Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

أصيل - سيرة في رواية
أصيل - سيرة في رواية
أصيل - سيرة في رواية
Ebook249 pages2 hours

أصيل - سيرة في رواية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

هذا الكتاب ليس سيرة ذاتية لشخص، كما قد يبدو من غلافه؛ بل سيرة ذاتية لمجتمع، ولثقافة مهيمنة على ذلك المجتمع. سيرة العم جابر (أصيل) تمثِّل سيرة (القبيلة) في الجزيرة العربية، وتحديدًا في ما قبل نشوء (الدولة) السعودية وبُعيد نشوئها. ضَغْط القبيلة بوصفها مكوِّنًا وجوديًّا للإنسان، وليس مجرد أحد عناصر هُويّته، هو الذي دفع فتى في عمر التاسعة أن يسير مدة ١٤ يومًا مشيًا على الأقدام، من شرق الجزيرة العربية إلى وسطها، ويتعرض خلال رحلته تلك إلى متاهة الرمال والأحراش، والذئاب والضباع، يفعل كل ذلك من أجل تأكيد الانتماء إلى قبيلته التي وُلد ونشأ بعيدًا عنها لدى قبيلة أخواله، حيث وصفه أحدهم في أثناء عراك أطفال بـ(الأجنبي)، فكانت هذه الكلمة التي جعلت الطفل يخوض رحلة انتحارية من أجل إعادة الاعتبار لنفسه! لكنَّ هذا البدوي العنيد الذي توقعنا أن يترعرع ليصبح (شيخ قبيلة) فاجأ كل من حوله -بمن فيهم قراء هذا الكتاب- ليتحول في منتصف عمره من (بدوي) إلى (قروي)، يقتني البقرة في بيته الطيني بعد أن كان شغوفًا برعي الإبل في الصحراء، ويعتني بالنخيل في بستان بيته بعد أن كان يعتني ببيت الشَّعر والأغنام. هل انتهت (القبيلة) وعصبياتها في مجتمعنا الآن؟ لا، لكنها لم تعد الوسيلة الوحيدة، ولا الوسيلة الأهم للتعبير عن الهوية ولإظهار الاعتداد. هذه الرواية/ السيرة مليئة بمعالم اجتماعية لإنسانٍ من أهل الجزيرة العربية استجاب بإرادته، القوية دومًا، لتحولات مجتمع الجزيرة العربية من الارتهان للقبيلة والبداوة إلى فضاء الدولة والمدنية، لكن مع إصرار صلب لديه في الإبقاء على (قيم) أساسية غير خاضعة للتنازل! زياد الدريس
Languageالعربية
PublisherObeikan
Release dateJan 1, 2021
ISBN9786030374625
أصيل - سيرة في رواية

Related to أصيل - سيرة في رواية

Related ebooks

Reviews for أصيل - سيرة في رواية

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    أصيل - سيرة في رواية - محمد بن جابر السهلي

    محمد جابر فواز السهلي 1442هـ

    فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر السهلي، محمد جابر فواز

    # أصيل./ محمد جابر فواز السهلي - الرياض، 1442هـ

    1- القصص العربية - السعودية أ. العنوان

    ديوي 813,39531 7065/1442

    حقوق الطباعة محفوظة لشركة العبيكان للتعليم

    بالتعاقد مع المؤلف 1442هـ/2021م

    نشر وتوزيع

    المملكة العربية السعودية-الرياض

    طريق الملك فهد-مقابل برج المملكة

    هاتف: 4808654 11 966+، فاكس: 4808095 11 966+ ص.ب: 67622 الرياض 11517

    جميع الحقوق محفوظة. ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو نقله في أي شكل أو واسطة، سواء أكانت إلكترونيةأو ميكانيكيـــة، بما في ذلك التصوير بالنسخ (فوتوكوبي)، أو التسجيل، أو التخزين والاسترجاع، دون إذن خطي من الناشر.

