Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

عصر المسلسلات
عصر المسلسلات
عصر المسلسلات
Ebook277 pages2 hours

عصر المسلسلات

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

تتكون النصوص الواردة في هذا الكتاب من قسمين؛ قسم نظري يستكشف أبرز السمات المميزة للمسلسلات التلفزيونية، التي صارت هي الشكل المفضل للسرد منذ بداية الألفية الثالثة، وقسم تطبيقي يحوي تأملات في بعض من روائع الدراما التلفزيونية التي صُنعت خلال العقدين المنصرمين. كما يحتوي الكتاب على قسم ثالث هو مجموعة ملاحظات وتأملات في أبرز سمات الدراما المصرية الراهنة.

Languageالعربية
Release dateJan 20, 2024
ISBN9798224943296
عصر المسلسلات

Read more from Mohamed Elfeki

Related to عصر المسلسلات

Related ebooks

Reviews for عصر المسلسلات

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    عصر المسلسلات - Mohamed Elfeki

    عصر المسلسلات

    محمد الفقي

    • العنوان: عصر المسلسلات

    The Age of TV Shows

    • تأليف: محمد الفقي

    Author: Mohamed Elfeki

    ©لوحة الغلاف:

    في البدء مأساة، ثم مهزلة، محمد الفقي، 25  x34 سم ألوان مائية على ورق، 2022.

    ©Cover:

    First As Tragedy, Then As Farce, Mohamed Elfeki, 25 x 34 cm Colorwater on Paper, 2022.

    ©حقوق النشر @ محمد الفقي 2024

    ©Copyright @ Mohamed Elfeki 2024

    الحقوق الفكرية وحقوق النشر للمؤلف محفوظة

    لا يجوز استخدام أو طبع أو ترجمة أي جزء من هذا الكتاب بأية طريقة من دون الحصول على موافقة خطية من المؤلف.

    m.a.elfeki@gmail.com

    الفهرس

    ملاحظة ببليوجرافية

    القسم الأول: الخريطة الكلية

    عصر المسلسلات

    نتفليكس وأخواتها

    القوى الصلبة والرخوة في الإنتاج الدرامي

    دراما السوبر هيروز

    رفض الموت في الدراما الراهنة

    الصنعة في دراما ألفا

    القسم الثاني: أمثلة لمسلسلات عظيمة

    ألعاب القانون في (الزوجة الصالحة)

    الديمقراطية المغشوشة في (جالاكتيكا)

    المستشارون في (لعبة العروش)

    لماذا (الشَّرَك) هو مسلسل عظيم؟

    فلسفة الأدوات في (الأصدقاء)

    القسم الثالث: تأملات في الدراما المصرية الراهنة

    مرحباً في صحراء الدراما المصرية

    ملاحظة ببليوجرافية

    تتكون النصوص الواردة في هذا الكتاب من قسمين؛ قسم نظري يستكشف أبرز السمات المميزة للمسلسلات التلفزيونية، التي صارت هي الشكل المفضل للسرد منذ بداية الألفية الثالثة، وقسم تطبيقي يحوي تأملات في بعض من روائع الدراما التلفزيونية التي صُنعت خلال العقدين المنصرمين. كما أضفت قسماً ثالثاً هو مجموعة ملاحظات وتأملات في أبرز سمات الدراما المصرية الراهنة، كنت قد كتبته عام 2017، ولم أجد حاجة إلى إضافة شيء جديد إليها، فحال الدراما المصرية هو هو.

    عملت على نصوص القسمين الأول والثاني خلال عامي 2022 و2023، وكانت النية منعقدة على استكمال مشروع (عصر المسلسلات) بنصوص إضافية نظرية وتطبيقية، لكن الانشغال في مشاريع أخرى حال دون تحقيق تلك النية.

    محمد الفقي

    الإسكندرية: 19/1/ 2024

    القسم الأول: الخريطة الكلية

    عصر المسلسلات

    المسلسل التلفزيوني الآن هو فن الرأسمالية. ونعني بهذا أربعة أمور مجتمعة: أولها، أن المسلسل بات هو الشكل المفضل للسرد لدى الرأسمالية في عصر نهاية التاريخ الذي بشّر به فوكوياما. ثانياً، أن المسلسلات، منذ بداية نهاية التاريخ، هي التي ُتنتج وُتوزع أكثر من غيرها حتى صارت تملأ السهل والجبل. ثالثاً، أنها هي التي تصور الاختلالات بين حظوظ البشر وأوضاعهم على كوكب الأرض، وُتصور كذلك توق الأقل حظاً إلى تغيير تلك الأوضاع واستحالة هذا التغيير في آن معاً. رابعاً، أن المسلسلات التلفزيونية صارت هي ملاحم العصر، وهي التي تقوم الآن بالدور الذي كانت تؤديه الملحمة قديماً؛ أي التصوير الفني لحركة الجنس البشري في شكلها العام.

