التحدي - سيرة فنان مختلف: رواية, #1
()
About this ebook
يروي الكتاب قصة حياة الفنان عبد الرزاق بنعيسى الذي نشأ في مدينة وجدة، حيث تأثر منذ صغره بالبيئة الثقافية والفنية المحيطة به. الكتاب يتحدث عن مسار حياة مليء بالتحديات، حيث كان للمسرح والسينما دور كبير في تشكيل شخصيته. يسلط الضوء على الظروف الصعبة التي مر بها، سواء في أسرته أو في المجتمع، ويظهر كيف ساعده الفن على التكيف مع هذه التحديات.
من خلال الكتاب، يتناول عبد الرزاق بنعيسى تجربته مع الحياة الفنية، خاصة في المسرح، وكيف كانت السياسة والتحولات الاجتماعية تؤثر في خياراته ومسار حياته. يعكس الكتاب الصراع الداخلي الذي عاشه مع قسوة الواقع، ويبرز التحديات التي واجهها، مثل صراع والديه، وتحديات الحياة السياسية في المغرب بعد الاستقلال، إلى جانب صراع كبير مع ذاته في عالم مليء بالتغيرات.
الكتاب لا يعد مجرد سيرة ذاتية، بل هو محاولة لفهم الذات، وتأمل في الأحداث التي شكلت حياة الكاتب، كما يعتبر فن المسرح وسيلة لتحدي الصعاب والتعبير عن الإبداع والحرية.
Related to التحدي - سيرة فنان مختلف
Titles in the series (8)
ظلال ثيسيوس - سيرة حب ممنوع: رواية, #1 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتحدي - سيرة فنان مختلف: رواية, #1 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالممسوس: أشباح مجنونة ترقص في رأسي: رواية, #2 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرواية مسافر بلا وطن: رواية, #3 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحلم الرب: رواية, #4 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحصون الشياطين: رواية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمجنون متفق عليه: رواية, #5 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسأعيد امجادي مع امرأة أخرى: رواية Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related ebooks
سيرتى وأسرارهم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوجع الحالمين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعاشوا معى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبانوراما العشق والكتابة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعكازة رامبو Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعلى سور الأزبكية..: كانت لنا أيام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنزوة العاشق والشركاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتوفيق الحكيم Rating: 3 out of 5 stars3/5المجالس المحفوظية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنصيبى من باريس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمذكرات نـجيب الريحاني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتوفيق الحكيم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجوار النص - التشظيات السيرذاتية في النص السردي: غانم الدباغ أنموذجاً Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأبدو الأزيم: صدّق روحه Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأولياء الكتابة الصالحون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفوضى الهويات: بورتريه واحد بوجوه متعددة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsما وراء الوجوه 2 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحاولت أن انظر حولي وأمامي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأعراس الكرة الأرضية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsظلال تونسية :: مختارات من القصة التونسية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالطيب صالح: سيرة وشهادات من محطات العمر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبستان والراديو: وبعض الكتب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتشاكل الأجناسي في سباعية السيد حافظ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتحت ظل الكتابة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسيرة الذاتية: في الأدب العربي الحديث في عمان والخليج Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsضياء الشرقاوي وعالمه القصصي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأعلام الفن القصصي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحلم والواقع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالجمالي والدلالي في المنجز الأدبي المغربي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعواصف Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for التحدي - سيرة فنان مختلف
0 ratings0 reviews
Book preview
التحدي - سيرة فنان مختلف - TAAAM ABDELMAJID
عبد المجيد طعام
العنوان : عبد الرزاق بنعيسى – سيرة التحدي
الكاتب : عبد المجيد طعام
النوع : سيرة ذاتية
رقم الإيداع :
ردمك :
الناشر :
إلى روح أمي عائشة
التي علمتني حب الفقراء والمظلومين
لماذا سيرة التحدي ؟
بقلم عبد الرزاق بنعيسى
تساءلت كثيرا عن الأسباب التي قد تدفعنا للكتابة عن حياتنا الخاصة ، هل السيرة هي نقل لتجاربنا الشخصية إلى الآخرين فقط ؟ هل هي مجرد رغبة لتوثيق لحظات لا نريدهاأن تموت ؟ هل هي محاولة لفهم أنفسنا أكثر؟ لم تكن الإجابة عم هذه التساؤلات سهلة. في الحقيقة لم أكن أفكر كثيرا في دواعي كتابتي لسيرتي الذاتية إلا بعد أن غصت في بحر الذكريات والتجارب التي شكلتني.
