About this ebook
ما بين الحُلم والحرب: رحلة إنسانية مؤثرة تروي قصة ألما، فتاة تواجه أعاصير الحياة بقلب جريح وإرادة لا تنكسر. من طفولة دافئة إلى فقدان مفاجئ، ومن أحلام كبيرة إلى معارك يومية، تتحول آلامها إلى دروس في الصبر والإيمان. بين حُلمها بأن تصبح طبيبة وحربها مع القدر، تكتشف ألما أن النجاح ليس مجرد هدف، بل رحلة من التحديات والأمل. هل ستنجح في صنع مستقبلها أم ستبقى أسيرة الماضي؟ قصة تمس القلب وتُعيد تعريف معنى القوة.
Related to ما بين الحُلم والحرب
Related ebooks
ما بين الحلم والحرب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجسر الأمنيات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنور Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلم تكن غيمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكان اسمها كلارا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحياة بكل معانيها Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلوح رخام أبيض Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشجرة الكمال Rating: 5 out of 5 stars5/5رمية حجر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتفاصيل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلست نصفًا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرسائل لن تصل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرجال من ورق وعروس من حلوى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملاك الحقيقة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبنات فى حكايات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأيامنا الحلوة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنت كل أشيائي الجميلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالرحيل عن مدن الهزائم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحب ليث Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين العدالة والمال Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقارئة الأرواح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمياسين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجوارى العشق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبريد الليل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسقوط حر في حقيبة زرقاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلا يذكرون في مجاز Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإلى أن ننسى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصص من السعودية 2022: "قصص قصيرة كُتبت خلال عام 2022 م، وتناولت موضوعاتٍ متنوعة لتصحب القارئ في مشاهد من الحياة اليومية السعودية " Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsروحك طوق نجاتي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالملكة سهيلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for ما بين الحُلم والحرب
1 rating1 review
- Rating: 5 out of 5 stars5/5
Aug 2, 2025
ما بين الحُلم والحرب… رواية تنبض بالحقيقة، وتقطر من بين سطورها وجع كل شاب يرى حلمه يتآكل تحت أنقاض الواقع.
تأخذنا الكاتبة مي إياد التلولي في رحلة عبر عيون ألما، تلك الفتاة التي لم تستسلم رغم أن الحزن كان دائمًا على بعد خطوة.
رواية تُشبهنا… نراها مرآة لما نخفيه، وتوقظ فينا سؤالًا قديمًا: "هل يكفي الحلم كي ننجو؟"
بأسلوب سلس، ومشاعر صادقة، ستجد نفسك تقرأ الرواية وأنت تحبس أنفاسك، تارةً من الألم، وتارةً من الأمل.
إنها ليست مجرد رواية... بل اعتراف طويل بالحرب التي نخوضها كل يوم دون أن يشعر بنا أحد.
Book preview
ما بين الحُلم والحرب - مي إياد التلولي
ما بين الحلم والحرب
All rights reserved ©
This book or any part thereof may not be reproduced or divided in the scope of information use or transmitted in any form currently known or that may be provided in the future without prior written permission from the publisher and the author.
The opinions expressed in this book do not necessarily reflect the orientation of Kinzy Publishing Agency, but rather express the opinion and orientation of the author in the first place, and everything contained in the book is the responsibility of the author.
جميع الحقوق محفوظة ©
لا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو أي جزء منه أو تجزئته في نطاق استعمال المعلومات أو نقله بأي شكل من الأشكال المعروفة حاليا أو التي ترد مستقبلا دون إذن خطي مسبق من الناشر والمؤلف.
الآراء الواردة في هذا الكتاب لا تعبر بالضرورة على توجه وكالة كنزي للنشر بل تعبر عن رأي المؤلف وتوجهه في المقام الأول وكل ما يحتويه الكتاب مسئولية المؤلف.
Published By:
Kinzy Publishing Agency
https://kinzypub.com/
+201122811065+ 201122811064
kinzypa@gmail.com
ما بين الحلم والحرب
مي إياد التلولي
وكالة كنزي للنشر
2025
المقدمة
إن الواقع المرير ليس سوى كابوس ثقيل، تنعكس ظلاله على أيامنا وتفسد ملامح حياتنا ، لكنه ليس نهاية المطاف ،فإن كان رأيك أن الهروب هو الحل ، أو أن الاستسلام يخلصك ، فأنت واهم ، ففي طرق القدر ، لا بد من الوقوف ، لابد من المواجهة ، أن تحدق في عيني الخوف دون أن ترمش ، أن تقاتل واقعك حتى تجد لنفسك موطئ امل ، حتى ان لم تبلغ غايتك فالموت على الطريق أشرف من الحياة في الظلال .
