Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

تاريخ الشعراء الحضرميين
تاريخ الشعراء الحضرميين
تاريخ الشعراء الحضرميين
Ebook790 pages5 hours

تاريخ الشعراء الحضرميين

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

هذا الكتاب هو موسوعة جامعة شاملة للشعر والشعراء الحضارم من اعلام الدين ورجال العلم وشيوخ الإسلام والتربية والفقهاء والأدب في حضرموت ولما كانت حضرموت تسودها الروح الصوفية والنزعة الفقهية لم يكتفي الكاتب بذكر الشاعر وشعره وانما وضع له ترجمة موجزة إتماما للفائدة وتخليدا لأولئك الشعراء في المخلدين وقد راعى الكاتب في ترتيب المترجمين تاريخ ميلادهم واذا اتفق ميلاد اثنين منهم في عام واحد قدم الأظهر منهما واكتفى الكاتب بذكر قصيدة او بعض الابيات للمترجمين للإكتفاء بشهرته أو ذيوع شعره .
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2023
ISBN9786483429057
تاريخ الشعراء الحضرميين

Related to تاريخ الشعراء الحضرميين

Related ebooks

Reviews for تاريخ الشعراء الحضرميين

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    تاريخ الشعراء الحضرميين - السقاف

    الغلاف

    تاريخ الشعراء الحضرميين

    الجزء 3

    السقاف

    هذا الكتاب هو موسوعة جامعة شاملة للشعر والشعراء الحضارم من اعلام الدين ورجال العلم وشيوخ الإسلام والتربية والفقهاء والأدب في حضرموت ولما كانت حضرموت تسودها الروح الصوفية والنزعة الفقهية لم يكتفي الكاتب بذكر الشاعر وشعره وانما وضع له ترجمة موجزة إتماما للفائدة وتخليدا لأولئك الشعراء في المخلدين وقد راعى الكاتب في ترتيب المترجمين تاريخ ميلادهم واذا اتفق ميلاد اثنين منهم في عام واحد قدم الأظهر منهما واكتفى الكاتب بذكر قصيدة او بعض الابيات للمترجمين للإكتفاء بشهرته أو ذيوع شعره .

    نسبه

    سالم بن أحمد بن علي بن عبد الله بن علي بن جعفر بن أبي بكر ابن عمر المحضار ابن الشيخ أبي بكر بن سالم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله ابن عبد الرحمن السقاف بن محمد مولى الدويلة بن علي بن علوي ابن الفقيه المقدم محمد بن علي بن محمد صاحب مرباط بن علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي ابن عبيد الله ابن المهاجر أحمد بن عيسى بن محمد بن علي العريضي بن جعفر الصادق ابن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الحسين ابن فاطمة الزهراء ابنة الرسول محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام .عالم ذو شهرة ذائعة وصوفي ذو صفات رائعة وزعيم من الزعماء الأجلاء ولادته ببلدة حبان بوادي حبان الشهير في أجواء سنة 1260 من الهجرة ومع ترادف السنين وتواليها إلى تكوينه غلاماً هل كان غير القرآن المجيد بذور تعاليمه الأولى ولئن كانت حبان لها السابقة في حياته الثقافية فقد فارق في خصوص تنميتها أهله ووطنه مشرقاً مقيماً بدوعن وغير دوعن قبل انحداره مشرقاً من شرق إلى شرق والمنتهى عينات وعلى جموع من العلماء والشيوخ أنواع التلقيات وفي البارزين العلامة السيد أحمد بن محمد بن علوي المحضار والعلامة السيد أحمد بن عبد الله بن عيدروس البار والعلامة السيد عيدروس ابن عمر الحبشي والعلامة السيد علي بن سالم بن علي ابن الشيخ أبي بكر بن سالم غير أن تخرجه في الفقه وغيره كان على شيخه العلامة الشيخ محمد بن عبد الله ابن أحمد باسودان كما استدام ملازمه بالخريبة إلى وفاته سنة 1281 على أنه في سبيل استكمال علومه رحل إلى الديار المصرية وبالجامع الأزهر درس ما درس من العلوم الظاهرة كما له التوجه إلى الحرمين الشريفين ناسكاً ومتتلمذاً ومن نشاطه تراه لا يقر له قرار وأمضى عمره مشتتاً من هنا إلى هناك حتى السفر إلى جاوة ومن يتصفح ماجرياته يتجلى له الإصلاح العظيم سواء في الشؤون الدينية أو الاجتماعية أو السياسية بصفته زعيماً عظيماً ومحترماً جليلاً وما مقايضاته القصائد مع أئمة عصره وأعيان زمانه على ما ترى في شعر العلامة السيد محمد بن عيدروس الحبشي سوى واضحات من مكانته السامية في المجتمع ومن المشهور عنه الوعظ وهدى العباد ونشر العلم والدعوة المحمدية في عموم الأمكنة والأوساط مع صلاح وتقوى وطريقة علوية ومكارم أخلاق مصطفوية وعيشة مرضية إلى حلول المنية ببلدة حبان في ليلة السبت 22 رجب سنة 1330 .

    مؤلفاته

    المشهور منها الكوكب المنير الأزهر في مناكب المشايخ آل محمد بن عمر .

