Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

ترجمان الملك سيرة ألونسو الموريسكي
ترجمان الملك سيرة ألونسو الموريسكي
ترجمان الملك سيرة ألونسو الموريسكي
Ebook267 pages4 hours

ترجمان الملك سيرة ألونسو الموريسكي

Rating: 5 out of 5 stars

5/5

()

Read preview

About this ebook

في منتصف الطريق بين سقوط غرناطة سنة 1492 و طرد المورسكيين انطلاقا من سنة 1609 ظهر في غرناطة ترجمان و طبيب موريسكي اسمه ألونسو ديل كاستيو أو ألونسو الغرناطي. نال الرجل ثقة مستشارية غرناطة و الكنيسة و البلاط و اشتغل أيضا تحت إمرة محاكم التفتيس. دفعت عنه حنكته و تفانيه في العمل و الولاء الذي أظهره للملك كل الشكوك التي كانت تحوم حول إمكانية بقائه على الإسلام سرا. بعد أن شارك في حرب البشرات بقلمه، مترجما و مثبطا لهمم من رفع السلاح من الموريسكيين ضد جيوش فليبي الثاني، لم تعد ترقى إليه الشكوك. دخل بلاط مدريد من أوسع أبوابه و أبلى البلاء الحسن فيما كُلف به من ترجمات. لكن بعد أن أصدر الملك المرسوم الذي ضيق على الموريسكيين في لغتهم و عاداتهم قرر أن يقرب المسيحية من الإسلام و أن يقنع أسياد الأندلس الجدد أن العربية لغة من لغات النصرانية، فوضع مع جماعة من الموريسكيين قرطاس المئذنة القديمة و كتب الرصاص. لبلوغ هدفه، اختار ألونسو من الزمن الغابر تلميذين من تلامذة يعقوب بن زبدي الحواري، سيسيليو و تسيفون و كانا من عرب حران، ليضع هو و من معه الرق و الكتب المزورة. ظهرت فجأة نبوءة القديس يوحنا المعمدان في مئذنة المسجد الجامع الذي أصبح كاتدرائية.  و بعد بضع سنين ظهرت كتب الرصاص على مراحل في خندق الجنة الذي أصبح يعرف منذ تلك الاكتشافات بالجبل المقدس. جاء على لسان ألونسو في الرواية: " لقد وضعنا ما وضعنا لنرفع قدر العربية حتى ينظر إليها أنها لغة من لغات الوحي في النصرانية و لم نذخر جهدا لنجعل الرب عند النصارى لا يكاد يختلف عن الإله عند المسلمين. كلما اقتربنا بلغتنا و ديننا مما يعتقده النصارى القدامى في هذه البلاد كلما تبدد اختلافنا عنهم و عشنا بينهم في أمن و سلام، لكن ما دمنا لا نسطيع الاقتراب سنسحبهم إلى ساحتنا سحبا."

لم تغير خطة ألونسو و من معه مجرى التاريخ، لأن الموريسكيين طردوا في آخر المطاف، لكنه  أشرف على إحدى أكبر عمليات التزوير التي عرفتها الكنيسة الكاثوليكية.

هذه الرواية تقوم على أحداث حقيقية.

Languageالعربية
Release dateMar 1, 2021
ISBN9781393619390
ترجمان الملك سيرة ألونسو الموريسكي

Related to ترجمان الملك سيرة ألونسو الموريسكي

Related ebooks

Reviews for ترجمان الملك سيرة ألونسو الموريسكي

Rating: 5 out of 5 stars
5/5

1 rating0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    ترجمان الملك سيرة ألونسو الموريسكي - Mourad Zarrouk

