Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

طبقات علماء إفريقية
طبقات علماء إفريقية
طبقات علماء إفريقية
Ebook441 pages1 hour

طبقات علماء إفريقية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

محمد بن أحمد بن تميم التميمي المغربي الإفريقي، أبو العرب توفى 333. محمد بن أحمد بن تميم التميمي المغربي الإفريقي، أبو العرب توفى 333. محمد بن أحمد بن تميم التميمي المغربي الإفريقي، أبو العرب توفى 333.محمد بن أحمد بن تميم التميمي المغربي الإفريقي، أبو العرب توفى 333
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2019
ISBN9786929476775
طبقات علماء إفريقية

Related to طبقات علماء إفريقية

Related ebooks

Related categories

Reviews for طبقات علماء إفريقية

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    طبقات علماء إفريقية - أبو العرب التميمي

    وَجَّهُوهُ إِلَى يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يُخْبِرُهُ بِقَتْلِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ عَامِلِهِ عَلَى إِفْرِيقِيَّةَ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهِ قَرَّبَهُ وَأَدْنَى مَجْلِسَهُ، وَاسْتَشَارَهُ فِيمَنْ يُوَلِّيهِ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ فَقَبِلَ قَوْلَهُ وَوَلَّى الَّذِي أَشَارَ بِهِ.

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَقَدْ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ سَالِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُحْنُونٌ، وَعَوْنُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَحَدَّثَنِي أَيْضًا حَبِيبُ بْنُ نَصْرٍ، وَعِيسَى بْنُ مِسْكِينٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، قَالُوا: حَدَّثَنَا سُحْنُونٌ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، أَنَّهُ أَتَى الْقَاسِمَ، وَسَالِمًا بِمَسَائِلَ مِنَ الْمَغْرِبِ، فَذَهَبَ يُسَائِلُهُمَا عَنْهَا، فَأَبَيَا عَلَيْهِ أَنْ يُجِيبَاهُ، فَقَالَ لَهُمَا خَالِدٌ: أَنَا بِمَوْضِعِ جَفَاءٍ، وَأَنَّهُمْ حَمَّلُونِي هَذِهِ الْمَسَائِلَ، وَقَالُوا لِي: إِنَّكَ تَقْدَمُ الْمَدِينَةَ وَبِهَا أَبْنَاءُ أَصْحَابِ النَّبِيِّ، عَلَيْهِ السَّلامُ، فَسَلْهُمْ لَنَا، وَإِنَّكُمَا إِنْ لَمْ تَفْعَلا كَانَتْ حُجَّةً لَهُمْ فَمَا شِئْتُمَا؟ فَقَالَ الْقَاسِمُ: سَلْ، فَسَأَلَهُمَا، فَأَجَابَاهُ فِيمَا سَأَلَهُمَا عَنْهُ، قَالَ ابْنُ تَمِيمٍ: فَهَذَا كَانَ سَبَبَ سُؤَالِ خَالِدٍ لَهُمَا.

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَحَدَّثَنِي فُرَاتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي كُرَيْمَةَ، قَالَ: صَحِبْتُ خَالِدَ بْنَ أَبِي عِمْرَانَ وَأَنَا صَغِيرٌ، فَمَشَيْتُ خَلْفَهُ، وَأَنَا بِقَرْطَاجَنَّةَ، فَسَكَتَ وَسَكَتُّ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: يَا بُنَيَّ، إِنَّ الصُّحْبَةَ لَهَا أَمَانَةٌ وَلَهَا خِيَانَةٌ، وَإِنِّي أَذْكُرُ اللَّهَ فِي السِّرِّ فَاذْكُرِ اللَّهَ.

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: فَأَمَّا رِوَايَةُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، فَإِنَّ حَبِيبًا صَاحِبَ مَظَالِمِ سُحْنُونٍ وَعِيسَى، وَأَحْمَدَ، حَدَّثُونِي عَنْ سُحْنُونٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شَيْخٍ حَدَّثَهُ بِالْمَغْرِبِ، قَالَ: لَقَدْ بَارَكَ اللَّهُ لِعَبْدٍ فِي حَاجَةٍ أَذِنَ لَهُ فِيهَا بِالدُّعَاءِ.

