Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

قوسه الأخير: بعض ذكريات شيرلوك هولمز
قوسه الأخير: بعض ذكريات شيرلوك هولمز
قوسه الأخير: بعض ذكريات شيرلوك هولمز
Ebook383 pages2 hours

قوسه الأخير: بعض ذكريات شيرلوك هولمز

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

"السير آرثر كونان دويل" اشتهر برواياته عن المُحقِّق شيرلوك هولمز، التي تُعَد من أشهر ما كُتِب في أدب الجريمة. بين أيدينا اليوم كتاب "قوسه الأخير: بعض ذكريات شيرلوك هولمز"، وهو مجموعة قصصية تتحدث عن المحقق الفذ شيرلوك هولمز. يشمل الكتاب القصص التالية: "بنسيون ويستريا، المترجم اليوناني، مغامرة العقيق الأزرق، اختفاء السيدة فرانسيس كارفاكس، مغامرة المحقق المحتضر، مغامرة الدائرة الحمراء، لغز مخططات بروس بارتينجتون، لغز قدم الشيطان، والمهمة الأخيرة." الطبعة الأولى من الكتاب صدرت في الولايات المتحدة، وقد تمت مراجعة ترجمة المقتطفات الأدبية المختارة لبعض ذكريات شيرلوك هولمز اللاحقة. تضمنت كل النسخ مقدمة موجزة كتبها جون هـ. واطسون م.د. والتي قدمت للقراء تاريخ النشر الذي كان في عام 1917م. وعلى الرغم من تقاعد هولمز منذ فترة طويلة من مهنته التحقيقية، إلا أنه لا يزال على قيد الحياة وبصحة جيدة.
Languageالعربية
Release dateJan 1, 2020
ISBN9780463876541
قوسه الأخير: بعض ذكريات شيرلوك هولمز

Read more from آرثر كونان دويل

Related to قوسه الأخير

Related ebooks

Reviews for قوسه الأخير

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    قوسه الأخير - آرثر كونان دويل

    بنسيون ويستريا

    في يوم من أيام أواخر شهر مارس الباردة، وكان يومًا عاصفًا، وكنا نجلس أنا وهولمز لتناول طعام الغداء، وإذا بنا نسمع طرقًا على الباب.. ثم أحضرت مالكة منزلنا برقيه قرأها هولمز، وبسرعة كتب هولمز الرد.. إلا أنه لم يذكر لي شيئًا عنها، ولابد من أن الأمر ظل يشغل تفكريه.. إذ ظل ينظر إلى البرقية، وأخيرًا بعد العشاء، قرأ هولمز البرقية بصوت عال:

    (تعرضت للتو لتجربة غير عادية، هل يمكن أن أحضر وأراك؟؟)

    سكوت إيكلز - صندوق بريد شسرنج كروس

    فسالته قائلا: 

    - وهل سكوت إيكلز رجل أم امراة؟

    رد:

    - أوه رجل بالطبع ما من امرأه يمكن أن ترسل مثل هذه البرقيه أبدًا، المرأه تحضر مباشرة في العادة..

    - وهل وافقت على رؤية مستر سكوت إيكلز؟؟

    - يا عزيزي واطسون، هل يجب أن تسأل؟؟ إن العمل الذهني ضروري قطعًا بالنسبة لي على الدوام .

    ثم سمعنا صوت خطوات أقدام على الدرج..

    فقال هولمز:

    - آه ها هو عميلنا قد حضر الآن..

    وكان ضيفنا طويلاً بدينًا وبالغ الوقار، وكان شعره الفضي مبعثرًا، ووجهه الأحمر يبدو منتفخًا من الغضب، وقال فور دخولة:

    - لقد تعرضت لتجربة سيئة وشديدة الغرابة يا مستر هولمز وقد جئت إليك للاستيضاح..

    فقال هولمز بلطف:

    - اجلس من فضلك يا مستر سكوت إيكلز، والآن اشرح لي بالضبط ما الغرض من زيارتك!

    - حسن يا سيدي لم تكن هناك جريمة، لذلك لم أذهب إلى البوليس، وبالطبع لم يسبق لي التعامل مع مخبر خاص من قبل لكن ..