    إهداء

    أهدي هذا العمل لذلك الجبل الأشم، والطود الشامخ، والقامة الكبيرة القدر؛ السامقة في سمو المبادئ، ونبل الأخلاق، ورفيع القدوة، إلى مقام أبي جابر بن فواز المحيميدي السهلي، الذي أسميته في هذه الرواية (أصيل)؛ ذلك الرجل الأصيل الذي تتبعثر في نعته المفردات، وتتقزم أمام قامته الحروف والكلمات.

    شكر وتقدير

    يجود الزمان بوجود أناس أعزاء يشكلون في سمائنا دومًا نجومًا برّاقة، لا يخفت بريقها عنَّا لحظةً واحدةً، ولا تتوارى في فلكها برهة، نسعد بلمعانها في سمائنا كلَّ ساعات أعمارنا، فاستحقَّت وبكلِّ فخر أن يرفع اسمها في عليائنا.

    بأندى عبارات الشكر والعرفان، وأرق حروف المداد أزجي الشكر الوفير للأخ والصديق ورفيق الدرب الكاتب والمثقف الدكتور زياد بن عبد الله الدريس المندوب الدائم السابق للمملكة العربية السعودية لدى منظمة اليونسكو (باريس) على جهوده الكبيرة في تقريظ هذه السيرة ومراجعتها بل والتفاعل مع أحداثها، وما أبداه من مشاعر تجاه شخصياتها سيما بطلها (أصيل)، فله مني خالص الشكر وجزيل الامتنان، وصادق الدعاء، وبه وبمثله تحلو سويعات العمر القصيرة.

    وأثنِّي بالشكر والتقدير وأعطر حروف الثناء وأبلغها معنى لأخي العزيز الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الربيعي أستاذ العلاقات الحضارية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على مراجعته الدقيقة لهذا العمل الأدبي وما أبداه من ملاحظات بالغة الأهمية وتتويجها بمقدمته التي أُجِلُّ وأُثمِّنُ كل حروفها ومضامينها النابضة بمشاعره الندية.

    تقـديم

    بيني وبين مؤلف هذه الرواية -المهندس محمد بن جابر المحيميد السهلي- وشيجة قربى؛ فجدته لأمه (نورة بنت إبراهيم الربيعي) هي عمتي؛ وأخت والدي عبدالرحمن من أبيه (ت 1402هـ)، ويبدو أن هاجس الترحال الذي طغى على هذه الرواية قد طال رحلة عمتي من حي الخريزة العريق بعنيزة في الأربعينيات من القرن الهجري الماضي إلى ثادق مع زوجها سعد بن علي الجاهل السهلي؛ وكانت حافظة للقرآن الكريم، فبادرت إلى فتح (كتَّاب الربيعية) للفتيات تعلمهن القراءة والكتابة وتحفظهن القرآن، واهتمت بالمسنين.

    وفي عام 1358هـ انتشر في نجد وباء الجدري المعدي، فنصبت خيمة للمرضى، وأمدتهم -عن بعد- بالماء والغذاء والدواء، وأنقذت كثيرين منهم، وقد توفيت في ثادق عام 1371هـ تقريبًا .

    وعندما نثر المؤلف درره أمامي حرت في نظمها بسلك من نضار، فكل لؤلؤة تسبق أختها نحو الحسن، فأحار أيها أختار، حتى إذا ادَّاركت جميعًا في فصول وفقرات بان جمالها؛ ودهشت في المعنى والمبنى لهذه الرواية؛ فقد قرأت منذ صغري مئات الروايات العربية والمترجمة، بل وقرأت روايات فرنسية بلغتها الأصلية، واستعذبت الروايات الشعبية مثل (أبطال من الصحراء) و(الدمعة الحمراء) للأمير محمد الأحمد السديري صديق الوالد ، لكني فوجئت بالسبك والحبك المتميزين؛ ومثار عجبي كون المؤلف مهندسًا زراعيًّا متخصصًا في علم الكائنات البحرية! كيف هندس هذه القصة وحرك شخصيات راحلة وكأنها ماثلة للعيان.