    شعره

    في شعره الدواعي والنفسيات والصوفيات والمدائح ومن منظوره قوله :

    تعصى الإله ولا تخشاه من سخط ........ وأنت تعلم أن الله مطلع

    تخفي معاصيك عن طفل وعن خدم ........ تباً لمثلك يا مغرور يا لكع

    وكيف تطمع في عفو بلا عمل ........ وأنت ما فيك لا تقوى ولا ورع

    وفي أثناء وجوده بمدينة لحج المشهورة سنة 1313 امتدح العلامة السيد علوي بن أحمد السقاف صاحب الحاشية على فتح المعين بمطولة منها:

    يا ظاعناً من مكة هل من لقا ........ بعد البعاد عن المحصب والنقا

    وخرجت منها خائفاً مترقباً ........ مثل النبي الهاشمي المنتقى

    لك في رسول الله أحمد أسوة ........ بمناله نصراً على أهل الشقا

    وكذاك موسى حين فارق مديناً ........ وأتى شعيباً حبذاك الملتقى

    وكذا ابن عيسى أحمد من قد مضى ........ هذا السبيل ولم يكن متعوقا

    فكفى بهم لك في الترحل قدوة ........ وكفاك ربك ظالماً ومنافقا

    يا سيداً حاز المفاخر والعلى ........ ورقى إلى العلياء نعم المرتقى

    حتى غدا شيخاً إماماً جامعاً ........ كل الفنون محققاً ومدققا

    والفضل والإحسان فيه سجية ........ وإلى ذرى العليا بهمته ارتقى

    فضلاً من الرب الكريم ومنة ........ وبنوره نور الهدى قد أشرقا

    إلى أن قال :

    واختار في الأرض البسيطة حوطة ........ في حيث أرباب المكارم والتقى

    والعز والإكرام والجود الذي ........ أغنى جميع العالمين وأطبقا

    وله على ظهر الكوكب المنير الأزهر

    يا كوكباً كملت محاسنه بمن ........ شاعت فضائلهم بكل لسان

    الله ينفعنا بهم وبسرهم ........ ويديم هذا مدة الأزمان

    ويقول في طويلة مادحة لشيخه العلامة السيد محمد بن عبد الله باسودان:

    شيخ حوى كل الفنون بفهمه ........ سبحان من أسدى ومن أعطاه

    شيخ إمام جامع متضلع ........ كم ربنا أولاه ما أولاه

    شيخ إمام زاهد متورع ........ سبحان من أغنى ومن أقناه

    الحلم سيرته وشيمته الحيا ........ والبر ينفق ما حوته يداه

    يرعى ذمام الطالبين وجيرة ........ من للذمام كمثله يرعاه

    شاعت فضائله وحسن شمائل ........ والجود والأفضال قد وافاه

    ولقد تمتعنا بطول حياته ........ فالله ينفعنا بما حزناه

    يتوسل :

    يا من يرى ما في النفوس ويعلمن ........ يا من يجيب منادياً ناداه

    يا من يجيب السائلين إذا دعوا ........ عبد دعا رب استجب لدعاه

    يا مالك الأملاك غوثاً عاجلاً ........ ما خاب من بالذل قد ناجاه

    فاقبل إلهي توبتي وتولني ........ بولاية الإحسان يا رباه

    ^

    نسبه

    حسن بن عوض بن زين بن سالم بن محمد بن عبد الله إلى آخر نسبه المتسلسل إلى جعفر مخدم البصري .العلامة المشحون بالعلوم الدينية والفياض بالصفات الصوفية والمسالك إلى خالقه في الطريقة العلوية ولادته ببلدة بور في أجواء سنة 1260 من الهجرة وبها التوغل في الحياة وسط الدائرة الوالدية وقد تلاحظون عناية والده بتربيته من إصباغه بالصفات العلمية والدينية منذ مبارحته المناطق القرآنية والحقيقة أن علومه على تنوعها مكونة من المصادر البورية والتريمية والسيوونية والغرفية والحريضية ومن مصادر أخرى متعددة ومن مشائخه العلامة السيد علي بن محمد بن عبد الرحمن باعبود والعلامة السيد محمد بن زين بن محمد بن عبد الرحمن باعبود والعلامة السيد محمد بن إبراهيم بن عيدروس بلفقيه والعلامة السيد عمر بن حسن بن عبد الله الحداد والعلامة السيد محسن بن علوي بن سقاف السقاف والعلامة السيد عبد الرحمن بن علي بن عمر بن سقاف السقاف وعندما نعتلي إلى شيخ فتحه الأول نصادف صاحب الترجمة مشيراً إلى العلامة السيد أبي بكر بن عبد الله بن طالب العطاس وأما العلامة السيد عيدروس بن عمر الحبشي فشيخ فتوحه الثاني وفي فناء صاحب الترجمة وانطوائه فيهما إلى النهاية القصوى صورة من ميزتهما في داخلياته التي تظهر في تدفق إجازاته ووصاياه ومراسلاته ومجموعاته وأحاديثه وأشعاره بذكرياتهما والتغني بشمائلهما مشيداً مدى حياته ولئن كانت حياة شيخه العلامة السيد أبي بكر العطاس لم تسمح له بطول التلمذة وإدامة تبعيته من جراء وفاته في ليلة الثلاثاء 17 القعدة سنة 1281 فقد استطالت تلمذته وتبعيته لشيخه العلامة السيد عيدروس بن عمر وكيف تحصر مقروءاته عليه وهي كثيرة في كل لون ولاسيما اللون الصوفي وما برح متردداً إليه باستمرار إلى انقضاء أجله في عشية يوم الاثنين 9 رجب سنة 1314 والواقع أن المترجم له ظهوره وشهرته وميزته بعلومه ومشيخته وتلاميذه ومريديه ومن الذين تخرج عليه العلامة السيد علوي بن عبد الرحمن العيدروس وهل تحسبونه اكتفى بالتدريس المباشر ولكن نزعاته الخيرية دفعته إلى فتح مدرسة للناشئين الصغار إلى جوار داره حيث كان الانتفاع بها عظيماً في القرآن للقرآنيين وفي مبادئ العلوم للمبتدئين العلميين وربما درس فيها بنفسه وقضى عمره كله في القربات إلى رب البريات على مختلف أنواعها على أن له المستكثر من الذهاب إلى تريم وسيوون والغرفة وغيرها والسفر إلى الشحر وكم انتفع أهلها بتعاليمه وإرشاداته في أيام إقامته المتكررة بينهم وهل لكم رغبة في رؤية جسمه النحيف وإلى القصر أقرب بهقفته اليسيرة ولونه الصافي ولحيته الصغيرة وعمامته الكبيرة وملبوسه الأبيض النظيف عن مشاهدة بسيوون سنة 1327 كأثر من آثار ابتهاجه برسالتي إليه في وطنه بور حمله النعش إلى رمسه سنة 1331 من الهجرة وقبره بتربتها تعلوه قمة كمزار من المزارات البورية .