    ولعل حقيقة أن عصرنا صار هو عصر المسلسلات كانت ماثلة أمام أعيننا من أيام مسلسل (الأصدقاء Friends، 1994-2004)، غير أننا لم نتيقن منها سوى مع وباء كوفيد-19، والعزلة التي فرضها لشهور طويلة على البشر داخل منازلهم. تأكد حينها أن المسلسلات التي تعرضها منصات العولمة باتت هي وسيلة التسلية الأولى على الكوكب، والأهم، أنها صارت الوسيلة الأكثر عمومية في نقل الخبرة بين البشر. لكن الناقد النبيه كان بوسعه استشراف هذه الحقيقة في توقيت أبكر لدلالتين كانتا تشيران إليها.

    أفول الحدود

    أما الأولى فهي سيولة الحدود الفاصلة بين الأفلام والمسلسلات منذ بداية الألفية الثالثة أو قبل ذلك بقليل. فمن ناحية، أخذت الأفلام، وعلى نحو متزايد عاماً بعد آخر، ُتصنع في سلاسل، خصوصاً التي تحقق أرباحاً ضخمة، حتى باتت أشبه بالحلقات التلفزيونية، متبعة قالب المتصل-المنفصل، الذي هو قالب (فورمات) تلفزيوني في الأساس. نجد مثلاً لهذا في سلاسل فيلمية من قبيل: (سريع وصاخب Fast and Furious، 2001-2021)، و(المتحولون Transformers، 2007-2014)، و(أولاد مشاغبون Bad Boys، 1995-2020)، و(كابتن أمريكا Captain America، 2011-2016)، و(المُبيد Terminator، 1984-2019)، و(الرجل الوطواط Batman، 1989-2022)، و(المنتقمون Avengers، 2012-2021)، و(الرجل الحديدي Iron Man، 2008-2013)، وسلاسل أفلام مارفل، وغيرها الكثير.

    ملاحظة لا تفوتنا هنا، وهي أن النزعة التي تصاعدت وتيرتها نحو صناعة السلاسل الفيلمية لم تكن لسبب فني أو إغراء درامي، ولكن استغلالاً لنجاح الجزء الأول، وسعياً لحلب آخر دولار من ضرع الفكرة. أدى ذلك إلى نتيجة حتمية هي تحول السلاسل الفيلمية إلى علامات أشبه بعلامات أبل، وستاربكس، ووول مارت، وجوجل، وأمازون، وشانيل، وأديداس.

    ينطبق الشيء نفسه على المسلسلات. يكفي أن نضرب مثلاً بمسلسل (لعبة الحبار Squid Game، الموسم الأول 2021)، الذي صار علامة ضمن العلامات؛ تباع أزياء أبطاله، وأقنعتهم، وإكسسواراتهم، مطبوعة على كل ما نستعمله في حياتنا اليومية، من أول مج القهوة إلى وسادة النوم، فضلاً عن استغلال العلامة في سوق ألعاب الفيديو، والقصص المصورة، وهلم جرا.

    من الناحية المقابلة أخذت المسلسلات هي الأخرى تقترب من فورمات السينما. لم يعد المسلسل التلفزيوني يُصنع في ثلاثين حلقة أو أكثر، بل في ثمان أو أقل. وصار الحرص على الجماليات والإبهار البصري هو عينه في السينما. الميزانيات هي الأخرى باتت أقرب إلى ميزانيات الأفلام، حتى أن ميزانية حلقة واحدة من مسلسل (لعبة العروش) ربما فاقت ميزانية فيلم هوليودي من ذوي الميزانيات المتوسطة. هذا فضلاً عن الاتجاه الذي يتزايد يومياً من تحول نجوم السينما، ومؤلفيها، ومخرجيها، ومنتجيها، إلى العمل في المسلسلات.

    فوق هذا نستطيع أن نتلمس بوضوح أن الفجوة التي كانت بين المسلسل والفيلم في مجال الموضوعات والأفكار أخذت هي الأخرى في التقلص بصورة متسارعة حتى زالت. لم يعد الكود الرقابي أو الأخلاقي القديم فيما يُعرض على الشاشة الصغيرة في حرمة البيوت وفي حضرة الأسرة كما كان، بل بات هو هو الكود الرقابي والأخلاقي لسينما هوليود؛ يتشدد فيما يتشدد فيه (كتدخين السجائر، وحقوق المرأة، وصورة اليهودي، والحريات الفردية، والحفاظ على البيئة، إلخ)، ويتساهل فيما يتساهل فيه (كالعري، والعنف، والمثلية، وتعاطي المخدرات، والشتائم، وازدراء المسنين، إلخ).

