الكتاب السنوي في علم النفس: يوسف مراد
By يوسف مراد
()
About this ebook
Read more from يوسف مراد
سيكولوجية الجنس: يوسف مراد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشفاء النفس: يوسف مراد Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to الكتاب السنوي في علم النفس
Related ebooks
كلمات في مبادئ علم الأخلاق: محمد عبد الله دراز Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمبادئ التحليل النفسي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكيف تقرأ الناس وتحلل شخصيتهم Rating: 5 out of 5 stars5/5حياة الحقائق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالطبيعة وما بعد الطبيعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء: أندرو ديكسون وايت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين الدين والعلم: أندرو ديكسون وايت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإختلافات بين الرجل والمرأة: اكتشف أحدث النتائج العلمية حول الاختلافات بين النساء والرجال Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبحوث في نهج البلاغة: الطبقات الاجتماعية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاستخدام الطريقة السقراطية في تقديم المشورة - دليل لتوجيه المعارف الفطرية: استخدام الطريقة السقراطية في تقديم المشورة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسعادة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعلى عتبات الحضارة بحث في السنن وعوامل التخلق والانهيار: رسائل في فلسفة الحضارة, #1 Rating: 5 out of 5 stars5/5فصول منتزعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشرح تشريح القانون لابن سينا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتهذيب الأخلاق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملاحظات وتعليقات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين الدين والعلم: تاريخ الصراع بينهما في القرون الوسطى إزاء علوم الفلك والجغرافيا والنشوء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsآراء الدكتور شبلي شميل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتهذيب الأخلاق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتطوُّر: مشاهدات علمية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنظرية التطور وأصل الإنسان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكل الطرق تؤدي الى المعرفة: المعرفة لا قيمة لها إلا إذا وضعتها موضع التنفيذ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالشخصية الناجعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشرح تشريح القانون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالقانون في الطب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعلم النفس الإيجابي والعلاج الأسري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsروح الاجتماع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصة الطوفان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمحاضرات في أنثروبولوجيا المؤسسة: محاضرات, #1 Rating: 4 out of 5 stars4/5علم الأحياء النَّمائي: مشاهدات علمية Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for الكتاب السنوي في علم النفس
0 ratings0 reviews
Book preview
الكتاب السنوي في علم النفس - يوسف مراد
الجنسيَّة من الوِجهة البيولوجية في ضُوء المنهج التكامُلي
( ١ ) أهميَّة وظيفة التناسُل
يُقسِّم علماء الفسيولوجيا الوظائف العُضوية إلى ثلاثِ طوائف : وظائف التَّغذية، وظائف الحسِّ والحركة، ثُم وظائف التناسُل . وتشمَل الأولى عمليَّات الهَضْم والدَّورة الدَّمويَّة والتنفُّس وإخراج الفَضَلات، وهذه العمليَّات مُجتمعةً تؤدِّي إلى نموِّ الأنسِجة وتوليد الطاقة والحرارة التي يَستهلِكُها الحَيوان في أثناء الحركة .
