Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

السبع العجاف
السبع العجاف
السبع العجاف
Ebook248 pages1 hour

السبع العجاف

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

"ينتهي عملي في الثانيةِ بعد الظهر؛ حيث أعمل في مهنةٍ مؤقتةٍ، بدأت بالتحول إلى دائمةٍ بالنسبة لي بوظيفة كاشيرٍ في أحد المولات الفخمة في العاصمة عمان. تحتاج رحلتي اليومية إلى ما يقارب الساعة ذهاباً ومثلها إياباً، والتي تبدأ من الدوارِ السابعِ في شارع زهران الممتدِ من منطقة البيادر جنوبَ العاصمة عمان بدايةً من الدوار الثامن، لتتلاحق بعدها الدواوير ذات الجسور والأنفاق، ليختم الدوارُ الثالث ذلكَ الشارع الطويل العريق، والذي يضمُ الكثير من المعالمِ التاريخيةِ والعصريةِ في العاصمة عمانْ؛ وتنتهي رحلتي بموقف المحطةِ الذي يقبع في عمان الشرقية".

Languageالعربية
Release dateMay 19, 2024
ISBN9798224414116
السبع العجاف
Author

أنس إبراهيم معابرة

Eng. Anas Ibrahim Maabreh is a distinguished author from Jordan, approved trainer by Qatar University, and approved project manager by the amarican Project  Management Institute. he has BS'c and a high diploma in electrical engineering, He is a writer in many Jordanian and Qatari newspapers, and he has hundreds of published articles and researchs.

Related to السبع العجاف

Related ebooks

Reviews for السبع العجاف

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    السبع العجاف - أنس إبراهيم معابرة

    رواية

    السبعُ العِجاف

    ساعةٌ في شوارعِ العاصمةِ

    تأليف:

    م. أنس إبراهيم معابرة

    2024

    م. أنس إبراهيم معابرة

    السبع العجاف

    ساعة في شوارع العاصمة

    This is a work of fiction. Similarities to real people, places, or events are entirely coincidental.

    السبع العجاف

    First edition 2024.

    . أنس إبراهيم معابر 2024© Copyright

    . أنس إبراهيم معابرة Written by

    الإهداء:

    إلى كُلِّ حالمٍ بالدراسةِ ... ولمْ يستطعْ الالتحاق بها.

    إلى كُلِّ متفوقٍ في دراستهِ، ولمْ يستكْمِلها بسببِ أوضاعهِ الاقتصاديةِ ...

    إلى كُلِّ باحثٍ عن عملٍ ... لم يزل جالساً على مقاعدِ البطالة.

    إلى أمي وأبي واخوتي وأخواتي ...

    إلى زوجتي رفيقة دربي وأبنائي ...

    إليك أيها القارئ الكريم ...

    أُهدي هذا الكتاب

    مقدمة لا بد منها

    الرواياتُ لا تحتاجُ إلى مقدمةٍ عادةً، ولكن يُمكنكَ اعتبار هذه الكلمات مجردَ توضيحٍ مني لما أنتَ مقبلٌ على قراءته.

    هذه الرواية ليست بقصة صعود، تبدأ بأوضاع مأساوية، وتنتهي بالبطل وهو يحوز السعادة، هذه الروايةُ حقيقيةٌ بكل ما تحمله الكلمةٌ من معنى. ربما تتغيرُ أماكن الأحداث أو الشخصيات والأسماء، ولكن الظروفَ والمعاناةَ التي عاشها بطلُها، تتكررُ مئات الآلافِ من المراتِ في مجتمعاتنا، وقد تنتهي بعضُ تلكَ الحالاتِ بنجاح كبير يشار إليه بالبنان لاحقاً، ويصبح البطل واحداً من رجالات المجتمع، أو قد تنتهي بالإخفاق والاندثار؛ فينتهي مصير البطل كغيره من ملايين الشباب الذين لا يجدون مقعداً في قطار الحياة، ويترجلون باكراً، أو يمضون رحلتهم من عسر إلى عسر.

    الغالبية منا يتناسخون حياة ذويهم ويعيدون تفاصيلها في حياتهم هم، فترى الأبناء يسيرون على خطى الآباء، والآباء يصنعون من صغارهم صورة لهم ليعيدوا إحياء طفولة لم يعيشوها، أو ليحققوا احلاماً عجزوا هم عن تحقيقها.