    مؤلفاته

    منها شرح الحكم لابن عطاء الله السكندري وشرح رشفات الأبرار في مجلدين وكتاب الدرر المنظومة في المعجزات النبوية وتعليقات عليها بهامش ومذاهب القلوب في مشارب الغيوب بالصلاة على الحبيب المحبوب وشرح لطيف على أربعة أبيات من التائية الكبرى لشيخنا العلامة السيد علي بن محمد بن حسين الحبشي عدا مجموع وصايا وإجازات وقد حدثني العلامة السيد علوي بن عبد الرحمن العيدروس أن لخاله صاحب الترجمة مجموعاً خاصاً لم يأذن لأحد في الاطلاع عليه أثناء حياته .

    شعره

    من لم يقتنع بغور نفسياته في الأنحاء الصوفية ففي المعروض من شعره مقتنع بإدراك غورها هاكم من نبوية له :

    أراني قد بعدت عن الحبيب ........ وأقصتني الذنوب مع العيوب

    وأشواقي تكاد تجيب عني ........ وتزلفني لديه على نصيب

    فهل لي أن أراكم بعد بعد ........ وتنزاح الكروب مع الخطوب

    ولولا الشرع قيدني وذنبي ........ لصارت مدتي عند الطبيب

    وهاجرت البلاد وصرت أدنى ........ قريب بطن طيبة من حبيبي

    وما ذنب أراه يصدعني ........ جمالاً حل ما بين الجنوب

    وأسكرني وخامر كل روحي ........ وأدى بي إلى الأمر العجيب

    وصار معي كطبعي لم يزل بي ........ على الأنفاس يجري من لهيب

    أروح مهجتي بسرور كوني ........ مكان وصاله نحو الكثيب

    رسول الله طال إليك شوقي ........ وأنفاسي وقلبي في وجيب

    فصغت بحكمتي من علم قربي ........ وعرفاني بشأنك يا حبيبي

    عروساً مهرها منك التداني ........ تربت تحت آداب القريب

    رسول الله قد وافتك مني ........ محجبة عن الفطن اللبيب

    أرجى أن أزور وحسن ظني ........ يبشرني بغفران الذنوب

    ولي أمل أراقبه بنجح ........ أؤمله مع العيش الخصيب

    وذاك بأن أصير إليك حتى ........ أراك بلا احتجاب في الغيوب

    ونورك شاهدي في كل شيء ........ وسرك قائدي نحو المجيب

    عليك صلاة ربي في سلام ........ شفيع الناس في يوم عصيب

    ومن قصيدة يمدح بها شيخه العلامة السيد عيدروس بن عمر الحبشي:

    يكاد اشتياقي أن يطير لي قلبي ........ إليكم أحيبابي وقد عاقني ذنبي

    ومن عجب أني أحن إليكم ........ وأنتم بقلبي ساكنون بلا ريب

    ومن عجب صبري لبعدي عنكم ........ وأنتم لدائي طبه نعم من طب

    عليكم سلامي من فؤادي جميعه ........ ومن سر سري بعد روحي ومن لبي

    ألا فامنحوني نظرة أشتفي بها ........ من أمراض قلبي المهلكات ومن عجب

    سلام على من حبهم وودادهم ........ أحب من الماء المبرد للشرب

    سلام على آل الرسول جميعهم ........ ووراثه خير الهداة إلى الرب

    سلام على كنز الولاية والتقى ........ سلام على روحي سلام على قلبي

    بعدت بجسمي عنك والقلب حاضر ........ لديك وحسبي حسن ظني ألا حسبي

    سلام سلام كدت من وجد ذكره ........ أطير بلا ريش إلى المنزل الرحب

    منازل أرباب المواهب يا لها ........ منازل قد خصت من العطاء الوهبي

    بكم وبأسلاف لكم متوسل ........ إلى الله فيما نابني من أذى الذنب

    وصل إلهي كل وقت وحالة ........ على المصطفى المختار من خيرة العرب

    وآل وأصحاب ومن سار سيرهم ........ من التابعين المتقين أولى بالقرب

    ويقول في أخرى يمدحه بها :

