Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

في حضرة الكونت
في حضرة الكونت
في حضرة الكونت
Ebook229 pages1 hour

في حضرة الكونت

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

ربما تصادف يومآ ما رجلا اضطر إلي القتل...فقتل...أو رجلا قتل غضبا...خطأ...أو حتي انتقاما ممن اّذاه ...أما رجل يقتل فقط من أجل القتل ,بل ويتلذذ بتعذيب ضحاياه بأبشع الطرق..دون ذنب أو جريرة.. يبتكر في كل مرة طريقة جديدة ينال بها لذتة المنشودة إن لاقيت ذلك الرجل فإنها حتما نهايتك.

لأنه سوف يعذبك حتي الموت.
Languageالعربية
Release dateJan 9, 2024
ISBN9791222494388
في حضرة الكونت

Related to في حضرة الكونت

Related ebooks

Related categories

Reviews for في حضرة الكونت

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    في حضرة الكونت - محمود عبد العال

    رواية

    في حضرة الكونت

    تأليف

    محمود عبد العال

    إهداء

    مرة أخرى أقف أمام هذه الصفحة في حيرة...

    ومرة أخرى أهدي إليك حروفي...

    أيها القارئ العزيز.

    ..

    شكر وتقدير

    الرواية كجنس أدبي هي مشروع لتصغير حياة كاملة بكافة تفاصيلها وصياغتها على الورق، وأساس نجاح أي مشروع هو التخصص، وحرصا مني على نجاح هذا العمل، حاولت الحفاظ على هذا الأساس ، مستعينًا بالعديد من الأصدقاء كلٌ في مجاله. 

    شكر وتقدير

    للدكتور حسين السيد للدكتورة سالي مجدي

    للأستاذة روضة محمد

    لما قدموه من استشارات طبية

    شكر وتقدير للأستاذ إسلام نصر أستاذ التاريخ، على ما قدمه لي من دعم ومعلومات أثرت العمل على الجانب التاريخي.

    شكر وتقدير للأستاذ أحمد مسكين المحامي

    .

    دماء

    إضاءة خافتة، رائحة المطهرات الطبية المختلطة بالرطوبة التي يشعها السيراميك، صمت لم يقطعه سوى صوت جهاز مراقبة المريض بغرفة العناية المركزة رقم 8. اقتربتُ ببطء حتى لا أزعجها بينما تقف أمام الزجاج الذي يرقد خلفه زوجها في غيبوبة دماغية عميقة منذ ثلاثة أسابيع. واحد وعشرون يوما لم تتخلف عن الحضور في أي منها، بينما حالته لم تتقدم بالمرة منذ إحضاره إلى العناية المركزة، تقف أمام الزجاج عاقدة ذراعيها أمام صدرها، تتنقل عيناها بين وجهه وجهاز المراقبة وكأنها تنتظر أن يفتح عينيه، أو يصدر الجهاز أي مؤشر يفيد عودة عقله للوعي.

    هممت بوضع كفي على كتفها لإخبارها بوجوب رحيلها، إذ انتهى وقت الزيارة و بعد قليل سيحين موعد المرور الروتيني لمدير العناية المركزة، ولكن يدي توقفت في الطريق إلى كتفها على أثر نشيجها، بينما ابتل خداها بسيل من الدموع، لم أعهدها على هذا الحال منذ أن مر الأسبوع الأول لزوجها هنا، بعد أن اعتادت الأمر على ما يبدو، لكن في هذه الليلة يبدو أنه حدث أمر ما قد أهاج شجونها، أو أنها شعرت بالحنين إليه، ولكن تعاطفي معها لن يشفع لي عند مدير العناية المركزة في حال مروره بينما هي لا تزال على حالها، فلن أنل منه سوى التوبيخ، ومحاضرة عن ضرورة عدم التعاطف مع الحالات المرضية وربما يذكرني بحديث عهدي بالعمل وهو ما قد يعرضني لإنهاء عقدي، ولا بأس بيومٍ أو يومين خصمًا من راتبي.

    كانت يدي لا تزال في الهواء عالقة بين تعاطفي معها وواجبي المهني، ولكن خاطر خصم راتبي دفع يدي نحو كتفها دفعًا، فانتبهتْ، وقبل أن أنطق ببنت شفة، استدارت وهي تجفف دموعها بكفها وغادرت لتصطدم عند باب العنبر الخارجي بالدكتور مدير العناية المركزة، الذي تابعها ببصره حتى غابت في الممر الجانبي، نظر في ساعته ثم نظر لي، تظاهرت بعدم ملاحظة نظراته بينما أتوجه إلى غرفة الممرضات لإحضار الملفات الخاصة بالمرضى قبل المرور.