    جدول المحتويات

    مقدمة

    .زيجة الخوف

    . جدي الثائر

    .طلب العلم

    . سطر واحد

    . و لا غالب إلا الله

    . الفتنة الآتية

    .طبول حرب البشرات

    . جبال الموت

    . صوت البارود

    . مهزوم في ثوب المنتصر

    . في حضرة الملك

    . في العٌدوة الأخرى

    . قرطاس المئذنة القديمة

    . خلاصة القول

    مقدمة

    خرج الأب ميغيل من الكنيسة الصغيرة و انساب مع جموع السياح الذين تعج بهم غرناطة في أيام الصيف الحارقة. رغم كبر سنه و رغم المرض الذي ألم به كان يحب المشي في أزقة المدينة العتيقة الضيقة و إن أصبحت قواه تخور كلما حاول الصعود إلى كنيسة القديس نيكولاس. أما قصر الحمراء فلم يزره منذ أربع سنوات. وصل ميغيل بشق الأنفس إلى غران بيا بعد أن خلف وراءه أفواج السياح الشقر المتثاقلين. كان مترددا هل يعتذر لصديقه بابلو و رفيقه المغربي الأسمر أو يثير زوبعة لا قبل له بها، لا هو و لا أصدقاؤه القساوسة الذين جمعتهم تلك الكنيسة الصغيرة المتداعية وسط حي ألبايثين أو البيازين كما كان يعرف سابقا، و هي الكنيسة التي تُعرف بسان غريغوريو أو القديس غريغوريوس.

    بابلو  تاجر من أعيان المدينة يصغر ميغيل بعشرين سنة. رجل تقي تارة و متهتك تارة أخرى. كان من أهل الخلط في السيرة. يحرص على إظهار الصليب الذي يتدلى من سلسلته الذهبية و التردد على الكاتدرائية كحرصه على زيارة خليلاته السبع. كان قد جعل لكل و احدة منهن يوما لا يخلف فيه اللقاء إلا إذا كان على سفر. و مع ذلك كان ميغيل يرتاح له و يحبه و يثق به، فانقطاعه في الدير لسنوات طويلة جعله في حاجة إلى من يتلمس له الطريق وسط مجتمع تغير رأسا على عقب و كان بابلو يرى أن ميغيل هو رجل الدين الوحيد الذي يمكن أن يبوح له بخطاياه دون أن يتحرج . مروان المغربي الأستاذ الشاب  المتخصص في التراث الأندلسي بجامعة فاس هو الصديق الأجنبي الوحيد لبابلو. تعرف إليه قبل سنوات في الطائرة و تعجب حينها لإلمامه باللغة الإسبانية رغم أنه لم يعش في إسبانيا إلا شهورا متقطعة. كان مروان يضحي بالعطلة الصيفية لتحقيق مخطوطات أندلسية قديمة و تخريجها، لكنه في هذه المرة قرر أن يستمتع بعطلته كاملة. أخبر صديقه بابلو أنه لن يمكث في غرناطة أكثر من يومين قبل أن يواصل المسير إلى شمال إسبانيا، فرد عليه بابلو: لعلك تفك لغزا ظل يحير صديقي ميغيل ثلاثين سنة.

    وقف ميغيل متوجسا في باب المقهى ينظر من بعيد إلى ذاك الرجل الأسمر الذي يجالس بابلو. خانته فراسته فهو لا يعلم أيضع ثقته في هذا الغريب المسلم أو يدس رزمة الأوراق الصفراء التي تتوسطها كتابات عربية باللون الأسود  و بعض الرسوم الغريبة في الصندوق الخشبي الذي عثر عليه ميغيل في قبو الكنيسة قبل ثلاثين عاما. اعتنى الكاتب بالشكل و جاء المتن متناغما مع الحواشي. أوراق صفراء مزركشة  هوامشها بالأحمر، لكن ماذا عن المضمون؟ ماذا لو ورد في هذه الأوراق ما يغضب الرب؟ ثم كيف أثق في هذا الغريب؟ بابلو قادني إلى التهلكة؟ كان ميغيل يضرب أخماسا في أسداس و هو متسمر في باب المقهى. لم ينتبه إلى زمجرة الزبون الذي لم يفسح له الطريق للدخول و لا لصوت بابلو الجهوري و هو يدعوه للاقتراب و الجلوس إلى الطاولة. فقط ابتسامة مروان الوديعة هي التي بددت شيئا من مخاوفه. ضغط ميغيل بشدة على رزمة الأوراق التي يتأبطها فشعر بشيء من الاطمئنان.