    إن الهدف من هذه الرواية هو أن تصل الدروس والعبر التي أدرجتها فيها إلى القارئ الكريم بأسلوب حاولت أن يكون شيّقًا، وعبر مجموعة من الأحداث التي يعيشها البطل.

    إلى جانبِ تلك الأحداث الشيقة؛ تصحبكَ الروايةُ في جولةٍ في العاصمةِ عمّان، لتملأ عينيك من وجوه أهلها وروائح الحياة التي تعبق شوارعها وأزقتها ومعالمها، في تناغمٍ حاولت أن يتناغم مع أحداث الرواية.                   

    الفصل الأول: الدوّار السابع

    الفصل الأول: الدوّار السابع

    تأرجح جسدهُ على المقعدِ المقابلِ لبوابةِ الحافلةِ بفعل القصور الذاتي في عنف؛ حتى أن جبهته كادتْ أنْ ترتطم بحافة المقعد القابع أمامه. ضغط السائقُ على المكابحِ بشكلٍ مفاجئٍ من أجل التوقف على إشارةِ المرور.

    اعتقدَ السائقُ في البداية أن بإمكانه أن يُواصل السير بالحافلة في ظلِ هذا الازدحام الشديد للسيارات في الشوارع وقتَ الذروةِ، وتراكم الركاب في الحافلات وعلى جنبات الطرق.

    كانت الحرارة مرتفعة شأن يوم صيفي بامتياز، ترفع بدورها من توتر السائق والركّابْ، بل وحتى المشاة، ولكن إشارة المرور قاطعتْ مسيرهُ بألوانها التي تحولتْ فجأةً من الأخضرِ إلى البرتقالي ثم الأحمر معلنةً ضرورة التوقف الاجباري وإنهاء المسير مؤقتاً لتفادي كارثةٍ مروريةٍ مُوشكة.

    يتكررُ هذا الموقف كثيراً مع السائق خلال الرحلة الواحدة، كل شيءٍ في المدينة الكبيرة يضغط الأعصاب ويحض على التوتر؛ تتكدس الأبنية والسيارات والبضائع والبشر على الأرصفة وفي الشوارع.

    أضحتْ العاصمةُ في الآونةِ الأخيرةِ غابةً إسمنتيةً، تنتشر فيها المباني من كل نوع وشكل ولون؛ فقد تجد فيها العمارات الطابقية التي تقف على جوانبِ الشوارع متراصة بما يذكركَ بألعاب الأطفال البلاستيكية. يتدفق سكانها كل صباحٍ بما يشبه النمل الخارج من بيوته. يذهب الأطفالُ إلى مدراسهم، والشبابُ إلى جامعاتهم، وأولياءُ الأمورِ إلى أعمالهم في روتينٍ يتكررُ كلَّ يومٍ.

    أما في أيامِ العطل والأعياد؛ فتقلُ الحركة من تلك البنايات وإليها بشكلٍ ملحوظٍ، حتى لكأنكَ تشعرُ أنها مهجورةٌ خاليةٌ من سكانها.

    تلك البنايات التي تحتوي على عدد شققٍ يتراوح بينَ العشرةِ إلى العشرين - وربما أكثر - لا يعرف ساكنيها بعضهم البعض، بل يكتفونَ بإلقاء التحية الصباحية والمسائية والتلويح باليدِ فقط في بعض الأحيان، لأنهم بطبيعةِ الحالِ تجمعوا في ذلك المكان من مناطق مختلفة من قرى ومحافظاتِ المملكة، ولهم خلفياتٌ اجتماعيةٌ عدة، وربما قد لا يجدون الوقت الكافي للتعرّف إلى الجيران، والتزاور فيما بينهم، في ظل تسارع الوقت وانقضاءه بين الأعمالِ المختلفةِ لتحصيلِ الرزقِ، ومدارس الأولاد، ومتطلباتِ الحياة. وقد يتنازعُ الجيران على المواردِ المشتركةِ فيما بينهم، فمن المتوقعِ أن ينشُب خلافٌ بينهم أسبوعياً موعدَ توصيلِ المياه، بعضهم قد يلجأُ إلى تركيب مواتير لرفع المياه إلى أسطح تلك البنايات، وبالتالي يحرمُ بقيةَ جيرانهِ منه، والبعضُ الآخر قد يستخدم البلكونةَ من أجل تعريض الثياب المغسولة للشمس متسبباً في تلويث ملابس جيرانه، أو بسبب مياه غسلِ النوافذِ التي تتدفق إلى الجيرانِ وتتسببُ في تلويثِ نوافِذهم.