    تبدأ نوبتي في السابعة مساءً أنا وممرضتان أخريان، اثنتا عشرة ساعة نقضيها في هذا العنبر الخاص بحالات الغيبوبة، حتى اعتدنا صوت أجهزة المراقبة، تتعاقب نبضاتها من هنا وهناك حتى يخيل لي في بعض الأحيان أن تحديًا ما قد عقد بينها لتكدير صفو ذلك الهدوء الذي يعم المكان. نادرًا ما يفيق أحد المرضى ويضغط زر الاستدعاء الذي يستوجب ذهاب إحدانا إلى غرفته وتقديم المساعدة له أو استدعاء الطبيب المناوب في بعض الحالات، عدا ذلك يمر وقت نوبتي بهدوء وملل، حيث تغفو إحدى زميلتيّ معتمدة على تواجدنا معها في النوبة، بينما تقضي الأخرى معظم الوقت في تصفح هاتفها الخلوي، مما جعلني أقضي وقتي في قراءة بعض الروايات، ومؤخرًا اعتدت كتابة يومياتي كما أفعل الآن، كانت الكتابة هوايتي السابقة قبل الانخراط في دراسة التمريض، ولطالما اعتقد أصدقائي أنني سأصبح يومًا ما كاتبة ذات شأن، للأسف لا أحد يختار ما سيصبح عليه.

    برغم أنه قد يمر يوم أو يومان دون أي أحداث تستحق الكتابة، فتتحول اليوميات بأكملها إلى الساعة العاشرة .. سعل المريض بالغرفة 10، الساعة الحادية عشرة .. موعد أدوية المريض بالغرفة 2، إلا أن الأمر أصبح بالنسبة لي كأنه مقدس، ومع مرور الأيام اكتشفت أن هناك بعض المرضى يفعلون نفس الأشياء في نفس الوقت من اليوم، فأصبحت أتوقعها قبل حدوثها، لكن أحدهم لا يفعل شيئًا على الإطلاق وهو مريض الغرفة رقم 8.

    يوم أن جاءوا به قالوا أنه أصيب بغيبوبة لا أحد يعلم سببها، لن أنسى ما حييت نظرات الاستنكار التي أمطر بها مدير المستشفى بعض الأطباء الذين تناثر بينهم الحديث عن حالته الغريبة، ولكن أعتقد أنهم كانوا على حق، إذ لم أرَ من قبل مريضًا في حالة غيبوبة دماغية ورسم مخه بهذا الشكل الغريب، في العادة يكون الرسم منتظمًا وموجاته ضعيفة في حالة الغيبوبة، أما هذه الحالة ففي كل مرة يتم وضعه على جهاز رسم المخ يرسم الجهاز موجات قوية تتعاقب بسرعة، تمامًا كرسم مخ مرضى الصرع، هذا الرجل يبدو كما لو أنه في حالة صرع مستمرة على الرغم من أنه لا توجد لديه أية تشنجات، بل جسده مستقرٌ تمامًا، كما تنتابه نوبات عشوائية يرتفع فيها معدل ضربات قلبه إلى 350 نبضة بالدقيقة ولكنها لا تستمر سوى عدة ثوانٍ لحسن حظه.

    لا زلت أذكر النوبة الأولى التي حدثت بعد يومين من إحضاره إلى العناية المركزة، يومها أعلنوا حالة الطوارئ، وتم استدعاء استشاري القلب، الذي كاد يجزم أن المريض كان على وشك الإصابة بجلطة قلبية، لولا أن هدأت ضربات قلبه فجأة. تكرر الأمر كثيرًا حتى اعتاد الأطباء حالته الغريبة.

    الساعة الآن العاشرة وأربعون دقيقة مساءً، سأقوم بتحضير الحقنة لمريض غرفة 2، وأعد كوبًا من الشاي وأعود لأكمل كتابة ما حدث أثناء المرور اليومي المعتاد، أعرف أنه لن يقرأ يومياتي أحد، ولكن لا بأس...

    الثالثة صباحًا .. نشب شجار بين زميلتيّ لسبب لا أعرفه –ولكنه يتعلق بشكل ما بأحد الأطباء الوسيمين على ما أظن!!- قضيت نصف ساعة أحاول إنهاء الخلاف بينهما ولكنني لم ......

