Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الحسبة في الإسلام، أو وظيفة الحكومة الإسلامية
الحسبة في الإسلام، أو وظيفة الحكومة الإسلامية
الحسبة في الإسلام، أو وظيفة الحكومة الإسلامية
Ebook114 pages52 minutes

الحسبة في الإسلام، أو وظيفة الحكومة الإسلامية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يقول شيخ الإسلام ابن تيميه بأن الولاية في الشرع الإسلامي هي لمن يتخذها ديناً يتقرب به إلى الله، ويفعل فيها الواجب بحسب الإمكان في أفضل الأعمال الصالحة. وبالتالي فإن الحسبة في الإسلام أو الحكومة الإسلامية تنطلق من مفهوم أساسي مقصده وغايته أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا. من أجل ذلك ألف ابن تيميه كتابه هذا "الحسبة في الإسلام" والذي يشرح فيه وظيفة الحكومة الإسلامية، والقاعدة التي يجب أن يؤسس عليها الحكم في الدولة الإسلامية، فكانت المسائل التي بحثها ولهذا الغرض هي التالية: مسألة الحسبة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الولاية البدع المخالفة للكتاب والسنة، إقامة الحدود، العقوبات المالية، التغيير، الثواب والعقاب من جنس العمل، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، العلم والعمل
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateDec 28, 1901
ISBN9786395648539
الحسبة في الإسلام، أو وظيفة الحكومة الإسلامية

Read more from ابن تيمية

Related to الحسبة في الإسلام، أو وظيفة الحكومة الإسلامية

Related ebooks

Related categories

Reviews for الحسبة في الإسلام، أو وظيفة الحكومة الإسلامية

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الحسبة في الإسلام، أو وظيفة الحكومة الإسلامية - ابن تيمية

    الغلاف

    الحسبة في الإسلام، أو وظيفة الحكومة الإسلامية

    ابن تيمية

    728

    يقول شيخ الإسلام ابن تيميه بأن الولاية في الشرع الإسلامي هي لمن يتخذها ديناً يتقرب به إلى الله، ويفعل فيها الواجب بحسب الإمكان في أفضل الأعمال الصالحة. وبالتالي فإن الحسبة في الإسلام أو الحكومة الإسلامية تنطلق من مفهوم أساسي مقصده وغايته أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا. من أجل ذلك ألف ابن تيميه كتابه هذا الحسبة في الإسلام والذي يشرح فيه وظيفة الحكومة الإسلامية، والقاعدة التي يجب أن يؤسس عليها الحكم في الدولة الإسلامية، فكانت المسائل التي بحثها ولهذا الغرض هي التالية: مسألة الحسبة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الولاية البدع المخالفة للكتاب والسنة، إقامة الحدود، العقوبات المالية، التغيير، الثواب والعقاب من جنس العمل، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، العلم والعمل

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مقدمة

    قال شيخ الإسلام أبو العباس، أحمد ابن الشيخ الإمام العالم شهاب الدين عبد الحليم، ابن الشيخ الإمام مجد الدين أبي البركات عبد السلام بن تيمية رحمة الله عليه1:

    الحمد لله نستعينه، ونستهديه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فهدى به من الضلالة, وبصر به من العمى، وأرشد به من الغي، وفتح به أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غلفًا، حيث بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وَعَبَدَ الله حتى أتاه اليقين من ربه، صلى الله 1 هو شيخ الإسلام: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم النميري الحراني الدمشقي الحنبلي، أبو العباس تقي الدين بن تيمية: الإمام، ولد في حران وتحول به أبوه إلى دمشق فنبغ واشتهر. وطلب إلى مصر من أجل فتوى أفتي بها فقصدها، فتعصب عليه جماعة من أهلها فسجن مدة، ومن ثم أطلق فعاد إلى دمشق سنة 712هـ، واعتقل بها سنة 720هـ، وأطلق، ثم اعتقل ثانية ومات مسجونًا بقلعة دمشق، فخرجت دمشق كلها في جنازته، وكان داعية إصلاح في الدين، آية في التفسير والأصول، فصيح اللسان، قلمه ولسانه متقاربان، عاش من 661 إلى 728هـ - وكان جده أبو البركات مجد الدين عبد السلام بن تيمية فقيهًا حنبليًّا، محدثًا، مفسرًا، ولد بحران وتوفي بها.

    عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا، وجزاه عنا أفضل ما جزى نبيًّا عن أمته.

    أما بعد:

    فهذه: قاعدة في الحسبة. أصل ذلك أن تعلم أن جميع الولايات في الإسلام مقصودها أن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا، فإن الله سبحانه وتعالى إنما خلق الخلق لذلك، وبه أنزل الكتب، وبه أرسل الرسل، وعليه جاهد الرسول والمؤمنون.

    قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] .

    وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25] .

    وقال: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36] .

    وقد أخبر عن جميع المرسلين أن كلا منهم يقول لقومه:

    {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 59] .

    وعبادته تكون بطاعته وطاعة رسوله، وذلك هو الخير والبر والتقوى والحسنات، والقربات والباقيات الصالحات والعمل الصالح، وإن كانت هذه الأسماء بينها فروق لطيفة ليس هذا موضعها.

    وهذا الذي يقاتل عليه الخلق، كما قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [البقرة: 193]

    وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه - قال: سئل النبي -صلى الله عليه وسلم - عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية، ويقاتل رياء، فأي ذلك في سبيل الله؟ فقال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله 1. 1 من حديث أبي موسى الأشعري. رواه بهذا اللفظ مسلم في صحيحه 13/ 53، وبنحوه 13/ 154، وبنفس اللفظ رواه الترمذي في سننه 7/ 150، والإمام أحمد في مسنده 4/ 397، وروى نحوه البخاري في صحيحه 1/ 222 و13/ 441، وابن ماجه في سننه 2/ 931، وهو عندنا حديث صحيح.

    وكل بني آدم لا تتم مصلحتهم لا في الدنيا ولا في الآخرة إلا بالاجتماع والتعاون والتناصر، فالتعاون على جلب منافعهم، والتناصر لدفع مضارهم، ولهذا يقال: الإنسان مدني بالطبع، فإذا اجتمعوا فلا بد لهم من أمور يفعلونها يجتلبون بها المصلحة، وأمور يجتنبونها لما فيها من المفسدة، ويكونون مطيعين للآمر بتلك المقاصد، والناهي عن تلك المفاسد، فجميع بني آدم لا بد لهم من طاعة آمرٍ وناهٍ. فمن لم يكن من أهل الكتب الإلهية ولا من أهل دين فإنهم يطيعون ملوكهم فيما يرون أنه

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1