Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

النهاية في غريب الحديث والأثر
النهاية في غريب الحديث والأثر
النهاية في غريب الحديث والأثر
Ebook832 pages5 hours

النهاية في غريب الحديث والأثر

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

النهاية في غريب الحديث والأثر هو كتاب ألفه مجد الدين المبارك بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري المعروف بابن الأثير لشرح الألفاظ الغريبة الواردة في الأحاديث، خصوصًا بعد دخول الأعاجم في الإسلام. قام فيه بدمج كتابين سابقين في هذا المجال، وأضاف إليهما.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2023
ISBN9786352455552
النهاية في غريب الحديث والأثر

Read more from ابن الأثير

Related to النهاية في غريب الحديث والأثر

Related ebooks

Related categories

Reviews for النهاية في غريب الحديث والأثر

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    النهاية في غريب الحديث والأثر - ابن الأثير

    الغلاف

    النهاية في غريب الحديث والأثر

    الجزء 4

    ابن الأثير المحدث

    القرن 7

    النهاية في غريب الحديث والأثر هو كتاب ألفه مجد الدين المبارك بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري المعروف بابن الأثير لشرح الألفاظ الغريبة الواردة في الأحاديث، خصوصًا بعد دخول الأعاجم في الإسلام. قام فيه بدمج كتابين سابقين في هذا المجال، وأضاف إليهما.

