Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

إعادة اكتشاف ابن النفيس
إعادة اكتشاف ابن النفيس
إعادة اكتشاف ابن النفيس
Ebook321 pages5 hours

إعادة اكتشاف ابن النفيس

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يتناول المحقق لهذا العمل مخطوطة نادرة تحت عنوان رسالة الأعضاء للعلامة ابن النفيس التي يطرح خلالها كافة الأعضاء البشرية ودورها ووظائفها من خلال نظريتە «النظرية الغائية» والتي تعني تعليل طبيعة الأعضاء المكونة للجسم البشري.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2008
ISBN9781471724701
إعادة اكتشاف ابن النفيس

Read more from يوسف زيدان

Related to إعادة اكتشاف ابن النفيس

Related ebooks

Reviews for إعادة اكتشاف ابن النفيس

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    إعادة اكتشاف ابن النفيس - يوسف زيدان

    إعادة اكتشاف ابن النفيس

    إشراف عام:

    داليا محمد إبراهيم

    جميع الحقوق محفوظة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظر طبع أو نشر أو تصوير أو تخزين

    أي جزء من هذا الكتاب بأية وسيلة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصوير أو خلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريح من الناشر.

    الترقيم الدولي: 0-4212-14-977-978

    رقم الإيداع: 26372 / 2007

    الطبعة الأولى : فبراير 2008

    Arabic%20DNM%20Logo_Colour.jpg

    أسسها أحمد محمد إبراهيم سنة 1938

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفون: 33472864 - 33466434 02

    فاكس: 02 33462572

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    فى محل الإهداء

    .. وربَّمَا أَوْجَبَ اسْتِقْصَاؤنَا النَّظَر، عُدُولاً عَنِ المشْهُورِ والمتعَارَف؛ فمَنْ قَرَعَ سَمْعَهُ خِلاَفُ مَا عَهِدَهُ، فَلا يُبَادِرْنَا بالإنْكَارِ، فَذَلِكَ طَيْشٌ! فرُبَّ شَنِعٍ حَقٌّ، ومَأْلُوفٍ مَحْمُودٍ كَاذِبٌ؛ والحقُّ حَقٌّ فى نَفْسِهِ، لاَ لِقَوْلِ النَّاسِ لَهُ.. [مخطوطة: شرح معانى القانون، الورقة الأولى].

    مُقَدِّمَةٌ عَامَّةٌ

    يُعدُّ علاء الدين على بن أبى الحرم القرشى الذى عُرف بلقب ابن النفيس أحد أهمِّ ثلاثة أطباء ظهروا على امتداد تاريخ الطب العربى الإسلامى ذلك التاريخ الطويل الحافل وهم بحسب تسلسل أزمنتهم: أبو بكر محمد بن زكريا الرازى المتوفى سنة 313 هجرية [وقيل 320 هجرية] والشيخ الرئيس أبو على الحسين ابن سينا المتوفى 428 هجرية.. ورئيس الأطباء علاء الدين [ابن النفيس] القرشى المتوفى 687 هجرية.

    ومع أن هناك أسماءً أخرى شديدة السطوع فى سماء الطب العربى الإسلامى، كالجرَّاح الشهير الزهراوى والعَشَّاب الأشهر ابن البيطار وصاحب المترجمات الطبية حنين بن إسحاق وكاتب تراجم الأطباء ابن أبى أصيبعة.. بالإضافة إلى أفراد الأُسر الطبية، ممن توارثوا الطب فكان امتدادًا بينهم؛ أمثال: أسرة بختيشوع العراقية، بنى زُهر الأندلسيين، أسرة القوصونى المصرية.. وهؤلاء جميعًا من العلامات البارزة فى تاريخ الطب العربى الإسلامى، بل الإنسانى بعامة؛ ومع ذلك، فالأسماءُ الثلاثة الأهم المشار إليهم احتلوا مكانةً خاصة فى مسيرة الطب، لخصوصية الإسهام الذى قدَّموه.