    فقاطعه هولمز قائلاً:

    - وثانيا لماذا لم تحضر فورًا؟؟

    فتساءل مستر سكوت إيكلز

    - ماذا تقصد؟

    نظر هولمز إلى ساعته وقال: إنها الآن الثانية والربع، ولقد أرسلت برقيتك من مكتب شيرنج كروس في حوالي الساعة الواحدة، على أن ملابسك ومظهرك يوحيان بأن تجربتك المزعجه قد حدثت فور استيقاظك من النوم هذا الصباح..

    فنظر عميلنا إلى ملابسه غير المهندمة وتحسس ذقنه الخشنه ثم قال:

    - إنك محق يا مستر هولمز، لم يكن لدي وقت هذا الصباح لأفكر في مظهري، وكنت أريد أن أهرب من ذلك المنزل بأسرع ما أستطيع، ولكنني قمت بعمل بعض التحريات الخاصه بي قبل أن آتي إليك فذهبت إلى وكيل المنزل أولاً، فأخبروني أن مستر جراسيا قد سدد إيجاره وأن كل شيء على ما يرام في بنسيون ويستريا.

    فقال هولمز ضاحكًا:

    - يا سيدي العزيز، إنك تشبه صديقي الدكتور واطسون الذي من عاداته السيئة أن يبدأ قصصة من النهاية.. من فضلك رتب أفكارك، ثم ابدأ حكايتك من البداية..

    وهنا حدثت مقاطعة للحديث، فقد دخلت مسز هاديسون، وهي تصطحب معها توبياس جريجسون وضابط شرطة آخر إلى الحجرة.. وجريجسون كان مخبرًا بسكوتلانديارد فصافح هولمز، ثم قدم الضابط الآخر إلينا باسم مستر باينس من بوليس منطقة سوري ثم استدار إلى مستر سكوت إيكلز وقال له:

    - هل انت مستر جون سكوت إيكلز من بوفان هاوس لي؟

    - نعم انا هو..

    - إننا نتعقبك منذ الصباح..

    فتساءل عميلنا قائلا:

    - لماذا؟ ماذا تريدون مني؟

    قال جريجسون:

    - نريد منك بيانات موت مستر الويسيس جراسيا من بنسيون ويستريا بالقرب من أشر..

    فابيض وجه مستر سكوت إيكلز في هذه اللحظة وقال:

    - مات؟ هل قلت أنه مات؟

    - نعم يا سيدي، لقد مات بالأمس..

    - ولكن كيف مات؟ أكانت حادثة؟

    - كانت حادثة قتل بدون أدنى شك..

    - آوه، هذا فظيع، ولكن بالتأكيد لا يمكنك أن تشك في؟

    - وجدنا في جيب الرجل الميت خطابًا منك، وقد اتضح من هذا الخطاب أنك كنت تنوي قضاء الليلة الماضية بمنزله..

    - وهذا ما فعلته..

    فتنهد جريجسون وهو يلتقط مفكرته، فسارع هولمز بقولة:

    - انتظر لحظه يا جريجسون، إنك تريد بيانًا واضحًا من سكوت إيكلز، أليس كذلك؟ لقد كان الرجل على وشك أن يعطينا واحدًا من هذه البيانات، عندما وصلتم.. من فضلك يا واطسون قدم لعميلك كوب من الشراب، أرجوك حاول أن تنسى وجود رجال البوليس هؤلاء، وأخبرنا بكل شيء..

    جرع ضيفنا الشراب، وبدأ وجهه يستعيد لونه الطبيعي، وبدأ يقول:

    - إنني شخص غير متزوج، ولدي العديد من الأصدقاء، ومستر ميلفيل هو أحد هؤلاء الأصدقاء، وهو سيد أحيل إلى الاستيداع، ويقيم في كينجستون.. ومنذ بضعه أسابيع توجهت للعشاء لدى أسرة ميلفيل، فقدموني لشاب يدعى جراسيا، حيث أخبرني هذا الشاب أنه ينتمي إلى مكتب الحكومه الإسبانية في لندن.. وكان يتحدث الإنجليزية بطلاقة، كما أنه كان وسيمًا وذا سلوك مميز، وقد بدا وكأنه أحبني جدًا.. إذ لم يمض يومان فقط إلا وقد حضر ليراني في (لي).. ثم لم يمض طويلاً حتى دعاني لقضاء بضعة أيام في مسكنه ببنسيون ويستريا الذي يقع بين أشر وأوكشوت في سوري.. وقد رتبت أن أبدأ زيارتي في مساء الأمس.. وكان جراسيا قد وصف لي أهل بيته، وبالفعل كان هناك خادم إسباني مخلص، وطاهٍ من أصل أمريكي هندي.. فاستأجرت مركبة من محطة أشر، وكان بنسيون ويستريا على بعد حوالي ميلين في الجانب الجنوبي من القرية، وكان منزلاً بالغ الضخامة بالنسبة للأرض الخاصة المحيطة، ولكنه كان في حاله سيئة من الفقر..

