كلمة على رياض باشا: وصفحة من تاريخ مصر الحديث تتضمن خلاصة حياته
By أحمد زكي
()
About this ebook
Read more from أحمد زكي
الدنيا في باريس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالترقيم وعلاماته في اللغة العربية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسفر إلى المؤتمر Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to كلمة على رياض باشا
Related ebooks
الهدية التوفيقية في تاريخ الأمة القبطية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأبطال مصر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمناهج الألباب المصرية في مباهج الآداب العصرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحق المر ج 5 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكشف المُخبَّا عن فنون أوربا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأزهار الرياض في أخبار القاضي عياض Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسر وصفة النجاح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالديوان في الأدب والنقد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsيوميات جمال بن حويرب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنهضة مصر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكلمات واشارات، الجزئين الأول والثاني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبرنس في باريس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأوهام شعراء العرب في المعاني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسبوع في باريس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعبقري الإصلاح والتعليم: الإمام محمد عبده Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمصر في ثلثي قرن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمصادر مياه الينابيع في العالم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالرصاص لا يقتل العصافير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsذكرى شهداء العلم والغربة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعبرة التاريخ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخلاصة تاريخ العرب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتجاريب: مجموعة مقالات اجتماعية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتربية: هربرت سبنسر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعصر المأمون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاريخ الماسونية العام: منذ نشأتها إلى هذا اليوم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرسائل أنقرة المقدسة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالدين والعلم والمال Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for كلمة على رياض باشا
0 ratings0 reviews
Book preview
كلمة على رياض باشا - أحمد زكي
وما ضرَّني أَن قال أَخطأْت جاهلٌ
إذا قال كلُّ الناس أنت مصيبُ
preface-1-2.xhtmlرياض باشا من أكبر رجالات مصر المعدودين (توفي إلى رحمة الله يوم السبت ٢٠ جمادى الثانية سنة ١٣٢٩ / ١٧ يونية سنة ١٩١١ بمدينة الإسكندرية).
كلمة على رياض باشا١
عُظماء الرجال هم الأمثلة الحية لمعاني الإنسانية.
فالحكمة، والشجاعة، والبلاغة، واستنباط العلوم، واختراع الآلات، وتدبير المال، وقيادة الجند، وسياسة الملك: كلُّ هذه معانٍ للإنسانية العامة تتقاسمها الأناسيُّ تقاسمًا متفاوتًا حتى تفنى في بعضهم، ولكن هذه المعاني السامية قد نراها مُكَبَّرةً، مُعظَّمة، مُجَسَّمَة، حتى نكاد نبصرها بالعين ونَلمَسها باليد في عظماء الرجال: من الفيلسوف، والشجاع، والكاتب، والعالم، والمخترع، والاقتصاديِّ، والقائد، ومدبِّر أُمور الجمهور.
أولئك الذين يظهرون في الوجود في أزمان متباينة وفي أقطار متنائية. أولئك الذين يُلقون على أُممهم المغتبِطة بهم دروسًا عالية في الإنسانية الفاضلة، دروسًا واضحة جليَّة، فيجدِّدون ما اندرس فيها من معاني الإنسانية، أو يكملونها فيهم إن كانت ناقصة، أو يُظهرونها للعالَم على أيديهم إن لم يكن قد سمح بها الزمان.
بمقدار نبوغ العظماء في كل أمة، قِلةً وكثرة، تكون منزلتها بين الشعوب رفعةً وانحطاطًا. بل على قدر وجودهم في الدنيا تكون عظمة العالَم وتقدُّمه في مضمار الحضارة والعرفان.
أفلا ترون العالَم الراقي مدينًا في أخلاقه وحكومته ونظامه وصناعته وتجارته وأسباب رفاهيته إلى أفراد قلائل في الخلائق؟ قد كانت أفكارهم الثاقبة لِقاحًا للعقول، وأعمالهم الخصيبة بذورًا صالحة وأغراسًا مباركة لفائدة المجموع.
تلك المعاني الشريفة وتلك القوى الباهرة التي تتجلَّى على الناس من حين إلى حين في صُوَر أشخاصٍ عظام. وهي إنما تكون كامنة في النفوس المستعدَّة لهذا الفيض كُمونَ الكهرباء في بعض الأجسام. فكما أن الدلك والحك يثيران الكهرباء، فكذلك تلك المعاني وتلك القوى يثيرها في بعض النفوس عاملان مؤثران:
أوَّلهما: تدوين سير هؤلاء الأعلام النبلاء وبيان الخُطة التي ساروا عليها، فكانت سبب نجاحهم في الدنيا. لا جَرَمَ حينئذ أنَّ من يأنس من نفسه القدرة على تحدِّيهم أو اللحاق بهم يسعى فيحاكيهم أو يربو عليهم، أو يتمم عملهم إن كان قد أُوتيَ حظًّا من نصيبهم.
وثانيهما: إعراب المتمتعين بثمرات أولئك الأعيان عن شكرهم في السرِّ والعلن، لصنيعهم الحسن، وفي خدمة الأمة والوطن. والإقرار بالفضل بعد الموت آثر عند الله والناس منه في حالة الحياة.
وليس من دليل على الوفاء لهم بعد وفاتهم أكثر أثرًا وأحسن وقعًا من تجديد ذكراهم وتمجيد آثارهم. فلعمري إن هذا الصنيع! فوق إحاطته بفضيلة الوفاء — وإن كانت قليلة في طباع الناس — لممَّا يحيي فكرة النبوغ في نفوس المستعدِّين، لا سيما إذا كان العظيم عصاميًّا. وجلُّ العظماء عصاميون.
وإننا اليوم باجتماعنا — معاشر