غلواء
By إلياس أبو شبكة and رأفت علام
()
About this ebook
قد تكون «غلواء» حبيبته الأولى، تلك التي أذاقته أول طعم من الحُب ومرارته، وأفاقت فيه أعماق المشاعر والأحاسيس. قد ينبعث من قلمه شهيق الحنين إليها ونغمات الأوتار المتراقصة في ذكرى لحظاتهما المميزة.
على الرغم من ذلك، يُنكِّر الشاعر هذا المعنى في مُفتَّتَحِ ديوانه، حيث يدَّعي أن «غلواء» ما هي إلا خيال شعري مجرَّد. يتحاشى توصيفها بدقَّة، لكن القارئ الفطن يكتشف كيف أن النزْر اليسير من العاطفة والشعور الحقيقيَّين قد صبغ الشِّعر بألوان الصدق والصراحة.
عبقرية إلياس أبو شبكة تكمن في قدرته على الجمع بين الحدَّة الشعرية والروحية، حيث تغني قصائده بالحرارة والإلقاء الجذاب، فيما يتدفق الشعور والإحساس من خلال أبياته الخلّابة.
في مجموعة قصائده هذه، نجد تجسيدًا رائعًا للعواطف والمشاعر، تداخل الصدق والتجريبية، وهذا ما يجعلها مُلهمة وجذابة لكل من يتذوق جمالية الشعر ويفهم أعماق المشاعر.
Read more from إلياس أبو شبكة
لامرتين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنداء القلب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالألحان: ومقتطفات من غلواء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجوسلين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمريض الصامت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالرسوم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن صعيد الآلهة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsغلواء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأفاعي الفردوس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعمال الصالحون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsطاقات زهور Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to غلواء
Related ebooks
الأرنب العاصي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsغلواء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجدُّ القرود Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعلى بساط الريح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحصان الجو Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجد القرود Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصهاريج اللؤلؤ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأَضْوَاءٌ مِنَ الْمَوْلِدِ السَّعِيدِ: مِنْ حَيَاةِ الرَّسُولِ (١): كامل كيلاني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشهرزاد بنت الوزير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحكاية بهلول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمغامرات ثعلب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشبـكة الـموت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحاديث روسية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاللحية الزرقاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشبكة الموت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsغزالة الوادي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعرائس وشياطين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأشباه والنظائر للسيوطي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأيام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالوزير السجين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsديوان فوزي المعلوف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمغامرات السنجاب ثرثار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمختصر خليل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجحا في بلاد الجن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأصدقاء الربيع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسرار عمار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsريحانة الألبا وزهرة الحياة الدنيا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالملك عجيب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسْرارُ عَمَّار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالصياد والعنكبة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related categories
Reviews for غلواء
0 ratings0 reviews
Book preview
غلواء - إلياس أبو شبكة
كتبت «غلواء» بين ١٩٢٦ و١٩٣٢ وليس فيها من حياة المؤلف في مطلع شبابه إلا شطر ضئيل، فهي في مجموعها من صنيع الخيال لا من صنيع الواقع.
وعبثًا يحاول القارئ، ولو طال الزمن ومهما يطل، أن يجد في «غلواء» مستندًا لظن أو موضوعًا لاجتهاد؛ فهي حياة جماعة لا حياة فرد، هي الحياة وليست حياةً، هي قصيدة لا تاريخ.
تشرين الثاني ١٩٤٥
العهد الأول
المريضة
١
مَا أَسْلَمَ القَلْبَ وَأَصْفَى السَّمَرَا
وَأَهْنَأَ الشِّتَاءَ في تِلْكَ القُرَى
وَأَطْوَلَ اللَّيْلَ بِهِ وَأَقْصَرَا!
تَجْرِي اللَّيَالِي عَذْبَةً كَالسَّاقِيَهْ
يُضَنُّ مِنْهَا بِاللَّيَالِي البَاقِيَهْ
كَأَنَّهَا بَقِيَّةٌ مِنْ عَافِيهْ
فِي لَيْلَةٍ لِطُولِهَا وَسْنَانَهْ
وَالأَرْضُ مِمَّا شَرِبَتْ نَشْوَانَهْ
عَادَ فَأَلْفَى أُمَّهُ سَهْرَانَهْ
فَقَالَ: «مَا عَوَّدَكِ اللَّيْلُ السَّهَرْ
لَمْ يَبْقَ إِلَّا سَاعَتَانِ للسَّحَرْ
… أَقْرأُ فِي وَجْهِكِ، يَا أُم، خَبَرْ
غَلْوَاءُ؟ مَا حَلَّ بِهَا؟ … شَقِيَّهْ!
أَمَا تَبَقَّى لِلرَّجَا بَقِيَّهْ؟
مِسْكِينَةٌ! وَيْلُ امِّهَا، صَبِيَّهْ!
وحَاوَلَ النَّوْمَ بِدُونِ جَدْوَى
كَأَنَّ فِي عَيْنَيْهِ قَلْبًا يَهْوَى
وَقَلْبُهُ كَانَ بَرِيئًا خِلْوا
وَانْتَقَلَ انْتِقَالَةً عَجِيبَهْ
مِنْ أَلَمِ الرُّوحِ إِلَى غَيْبُوبَهْ
كَشُعْلَةٍ فِي نَفْسِهِ مَشْبُوبَهْ
طَوْرًا يَرَى غَلْوَاءَ فِي صِبَاهَا
تشِعُّ فِي وِجْدَانِهِ عَيْنَاهَا
مَعْقُودَةَ الحُسْنِ عَلَى رَيَّاهَا
وَتَارَةً فِي كَفَنٍ مُلْتَفَّهْ
يُسَرِّحُ المَوْتُ عَلَيْهَا كَفَّهْ
بِحَسْرَةٍ عَاطِفَةٍ وَلَهْفَهْ
بارِزَةً مِنْ فَمِهَا الأَسْنَانُ
مُزْرَقَّةً كَأَنَّهَا دِيدَانُ
وَاللَّثَّةُ الحَمْرَاءُ زَعْفَرَانُ
ذَاتَ شُحُوبٍ رَاعِبٍ رَهِيب
كَأَنَّهُ لَوْنٌ مِنَ الذُّنُوبِ
أَوْ نَفَسٌ مِنْ صَدْرِهَا المَكْرُوبِ
وَكَانَتِ الظُّلْمَةُ فِي أَشْجَانِ
وَالرِّيحُ كَالمِبْرَدِ فِي الأَبْدَانِ
وَاللَّيْلُ فِيهَا كَضَمِيرِ الجَانِي
وَلمْ يَكَدْ مِنْ حُلْمِهِ يُفِيقُ
حَتَّى اعْتَرَاهُ خَدَرٌ عَمِيقُ
وَجُنَّ فِي دِمَاغِهِ العُرُوقُ
فَأَبْصَرَ المَرِيضَةَ المُحْتَضَرَهْ
مَسْدُولَةَ الذَّوَائِبِ المُبَعْثَرَهْ
جِنِّيَّةٌ هَائِمَةٌ فِي مَقْبَرَهْ
•••
وَحَلَّ فِي أَهْدَابِهِ تَابُوتُ
فِي قَلْبِهِ صَبِيَّةٌ