    أما عن الإزعاج فحدثْ ولا حرج. المقاولونَ والمتعهدونَ الذين يقومونَ ببناءِ تلك المكعباتِ السكنيةِ الضيقةِ في مختلف أحياء عمان، لا يراعون الخصوصيةَ في معاييرِ بنائهم الذي يهدف إلى الربح بالدرجة الأولى، وبالتالي يمكنكَ سماعُ أصواتِ جيرانكَ وهم يشاهدونَ التلفازَ أو يتشاجرونْ، أو أصواتِ ابناءهم وهم يلعبونَ وأنت جالسٌ في شقتك؛ وقد يتولّد لك احساسٌ بأنك تدخلُ إلى مدرسةٍ ابتدائيةٍ فقد مُدرسوها السيطرةَ على طلابها، فهاجوا وماجوا بالصياح والثرثرة.

    في العاصمة أيضًا الفيلات الاعتيادية، ويمكن تسميتها بالمنازلٍ المستقلةٍ، والتي قد تتيحُ لساكنيها الحصولَ على بعض الخصوصيةِ بفضل احتوائها على حديقةٍ أماميةٍ صغيرةٍ تضمُ بين جنباتها بعض الأشجار والشجيرات، والتي تقضي الأسرةُ بها ساعات المساء هروباً من ضيقِ الغرفِ وكبت المنازل، أو يقيمون بها بحفلات الشواء نهاية الأسبوع برفقةِ بعض الاقارب، وربما تتحولُ تلك الحديقة لاحقاً إلى موقفٍ متاح للسيارات في ظل أزمة ندرة أماكن وقوف السيارات في المدينة المزدحمة.

    تحتاجُ إلى الذهابِ إلى مناطق وأحياء معينةٍ في العاصمةِ لمطالعة الفلل الفخمة والقصور الجذابة التي تتمتع بحدائق أكبر من تلك التي تملكها المنازلُ المستقلةُ المتواضعة. القصور التي تحتوي على أعدادٍ مضاعفةٍ من الغرف والمرافق، في أغلب الأحوال يكون لساكنيها خادمة أو أكثر، وعاملٍ من أجل الاعتناء بالحدائق، وسائق لتوصيل ساكني المنزل إلى حيث يريدون، أو لتلبية طلباتهم من الخارج.

    بالنسبة للحدائق، فإنها، وعلى اتساعها، تضيق بكل تلك الإضافات التي تترامى فيها وتتزايدُ كل يوم بما يؤمن للساكنين الرفاهية التي تليق بقصرٍ كهذا وبمنطقةٍ كهذه.

    يحتاج حوض السباحة مثلاً إلى مساحةٍ قد تُعتبر بمثابة ما يصلح لبناء بيت في أماكن أخرى، وقد يشعر ساكنوه بالرضى والقناعة أن رزقهم الله بيتاً يؤويهم في ظل وجود العديد من المشردين بلا سقفٍ يُظلهم ولا أرضٍ تُقلهم، ويحتاج حمام السباحة طبعاً إلى شركةٍ متخصصةٍ من أجل تنقية الماء كل فترة ومتابعة نسبة الكلور فيه.

    أما المنطقةُ اللازمةُ لركن السيارات في تلك القصور؛ فلا بدَّ أن تكون واسعة بحيث تكفي أهل المنزل الفخم وضيوفهم في حال الحفلات واللقاءات الاجتماعية.

    الأثاثُ في تلك القصور يتمٌ جلبه من دولٍ متخصصةٍ في هذا المجال، ويجب أن يحتوي على كمية زخارف وبرهجة تُذهل الأبصار، والإنارة والتكييف لها نظام معقّد يشرف عليه مهندسون متخصصون، إلى جانب متابعتهم لنظام الصوتيات المنتشر في أنحاء القصر لتغطية الحفلات والمناسبات.