    طبيعة المشاهدة وأدواتها

    أما الدلالة الثانية التي كانت تشير إلى عصر المسلسلات وتبشر به فكانت حقيقة تغير وسائل المشاهدة وطبيعتها في آن معاً. حلت شاشة التلفزيون الصغيرة محل شاشة السينما الكبيرة، وصار المشاهدون يفضلون المشاهدة في الداخل أكثر من الخارج، واستئجار شرائط الفيديو لأحدث الأفلام والمسلسلات لمشاهدتها في صالة البيت مع الأسرة أو الأصدقاء والأحبة. شاشة التلفزيون الصغيرة نفسها سيحل محلها شاشات أخرى متناهية الصغر، بعد تطوير (أبل) لشاشات التليفون المحمول كي تصبح فائقة الجودة والوضوح، مع دعم كثيف وملح منها، ومن غيرها من شركات الهواتف، لنمط المشاهدة عبر التليفون، وهو النمط الذي دخلت (أبل) بسببه سوق إنتاج الدراما التلفزيونية بنفسها.

    من ناحية طبيعة المشاهدة، صارت المشاهدة الفردية هي المفضلة بدل المشاهدة الجماعية في صالة السينما. وصار عدد الحضور يُنتقص بشكل متزايد، بعد أن تركت صالة السينما مكانها لحجرة المعيشة في البيت، التي تركت مكانها بدورها لسرير النوم، أو مقعد فردي في الباص أو السيارة، أو صالة انتظار في مكان عام، أو حتى مقعد أحد المراحيض العامة أو الخاصة.

    لا يمكننا تصور الدلالة الاجتماعية لعصر المسلسلات دون ملاحظة جانبه التدميري لتقاليد المشاهدة الجماعية. هذا يظهر بأوضح ما يكون مع مسلسلات المنصات الكوكبية. وهو ما يفتح الباب للكلام عن دفع هذا النمط من المشاهدة نحو مزيد من العزلة والفردانية. ويمكن للمرء أن يمضي فيقول: يؤدي هذا إلى مظهرين مختلفين، بل ويكادا يكونا متضادين؛ أولهما، هي السلطة الفائقة التي يمارسها المتفرج على المسلسل، بوصفه عدداً في نسبة المشاهدات، التي هي هدف منصات العرض. وثانيهما، هي السلطة الفائقة التي يمارسها المسلسل على المتفرج الفرد، خصوصاً المشوش، العائش في صحراء الوعي.

    نحن لا نتحدث عن جيل الألفية من مواليد منتصف الثمانينيات الذين كانوا يتحسسون أدوات الوسائط الرقمية ويشعرون نحوها بالتهيب والحياء، بل عن جيل رقمي أصبحت هذه الوسائط تمثل له يده الثالثة، وفي كثير من الأحيان يده الأولى. رسمت مسلسلات عديدة، جيدة ورديئة، صوراً لهذا الجيل وذلك النمط من المشاهدة الفردية، سنجد مثلاً لها في: (نشوة Euphoria، 2019-2022)، و(التربية الجنسية Sex Education، 2019-2021)، و(خفقان القلب Heartstopper، 2022)، بل ونعثر عليها بسهولة في تجاربنا اليومية الشخصية.

    المحاسن والأضداد 

    وكلتاهما وارد، مثل أي وسيلة أو أداة أو تقنية، تتحدد فوائدها ومثالبها بحسب الاستعمال؛ فاضله فاضل ومنكره منكر. غير أنا نميل إلى القول بإن أكبر الظن عندنا هو أن المثالب أعظم من الفرص التي توفرها اليوم مشاهدة مسلسلات. نستطيع أن نتعلل بعدة مؤشرات، كما سنرى بعد قليل، نسوقها من قبيل الاستئناس بهذا الترجيح.

