن نقف على حافة الهاوية، ونتحدى قوة الجاذبية التي تزج بنا نحوها، فالقاع لا يسبر غوره لأننا قد صعدنا عالياً جداً ففقدنا رؤيته.

    فلا شيء أقل أهمية من مسألة الكساد، حتى الركود المماثل لما وقع في عام 1930 يتضاءل مقارنة به، فما نواجه ونحن نحدق في الهاوية ما هو إلا تدمير كامل لحضارتنا الحالية بأثرها، فالخوف من المرتفعات قد أغلق أعيننا....

    فإذا كنت قد تسلقت قليلا حتى سفوح التلال وانزلقت منها فربما لن تتضرر كثيرا ولكن السقوط من ارتفاعات أكبر يمكن أن يكون قاتلاً. لقد تسلقنا عالياً جداً على سفوح التلال لدرجة أن السقوط سوف يهشمنا مثل سقوط كوب زجاجي من قمة جبل إيفْرِستْ......

    بيتر ستون

    انهيار العالم

    * * *

    كانت اللافتة الموجودة على المكتب مكتوب عليها نقطة تفتيش غرناطة هيلز ولكن ذلك لا يغير من حقيقة أن ذلك المبنى كان في واقع أمره متجراً كبيراً مهجوراً في ركن مهجور في احدى مراكز التسوق، وكانت الممرات والأرفف الخاوية على عروشها توحي بتلك الأوقات العصيبة التي حلت على ذلك المجتمع. ففي واقع الأمر، بدا البهو الواسع الخاوي التابع للمبني لبيتر رمزاً معبراً عن انهيار الحضارة بأثرها.

    رمق الحارس القابع خلف مكتبه بنظرة تشوبها الريبة إلى بيتر حيث لم يكن يعلم الكثير عن الأسلحة ولكن تلك البندقية الكامنة في جرابها على ظهر ذلك الحارس كانت كفيلة بإيقاف قطيعاً من الفيلة الجامحة.

    أطلق بيتر زفرة حادة يشوبها الحنق على أثرها صار مجرى حلقه صافياً ثم قال: أود الانضمام لمجمعكم إن أتيح لي ذلك، فأنا عامل جيد أبلغ من العمر اثنين وثلاثين عاماً وأستطيع القيام بكل الأعمال المطلوب القيام بها تقريبا بدا ذلك الحارس عبوساً ومرتاباً وقال له: هل اخبرتني من جديد ما هو اسمك؟ رد بيتر قائلاً: اسمي بيتر سميث، وهو ما كان خلافاً للواقع حيث أن اسمه الحقيقي بيتر ستون، حيث ارتبط اسمه بالعديد من الدلالات السيئة في السنوات الأخيرة ولم يعد يُفصح عنه علناً، فقد عانى الأمرين بسببه ولم يعد يرغب في الإفصاح عن نفسه.

    قال الحارث: سميث، اه، هل يمكن لأي شخص في غرناطة هيلز أن يضمنك؟

    رد بيتر: اوه! لا، ليس لدي أي ضامن، فقد أتيت للتو هنا قائداً دراجاتي من سان فرانسيسكو منذ الأشهر القليلة الماضية، وقد بدا لي هذا المكان جيدا للاستقرار فيه

    قال الحارس: كيف تبدو الأمور هناك؟

    رد بيتر قائلاً: لا تبدو الأمور على ما يرام، فالأحوال سيئة على طول الساحل وبناءً على ما شاهدته هناك فإن منطقتكم تبدو بحالٍ لا بأس بها "

    تجهم وجه الحارس وقال: يؤسفني أن أقول لك يا سيد/ سميث أننا لسنا بحاجة لخدماتك هنا، فلدينا أناس كُثر بالفعل دون الحاجة لإقحام غرباء بيننا. فهناك الكثير من الأيدي العاملة الراغبة في العمل بينما الموارد محدودة لدفع اجورهم، أتمنى أن تكون فهمت ما أرمي إليه

    أومأ بيتر برأسه قائلاً: بالطبع فلم يكن الأمر برمته غريبا عليه، وقال: في هذه الحالة لدي استفسار عما إذا كان بمقدوري شراء بعض الطعام منك فلدي المال

    قال الرجل: يسري نظام المقايضة في غرناطة هيلز ريثما يستقر الوضع المالي من جديد، فإن لم يكن لديك ما تقايض به، فإن حظك لم يحالفك، وسأله: هل لديك بعض الرصاص أو البطاريات أو الشموع أو الأدوات او الاسلاك النحاسية؟ هز بيتر رأسه نافياً، ثم سأله الرجل مجددا: ماذا عن دراجاتك؟ يمكننا دائما استخدام دراجة أخرى

