Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

صهاريج اللؤلؤ
صهاريج اللؤلؤ
صهاريج اللؤلؤ
Ebook147 pages40 minutes

صهاريج اللؤلؤ

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

صهاريج اللؤلؤ، للسيد محمد توفيق البكري، شاعر وأديب كبير، ومؤسس أول مجمع للّغة العربية
صهاريج اللؤلؤ، للسيد محمد توفيق البكري، شاعر وأديب كبير، ومؤسس أول مجمع للّغة العربية
صهاريج اللؤلؤ، للسيد محمد توفيق البكري، شاعر وأديب كبير، ومؤسس أول مجمع للّغة العربية
صهاريج اللؤلؤ، للسيد محمد توفيق البكري، شاعر وأديب كبير، ومؤسس أول مجمع للّغة العربية
صهاريج اللؤلؤ، للسيد محمد توفيق البكري، شاعر وأديب كبير، ومؤسس أول مجمع للّغة العربية
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateSep 12, 1903
ISBN9786413046279
صهاريج اللؤلؤ

Read more from محمد توفيق البكري

Related to صهاريج اللؤلؤ

Related ebooks

Reviews for صهاريج اللؤلؤ

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    صهاريج اللؤلؤ - محمد توفيق البكري

    اَلْقُسْطَنِطيِنَّةَ

    وَهِيَ بَلَدُ اْلإِمَامِ. وَمَدِينة السَّلاَم. وَدَارُ خِلاَفةِ اْلإِسْلاَمِ. فَرَكِبْتُ سِفَينَةً عدَوْلِيَّةَ. إِلَى الثُّغُومِ الفِرِنْجِيَّةِ. فَجَرَى بِنَا الْفُلكُ فِي خِضمٍّ عَجَّاجٍ. مُلْتَطِمِ اْلأَمْوَاجِ. أَخْضَرِ الْجِلْدِ. كَأَنَّهُ إِفْرِنْدٌ. بَحْرٌ عُبَابٌ. لاَ يُقَطِّعُهُ الْخَلِيلُ. بِأَوْتَادٍ وَأَسْبَابِ. تَصْطَخبُ فِيهِ النّيَنَانُ. وَتُضْطَربُ الدَعَامِيصُ وَالْحِيتَانُ. وَأَخَذَتِ السَّفِينَةُ تَشُقُّ الْيمَّ. شَقَّ الْجَلَمِ. فِي رِيحٍ رُخَاءٍ. أَوْ زَعْزَعٍ وَنَكْباءٍ. فَهِيَ تَارَةً فِي طرِيقٍ مُعبَّدٍ. وَميِثٍ مُطَرَّدٍ. وَطَوْراً فَوْقَ حَزْنٍ وَقَرْدَدٍ. وَصَرْحٍ مُمَرَّدٍ فَبَيْنمَا هِيَ تَنْسَابُ. كالْحُبَابِ. إِذَا هِيَ تَلْحَقُ بِالرَّبَابِ. وَتُحَلِّقُ كَالْعُقَابِ. فَتَحْسَبُهَا تَارَةً تَحْتَ الْقَتَامِ. جَبَلاً تَقَشَّعَ عَنْهُ الْغَمَامُ. وَتَخَالُهَا مَرَّةً عائِماً عَلَى شَفَا. قَدْ غَابَ إِلاَّ هَامَةً أَوْكَتِفَا وَالْبَحْرُ آوِنَةً كَالزُّجَاجِ النَّدِيِّ. أَوِ السَّيْفِ الصَّدِيِّ. يَلُوحُ كَالصِفَّيحَةِ الْمَدْحُوَّةِ. أَوِ الْمِرْآةِ الْمَجْلُوَّةِ. وَحِيناً يَضْرِبُ زَخَّارُهُ. وَيَمُوجُ مَوَّارُهُ. فَكَأَنَّمَا سُيِرّتِ الْجِبَالُ. وَكَأَنَّمَا ترَى قِبَاباً فَوْقَ أَفْيِالٍ. وَكَأَنَّ قُبُوراً فِي الْيَمِّ. تُحْفَرُ. وَأَلْوِيةً عَلَيْهِ تُنْشَرُ. وَكَأَنَّ الْعِدَّ. يُمْخَضُ عَنْ زُبْدٍ. وَكَأَنَّ الدَّوِيَّ. مِنْ جَرْجَرَةِ الآذِيِّ. زَئِيرُ اْلأُسْدِ. وَهَزِيمُ الرَّعْدِ .