    فالطبيب الفيلسوف أبو بكر الرازى، استطاع بجهوده العلاجية المكثَّفة، وبملاحظاته الإكلنيكية الدقيقة، أن يقدِّم أضخم موسوعة وصفية فى تاريخ المعالجات: «الحاوى فى الطب» ناهيك عن كتبه الأخرى الرائدة: المنصورى الفاخر منافع الأغذية.. ورسائله: بُرْء ساعة أخلاق الطبيب الفصول... إلخ. وخلال ذلك كله، استطاع الرازى أن يُنْطق الطبَّ بالعربية الفصيحة، وأن يحلِّق فوق شواهق الطب اليونانى: أبقراط، جالينوس، ويطوِّر مباحثهم ونظرياتهم، وأن يَفْصل القول فى العديد من الأمراض.

    والطبيب الفيلسوف أبو على ابن سينا لم يحمل لقب الشيخ الرئيس عبثًا، ولم تستمر موسوعته القانون فى الطب قرونًا طويلة كمقررٍ دراسىٍّ فى بلاد العرب وفى أوروبا.. اتفاقًا! وإنما كان ذلك بسبب ما اكتنفه قانون الشيخ الرئيس، من إقرارٍ للمنهج العلمى فى الطب، وتصنيف دقيق للمباحث والأقسام الطبية المختلفة، وعرض مُحكم لأسباب الأمراض وعلاماتها وعلاجاتها على نحوٍ جامع؛ ولذا عُدَّ قانون ابن سينا، أهم كتابٍ طبىٍّ منذ فجر التاريخ، حتى مطلع العصر الحديث.. ناهيك عن مؤلَّفات ابن سينا الطبية الأخرى: دفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية الأدوية القلبية رسالة فى الفصد رسالة فى القولنج الأرجوزة الألفية أرجوزة فى حفظ الصحة[1].. وغير ذلك.

    أما ثالث الثلاثة: علاء الدين [ابن النفيس] القَرَشى، فهو أعظم شخصية طبِّية فى القرن السابع الهجرى، وهو صاحب أضخم موسوعة طبية يكتبها شخصٌ واحدٌ فى التاريخ الإنسانى: الشامل فى الصناعة الطبية.. وقد وضع مسوَّداتها بحيث تقع فى ثلاثمائة مجلد، بيَّض منها ثمانين! وتمثل هذه الموسوعة الصياغة النهائية والصيغة الأخيرة المكتملة، للطب والصيدلة فى الحضارة العربية الإسلامية، بعد خمسة قرون من الجهود العلمية المتواصلة.. وقد وضعها علاء الدين [ابن النفيس] لتكون نبراسًا لمن يشتغل بالعلوم الطبية من بعده، وإليها وإلى مؤلَّفاته الأخرى أشار بقوله: لو لم أعلم أن تصانيفى تبقى بعدى عشرة آلاف سنة، ما وضعتُها.

    ✽ ✽ ✽

    وعلى امتداد السنوات العشرين الماضية، شغلنى علاء الدين القرشى [ابن النفيس] شغلًا متواصلًا، فعكفتُ على تراثه المخطوط، جامعًا أصوله الخطِّية من كافة البلدان التى تفرَّق فيها، وتسرَّب إليها.. واجتمعت عندى عشرات المخطوطات من هذا التراث العظيم، فنشرتُ منها أربعة، كل واحدةٍ منها مصحوبة بدراسة ممهِّدة.

    وكنتُ أتوق دومًا لعمل دراسة شاملة عن علاء الدين القرشى، الذى أرى وضع لقبه [ابن النفيس] بين القوسين، لأسبابٍ سأذكرها فى الفصل الأول من هذا الكتاب. أقول: كنت أتوق لدراسة شاملة تستجمع شتات رحلة السنوات العشر، وتجمع الحقائق المستفادة من مطالعة آلاف الصفحات المخطوطة، وتكشف عن جوانب علمية مهمة، ومتوارية، فى هذه الشخصية الفريدة التى جمعت بين الطب والفلسفة وعلوم اللغة والدين.