    يكفي فؤادي ما علمتم سادتي ........ من شرح حالي أو مآلي فانظروا

    بعيون ودكم فإني لم أزل ........ مترقباً من جودكم ما يظهر

    فالجود مذهبكم ومذهب من مضى ........ من آل بيت المصطفى لا ينكر

    متسلسل قدماً إلى طه الذي ........ تنسى المفاخر دونه إذ يذكر

    حتى إليك وسيلتي بل جودك الفي _ اض أظهر ما يدل ويبهر

    أشكو إليك موانعاً وقواطعاً ........ وعوارضاً تبدو لدي وتخطر

    سبحان من أعطاكم من جوده ........ ما لا نهاية فاحمدوا واستكثروا

    يا رب صل على الذي امتدت به ........ رحماتك العليا وزاد المفخر

    عين الوجود وروحه بل سره ........ طه الحبيب وآله من طهروا

    وعندما أرسل إلى شيخنا العلامة السيد علي بن محمد بن حسين الحبشي شرحه لأبيات أربعة من تائيته الكبرى كما أوردناها في التعليق أرفقه بهذين البيتين:

    تطفلت فيما قلت أرجو تجاوزاً ........ وعفواً من أهل الفضل لي في تطفلي

    لعلي أن أدعى طفيلي جودكم ........ لفضلاتهم والفضل للمتفضل

    ومن مديحة في شيخه العلامة السيد عيدروس بن عمر الحبشي:

    سلام على من حبه مشربي إلهنا ........ ومن وده أسنى الوسائل للحسنى

    وأعني به من كرم الله سره ........ بمشهده والقرب والحب والأدنا

    وجلله بالمكرمات وخصه ........ بعلم لدني المنازع والمعنى

    هو العيدروس الصدق إن شئت وصفه ........ يتيمة عقد الأولياء بذا يعني

    ومصباح آل البيت فينا ونوره ........ لقد عم في الآفاق من غير مستثنى

    سلام على بيت النبوة والهدى ........ وبيت الندا من في الندا أخجلوا المزنا

    هنيئاً لمن في سوحهم وربوعهم ........ يروح ويغدو لا يمل ولا يضنا

    أولئك وراث النبي ورهطه ........ خلاصته الأطهار في ذلك المعنى

    وقولوا لهم هل نظرة من عناية ........ لعبدكم المسكين توصله الأمنا

    وتدنيه من حي الكرام بجاهكم ........ وتجعله من جملة الخلص الأبنا

    وقد أجمعوا أن الحبيب هو الذي ........ عنيت إمام العارفين فلا مينا

    ومن يجحد الشمس المضيئة يا فتى ........ سوى الأكمه المطموس من فقد العينا

    وما أنا في مدحي له عن تكلف ........ وما زاده معنى وما زاده مبنى

    وصل إلهي دائم الدهر سرمداً ........ على المصطفى والآل والصحب ما دمنا

    ^

    نسبه

    عبد الله بن علي بن حسن بن حسين بن أحمد بن حسن بن عبد الله بن علوي ابن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد الحداد بن علوي بن أحمد بن أبي بكر ابن أحمد ابن محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن علوي بن محمد صاحب مرباط بن علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيد الله ابن المهاجر أحمد بن عيسى بن محمد بن علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الحسين ابن فاطمة الزهراء ابنة الرسول محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام .شيخنا الأنموذج الرائع للعلماء ذوي الدين واليقين والصورة الكبرى للشيوخ المتصوفين المرشدين الزاهدين ولادته بقرية الحاوي التريمية في يوم الثلاثاء 4 صفر سنة 1261 ومن الذي لا يوافق في العبور على حياة المهد وحواشيها عبور الكرام حيث لم يكن فيها مظاهر الطفولة على ما فيها من إسباغات أبويات في الحسيات والمعنويات وهل أحسن من نشأة نشأها في حضانة والديه وكنف جده العلامة السيد الحسن بن الحسين وهل أروع من تربية ترباها في وسطهما العلمي والصوفي ومحيطهما المنصبي حتى إذا أخذ الترعرع زخرفه وانحسرت عقلياته عن إمكان الغرس المعنوي في معنوياته أن كلام الله تعالى أول المغروسات وعلى ظواهر التعجل في الإتيان على قاطبته اتخذت المبادرة شكلها الطبيعي في المتجه الثقافي والمثابرة على دروسه بالحاوي وتريم قبل الامتداد إلى غيرهما في سبيل الاتساع والاستزادة ومن مشائخه العلامة السيد محمد بن إبراهيم بن عيدروس بلفقيه والعلامة السيد علي بن عبد الله ابن علي بن شهاب الدين والعلامة السيد عمر بن حسن بن عبد الله الحداد والعلامة السيد حامد بن عمر بن عبد الرحمن بافرج والعلامة السيد عبد الرحمن ابن علي بن عمر بن سقاف السقاف والعلامة السيد عيدروس بن عمر الحبشي والعلامة السيد أحمد بن عبد الله بن عيدروس البار والعلامة السيد طاهر ابن عمر ابن أبي بكر الحداد مع العلم بأن له من شيخه العلامة السيد محسن ابن علوي بن سقاف السقاف الإجازة والوصية ومن شيخه العلامة السيد أحمد بن محمد بن علوي المحضار الإجازة وأما والده وجده الحسن بن حسين فعليهما تفقه وتصوف كما استدام في معية جده المذكور متتلمذاً ومقتدياً إلى انقضاء أجله سنة 1281 حيث تفرغ لملازمة والده بصفة تلميذ ومريد مدة أيامه بحضرموت ولا تفحصوا عن مقروءاته عليهما فقهاً وتصوفاً وسواهما فقد كانت متواترة في مستمر الأيام والليالي وبعناية خاصة في كتب جده قطب الإرشاد الحداد على هذه الوتيرة مضافة إلى الصفات العلمية والصوفية والدينية والاجتماعية كابن منصب عظيم كانت حياته الحضرمية حتى إذا أبحر من الشحر سنة 1295 ميمما الحرمين الشريفين لأداء النسكين والتبرك بزيارة سيد الثقلين لم يترك أوقاته تتلاشى في غير الاستثمار العلمي والديني ومن يستمع إلى أحاديثه الحجازية يستمع إلى مقامه بالمدينة المنورة أربعة أشهر ومجاورته بمكة مدى سنوات في خصوص استتمام علومه الظاهرة كما يروي من شيوخه بمكة العلامة السيد أحمد بن زيني دحلان وبطيبة العلامة السيد عمر بن عبد الله الجفري والعلامة السيد محمد بن شيخ بن سهل جمل الليل والعلامة الشيخ محمد ابن محمد العزب الدمياطي نزيل طيبة ولو فتشنا مدخراته لوجدنا فيها العلامة الشيخ محمد العزب لم يكتف بتثقيفه وإجازته لفظاً وخطاً ولكنه تجاوز إلى نظم نسبه الشريف إلى الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام في مطولة قوامها 46 بيتاً متوسلاً في آخرها بمن فيها إلى ربه .والواقع أن صاحب الترجمة بعد أن قضى بالحجاز المدة التي قدرها الله له اتخذ طريقه إلى جدة حيث استقل إحدى السفن المبحرة إلى الشرق الجاوي حتى إذا طاف بسنقفورة وبتاوي وسوربايا ومختلف المدن والقرى كانت مدينة بانقيل الشهيرة دار الهجرة الأبدية ولما كانت الأصقاع الجاوية بمثابة مسارح للحياة الدنيا وميادين واسعة للجولان التجاري فقد كان المنتظر أن يدلي دلوه في الدلاء ويكون له نصيب في التجار والاستثمار ولكنه بطبيعته أخروي ولم يكن لشؤون الدنيا في نفسياته وميوله قليل أو كثير وكانت حياته في عزلة عن المجتمع كله على غرار المتوارين في الصوامع مع اختلاء بالله وانقطاعاً إله متوجهاً وذاكراً وقارئاً كتاب الله عز وجل الحياة كلها ومهما بالغ المبالغون في كل صفة من صفاته ودينية من دينياته وحالة من حالاته فإنما يصفون الأدنى فلا أهل الرسالة القشيرية ولا أمثالهم يدركون عبارة عند المسابقة والمقارنة وهلا يكفي أن طعامه على بساطته وتفاهته يزنه بميزان وكم وقف ببابه الواقفون من العلماء والزعماء والعظماء وذوي الحيثيات الممتازة فضلاً عن غيرهم متلمسين الأذن لهم في الدخول عليه لتحيته وزيارته ولكنهم يعودون فاشلين من حيث أتوا من جراء تدقيقه مع الله في ظواهره وخوافيه وحرصه الشديد على طريقة السلف وهيئة السلف وحياة السلف كصورة من مكتنفه وحياته وهيئته إلى كلامه بمقياس حيث تشعرون بمحدود تلاميذه ومريديه وصبغتهم بصبغة كما لا يخفى وإليكم من تلاميذه أولاده وشيخنا العلامة السيد محمد بن أحمد بن محمد بن علوي المحضار والعلامة السيد علي بن عبد الرحمن ابن عبد الله الحبشي والعلامة السيد أحمد بن محسن الهدار على أن الأخبار القائلة أن من خاف الله خافه كل شيء أخبار صحيحة حتى أن كثيراً من الناس يتحاشون الظهور أمامه من رهبته وهيبته ودعوا جانباً حرمته التي ملأت النفوس قاطبة على خصوصها وعمومها والحمد لله كثيراً على تشرفي بالدخول عليه في منزله سنة 1329 ومبادرته بالإجازة لي وإلباسي ومكثي عنده إلى صلاة العصر خلفه بالمسجد القريب من مسكنه ثم الاستماع إلى قصيدة صوفية من ديوانه بإنشاد حاديه الخاص وأما صفته الجسدية فقامة طويلة ناحلة في صفاء بشرة بعينين كعيني النمر ووجه شاحب يتلألأ نوراً من آثار النسك والعبادة والتهجد وله لحية وعارضان مبسوطات وعلى الهيئة العلوية الكاملة ملبوسه الأبيض النظيف بعمامة كبيرة يشاهد السواك فيها والسبحة لا تفارق يده ذاكراً وفي عيشة الناسكين المبالغين وحياة الشيوخ العباد المتقين وزهادة الأبرار القانتين وورع الأطهار العابدين توالت حياته البشرية متقاطرة إلى منتهاها بمدينة بانقيل في يوم الجمعة 15 صفر سنة 1331 وعلى ضريحه بمقبرتها قبة عظيمة معمورة بالزائرين .