    قبل ذلك وجب أولاً قول كلمة أو اثنتين عن الفرص والفوائد التي قد توفرها مشاهدة المسلسلات التلفزيونية، فلا ريب أنه قد صُنع منها منذ بداية الألفية أعمال من الطبقة الأولى على النحو الذي نراه مثلاً في (الشَرَك)، و(غرفة الأخبار)، و(المدرعة الفضائية جالاكتيكا)، و(الأصدقاء)، و(لعبة العروش)، وغيرها القليل. وهي أعمال عالية القيمة، أخلص صناعها لخبراتهم الشخصية ورأس مالهم المعرفي، وتشهد لهم بالتمرس في أساليب الصنعة وأصولها، حتى صارت من جواهر الدراما التلفزيونية، وأكرمها في إمطار التنوير مطراً وإضافة رصيد نافع لخبرة المشاهد.

    غير أنه في حشوة المسلسلات القيم خاص والركيك عام. جليفر في بلاد الأقزام. فما يغمرنا كل صباح ومساء من أقزام الدراما الرائجة هي أعمال ضعيفة أو متواضعة أو بين بين؛ من حيث الصنعة، ومن حيث المعاني، ومن حيث الخبرة المفيدة التي تمررها للمشاهد. والغالب عليها هو تمجيدها لمبدأ الربح، واللهاث وراء الصرعات، وإنكارها للحياة العقلية، ونشدانها للكمال الجسدي، وتفضيل الغباء والغفلة، ويصح فيها قول الجاحظ في (الحيوان): ومن الناس من يقول إن العيش كله في كثرة المال،  وصحة البدن، وخمول الذكر.

    ونحب أن نلفت النظر، وخصوصاً نظر صناع الدراما، إلى عدم التهيب عند ذكر مسائل مثل المعاني والقيم والخبرة والفائدة من الدراما. فقد اعتاد أهل الصناعة النفور عند ذكر فوائد الدراما، والإصرار على أنها ترنو فقط إلى تحقيق شروط الفن لا أكثر. ونحن نخطئهم في هذا، فكل عمل فني عظيم يحوي فائدة ولابد. والقصد بالفائدة هنا لا العبر والمواعظ والنصائح المدرسية المباشرة، وإنما تتجلى فائدة العمل الفني بمساعدته لنا كي نصبح أكثر فهماً لأنفسنا، وللآخرين، وللعالم من حولنا، وهو بهذا المعنى وكفى يحمل فائدة عظيمة. الفهم يعني التسامح؛ مع الآخرين، ومع الذات وهو الأهم.

    جاذبية العابر

    وإن كان بمقدورنا أن نسوق عدداً لا يحصى من المسلسلات ضعيفة الصنعة أو المعاني أو كلتيهما، أو من تلك التي تروج لقيم زائفة أو مضرة، والتي تغمرنا بها ماكينة السرد الدرامي كل لحظة، خصوصاً فيما تعرضه المنصات الكوكبية من أمثال (نتفليكس)، و(أمازون)، و(هولو)، إلا أننا سنكتفي بذكر بعض الأمثلة من أشهرها.

    قبل ذلك، علينا أن نقول بإنا لا نخشى ضرراً من فوضى المعاني التي وصلت إليها الدراما على المشاهد النبيه حسن المشاهدة حسن الفهم، لكن مما يؤسف له أن أغلب العامة اليوم ليسوا محصنين، فالجيل الرقمي اليوم ُتسمى ثقافتهم ثقافة السقط أو ثقافة المخدرات Junk Culture، وغالبيتهم قد تشرب بثقافة النيولبرالية وصار يعتمد المال قيمة حاكمة تهيمن على باقي قيمه ومُثله.

    تأمل نوعية المسلسلات التي حظيت بأكبر نسبة مشاهدات في العقد الماضي، وهي إشارة قاطعة أو قريبة من القطع كي تستأنس برأينا بكثرة الهزل وعظم شأنه في أيام النيولبرالية. (آل سوبرانو The Sopranos)، و(الانحدار Breaking Bad)، و(سول تحت الطلب Better Call Saul)، و(لعبة الحبار Squid Game)، و(تد لاسو Ted Lasso)، و(بيت المال La Casa De Papel)، و(نشوة)، و(خفقان القلب)، و(صاحبات السترات الصفراء Yellowjackets)، و(أشياء غريبة Stranger Things)، و(الماندالوري The Mandalorian)، و(رجل الرمال Sandman)، و(أربعاء Wednesday)،  و(التربية الجنسية)، و(الشمس مشرقة دائماً في فيلادلفيا It's Always Sunny in Philadelphia)، ومسلسلات مارفل.

    هي أعمال، وإن كانت حققت أعلى نسب مشاهدة بين الجمهور وقت عرضها، إلا أنها صدف بلا لؤلؤ، باروكية مخوخة؛ براقة الشكل رثة الجوهر، سخيفة باردة النادرة، مبتذلة

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1