    هذه الرواية (فيلم) في العالم الافتراضي، ثلاثي الأبعاد يجمع بين الدراما والكوميديا، وفيها من الأجواء المتناقضة: فرح - ترح، نجاح - إخفاق، حب - حقد، خوف - أمن، سفر - إقامة، مطر - عطش، صحو - عواصف - ليل - نهار، حر - قر، صداقة - عداوة، موت - مولد، عرس - مأتم، زواج - طلاق، مرض - شفاء، فقر - غنى.

    وإنني أدعو القارئ الكريم إلى أخذ الحيطة، وهو يندمج مع تقلبات الرواية، وأخشى أن يعيش أيامًا متقمصًا شخصية منها كما حدث لي.

    شيدت هذه الرواية على مسرح يمتد من الكويت إلى الرياض مرورًا بالأحساء وهجرها حتى المشاش وثادق، وركزت على قبيلة الأعمام السهول، والأخوال من آل مرة، لكنها تشمل كل العرب الخلص في الجزيرة العربية، وتحمل مورثات القبائل العربية السعودية الإيجابية؛ فالروح الوطنية ترفع علمها فوق كل سارية، ولا سيما أن الملك المؤسس نسج من هذه القبائل لحمة وطننا الأشم...

    للمؤلف ولكم أزكى تحاياي...

    أ.د.عبدالله بن عبدالرحمن الربيعي

    أستاذ العلاقات الحضارية

    بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

    الفصل الأول النشأة

    وأشرقت شمس أصيل...

    في الصحراء المجاورة لمدينة الهفوف بمنطقة الأحساء في شرق السعودية ولد بطل هذه القصة (أصيل) داخل بيت شعر بدوي.

    دوت صرخات (أصيل) الطفل بفضاء العثمانية، وهي تلة برية غرب الهفوف كشأن جميع أبناء البادية الذين يولدون في أماكن إقامة أهلهم، وتتم عملية الولادة بشكل طبيعي بين أيادي أقارب الأم من القابلة التي هي عادة من النساء المسنات اللواتي لديهن خبرة في مراحل الولادة والعناية بالمولود بعد خروجه للحياة.

    وكانت منطقة الأحساء وشرق السعودية عمومًا آنذاك تشهد ميلادًا آخر تزامن مع ولادة أصيل، ألا وهو ميلاد أكبر شركة نفط في العالم حينذاك، وهي شركة أرامكو.

    ولد أصيل في أوائل عام 1352هـ/ 1933م، وأمه هي مانعة بنت جابر المري، من قبيلة آل مرة، وأبوه فواز بن سجوان السهلي من قبيلة السهول التي تسكن في العارض بنجد.

    بعد مولد أصيل بسنتين توفي والده فواز، فأقام مع أمه، وأخيه لأمه حمد، وأخته الشقيقة وضحى، جارًا لأخواله من قبيلة آل مرة، وكان الفقر والحاجة سيديْ المكان في ضواحي الأحساء على الرغم من وجود بعض القطيع من الأغنام، والإبل لديهم، وكان والده قد نزح إلى الأحساء من نجد قبل وفاته بأكثر من خمسين عامًا، وأقام بها إقامة شبه متصلة، فوجد نفسه بين قبيلة كريمة من قبائل ضواحي الأحساء والدهناء من البدو الرحل الذين يبحثون عن الكلأ والماء لمواشيهم، في تخوم الأحساء حيث التمر، والرز الذي يحصلون عليه مقايضة بما يصنعونه من الأقط، والسمن، وما تغزله نساؤهم من الصوف والوبر.

