Explore 1.5M+ audiobooks & ebooks free for days

From $11.99/month after trial. Cancel anytime.

عاشوا معى
عاشوا معى
عاشوا معى
Ebook353 pages2 hours

عاشوا معى

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

عندما تُصدرُ الكاتبة الدكتورة لوتس عبد الكريم كتابًا ؛ فالمتوقَّع منها قراءة الجديد والمختلف ؛ لأنها تنشرُ أوراقًا مجهُولةً من حياة من اقتربتْ منهم على مدارِ حياتها في مصر والكويت وبريطانيا واليابان وإيطاليا ، ثم أغلب دول الشرق الأقصى ، حيث عاشتْ أغلبَ عُمرِها بين الملكات والأميرات والسَّاسة والقادة والزُّعماء والرؤساء والكُتَّاب والأدباء . وكتاب " عاشُوا معي " يُمثِّلُ واحدًا في سلسلة كُتبها الناجحة ، الذي يكشفُ العديدَ من الخفايا والخبايا والأسرار في حياة شخصياتٍ مُؤثِّرةٍ في حياتها وحياتنا ، عاشتْ في صُحبتهِم لسنواتٍ طويلةٍ ، ويمكنُ اعتبارُهُ سيرةً ذاتيةً كتبتْهَا عنهُم ، حيثُ هناك جوانبُ غيرُ مألوفةٍ أو معرُوفةٍ أو مُتدَاولة عن هؤُلاء لا يمكنُ للقارئ أن يجدَها في مكانٍ آخر ؛ لأنَّ ماذكرَتهُ في كتابها كانتْ شاهدةً شخصيةً عليه ، وليس مُتواترًا في الكُتبِ والمراجع ؛ فهي تكتبُ عن شخصياتٍ عرفتهَا من قُربٍ. إنَّ كتابَ " عاشُوا معي " يُكْمِلُ الجُزْءَ الناقصَ أو المسْكُوتَ عنهُ أو غير المطرُوق في حياةِ أسماءٍ مُؤسِّسةٍ ورائدةٍ في مختلفِ المجالات خُصُوصًا في الأدبِ والموسيقى والفنون التشكيلية والدبلوماسية والسياسة والتاريخ و ... ويمكنُ اعتبارُ الكتابِ اعترافاتٍ أو مذكِّراتٍ يربطُ حياة الكاتبة بمن كتبتْ عنهم.
Languageالعربية
PublisherAldar Almasriah Allubnaniah
Release dateOct 1, 2024
ISBN9789777952729
عاشوا معى

Read more from لوتس عبد الكريم

Related to عاشوا معى

Related ebooks

Reviews for عاشوا معى

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    عاشوا معى - لوتس عبد الكريم