حينما انظر إلى حياتي ، أو بعبارة أدق حينما استفز ذاكرتي، يتدخل أحيانا القدر نفسه ، ربما هو مجرد إحساس ناتج عن أنني ولدت في ليلة القدر ، أشعر كأنه اختار أن يكتب لي مسارا خاصا رأى أنه يلائم طبيعة الحياة التي أريد . حياتي تخللتها التحديات والمغامرات التي تبدو وكأنها مجرد قطع من لعبة.
سيرة التحدي
نتاج لعدة دوافع وأسباب تنبع من السياق الشخصي والتاريخي الذي عشته. منذ طفولتي، كنت أشعر بشيء في داخلي يدفعني للبحث عن الحكاية، عن السبب وراء كل شيء. حياتي كانت مليئة بالتحديات التي جعلتني أعيش في عالم من الأسئلة الكبيرة، ولكل سؤال كنت أبحث عن جواب من خلال الفن والمسرح. عندما بدأت أسرد على الأستاذ عبد المجيد طعام سيرة حياتي ، كان دافعي الأول هو أن أروي كيف كنت أواجه التحديات بشجاعة. لقد وجدت في المسرح والسينما عوالم جديدة أهرب إليها، أعيش فيها، وأروي من خلالها قصصًا تمثلني. كنت أرى في كل معاناة فرصة لكي أكون أقوى. لذلك، كان علي أن أكتب عن تجربتي هذه ، لأنني أدركت أن الفن هو الطريق الذي يساعدني على تقبل كل تلك التجارب وتحويلها إلى جزء من قصتي. كانت التحولات السياسية والاجتماعية التي مر بها المغرب بعد الاستقلال، بمثابة الخلفية التي شكلت كل شيء في حياتي. لهذا، كان من المهم لي أن أكتب عن كيف أن التحديات السياسية، مثلما شكلت الوعي الجماعي في بلدي، ساعدت في تشكيل الوعي الشخصي لدي. كانت الكتابة عن هذه التحولات تعبر عن لحظة من النضج، حيث بدأت أدرك أن كل شيء في حياتي له علاقة بالتاريخ والفن والمجتمع.
ربما كان دافعي الأكبر للكتابة هو تلك الرحلة الداخلية التي خضتها، وكيف وجدت في المسرح وسيلة للغوص في نفسي ، وتحدي كل الصعوبات. الفن كان وسيلتي لاحتضان الحياة بكل ما فيها من آلام وأفراح، وكان من الضروري أن أشارك هذه التجربة مع الآخرين، لكي يعلموا أن الفن أداة للتحرر والتغيير.
بالتأكيد، كان لدي أيضًا دافع كبير في الكتابة عن سيرتي وهو الإحساس العميق بأنني أحمل في داخلي تاريخا ثقافيا وفنيا يعود إلى المدينة التي نشأت فيها. مدينة وجدة التي شكلت جزءا كبيرا من هويتي، كانت دائما في خلفية أفكاري. كنت أرى نفسي جزءا من تاريخها، من أزقتها ، من قاعاتها السينمائية ، من أسوارها . كان هذا التاريخ، بكل تنوعه الثقافي والاجتماعي، يشكل لي مرجعية دائمة في كل خطوة أخطوها نحو الفن. لا أريد لهذا التاريخ أن يضيع، ولا أريد أن ينسى. عرفت المدينة التي نشأت فيها حركة ثقافية وفنية متجددة. لذلك، كان من الضروري أن أكتب وأن احفظ هذه الذاكرة، لا لكي أكون مجرد شاهد عليها، بل لكي أكون جزءا من عملية الحفاظ على هذا الإرث الثقافي.
كان الفن والمسرح بالنسبة لي جزءا من معركة مستمرة لفهم العالم والتفاعل معه، وكان لزامًا علي أن أروي هذا التاريخ كي لا يضيع في غياهب النسيان. إن هذه السيرة بالنسبة لي أكثر من مجرد سرد لمسار حياتي. إنها محاولة لفهم من أنا، وكيف أن كل جزء من حياتي له معنى. أخيرا أشكر الأستاذ عبد المجيد على سعة صدره وصبره وتجشم مشاق تحويل ما سردته عليه إلى نص أدبي رائع.
ياسيد المسرح .....
نضال سواس / أديبة وفنانة سورية
حين نحزن ... نختبئ بتلافيف الفتور .... نشد ستارة المسرح بيدنا ونلتف بها كالشرنقة لاكالكفن البارد ....وندعي أنه الفتور.... حين يسحبنا الصمت إلى ممالك الإبداع وتنوط به مهمة التآاخي مع التعبير يصبح تفعيلا إبداعيا يجوب الروح مستدعيا منها كل إمكانياتها في تصعيد التعبير الإنساني بعد فهم الشخصية المنوط به تقديمها .