    فتح لي جراسيا الباب بنفسه وانحنى في ترحيب بالغ الود، وقادني الخادم الإسباني إلى حجرة نومي.. وقد بدا الخادم حزينًا ومكتئبًا شأنه شأن المنزل نفسة..

    كنت الضيف الوحيد على العشاء، وفعل جراسيا كل ما في وسعه ليسامرني، ولكنني استطعت أن أتبين أن أفكاره كانت مشتته، فقد كان يقضم أظافره، وظل ينقر بأصابعه على المائدة، وقد بدا أنه نافذ الصبر.. حتى الوجبة نفسها، لم تكن جيدة الطهي أو حسنه التقديم، وقد تمنيت عدة مرات خلال هذا المساء أن أعود إلى منزلي مره أخرى..

    وقبل أن ينتهي العشاء، أحضر الخادم مذكرة لجراسيا، ولاحظت أن مضيفي قد بدا أكثر غرابة وتشتتًا بعد أن قرأ هذه المذكرة.. ولم يعد يحاول تبادل الحوار، ولكنه جلس وأخذ يدخن سجائره.. وفي حوالي الحادية عشرة، توجهت إلى الفراش، وأنا أشعر بالراحة، وبعد مضي بعض الوقت، نظر جراسيا من باب حجرتي، وسألني إذا كنت قد قرعت الجرس، فقلت له إنني لم أفعل.. فاعتذر لإزعاجي في هذا الوقت المتأخر وأخبرني أن الساعة كانت حوالي الواحدة بعد منتصف الليل.. وعندما انصرف، استغرقت في نوم عميق..

    ولم استيقظ إلا في حوالي الساعة التاسعة صباحًا، وكنت قد طلبت من الخادم الإسباني أن يوقظني في الثامنة، لذا فقد اندهشت لهذا السهو الذي انتابه.. فقفزت من الفراش، وقرعت الجرس.. ولكن لم يأت أحد، فقرعته مره تلو المرة، ولكن ما من مجيب.. فظننت أن الجرس ربما يكون تالفًا.. فارتديت ملابسي بسرعة، ثم اندفعت في غضب هابطًا السلم لأطلب بعض الماء الساخن، ولكن لم يكن هناك أحد، فصحت في القاعة، ولكن بلا أي إجابة.. ثم أخذت أجري من حجرة إلى أخرى.. ثم طرقت على باب حجرة جراسيا، فكانت أيضا بلا إجابة، فأدرت مقبض الباب، ودخلت الغرفة، ولكنها كانت خالية والفراش لم يستخدم أيضًا، إذن قد ذهب المضيف الغريب، والخادم الغريب والطاهي الغريب، كلهم اختفوا أثناء الليل.. وكانت هذه هي نهاية زيارتي لبنسيون ويستيريا..

    فرك هولمز يديه في ابتهاج وتساءل قائلا:

    - وماذا فعلت بعد ذلك؟

    - كنت في شدة الغضب، وظننت في البداية أنها كانت مزحة مدبرة، فحزمت حقيبتي، وتركت المنزل وسرت إلى أشر، وبحثت عن مكتب أخوان، الوكيل الرئيسي للمنازل في القرية، وسالته بعض الأسئله حول مستر جراسيا، وفكرت في أن جراسيا ربما اضطر إلى الرحيل فجأة لتجنب سداد الإيجار.. ولكن الوكيل شكرني على لفت نظره، وأخبرني أن جراسيا قد سدد إيجار عدة شهور مقدمًا.. فعدت إلى لندن، وقمت بعمل بعض التحريات لدى المكتب الحكومي الإسباني، ولكن الرجل لم يكن معروفًا لديهم هناك.. فتوجهت بعد ذلك لرؤية ميلفيل الذي تصادف أن تقابلنا في منزله أنا وجراسيا لأول مرة، ولكنه لم يعرف سوى القليل جدًا عن ذلك الرجل.. فأرسلت إليك تلك البرقية يا مستر هولمز.. إذ أن أحد أصدقائي سبق وأن ذكر اسمك أمامي، وقال إنك تعطي نصائح جيدة في القضايا الصعبة..