    رد بيتر قائلاً: اسف، فأنا في حاجة لها فالأمور ليست آمنة جدا بالنسبة لرجل يسير على قدميه، فالدراجة تمنحنا قواماً نحيفاً على الأقل

    أومأ الرجل قائلاً: حسناً، تبدو الأمور عصيبة، لم أكن أتوقع أبدا أن تمر علينا أياما تقع فيها تلك الأمور

    قال بيتر: هل هناك مكان ما في المنطقة المجاورة يمكنه قبول التعامل بالنقود؟. كادت الشمس أن تغيب وكان بيتر يبحث عن مكان يأوي إليه قبل أن يجن عليه الليل، فقد عانى العديد من التجارب المرعبة في الظلام في الآونة الأخيرة.

    قال الرجل: يمكنك أن تجرب سان فيرناندو، فقد سمعت مؤخراً أنهم يقبلون التعامل بالنقود، فمن الأفضل أن تلقي نظرة هناك، على الرغم من أن لديهم مجموعة من الغوغاء هناك.

    قال بيتر: كيف السبيل إلى الوصول إليها؟

    رد الرجل: يمكنك أن تسير على هذا الطريق حتى تصل إلى بالبوا ومن ثم تتجه شمالا قرابة الميل تجاه بوليفارد بعثة سان فيرناندو ومن ثم تتجه شرقاً مسافة ميلين اثنين، لن تضل الطريق

    قال بيتر: شكراً لك شرع بيتر في قيادة دراجته خارجاً من المتجر.

    نادى عليه الحارس قائلاً: أتمنى لك حظاً سعيداً قال بيتر :لا أريد أن أكون متسكعاً، والآن إلى كل الذهب في فورت نوكس¹

    تساءل بيتر اثناء قيادته على طول الطريق عما إذا كان قد تبقى أي ذهب في فورت نوكس، فربما كان هناك بعض الذهب الذي لا يستحق عناء السرقة في الوقت الراهن، حيث أن الناس لديهم احتياجات ملحة مثل الطعام والشراب والوقود والكهرباء، واعتقد انها موجودة في مكان ما، اعتقد ذلك، حيث تحاول الحكومة الأميركية ببسالة الاستمرار كما لو أن شيء غير معتاد لم يقع، حيث تقوم بحراسة ذلك الذهب والثروة المفترض أن تمثلها كما لو كانت أنثي ديناصور بكر تحرس عش البيض الغير مخصب. وإذا فكروا بشأن الإنهيار فقد يلقون باللوم علي كما لو أنني ما كنت إلا نذير لهم بقدوم الكارثة، فكوني نذير شؤم ليس عمل مجدياً.

    بينما كان بيتر يقود دراجته متوجهاً نحو بالبوا بوليفارد، نظر حوله وحاول تخيل كيف كان يبدو ذلك الحي قبل عشر سنوات، قبل حدوث الانهيار الحالي، فعلى يساره، كان هناك مركز أخر للتسوق ومبنى شاهق الارتفاع الذي كان ذات يوم مستشفى، وفقاً للافتة المثبتة هناك، وحالياً يجري استخدامها كسلسلة من الشقق السكنية. وعن يمينه كانت هناك مجموعة أخرى مصممة خصيصاً كشقق سكنية حيث كانت شقق فاخرة ذات يوم أما الآن فقد بليت وبدى مظهرها القبيح. كانت القمامة الغير قابلة للحرق تلقى في الخارج، وتكسوا الشارع وينبعث منها رائحة كريهة في الهواء.

    مر بيتر على متجر كبير مهجور آخر بينما كان يعبر شارع تشاتسورث واستمر في السير نحو الشمال، حيث كانت هناك منازل على جانبي الطريق، وكانت تلك المنازل مصنوعة من مواد البناء الرخيصة المبتذلة التي كانت تحظى بشعبية كبيرة في مجتمعات الضواحي ذات يوم، وكان لديهم القليل من الساحات الأمامية التي تحتوي الآن على الحدائق بدلاً من المروج-وانتشرت فيها زراعة الخس، والفجل والطماطم والبطيخ وكانت الحدائق تحاط بأسوار ولاحظ أن بعض الأسوار يؤتى بها من مفارق الطرق الموجود في وسط الطريق السريع. وكانت هناك لافتة محطة حافلات ملصقة في إحدى الحدائق ويكسوها ملابس رثة تشكل فزاعة مؤقتة. وبدا أن عددا من المنازل قد أُزيلت لإفساح المجال لحقول الذرة التي تمايلت سيقانها الخضراء متباهية في النسيم.