هذا التقليد يستدعي قدرة جيدة على الملاحظة والذكاء يستطيع من خلاله المؤدي الوصول إلى عقل المشاهد للتأثير به عبر تفاعله مع الحركة والفكرة والموقف والصوت . هذا التلاحم أو التبني لشخصية ما هو تقليد فطري بدأ مع الإنسان عبر تصرفاته المكتسبة من خلال مراقبته وتفاعله مع الآخرين المتواجدين معه في المحيط ذاته .ولكن ماذا عن تأدية أدوار لشخصيات غير متواجدة في الزمن والمحيط ذاته الذي يتواجد فيه المسرحي المخرج أو المؤدي ؟ هذا يتطلب بلا شك حضور قوي للحس الإدراكي وللخيال وللعمق الفكري المرتبط بفهم قوي عبر دراسة سيكولوجية للشخصيات المفترضة والإحاطة بكامل ردود أفعالها عبر تلامس أفكارها مع واقعها المفترض بمجالها الحيوي بزمنها وعبر أحداث تسير بها في تحريكها من خلال تطورات زمنية للحدث كل هذا يمثل تحديا كبيرا للفنان المسرحي ليكون على قدر من المسؤولية في حمل هذا الدور ليمنح المصداقية ومن أجدر بهذا من إنسان غاص في عمق المعاناة الإنسانية وكان شاهداً على معاناة الغير سواء أكانوا أشخاصاً مقربين كما وأفراد عائلته أو عبر معاناة وتطلعات فئات مجتمعية متنوعة سبق له الاحتكاك بها عبر تجاربه العميقة وعبر تداخل هذه الشخصيات في حياته وكلها شخصيات فاعلة تدور في فلكه الفني والثقافي ذاته
فن ذكي قائم على قوة الإدراك وحس التعبير له شروطه القاسية للوصول إلى عقل المشاهد وتفاعله معه كثير من الأمور كانت من أسباب إيمان الفنان بنعيسى بالفن ومن أسباب تطور الوعي الإنساني والثقافي لديه للأخذ بيده في رحلة الإبداع في مسيرة التنوير . إطلاعه على الثقافات الغربية والعالمية كان لها الفضل الأول في نشأته الفكرية الثقافية بدءاً من عشقه لمسرح سوفوكليس الذي كان منبعا للخضارة وللثقافة كونه جزءاً من عالم الأنثروبولوجيا .
كان اهتمامه بالفرد هو الأكبر هذا الفرد الذي بمكونه الفكري الصغير يكون لبنة لأساس مجتمعي كبير آمن الفنان بدوره في تغذية الفكر الفردي والانتقال منه إلى الفكر الجمعي من خلال محاولته الدخول في عوالم إبداعيةتستهدف الجيل الفتي أولا وهذا ما نراه عبر توجهه للانتشار الفني بادء ذي بدء في مسيرته الأولى عبر الأجهزة التعليمية والمدارس حيث كان فعالاً في نشر الأعمال المسرحية والتنقل بها عبر المحافظات والقرى ليكون المواطن بكافة مستوياته هو المستفيد الأول من هذا الفن ولم يسع إلى إرضاء الجهات السلطوية العليا وهذا ما نراه في الجهود الفردية لفئة متنورة من الفنانين الشباب الذين تكررت أسماؤهم في كتابه كرفاق نضال فكري وفني .
لا شك بأنه دفع ثمنا كبيراً في رحلته التنويرية الثقافية تلك حتى أنه قد اعتقل دفاعا عن أفكاره ومواقفه فكان بحق فنانا نزيها ربما كان الصمت الذي مر به هو من أهم معلميه حيث كان للصمت والتأمل دوراً فاعلاً لبناء شخصيته بعض من الشخصيات الحميمية في حياته كأمه مثلا كان لها الدور الكبير في فهم عالم الصمت وفهم عالم الفكرة والخيال وألم المعاناة وكذلك تلك الصلابة والحزم الذي واجهه في شخصية والده جعله يميل أكثر إلى العناد والتشبث في الرأي دفاعا ً عن أفكاره باختيار توجهه الحقيقي والصادق لعالم آثر أن يختاره هو بدلا من أن يكون مفروضاً عليه .
يا سيد المسرح إن حضرك الخوف فلتخشع إن حضرك الخوف فالصمت وحش بارد والصراخ أليم ...هو آثر أن يتمرد على الخوف والصمت عبر الفكرة والصوت والحركة أراد عالما آخرعالما ً مواجهاً ومتحديا ً عالماً فيه تنوع للمواقف والشخصيات والظروف والأزمنة والأمكنة ...أحب الإنطلاق في العالم ليكون كل إنسان في إنسان .