    - هذا هو صديقي المغربي الذي طالما حدثتك بشأنه. 

    - نعم لكن الأوراق كثيرة و السيد مروان سيغادرنا بعد غد. أرى أن نترك أمر المخطوط لمناسبة أخرى .و الآن يجب أن أذهب سيخرج وقت الصلاة...

    لم يحرك مروان ساكنا و لم يدفعه ولعه بالمخطوطات الأندلسية إلى السؤال عن مخطوط الأب ميغيل...قد يكون فقيها من فقهاء المالكية المغمورين ممن سود الصحف و أكثر الحديث عن أنواع المياه و توسع شرقا و غربا في باب الطهارة...آه كم  مرة وعده بعض الكتبيين بمخطوط نادر و جاءه بعد ذلك بوريقات أكل عليها الدهر و شرب.

    - اجلس يا أبانا و دعك من الوساوس. يمكنك أن تثق  بمروان. هات ما عندك..

    شعر ميغيل بالارتباك. نظر إلى مروان لعل الرب يظهر له علامة في وجه هذا الغريب فيتبين الأمر أخيرا، فوجده يلاعب طفلا صغيرا تسلل تحت طاولتهم ليأخذ كرته التي تدحرجت تحت الأرجل. لم يلق بالا لتردد ميغيل الذي لم يجد بدا من فتح حقيبته الجلدية التي كان يتأبطها و بسط الأوراق أمام بابلو و مروان.

    -اقرأ يا سيد مروان..

    -سأعطيكم فكرة مقتضبة عن المخطوط ثم ستبدأ العطلة الصيفية بعد ربع ساعة. اتفقنا؟ لم ينتظر مروان جواب الرجلين قلب الأوراق بين أصابعه الدربة تتبع السطور بأنامله يتلمس المداد لعله يبوح بأسرار الناسخ ..ثم قرأ بصوت مسموع كأن جليسيه يفهمان العربية: باسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد من ألونسو ديل كاستيو إلى سلالة من ابتلي بالفتن من أهل هذه الديار. هذا  بلاغ لمن يعتبر. اللهم قيد لرسالتي هذه من ينشرها بين الناس... اعتدل مروان في جلسته و صرخ: إنهم المورسكيون!!!

    راح مروان يقلب الصفحات بين يديه و هو لا يكاد يصدق ما يراه في تلك العشية الحارقة منتصف شهر يوليو سنة 1997. لقد فعلها أولونسو ديل كاستيو و ترك لنا سيرته الكاملة. بعضها مكتوب بالعربية و بعضها الآخر بالرومانسية، أو الاسبانية القديمة و إن كان الحرف عربيا!! نظر مروان إلى جليسيه و قال:

    -سأبقى في غرناطة . سأعد هذه الرسالة في نسختين واحدة بالعربية و الأخرى بالإسبانية. لم ينتظر موافقة الأب ميغيل. نظر إليه و قال: أما أنت يا عزيزي ميغيل، فقد أصبحت من أعلام غرناطة و كنيستك من معالمها. حينها فقط بسط القس العجوز يده ليصافح مروان إيذانا بموافقته على نشر سيرة ألونسو الغرناطي.

    1

    زيجة الخوف

    يا غافلا و له في الدهر موعظة      إن كنت في سِنة فالدهر يقظان

    أبو البقاء الرندي

    غرناطة، 1537

    كان والدي على وشك أن يبلغ الحلم عندما سلمت غرناطة لإسابيل و فرناندو. و مع ذلك ظل يتذكر كل ما مر به في تلك الأيام العصيبة. كان يكرر على مسامعنا القصص نفسها حتى يضنينا الملل و نتسلل خارج البيت أنا و أخي وتبقى معه أمي و هي تغالب النوم. قلما عادت به ذاكرته إلى الأيام التي سبقت سقوط مملكة  غرناطة.

