Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

نقد الشعر
نقد الشعر
نقد الشعر
Ebook118 pages33 minutes

نقد الشعر

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يوضح كتاب نقد الشعر لقدامة بن جعفر(326 هـ) بداية تأثير الثقافة اليونانيّة في النقد العربي، فقد كان قدامة ممن يشار إليهم في علم المنطق، كما كان يعد من الفلاسفة. سعى قدامة من وراء تأليف كتابه هذا إلى أن يضع علما يميز به الناس جيد الشعر من رديئه. فالنقد عند قدامة علم يسعى إلى تخليص الجيد من الرديء في الشعر، أما ما يتعلق بالشعر من عروض وأوزان وقواف وغريب ولغة ومعان، فلا يدخل في باب النقد إلا على نحو عارض.
Languageالعربية
Release dateMar 19, 2020
ISBN9781912643622
نقد الشعر

Related to نقد الشعر

Related ebooks

Related categories

Reviews for نقد الشعر

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    نقد الشعر - أبو الفرج قدامة بن جعفر

    مقدِّمة

    يُوضّح كتاب «نقد الشِّعر» لقُدامة بن جعفر (326 هـ) بداية تأثير الثقافة اليونانيّة في النقد العربي، فقد كان قدامة ممّن يُشار إليهم في علم المنطق، كما كان يُعدّ من الفلاسفة.

    سعى قدامة من وراء تأليف كتابه هذا إلى أنْ يضع عِلمًا يُميّز به الناسُ جيدَ الشِّعر من رديئه؛ لأنّه وجدهم «يخبطون في ذلك منذُ تفقّهوا في العِلم، فقليلاً ما يصيبون». فالنَّقد عند قدامة «علم» يَسعى إلى تخليص الجيد من الرديء في الشِّعر، أمَّا ما يتعلّق بالشِّعر من عَروض وأوزان وقوافٍ وغريب ولغة ومعان، فلا يدخل في باب النَّقد إلّا على نحو عَارض.

    كان قدامة يَشعر بوجود إشكاليّة نقديّة، فلم يَعُد ثمّة مَن يُحسن التمييز بين جيّد الشِّعر ورديئه؛ لأنَّ همَّ النقاد انصرف إلى شكليّات لا علاقة لها بجوهر النقد، فاستقصى بعضهم أمر العَروض والوزن، وتولّى بعضهم الآخر أَمر الغريب والنحو، مثلما انعطف الباقي على المعاني، وهذه الجوانب لا تُشكِّل جوهر الشِّعر؛ لأنّ غريب اللغة، والنحو، وأغراض المعاني، مشتركة بين الشِّعر والنثر، أمّا الوزن والقافية وإنْ خُصّ الشِّعر وحده بهما فليست الضرورة داعية إليهما لسهولة وجودهما في طباع أكثر الناس من غير تعلّم. وبهذه المُحاجّة كان قدامة يسعى إلى وضع علم يميّز جَيّد الشِّعر من رديئه، ويسعى إلى تحقيق مقولة الجاحظ: «طلبتُ عِلم الشِّعر عند الأصمعي فوجدته لا يعرف إلَّا غريبه، فرجعتُ إلى الأخفش فأَلفيته لا يُتقن إلّا إعرابه، فعطفت على أبي عبيدة فرأيتُه لا ينقد إلّا ما اتّصل بالأخبار، وتعلّق بالأيام».

    عَرَّف قدامة الشِّعر بأنَّه «قول موزون مُقفَّى يدلّ على معنى»، وهو في هذا التعريف يبدو متأثِّرًا بالمنطق الأرسطي، متجاوزًا المفهوم اليوناني للشِّعر، ففي حِرصه على أنْ يتكوَّن مفهوم الشِّعر من حَدّ وفصل ما يشير إلى ثقافته المنطقيّة، وفي إشارته إلى القافية ما يدلّ على أنَّه يقتصر في حديثه على الشِّعر العربي. ويرى إحسان عباس أنّ هذا التعريف انطوى على نوع من الورطة المنطقيّة لقدامة؛ لأنّ القافية لا تعدو أنْ تكون لفظة، فهي في الجزء الأول من القول أو رُكن اللفظ، أيْ هي داخلة في اللفظ والمعنى والوزن، فإفرادها خروج على المنطق.

    يَصْدُر قدامة عن تصوّر يرى أنّ الشِّعر صناعة كأيّ صناعة أخرى كالنجارة والصياغة والصباغة. والشعريّة هي العِلم الذي يتمّ به تمييز جيّد هذه الصناعة من رديئها، أو تمييز الشِّعر من النثر بوضعهما في قطبين متضادّين أحد قطبيه يُمثّل الشِّعر الذي بلغ أقصى درجة من الانزياح عن اللغة المعياريّة، والطرف الثاني يُمثّل النثر الخالي في معظمه من كلّ انزياح. وبين القطبين تتفاوت مستويات أشكال التعبير الأخرى: «ولمّا كانت للشِّعر صناعة، وكان الغَرض في كلّ صناعة إجراء ما يُصنع ويُعمل بها على غاية التجويد والكمال، إذ كان جميع ما يؤلّف ويُصنع على سبيل الصناعات والمهن؛ فله طرفان: أحدهما غاية الجودة، والآخر غاية الرداءة، وحدود بينهما تُسمّى الوسائط».

    تدور المعاني الشِّعريّة عند قدامة حول موضوعين اثنين هما: الإنسان والطبيعة، فليست أغراض الشِّعر من مدح، وهجاء، ورثاء، ونَسيب إلَّا حديثاً عن الإنسان، أمّا

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1