Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

Arabs Unseen(Arabic)
Arabs Unseen(Arabic)
Arabs Unseen(Arabic)
Ebook268 pages1 hour

Arabs Unseen(Arabic)

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

Arabs Unseen explores the enlightening journeys of 10 exemplary figures from the modern Arab world. It embraces the theme of drawing inspiration from these individuals who overcame various challenges to build a body of work in their respective fields. Their experiences are significant for all generations within the Arab world and beyond.
Languageالعربية
Release dateJan 15, 2019
ISBN9789388271332
Arabs Unseen(Arabic)

Related to Arabs Unseen(Arabic)

Related ebooks

Related categories

Reviews for Arabs Unseen(Arabic)

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    Arabs Unseen(Arabic) - Mohammed Mahfoodh Alardhi

    الخاتمة

    مقدمة

    في سن مبكرة جدًا، أدركت أنني أود الطيران.

    ففي المساء، وأنا مستلقٍ على سريري، أخال نفسي في قمرة القيادة، طيارًا وحدي أقوم بالطيران.

    بعيدًا بعيدًا، فارًّا من الواقع، وأتنسم بضع دقائق من الحرية في السماء، وأعلو فوق الرمال التي تتلاعب بها الرياح في الربع الخالي العظيم، ثم أغطس وأحلق فوق المحيط الهندي الأزرق اللا متناهٍ. فما من مكان لم أستطع الذهاب إليه، وما من حد للمرتفعات التي أعلو عليها، وكما يتهاوى العالم تحت جناحيّ، يتوارى منظر المدينة وأحسّ بشعور يمكن وصفه بأنه محض الفرح.

    وفي نهاية المطاف، وكما تقضي الطبيعة، ينقضي الحلم، وينتظرني الواقع هناك عندما أعود. ومع أن الحلم دومًا ما كانت تشيع في جنباته الحياة، فإن قلبي كان يطير طيران الطائرات، وكانت الرياح تصفِّر مع الأجنحة. إنني لم يخطر ببالي قط أن شيئًا من هذا يمكن أن يتحقق يومًا ما.

    بعد كل شيء، كانت عُمان التي شهدتها طفولتي مكانًا مختلفًا الآن، مكانًا أفقر بكثير من عُمان الذي أحيا به اليوم. لم تخطر ببالي قط فكرة أن أشبّ في يوم من الأيام لأكون شيئًا ما، ولا أن أدلو بدلوي في هذه الحياة. ولهذا الأمر، لم يكن عمان بلدًا يستثمر في أبنائه. بل إنه حبسهم في غيابات الظلام، في عصورٍ وسطى من صنع يده، في مجتمع عنيد منغلق عن سائر أرجاء العالم.

    وعمليًا، لم يكن هناك أي شيء عندئذ: فلا مياه جارية، ولا كهرباء، ولا أي شكل من أشكال البنى التحتية الوطنية. وقد حُظِر الراديو، كما حُظِرت الصحف. ومع ذلك، وبطبيعة الحال، استطاع قليلون القيام بذلك؛ أما الغالبية العظمى من العمانيين فكانوا ما زالوا يتيهون في ضلال الأمية. فمن بين السكان البالغ عددهم 750,000 شخص، يلتحق أقل من ألف تلميذ بالمدرسة – كلهم من الفتيان، وجميعهم بالصفوف الابتدائية.

    وكذلك كانت ندرة أي شيء يماثل الرعاية الصحية الحديثة. فمع وجود خمسة مستشفيات ليس غير في البلد بأكمله، والعشرات القليلة من الأَسِرَّة المتفرقة فيما بينها، لا يزال كثيرون يعتمدون على المعالجين التقليديين. وهم يركبون، الإبل أو الحمير للوصول إليها، أو للوصول إلى أي مكان آخر – أو يسيرون، ميلًا بعد ميل، في الأجواء الحارقة. إنّ السيارات الفريدة في البلاد تخص السلطان وبضعة أشخاص منحوا تراخيص لشراء سياراتهم الخاصة. ومع وجود 6 أميال فقط من الطرق المعبدة – ليس ثمة مكان للقيادة على أي حال.

