Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

عالقة في منطقة الظل
عالقة في منطقة الظل
عالقة في منطقة الظل
Ebook211 pages1 hour

عالقة في منطقة الظل

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

حينما يقرر القدر خلط الأوراق فلا سبيل أمامنا سوى التسليم ، ففي لحظة من الزمن .. قد نجد أنفسنا في مشهد آخر، و أبطالا ...لقصة اخرى .. قد تتساقط أرواحنا على أحد الأرصفة .. لنلملم شتاتها في مكان آخر .. أوليس القدر ..لعبة ؟! فقد نشاء من الدنيا ..ضحكة فيهدينا القدر …حياة ! هو مجموعة من القصص القصيرة تركز في مجملها على أهمية تجاوز منطقة الظل و التي يواجهها كل شخص في هذه الحياة حيث تكثر المشاكل و العقد و مشاعر الحيرة عند مفترقات الطرق ،، و كيف أن البعض يستطيعون تجاوزها للعبور إلى آفاق أجمل .. بينما يبقى البعض عالقين فيها للأبد ، كل ذلك عبر قصص منوعة يمتزج فيها الواقع بالخيال ..نختتمها بمجموعة من العبر و الخواطر في الباب الأخير من الكتاب.

Languageالعربية
Publishertevoi
Release dateJan 12, 2024
عالقة في منطقة الظل

Related to عالقة في منطقة الظل

Related ebooks

Reviews for عالقة في منطقة الظل

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    عالقة في منطقة الظل - شانتال ديب

    عالقة في منطقة الظل

    لا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو نقله بأي شكل أو واسطة،

    سواء كانت الكترونية أو ميكانيكية، با في ذلك التصوير بالنسخ

    )فوتوكوبي( أو التسجيل أو التخزين والاسرجاع دون إذن خطي من

    الناشر.

    جميع الحقوق محفوظة

    ISBN: 978-9921-800-73-9

    شانتال ديب

    الكويت: دار قرطاس للنشر والتوزيع

    الطبعة الأولى - ٢٠٢٣

    +965 94495599 +965 99999830

    QurtasBook

    Qurtas.Book@hotmail.com

    DarQurtas

    شانتال ديب

    مقدمة

    دائماً هناك ضوء..

    لكن مواقعنا هي التي تتغير..

    فقد نقترب، ونبتعد وفقاً للظروف والخيارات..

    وهذا ما يجعلنا نتوسط دائرة الضوء حيناً، ونغيب في منطقة الظل أحياناً..

    وقد يحجب البعض عنا الضوء عمداً،

    فإما أن نغرق في العتمة..

    أو نجد في عزلتنا قبساً من نور يجعلنا نبدأ من جديد

    فنعود أقوى،

    متسلحين بنور آخر.. لا يحتمل الانطفاء،

    فلكل العالقين في منطقة الظل.. اطمئنوا

    فوجود الظلال، اعتراف ضمني بأن هناك ضوءاً في الأفق!

    حين يذوب الجليد ويذوي بهاؤه، تتغير رؤيتنا للأمكنة وما أسقطناه عليها

    من سحر، تماماً كبريق النجومية حين ينحسر بفعل العمر أو المرض أو اختلاف

    الزمن.. إنه ظلم الأرقام والمواسم والظروف..

    كان صباحاً جميلاً كغيره من الصباحات، لكنه لم يكن الأهدأ، بل كان هائجاً

    على غير هدى بفعل ثورة الرياح الباردة التي أثارت حفيظة أوراق الشجر،

    فأصدرت حفيفاً مسموعاً أيقظ شغفاً وحماساً في قلب )مهانة (.. نجمة الزمن

    الجميل، فعبرت عن ذلك قائلة:

    -كم أحب تلك الأجواء، فهي تعيدني إلى أيام مضت.. حينما كنت بكامل

    وهجي وشهرتي..

    فقد حدث مرة أن احتجزنا لساعات في الطريق أثناء تصوير أحد الأفلام

    بسبب عاصفة ثلجية

    فردت عليها مدبرة المنزل وهي تضع الشاي على الطاولة بقربها:

    - ما زلت نجمة سيدتي.. جميلة القلب والقالب وأعمالك تشهد على ذلك.

    -شكراً عزيزتي.. لكنه السن.. ذلك المتسلل الخبيث لا يبقي شيئاً على

    حاله..

    كانت تردد تلك الكلمات دائماً غير مقتنعة بفحواها، فما زال الشغف يتملكها

    وشوقها للأضواء والكاميرات يأسرها، إلا أنها آثرت الاستسلام لواقع فرضه

    عليها المجتمع.

