انت لي ، انتِ لي: قطار الذكريات
By ganopi
()
About this ebook
للاقدار تراتيبها العجيبة
وما تظنه مستحيلا
تجده صار ممكنا
فلا تجهد نفسك بالتفكير
وارض بقدرك
ganopi
محمد سيد الاسواني معلم تاريخ ثانوي
Related to انت لي ، انتِ لي
Related ebooks
محاضرات عن خليل مطران Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهَمْلِت: شكسبير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصة الحضارة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالفضيلة: مصطفى لطفي المنفلوطي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهاملت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجميل بثينة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهملت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأصيل - سيرة في رواية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعظماء رغم الإعاقة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعلى حد السيف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمذهب تولستوي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسر المنزل رقم ٣ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمذكرات كاريوكا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوردة اليازجِي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنقد وإصلاح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن أدب التمثيل الغربي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالصدِّيقة بنت الصدِّيق: عباس محمود العقاد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمتسول Rating: 0 out of 5 stars0 ratings104 القاهرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعلى باب زويلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهاملت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsغرام الملوك: فرج جبران Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجوائز الأدب العالمية: مَثَل من جائزة نوبل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوردة اليازجي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالفضيلة: بول وفرجيني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصوت باريس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالشاعر: مصطفى لطفي المنفلوطي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشجرة البؤس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأرواح شاردة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالصحائف السود Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for انت لي ، انتِ لي
0 ratings0 reviews
Book preview
انت لي ، انتِ لي - ganopi
اهداء
الى من نقش اسمها في روحي
ولاجلها امسكت قلمي
لاغمسه في نزيف قلبي
لاكتب
1-قطار الذكريات
استغرق خالد في تامله وهو ينظر من خلال نافذة القطار الى الحقول المزدهرة الممتدة امامه ، وبدت كانها لوحة طبيعية ابدعها الخالق سبحانه في عظمة يصعب بل يستحيل ان ترسمها ريشة اعظم الفنانين بمثل هذا الجمال
ثم اسند راسه الى المقعد ومضى يسترجع ما حدث قبل يومين ، عندما وصلته رسالة من جده (هاشم البحيري) يطلب منه فيها القدوم الى فيلته الواقعة في ارياف مدينة المحلة
كانت امه قد احبت ابيه الذي التقى بها اثناء دراسته بالجامعة وعشقها بجنون، وتحدت لاجله كل تقاليد عائلتها الارستقراطية بافكارها الطبقية ، وقبلت ان تترك حياتها الرغدة وعائلتها ذات الاسم العريق ، وتهديد والدها (هاشم ) بحرمانها من الميراث والتبرأ منها للابد
لكنها تمسكت بوالد خالد الذي رغم انه كان من عائلة المنشاوي وهي عائلة معروفة حسبا وجاها، توارثت منصب العمدة لعقود في عدة قرى كبيرة اضافة لمقعد دائم بالبرلمان
الا ان جده هاشم كان رافضا لفكرة ارتباط ابنته بشخص من اقصى الصعيد
حيث الاختلاف الثقافي والخشونة التي الفها اهل الجنوب ، وتقاليدهم الصارمة فيما يخص تقييد حرية النساء وخاصة المتزوجات ، الا ان والدة (خالد) تحدت الجميع وتزوجت والده ، والذي بدوره واجه معركة شرسة مع عائلته الذين كانوا قد ارتضوا له زواجه من احدى بنات عمومته التي كان والدها عضو مجلس النواب عن دائرة مركزهم
وواجه والده ووالدته في بداية حياتهم من الصعوبات والتحديات ما كان كفيلا باجبارهم على الاستسلام والانفصال وعودة كلا منهما الى عائلته ، بيد انهم تخطوها باصرار وتماسك عجيب ، كان حبهما لبعضهما يجري بعروقهما مجرى الدم