    عاشوا معي

    د. لوتس عبد الكريم

    عاشوا معي

    المحتوى

    إهداء………..9

    قبل القراءة.11

    حضارة الحرف…15

    توفيق الحكيم الذي كان يمنع الطامعين في جيوبه 17

    توفيق الحكيم الذي كان شاهدا على الزواج السري لعبد الوهاب …… 21

    توفيق الحكيم بين عبد الناصر وأنور السادات…26

    نجيب محفوظ في حوار نادر معه 29

    مئة عام على مولد إحسان عبد القدوس 44

    « لُولَا » زوجة إحسان عبد القدوس ………………….48

    بيت إحسان عبد القدوس …………….….53

    يوسف السباعي دافع عن فلسطين فقتله فلسطينيون 57

    دولت.. حبيبة يوسف السباعي ……………62

    إنه إسماعيل السباعي ………………70

    مصطفى محمود بين ثلاثة رؤساء لمصر …………..74

    يوسف إدريس الثائر المُحتج دائما ………….…. 78

    سيمون دوبوفوار .. امرأةٌ غير عادية ………………. 82

    الوصية الأخيرة لبرتراند راسل ………………….….….86

    من ولّادة وميّ إلى صالون الشموع ……………89

    سيدة الصالون اسمها ميّ 93

    حضارة الموسيقى .. 97

    هكذا أحتفل بميلاد الموسيقار محمد عبد الوهاب 99

    «جندول » محمد الموجي في بيتي . 104

    حضارة اللون .. 109

    متحف.. محمد محمود خليل وكنوزه التي لا تُقدَّر بثمن .111

    اللوفر مشهد سحري كالرؤيا …………………115

    ثلاثة فنانين تشكيليين أسأل عنهم دائما ……………………119

    ثلاثة فنانين أوقدوا شمُوعهم : ………………………123

    عبد العال الذي لا يُنسى .123

    رمضان عبد المعتمد.. معتمد الجمال الخالص.. ..125

    علاء عوض ابن تراث الحرية 127

    الشيخ رمضان سويلم الذي أبهر ألمانيا بفنه الفطري ………………………129

    حضارة الحجر والبشر ……………………135

    حسن فتحي هو أول مصري يحصل على جائزة نوبل ……………137

    جمال حمدان مؤسس جغرافيا الحياة ………….…..142

    عندما أمر عبد الناصر بحذف الخديو إسماعيل ………………146

    كانت المحروسة دائما خضراء .150

    بطرس غالي يرتجف خوفا من عدم استعادة القدس ………….153

    ليا نادلر بطرس غالي 158

    حضارة السَّفر والرحلة ……………………….…163

    أنا في جامعة جوته ……………………………165

    أثق فيما شكَّ فيه جوته …………………….… 167

    عندما ينحني المنتصر أمام المهزوم! …………………170

    أين السَّاحر سليمان عبقري العيون ؟ …………………………173

    أيامٌ في أرض الأحلام 177

    حضارة النور 181

    الطريق إلى الله 183

    يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ 186

    آثارنا تتسوَّل المال والاهتمام …………………. ……190

    سيرة الدكتورة لوتس عبد الكريم ………………………..196

    *****

    إهداء

    إلى رفيق الدرب، من ساندني بفكره وعلمه وخبرته

    إلى زوجي

    عبد الرحمن العتيقي

    أهدي بعضا من تجاربي وحياتي .

    لوتس عبد الكريم

    القاهرة – المعادي

    1 من أكتوبر 2019 ميلادية

    قبل القراءة

    حاولتُ في كتابي هذا أن أستجلي، وأستبطن، وأكشف الشخصيات غير المألوفة التي تناولتها بالتحليل النفسي، والتعليل، والنقد، والتفسير الأخلاقي،«والعرض المستبصر الواعي» لجوانب أو جانب الشخصية المختارة، والتعبير عن مشاعري وأفكاري الشخصية إزاء بعضهم، خصوصا الذين عايشتهم لسنواتٍ عديدة، وبقدر ما يمكن تصنيف هذا الكتاب بأنه ترجمة ذاتية، أو سيرة ذاتية كتبتها أنا عنهم، فهو في الوقت نفسه جزءٌ مكمِّل لسيرتي الذاتية، التي كتبتها في كتبي السابقة، خصوصا « رحلة البحث عني - رواية حياة»،

    و«سيرتي وأسرارهم» ؛ لأنني لا أكتب إلا عن شخصياتٍ عرفتها من قرب، وعشت إلى جانبها، وتبادلتُ معها الجدال والنقاش كثيرا، ولذا ما أكتبه عنهم هو في أكثره معرفة خاصة، ونتاج حوارات ثنائية بيني وبينهم، وليست موجودة في كتبٍ أو مراجع مستندة إليها، على الرغم من دراستي الأكاديمية ؛ حيث فضَّلت كتابة ما أعرف.

    وعلى الرغم من تخصُّصي في أدب السيرة الذاتية ؛ فإنني أقول إن الأدب العربي ما زال يفتقر إلى هذا النوع أو الجنس من الفنون الأدبية، وإن كتَّابه قليلون مقارنة بفنون وأجناس الكتابة الأخرى مثل الشعر والرواية والقصة القصيرة والمسرحية، رغم أن له جذورا ممتدة وعميقة في التراث العربي، لكن يبدو أن أعراف المجتمع وتقاليده ما تزالان تحدان من أدب الاعتراف والبوح وترجمة الذات وكشف مكنونها، وعرض أسرارها ؛ خشية أن يُشكِّل ذلك عيبا أو انتقاصا من صاحب السيرة .