    ***

    وعندئذ استدار سكوت إيكلز نحو جريجسون وقال:

    - لقد ذكرت كل الحقيقه أيها الضابط ولا أعرف شيئًا أكثر من ذلك على الإطلاق بشأن مستر جراسيا ووفاته المفاجئة.. إنني أريد فقط أن أساعد البوليس بكل وسيلة ممكنة..

    فأجابة جريجيسون:

    - إنني متأكد تمامًا من ذلك يا مستر سكوت، فقصتك تتفق تمامًا مع كل الحقائق في القضية.. وعلى سبيل المثال، تلك المذكرة التي وصلت أثناء العشاء في بنسيون ويستريا.. ماذا فعل بها جراسيا بعد أن قرأها؟

    قال سكوت إيكلز:

    - طواها وألقاها في النار .

    فاستدار جريجسون نحو ضابط الشرطة الآخر، وقال له:

    - حسن يا مستر باينس..

    وكان باينس مخبر المدينة رجلاً بدينًا ذا وجهًا أحمر وعينان لامعتان وذكيتان.. فابتسم، والتقط قطعة من الورق من جيبه وكانت محترقة في بعض المواضع ثم قال:

    - جراسيا لا يحسن القذف، فالخطاب لم يحترق إلا قليلاً.. إذ إنه سقط في الموقد ولم يسقط في النار.. هل أقرأه بصوت عال على هؤلاء السادة يا مستر جريجسون؟؟

    قال جريجسون في سرعة:

    - بالتأكيد يا مستر باينس..

    قال باينس:

    - إن المذكرة تقول: (ألواننا الخاصة خضراء وبيضاء.. افتح أخضر، اقفل أبيض.. سلم رئيسي.. أول الممر السابع، على اليمين.. باب اخضر - د -)

    وكانت الورقة معنونة على الوجه الآخر إلى مستر جراسيا – ويستيريا.. ويبدو أن الخطاب بخط يد امرأة ولكننا نعتقد أن العنوان كتبه شخص آخر..

    فتساءل مستر سكوت إيكلز في صبر نافد:

    - ولكن ماذا حدث لجراسيا؟

    - عثر عليه هذا الصباح ميتًا بالقرب من أوكسشوت، على بعد نحو ميل من منزله.. وكل عظام رأسه قد تحطمت بواسطة عدة ضربات بأحد الأسلحة الضخمة الثقيلة.. إنه مكان موحش وأقرب منزل يقع على بعد ربع ميل من هذا المكان..

    فسأل هولمز:

    - هل تمت سرقته؟

    فأجابه باينس:

    - لا.. لا توجد أي محاولة للسرقة..

    فقال سكوت إيكلز:

    - إن كل هذا فظيع وشديد الإيلام، ولكن ما دخلي أنا في هذا الأمر؟

    فأجابه باينس:

    - لأن الورقة الوحيدة التي كانت في جيب جثة مستر جراسيا كانت خطابك أنت يا سيدي، وكان المظروف هو الذي أرشدنا إلى اسم وعنوان الرجل الميت.. وعندما وصلنا إلى منزله في الساعه التاسعة والنصف من صباح اليوم، لم نجد بالداخل لا أنت ولا أحد غيرك، وقد تعقبك مستر جريجسون هناك عند مكتب البريد شيرنج كروس من خلال برقيتك التي أرسلتها من هناك..

    فقال جريجسون:

    - والآن يا سيدي، يجب أن تأتي معنا إلى سكتولانديارد، وتعطينا شهادتك كتابة..

    قال سكوت في قلق:

    - بالتاكيد سآتي معكم في الحال، ولكنني لا زلت عميلك يا مستر هولمز.. أريد أن أعرف الحقيقه خلف هذا الأمر..

    فسأل هولمز:

    - مستر باينس، هل تعرف متى قتل ذلك الرجل بالضبط؟

    قال باينس:

    - لقد كان ممدًا في الحقل منذ الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، فقط أمطرت السماء في هذا الوقت وبالتأكيد، فإن القتل حدث قبل سقوط الأمطار..