    شعره

    ديوانه الضخم مجموعة أشعار زاهدين ونفسيات صوفيين ونزعات مرشدين على ما وضحت في اللونين القريضي والحميني وعلى سبيل المثال من شعره إليكم من نبوية :

    قد عراني من الصدود ضناء ........ وقواي قد هد منها البناء

    بعدكم سادتي أضر بجسمي ........ صرت نضوا وفي الحشا التواء

    قد جفا النوم مقلتي وعادي ........ قلبي الأنس والهناء والصفاء

    وتوالت جيوش همي وغمي ........ مذ تولى سرورنا والرخاء

    ليت شعري إلى متى في ابتعاد ........ هل لذا البعد مدة وانقضاء

    يا رعى الله وقت وصل تقضى ........ في ربوع قد طاب فيها الثواء

    طيبة طاب عيشنا في رباها ........ وصفا الوقت وتعالى الهناء

    في جوار الحبيب أفضل هاد ........ من له الحلم شيمة والسخاء

    ومن المجد حاز كل كمال ........ ليس يحصى صفاته الإحصاء

    نعته في الكتاب جاء عظيم ........ هل لذا صاح غاية وانتهاء

    يا رسول الهدى أغثني فإني ........ عبد سوء وما لدي وفاء

    أثقلت ظهري الذنوب وما لي ........ غير جاه لكم إليه التجاء

    عوقتني الذنوب عن كل فوز ........ وإلى الخير ليس لي انتماء

    وهواي عن المعالي هوى بي ........ وإلى الله مرجعي والبكاء

    نضبت حيلتي وعز اصطباري ........ وسواكم قد قل فيه الرجاء

    أنا عبد على الفناء فقير ........ لعطاكم وأنتم كرماء

    وحاشا إحسانكم وحاشا علاكم ........ أن تضنوا علي يا أسخياء

    وصلاة عليك يا سيد الرس _ ل من الله ما استجيب الدعاء

    وسلام يغشاك والآل جمعاً ........ ما تغنت حمامة ورقاء

    ولما نظم شيخه العلامة الشيخ محمد بن محمد العزب نزيل المدينة المنورة سلسلة نسبه أرسل إليه هذه الأبيات:

    أهلاً بنظم بديع ما له ثاني ........ كأنه عقد ياقوت ومرجان

    وكيف لا والذي أنشأه سيدنا ........ بحر العلوم ومروى كل عطشان

    محمد العزب المشهور من حسنت ........ أخلاقه وسما فضلاً بعرفان

    رضيع البان علم الدين في حرم اله _ ادي يدرس في تفسير القرآن

    نزيل طيبة دار المصطفى وغدت ........ له إلى الآل إدناء بإيقان

    ناهيك من شرف حب النبي وآ _ ل البيت من طهروا في نص فرقان

    لا زال فينا ولا زال الزمان به ........ في بهجة ومسرات ورضوان

    يا أيها الحبر هل لي من دعائك ما ........ ترضى لنفسك أني مذنب جاني

    قد قيدتني حظوظ النفس عن طرق الخ _ يرات أصبحت منها رهن عصيان

    لكن رجائي في مولاي يطلقني ........ من أسر شهوة نفس محض إحسان

    ثم الصلاة على الهادي وعترته ........ وصحبه ما شدا طير على البان

    ^

    نسبه

    عبيد الله بن محسن بن علوي بن سقاف بن محمد بن عمر بن طه بن عمر ابن طه بن عمر بن عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الرحمن السقاف بن محمد مولى الدويلة بن علي بن علوي ابن الفقيه المقدم محمد بن علي بن محمد صاحب مرباط بن علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيد الله ابن المهاجر أحمد بن عيسى بن محمد بن علي العريضي بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الحسين بن فاطمة الزهراء ابنة الرسول محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام .من الأئمة الراشدين وشيوخ الملة الداعين إلى هداية العالمين وكبار العلماء المتدينين ولادته بمدينة سيوون سنة 1261 من الهجرة وفي النشأة السيوونية والعواطف الأبوية ودوران الفلك الدائر من حاضر إلى حاضر تمخضت حياته عن ناشئ صغير له مداركه ولماذا لا يكون الانتهاز لهذه البواكر الطيبة في الاستغلال القرآني قبل كل استغلال وعلى المعلم الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله ابن سعيد الصبان اجتياز الفرقان المنزل من مفتتحه إلى مختتمه بمعلامة جده سيدنا طه بن عمر الشهيرة بسيوون ولما كانت هذه الظاهرة القرآنية بمثابة التمهيد للمستقبل الثقافي فقد كان تسلله من الأبواب القرآنية إلى فيافي العلوم وغاباتها بصفة حاطب علمي في الحاطبين العلميين ولئن كانت البواعث النفسية لها اندفاعها والتنشيطات الأبوية لها مفعولاتها كما للأيام والشهور والسنين تواليها وآثارها فكيف لا تتراكم محصولاته الشرعية وغيرها إلى الصوفية ويكون له ظهوره وشهرته وميزته ومشيخته وتتدفق عليه من شيوخه الوصايا والإجازات والإلباسات وغيرها على أننا في تعرضنا لمشائخه نستغني بالعلامة السيد علوي بن محمد بن عمر بن سقاف السقاف والعلامة السيد حسين بن أبي بكر بن عمر بن سقاف السقاف والعلامة السيد عبد الرحمن بن علي بن عمر بن سقاف السقاف والعلامة السيد عبد القادر السوم بن حسن بن عمر بن سقاف السقاف والعلامة السيد صافي بن شيخ بن طه السقاف والعلامة السيد محمد بن علي بن علوي بن عبد الله السقاف كما تتلمذه على أخيه العلامة السيد عبد الله بن محسن ومن شيوخه في الصفات الصوفية العلامة السيد الشيخ بن عمر سقاف السقاف والعلامة السيد محمد بن إبراهيم بن عيدروس بلفقيه والعلامة السيد عمر بن حسن بن عبد الله الحداد والعلامة السيد علي بن حسن بن حسين بن أحمد الحداد والعلامة السيد أحمد بن محمد بن علوي المحضار وأما والده فشيخ فتوحه الأول في العلوم الظاهرة والعلوم الباطنة وفي معيته مدى حياته متتلمذاً ومتقيداً إلى النشيد والتغني له من ديوانه وغير ديوانه على ما في مقدمة تعريف الخلف بسيرة السلف لتلميذه ابن أخيه العلامة السيد محسن بن عبد الله وكيف تعد مقروءاته عليه في شتى العلوم وهي لا معدود لها ولاسيما في النواحي الصوفية والسير عدا ما له من مؤلفات ووصايا وإجازات ومكاتبات وغيرها حتى إذا نزح والده من دار الدنيا إلى الدار الآخرة مدفوناً يوم الاثنين في 4 رمضان سنة 1290 تحولت وجهته إلى ملازمة شيخ فتحه الثاني العلامة السيد عيدروس بن عمر الحبشي وربما تردد إليه مرتين في الأسبوع الواحد كما لا يهمه أن يذهب إليه راكباً أو ماشياً مع ما له من ظهور وميزة ومما قرأه عليه عقد اليواقيت ومنحه الفاطر وجميع ما ينسب إليه خلا عديداً من كتب التفسير والحديث وكتب السلف والخلف العلويين وغير العلويين القراءة قراءة والاستماع استماع وما زال في تبعيته إلى مواراته بحدثه في يوم الاثنين 9 رجب سنة 1314 وفي مقايضة التلقي المتبادل والتتلمذ من كل للآخر مع طائفة من الشيوخ المقارنين نروي من البارزين شيخنا الوالد العلامة السيد علوي بن عبد الرحمن بن علوي بن سقاف السقاف وشيخينا العلامتين حسيناً وعلياً ابني سيدنا محمد بن حسين الحبشي والعلامة السيد شيخان بن محمد بن شيخان الحبشي والعلامة السيد محمد بن عيدروس بن عمر الحبشي والعلامة السيد عبد الله بن الحسن بن صالح البحر والعلامة السيد حسن أحمد بن زين بن سميط وشيخنا العلامة السيد أحمد بن حسن بن عبد الله العطاس والعلامة السيد حامد بن أحمد بن محمد المحضار والعلامة السيد عبد الرحمن بن محمد بن حسين المشهور والعلامة السيد أحمد بن محمد بن عبد الله الكاف والعلامة السيد شيخ بن عيدروس بن محمد العيدروس وعندما ننقلب على عقبينا إلى حياته بعد وفاة أبيه نجده يشيد له منزلاً سنة 1291 بضاحية سيوون الشرقية الجنوبية في المكان المسمى بعلم بدر طلباً للعزلة والابتعاد عن المجتمع الصاخب حيث كان مسكنه الأبدي وهناك قضى عمره في الدينيات والصوفيات والعلوم وفي زاويته الشبيهة بالمسجد إلى جانب بيته صلواته وظواهره الدينية والصوفية ومجالسه العلمية وروحاته وتخصيص شهر رجب من كل عام لقراءه صحيح البخاري كله وفاقاً لأهل زبيد في عادتهم حيث يتوارد للمشاركة جموع غفيرة من تلاميذ ومريدين وغيرهم ومن تلاميذه السيوونيين العلامتان السيدان جعفر وأحمد ابنا عبد الرحمن بن علي بن عمر ابن سقاف السقاف والعلامة السيد سالم بن محمد بن عبد القادر السوم السقاف والعلامة السيد سقاف بن علوي بن محسن بن علوي السقاف والعلامة السيد محمد بن هادي بن حسن السقاف والعلامة السيد سالم بن صافي بن شيخ السقاف والعلامة السيد جعفر بن عبد الله بن محمد بن جعفر بن شيخ السقاف وأما الذين التزموه متتلمذين مدى حياته فهم ولده عبد الرحمن والعلامة السيد عبد الله بن حسين بن محسن بن علوي السقاف والعلامة السيد سقاف بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر السقاف والعلامة الشيخ عمر بن عبيد حسان والعلامة الشيخ محمد بن محمد باكثير والعلامة الشيخ محفوظ بن عبد القادر حسان والعلامة الشيخ عوض بن بكران ابن سالم بن عمر الصبان ومنشده السيد عبد القادر بن علوي بن محمد الحداد وكالشمس المشرقة ملازمة تلميذه العلامة الشيخ محمد بن شيخ بن علي الدثيني وفي معيته نهاراً وليلاً إلى مماته سوى مستثنيات يسيرة إلى دثينة وحيث فهمنا ميوله إلى الانزواء عن المجتمع العام فلماذا لا ندري انقطاعه بعلم بدر بعد وفاة شيخه سيدنا عيدروس بن عمر متجرداً للأعمال الصالحة حتى أنه قلما يخرج منه إلى غير الجمعة وصلاة العيدين وزيارة الأضرحة إلى هنا وهناك إذا لم نستثن مستثنيات قليلة عند الضرورة القصوى حتى تريم قد يعود من مقبرتها ولن تجدوا مثل الشيخ محمد الدثيني متحدثاً عن البدائع من صفاته الساميات سواء العلميات أو الصوفيات أو الدينيات أو الزهديات أو التورعات أو العواطف الطيبات لعموم المخلوقات إلى تأثره من المؤثرات المحسوسات والمعنويات واستطالة حزنه وهل رأيتم متواضعاً مثله تدفعه مراحمه إلى التخفيف حتى عن الحطابات بحمل أثقالهن إلى مسافات في مختلف الأوقات وكثير المرات على كبر حاله وعلو مقامه وسمو قدره وبروز شخصيته إلى آخر الأوصاف التي في الأشواق القوية لتلميذه العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن سالم باكثير صاحب زنجبار كصورة مصغرة من أوصافه الكبرى ولما كان داعياً إلى مولاه ومرشداً إلى سبيل رسوله فحيثما اجتمعتم به تشاهدونه داوي الصوت بالنهي عن المنكر والأمر بالمعروف وفي مجتمعاته تنصتون إلى نصائحه الثمينة وعطائه وعظاته المؤثرة ومتى سكت عن الحث في اتباع طريقة السلف والهدى العلوي إلى حسبانه بمثابة نائحة ثكلى على المتقاعدين المتكاسلين والواقع أنه عندما يخوض في النواحي السلفية والخائضات الصوفية تأخذ المستمعين الدهشة من تدفق تياره وجريانه جريان السيل والجرار وتواليه توالي الغيث المدرار وحسبنا في المسرح التمثيلي رواية تلميذه العلامة السيد علي بن عبد القادر بن سالم العيدروس عن حضوره جلسة من جلساته الصوفية وبمعنى آخر روحة من روحاته العصرية التي ما كاد المنشد ينشد البيت الأول من قصيدة قطب الإرشاد العلامة السيد عبد الله بن علوي الحداد التي مطلعها :