    وأعترف أنني أعرف الكثير عن أشهر الشخصيات التي كتبت عنها هنا في هذا الكتاب ؛ لكنني في المقابل أقول إنني قد أهملت أو أسقطت أو حجبت الكثير الذي أحفظ وأعرف ؛ حتى لا أغضب الأحياء من أسرهم، الذين أرتبط معهم بصداقةٍ طويلةٍ وعِشْرة عُمر ممتد، وآثرت هنا أن أثبت أو أختار أو أنشر أجزاء من سيرة هؤلاء، تمثل حقائق مهمة وكاشفة في حيواتهم الإنسانية على وجه الخصوص، معتمدة على حِسِّي وحدْسي، اللذين كبرا معي منذ دراستي الفلسفة وعلم النفس في كلية الآداب جامعة الإسكندرية .

    وكتابي يقدم إسهاما ما، ويطيل النظر، ويحدد ملامح بعض ممن عرفتُ في مجال الأدب والموسيقى والفنون التشكيلية والدبلوماسية والسياسة والتاريخ و ، على الرغم من القيود التي أحطت بها نفسي لحظة الكتابة عن أغلب الشخصيات .

    وما أقدمه هنا هو محاولة من محاولاتي المتعاقبة في فن السيرة أو الترجمة الذاتية لي أو للآخر الذي اقتربتُ منه، وتقديم ميوله وأفكاره، وليست حكما باتا نهائيا، لأنني أكتب لأمتِّعَ نفسي أولا، ثم يصير جدل وحوار جاد حول ما أطرح من مساهمات ومشاركات، لأنه ليست هناك كلمة أخيرة في الكتابة .

    فأنا أقدم في كتابي هذا مذكرات، وذكريات، ويوميات، وتأملات، ومشاهدات، وملاحظات، ومدونات، وقراءات، ووثائق، وأحداثا، ووقائع، واعترافات، وروايات، وحكايات قصيرة، ومواقف، وذلك أسلوب أتبعه فيما أكتب، معتمدة على انعكاس كل هذا على روحي وشخصيتي الفردية، لأنني في سياق الذين أتناولهم بالكتابة أكشف أيضا عن ذاتي ، تخدمني في ذلك ذاكرة مثقلة بالتفاصيل، والدقائق، والحقائق، ودخائل النفس ؛ فأستعيد ما مضى، والذي أعتبره إرثا لي .

    وليست غايتي هي الهتك والفضح، ولكنني أهدف إلى إحياء ذكرى من كانوا قريبين مني فكريا وروحيا ومزاجيا وسلوكيا وخلقيا، ومنهم من كان أحد مكوناتي الثقافية والشخصية .

    في هذا الكتاب ابتعدتْ « أنا» الكاتب دون زهو أو إعجاب ؛ لتظهر جليا « أنا» المكتوب عنه في صراحةٍ ووضوحٍ، دون تزييف أو تشويه أو مبالغة أو ادّعاء أو تمويه أو تضليل ؛ لأنني لا أكتب لأقتصَّ من أحدٍ، بل أكتب عمَّن أحب وأقدِّر، وقد اجتهدتُ في كتابة الحيوات المنسية لشخصياتي .

    حاولت تحرِّي الحقيقة والصدق والأمانة في تجرُّدٍ إلا من انحياز الكاتبة المُحِبَّة كعادتي في حياتي، وفيما أكتب، وبنيتُ هذا الكتاب بنبضاتي وخلجاتي، معبرة عن قناعاتي، ساردة ذكرياتي، وتجاربي، وانطباعاتي، وخبراتي، وما هو مشترك بيني وبين من أكتب عنهم، وأرسم صورة لعوالمهم الظاهرة والباطنة .

    وإن كنتُ وقفتُ طويلا أمام المميزات والفضائل والمآثر، فقد مررتُ سريعا أمام المآخذ والعيوب والنقائص ؛ لأنني هدفت إلى الإعلاء والإحياء، وثانيا لأنه لا يوجد أحدٌ على هذه البسيطة خالٍ من المثالب، فأنا عندما أكتب عن الآخر الذي أختار ؛ فأنا أكتب عن الذات التي تصوِّر أحوالها الشعورية، ومقاماتها في السفر، ومواجيدها في الغربة، ومجاهداتها في المواجهة والمجابهة، وفيوضاتها النفسية، وتجاربها الروحية، ولعل الفلسفة التي درستُها في سنواتي الجامعية كانت مرشدا لي ومعينا في محاولتي هذه، إذ عشتُ طويلا في لُجج الشك والحيرة، وخُضتُ بحارا كثيرة في الغربة عن الوطن مبكرا .