    وكذلك قد تجدُ في مناطقٍ أخرى من المدينةِ المتراميةِ الأطراف بين الجبال والوديان تلك البيوت الخربة التي تكدست فوق بعضها البعض. تم بناءها بمختلف المواد المتاحة كالحجارةِ والأسمنتِ والطوبِ والصفيح، بل وحتى الأقمشة في بعض الأحيانِ من العام. كل ذلك تراكم عبر السنين جراء الفقر المتزايد والازدحام، والنمو السكاني الكبير، وعوامل الهجرة من والقرى والمدن الأخرى إلى العاصمة للبحث عن فرصة عمل.

    غاب التخطيط العمراني طويل الأمد في مدينة حوصرت من كافة الجهات بمخيماتٍ أقيمتْ بصورةٍ مؤقتةٍ، تحولت إلى دائمة فيما بعد، وأضحتْ واقعاً يخنق المدينة، ويُطبق عليها من كل حدب وصوب.

    أما شوارعُ العاصمةِ والتي تنتشر عبرها كالشرايين، فإنها وعلى الرغم من الجهودِ المبذولةِ في تحسين نوعيتها وتوسيعها وإضافةِ الجسورِ والأنفاقِ؛ إلّا أنها ما زالت تختنق في كثير من الأوقات والمناسبات؛ فحدثٌ بسيطٌ كمباراةٍ بين فريقين قد تتسبب في الاغلاقِ الموقتِ للمدينة حتى تنتهي أفراح الرابحين وتجف دموع مشجعي الفريق الخاسر.

    تلك الشوارع التي تتحول أحياناً إلى ميادين للمبارزة وإظهار المهارات في القدرةِ على المناورةِ بين السيارات، وفنون تخطي الأخرين، وإرباك الحركة المرورية، والتنمر على السائقين، دون الالتفاتِ إلى أخلاقياتِ القيادةِ الآمنة، أو اللوحاتِ المروريةِ التي تنتصبُ على جانبيّ الطريق؛ وكأن الهدف منها إعاقة المشاة أو اصطدام الشاردين منهم بها للترك أثرٍ يعتلي الجباه والوجوه، بالإضافة إلى دورها الرئيس في حملات الدعاية والإعلان كونها على مقربة من الناس وكثيرة الانتشار؛ فتُعتبرُ المكانَ الأمثلَ لوضع الملصقاتِ الدعائيةِ عليها، خصوصاً في مواسم الانتخابات.

    تواردت كل تلك الخواطر على ذهن حسام عادل، بعد أن تسببتْ تلك الوقفة المفاجئة في إيقاظه من غفوته القصيرة اعترته بعد يومه الطويل؛ فأعتدل في جلسته وأصلحَ ما فسدَ من هندامهِ، ثم أخذ يرتب الأوراق التي يحملها، والتي تبعثرتْ بعد التوقف المفاجئ للحافلة ، وانطلقت في فضاء الحافلة صيحات الاستهجان وتمتمات على الأرجح تحمل الإهانة والشتم للسائق، ولكن السائقَ، على ما يبدو، قد اعتاد مثل تلك الجمل التي تتناهى إلى مسامعه في كلِ رحلةٍ؛ واعتاد على تجاهلها أيضًا، فرفع بصره إلى المرآة التي تعكس الحافلة وركابها، ثم وزّع نظراته بينهم، وكأنه يطلب منهم المسامحة والصمت.

    نظرَ حسام إلى تلك الساعةِ التي تتوسطُ الحافلة وتضيء باللون الأخضر، وأدرك من خلال الرموز غير المفهومة التي ترتسم عليها أنها لا تعمل. لا يتذكر متى نظر إلى ساعةِ حافلةٍ ووجدها تعمل؛ وتسائلَ في قرارةِ نفسه: هل جميعُ السائقين وغير مهتمين بالوقت؟ أم أن السببَ أن أحدًا لا يناله مخالفة لعطل الساعة في سيارته، على عكس أنبوب العادم والمصابيح التي يتسبب أي عطل فيها إلى تلقي مخالفة مرورية؟ ربما لأن الساعة لا تقعُ ضمن نطاق نظر السائق وهو لا يحتاج إليها بالضرورة لوجود ساعة أخرى صغيرة أمامه على التابلو؟ تلك الساعة تخصُ الركابَ فقط، والذين يقبعون في نهاية

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1