    من هنا جاء كتابُنا هذا، كمحاولةٍ مُخلِصة للغوص فى عالَم كاملٍ من المعرفة، ولاستكشاف مخزونٍ هائلٍ من العلم القديم، لايزال معظمه مختفيًا فى النسخ المخطوطة.. ولتحليل النصوص البديعة التى دوَّنتها هذه العقلية العلمية الفريدة.

    ويأتى هذا الكتابُ ختامًا وابتداءً.. فهو ختامٌ لمسيرة طويلة قطعتها مع علاء الدين [ابن النفيس] منذ أواسط الثمانينيات من القرن الماضى: [العشرين]، بغيةَ إعادة اكتشاف أحد الجوانب المهمة من تراثنا العلمى، وسعيًا لقراءة جديدة تصوِّب الأوهام التى علقت بأذهان معاصرينا بصدد شخصية ابن النفيس. وهو ابتداءٌ لمشروع كبير، سوف أقطعه خلال الشهور القادمة مع المجمع الثقافى بأبو ظبى، لإصدار موسوعة الشامل فى الصناعة الطبية على شكل مؤهِّل ومؤهَّل لدخول القرن الحادى والعشرين، أعنى: أسطوانة مليزرة.

    والأمر يقتضى قبل الدخول فى تفاصيل فصول الكتاب الإشارة السريعة فى تلك المقدمة إلى أمرين: الأول، أننا نظلم علاء الدين [ابن النفيس] كثيرًا حينما نلخِّص جهده العلمى ونختزله فى نقطة واحدة، هى أنه مكتشف الدورة الدموية الصغرى المعروفة بالدورة الرئوية. ذلك لأن هذا الاكتشاف لا يمثل غير [نقطة] من بحر إسهامات ابن النفيس العلمية واكتشافاته، فقد اكتشف الرجل الدورتين، الصغرى والكبرى، ووَضَع نظريةً باهرةً فى الإبصار والرؤية، وكشف عن العديد من الحقائق التشريحية، وجمع شتات المعرفة الطبية والصيدلانية فى عصره، وقدَّم وهذا هو الأهم عندى تصوراتٍ رفيعة المستوى على صعيد المنهج والنزعة العقلانية وقواعد البحث العلمى.

    والأمر الآخر الذى تجدر الإشارة إليه هنا، هو أننا أكثرنا فى هذا الكتاب من الاعتماد على نصوص [ابن النفيس] المخطوطة.. لأنها مخطوطة متوارية خلف رفوف الخزانات العتيقة، وربما تمضى السنون الطوال قبل نشرها للناس، وقد لا تجد طريقها يومًا إلى النشر!.. ولأنها تتيح الإطلال على جوانب متعدِّدة من فكر ابن النفيس وأسلوبه فى الكتابة، أو هى تتيح بعبارة أخرى إفصاح الرجل عن نفسه من غير وسيط.. ولأنها، أخيرًا، نموذجٌ مميزٌ للكتابة العلمية باللغة العربية، وهى كتابةٌ سنرى أنها أكثر معاصرةً مما نظنه برجلٍ عاش منذ سبعمائة سنة، بل أكثر من ذلك بثلاثة عقود.

    ✽ ✽ ✽

    وبعد، فلا أعتقدُ أن هذا الكتاب، على الرغم مما التزمتُهُ فيه من جهدٍ مخلص عبر سنواتٍ طوال، وما استلزمه من تمحيصٍ لآلاف الصفحات المخطوطة والمطبوعة؛ هو القول الفصل فى تلك الشخصية وإسهاماتها العلمية، وإن هو إلا محاولة استكشافٍ وتحليل لتراثٍ علمىٍّ هائلٍ ظَلَّ زمنًا طويلًا: مجهولًا.

    .. والله الموفِّق.