    فصرخ عميلنا قائلا :

    - ولكن هذا مستحيل يا مستر باينس، لقد تحدث الي في غرفتي في الساعه الواحدة!

    فقال هولمز مبتسمًا:

    -إنه بالتأكيد أمر غريب، ولكنه ليس مستحيلاً..

    ***

    وفي المساء، وأثناء جلوسنا، سألني هولمز:

    - هل كونت أي رأي حول هذا الموضوع يا واطسون؟؟

    فأجبته قائلا:

    - بما أن الخدم قد اختفوا، فمن المحتمل أنهم ضالعون في هذه الجريمة..

    فقال هولمز:

    - هذا ممكن، ولكن لماذا يهاجمونه في نفس الليلة التي يستضيف فيها زائرًا؟

    فاعترضت قائلاً:

    - ولكن لماذا هربوا؟

    - هذه هي المشكلة يا واطسون، كما إن تجربة مستر سكوت إيكلز الغريبة هي لغز أيضًا.. لماذا يسعى شاب جذاب مثل جراسيا إلى صداقة شخص متوسط العمر وعلى قدر كبير من الغباء مثل سكوت إيكلز؟؟ وما هي نوعية سكوت إيكلز التي لها مثل هذا الاعتبار.. من الجلي أنه رجل أمن إنجليزي من الطراز القديم، وقد رأيت كيف أن رجلي البوليس قد تقبلا قصته الشاذة.. لقد احتاجه جراسيا كشاهد يا واطسون..

    قلت في قلق:

    - ولكن بماذا كان سيشهد؟

    قال هولمز:

    - يمكنه أن يقسم أن مضيفه كان بالمنزل في الساعه الواحدة من هذا الصباح، وعندما أخبره جراسيا أنها الواحده ربما لم تكن تزيد عن منتصف الليل..

    - وما هو تفسيرك للرسالة وألوانها الأخضر والأبيض؟؟

    فأجاب هولمز:

    - هذا يبدو لي كسباق الخيل.. افتح أخضر، اقفل أبيض.. لابد أن تكون إشارة ما، وباقي الرسالة يبدو أنها ميعاد، وقد يكون هناك زوج غيور في مكان ما من هذه القضية.. ثم إن هناك إمضاء بحرف (د).. الرجل كان إسبانيًا، وأظن أن (د) تمثل الحرف الأول من اسم (دولموريس)، وهو اسم نسائي شائع في إسبانيا.. حسنٌ يا واطسون، حسنٌ جدًا.. ولكنه مستحيل تمامًا.. فالإسباني يمكن أن يكتب للإسباني الآخر باللغة الإسبانية.. أما كاتب هذه المذكرة، فهو بالتأكيد إنجليزي على أن الأمر لا يزال غامضًا.. وقد أرسلت برقية قد تمدنا ببعض المعلومات المفيدة..

    ***

    ولما وصل الرد على برقية هولمز، ناوله لي ولم يكن الرد سوى قائمة بأسماء وعناوين.. فبدأت أقرأ:

    لورد هارينجي - الوادي، سير جورج فوليوت - أبراج أوكسشوت،، مستر جيمس باكر - وليامز فورتون أولد هال، مستر هندرسون - هاي كابل، مستر جاشواستون - نيثر والسلينج..

    - أنا لا أفهم شيئًا من هذه الرسالة يا هولمز..

    - يا زميلي العزيز، هل نسيت الرساله التي أرسلتها (د) إلي جراسيا (سلم رئيسي أول ممر السابع على اليمين). إذن المنزل الذي نبحث عنه له أكثر من سلم واحد.. وأحد الممرات في هذا المنزل يتضمن سبعة أبواب على الأقل، أذن لابد أنه منزل بالغ الضخامة يا واطسون.. ومن المحتمل أن يكون على مسافة ميل أو اثنين من أوكسشوت.. وبرقيتي كانت إلي إخوان آلان وكيل المنازل، وقد طلبت منهم أن يرسلوا لي قائمة بكل المنازل الضخمة في حي أوكسشوت، وها هو الرد!

    توجهنا بعد الظهر إلى أشر بالقطار، وحجزنا غرفًا في فندق القرية.. وفي المساء، توجهنا مع مستر باينس إلى بنسيون ويستيريا.. وكان المنزل يلفه الظلام فيما عدا ضوء ضعيف يطل من إحدى النوافذ في الدور الأرضي..

