ماوراء النهر
()
About this ebook
Read more from طه حسين
الفتنة الكبرى 1: علي وبنوه Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفي الأدب الجاهلي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتجديد ذكرى أبي العلاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمدرسة الأزواج Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأدبنا الحديث ما له وما عليه Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsآراء حرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأوديب وثيسيوس: من أبطال الأساطير اليونانية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصوت أبي العلاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالفتنة الكبرى (الجزء الثاني): (الجزء الثاني) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأندروماك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأعمال الروائية الكاملة – طه حسين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعلى هامش السيرة: الكتاب الثاني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجنة الحيوان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالفتنة الكبرى 2: (عثمان) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعلى هامش السيرة: الكتاب الثالث Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالشيخان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفي الصيف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحديث الأربعاء: الجزء الثاني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين بين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمع أبي العلاء في سجنة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن أدبنا المعاصر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن الأدب التمثيلي اليوناني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن أدب التمثيل الغربي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنظام الأتينيين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمع أبي العلاء في سجنه Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحلام شهرزاد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدعاء الكروان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsروح التربية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصوت باريس Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to ماوراء النهر
Related ebooks
ما وراء النهر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعلى باب زويلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسوانح الأميرة: قدرية حسين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفجر الضمير: جيمس هنري برستيد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزديج Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبدائع والطرائف: جبران خليل جبران Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنهضة مصر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحصاد الهشيم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصوت أبي العلاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلهاث المشتى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهكذا خلقت: قصة طويلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعصر الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشرق وغرب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسفر البنيان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدعاء الكروان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأعمال الروائية الكاملة – طه حسين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسوانح الأميرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsديوان المهاجر: أفواه يملؤها الملح: The Immigrant's Verses: Mouths Filled with Salt Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالباريسية الحسناء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفيض الخاطر (الجزء الثاني) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالذخيرة في محاسن أهل الجزيرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلادياس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمصطفى النحاس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحاديث Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصص بناني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزديج: (أو القضاء والقدر) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوحي الأربعين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsSeparation: East Africa Through Arab Eyes Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلادياس الفاتنة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for ماوراء النهر
0 ratings0 reviews
Book preview
ماوراء النهر - طه حسين
٢
ربوتنا إذن في إسبانيا، قد أشرفت على نهر من أنهارها، وانحدرت إليه كما قلت في سهولة ويسر، واتخذت لنفسها من الشجر والزهر تاجًا رائعًا بارع الجمال، واتخذت لتاجها هذا الرائع البارع من ذلك القصر الشامخ الباذخ الأنيق درة نادرة المثال منقطعة النظير، تستطيع أن تلتمس لها اسمًا بين هذه الدرر الكثيرة التي يأتلف منها كتاب العقد الفريد لذلك الكاتب الشاعر الأندلسي العظيم.
ولكني لم أصف الربوة حق وصفها ولم أصورها كما ينبغي لها أن تُصوَّر، فأنت لا تحسن الوصف والتصوير لشيء من الأشياء إلا إذا وصلت به ملحقاته التي تكمله وتعطيه صورته النهائية، إن أُتِيح لشيء من الأشياء في هذه الحياة أن يظفر بصورته النهائية في يوم من الأيام. ولهذه الربوة ملحق لا يمكن إهماله؛ لأن إهماله يخل بنظام القصة إخلالًا خطيرًا، فالجمال لا يستقيم إلا إذا جاوره القبح، والنعيم لا يكمل إلا إذا جاوره الجحيم، وما ينبغي أن تحتج عليَّ بنعيم الجنة وجمالها، فنعيم الجنة وجمالها لا يستقيمان إلا إذا كان بإزائهما قبح جهنم وما يصلى الخاطئون فيها من نار الجحيم.
لا بد إذن من أن أتم تصوير الربوة بشيء من الحديث عن هذا الملحق الذي لا يستقيم أمرها بدونه. وهذا الملحق قرية تقوم على السهل المنبسط مما يلي الربوة، وهي بعيدة الأرجاء، مترامية الأطراف قبيحة المنظر إلى أقصى غايات القبح، تقوم فيها دور منخفضة لا تكاد ترتفع في الجو إلا قليلًا، لم تُتَّخَذ من الحجر ولا من الآجر ولا من اللبِن، وإنما اتُّخِذت من الطين قد صُنِع صناعة غليظة خشنة وأُسنِد بعضه إلى بعض وأُقِيم بعضه على بعض، فائتُلِفت منه بيوت كانت تريد أن تكون جحورًا تُتَّخَذ في باطن الأرض، ولكن أهلها لم يجدوا من القوة ولا من الجهد ولا من المال ما يمكنهم من احتفار الجحور في الأرض، فآثروا أيسر الأمرين واتخذوا دورهم من هذا الطين المهمل الغليظ.
وقد قامت هذه القرية البائسة، في هذا السهل المنبسط، على شاطئ النهر الجميل، وإلى جانب الربوة الرائعة، ليعلم الناس وليعلم النهر أيضًا، وليشهد النهار المشرق والليل المظلم، وليسجِّل التاريخ الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها أن الحياة مزاج من الخير والشر، ومن النعيم والبؤس، ومن الجمال والقُبح، ومن السعادة والشقاء، وأن تمايز الأشياء وتفاوت الأحياء أصل من أصول الوجود. فلولا الفقر ما كان الغنى، ولولا البؤس ما كان النعيم، ولولا الانخفاض ما كان الارتفاع، ولولا الضيق ما كانت السعة.
ولست في حاجة إلى أن أفصل ما تمتاز به الربوة من جمال، وما تمتاز به القرية من قبح. فقد لا يكون من الخير ولا من الذوق ولا من حُسن الرعاية للقراء أن أستأثر وحدي بهذا الوصف؛ فأنا لم أستأثر بالخيال من دون القراء، بل أنا قد أكون أقلَّ الناس حظًّا من الخيال وقدرة على الوصف وبراعة في الأداء، ولم يخلق الله أديبًا يستطيع أن يستأثر وحده بوصف ما يعرض على قرائه من الأشياء والأحياء؛ فهذا الوصف شركة دائمًا بين الأديب المنتج والقارئ