    كانت الكلاب تحوم في الشوارع، وأمام المنازل، تنظر إلى وجهه كلما تراجع للوراء، ولكن لم يكلفوا أنفسهم عناء مطاردته عندما رأوا أنه لا يشكل تهديداً لحدائق أسيادهم ". وكان هناك قطيع من الماعز ترعى في الجوار وعدد كبير من الدجاج، ولكن بيتر لم يلاحظ ظهور القطط بكثرة، فهي والأرانب يحبسون ويستخدمون للغذاء، فالحيوانات الأليفة لم تعد ترفاً بأسعار في متناول اليد. كما أن الطيور، أيضا، كانت شحيحة، فمما لا شك فيه أن أطفال الحي يحسنون رمايتهم باستخدام نبال الصيد.

    تساءل بيتر عما جعله يتسكع حول المراكز الحضرية، فقد كان يعرف أن المدن كانت بمثابة اشراكا للموت، نظراً لانهيارها في المستقبل القريب، وسيكون لأي شخص يُقبض عليه فيها نصيبا في ذلك التدمير. وكان عدد صغير نسبياً من الافراد الذين يعيشون في الريف ينعمون بحياة أفضل حال، على الرغم من أنهم مصابون بالرعب أيضاً من ذلك الانهيار الوشيك، فأي شخص عاقل يتعين عليه أن يرى ذلك، ويحاول أن يضع يده على قطعة من الأراضي الزراعية قبل حلول الخراب الشامل على الأمة. لكن بيتر لطالما كان، ودائما كان كذلك، صبي المدينة وترعرع في المدن على الرغم من أنه يعرف أن ذلك قد يعني نهايته في أي لحظة.

    قال بيتر: مشكلتي هي أنني أعطي نصائح جيدة ولكن، مثل أي شخص آخر، لا أعمل بما أنصح به.

    ربما كان الأوان قد فات لفعل أي شيء حتى قبل سبع سنوات عندما نُشر كتابه "انهيار العالم" وأثار الجدل، فقد كانت القوى العالمية واسعة النطاق التي كان يتوقعها تعمل على تدمير الحضارة بالفعل، وقد أصبح النقص في المواد ملحوظاً منذ السبعينيات، إلا أن سلسلة الأزمات الصغيرة ظلت تتصاعد دون اتخاذ أي خطوات جدية لمنعها. إن انقسام المجتمع، في ظل وجود المجموعات المتصارعة مع بعضها البعض، قد حرم البشرية من التلاحم الذي تحتاجه لمواجهة مشكلاتها، وقد أدى التضخم المالي إلى إصابة الاقتصاد بالشلل، وأدت الإضرابات إلى إضعاف ثقة الناس في إمكانية التنبؤ بها.

    وقد أُلفت العديد من الكتب التي كانت تتنبأ فيما سبق بأن الظروف ستصبح عصيبة قبل نهاية القرن العشرين؛ فقد نٌبذت جميعاً على زعم أنها دعوات تشاؤم قوية جداً من قبل الغالبية العظمى من الناس، الذين لديهم إيمانا ساذجاً بقدرات البشر على النهوض من جديد كمثل العنقاء التي تنهض وتحلق من عشها، ثم جاء كتاب انهيار العالم على الفور، مع الجدل المخيف والأكثر قوة حتى الآن. وأثبت بيتر ستون - ذلك الشاب النحيف الذي كان حينذاك في الخامسة والعشرين من عمره- بما لا يدع مجال للشك أن الحضارة ستفنى في غضون عامين فقط ما لم تُتخذ خطوات جذرية على الفور، بل إنه حدد تلك الخطوات ألا وهي: القتل الرحيم الإلزامي، وتحديد النسل الاجباري، وإعادة توزيع الثروة على الفور، واللامركزية الفورية للمجتمع، وإنهاء المساكن العائلية الفردية، والتخلص من تربية الحيوانات غير الغذائية كالحيوانات الأليفة، والتحديد القسري لحركات الناس لتحقيق المساواة في توزيع السكان، والتقنين الصارم للأغذية والمياه، واستيلاء الحكومة الكامل على الصناعة والعمل، والسيطرة الحكومية الكاملة على النقل، واستخدام برنامج بمليارات الدولارات للزراعة واستعمار قاع البحر.