إن ضاق بك الحاضر، لا تتكئ على الوجع، صارع لتبني واقعاً يليق بك ، حاضر تحلم بأن يكون غدك ، إجعل من أشواك الماضي ورداً يزهر في قلب الحاضر ، وازرع بذور الخير في كل درب تمر به، لعلها تثمر حين تنكسر قوتك وتحتاج ما زرعت ،افتح كتاب الحياة، فهو مليء بدروس لا تدرس ،وبمعارك تنتظر من يخوضها .
عش كل لحظة كأنها الدرس الأخير ، لا تنتظر النهاية لتفهم الرواية ؛ عش كل صفحة ، بكل ما فيها من وجع وسعادة ، من انتصار وانكسار .
ستمر عليك أيام تشعر بأنك حطام سفينة ، أو رمادٌ إذا هبت عليه نسمة ، تلاشى.
ستئن من الحياة ،كما يئن الجسد من ألم المفاصل، لكن تذكر ما من داء إلا وله دواء، وما من ألم إلا ويعقبه شفاء عليك أحدهم تبخرت، ولم يعد لك وجود ستعاني من حياتكَ كمريضٍ يعاني من مفاصله، لكن لا تقلق فلكل داءٍ دواء، ومن كل مرضٍ شفاء.
قد تُغلق نافذة في وجهك، فلا تُضِع عمرك في طرقها، ولا تجلس حزينًا أسفلها. ما خُلق لك لن يُغلق في وجهك. الله سيفتح لك بابًا أوسع، أجمل، وأبهى مما كنت ترجوه. فقط انظر جيدًا... واذهب إليه.
فتاةٌ صغيرةٌ بعمر الزهور، لم تُهْدِها الحياة فرحاً، بل قدمت لها ورد ؛لتضعها على قبور الأحبة ، كلما اقتربت من الفرح ،اعترضه الحزن كحارس لا يرحم ، فهل ستغرق تلك الفتاة في رحم البحر ، أم أن الأمواج ستنجب قبطانةً ماهرةً تأتي بالرياح كما تشتهي سفينتها.
الإهداء
إلى أمي وأبي ...السند الذي لم يتخل، والضوء الذي لم يخفت في ليالي الانكسار، كنتم عوني حين ضاق الكون، وكنزي حين افلس الامل
إلى ذاتي التي كلما سقطت ، قامت تلملم شتاتها بصمت،وتبتسم في وجه الألم، وتمضي، رغم أن قلبها غارق في وجعٍِ لا يُرى .
إلى شعب علم الصبر كيف يكون، شعب يولد شهيداً ،ويحيا شهيداً ،ويرحل شهيداً ...لكنه لا ينكسر .
إلى أرض عانقت السماء ببركتها، أرض الزيتون و الليمون، حيث الجذور لا تموت وإن اقتلعت ، وحيث العطر لا يغيب وإن احترق التراب .
إلى عائلة عمي الشهيد حسام محمود التلولي،الذين كان بيتهم قبرهم.
إلى المرحومة جدتي (والدة أبي ).
تجلس على أحد المقاعد الخشبية في حديقة منزلها ،تحت ظلال شجرة هرمت من كثرة الحكايات، بين يديها كتاب عظيم الشأن ، تقرأه بخشوع ،يشبه صلاة قلب ، وطمأنينة، من يعرف ان الكلمات دواء الأرواح ، وحين انتهت أغلقت الكتاب بقبلة امتنان ،كأنها توشوشه شكرًا على ما منحها من سلام، رفعت عينيها تتأمل زوجها الحبيب وهو يداعب طفلتهما نور ذات الأعوام الثلاثة كأنها لم تعرف معنى الحرب يوماً .