    د. يوسف زيدان

    الإسكندرية فى أوائل 1999

    [1] الأرجوزة الألفية، منظومة شهيرة من بحر الرجز تزيد أبياتها على ثلاثمائة وألف بيت شعرى، مطلعها:

    الطبُّ حفظُ صحةٍ بُرْءُ مَرَضْ من سببٍ فى بَدَنٍ عنه عَرَضْ

    وأرجوزة ابن سينا الأخرى، فى حفظ الصحة والتدبير والفصول الأربعة، يتراوح عدد أبياتها بحسب اختلاف مخطوطاتها فيما بين 118، 146 بيتًا.. ويقول مطلعها:

    يقول راجى ربِّه ابنُ سينا ولم يزل بالله مستعينا

    ياسائلى عن صحة الأجساد اسمعْ صحيحَ الطب بالإسناد

    مقدمة الطبعة الثانية

    كان اكتشاف ابن النفيس، أول مرة ببلدة [فرايبورج] بألمانيا، وهى البلدة الهادئة الواقعة وسط محيط هائل من الخضرة الكثيفة التى يسمونها هناك: الغابة السوداء، من شدة اخضرار أشجارها وتلاحمها. ولهذا الاكتشاف [الأول] قصةٌ مشوقة، ملخصها الآتى:

    توفى ابن النفيس فى القاهرة سنة 687 هجرية [1288 ميلادية] بعد حياة حافلة، أعقبها صمتٌ طويل عن ذكره والاهتمام بآثاره. فبحوثه العلمية لم تجد من يستكملها، ولم تجد مؤلفاته من الاشتهار ما يليق بها. ولولا شرحان أو ثلاثة على كتابه [الموجز فى الطب] لقلتُ إن مؤلفاته نُسيت كليةً.. وما ذاك بالغريب، فقد دخلت المنطقة من بعد زمن [ابن النفيس] فى غَيَابَة الجُبِّ، فحكمها المغامرون من المماليك الذين تصارعوا على السلطة وتنازعوا، بل انتزعوها من بعضهم على قاعدة: الحكم لمن غلب.. وهى القاعدة المملوكية الشهيرة التى سرعان ما اكتوى المماليك أنفسهم بنارها مع مجىء العثمانيين فاتحين للشام ومصر باسم الإسلام ودولته.

    وامتد الزمان المملوكى والعثمانى بالبلاد امتدادًا غير حَسَنٍ، ولم تفلح جهود العلماء المصريين والشَّوام الذين حاولوا خلال القرنين السابع والثامن الهجريين إعادةَ تدوين النتاج الحضارى العربى فى القرون السابقة، فظهر خلال هذين القرنين [فى مصر بالذات] عددٌ كبير من الموسوعات والمطوَّلات فى مختلف فروع العلم أملًا فى الحفاظ على جذور المعرفة متوقِّدةً، غير أن الأمر لم يفلح لسوء الأحوال العامة وتردِّى مقام العلم والعلماء.. وقرنًا من بعد قرن، انطمست الآثار الحضارية، وأهملت المعارف، إلا من بعض لمعات ولمحات كانت تلوح بين السنين فى تلك الديار العربية المنسية، على هيئة كتاب أو رسالة علمية أو وقوف على الأطلال الحضارية التى اندرست.

    ثم تحركت السواكن، ونهضت المنطقة من كبوتها، وعاد الناس للاهتمام بالعلم والمعرفة. ولما دخل القرن العشرون [الميلادى] كان هناك حرص مصرى على اللِّحاق بركب الحضارة، أو ما كان يسمى آنذاك: التمدن الأوروبى. وكانت البعثات العلمية المصرية إلى أوروبا إحدى الوسائل التى سعى المصريون من خلالها؛ لتحصيل ما فاتهم من العلوم.

