من بيروت إلى وادي رام: حكايات 21 يومًا عبر بلاد الشام
By علاء مصباح
()
About this ebook
Related to من بيروت إلى وادي رام
Related ebooks
معنى الكلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجولة في ربوع أوروبا: بين مصر وأيسلنده Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن نواكشوط إلى تمبكتو: الكتابة على حافة الموت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبطل الفاتح إبراهيم وفتحه الشام 1832 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمقاصد الأسفار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحول العالم في 200 يوم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsغدًا نقفل المدينة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزينب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمرشد سياحى: رحلات في زوايا الحقيقة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزينب: محمد حسين هيكل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsذكريات باريس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفي قلب نجد والحجاز Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالشقيقتان: رواية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsKhaymat Amal: رواية خيمة أمل Rating: 3 out of 5 stars3/5الشعار الرجيم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبومة بربرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقلب النصيري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفى بهو الكرنك: محاكمة رئيس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالقاهرة تولوز Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرحلة الصيف إلى بلاد البوسنة والهرسك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمذكرات هدى شعراوي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبلاد الله عباد الله عشاق التغيير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسيف والنار في السودان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوآخرتها Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملوك العرب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجزيرة الخراف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبائع الفستق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرحلة إلى الحجاز Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمدينة زحلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for من بيروت إلى وادي رام
0 ratings0 reviews
Book preview
من بيروت إلى وادي رام - علاء مصباح
من بيروت إلى وادي رم
حكايـات 21 يومًـا عبــر بــلاد الشــام
تأليــف: عـــــلاء مصبـــــاح
إشراف عام: داليا محمد إبراهيم
جميــع الحقــوق محفـوظــة © لدار نهضة مصر للنشر
يحظـــــر طـبــــــع أو نـشـــــر أو تصــويــــر أو تخـزيــــن
أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية
أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.
الترقيم الدولي: 0-1844-14-977
رقم الإيداع: 2010/10897
الطبعة الأولى: يناير 2011
Arabic DNM Logo_Colour _fmt21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة
تليفـــون: 33466434 - 33472864 02
فاكـــــس: 33462576 02
خدمة العملاء: 16766
Website: www.nahdetmisr.com
E-mail: publishing@nahdetmisr.com
Ehdaa_fmtMokdema_fmtعندما كتبت كتابي عن أمريكا، كنت أكتب عن وجهة نظري تجاه بلد أراه كل يوم في شاشات التلفزيون وفي نشرات الأخبار وفي الأفلام الهوليوودية وفي المسلسلات التلفزيونية.. بلد قرأت عنه كثيرًا ودرست عنه أيضًا وكتب المئات غيري عنه.. اليوم عندما أكتب عن بلاد الشام وعن وطننا العربي أشعر بأنني أكتب حقًّا عمَّا وددت أن أقرأه قبل أن أقوم بهذه الرحلة، لكنني للأسف لم أجد ما أقرؤه بهذا الصدد.
واحد وعشرون يومًا خلال (صيف 2009) قضيتها في رحلة طويلة مرهقة - لكنها بالطبع شديدة الإمتاع - من بيروت إلى القاهرة برًّا؛ الرحلة التي لم أرتب لها بدأت في العاصمة اللبنانية بيروت، المدينة التي لا يمكنك أن تزورها دون أن تنبهر بجمالها وأناقتها ونظامها، ولا يمكنك أن تتخيل أنها قد شهدت حربًا شعواء منذ ثلاث سنوات فحسب، وأنها كانت منذ عشرين عامًا فحسب رمادًا وأنقاضًا بعد خمسة عشر عامًا من الحرب الأهلية.
في بيروت كنت واحدًا من أكثر من مائة شاب من مختلف دول العالم يقيمون أول نموذج دولي للأمم المتحدة في لبنان، وكنت قد رتبت أن ينتهي المؤتمر فأعود أدراجي إلى القاهرة، لكن خططي تغيرت تمامًا عندما قابلت كريس.. كان كريس شابًّا سويسريًّا متحمسًا مغرمًا بالحضارة العربية والإسلامية.. بهرني عندما حدثني عن رحلته الطويلة التي بدأها قبل شهرٍ في إسطنبول ثم إلى سوريا والأردن وأخيرًا مصر.
داعبت أحلامه خيالي ووجدت نفسي أُلمحُ له إذا كان بإمكاني أن أنضم إليه في رحلته فرحب بي بحماس شديد، وهكذا وجدت نفسي أنضم إليه وإلى صديقه هنري «لنبدأ معًا رحلتنا عبر بلاد الشام».