    عندما شن القشتاليون حربهم على المملكة لم يكن بالعقد المنفرط إلا غرناطة و مالقة و ألمرية و لوشة و حصون متناثرة هنا و هناك. دام القتال عشر سنوات كاملة بين المسلمين و النصارى و تخلله قتال من نوع آخر بين أبي الحسن علي و أخيه الزغل ضد أبي عبد الله الغالب بالله. غُلب القوم و سلمت غرناطة و أعمالها و حصونها و قصورها إلى فرناندو و إسابيل.

    مرت خمس و أربعون سنة على تلك الأحداث التي بت أحفظها عن ظهر قلب. كنت أتأهب للخروج إلى الكنيسة لحضور القداس و نسخ ما تبقى من الكناش حتى يجازينا الأسقف. نظر إلي والدي فقلت له فورا:

    - أعلم ماذا ستقول...ظلم القوم الغالب بالله و أصبح نذير شؤم عندهم.. ستحدثني بعدها عن جلبة الخيل في سهل غرناطة و السفن التي أعدها علية القوم في الساحل الجنوبي للفرار إلى العُدوة الأخرى و...

    - لا يا ألونسو... سأروي كيف زوج والدي عمتك. .نعم ..رغم المصائب التي حلت بساحتنا وجدنا فسحة لإقامة عرس ليس كالأعراس ..تعجب من كلامي؟ و هل كنت تظن أن الناس ستزهد في الدنيا لأننا ضيعنا مملكتنا؟ آه.. أي دنيا و أي زفاف... أقمنا وليمة حضرها البعض بنية مباركة الزفاف و البعض الآخر بنية المواساة، فو الله لو كنت فيهم لما تبينت هل القوم في مأتم أم في عرس.

    حدق أبي في عناقيد العنب المتدلية من الدالية التي تتوسط الحديقة و كأنه يريد أن يستقطر منها ذكريات بعضها يمزق الأحشاء تمزيقا.

    ..كانت أختي بثينة  بين بنات غرناطة  كالبدر بين النجوم المتناثرة..تغزل فيها من الشعراء من تغزل و تغنى بجمالها من تغنى و كان والدي يرد فلول الخطاب من علية القوم بأحمالهم و يعود إلينا ضاحكا، و كثيرا ما كان ينشد:

    لشد ما جاوزت قدرك صاعدا       و لشد ما قربت عليك الأنجم

    حتى جاء ذاك الخاطب الذي لم يكن في الحسبان...بعد تسليم غرناطة بشهرين، و بينما كان والدي يتهيء للخروج للسوق، سمع جلبة أمام البيت.. خرج  و وجد أمامه وفدا كاملا : أحد النبلاء المرافقين للملك فرناندو ..كان اسمه دييغو، و شاب نصراني  و ترجمان من جيش قشتالة و أحد وجهاء غرناطة اختار أن يخدم أسياد المملكة الجدد رغم أنه كان من أغنى أغنياء المدينة،  جعفر بن عبد الله. لم يترجل أحد منهم عن حصانه، ما عدا الترجمان.

    تبسم جعفر في وجه والدي و قال:

    - أرى أنك من المحظوظين يا أخي. هذا الفارس دييغو، أخ الفارس رودريغو تيث الذي قتل رحمة الله عليه في حصار لوشة و معه ألفونسو ابن المرحوم. .لقد رأى ابنتك بالأمس قرب باب الرمل فقرر أن تصبح ..يعني...أن ترافقه.

    - جزاك الله خيرا يا ابن عبد الله.. حظ و أي حظ. نظر جعفر إلى دييغو و كأنه يستنجد به. .لم يفهم دييغو من الموقف شيئا، فطلب من مترجمه  أن يدنو ثم تمتم بكلمات قال على إثرها الترجمان:

    - يقول لك، لا تخف. يمكنك أن تدعي أن ألفونسو سيتزوج  ابنتك و أن تقيم عرسا يأتي إليه ألفونسو جريا على عادتكم ثم يأخذ معه ابنتك إلى ليون.  أمامك  ثلاثة أيام لتجهز كل شيء.