    وهكذا، في فجر عصر المعلومات، عندما بزغت شمس الإنترنت الأولى، وعندما شرعت باكورة الأقمار الصناعية تدور حول الأرض، وعندما شهدت الحياة انطلاق وميض الليزر الأول، كانت عُمان لا تزال جزيرة نائية، توقف فيها الزمن، وتخطاها التقدم. إن عمان لم يكن حتى عام 1970، العام التاسع من عمري، وعام اعتلاء صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد عرش والده، قد مهد الطريق أمام النهوض المتواصل بالبلاد حتى يومنا هذا؛ تلك الفترة التي نشير إليها بأنها عصر النهضة.

    وبطبيعة الحال، لم يجرِ الأمر دومًا على ذلك المنوال. فتراث عمان تراث عريق. ولأن عمان أول بلد مستقل في العالم العربي، فإنه كان منذ عهد طويل جسر التواصل بين الشرق والغرب، وبين أفريقيا والجزيرة العربية. وقد كانت مسقط، مدينة الميناء الأسطورية بهذا البلد – والعاصمة

    في هذه الأيام، على مدى قرون مركزًا عالميًا للتجارة ومقرًا للإمبراطورية البحرية المترامية الأطراف. بفضل موقع عمان الاستراتيجي على الطرف الجنوبي الشرقي لشبه الجزيرة العربية، ومن ثم فإنها تبسط نفوذها على ،المحيط الهندي وكذلك تهيمن على طرق التجارة المربحة من إسبانيا قبالة بلاد المغرب إلى بحر الصين الجنوبي. وقد امتد النفوذ العماني، البالغ ذروته في القرن السابع عشر، في كافة أرجاء منطقة الخليج العربي، كما امتد إلى الشرق الأقصى في مثل الهند، وإلى أقصى الجنوب من مثل زنجبار.

    وفي الوقت نفسه، أصبحت عمان نفسها ملتقى أصحاب شتى الأديان والثقافات. وفي الوقت الذي كانت فيه السفن العمانية تبحر إلى المرافئ البعيدة، كانت الموانئ البحرية العمانية قِبلة للتجار الأجانب. وقد حملت الرياح الموسمية الصينيين، والهنود، والهولنديين، والبرتغاليين، والفرس: هم وغيرهم إلى مسقط، وقد جلبوا معهم ثروات الحضارات البعيدة: الذهب واللؤلؤ من ميناء البصرة بأرض العراق والبن، والشاي، والتوابل من الجنوب حيث الهند، والمرجان، والعاج من الساحل الكيني، وغير ذلك الكثير.

    وقد عملت تقاليد الملاحة البحرية على تعزيز ثقافة التسامح والانفتاح، تلك المعروفة بين العمانيين اليوم. ومع أن الإسلام هو الدين الرسمي في البلاد، فإن النصارى، والهندوس، والبوذيين، والبهائيين منذ وقت طويل يرون عمان وطنًا لهم، ويمكن للمرء العثور على أماكن عبادتهم في جميع أنحاء البلاد. وفي الواقع، تعد الحرية الدينية سمة أساسية للمجتمع العماني، وذلك قبل أن يُخطّ القانون بزمن بعيد، وتتجلى نظرة العمانيين إلى العالم عبر قرون من الفتوحات وتجارة ما وراء البحار.

    وفي نهاية المطاف، تنهار الإمبراطورية العمانية، بتعثر الاقتصاد وتراجع نفوذ السلطنة. بيد أن أهل عمان لم يفقدوا إحساسهم بالعالم وراء الحدود قط. حتى مع انزلاق البلاد في غيابات الظلام، وانعزالها عن أي تأثير خارجي، وبُعدها عن أي تقدم، وكان أهل عمان على أمل أن تتغير الأمور يومًا ما. وقد أتى ذلك اليوم في 23 يوليو 1970، عندما تولى جلالة السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الأمور.