    فأوضح باينس قائلاً:

    - يوجد أحد رجال البوليس في الداخل، وسأطرق على النافذة.

    ثم عبر الحشائش ونقر على زجاج النافذة، فسمعت صرخه تحذير، ورأيت أحد رجال البوليس يقفز في عصبية من فوق مقعده، وبعد دقيقة، فتح الباب الأمامي بينما كانت الشمعه التي في يدة ترتعش في عنف..

    فتساءل باينس قائلاً:

    - ما الخبر يا والتر؟

    قال والتر في ذعر:

    - إنني سعيد لقدومك يا سيدي لقد كان انتظارًا طويلاً.. وهو منزل ساكن وموحش.. بالإضافة إلى أنني لا أحب هذه الأشياء الفظيعة التي في المطبخ.. وعندما نقرت على النافذة، تصورت أن الشيطان قد أتى مرة أخرى..

    فسأله باينس في حده:

    - ماذا تعني؟؟

    قال والتر في اظطراب ملحوظ:

    - الشيطان يا سيدي كان عند النافذة..

    - ما الذي كان عند النافذه؟ ومتي؟

    - كان ذلك منذ حوالي ساعتين.. وكان الظلام قد بدأ ينتشر، وكنت جالسًا أقرأ، ولا ادري ما الذي جعلني أرفع رأسي وأنظر، ولكن كان هناك وجه بشع عند النافذة.. وسأراه في أحلامي يا سيدي.. أعرف أنني سأفعل..

    قال باينس في غضب:

    - رجل البوليس يجب ألا يتحدث أبدًا بهذا الأسلوب الساذج أبدًا يا والتر..

    - أعرف يا سيدي، ولكن ذلك أخافني.. الحقيقة أنه لم يكن أسمرًا يا سيدي، وأيضًا لم يكن أبيضًا.. كان نوعًا من الرمادي الشاحب المائل للسمرة، لون الخزف المائل للبياض، وكان بالغ الضخامة يا سيدي.. وجهه أكبر مرتين من وجهك يا سيدي.. وله عينان كبيرتان وأسنان ضخمة مثل الحيوان المفترس!!

    فقال باينس:

    - لا.. إنك على ما أظن كنت تحلم يا والتر..

    فقال هولمز:

    - يمكننا بسهوله أن نتبين ذلك.

    ثم أضاء هولمز بطارية الجيب الصغيرة الخاصة به، وأخذ يفحص قرب الحشائش خارج النافذة، ثم قال:

    - نعم، إنه حذاء مقاس 12 على ما أظن.. لابد أنه كان شخصًا بالغ الضخامة..

    فسألته:

    - وإلى أين ذهب؟؟

    - يبدو أنه اتخذ طريقه خلال هذا السياج..

    فقال باينس:

    - حسنًا لدينا أشياء أخرى علينا أن نفكر فيها.. والآن يا مستر هولمز، دعني أريك المطبخ..

    وكان المطبخ عبارة عن غرفة مظلمة عالية السقف خلف المنزل، وقد رأينا كومة من القش، وبعض أغطية الفراش.. ويبدو أن الطاهي كان ينام هناك، وكانت المائدة مغطاة بأطباق قذرة وبقايا طعام لم يستكمل.. بقايا تلك الوجبة التي شارك فيها سكوت إيكلز في المساء السابق..

    وقال باينس:

    - انظر إلى هذا.. ماذا تظن أن يكون؟

    ورفع شمعته ليسمح لنا برؤية شيء غريب فوق أحد الدواليب، وكان شيئًا أسودًا مخيفًا، جلدي المظهر على شكل طفل أو قرد، ويحيط به رباطان من القواقع البحرية..

    فقال هولمز:

    - شيء بالغ الإثاره فعلاً، وهل هناك أي شيء آخر؟

    فقادنا باينس في صمت إلى الجانب الآخر من المطبخ، ورفع شمعته.. وهناك فوق إحدى الموائد الصغيرة، رأينا أرجلاً وأجنحة ورأس وجسم طائر أبيض كبير، كان الريش لا يزال هناك ولكن الطائر كان ممزقًا إلى قطع!

    فقال هولمز:

    - يا لشدة الغرابة،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1