    كان الأمر بالنسبة له مثيراً للدهشة حيث تمكن من مجابهة خمسة وتسعين في المائة من البلاد تقريباً بين عشية وضحاها في حين أن عدداً قليلاً من المفكرين اشاد به ووصفوه بأنه واحدا من أنبغ العقول في عصره ومن الطف ما قاله عنه معظم الناس أنه ذلك الاشتراكي اللعين بينما اقتنع البعض أنه شيطان تجسد لذكر الحقيقة الواضحة، وقد بيعت ملايين النسخ من ذلك الكتاب، فقد كان يتميز بالسخرية، فقد اعتقد بيتر أن كتابه سيكون واحداً من اخر الكتب الأكثر مبيعاً لاسيما بعد فترة قصيرة من طباعة الاصدر العشرين منه، خرجت معظم نقابات الطباعة في اضراب، ومن ذلك كله عرف بيتر أنهم ما زالوا يضربون.

    وكان قد جمع الشهرة والثروة عندما بدأت تلك السلع تبور بسرعة، وكان قد ظهر في العديد من البرامج الحوارية التلفزيونية، موضحاً ومناقشاً معتقداته أن الحضارة كانت تتدهور، ليست فقط في الولايات المتحدة ولكن في جميع أنحاء العالم، وظل يخبر الناس أنه لا يفضل حلوله، إلا أنه لابد من القيام بشيء جذرياً لتجنب مصير أسوأ، بيد أنه لم يستمع إليه أحد، وأطلق عليه أعدائه أنه انتهازي، ويجني المال من مصائب العالم، ويستفيد من الكوارث، وقد عُرف بأنه شرير ووُصف بأنه راديكالي وخائن.

    وفي الوقت ذاته، فقد كانت كل تنبؤاته صحيحه، وقد أدت الإضرابات التي قام بها عمال البلدية إلى تعطل خدمات المدن، وازدادت حدة النقص في الوقود الذي تنبأ بها بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي دمرت ثلاثة وتسعين في المائة من حقول النفط العربية وبين عشية وضحاها، واجه العالم واحدة من أشد أزمات الطاقة. فبسبب نقص الطاقة توقف بث محطات الراديو والتلفاز واحدة تلو الأخرى. وبسبب نقص الوقود، لم يعد بإمكان سائقي الشاحنات توزيع المواد واللوازم والسلع تامة الصنع بنفس كفاءتهم السابقة. كل شيء كان فيه نقص وكان يزداد نقصاً-الاتصالات والنقل والتوزيع - العناصر الثلاثة الرئيسية الذي أدرجهم بيتر في كتابه – كانوا يتدهورن يوماً بعد يوم مع مرور الوقت.

    تحول بيتر مباشرة إلى بوليفارد بعثة سان فرناندو واستمر في القيادة، وكانت أعمدة الهاتف الخشبية متباعدة بشكل متقطع على جانبي الشارع؛ ومعظمها قد قُطعت لاستغلالها كحطب للوقود، وكلما مر على منازل رأى الكثير من الناس يعملون في حدائقهم، ومن المحتمل أن يستمروا في التفاف أنفسهم حول التفاصيل الدقيقة مثل توقف المياه عن ضخها في صنابيرها. كان بيتر يرتعد عندما يجول في خاطره الرعب الكامن الذي كان ينمو هناك، كما لو كان جني يملأ صدره الغضب وينتظر يوم خلاصه الحتمي.

    ذهب بيتر تحت ممر طريق سريع، عبر الشارع الرئيسي، وأخيرا وصل إلى منطقة التي كانت في السابق حديقة، وكان هناك منطقة شاسعة بمساحة ثلاثة مربعات سكنية طولاً وبعرض مربع سكني واحد، وقد بُذلت محاولة لزراعة الذرة هنا أيضاً، ولكن أُحبطت من قبل الحشود التي انتقلت هناك. وكانت الحديقة مكتظة بالسيارات القديمة المعطلة التي ألقى بها وكانت تستخدم كمقصورات سكنية. في البداية، تساءل بيتر لماذا كان الناس مكتظون فالسكن أقل الأمور ازعاجاً وهو الأقل في حدة النقص في الوقت الراهن، ثم رأى ما كان هناك عبر الشارع من الحديقة.

    كانت بعثة سان فرناندو، واحدة من الملاجئ المقدسة التي انشئت في القرن الثامن عشر على يد الأب خونيبيرو سيرا على طول الطريق الملكي السريع أو ما يطلق عليه إل كامينو ريال، وباعتبارها كنيسة كاثوليكية، فإنها تمثل إحدى المنظمات القليلة التي لا تزال

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1