    في العقود الخمسة الماضية منذ ذلك الحين، خطت عمان خطوات واسعة على هذا الدرب. وفي الحقيقة، ووفقًا لمنظمة الأمم المتحدة، لم يتقدم أي بلد على مدى السنوات الأربعين الماضية؛ وفي عام 2010، وضع مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة، الذي يقارن بين البلدان مستخدمًا مقاييس العمر المتوقع، والتعليم، والدخل النسبي_ عمان على رأس الدول العشرة الرائدة في العالم من حيث التحسن.

    لقد بدأ هذا التحسن على الفور. فما لبث صاحب الجلالة عند تسلّمه لمقاليد الحكم أن رفع أشد القيود التي فرضها والده على الحرية الشخصية – حظر الغناء، والتدخين، والاستماع للراديو، وارتداء الأزياء الأوروبية. وفي غضون بضع سنوات فحسب، بدأ ازدهار بناء الكيانات العاملة بالنفط على يديه، مما مهد الطريق أمام ارتفاع مباني المكاتب الجديدة، وإقامة المطار الحديث، والمدارس، والمستشفيات الجديدة، فضلًا عن مئات الأميال المرصوفة من الطرق السريعة. وبحلول عام 1985، سجّل 145,000 من الفتيان والفتيات أسماءهم في حوالي 475 مدرسة.

    وكما كانت عمان تنمو، كنت أنا الآخر أنمو. فلقد ولدت في مدينة صور القديمة، وكان عمري 8 سنوات عندما نُقِل والدي، المسؤول الجمركي، إلى مدينة الأسود الصغيرة بالقرب من الحدود مع الإمارات العربية المتحدة. وفي رقعة موحشة من الصحراء، لكنها ليست من منزلنا ببعيد، كان ثمة مهبط للطائرات الصغيرة، وكثيرًا ما كان يُسمَع به دوي وصول طائرة عسكرية تحمل إمدادات للجيش. كانت للصبي الذي نادرًا ما لمحت عيناه سيارة، ولم يشاهد التلفزيون قط، تلك الطائرات هي المشهد الذي يتراءى أمام ناظريه. فحين يطرق أذنيه دوي المحركات في السماء، يسابق الطائرة إلى المدرج حيث يجلس مفتونًا والطائرة تقترب، وتهبط أمام عينيه مباشرة.

    ولو قال لي أي شخص أن هذا الصبي الصغير، الذي هو أنا، سوف يشبّ ليصير طيّارًا؛ وأنه سوف يحلِّق بطائرات مقاتلة في سلاح الجو السلطاني العماني وأنه سوف يترقى يومًا ما إلى رتبة لواء، وأصبح قائدًا لسلاح الجو لم أكن لأصدقه. وذلك برهان على تقدم عمان في ظل راية صاحب الجلالة، لتقف أمام العيان نموذجًا للدولة العربية الحديثة،، تلك الدولة التي تحسب ثروتها بعقول المتعلمين لا ببراميل النفط، وهذا بالضبط ما يحدث.

    وهذا الكتاب، في جزء منه، تحية لهذه المفخرة الرائعة – إلى انتصار الصناعة البشرية وسيكون هذا هو بلدي عمان الأصيل. بيد أن ذلك في الأساس يعد محاولة لغرس شعور الفخر ذاته بالمجتمع العربي ككل في نفوس القراء، وذلك بتسليط الضوء على عوامل التغيير في المنطقة بأسرها. وكما أن لدينا سلطانًا، قدم لعمان ما هي عليه اليوم برؤيته وقيادته، نجد في شتى أرجاء العالم العربي مبتكرين يرسمون مسارات جديدة، ويعيدون النظر في الوضع الراهن، ويتميزون بجرأة القيام بالأمور على نحو مختلف. ويكتبون معًا فصلًا جديدًا من فصول عملية التحول الجارية بالمنطقة.

    بالتأكيد، يمر العالم العربي الآن بمرحلة فاصلة. مع وجود حوالي 220 مليون نسمة تحت سن 30، يحظى العالم بثاني أعلى نسبة من الشباب، وهذا يتخلف فقط عن

    الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى. وفي المنطقة كذلك أحد أعلى معدلات البطالة؛ حوالي 10 في المائة من السكان من العاطلين عن العمل. ويتحمل الشباب نصيبًا غير متناسق من ذلك العبء، وكلما دخل الكثير والكثير إلى سوق العمل، ازدادت الحاجة إلى استيعابهم إلحاحًا.

    ووفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، يتعين على بلدان الشرق الأوسط توفير حوالي 75 مليون وظيفة بحلول عام 2020، ليس غير للحفاظ على مستويات العمل عند المعدلات الحالية. سوف تختار كيفية مواجهة الزعماء لهذا التحدي إما قيادة هؤلاء الشباب للنمو والازدهار في المستقبل أو إعاقتهم للتنمية الاقتصادية، الأمر الذي قد يثير الاضطرابات التي عصفت بالمنطقة في أعقاب انتفاضات الربيع العربي.

    وكما تبين تجربة عمان، فالحل لتجنب هذا الخيار الأخير يكمن في تعزيز التعليم للجميع. وفي حين توفرت في كافة أرجاء البلاد عام 1970 ثلاث مدارس ليس غير، تتمتع سلطنة عمان اليوم بوجود أكثر من 1,200 مدرسة تضمن التعليم المجاني بالمرحلة الثانوية للفتيان والفتيات على حد سواء، كما تضم مجموعة من الجامعات الحكومية والخاصة. وعلى هذا الأساس التربوي أقام جلالته دولتنا الحديثة اليوم. وبما أن عمان تتحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، فلا يزال إصلاح التعليم بالتركيز على التفكير النقدي والمهارات الحياتية أولوية وطنية.

    بالطبع، لا يخلق التعليم وحده فرص العمل. وإذا توجب على عمان ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأخرى تحقيق هذا التحول، وإذا توجب على تلك الدول التصدي بنجاح لتحديات بطالة الشباب، فإن من الضروري أن يكون بوسعنا - قادة الأعمال وواضعي السياسات والمربين- خلق مناخ من االابتكار، يزدهر فيه قطاع الأعمال وينهض معه رواد الأعمال. وفي الوقت نفسه، علينا أن نغرس في نفوس الشباب الاقتناع بأنهم أنفسهم يمكن أن يكونوا محركات لهذا التغيير. وبوصفهم روادًا للأعمال، فإن بوسعهم الوصول إلى الأفكار، وإطلاق المشروعات الجديدة، وخلق الوظائف التي تحتاج إليها المنطقة احتياجًا عاجلًا.

    أما بالنسبة لشباب العالم العربي، تعد ريادة الأعمال وعدًا بالتمكين. بيد أن رواد الأعمال لن يتمخض عنهم سوى رحم نظام تعليمي يعزز مواهبهم ويزودهم بالمعارف والمهارات التي يحتاجون إليها في نجاحهم. وكما هي الحال الآن، فإن رواد الأعمال بالعالم العربي يعانون من نقص شديد في الخدمات، مع قلة فرص الحصول على التعليم الرسمي أو التتلمذ على يد المدربين المؤهلين. ووفقًا للتقرير الأخير للمنتدى الاقتصادي العالمي، تقدم أقل من 10 في المئة من الجامعات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دورات تدريبية حول ريادة الأعمال وتقدم خمس جامعات فقط التخصص في هذا المجال.

    غير أن هناك إشارات على التغيير تلوح في الأفق. ولقد شرعت الجامعات بالمملكة العربية السعودية في تقوية أواصر العمل مع مجتمع الأعمال في البلاد من خلال مبادرات مثل البرنامج الإبداعي للتعاون الصناعي في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا (KAUST). وفي جامعة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة، يعمل مركز الابتكار والريادة على سد الفجوة بين الأوساط الأكاديمية والصناعية من خلال مساعدة الطلاب باحتضان شركاتهم الناشئة. وفي دول المنطقة، تقوم منظمة تدعى إنجاز العرب بإرسال آلاف المتطوعين من القطاع الخاص إلى المدارس لمحو أمية الأطفال المالية وتعليمهم أساسيات بدء الأعمال التجارية.

    وبخطوات واثقة متئدة،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1