وفي النهاية رضخ جده لابيه للامر الواقع واعاد ولده مرة اخرى لاحضانه ، خاصة عندما راى في زوجة ابنه من المحبة لزوجها ولاهله ، واحترامها لتقاليدهم ما اكبرها بنظره ، وتيقن جده انه ما من انثى كانت لتتحمل ما تحملته هي من مشاكل وصعوبات
افاق من افكاره على صوت عجلات القطار وهي تتوقف في محطة المحلة الكبرى ، ولفت انتباه العديد من الفتيات بملبسه الصعيدي وهيبته التي اضافت الى وسامته الكثير
خرج من المحطة ليجد سيارة فخمة وامامها يقف سائق في زيه الرسمي
فتوقف وهو ينظر اليه ، وبدا واضحا ان السائق لم يلتفت بعينيه اليه حتى ، برغم ان رسالة جده كانت تخبره بانه سيجد على المحطة سيارته الكاديلاك وسائقها بانتظاره فتقدم هو ناحية السائق ليساله :
هل هذه سيارة هاشم باشا البحيري ؟
حدق السائق فيه وهو ينظر اليه متفحصا ملابسه وعمامته ويسأله بحذر :
هل انت خالد المنشاوي ؟
اومأ خالد برأسه في ثبات ، فاسرع السائق ليحمل عنه حقيبته الكبيرة ، معتذرا عن عدم انتباهه ، وكيف انه تصور انه سيجده مرتديا حلة او قميصا وبنطالا كالمعتاد في المدينة ، خاصة انه لم يلتق به مسبقا ولا يعرفه
تقبل خالد اعتذاره بابتسامة هادئة وركب السيارة لينطلق سائقها الى حيث يلتقى خالد بعائلة والدته لاول مرة دون ان يعرف احد منهم او يعرفه احدهم قبل ذلك ... ابدا
لم يكن يريد ان يذهب الى اسرة والدته ، لكن توسلات جده في رسالته المفاجئة وحثه فيها على القدوم على اسرع وجه ووعده لامه الراحلة اضطره الى الاستجابة لذلك الامر صاغرا
فهل تغيرت مشاعر جده الان؟
2-احاسيس مضطربة
طوال الطريق لم يستطع خالد ان يخفي مشاعره المتوترة ، فهو في طريقه ليلتقي باسرة واالدته الذين نبذوها لسنوات طويلة حتى وفاتها، دون سؤال او اتصال باي وسيلة
ولولا وصية امه الراحلة له في اخر لحظاتها بالا يكرههم وان يتواصل معهم اذا وجد سبيلا لذلك ، ولولا تحفيز جده له ان يذهب لما فكر في السفر للقائهم
يعرف ان له خالا واحدا هو مصطفى البحيري ، وكما سمع من والدته فهو كان عاشقا للبحر ، فعمل بحارا وزهد في كل ما لابيه من اموال واطيان مقابل ان يعيش الحياة التي عشقها ،
حرا كطير لا تقيده حدود ، ولا تربط روحه المتوقة للانطلاق تقاليد عتيقة
لكن ما لم يعرفه ولم تعرفه امه الراحلة ان مصطفى وخلال اسفاره الكثيرة التي جاب فيها العالم تعرف في ايطاليا الى فتاة يونانية الاصل ، ايطالية النشأة وتزوجها وانجب منها فتاة اسماها حبيبة
تيمنا باسم اخته التي فقدها بسبب تعنت والده وغروره
ثم هجرته زوجته بعد انجابها لابنته بفترة وجيزه لسؤ سلوكه وعلاقاته العابثة، وبعد تطليقه لها ساومها على ان تترك له ابنته مقابل مبلغا كبيرا من المال ، فرفضت ذلك واختفت مع ابنتها، وظل طوال خمس سنوات يبحث عنها حتى وصلته انباء عن وفاة طليقته بمرض السل وان ابنته اودعت احدى دور الرعاية الحكومية ، فقلب الدنيا حتى عرف مكان ابنته وعاد بها الى مصر مقهورا
ورحب هاشم باشا البحيري بحفيدته الجميلة ، واصبحت عوضا له عن ابنته التي فقدها بعنجهيته وطبقيته المتعجرفة ، ولم يلبث ان مات مصطفى بسبب ازمة قلبية ، اعزاها البعض الى تفكيره المزمن في طليقته ، التي لم يحب امرأة غيرها ولام نفسه على التفريط فيها ، وظل يتهم نفسه انه السبب في مرضها ووفاتها بعد هجره لها وتركها دون عائل لها ولابنتها
ونشأت حبيبة
أميرة في مملكة جدها المترامية الاطراف ، الذي يعد اثرى اثرياء المديرية باكملها ، يحوز ما يزيد على اربعمائة من الافدنة ، تزرع بكل اصناف المحاصيل والفاكهة ، اضافة لمصنع الغزل ، ومزارع الماشية والمناحل واسطبلات لتربية الخيول العربية الاصيلة
ولما كان ابنه الوحيد هجره وامضى حياته في البحر كارها للارض وللزراعة ، اضطر هاشم باشا الى الاستعانة بابناء عمه واولادهم للاشراف على اطيانه ومزارعه ومصانعه
ورغم الثراء الفاحش لهاشم البحيري لم يكن من ذلك النوع اللعوب او المتكاسل ، فكان في شبابه لا يألو جهدا في قضاء وقته بين مباشرة اطيانه الشاسعه ، وبين ادارة مصنعه الذي يحتل مساحة واسعة وله شهرة كبيرة بين مصانع عاصمة صناعة الغزل والنسيج ، المحلة الكبرى
وبعد قيام الثورة و انتهاء العصر الملكي وصدور قانون الاصلاح الزراعي وبرغم خضوع الاقطاعيين ومنهم هاشم البحيري لتاميم ممتلكاتهم واعادة توزيع اقطاعاتهم الزراعية على الفلاحين وفقد هاشم على اثر ذلك الفا ومائتين من الافدنة ، الا انه استطاع ان يقف على قدميه ثانية ، وظل لاكثر من عشرين عاما بعدها يستعيد ما فقده ، خاصة انه كان عصاميا ولم يكن على شاكلة الاقطاعيين الذين حازوا املاكهم إرثا عن اسلافهم ، او نالها بالتواطؤا او الاذعان