Explore 1.5M+ audiobooks & ebooks free for days

From $11.99/month after trial. Cancel anytime.

من يعدم؟
من يعدم؟
من يعدم؟
Ebook234 pages1 hour

من يعدم؟

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

من يُعدم؟

رواية نفسية سوداء

بقلم: أنور العوني

هذه الرواية عمل تخييلي بالكامل. وأي تشابه بين الشخصيات أو الأحداث أو الأماكن وأشخاص حقيقيين، أحياء أو أموات، هو محض مصادفة غير مقصودة.

عن الرواية:

في مدينة غارقة في الصمت، يتكرّر القتل… ويتكرّر الإنكار.

هويات مهشّمة، ذاكرة مفككة، وأرواح تائهة تبحث عن خلاص.

هو قاتل… أو أكثر من ذلك.

وهم ضحايا… أو أقلّ من ذلك.

وحين يصبح العقل عاجزًا عن الفهم، وتغدو الحقيقة مراوغة كالظلّ،

يبقى سؤال واحد معلّق في الهواء: من يُعدم؟

رواية تلامس أعماق النفس، وتكشف هشاشة الإنسان أمام ذاته.

علاقة معقّدة بين الحب والخيانة، بين الألم والانهيار،

تجعل القارئ يشكّك في كل شيء… حتى في نفسه.

Languageالعربية
PublisherA-OUNI
Release dateJul 7, 2025
ISBN9798231866922
من يعدم؟
Author

Anouar Ouni

أنور العوني، كاتب تونسي وأستاذ رياضيات يهوى الغوص في عوالم الخيال العلمي والرعب النفسي، حيث تتقاطع الأسئلة الكبرى حول الإنسان، والمصير، والعلم، مع قصص نابضة بالحياة والوجع والأمل. صاحب سلسلتي "المرعب" و"الكابوس" تميّز بأسلوب يمزج بين الدقّة العلمية، والبُعد الإنساني العميق، والخيال المتجذّر في الواقع العربي. كوربولا هي أحدث أعماله، رواية تتجاوز حدود النوع الأدبي، لتطرح سؤالًا جوهريًا: هل يُمكن للعلم أن ينقذ ما أهمله الضمير؟ لأنور العوني، مجموعة من الأعمال التي تمزج بين الرعب، النفس، والخيال العلمي، والتي لاقت صدى لدى القراء الباحثين عن ما هو أبعد من الواقع. سلسلة المرعب: الجن العاشق : رحلة مخيفة في أعماق علاقة محرّمة بين فتاة وكيانٍ من العالم الآخر. أنهم معنا : عندما يصبح الظلّ أكثر قربًا من الروح، والبيت أكثر غربة من المقبرة. الرصد : عن علوم الرّقيا، الرعب، وما لا يُقال في علم الطاقة والعوالم السفلى. القرين : ما الذي يحدث عندما تنظر في المرآة… ولا ترى نفسك وحدك؟ سلسلة الكابوس : من يُعدم؟ : لعبة نفسية تدور في دهاليز العدل والجنون. هل كل قاتل مذنب؟ ثمن الثروة : رواية عن الجشع، المال، والمقايضة بين النجاح والروح. روايات منفصلة : مصانع الخلود : رواية علمية تخيّلية تكشف أسرار الأهرامات عبر رحلة عالم رياضيات يكتشف أن الحضارة القديمة استخدمت معمارها الخالد لتخزين الوعي… بحثًا عن الخلود.  

Read more from Anouar Ouni

Related to من يعدم؟

Related ebooks

Related categories

Reviews for من يعدم؟

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    من يعدم؟ - Anouar Ouni

    مقدمة رواية :  من يُعدم؟

    رواية نفسية سوداء

    بقلم: أنور العوني

    هذه الرواية عمل تخييلي بالكامل، وأي تشابه بين الشخصيات والأحداث والأماكن وواقع أشخاص حقيقيين، هو محض مصادفة غير مقصودة.

    عن الرواية:

    في؟مدينة تنام على رعبها... وفي زمن تتشابك فيه الهويات وتضيع فيه الذاكرة، يتكرّر القتل، ويتكرّر الصمت.

    هو قاتل... أو ربما أكثر من ذلك.