آهٍ، وألف آه كم عانت لتصل هنا،إلى هذه اللحظة، لتعيش هذا الهدوء ، تكون مع زوجها، وعلى ضحكة من كانت تنتظرها في كل دعاء،
انزلقت بذاكرتها إلى الوراء ، إلى السابعة عشر من عمرها، ألما هذا هو اسمها، فتاة بشعر بني طويل يتراقص مع الريح كأنّه قصيدة ،وجسد نحيل تخفي خلفه روحًا جبّارة، لم تكن قوية في البنية، لكنها وُلدت بثبات الجبال. واجهت أعاصير لا ترحم، وأشدّها كان مبكرًا... حين كانت ما تزال في طفولتها، ولكن بروح راشدة، تتخطى أعمارها.
كانت تعيش مع والديها في بيت دافئ، يمتلئ حبًا لا يشبه أي حب. غمرها حنانهما كأنها الكنز الوحيد الذي يملكانه. حياة تُحسد عليها من قبل الصغير والكبير.
وكانت سايا صديقتها الأقرب، نصفها الآخر، كانتا كالقمر، إذا أظلم درب إحداهن، أضاءته الأخرى.
وإن تاهت إحداهن، جاءت الثانية تمسك بيدها نحو النور.
صداقة لا تُقال بل تُثبت، لا تُزين بالكلمات، بل تُروى بالمواقف.
في زمن أصبحت فيه الصداقة لقبًا زائفًا، والوفاء ميتًا... لا يحييه إلا من كان قلبه لا يزال يذكر الله.
كانت ألما من ذلك النوع الذي يجعل الاجتهاد عادة لا خيارًا. تفوقت في كل مراحل دراستها، فكانت الأولى دائمًا، لا ترضى إلا بالقمة.
وها هي الآن في الصف الثاني الثانوي، تتابع تعليمها في مدرسة لا يدخلها إلا النخبة… مدرسة للمتميزين فقط.
محبوبة من مديرتها، معلّماتها، وزميلاتها، لا تبخل بمساعدة أحد، تبسط يد العون للجميع بروحٍ من نور.
على النقيض تمامًا من صديقتها سايا، التي لم تكن تهتم كثيرًا بالدراسة، واختارت مدرسة عادية تكفيها عناء الالتزام والضغوط.
رغم اختلاف المسارين، ظلتا تلتقيان كل يوم بعد انتهاء الدوام. كانت سايا تجلس بانتظار ألما عند بوابة مدرستها، كما تعوّدتا.
وفي أحد الأيام، تأخرت ألما في الخروج، فجلست سايا على أحد المقاعد القريبة، تراقب حركة الطالبات من حولها... إلى أن قُطعت خلوتها بصوتٍ طالما ازدرته: ميليسا، متنمرة المدرسة، المتعجرفة التي تفرض هيمنتها على الجميع، في الداخل والخارج.
لا أحد يحبها، نرجسيتها وغرورها وسوء تعاملها كانوا كافين لخلق سمعة لا تُحسد عليها.
تقدّمت نحو سايا، وبعينين مليئتين بالسخرية، قالت:
-أرى أن باب مدرستنا أصبح مأوى للفشلة.
نظرت سايا إليها بغضب، لكن قبل أن تنطق بكلمة، باغتتها ميليسا بصفعةٍ عنيفة أطاحت بها أرضًا.
-كيف تجرؤ فتاة فاشلة مثلك على النظر إليّ هكذا؟!
في تلك اللحظة، وصلت ألما مسرعة بعدما تم تبليغها بما حدث. رأَت صديقتها ملقاة على الأرض، فركضت نحوها، ساعدتها على الوقوف، نفضت الغبار عن ملابسها، وجعلتها تجلس على المقعد القريب، ثم همست لها:
-راقبيني… سأسترد حقكِ.
-لا، لا حاجة لذلك… أخاف عليكِ.
-فقط… راقبيني.
استدارت ألما بخطوات حاسمة نحو ميليسا، ثم... صفعتها بقوة.
شهقات تعجّبت من جرأتها انطلقت من أفواه الطالبات.لأول مرة… ميليسا تُهان، ولأول مرة ألما، الفتاة الهادئة البعيدة عن المشاكل، تكشف عن هذا الوجه الجريء.
لم تكتفِ بالصفعة، بل واصلت ضربها حتى سقطت ميليسا، وفمها ينزف.
أمسكت ألما بشعرها، نظرت في عينيها المرتجفتين وقالت بلهجةٍ صارمة:
-هكذا فعلتِ بصديقتي، صحيح؟ ماذا فعلت لكِ لتضربيها؟! أجيبي!
لكن ميليسا صمتت، وجاء صوت المعلم فجأة لينهي العراك، بعد أن وشى به أحد الطلاب.