    يَكُبُّ الْخِلَيَّةَ ذَاتَ الْقِلاَ _ عِ وَقَدْ كَادَ جُؤْجُؤُهَا يَنْحَطِمُ

    فإذَا كَانَ اْلأَصِيلُ. وَسَرَى النَّسيمُ الْعَلِيلُ. رَأَيْتَ الْبَحْرَ كَأَنهُ مِبرَدٌ. أَوْ درْعٌ مُسَرَّدٌ أَوْ أَنَّهُ مَاوِيَّةٌ. تَنْظُرُ السَّمَاءُ فِيهَا وَجْهَهَا بُكْرةً وَعِشيَّةً. وَكَأَنَّمَا كُسِّرَ فِيهِ الْحُلِيُّ. أَوْ مُزِجَ بِالرَّحِيقِ الْقُطُرْبِلُّيِ. وَكأَنَّمَا هُوَ قَلاَئِدُ الْعِقْيَانِ. أَوْ زُجَاجَةُ الْمُصَوّرِ يُؤَلِّفُ عَلَيْهَا اْلأَصْبَاغَ وَاْلأَلْوَانَ. حَتَّى إِذَا أَخْضَلَ اللَّيْلُ .وَأَرْخَى الذَّيْلَ. بَدَا الْهِلاَلُ كَأنَّهُ خِنْجَرٌ مِنْ ضيَاءٍ. يَشُقُّ الظَّلْمَاءَ. أَوْ قِلاَدَةٌ. أَوْ سِوَارُ غَادَةٍ. أَوْ سِنَانٌ لَوَاهُ الضِّرَابُ. أَوِ اللَّيْلُ فِيلٌ وَهُوَ نَابٌ. أَو عُرْجُونٌ قَدِيمٌ. أَوْ نُونٌ مِنْ خَطِّ ابْنِ الْعَدِيمِ. أَوْ بُرْثُنُ ضَيْغَمٍ. أَوْ مِخْلَب قشْعَمٍ. أَوْ مَاءٌ مِنْ أُنْبُوبٍ فِي رَوْضٍ. أَوْ ثَمَدٌ فِي أَسْفَلِ حَوْضٍ. أَوْ وَشْيٌ مَرْقُومٌ. أَوْ دِمْلَجٌ مِنْ فِضَّةٍ مَفْصُومٌ. أَوْ قُلاَمَةُ ظُفْرٍ. أَوْ صِنارٌ فِي شبكٍ فِي بحْرٍ.

    أَيَا ضَوْءَ الْهِلاَلِ لَطُفْتَ جِداً ........ كَأَنَّكَ فِي فَمِ الدُّنْيَا ابْتِسَامُ

    يُحَبِّبُ لِي سَنَاكَ الْعِشْقَ حَتَّى ........ يُصَاحِبَني وَأصْحَبُهُ الْغرَامُ

    ثُم إِذَا غَابَ الْهِلاَلُ. وَتَوَارى في الْحِجَالِ. أَلْفَيْتَ الْكَوْنَ مِنَ السَّوادِ. فِي لَبُوسِ حَدِيدٍ أَوْ لِبَاسِ حِدَادٍ. وَكَأَنَّمَا الْمَاءُ سَمَاءٌ. وَكَأَنَّ السَّمَاءَ مَاءٌ. وَكَأَنَّ النُّجُومَ دُرٌّ. يَمُوجُ فِي بَحْرٍ أَوْ ثُقُوبٌ فِي قُبَّةِ الدَّيْجُورِ. يَلُوحُ مِنْهَا النُّورُ. أو سِكَاكُ دِلاَصِ. أَو فِلَقُ رَصَاصٍ. أَو عُيُونُ جَرَادٍ. أَو جَمرُ فِي رِمَادٍ. أَو المَاءُ. صَفَائِحُ فِضَّةٍ بيضاءَ. سُمِّرَت بِمَسَامِيرَ صِغَارٍ. مِن نُضَارٍ. فَلاَ تَفتَاءُ السَّفِينَةُ تُكَابِدُ الوَيلَ. مِنَ البَحرِ وَاللَّيلِ. حَتَّى يَلُوحَ مِنَ الأُفُقِ الضِّيَاءُ. كَابِتسَامِ الشَّفّةِ اللَّمياءِ. فإِذَا السَّفِينَةُ كأَنَّهَا سِرٌّ كَتَمَهُ الظَّلاَمُ. وَكَشَفَهُ الضِّرَامُ .وَكَانَ غِذَاؤُنَا فِيهَا قِطَعاً مشن نُونٍ. وَلَحمَ طَيرٍ مِمَّا يَشتَهُونَ. وَفَاكِهَةً وَأَبًّا. وَمَاءً عَذبًا. وَفَانِيذاً مُرَوَّقاً. وَجُلاَّبًا مُصَفَّقاً.