    قل للذي جد بالأظعان يا حادي ........ سقها رويداً ليلقى الحاضر البادي

    حتى اندفع في الحومة الحدادية غائصاً من ناحية إلى ناحية ومن عمق إلى عمق وطالعاً بالنفائس والذخائر منذ العصر المبكر إلى ضيقه وعندما نبهوه كان كمن استيقظ مبهوتاً وبما أن هذه الأضواء من أضواءه الساطعة في الكون كله صار من المفهوم أن يكون محجاً من المحجات في الهيئة البشرية ومعتقداً من المعتقدات العظمى عند الخاص والعام كما لي نصيبي في اعتقاده والتبرك برؤيته وتقبيل يده مرات جمة وحضور مجالسه كولد من أولاده وقريب من أقربائه ومواطن من مواطنيه المستكثرين من مشاهدته متطيلساً حتى في الطرقات ويده على كتف الشيخ محمد الدثيني أو غيره بقامته المتوسطة ورطوبة خفيفة بعينيه ولحيته الممتدة من الأذن إلى الأذن بين الكثة والخفة ووضوح برص خفيف في شفتيه وأطراف أصابعه وفي سيوون بعلم بدر ختام حياته في ظهر يوم الجمعة 21 جمادى الأولى سنة 1324 ومدفنه بقبة جده سدنا سقاف بن محمد بن عمر معروف يزار مع أهله ومن الذين رثوه بقصائدهم ولده العلامة السيد عبد الرحمن بن عبيد الله وتلميذه العلامة السيد سقاف بن عبد الله بن عمر بن أبي بكر السقاف وتلميذه العلامة الشيخ محمد بن محمد باكثير ثم من يبغي الإفاضة في الترجمة عليه بتعليقاتنا على الأشواق القوية.

    باقياته الخالدات

    منها مجموع وصاياه وإجازاته في ثلاثة أجزاء جمع تلميذه العلامة السيد سالم بن حفيظ بن عبد الله ابن الشيخ أبي بكر بن سالم ومجلد بمثابة وصية لتلميذه العلامة الشيخ محمد بن محمد

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1