تأفّفت ألما، فقد أوقفها في لحظة كانت فيها على وشك تلقين ميليسا درسًا لا يُنسى، لكنها اكتفت بما حصل… كان كافيًا لترويض وحشٍ طالما أساء للآخرين.
عادت إلى سايا بابتسامة نصر، أمسكت يدها لتساعدها على الوقوف، لتتحوّل ملامحها فجأة إلى قلقٍ وغضب حين رأت آثار الصفعة على وجهها.
-هل يؤلمكِ؟ تلك الحقيرة… آه، لولا ذلك الأستاذ لكنت جعلتها تندم على اليوم الذي وُلدت فيه!
ضحكت سايا رغم الألم:
-لا بأس… إن كانت هذه الصفعة هي ثمن مشهد بطولي كهذا، فأنا مستعدة لتكرارها… فقط أتمنى أن أحظى بحبيبٍ مثلك.
ضحكت ألما بخفة وهي تهز رأسها:
-كفاكِ هراء… يبدو أن الصفعة أثّرت على إعدادات دماغك. هيا بنا، لقد تأخرنا.
انطلقتا نحو منزليهما، فالامتحانات على الأبواب، والسنة تلفظ أنفاسها الأخيرة.
ومرت الأيام بسرعة…
سايا بدأت تندم على وقتٍ ضاع في اللهو، فيما ألما سارت بخطى واثقة نحو أهدافها، تراجع، وتحل، وتُثابر.
وحين حلّ أسبوع الامتحانات، استعد الجميع لاختبار الفيزياء في اليوم التالي.
بينما كانت الكتب مبعثرة فوق المكاتب، كان هناك من نام متجاهلًا إياها كـ سايا، وهناك من غاص في صفحاتها حتى آخر لحظة، كـ ألما.
وفي منتصف الليل، قطع صوت طرقاتٍ على الباب اندماج ألما في دراستها، تلاه صوت والدتها الحنون:
-كيف حالكِ يا ابنتي؟ وكيف الدراسة؟
-بخير… فقط دعواتكِ يا أمي .
-وفقكِ الله، وأمدكِ بالقوة والنجاح.
قدّمت لها الأم كيسًا صغيرًا من الحلويات، رسم البهجة على وجه ألما. نهضت، احتضنت والدتها بشوق، وقبّلت يديها، وفي قلبها يقين: ما دام هذا الحنان خلفها… لن تسقط أبدًا.
أشكرُكِ يا أمي، أنتِ حقًا تفهمينني كما لا يفعل أحد.
بالطبع، ألستِ ابنتي؟ هيا، ادرسي بجد.
لكن، بينما كانت الأم تتحرك نحو الباب، جالت في نفسها دعوة صامتة:
يا ربي ، بعد كل هذا التعب والصبر، يا ليتكِ تمنحينني تلك اللحظة التي تدمع فيها عيني فرحًا، تلك اللحظة التي تتوج جميع معاناتي.
أنهت ألما ما تبقى من أسئلتها، ثم خلدت إلى النوم، لأن غدًا كان يحمل في طياته يومًا مليئًا بالمفاجآت التي ستغير مجرى حياتها.
في صباح اليوم التالي، استيقظت ألما على صوت والدتها الحنون وهي تناديها لتتناول فطورها قبل أن تذهب إلى الامتحان.
استقامت من سريرها، متعجلة، وسارعت في إتمام روتينها اليومي، ثم نزلت لتجلس على مائدة الإفطار حيث والديها ينتظرانها.
بعد أن انتهت، قبّلت وجنتيّ والديها، وودعتهما بسرعة لتتوجه إلى مدرستها. كان الوقت يمر كالسهم، وكانت كل لحظة تسابق الزمن.
في طريقها، جرت بسرعة، تتخطى العقبات، لكنها كانت في عجلٍ لدرجة أنها لم تنتبه لما أمامها، حتى اصطدمت بشخص.
تراجعت فجأة، فرفعت عينيها لترى الشاب الطويل، الذي كانت ملامح وجهه مليئة بالغيظ، وعيناه تشتعلان بالغضب. قبل أن تنطق بكلمة، ركلها في جانبها، مما جعلها تصرخ ألمًا. ثم، بيدٍ قاسية، أمسك بشعرها، جاذبًا إياه بعنف، كأنما كان يحاول انتزاعه