    وأثناء ارتشافها لمشروبها الصباحي كعادتها كل يوم، التفتت ناحية المرآة،

    فانتبهت لتلك التجاعيد التي باتت تؤطر ملامحها ولغزو الخصلات البيضاء

    لشعرها البني الجميل وكأنها تراها لأول مرة،

    فتمتمت تحدث نفسها: يبدو أن مفعول إبرة البوتوكس الأخيرة قد انتهى..

    ثم أضافت بعتب: تباً للعمر.. كيف تستغله مجتمعاتنا كذريعة لقتل الشغف!

    فالرفوف باتت تنوء بثقل تلك القامات والمواهب المحنطة..

    كانت مهانة نجمة حسناء من نجمات السبعينات..

    عرفت بجمالها الخاص وعينيها الخضراوين وأعمالها الناجحة في السينما

    والمسرح، إلا أنها ومنذ مدة طويلة آثرت الانزواء في فيلتها الفخمة المصممة

    على الطرازالإيطالي، وابتعدت عن الأضواء، أو بمعنى أصح، خاصمتها

    الأضواء وأصبحت، على حد تعبيرها اليائس، أشبه بمنزل مهجور جميل، لكنه

    أهمل حتى كساه الغبار.. فقد خط الزمن على ملامحها آثاره، إلا أن البريق لا

    يزال يسطع من عينيها الجميلتين.

    كان صدرها مليئاً بالخيبات من زملاء المهنة ومن جمهور لا وفاء له، ومن

    وحدتها التي باتت تخنقها، خاصة أنها لم تنجب، فهي لم تتزوج إلا مرة واحدة

    بحياتها لكنها كانت زيجة فاشلة سرعان ما انتهت بالطلاق.

    ووسط تلك الأفكار والمشاعر المختلطة رن هاتفها النقال..

    كان رقماً غريباً..

    وعلى غير عادتها في عدم الرد على المكالمات مجهولة المصدر.. قررت أن ترد:

    ألو

    من معي؟

    -عفوا أناً جورج، مدير إنتاج.. كيف يمكنني التواصل مع الفنانة الكبيرة

    مهانة؟

    -معك.. تفضل..

    فانفرجت أسارير الضيف المتصل ارتياحاً، وكأنه وجد ضالته أخيراً:

    -أهلاً بك أستاذتنا، معك جورج مدير الإنتاج في شركة )تيلي ستار(

    -أهلاً بك جورج.. تفضل.

    -الحقيقة أننا نحضر لفيلم ضخم وقد كان منتج العمل يرغب بمقابلتك..

    فما هو الوقت المناسب برأيك؟

    لم تصدق مهانة ما سمعت، يا إلهي عمل جديد! بعد كل تلك المدة؟ لكنها

    تمالكت أعصابها قدر الإمكان وردت قائلة:

    -لا مانع أهلاً بكم طبعاً.. ما هو مضمون العمل؟

    -أفضل أن يخبرك هو بكل التفاصيل.. أيناسبك أن نلتقي غداً الثلاثاء؟

    ودون تفكير أجابته:

    -ممم ممتاز.. الساعة الخامسة في منزلي، هل تعرف العنوان؟

    -بالطبع.. وشكراً على وقتك.

    بقيت مهانة لوهلة مسمرة في مكانها، تقبض على الموبايل بأصابع متشنجة

    وكأنها تتمسك بآخر نفس أكسجين يربطها بالحياة..

    -يا إلهي كيف يتغير القدر في ثانية.. وكيف يتبدل المزاج في لحظة، ما

    أضعفك أيها الإنسان، فكلمة صغيرة قادرة أن تحييك.. أن تنقلك على بساط

    الريح من حالة إلى أخرى.

    لم تكن مهانة يوماً تعمل بهدف المال بقدر ما كانت ترى في العمل بوابة

    للحياة..

    فهي تنحدر من عائلة ثرية وتملك مالاً يكفيها ومنزلاً نادر الطراز ورثته عن

    أبوها وجدها..

    ساعة مضت وهي تجلس على نفس الأريكة بينما فكرها يجول على غير هدى،

    تماماً كحيرة الرياح في هذا اليوم، لكنها لم تلبث أن عادت إلى رشدها وهي

    تردد:

    -لدي الكثير من الترتيبات قبل اللقاء..

    -يا ترى ما هي قصة الفيلم؟

    -وماذا عن دوري؟

    تساؤلات عدة عصفت بذهنها في تلك اللحظة.

    فنهضت من سريرها بخفة فتاة في العشرين، ثم نزلت من غرفتها مسرعة

    وهي تنادي بصوت عالٍ..