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَحَدَّثَنِي أَيْضًا فُرَاتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُحْنُونٍ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: كُنْتُ بِإِفْرِيقِيَّةَ فَعَرَضَتْ لِي حَاجَةٌ مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا، فَكُنْتُ أَدْعُو فِيهَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ حَتَّى لُمْتُ نَفْسِي فِي ذَلِكَ، قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِشَيْخٍ كَانَ بِالْمَغْرِبِ، فَقَالَ: لا يَهُمُّكَ ذَلِكَ فَإِنِّي،

    قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ أَنَّ اللَّهَ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، إِذَا أَرَادَ أَنْ يُبَارِكَ الْعَبْدَ فِي حَاجَةٍ، أَذِنَ لَهُ فِيهَا بِالدُّعَاءِ.

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: فَهَذَا الشَّيْخُ هُوَ خَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ.

    وَقَدْ رَوَى خَالِدُ بْنُ أَبِي عِمْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَبُوهُ قَدِيمًا سَمِعَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ فِي زَمَانِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، ذَكَرَ ذَلِكَ سُحْنُونٌ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ فِي كِتَابَيِ (الْبَيْعَةِ) .

    عمرو بن راشد الكناني

    عمرو بن راشد الكناني

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: عَمْرُو بْنُ رَاشِدٍ الْكِنَانِيُّ، رَوَى عَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعُمٍ.

    قَالَ: قَالَ لِي فُرَاتُ بْنُ مُحَمَّدٍ: أَحْسَبُ أَنَّ أَصْلَهُ مِنَ الشَّامِ، وَقَدِ اخْتَطَّ بِتُونُسَ وَمَاتَ بِهَا.

    عبد الملك بن أبي كريمة

    عبد الملك بن أبي كريمة

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي كُرَيْمَةَ كَانَ ثِقَةً خَيَّارًا، يُقَالُ: إِنَّهُ كَانَ مُسْتَجَابًا، وَهُوَ مَوْلًى لإِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدٍ تَاجِرِ اللَّهِ، مَوْلًى لَهُ مِنْ أَسْفَلَ، وَكَانَ كَثِيرَ الرِّوَايَةِ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ.

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَحَدَّثَنِي جَبَلَةُ بْنُ حَمُّودٍ الصَّدَفِيُّ: أَنَّهُ سَمِعَ سُحْنُونَ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: كَانَ بِتُونُسَ عَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ، وَابْنُ أَشْرَسَ، وَابْنُ أَبِي كُرَيْمَةَ، وَلَمْ يَكُنِ ابْنُ أَبِي كُرَيْمَةَ فِي نَاحِيَتِهِمَا، إِنَّمَا كَانَ رَجُلَ وَرَعٍ، صَاحِبَ أَحَادِيثَ.

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَأَبُو الْوَلِيدِ كَانَ بِتُونُسَ.

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَقَدْ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمُّكَ سُلَيْمَانُ بْنُ تَمِيمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَشَائِخُنَا، بِمُرْسِيَةَ: أَنَّ ابْنَ أَبِي كُرَيْمَةَ كَانَ يَأْتِي رَاكِبًا عَلَى بَغْلَةٍ إِلَى وَادِي بِجَرْدَةَ، فَإِنْ لَمْ يَرَ أَحَدًا حَمَلَهَا عَلَى الْمَاءِ عَلَى غَيْرِ الْمَجَازِ، فَمَشَتْ بِهِ عَلَى مَاءٍ غَرِيقٍ، وَإِنْ رَأَى النَّاسَ خَاضَ بِهَا الْمَاءَ وَأَخَذَ الْمَجَازَ.

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَحَدَّثَنِي أَبُو عَيَّاشِ بْنُ مُوسَى أَنَّ ابْنَ أَبِي كُرَيْمَةَ كَبِرَ حَتَّى كَانَ يُحْمَلَ، وَصَارَ لا يُدْفِئُهُ شَيْءٌ فِي اللَّيْلِ، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ جَارِيَةً خِلاسِيَّةً أَوْ سَمْرَاءَ، تَدْنُو مِنْكَ وَتُعَانِقُكَ لاسْتَدْفَأْتَ، فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَاشْتَرَوْهَا لَهُ، فَلَمَّا بَاتَتْ مَعَهُ نَشَطَ إِلَيْهَا الشَّيْخُ، فَوَطِئَهَا، فَسُخِّنَ لَهُ مَاءٌ يَتَطَهَّرُ بِهِ، فَغَارَتْ بِهَا أُمُّ مُحَمَّدٍ امْرَأَتُهُ فَأَمَرَ أَصْحَابُهُ بِبَيْعِهَا، فَبَاعُوهَا فَلَمَّا بَاتَ وَحْدَهُ وَجَدَ الْبَرْدَ، فَقَالَ: اشْتَرُوهَا لِي، فَقَالُوا: إِنَّا نَخَافُ أَنْ تَكْرَهَ ذَلِكَ أُمُّ مُحَمَّدٍ، يَعْنُونَ: زَوْجَتَهُ، فَقَالَ: اشْتَرُوهَا وَإِنْ كَرِهَتْ أُمُّ مُحَمَّدٍ.