أعترف أنني تعلمت كثيرًا خلال الأيام العشرين التي قضيناها مرتحلين عبر هذه البلاد.. في البداية كنت أشعر بالمسئولية الثقيلة، ووجدتُ نفسي العربي الوحيد بين جماعة من الأجانب، لا أفهم لغتهم ولا يفهمون لغتي، وبدأت أشعر بالغربة بينهم ونحن ننتقل من بيروت إلى شمال لبنان، ثم نعود أدراجنا لنعبر الحدود إلى دمشق، ثم نختلف مع عامل الفندق في دمشق؛ لأنه لا يريدني أن أقيم معهما في غرفة واحدة لأن ذلك «ممنوع»، ووجدت نفسي مسئولاً عن - كما تحتم عليَّ هويتي كعربي - «حمايتهما من الغش الذي يتعرضان له باستمرار من جانب السوريين لأنهما سائحان!» وأن أتولى كل مهام التعامل مع المحليين من سائقي التاكسي حتى الباعة الجائلين.
لكن مع الوقت زاد استمتاعي بمهمتي غير المألوفة.. فصرت أعتبر نفسي سفيرًا عن جنسي وديني أمام اثنين من الأجانب، مطالبًا بصفةٍ دائمة أن أقدم لهما الصورة المشرقة من حضارتنا.. نزور معًا المسجد الأموي الكبير ونمضي إلى قبر سيدنا يحيى - عليه السلام - ثم قبر صلاح الدين الأيوبي ونقف أمام مقام سيدنا الحسين الذي يقول السوريون إن رأس الحسين بن علي قد دفن فيه.
وفي صلاة الجمعة أصر«هنري» أن يأتي معي ويؤدي الصلاة وسط عشرات الآلاف من المصلين في مشهد أثار دهشته وانبهاره.. وفي الصحراء الأردنية أتعامل مع البدو وأفاصل معهم في أسعارهم وأحاول أن أجد تخفيضًا لنا وهم مشتتون لا يعرفون هل يعاملوننا معاملة الأجانب أم معاملة العرب؛ لأنني هناك!
أجمل ما في الرحلة هو محاولتنا الدائمة لأن نستوعب الاختلاف بين الدول الثلاث التي زرناها.. ساعتان فحسب نقلتانا من بيروت إلى دمشق، كانت كأننا انتقلنا بين عالمين مختلفين تمام الاختلاف، ساعتان أخريان نقلتانا من دمشق إلى عمان، فدخلنا عالمًا ثالثًا.. أبسط مثال على ذلك العلم اللبناني الذي كنا نراه في كل مكان في لبنان، صورة حافظ الأسد المعلقة في كل مرمى وعلى كل مبنى وفي مقدمة كل متجرٍ في سوريا، الشوارع والمساجد والنوادي التي تحمل أغلبها أسماء العائلة الملكية في الأردن.
انتهت رحلتنا الطويلة في القاهرة. اصطحبت صديقيَّ السويسريين إلى رحلة لن ينسياها إلى مسقط رأسي في الدقهلية، ثم عُدنا إلى القاهرة نجوب شوارع الحسين وخان الخليلي وقضينا آخر ليالينا في ساقية الصاوي على ضفاف النيل.. قبل أن أودعهما وهما في غاية الحزن والأسف؛ لأن جولتهما في الشرق الأوسط قد انتهت.
الآن وأنا أستعيد معكم هذه الرحلة أتذكر عشرات الدروس التي تعلمتها من صديقيَّ السويسريين باعتبارهما محترفي سفر، وأعرف أنني رغم ضيقي خلال الأيام الأولى للرحلة فإنني استمتعت جدًّا بتبادل الآراء وخوض المناقشات الحامية واختلافاتنا التي تقع من حين لآخر.. أستعيد كل هذا ولا أصدق أننا صعدنا معًا الجبال في لبنان، وتجولنا معًا في شوارع المدينة القديمة لدمشق، ونمنا معًا في قلب الصحراء الأردنية، وعانينا الأمرَّيْن على ظهر الباخرة الذاهبة إلى ميناء نويبع، وأجد نفسي أفتقد المدينة الجميلة التي أحببتها قبل أن أراها وهِمت بها عشقًا بعد أن رأيتها؛ «بيروت»، ست الدنيا كما أسماها نزار قباني.
عـلاء مصبـاح
الفصل الأول
فــي بلـــد الأَرْز
( 1 )
بيروت.. مدينة الجميلات
لبيروت من قلبي سلام
وقبل للبحر والبيوت
لصخرة كأنها وجه بحار قديم
هي من روح الشعب خمر
هي من عرقه خبز وياسمين
فكيف صار طعمها طعم نار ودخان
«فيــــروز»
❁ ❁ ❁
كل شيء داخل طائرة طيران الشرق الأوسط يؤهلك لاستقبال لبنان.. أنغام موسيقى فيروز الهادئة التي تنبعث داخل الطائرة.. وجوه المضيفين والمضيفات الجميلة الناطقة باسم لبنان.. من مجلة «أجندة الأَرْز» التي تصدرها شركة الطيران إلى الصحف اللبنانية الشهيرة التي توزع لتتسلى بها طوال الرحلة..
تسترخي في مقعدك وتنظر للبحر الممتد بلا نهاية من نافذة الطائرة.. عندما ينتهي البحر ستظهر بيروت.. بيروت بكل ما يحمل لها المصري من معزة خاصة.. بيروت الحبيبة