    وهم ضحايا... أو ربما أكثر من ذلك. عندما يعجز العقل عن التفسير، وحين تصير الحقيقة مراوغة كالظلّ،

    يبقى سؤالواحد فقط معلقًا في الهواء: من يُعدم؟

    تنبيه للقارئ

    هذه الرواية تتناول مواضيع حسّاسة ذات طابع نفسي شديد التوتر، مثل:الاضطراب التفارقي، الانفصام، العنف الرمزي، فقدان الهوية، والانهيار الداخلي.

    قد تتضمّن مشاهد أو حوارات تُثير القلق أو المشاعر المعقّدة لدى بعض القرّاء، خاصة ممن مرّوا بتجارب نفسية مشابهة أو صدمات شخصية.

    ليست هذه الحكاية عن الجريمة فقط، بل عن الوجه الآخر للصمت،عن الهوّة التي قد يعيش فيها الإنسان بين ما هو... وما يراه فيه الآخرون.

    القراءة على مسؤوليتك النفسية الكاملة.

    هذه الرواية عمل تخييلي بالكامل، وأي تشابه بين الشخصيات والأحداث والأماكن وواقع أشخاص حقيقيين، هو محض مصادفة غير مقصودة.

    إهداء

    إلى كل من عاش في جسده... غريبًا

    إلى من لم يجد اسمه في فمه، ولا صوته في صوته

    إلى أولئك الذين يُحاكمهم العالم... فقط لأنهم لم يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم

    إلى الصمت

    حين يختنق... فيولد قاتلًا

    وإلى يوسف...

    كلّ يوسف...

    الذي لم تُسمع صرخته إلا بعد فوات الأوان

    الفصل الاول

    الفصل الأول – المشهد 1

    وجه لا يراه أحد

    استفاق يوسف من النوم دون أن يرنّ المنبّه. لم يكن قد ضبطه أصلًا. كان جسده يعرف تمامًا متى ينتهي الحلم ويبدأ الصمت. جلس على حافة السرير، قدماه تلامسان بلاطًا باردًا، وساقاه ترتجفان من لمسة الفجر الأولى.

    المكان ساكن كعادته، كل شيء في الشقة ثابت، كأنه ميت.

    لا شيء ينبض سوى تلك التكتكة البطيئة لساعة الحائط، والتي غالبًا ما يتوقف عندها الزمن دون أن ينتبه أحد.

    نهض بثقل واضح، وجرّ جسده نحو المطبخ. أعدّ قهوة سريعة في كوب أحمر متشقّق، دون أن يتذوّقها. جلس على الكرسي، يحدّق في طاولة خالية من أي حياة. شرب رشفة، شعر بأنها مرّة كالعتمة، ثم نهض ببطء واتجه نحو المرآة المعلّقة قرب الباب.

    تأمّل وجهه: وجه متورّم بعض الشيء، سمين، لا يحمل أي شيء مميز. شعره قليل، ذقنه غير محلوقة، عيناه غائرتان. فرك خده وتنهّد. حاول أن يبتسم، لكن ابتسامته جاءت باهتة، حزينة، كأنها تطلب المغفرة.

    قال بصوت خافت: صباح الخير، يوسف

    ثم أجاب نفسه بنبرة أضعف: صباحك موحش كعادتك

    اختار قميصًا أزرق داكنًا، سروالًا رماديًا، وربطة عنق غير مشدودة.

    حمل مفاتيح السيارة رغم انه لن يستعملها ، مقر العمل قريب و هو يفضل ان يتمشى،لعله يذيب القليل من الدهون .

    ارتدى سترته ثم حدّق في الساعة. تأخر قليلًا، كالعادة. فتح باب الشقة ببطء، أطلّ على الممر الخالي، ثم خرج بخطوات خافتة.

    في الطابق الرابع، كان المصعد. ضغط الزر وانتظر. في الطابق الثالث، سمع بابًا يُفتح. انقبض قلبه. إنها الجارة، تلك التي تبتسم كثيرًا وتقول له دائمًا: صباح الخير يا مهندس.

    لم يكن ظهرها قد لاح في الممر بعد، لكن يوسف أسرع بالدخول إلى المصعد، ضغط على الزر دون أن ينظر خلفه.

    في الطابق الأرضي، مرّ قرب مجموعة من الشبان أمام باب العمارة. كانوا يتحدثون بصوت مرتفع، يضحكون. خفض رأسه ومشى بمحاذاتهم.