    يَظَلُّ فِي دَرمَكِ وَفَاكِهَةٍ ........ وَفِي شِوَاءٍ مَا شِئتَ أَو مرَقَه

    إِلى رُدُحٍ مِنَ الشِيّزى مِلاَءٍ ........ لُبَابَ البُرِّ يُلبَكُ بِالشِّهَادِ

    أَمَّا الشَّربُ. مِنَ الرَّكبِ. فَيَطُوفُ عَلَيهِم سُقَاةٌ كَجُمَّاعِ الثُّرَيَّا. بِأَقدَاحِ الحُمَيَّا. وَفِي كُلِّ مَكَانٍ. أَرَاشِكُ وَائِوَانَ. وَأَضوَاءٌ تَبهَرُ. وَشُمُوُعٌ تَزهَرُ. وَنَايٌ وَمزِهَرٌ. وَحَدِيثٌ وَسُمَّرٌ. فَكَأنَّمَا نَحنُ فِي المَدِينَةِ. لاَ فِي السَّفِينضةِ .وَفِي أَندَرِينَ أَو جُدُرٍ. لاَ فِي ذَاتِ أَلوَاحٍ وَدُسُر. وَبعدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَكَسرٍ. قَضَينَاهَا فِي البَحرِ. وَصَلنَا إِلى أُورُبَّا فَإِذَا أَرضٌ أَريضَةٌ. وَبِلادٌ عَريضَةٌ. وَجَنةٌ وَحَرِيرٌ. وَمُلكٌ كَبِيرٌ.

    كَبَّرتُ حَولَ دِيَارِهِم لَمَّا بَدَت ........ مِنهَا الشُّمُوسُ وَلَيسَ فِيهَا المَشرِقُ

    وَلاَ واللهِ مَا الفَرخُ نُقلَ مِنَ الغِرقِيءِ إِلىَ اللُّوحِ. وَلاَ مضن كانَ فِي غَبَشٍ فَبدت لَهُ يُوحُ. وَلاَ بَدَويٌّ طَرَقَ إِحدَى اللَّيَالِي. قَريَةَ بَكرِ بنِ عَاصِمٍ الهِلاَليِّ. بِأَحيَرَ نَظَراً. وَأَدهَشَ مِمَّا رَأَيتُ فِكَراً .ثُمَّ بَعدَ بُرهَةٍ مِنَ الزَّمَنِ. نَهَضنَا للِظَّعَنِ. وَرَحَلنَا إِلَى القُسطَنِطينَّيةِ. وَقَسَاوسَةٌ فِي المِسحِ وَالطَّلَيسَان. كَالحِداءِ وَالغُربَان. قَد تَزَنَّرُوا بالحَبلِ. وَأَسمعُوا دَويَّ النَّحلِ. وَحِسَانٌ غِيدٌ. كَالأَمَاليِدِ. فِي وُجُوهٍ كَالدَّنَانِيرِ. وَأَوسَاطٍ كأَوسَاطِ الزَّناَبِيرِ. عَلَيهِنَّ مَطَارِفُ كَأَلوَان الحِربَاءِ. وَأَزهَارِ الرَّوضِ من حَمرَاءَ وَصفَرَاءَ. خَدٌّ تَحتَ النِّقَابِ. كَالخَمرِ في كَأْسِ الشَّرَابِ .وَوَجةٌ يُخِفيِه وَيبدِيهِ اللِّثامُ. كَالشَّمِس تَحتَ الغَمَامِ. وَذِمِيٌّ يَتَرَمَّزُ هلُوعاً يَبِكي

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1