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ بْنُ تَمِيمٍ: وَقَدْ رَوَى عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي كُرَيْمَةَ مِنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ: أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ، كَذَلِكَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ عَنْهُ.

    وَرَوَى عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ سُحْنُونٌ، وَعَوْنٌ، وَدَاوُدُ بْنُ يَحْيَى، وَشَجَرَةُ، وَغَيْرُهُمْ.

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَلَهُ كِتَابٌ فِي الزُّهْدِ فِيهِ رِجَالٌ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ سَمِعَ مِنْهُمْ مِثْلُ: مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ الرَّبَذِيِّ، وَيَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ، وَغَيْرِهِمْ.

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَيُقَالُ: إِنَّ كِتَابَ (الزُّهْدِ) إِنَّمَا هُوَ كُلُّهُ عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ، عَنْهُمْ.

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَيُقَالُ: إِنَّهُ سَمِعَ مِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ.

    أبو كريب عبد الرحمن بن كريب البصري

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: أَبُو كُرَيْبٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كُرَيْبٍ، كَانَ رَجُلا صَالِحًا، ثِقَةً، مَأْمُونًا، وَكَانَ مِنْ أَهْلِ تُونُسَ، وَلِيَ قَضَاءَ الْقَيْرَوَانِ، وَلاهُ ذَلِكَ يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ.

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ بُهْلُولٍ الزَّيَّاتِ، حَدَّثَهُ أَنَّ يَزِيدَ بْنَ حَاتِمٍ بَعَثَ إِلَى وَالِي تُونُسَ يَقُولُ لَهُ: ابْعَثْ لِي بِأَبِي كُرَيْبٍ أُوَلِّيهِ الْقَضَاءَ، فَمَا رَضِيَ أَبُو كُرَيْبٍ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ وَالِي تُونُسَ: إِنَّ أَبَا كُرَيْبٍ مَرِيضٌ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ يَزِيدُ: أَنِ ابْعَثْ بِهِ إِلَيَّ فِي قَطِيفَةٍ، فَبَعَثَ وَالِي تُونُسَ إِلَى يَزِيدَ بِأَبِي كُرَيْبٍ، فَلَمَّا أُقْدِمَ عَلَى يَزِيدَ كَلَّمَهُ يَزِيدُ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ جَوَابًا، وَجَعَلَ يَزِيدُ يُرَدِّدُ عَلَيْهِ الْكَلامَ وَأَبُو كُرَيْبٍ سَاكِتٌ فَأَنَّبَهُ جُلاسُ يَزِيدَ، وَقَالُوا لَهُ: الأَمِيرُ يُكَلِّمُكَ وَأَنْتَ صَامِتٌ، فَقَامَ يَزِيدُ عَلَى قَدَمَيْهِ وَأَمَرَ جُلاسَهُ أَنْ يَفْتَرِقُوا عَنْهُ، فَقَامَ يَزِيدُ، وَجَعَلَ يَقُولُ لأَبِي كُرَيْبٍ: وَاللَّهِ يَا أَبَا كُرَيْبٍ، مَا أَرَدْتُ إِلا أَنْ أَجْعَلَكَ حَسَنَةً بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّهِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو كُرَيْبٍ: اللَّهُ، وَجَعَلَ يَزِيدُ يَحْلِفُ لَهُ مَا أَرَادَ بِذَلِكَ إِلا اللَّهَ، جَلَّ وَعَزَّ، وَأَنْ يَجِدَهُ حَسَنَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ أَبُو كُرَيْبٍ: قَدْ قَبِلْتُ، ثُمَّ انْطَلَقَ إِلَى الْمَسْجِدِ يَنْظُرُ فِيمَا بَيْنَ النَّاسِ فَأَتَاهُ آتٍ، فَقَالَ لَهُ: طَابِعٌ فِي الأَمِيرِ، فَنَاوَلَهُ طَابِعًا فَانْطَلَقَ إِلَى يَزِيدَ، وَقَالَ لَهُ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ الْقَاضِي، فَنَهَضَ يَزِيدُ مَعَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَبِي كُرَيْبٍ، فَقَالَ أَبُو كُرَيْبٍ: أُقْعُدْ مَعَ خَصْمِكَ مَقْعَدَ الْخُصُومِ، فَادَّعَى خَصْمُ يَزِيدَ عَلَى يَزِيدَ، فَقَالَ لَهُ أَبُو كُرَيْبٍ: مَا تَقُولُ؟ فَأَنْكَرَ يَزِيدُ دَعْوَاهُ، فَاسْتَحْلَفَهُ أَبُو كُرَيْبٍ، فَقَالَ يَزِيدُ: مَا أَحْلِفُ، فَقَالَ لَهُ أَبُو كُرَيْبٍ: إِنِّي أَحْكُمُ عَلَيْكَ، وَرَدَّدَهَا عَلَيْهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ.

