عروة في قميص السؤال
By فرج بيرقدار
()
About this ebook
تمتد قصائد هذه المجموعة على مدى عشرين عاماً رأى فيها الشاعر ما رأى، فصدَّق ما كان يكذِّب، وكذَّب ما كان يصدِّق، عشرين عاماً دقّت في داخله وحوله أجراس وطبول وصفارات إنذار وحروب ومجازر وانتفاضات وقصف وخراب وهجرات، ودقّت أيضاً موسيقا الحب والفرح والورد والأمل والجمال وما تنطوي عليه الطبيعة من دراما تمسرح الجبال والوديان والغا
فرج بيرقدار
فرج بيرقدار شاعر وصحفي سوري من مواليد حمص 1951.حائز على إجازة في قسم اللغة العربية وآدابها، جامعة دمشق.شارك في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، مع عدد من الأدباء الشباب في جامعة دمشق، في إصدار كرَّاس أدبي شبه دوري، وقد اعتقلته المخابرات الجوية في عام 1978 بسبب ذلك، فتوقَّف الكراس عن الصدور .اعتُقل آخر مرة في 31/3/1987 بعد مدة من التخفِّي والملاحقة دامت حوالي أربع سنوات، وقد كان اعتقاله هذه المرة بسبب انتمائه إلى حزب العمل الشيوعي.أحيل بعد ست سنوات من اعتقاله إلى محكمة أمن الدولة العليا بدمشق، فأصدرت حكماً ضده بالسجن خمسة عشر عاماً مع الأعمال الشاقة والحرمان من الحقوق المدنية والسياسية.نُظّمت حملة دولية واسعة للمطالبة بالإفراج عنه، شارك فيها مئات الكتاب والفنانين العالميين، والعديد من الشخصيات الحقوقية والسياسية، بالإضافة إلى العديد من المنظمات المعنية مثل: اللجنة العالمية لمناهضة القمع، منظمة صحفيين بلا حدود، نادي القلم العالمي، منظمة العفو الدولية..إلخ، إلا أن السلطات السورية لم ترضخ لضغوط الحملة إلا بعد مرور قرابة أربعة عشر عاماً من الاعتقال، قضاها ما بين فروع الأمن وسجن تدمر الصحراوي وسجن صيدنايا العسكري.
Related to عروة في قميص السؤال
Related ebooks
رسائل الأحزان: في فلسفة الجمال والحب: مصطفى صادق الرافعي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأقوى من الحب: صلاح الدين ذهني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsماجدولين: مصطفى لطفي المنفلوطي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأعاصير مغرب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجوسلين: ألفونس دو لامارتين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسحاب الأحمر: مصطفى صادق الرافعي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالشعر: غاياته ووسائطه Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوعطرك يبقى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمرايا الغياب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالباب المرصود Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالرسوم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكلما كتبتُ قصيدةً Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوحي الأربعين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن السماء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالشعر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجوسلين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصندوق الدنيا: إبراهيم عبد القادر المازني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsديوان عزيز Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقبض الريح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمحاضرات عن إبراهيم المازني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجوسلين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهكذا خلقت: قصة طويلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمع أبي العلاء في سجنه Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsماجدولين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمختار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsللقصيدة ظل آخر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأقوى من الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدعاء الكروان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحصاد الهشيم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأعمال الروائية الكاملة – طه حسين Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for عروة في قميص السؤال
0 ratings0 reviews
Book preview
عروة في قميص السؤال - فرج بيرقدار
جانب من سيرتي مع النشر
لاحظتُ منذ شبابي الباكر أنّ القصائد تتأتّى لي بيسر ومن تلقاء نفسها، غير أن تنقيحها ومعالجة بعض كلماتها وحروفها، وركوني إلى صيغتها الأخيرة، يأخذ في الغالب وقتاً طويلاً قد يبلغ شهوراً، وأحياناً أعواماً، هذا ناهيكم عن تردّي الظروف من ملاحقة واعتقال، أو عن تردُّدي في البحث عن ناشر، أو تردُّد الناشرين لاعتبارات متعددة يأتي في مقدمتها الخوف من عدم الحصول على موافقة الرقابة أو منع التوزيع أو الخضوع للمساءلة والتحقيق ووجع الرأس.
في إحدى قصائدي المبكِّرة، أمضيت مع إحدى الشطرات شهوراً وهي تهجس في داخلي وتتمرأى بأطوار وتجليات لا سلطان لي عليها ولا لها على نفسها، حتى هدأ قلقي واطمأننتُ إلى أنني قد بلغتُ أقصاي.
الشطرة التي أعنيها هي:
«وماذا يُفيد العصافيرَ كونُ السماءِ على باب أقفاصها».
هكذا التمعت الصورة في ذهني، ولكني منذ اللحظة الأولى أدركت أن لفظة «كون» ليست إلا تأدية سريعة ومؤقتة للمعنى، وتحتاج إلى معالجة متأنية تجعلها أكثر إفصاحاً وانفتاحاً وأنأى دلالةً وإيحاءً. اضطرابات وتمرئيات وتحوُّلات عديدة عبرت في ذهني، وأنا أصعد معها موجةً وأهبط موجةً، إلى أن استقرَّت الشطرة على النحو التالي:
«وماذا يُفيد العصافيرَ أنَّ السماءَ على باب أقفاصها».
لفظة «كونُ» لم تكن رشيقة بما يكفي لتليق بشاعرية الفكرة، وذلك فضلاً عن كونها بدت لي وكأنها تمنع شيئاً من إطلاق الفكرة إن لم أقل انطلاقها. «أنَّ السماء» بعيدة عن «كون السماء» بُعْدَ الوردة عن عشبةٍ عادية تنبتُ كيفما اتفق.
إذا كانت «كونُ» تلبّي الغرضَ أو المعنى منطقياً وفي أضيق نطاقاته، فإن «أنَّ» تلبّيه وتفتح له دائرة أوسع.
لم يطل مقامي مع الشطرة أسابيع حتى تحرّكت زوارق الهواجس مجدداً في أكثر من اتجاه، ثم لم تهدأ إلا عندما وجدتْ مرساها المأمول، لتغدو:
«وماذا يُفيد العصافيرَ مَهْما السماءُ على باب أقفاصها».
بعد «مهما» لم يعد لدي أي نيّة أو رغبة أو فضول للبحث عن بديل آخر. بلغتِ