أمَّا وظائف الحسِّ والحركة فهي التي تُحقِّق صِلةَ الحيوان ببيئته الخارجية، وتكون هذه الصِّلة مقصورةً في أبسط مَظاهِرِها على جلْب النافع وتجنُّب الضار . وبِتعاوُن وظائف التَّغذية والحِسِّ والحركة يَتحقَّق بقاء الفرد . وتختلِف مدَّة البقاء باختِلاف الأنواع الحيوانية بعد أن يمُرَّ الفرد بمراحِل التكوين الجنيني والطفولة والشباب والكُهولة ثمَّ الشيخوخة . ولكن هناك وظيفة أخرى تَظهَر بوادِرُها بعد انتهاء مَرحلة الطفولة — أي في مرحلة المُراهَقة — هي وظيفة التناسُل، وغرضُها تكاثُر النَّوع ومَنعُه من الاندِثار والموت . وتنتهي مرحلة المُراهَقة عند اكتِمال الوظيفة التناسُليَّة بالبلوغ الجِنسي، ويَنطوي هذا التَّوزيع في الوظائف على حِكمةٍ كبيرة يَجدُر بنا الإشارة إليها، وهي أنَّ وجود النوع هو الغاية التي تَرمِي إليها الطبيعة، في حين أنَّ وجود الفرد ليس إلَّا وسيلة لتحقيق وجود النوع . ويُمكِن أن نكشِف عن أهمية الوظيفة التَّناسُليَّة إذا نظرْنا في مراحِل تكوين الجنين؛ فعلى الرَّغم من تأخُّر ظهور الوظيفة التناسُليَّة في الفرد فإن الجِهاز التَّناسُليَّ يبدأ يتكوَّن ويتميَّز عن بقيَّة الأجهِزة في أثناء الشهر الأول من الحياة الجَينيَّة في الإنسان، عندما يكون طول الجِنين لا يَتجاوَز ثلاثةَ سنتيمترات، بل يُلاحَظ إبطاء الجهاز العَضَلي والعَصَبي في تكوينه وتقدُّم الجهاز التناسُلي، كأنَّ الطبيعة تُريد أن تُشير إلى أهميَّة الوظيفة التناسُليَّة . ولا يُخرِجُنا هذا التأويل عن نِطاق العِلم التجريبي؛ فإنَّ الكائنات الحيَّة تَمتاز بصِفاتٍ خاصَّة منها أنها مُقيَّدة في تكوينها ونُمُوِّها بمراحل زمنية مُعينة . ودِراسة الصِّلة بين هذه المَراحل تُعين في فَهم العلاقات القائمة بين مُختلِف الوظائف العضوية، وتحديد أهميَّة كلِّ وظيفةٍ بالقياس إلى الأخرى؛ فالكائنات الحيَّة خاضِعة في نُموِّها لقانونٍ جديد لا يَنطبِق على الجوامِد وهو قانون تحديد الدِّلالة الزمانية . ١ وهذا ما قصدْنا إليه فيما كتَبناه عن المَنهج التَّكامُلي عندما قرَّرْنا أنَّ كلَّ مرحلةٍ من مراحل النموِّ لا تُعْتَبر فقط أساسًا للمرحلة التالِية بل رمزًا لها . ٢ ففي حالة تَبكير الجِهاز التَّناسُلي في تكوينه الجَنيني وتقدُّمه نِسبيًّا على تكوين الجِهاز العصبي العضلي رَمزٌ إلى أهميَّة الوظيفة التَّناسُليَّة .
( ٢ ) تعريف الجِنس والجِنسيَّة
قُلنا : الوظيفة التناسُليَّة، ولم نَقُل : الوظيفة الجنسية؛ لأنَّ الوظيفتَين ليستا مُتلازِمتَين في جميع الأنواع الحيوانية، فالتَّناسُل هو تكاثُر أفراد النوع، ولكن ليس كلُّ تناسُلٍ جنسيًّا؛ فهناك طرُقٌ مُختلِفة من التَّكاثُر تتمُّ بدون وجود جِنسين مُختلِفين . وقبل ذِكر الأمثلة على التَّكاثُر اللاجِنسي يجِب تحديد ما هو مقصودٌ بلَفْظَي جِنْس وجِنسيَّة .
للجِنس مَعنيان : أحدُهما عامٌّ والآخر خاص . فبِمعناه العام يُقْصَد بالجِنس الهيئة الجِسميَّة التي تُعيِّن الدَّور الذي يؤدِّيه الكائن الحيُّ في عمليَّة التناسُل . أمَّا المعنى الخاصُّ فهو مجموعة الخصائص الجِسميَّة والنفسية التي تُميِّز الذَّكَر عن الأنثى، وفي الجِنس البشري : الرجل عن المرأة . وهذا المعنى ينطبِق على الحيوانات العُليا والإنسان . والعُنصُر المُشترَك بين هذين المَعنيَين هو وجود التَّمايز بين فَردَين يُعْرَف الواحِد بالذَّكَر والثاني بالأنثى، والتَّمايُز الأصلي هو التَّمايُز العُضوي . وكلَّما ارتقَيْنا سُلَّم الحيوانات العُليا حتى الإنسان ظهرَتِ اختِلافات نفسيَّة تُؤدِّي إلى تَعقُّد السلوك الجِنسي .
أمَّا الجِنسيَّة فهي أعمُّ من الجِنس، ويُمكِن تعريفها بأنها مجموعة الظواهر البيولوجية والتَّشريحية والفسيولوجية والسيكولوجية والاجتماعية المُتعلِّقة بعمليَّة التَّناسُل وبالعمليَّات المُمَهِّدة لها وبما يَنتُج عنها من نتائج تتجاوَز حدود الفرد إلى النوع، مع مُراعاة ما يُصاحِب مُختلِف هذه الظواهر من حالاتٍ نفسيَّة وما تترُكُه من آثارٍ في نفسيَّة الفرْد وشخصيَّته .
أو بعبارةٍ أخرى تشمَل الجنسية الوظيفية التناسُليَّة وما يَسبِقُها ويَصحبُها ويَتبَعُها من ظواهر تَمهيديَّة وإضافية ولاحِقة من الوِجهتين : السيكولوجية والاجتماعية .