    وفى مطلع العشرينيات من القرن العشرين، كان طالب البعثة المصرية محيى الدين التطاوى من مدينة [طنطا] الواقعة بقلب دلتا النيل، قد أُوفد إلى ألمانيا لدراسة الطب والحصول على درجة [الدكتوراه] من جامعة فرايبورج الألمانية، وهى واحدة من أعرق الجامعات الأوروبية؛ إذ تأسست فى منتصف القرن الخامس عشر الميلادى. وبالمناسبة، فإن جامعة فرايبورج هذه، هى التى أعطت للعالم أشهر اثنين من الفلاسفة الألمان فى القرن العشرين: هيدجر، هوسرل.

    وبالصدفة، وجد المبعوث المصرى [التطاوى] مخطوطةً عربية هناك، وهى كتابٌ لابن النفيس، عنوانه: شرح تشريح القانون. وهو كما سنعرف فيما بعد، أحدُ الشروح الكثيرة التى وضعها ابن النفيس على القانون فى الطب، لابن سينا.. واندهش التطاوى حين وجد بين ثنايا المخطوطة العربية القديمة وصفًا للدورة الدموية يشرح فيها [ابن النفيس] انتقال الدم من القلب إلى الرئة، ثم عودته إليها محملًا بالطاقة اللازمة للجسم، وهى الطاقة الحيوية التى كان ابن النفيس يسميها الأرواح.. وبالمناسبة، فإن [ابن النفيس] كان حريصًا فى كتبه على بيان أنه لا يقصد بالأرواح معناها الدينى، وإنما يقصد بها تحديدًا: القوى الطبيعة التى فى الدم [وهو ما صرنا الآن نعرفه باسم: الأوكسجين].

    وعرض التطاوى الأمر على أستاذه المشرف، واتفقا على أن تكون رسالة الدكتوراه، بعنوان: الدورة الدموية الرئوية وفقًا للقرشى [علاء الدين ابن النفيس القرشى].. وانتهى منها التطاوى سنة 1924 وقدَّمها إلى لجنة المناقشة، فتوقفوا عن منحه الدرجة العلمية قبل استشارة المستشرق الألمانى الكبير الذى كان يعيش بمصر منذ العام 1905 وسوف يموت فيها سنة 1945 ميلادية: د. ماكس مايرهوف.. وقد أشفقت اللجنة العلمية فى جامعة فرايبورج من البتِّ فى مسألة خطيرة كهذه تقرُّ أن ابن النفيس اكتشف الدورة الدموية قبل وليم هارفى، بقرنين من الزمان.

    ودرس ماكس مايرهوف الأمر، واطَّلع على عدة مخطوطات أخرى من الكتاب ذاته [شرح تشريح القانون] كانت محفوظة فى دار الكتب المصرية [الكتبخانة] آنذاك. وتحقق من أن الأمر فعلىٌّ، وأن الطبيب العربى القديم سبق له اكتشاف الدورة الدموية.. فكتب مايرهوف إلى اللجنة، فمنحت التطاوى الدرجة العلمية، وكتب بحوثًا عن ابن النفيس، فعرفه العالم، وشهد بفضله وريادته.

    غير أن التطاوى لم يستكمل بحثه فى ابن النفيس وتراثه من بعد عودته لمصر. خاصةً أنه توفى مبكرًا، على أثر الإجهاد الشديد أيام اجتياح الكوليرا للديار المصرية سنة 1937؛ إذ انهمك التطاوى فى العمل بالمستشفى العمومى أملًا فى شفاء مرضاه، لكنه سقط بينهم ميتًا من شدة الإنهاك.. وهكذا عاد الظلام يلف [ابن النفيس] مرة أخرى، حتى أعاده للحياة كتاب د. بول غليونجى الذى صدر فى سلسلة [أعلام العرب] التى كانت ذائعة الصيت، واسعة الانتشار منذ الستينيات من القرن العشرين.

    وكعادة الباحثين العرب، فقد انهمكوا فى النقل عن بول غليونجى، من دون تبصر ومراجعة، مثلما نقل هو عن ابن فضل الله العمرى، المؤرِّخ القديم، من دون تبصر ومراجعة! وهكذا اشتهرت أوهامٌ عدة عن ابن النفيس، بما فى ذلك اسمه ذاته،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1