    -جميلة أين أنت؟

    فأجابتها مدبرة المنزل مستغربة حماسها المفاجئ.

    -نعم سيدتي.. ما الخطب؟

    فوقفت مهانة مترددة للحظة والفرحة تلمع في عينيها..

    -أريدك أن تتصلي بصالون أنطوان، أود حجز موعد اليوم لتصفيف

    شعري.. وأضافت: وكلمي السائق ليكون مستعداً كي يقلني إلى هناك.

    فهزت مدبرة المنزل رأسها بالإجابة قائلة: حاضر سيدتي، بينما عيناها

    تراقبانها باندهاش واضح.

    فعاودت مهانة الصعود إلى غرفتها مجدداً وبدأت تعد نفسها للخروج.

    أثناء ذلك اتصلت ب )لويس( ماكييرها الخاص، كان الأشهر في زمنه

    ومقصداً للكثير من الفنانين والأثرياء. فرغم تقدمه في السن إلا أنه ما زال

    وفياً للمهنة ويحرص على وضع الماكياج بنفسه للنخبة من زبائنه.. فرد قائلاً:

    -أهلاً بهذا الصوت.. لم نلتقِ منذ زمن سيدتي الجميلة.

    -أهلاً لويس، اشتقنا لإبداعك ولأحاديثك التي لا تُُمل.. ثم أضافت:

    لدي مناسبة غداً عصراً ولا أرى أفضل منك للقيام بهذه المهمة بلمساتك

    الخاصة.

    فرد قائلاً: شكراً عزيزتي.. من أجلك فقط سأحضر غداً الساعة ١٢ ظهراً..

    مناسب؟

    - رائع سأكون بانتظارك.

    كان يوماً حافلاً، تبدل فيه حال مهانة رأساً على عقب، فقد قضت ساعتين

    في الصالون، أعادت خلالهما الحياة لخصلات شعرها الميتة، وعادت بعدها إلى

    المنزل لتجد ابنة أخيها تاليا في انتظارها:

    -ما هذا الجمال عمتي.. تبدين مختلفة اليوم! ثم أردفت معلقة على تسريحة

    شعرها: اللون جميل

    يليق بك!

    فتقدمت مهانة لتحتضن ابنة أخيها بحب قائلة:

    -الحمد لله على السلامة.. اشتقت إليك يا شقية، كيف هي دراستك؟

    -ممم.. بشكل عام النتائج جيدة.. حظيت بتقدير جيد جداً.. وأنا هنا لقضاء

    العطلة معكم..

    طمئنيني عنك أنت، كيف هي نجمتنا؟

    -ممم بخير، هناك خبر جميل سأخبرك بتفاصيله لاحقاً..

    فانتفضت تاليا وبادرتها بحماس:

    -عمل جديد؟!

    فابتسمت مهانة وهزت رأسها قائلة:

    -شيء من هذا القبيل!

    فغمرتها تاليا مجدداً وهي تقول:

    -هذا أجمل خبر سمعته.. أدرك مدى حبك لمهنتك، لكن العلة تكمن في

    عقليتنا كعرب.. فالنجومية هنا تقاس بحجم الأرداف بينما في الغرب ما زالوا

    يكتبون أفلاماً لكبار النجوم ممن تقدم بهم السن أمثال ميريل ستريب وجورج

    كلوني وجوليا روبرتس.

    فبادرتها مهانة قائلة وهي تبتسم ساخرة:

    -المرأة هنا إذا دخلت الأربعين وصفوها بالعجوزة، فما بالك وأنا في

    السبعين.

    -العمر كله عمتي الحبيبة.. أتعرفين أنهم دائماً ما يشبهونني بك؟

    كم أفتخر بهذا الإطراء.

    ثم أضافت: أتعلمين؟ أنت بحاجة لأن تهتمي قليلاً بالسوشيال ميديا.

    أظن أنني سأتولى بنفسي هذه المهمة.

    فضحكت مهانة قائلة:

    -موافقة لن أجد مديرة أعمال بهذا الجمال والذكاء.

    وعلى طاولة العشاء، حرصت مهانة ألا تخبر تاليا بتفاصيل مكالمة اليوم، بل

    أمضت معها أمسية هادئة وجميلة، جلستا بعدها تستعرضان ألبوم صور مهانة

    الحافل بشتى أنواع الذكريات.

    وفي صباح اليوم التالي، استيقظت مهانة وفي داخلها رضى يتسع للعالم أجمع..

    فاليوم ستوقع عقداً جديداً وستعود لجمهورها بعد غياب طويل.. يا ترى

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1