ويُؤثِر العِلم الحديث استِخدام لفظِ الجِنسيَّة على لفظ الغَريزة الجِنسيَّة، وخاصَّةً عند الكلام عن السلوك الجِنسي لدى الإنسان . ونظرًا لشُيوع لفظ الغريزة يجدُر بنا تحديد معناه وبَيان الحدود التي يُمكِن استخدامُه فيها .
لفظ الغريزة من الألفاظ الشعبيَّة التي يُضطرُّ العالِم أحيانًا إلى استِخدامها عندما يَرمي إلى التَّبسيط للإشارة إلى مظاهر السلوك الفِطري الناشئة عن دافعٍ داخلي مُبهَم، أو عن قوَّة حيويَّةٍ تُسيِّر الفرد بطريقةٍ تبدو في مُعظَم الأحيان كأنها قَهريَّة عمياء . ويشمَل لفظ الغريزة معنى المَيل والاستِعداد والدَّافع، كما أنَّه يشمَل معنى آثار المَيل والاستِعداد والدَّافع كما تظهَر في السلوك الحَرَكي وما يصحَبُه من عملياتٍ إدراكيَّة ورغبات وبِطانة وُجدانية من لَذَّةٍ أو ألَم .
ويَنطوي معنى المَيل على معنى التَّوجُّه نحوَ غايةٍ أو نهايةٍ تبدو كأنَّها الغرَض الذي يَرمِي إليه السُّلوك الغريزي . وهذا الغرَض هو تحقيق عملٍ من الأعمال يُرضي المَيل والرَّغبة الناشِئة عنه .
ويُمكِن تلخيص ما سبَق في الحلقات الآتية : وجود المَيْل أو الدَّافع، تنشيطه، حالة توتُّر ناشئة عن هذا التَّنشيط ثُمَّ زَوال التوتُّر بإرضاء المَيل . ويتوقَّف تنشيط المَيل على عوامِل داخلية : بعضُها عضوي كالتركيب الكيميائي لبعض السوائل العضوية ودرجة كثافتها وتركيزها، وبعضُها ذِهنيٌّ كالذِّكريات والأخْيِلَة، وعلى عوامل خارجيَّة كإدراك الفرد بعض المُنبِّهات . وتؤدِّي المُنبِّهات الخارجية التي قد تكون نافِعةً أو ضارَّة أو مُهملةً دَورًا هامًّا في توجيه النشاط الحَرَكي، وإيجاد الظروف المُلائمة لإرضاء المَيل وزَوال التوتُّر . ويُحدِث زوال التوتُّر إحساسًا خاصًّا هو اللَّذة .
وقد اختلف العُلماء في تعريف الغريزة كما اختلَفوا في تحديد عددِ الغرائز، بعد أن بذَل بعضُهم جهودًا عَميقة في هذا المَيدان مُؤثِرين الجدَلَ اللَّفظي على البحث التحليلي التجريبي، وقد ازدادوا اختِلافًا عندما شَرَعوا في تطبيق تعاريفهم على ما يُسمُّونَه السلوك الغريزي في الإنسان . ولا غَرْوَ في أن يَصِل الاختِلاف بينهم إلى حدٍّ كبير من الغموض والفوضى والتعليلات اللفظية الجوفاء؛ إذ إنَّ المقصود من الغريزي هو الفِطري، ولا يُمكِن أن يظهَر الفِطريُّ مُجرَّدًا عن آثار البيئة والتَّمرين؛ ولذلك لا يُمكِن دراسته كفِطري . فمن الأخطاء الشَّائعة في بعض كُتب علم النفس التَّمييز بين السلوك الغريزي والسلوك المُكتَسب ومُحاوَلَة دراسة كلٍّ منهما على حِدَة .
وإذا أمكن استِخدام لفظ الغريزة في دراسة سلوك الحيوانات الدُّنيا، خاصَّةً عندما يُقصَد بالغريزة نَوعٌ من الصِّناعة الثابِتة كنسيج العنكبوت لعُشِّه، فهذا مُحالٌ عند التحدُّث عن سلوك الإنسان؛ ولهذا يُستحسَن استخدام لفظ المَيل الجنسي في الإنسان بدَلًا من الغريزة؛ لبيان ما يَمتاز به سلوك الإنسان من مُرونةٍ ومن قابِليَّةٍ للتَّغيُّر والتكيُّف، وخاصَّةً من قُدرةٍ على المنْع أو الكف . وحتى فيما يَختصُّ بغريزة