    وإن كنتُ استخدمت قالبا روائيا في كتابي «رحلة البحث عني – رواية حياة»، فهذا الكتاب الذي اعتمد بشكلٍ أساسي على المقالة النثرية والمحاورات، فهو ليس بعيدا عن القالب الروائي أيضا، خصوصا أنني بدأت حياتي بنشر عملين روائيين في النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي، حيث لم تختف أبدا ذاتيتي في هذا الكتاب، دون مواربة أو نكران .

    وإذا كان سقراط قد نادى بمعرفة النفس عبر مقولته الخالدة: «اعرف نفسك»، فقد نحوتُ هذا المنحى في أهمية معرفة نفوس الآخرين الذي كتبت عنهم، وكذلك معرفة نفسي من خلالهم، ولم أفصل هنا بين السيرة الذاتية لي، والسيرة الغيرية للآخر الذي اخترتُه، على الرغم من أن الأولى أوثق صلةٍ بي من سواها ، لكنني كنتُ في هذا الكتاب في حالة تذكُّر مضنية، إضافة إلى المُعايشة والمشاهدة، ملتزمة جانب الحقيقة، والأمانة بشكلٍ صارم، تعلمتُه من أساتذتي في الفلسفة مثل يوسف كرم، وثابت الفندي، وأبو العلا عفيفي وغيرهم .

    لوتس عبد الكريم

    القاهرة – المعادي

    30 من أكتوبر 2019 ميلادية

    حضارة الحرف

    توفيق الحكيم

    الذي كان يمنع الطامعين في جيوبه

    أنا مثله وُلدتُ في الإسكندرية، وربما كان هو وكانت كتابته، خصوصا كتبه التي يعرض فيها لسيرته الذاتية، سببا في حلمي بأن أصير كاتبة .

    لقد أحببت كتابة توفيق الحكيم منذ صباي، وكذا أثناء دراستي الثانوية، ثم وأنا في قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وكنت مع زميلاتي ننتظر زيارته إلى أحد المقاهي بالإسكندرية على شاطئ البحر المتوسط، أو في فندق سان استفانو حين نلتقي نجيب محفوظ، فندخل إلى المقهى لمشاهدته عن قرب متمثلات دوره في ( راهب الفكر ) – وتكتمل الصورة بعد عودتي من أوروبا وصداقتي مع الفنان يوسف وهبي في أخريات أيامه، وبعد أن كُسرت رجله، الأمر الذي جعله يستعين بعكازين، ومساعدتي حيث كان يواظب كل يوم جمعة على لقاء بتوفيق الحكيم في مقهى فندق النيل بالقاهرة ( الفورسيزون حاليا ) فأحضر معه هذه الجلسات الخالدة مع نجوم الفن والفكر والثقافة والصحافة .

    ويوم قررت أن أصدر مجلة الشموع في سنة 1986م برئاسة الكاتب أحمد بهاء الدين، كنتُ حريصة على أن يكون أحد كتَّاب الشموع ومن أعمدتها الأساسيين، وقد منحني مقالا تصدَّر المجلة عنوانه « ماهو الفن ؟» ما زلت أحتفظ بمخطوطته لديَّ، وأعتبرها من المقتنيات والنفائس، وأذكر وقتها أن دفعت «الشموع» مكافأة مالية قدرها ثلاثة آلاف جنيه، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت، وقد نُشر المقال على صفحتين، وقد كتب في هذا العدد: مصطفى محمود، وعلي الراعي، ومحمد حسن الزيات، وسناء البيسي، وفاروق شوشة، ورتيبة الحفني، وآخرون . ولولا أنه مات في العام التالي من صدور الشموع، لكان استمر يرفد المجلة بفكره وأدبه وفلسفته، لكنني خصصت عددا كاملا من «الشموع » عن توفيق الحكيم إثر رحيله شارك فيه كثيرون من كتّاب ومفكري وأدباء وشعراء مصر، وقد صدر هذا العدد بعد ذلك في كتاب خاص بمقدمة مستفيضة لي عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في عهد الراحل الدكتور سمير سرحان.