    فقد أصيل والده -كما أسلفت- وهو في عمر السنتين، فعاش يتيمًا غريبًا لا تربطه بأهل هذه المنطقة إلا والدته التي هي من أهل هذه العشيرة (آل مرَّة)، وكانت الفاقة التي تسود ديار عشيرته بنجد هي التي اضطرت والده إلى ترك نجد بعد أن دب فيها وباء هلك بسببه كثير من الناس، وذلك فيما عرف بــ (سنة الجوع) عام 1327هـ/ 1909م، وما رافقه من الفاقة والجدب وندرة الطعام، ففر من نجا إلى حيث يظن وجود الطعام، وكان ضمن من رحل والده فواز وعمتاه (نورة، ونوير).

    وقبيلة السهول قبيلة عربية هوازنية، ويقطن معظم أفراد قبيلة السهول بوسط نجد -شمال وجنوب منطقة الرياض- في العرمة، ولها موارد مياه معروفة وهجر قائمة منذ ذاك التاريخ إلى وقتنا الحاضر، ولبعض أفرادها شرف المشاركة في عمليات توحيد البلاد في عصري الدولة السعودية الثانية والثالثة، ومنهم رجال من الستين رجلًا الذين استعادوا الرياض بقيادة الملك عبدالعزيز، وعلى رأسهم رجل يدعى (شايع بن شداد المحيميدي السهلي) هو فخر لقبيلته، وأبناء عمومته.

    وقد كان فواز والد أصيل وأعمامه من البدو الرحل المنتشرين في مناطقهم، وكان فواز أصغر بكثير من أختيه (نورة ونوير)، وكان يقطن بجوارهم للرعي في ديار السهول ضعين من قبيلة آل مرة؛ لتوافر موارد المياه، فأقامت نورة ونوير مع بعض نساء آل مرة علاقة ود، وحسن جوار، وتزاور، حيث يعين بعضهم الآخر على الرحيل، وبناء بيوت الشعر، وقد نزل بالناس وباء، وهلك خلق كثير، ومنهم الكثير من أقارب فواز، وماتت المواشي، وأجدبت الأرض بنجد. وعندما أراد هذا الضعن من آل مرة العودة إلى ديارهم بالأحساء من جراء جدب ديار نجد، وجفاف المياه، وانتشار الأوبئة رأت نورة الأخت الكبيرة -بعد أن فقدت والديها وأخواتها، ولم يتبق في بيتهم إلا هي وأختها وأخوها الصغير فواز - أن تبلغ أختها بقرار صعب، إذ قالت لأختها: إن بقينا فسوف نلحق بأهلنا، فقد هلكت المواشي، ونفد الطعام، ولم يتبق لدينا إلا هذه الغنيمات، وبعير واحد، وأرى أن نرحل مع أهل هذه القبيلة آل مرة الذين لم نر منهم إلا كل خير، فهم سيرحلون إلى شمال العرمة والدهناء، ولعلنا نجد بقية أفراد قبيلتنا هناك، ولعلهم أحسن حالًا من هذه المجاعة التي أهلكت كل من حولنا، وكانت نورة في أواخر العقد الثالث، أما نوير ففي منتصف العقد الثاني، بينما أخوهم الصغير والد أصيل فلا يزال دون العاشرة من العمر، ولم يكن لديهم خيارات، فإما الرحيل مع هذه القبيلة، أو البقاء وحدهم، فقرروا الرحيل معهم، خاصة لما سمعوا عبارات الترحيب من رجال هذه القبيلة ذات الشهامة والوفاء، وكان بعض نساء آل مرة قد نقلوا لرجالهم رغبة نورة وأختها وأخيها بمرافقتهم.

    بعد مضي ثلاث ليال من السير أدركهم جميعًا العطش، فوردوا على موقع جنوب الدهناء إلى الشرق من قرية جودة الواقعة شرق الرياض، فوجدوا عليها إبلًا وأناسًا أحياء لم يصبهم الوباء الذي أصاب العرمة وقرى سدير، فأقاموا معهم، ونصبوا خيمتهم، وشربوا وشربت ناقتهم، وكان معظم أفراد هذه القبيلة من آل مرة، ومعهم قبائل أخرى من مطير والهواجر وغيرهم ومعظمهم من قبائل يام.