قدرة كاملة أو فلنقل قدرة جيدة على التغيير .عالم كامل من البدائل : سخرية ..انتقاد ..تساؤل .المسرح بالنسبة إليه ترابط ما بين اللحمة المصاغة من أركان مجتمع ما ومابين العمل المسرحي وفي هذا بحد ذاته تحد قوي لأنه يتطلب مجهودا ويقظة حادة لأنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار المجتمعات التي يقدم فيها النص .
في أقصى الشمال الشرقي للمغرب، حيث تمتد الحدود بين المغرب والجزائر ، تستقر مدينة وجدة . مدينة حدودية عرفت بمدينة البساتين والظلال الوارفة. ولدت في ليلة القدر، تحديدا في 24 يوليوز 1949. كانت والدتي تتحدث عن تلك الليلة بصوت مفعم بالرهبة والاحترام، تنساب كلماتها بحذر خشية أن يخطف منها النسيان سحرها وسرها العظيم. بالنسبة لوالدتي ، توقف الزمن يوم ميلادي، تعانقت النجوم في صمت ، لتنسج السماء بخيوط من نور أقدار البشر وحكاياتهم الخفية . ربما سحر تلك الليلة هو ما غرس في نفسي سحر الفرجة. جئت إلى الدنيا في دار جدي العتيق الذي يشهد على زمن الحكاية والغرابة ، حيث تتشابك الحكايات والأساطير في كل زاوية، وكل حجر يحمل سرا من الأسرار القديمة. كانت جدتي ، حكواتية الزمن القديم ، تنسج الحكايات بحب وحنين ، تحكي بأصوات كأنها من عالم آخر ترفعني إلى عنان الخيال. كانت جدتي تحذرني من إثارة غضب الجن . كانت تقول لي : مترميش الما سخون فالمجرة ، إنها مسكن الجن وفضاء لعب صغاره
كانت تحذرني من أشياء كثيرة وكأنها تنقل لي قواعد كونية تحكم الأرواح والأقدار. حكايات كانت نافذة على عالم مزدوج، عالم تتمازج فيه الحقيقة بالسحر، والواقع بالخيال.
ولدت في بيت جدي ، في قلب درب بودير .. حي يعانق البساطة ويحمل بين أزقته ودروبه عبق الأجيال. حي شعبي ينبض بالحياة والحركة، تتلاصق فيه المنازل كأنها أرواح متشابكة، تشعرك بدفء جميل يغلف كل زاوية، كل زقاق، وكل ركن. تحيط بالحي بساتين وأشجار وارفة الظلال، تتمايل أوراقها برقة مع نسيم الصباح، تحيط بها سواقي تنساب على جوانبها المياه بخفة وعذوبة ، لتشكل مسرحا لحكاياتنا الطفولية وشغبنا الذي لا ينسى. في هذا الفضاء ، كنا نركض نلقي بأجسادنا الصغيرة داخل السواقي في صيف وجدة الحار . كنا نلعب كرة القدم بشغف عجيب، نجمع بين الضحك والصراخ. كان بيت جدي قريبا من دار بلهاشمي المرتبط بتاريخ فريق المولودية الوجدية. كانت ساحة سطاد المولودية والحفرة فضاءاتنا المفضلة ، نمارس فيها شغبا طفوليا يروي قصة حي لا يموت وطفولة لا تنسى. هكذا مرت سنوات طفولتي ، بين دفء البيت القديم، وهمس الحكايات، وصخب الحياة اليومية التي لا تنفصل عن عبق الماضي وأسراره ، لتشكل حياة تمزج بين الفرجة والواقع ، بين الحلم والحقيقة.
ولدت في ملتقى الأرض والسماء، في حضن يتنفس عبر أزقته عبق الزمن وروح الإنسان المتشبث بالحياة. كانت مياه الولي الصالح، سيدي يحيى، تجري بهدوء في السواقي التي تمر عبر حينا لتسقي الحقول الواسعة الخضراء. لم يكن الولي الصالح يخص ديانة واحدة فقط . كان محل احترام من قبل ثلاث ديانات سماوية: اليهودية والمسيحية والإسلام . كانت وفود اليهود المغاربة يزورون ضريحه كل سنة ، يحملون معهم صلواتهم ودعاء لا نفهمه . في الحقيقة ، كنا نعتقد أن دعاءنا – نحن المسلمين – هو الوحيد الذي يقبله الله .
ظلت مدينة وجدة بعد الاستقلال مقسمة إلى ثلاثة أجزاء متباينة، كل جظء يحمل بصماته الخاصة ونبضه المختلف. في الجزء الأول، تتواجد الأحياء التي استقر فيها المستوطنون الفرنسيون. أحياء الفيلات الأنيقة المزينة بحدائق غناء وأشجار الخروب . رغم أن المغرب استقل