    فَلَمَّا نَكَلَ يَزِيدُ عَنِ الْيَمِينِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، حَكَمَ أَبُو كُرَيْبٍ لِخَصْمِهِ عَلَيْهِ، فَنَهَضَ يَزِيدُ وَهُوَ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ أَمُتْ، حَتَّى جَعَلْتُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّهِ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، مَنْ يَحْكُمُ فِي عِبَادِهِ بِالْحَقِّ.

    فَقَالَ أَبُو كُرَيْبٍ: وَأَنَا أَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ أَمُتْ، حَتَّى رَأَيْتُ أَمِيرًا يَشْكُرُ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، بِالْقَضَاءِ بِالْحَقِّ عَلَيْهِ.

    قَالَ أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ: وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ بُهْلُولٍ، أَنَا أَبَا كُرَيْبٍ كَانَ، إِذْ كَانَ قَاضِيًا بِالْقَيْرَوَانِ، سَاكِنًا فِي الدَّرْبِ الْمَعْرُوفِ بِالسِّنْجَارَيِّ، فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَى الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ، سَاقَ حِمَارَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَإِذَا انْصَرَفَ مِنَ الْجَامِعِ رَكِبَ حِمَارَهُ مُنْصَرِفًا عَلَيْهِ، فَرُبَّمَا أُبْصِرَ فِي سَيْرِهِ إِلَى الْجَامِعِ وَهُوَ يَخُوضُ الطِّينَ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، فَيُقَالُ لَهُ: لَوْ رَكِبْتَ، فَيَقُولُ: لا، هَكَذَا حَالُ مَنْ يَسِيرُ إِلَى رَبِّهِ؛ يَسِيرُ ذَلِيلا مُتَوَاضِعًا.

    وَرُبَّمَا أُبْصِرَ فِي الْمَسْجِدِ وَحْدَهُ، فَيُقَالُ لَهُ: أَتَقْعُدُ وَحْدَكَ؟ فَيَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ ذَهَبُوا، فَيُقَالُ لَهُ: لَوْ أَنَّكَ انْصَرَفْتَ؟ فَيَقُولُ: وَمَنْ لِي بِالْمَلْهُوفِ إِذَا قَصَدَ إِلَيَّ فَلَمْ يَجِدْنِي؟ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ بُهْلُولٍ: وَكَانَ رُبَّمَا يَتَبَيَّنُ لَهُ الْحُكْمُ فِي اللَّيْلِ فَيَأْتِي دَارَ مَنْ ثَبُتَ لَهُ حَقُّهُ عِنْدَهُ لَيْلا، فَيَقْرَعُ عَلَيْهِ بَابَهُ، وَيَسْتَخْرِجُهُ، وَيَأْمُرُهُ بِأَنْ يُحْضِرَ لَهُ صَالِحَ جِيرَانِهِ لِيُشْهِدَهُمْ لَهُ، فَيَقُولُ لَهُ: لَوْ تَرَكْتَ هَذَا إِلَى غَدٍ، فَيَقُولُ لَهُ أَبُو كُرَيْبٍ: فَإِنْ مِتُّ أَنَا فِي لَيْلَتِي هَذِهِ أَمَا أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَتْلَفَ عَلَيْكَ حَقَّكَ؟ وَسَمِعْتُ بَعْضَ الْمَشَائِخِ يُحَدِّثُ أَنَّ أَبَا كُرَيْبٍ الْقَاضِيَ، إِنَّمَا كَانَ سَبَبُ قَتْلِهِ أَنَّ الْبَرْبَرَ ضَرَبُوا عَلَى سَرْحِ الْقَيْرَوَانِ يَوْمَئِذٍ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ أَهْلُ الْقَيْرَوَانِ فَخَرَجَ فِيهِمُ الْقَاضِي ابْنُ كُرَيْبٍ لِقُوَّتِهِمْ، فَقُتِلَ فِي ذَلِكَ الْوَادِي الَّذِي يُقَالُ لَهُ: وَادِي أَبِي كُرَيْبٍ، فَبِهِ سُمِّيَ: وَادِي أَبِي كُرَيْبٍ، فَمَرَّ وَالِدُ أَبِي مُحْرِزٍ الْقَاضِي بِابْنِ كُرَيْبٍ، فَوَجَدَهُ مَقْتُولا فَغَطَّاهُ بِرِدَاءٍ لِئَلا يَرَاهُ النَّاسُ فَيَقْتَتِلُوا، ثُمَّ حُمِلَ لَمَّا رَجَعَ النَّاسُ فَدُفِنَ، رَحِمَهُ اللَّهُ.