    أغلق الرائد أيمن سالم -ضابط المباحث الجنائية- دفتر اليوميات الذي وجده مفتوحًا على أحد المكاتب بغرفة التمريض، و يخص إحدى الممرضات الثلاث اللاتي وُجدت جثتا اثنتين منهما ممزقتان بجوار الفراش الذي كان يجلس عليه المريض في حالة ذهول، بعد واحد وعشرين يومًا قضاها في غيبوبة بالغرفة رقم 8، بينما توفيت الثالثة على أثر سكتة قلبية وعلى وجهها أعتى علامات الرعب. نظر الرائد أيمن إلى وكيل النيابة محركًا رأسه في خيبة أمل، بعد أن اعتقد الأخير أنه قد يجد في يوميات الممرضة أي خيط يستنتج من خلاله كيف حدثت الجريمة، ولكن اليوميات توقفت عند هذا الحد!

    هل تسجيلات الكاميرات أصبحت جاهزة يا دكتور؟

    قالها وكيل النيابة موجهًا حديثه إلى مدير المستشفى الذي رسم على وجهه علامات الضيق، يحاول بها إخفاء قلقه إزاء ما يحدث حوله من فوضى؛ رجال المعمل الجنائي يفتشون كل شبر في عنبر العناية المركزة، بينما تدفع الممرضات أسِّرَّة المرضى لنقلها إلى جناح الطوارئ كي يتم إخلاء العنبر، مجاهداتٍ للعبور من الباب الرئيسي، الذي تجمهر أمامه العشرات من العاملين بالمستشفى، بعضهم يحاول الدخول لنقل بعض المرضى، وبعضهم مجرد فضوليين يتفحصون بنظراتهم الفوضى داخل العنبر، متجاهلين تنبيهات رجال الأمن بضرورة الابتعاد عن المكان.

    لم يبدُ على وجه مدير المستشفى أنه على وفاق مع الضابط وهو ينظر إلى دخان سيجارته الذي يتصاعد متحديًا تعليمات الصحة العامة بالمستشفيات، همّ بتوجيه ملاحظته للأخير ولكن قاطعته جلبة أحدثتها بعض الممرضات أثناء عبورهن من باب العنبر، تخللتها بعض الألفاظ النابية، وجهتها إحداهن لرجل يعوق الفراش الذي تدفعه إلى خارج العنبر، فمط شفتيه واكتفى بقوله:

    التسجيلات جاهزة في غرفة التحكم والمراقبة الرئيسية بالطابق الثاني.

    لاحظ وكيل النيابة نظرات مدير المستشفى نحو الضابط، فرمى الأخير بنظرة لائمة، فهمها الضابط فأطفأ السيجارة وألقاها في سلة المهملات، تحرك بعدها مدير المستشفى مباشرة نحو باب العنبر فتبعه الضابط و مساعده -أمين الشرطة- ولحق بهم وكيل النيابة، قبل أن يتوقف الأخير أمام حاجز زجاجي يفصله عن مشهد الدماء التي غطت الأرضية بالغرفة رقم 8 والفراش الذي كان يجلس عليه المريض في حالة ذهول تام -حين وصول رجال الأمن- وقد سالت الدماء على وجهه وجسده، بعد أن تمزقت عنه أسلاك أجهزة المراقبة التي تحطمت تمامًا واختلطت شظاياها بالدماء على الأرض، وكأن الغرفة قد تعرضت لانفجار ما، نظر إلى الضابط الذي عاد ووقف إلى جواره قائلاً:

    هل تم استدعاء الطبيب الشرعي؟

    قمنا بالحصول على موافقة رئيس النيابة للتشريح بالمستشفى، والطبيب الشرعي وصل منذ قليل إلى مشرحة المستشفى حيث تم نقل جثث الممرضات.

    ثم أشار إلى الفراش وأكمل:

    وقد طلب أيضا فحص المريض بعنبر العزل النفسي.

    تحركوا بخطوات واسعة للحاق بمدير المستشفى الذي وقف في انتظارهم عند المصعد، وبعد لحظات كانوا يقفون جميعًا أمام شاشة تعرض ما سجلته كاميرات المراقبة للنوبة الليلية التي تبدأ من السابعة مساءً وحتى السابعة صباحًا، ضغط العامل زرًا فانقسمت الشاشة إلى عدة نوافذ صغيرة قبل أن يقول:

    يتكون نظام المراقبة بالعنبر من اثنتي عشرة كاميرا، واحدة لكل غرفة وواحدة للممر الرئيسي، والأخيرة لغرفة الممرضات التي تحوي السجلات والأدوية، وبذلك يتم تغطية كل شبر في العنبر عدا غرفة تغيير الملابس الخاصة بالتمريض.

    أنهى حديثه ثم نظر لوكيل النيابة الذي يتفحص الشاشة، قبل أن ينتبه له وكيل النيابة قائلاً:

    هل يمكن تشغيل أكثر من فيديو في ذات الوقت وتسريع العرض، بالتأكيد لن نجلس اثنتي عشرة ساعة نشاهد ما سجلته

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1