    قال أحدهم ساخرًا: ها هو يوسف، المهندس الذي يخاف من صوته.

    ضحكوا جميعًا. لم يلتفت. بل زاد من سرعة خطواته.

    في الطريق، كانت الأرصفة مبلّلة بمطر الليلة الماضية. انعكس ظله على الماء، ظلّ ممتلئ، مائل قليلًا نحو اليسار.

    راقبه يوسف وهو يتحرك مثله تمامًا، ثم همس: ربما هذا هو أنا... والذي يسير ليس أنا.

    الشارع كان هادئًا كعادته في صباحات الشتاء. أشجار اليوكاليبتوس على طول الطريق تتمايل تحت نسيم بارد، أوراقها تتساقط ببطء، كأنها تهمس للمارّين أن لا أحد هنا سعيد.

    هواء الحمّامات في هذا الوقت من السنة يمزج بين رطوبة البحر ورائحة قديمة عالقة في جدران الأبنية العتيقة.

    من بعيد يُرى البحر رماديًا، كسطح زجاج مغبر. لا أمواج، لا شمس، فقط سماء ملبّدة كصدر يوسف.

    كان الطريق نحو المكتب يمرّ قرب نادٍ رياضي كبير. كل صباح، يرى الوجوه نفسها: شبّان بعضلات مفتولة يركضون، يتمازحون، يصرخون، يلتقطون صورًا لأنفسهم أمام المرآة.

    يوسف يمرّ بخطوات سريعة، لا يرفع عينيه، لا يلتفت، يحاول ألا يلتقي نظره بنظر أحد. أحيانًا يسمع ضحكة عالية، يتخيّل أنها موجهة نحوه.

    في داخله يقول: أكيد يضحكون عليّ.

    أمام باب النادي، لمح مرآة زجاجية تعكسه. أزاح وجهه عنها بسرعة. واصل المشي حتى بلغ المقهى الصغير قرب زاوية الطريق. قهوة شريف، كما يسمّيها سكّان الحي.

    وقف قليلًا، نظر عبر البلور. رأى بعض الوجوه المألوفة من الجيران: السي صالح، حارس المدرسة، والعمة مبروكة التي تبيع الخبز من منزلها. كان يريد أن يدخل، أن يجلس ويشرب قهوته بين الناس، لكن جسده لم يتحرك.

    قال في نفسه: إن دخلت، سيبدؤون بالحديث عني... أو يظلّون يحدقون بي كما يفعلون دائمًا. تنفس بعمق، ثم أدار وجهه ومشى.

    في الطريق، توقفت سيارة صفراء بجانبه. قال سائق التاكسي: راكب يا أخي؟

    هزّ يوسف رأسه نافيًا، دون أن يتكلم، ومشى كأنه لم يسمع. في داخله، كان يتمنى أن يقول: نعم، أود أن أركب، أريد أن أصل من دون أن يراني احد.

    لكنه لم يقلها. واصل طريقه نحو المكتب، رأسه منخفض، نظراته إلى الأرصفة، وخطواته ثابتة كأنها محفوظة مسبقًا. يمشي بين الناس كأنه لا ينتمي إليهم، كأن كل ما فيه غريب. كأن المدينة نفسها تراه... ولا تراه.

    وصل يوسف إلى مقرّ عمله عند الساعة الثامنة تمامًا. البناية حديثة، بواجهة زجاجية لامعة، لكن شيئًا فيها كان دائمًا يشعره بالبرد... برد لا علاقة له بالطقس.

    دخل من الباب الرئيسي بهدوء. في الاستقبال، جلست نسرين كعادتها، شابة شقراء، أنيقة، تضع سماعات صغيرة في أذنيها، وتحرك أصابعها على هاتفها بسرعة.

    رفعت رأسها لمّا رأت يوسف، وقالت دون أن تبتسم: نهارك طيب، مهندس

    أومأ برأسه فقط، وتمتم بشفتيه: نهارك طيب، ثم أسرع في خطواته دون أن ينتظر ردًا.

    في المصعد، صعد برفقة زميلين. أحدهما حسام، شاب طويل، واثق بنفسه، كثير الكلام. بدأ يحكي للطرف الآخر عن سهرته بالأمس في نزل خمس نجوم.

    قال حسام: "والله البارحة كانت سهرة نار... تلك الفتاة التي كانت ترتدي الأحمر، شيء

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1