    كانت والدتي متسمرة خلف الباب. سمعت كل شيء

    قال والدي للترجمان كلمة واحدة: موافق، فانحنى جعفر و قال:

    - حسنا فعلت يا أخي، ستدخل أنت و أهلك في حماية...

    لم يعره والدي اهتماما، أدار له ظهره و دخل البيت.

    دخلت والدتي إلى الإسطبل المحاذي للحديقة و هي تقول: أيرضيك أن تصبح ابنتك جارية عند العلج؟ أين هي نخوتك؟ ألم تقل لي إنها مهجتك و نور ناظريك. تبعها والدي بهدوء و أخذ  منها السرج الذي كانت تريد أن تضعه على الفرس لتفر مع أختي لست ادري إلى أين.

    حدث كل ما حدث و بثينة جامدة في مكانها من هول ما سمعت. اقترب منها والدي و وضع يده على كتفها و قال: ما رأيك في سعيد بن محمد الزيات..؟ صرخت  والدتي و هي تهم بوضع السرج مرة أخرى على الفرس: يا ابن المجنونة!! و هل هذا  وقت الحديث عن سعيد؟ مسكين سعيد. صفعته و هويت عليه بعصاك قبل يومين لأنه يديم النظر إلى بثينة ..و لما جاءك جعفر و من معه كنت معهم كالنعامة. ضحك والدي و قال:

    - ما كان علي أن أضربه. بثينة أرى أن تقبلي سعيدا زوجا اليوم و ستخرجان ليلا إلى العدوة الأخرى ..أعلم أن الفتى لم يفعل شيئا في حياته عدا عصر الزيتون و بيع الزيت مع والده، لكني لا أشك لحظة واحدة أنه سيبذل روحه ليصونك ..نظر إلي و قال: اذهب يا بني و ناد على محمد و ابنه سعيد، و لا تحدث أحدا بما سمعت. نظرت إلى والدتي فوجدتها قد  وضعت  السرج أرضا و رمت جسمها النحيف فوقه و هي تحدق في والدي كأنها تراه لأول مرة...

    خرجت  و تركتها في تلك الحال،  لا أدري إن كانت تلك النظرات نظرات إعجاب بوالدي أم هي شفقة الأم على ابنتها..

    كان سعيد يقضي جل وقته في بساتين والده و معصرة الزيتون و في السوق حيث يبيع الزيت، و ربما حمل الجرار و الخوابي هو و من معه من غلمان إلى من يبتاعها من والده. لم تمنعه تجارة الزيتون من حفظ بعض سور القرآن و الأشعار المتناثرة. كان في البداية يداري حبه لبثينة. كنت أراه قلقا في باب الحي عندما يرى الهدايا المحمولة إلى والدي لخطبة أختي ثم منشرحا بعد عودة البغال المحملة بالصناديق بعد أن يكون والدي قد رد الخاطب بلطف كما هي عادته، و مع ذلك لم يمن النفس بأن يتزوجها، و لم يحاول أصلا أن يفكر في الأمر. علمت فيما بعد أنه كان  ينتظر أن تتزوج أختي ليتزوج هو الآخر. رغم حداثة سني كنت أعلم لماذا يختلق الأعذار ليتثاقل و يغير مكان الخوابي و الجرار  كلما جاءنا بالزيت...

    جلس والدي إلى سعيد و أبيه و قال :

    - لقد سمعتما بمجيء دييغو و جعفر إلى بيتي ..يبدو أن القوم نسوا ما اتفقنا عليه مع ملكهم فرناندو!! جاء دييغو و ابن أخيه بنية السبي!! سبي لا تجرد فيه السيوف و لا تقيد فيه النساء. لقد كفاهم جعفر كل ذلك. جعفر ابن ال...سيأتي اليوم الذي يدفع فيه الثمن. وصل إلى أندلسنا عبدا آبقا من أحد قصور أصفهان فجعلنا منه سيدا مسموع الكلمة، مهاب الجانب، فرد لنا الجميل بأن يهدي حرائرنا إلى أسياده الجدد. .يا محمد ألم يكن معه ما يكفي ليعيش سيد نفسه؟

    - هون عليك يا أبا محمد!

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1