    وطفقت نورة تتحسس أخبار السهول فلم تجد قريبًا منها ذكرًا لأي منهم، وكانت المنطقة أكثر كلأ وحلالًا وماشية، فأقاموا بضعة أشهر، وتوطدت علاقة حميمة بين نورة ونوير وبعض النساء من قبيلة آل مرة، وتعرَّف فواز على من في سنه منهم، وأصبحوا يعين بعضهم بعضًا على أمور الحياة، وأقاموا أشهرًا عدة، ثم قرر أفراد قبيلة آل مرة الرحيل مرة أخرى لديارهم بضواحي الأحساء، فلم تجد نورة ونوير بدًّا من مرافقتهم تحت إلحاح نسوتهم، وخوفهن على أنفسهن، وتوج ذلك بقول أمير هذه العشيرة جلاب العويري الغفراني المري عبارته المشهورة: (يا بناتي، أنتن في هذه الشعرات)، وأشار إلى لحيته، وقال: (أنتن في وجهي)، وهذه عبارة تقولها العرب في إجارة المحتاج، والغريب.

    كم هو موقف شهم، وكم هو موقف عصيب على نورة ونوير وهما يودعان آخر مواطن جماعتهما إلى المجهول؛ اللهم إلا هذا الوعد الجميل من هذا الشهم الهمام الذي يبعث على الأمل والطمأنينة والأمان.

    نزل أهل هذه القبيلة شرق الأحساء، وبعد سنوات عدة زوَّج فواز أختيه نورة ونوير لرجلين من أهل هذه القبيلة أحدهما من فخذ الغفران، والثاني من آل سعيد، وهو قريب للشاعرة بخيتة بنت عايض آل عذبة المرية المشهورة بـ(بخوت)، وتزوج فواز -والدة أصيل - من مانعة بنت جابر بن هادي المرية من فخذ (حذقين)؛ وذلك بعد وفاة زوجها طالب والد حمد بن طالب -أخ أصيل لأمه-، وأنجبت من زوجها فواز البنت وضحى والولد أصيل، ثم توفي فواز وأصيل لا يزال في الثانية من عمره، ثم توفيت بعده أختاه نورة ونوير، وقد خلفتا بنين وبنات.

    شب الصبي أصيل طويل الصمت قليل الكلام، يبادل أخته وضحى العناية بالإبل والغنم، حيث كانت أخته تعتني بالغنم معظم الوقت، بينما هو يساند أخاه من أمه حمد الذي يكبره ببضع سنين، وكان أخوه يرى أنه الأكبر منه سنًّا، وبين أهله وعشيرته، ويستقبل الضيوف؛ ولذلك وقع على أصيل معظم الأعباء، وكان يتلقى الأوامر من أخيه حمد دون كلل كعادة أبناء البادية في احترام الصغير للكبير، ولا سيما إن كان أخاه.

    كان جد أصيل لأمه هو جابر بن هادي المري والد مانعة يحب أصيلًا كثيرًا، ويعامله معاملة الأب لولده، ولا سيما أن أصيلًا -كما أسلفت- قد تيتم مبكرًا، وكان يسمى باسمه (جابر) فعوضه هذا الجد حنان الأب، وعاش في كنفه، وتأثر بشخصيته، وكان أصيل لا يفارقه إلا نادرًا، ويقوم على خدمته وتنفيذ طلباته، وكان الجد يحفِّظ سبطه الأشعار، ويقص عليه قصص البادية، وأسماء شيوخ القبائل، وخاصة أهله وقبيلته السهول بنجد والعرمة.

    وقد كان أصيل ذا شخصية حادة ودقيقة تتمتع بذكاء فطري وفطنة،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1