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَقَدْ طَلَبْتُ شَيْئًا مِنَ الْعِلْمِ أَكْتُبُهُ عَنْهُ فَمَا وَجَدْتُهُ.

    علي بن زياد

    علي بن زياد

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ زِيَادٍ مِنْ أَهْلِ تُونُسَ، كَانَ ثِقَةً، مَأْمُونًا، فَقِيهًا خَيَّارًا، مُتَعَبِّدًا، بَارِعًا فِي الْفِقْهِ.

    سَمِعَ مِنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، وَمِنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، وَمِنَ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، وَمِنَ ابْنِ لَهِيعَةَ، وَغَيْرِهِمْ.

    وَلَمْ يَكُنْ فِي عَصْرِهِ بِإِفْرِيقِيَّةَ مِثْلُهُ.

    سَمِعَ مِنْهُ الْبُهْلُولُ بْنُ رَاشِدٍ، وَسُحْنُونٌ، وَشَجَرَةُ بْنُ عِيسَى، وَأَسَدُ بْنُ الْفُرَاتِ.

    علي بن زياد

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَبَلَغَنِي عَنْ أَسَدِ بْنِ الْفُرَاتِ، أَنَّهُ قَالَ: إِنِّي لأَدْعُو اللَّهَ لِعَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ مَعَ وَالِدِي، لأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ تَعَلَّمْتُ مِنْهُ الْعِلْمَ.

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَلَمْ يَكُنْ سُحْنُونٌ يُقَدِّمُ عَلَيْهِ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ إِفْرِيقِيَّةَ.

    علي بن زياد

    فَأَمَّا سَمَاعُ الْبُهْلُولِ مِنْهُ فَإِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي الْهَيْثَمِ اللُّؤْلُؤِيَّ حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبُهْلُولِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، بِجَامِعِ سُفْيَانَ الْكَثِيرِ الآثَارِ، وَقَدْ رَوَى عَنْ سُفْيَانَ جَامِعًا لَهُ وَسَطًا، آثَارٌ كُلُّهُ.

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَلَمْ أَعْلَمْهُ حُمِلَ عَنْهُ جَامِعٌ فِي الرَّأْيِ.

    علي بن زياد

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَحَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَبُو عَيَّاشِ بْنُ مُوسَى، أَنَّهُمَا سَمِعَا سُحْنُونَ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: مَا بَلَغَ الْبُهْلُولُ بْنُ رَاشِدٍ شِسْعَ نَعْلِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ، وَضَرَبَ سُحْنُونٌ بِيَدِهِ إِلَى شِسْعِ نَعْلِهِ.

    علي بن زياد

    قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ الْفَارِسِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ زِيَادٍ أَتَى إِلَى سَارِيَةٍ بِالْمَسْجِدِ الْجَامِعِ بِالْقَيْرَوَانِ، فَأَرَادَ أَنْ يُكَبِّرَ فَأُرْعِدَ خَوْفًا مِنَ اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ تَحَامَلَ، فَكَبَّرَ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ.

    علي بن زياد

    قَالَ

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1