    فتوفيق الحكيم عندي ليس مجرد كاتب مسرحي وروائي وقصصي فقط، بل إنه مدرسة تعلمنا فيها ومنها الكثير، خصوصا تعلمنا محبة مصر وحضارتها،وكنت دائما أربط ما توفيق الحكيم بـ « عودة الروح » و« يوميات نائب فى الأرياف» . ولعل قيمة هذا الكاتب العظيم هي التي جعلت نجيب محفوظ يقول عن توفيق الحكيم إنه «كان أحق مني في الحصول على جائزة نوبل في الآداب» .

    ومن جميل الأقدار أن أقرأ إعلانا في جريدة الأهرام في يوم من أيام الجمع عن بيع شقة في «جاردن سيتي» وتقع على النيل مباشرة، فأهاتف صاحب الإعلان، فإذا به حفيد توفيق الحكيم من ابنته زينب، والتقيت به في شقة جده الحكيم التي كنت أدخلها أول مرة في حياتي، وبالفعل شرعت في إجراءات امتلاكها ودفعت جزءا من المبلغ المتفق عليه بيني وبين حفيده ، لكنَّ الأمور لم تسر في الاتجاه الذي كنت أرغب فيه، لكنها بيعت، وكانت ما تزال – عندما رأيتها – تحتوي بعضا من مقتنيات وآثار الكاتب الذي أقدِّر وأعتزُّ.

    وقبل أن يسكن في جاردن سيتي، حيث كان يسكن أغلب أهل الفكر والسياسة والفن والأدب ظل توفيق الحكيم عشر سنوات يسكن في عمارة الإيموبيليا التي صمَّمها المهندسان المعماريان ماكس أذرعي، وجاستون روسي، وقد بنيت سنة 1940 ميلادية عند نقطة التقاء شارعي شريف وقصر النيل في وسط القاهرة، وكان يسكنها مشاهير آخرون مع توفيق الحكيم مثل : نجيب الريحاني، ومحمد فوزي، وأنور وجدي، ومحمود المليجي وعلوية جميل، وليلى مراد ، ومحمد عبد الوهاب، وفكري أباظة، وماجدة الصباحي، وعبد العزيز محمود، وكاميليا، وكمال الطويل، وماجدة الخطيب، ومحمود ذو الفقار، وهنري بركات، وأسمهان، وأحمد سالم، وحلمي حليم، وآسيا داغر، ومكاتب كل من أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وماجدة الصباحي، وفؤاد باشا سراج الدين، وإبراهيم باشا عبدالهادي .

    كان توفيق الحكيم (1315 هـجرية / 9 من أكتوبر 1898ميلادية - 1407 هـجرية / 26 من يوليو 1987ميلادية) كاتبا وفيلسوفا ومفكرا غطت أعماله جوانب متعددة، فقد كتب المسرحية والرواية والقصة القصيرة والمقال والبحث الفلسفي، ولم يكن مجرد كاتب خلاق يعطينا متعة قراءة أعماله الفنية، وإنما كانت له نظرياته الفلسفية وآراؤه في جماليات الفن وقواعده، ولعل العشق الأول للتعليم هو المسرح وفي كتاباته يخبرنا عن هذا العشق كيف كان يصاحب الفرق المتنقلة في جولاتها .

    وليس بمستغرب أن تكون المسرحية هي أول إنتاج الحكيم فقد كتب في العشرينيات وأوائل الثلاثينيات مجموعة من المسرحيات قدمت على خشبة المسرح، وكان وهو في باريس منذ سنة 1925 ميلادية يتابع كل ما يكتب عن مسرحياته من نقد ويتراسل مع نقاده، وكانت صدمة الحكيم بالغة حين ترك باريس في أوج جمالها وثقافتها وفنها عائدا إلى طنطا حيث عُيِّن في أول وظيفة له – واستبدل منظر المسلة الخالدة بميدان الكونكورد في باريس بعمود مرحاض في ميدان الساعة بطنطا فكتب (أهل الكهف) – وهي الرواية الملأى بالتأمل والرموز والسخرية، وكأنها تصور إنسانا هبط من سطح القمر!

    هكذا كان الحكيم مفكرا ساخرا اتخذ من قلمه مسرحا تخيَّل عليه وكأنه الكاتب والمخرج والممثل معا يضع الحكمة على الأفواه ممتزجة بابتسامة حائرة بين الإنسان والحيوان بين ذاته وحماره وعصاه.. ما يشوق الناس إلى حكاياته ومقالاته وكتبه ومسرحياته.

    إن توفيق الحكيم علامة مضيئة في جبين الفكر المصري، لم

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1