    باب العين مع الصاد

    عصب فيه 'أنه ذَكَر الفِتَن وقال: فإذا رأي النَّاسُ ذلك أتَتْه أبْدالُ الشَّام وعَصائِبُ العِراقِ فيتبعُونه' العَصائِبُ جمعُ عِصابة وهم الجماعةُ من الناس من العَشَرة إلى الأرْبَعين ولا واحدَ لها من لفظِها .ومنه حديث على 'الأبدالُ بالشَّام والنُّجَباءُ بمصْر والعَصائِبُ بالعِراق' أراد أن التجمُّع للحُروب يكون بالعراق وقيل أرادَ جماعةً من الزُّهاد سمّاهم بالعَصائب لأنه قَرَنهم بالأبْدال والنُّجنَباء .'ه' وفيه 'ثم يكون في آخِر الزَّمان أميرُ العُصَب' هي جمعُ عُصْبة كالعِصابَة ولا واحدَ لها من لفْظِها وقد تكرر ذِكْرُهما في الحديث .'ه' وفيه 'أنه عليه السلام شَكى إلى سَعْد بن عُبادة عبدَ الله بن أُبَيّ فقال: اعْفُ عنه فقد كان اصطَلَحَ أهْلُ البُحَيرة على أن يُعَصِّبُوه بالعِصابَة فلما جاء الله بالإسلام شَرِق بذلك' يُعصِّبُوه أي يُسَوّدُوه ويُمَلِّكُوه. وكانوا يُسمُّون بالسيدَ المُطاعَ مُعَصَّباً لأنه يُعَصَّب بالتاج أو تُعَصَّب به أمورُ الناس: أي تُرَدّ إليه وتُدارُ به 'وكان يقال له أيضاً: المُعَمَّمُ' والعَمائم تِيجانُ العَرَب وتسمى العصائبَ واحدتها عِصابةٌ .'س' ومنه الحديث 'أنه رَخَّص المَسْح على العَصائب والتَّساخِين' وهي كلُّ ما عَصَبْت به رأسَك من عِمامةٍ أو مَنْديل أو حِرُقة .ومنه حديث المغيرة 'فإذا أنا معْصُوب الصَّدر' كان من عادَتِهم إذا جاعَ أحدُهم أن يَشُدّ جوفه بعِصابة وربَّما جَعَلَ تحتَها حجراً .ومنه حديث على 'فِرُّوا إلى الله وقُوموا بما عَصَبه بكم' أي بما افترَضَه عليكم وقَرَنه بكم من أوامِره ونَواهِيه .'س' ومنه حديث بدر 'قال عُتبة بن ربيعة ارْجِعُوا ولا تُقاتِلُوا واعْصِبُوها بِرَأْسي 'يريدُ السُّبَّة التي تلْحَقُهم بتَرك الحَرْب والجُنوح إلى السَّلم فأضمَرَها اعْتماداً على مَعْرفةِ المُخاطَبين أي اقرُنوا هذه الحالَ بي وانْسُبُوها إلىَّ وإن كانت ذميمةً .'س' وفي حديث بَدْر أيضاً 'لمَّا فَرَغَ منها أتاه جبريلُ وقد عَصَب رأسَه الغُبَرُ' أي رَكِبَه وعَلِقَ به من عَصَب الرّيقُ فاه إذا لَصِق به. ويُروى 'عَصَم' بالميم وسيجيء .'ه' وفي خطبة الحجاج 'لأعْصِبَنَّكم عَصْبَ السَّلَمة' هي شَجَرة ورقُها القَرَط ويَعْسُر خَرْط ورَقها فتُعْصَبُ أغصانُها بأن تُجمع ويُشَدَّ بعضُها إلى بعضٍ بحبْل ثم تُخْبط بِعَصاً فيتَناثَر ورَقُها وقيل إنما يُفْعل بها ذلك إذا أرادُوا واقْطَعها حتى يُمكنهم الوُصولُ إلى أصْلِها .'ه' ومنه حديث عمرو ومعاوية 'إن العَصُوب يَرْفُقُ بها حالِبُها فتَحْلُب العُلْبَة' العَصُوبُ من النُّوق: التي لا تَدِرُّ حتى يُعْصَب فخِذاها أي يُشَدّان بالعِصابَة .وفيه 'المُعْتَدّة لا تَلْبَسُ المُصَبَّغَة إلاَّ ثَوبَ عَصْب' العَصْب: بُرودٌ يَمنِيَّه غَزْلها: أي يُجْمَع ويُشدّ ويُنْسَج. ُ فيأتي مَوْشِيًّا لِبَقاءِ ما عُصِبَ منه أبيضَ لم يأخُذْه صبِغ. يقال: بُرْدٌ عَصْبٍ بالتَّنْوين والإضافةِ وقيل هي بُرودٌ مخطَّطَةٌ والعَصْبُ الفَتلُ والعَصَّابُ الغَزَّال فيكونُ النهىُ عما صُبِغ بعدَ النَّسْج .'س' ومنه حديث عمر 'أنه أراد أن يَنْهَى عن عَصْب اليمن وقال نُبِّئْتُ أنهُ يُصبغُ بالبَول ثم قال: نُهينا عن التَّعمُّق' .'س' وفيه 'أنه قال لثَوْبانَ: اشتَرِ لِفاطِمَةَ قِلادَةً من عَصْب وسِوارَيْن من عاج' قال الخطَّابيّ في 'المَعالِم': إن لم تكن الثيابَ اليمانِيَّةَ فلا أدْري ما هِي وما أُرَى أنَّ القِلادَةَ تكون منها .وقال أبو موسى: يَحتمل عِندِي أن الرواية إنما هي 'العَصَب' بفتح الصاد وهي أطْناب مفاصل الحيوانات وهو شيءٌ مُدَوَّر فيحتمل أنهم كانوا يأخُذون عصب بعض الحيوانات الطَّاهرَة فيقطعونه ويجعلونه شِبه الخرز، فإذا يَبِس يَتَّخذون منه القَلائد وإذا جاز وأمكن أن يُتّخَذ من عِظام السُّلحفاة وغيرها الأسْورةُ جاز وأمكن أن يُتَّخذ من عصَب أشْباهها خرز تُنْظم منه القلائِد .قال: ثم ذكر لي بعضُ أهْل اليمن أن العَصَب سِنُّ دابّة بَحْرِيَّة تسَمَّى فرَسَ فِرعَون يُتَّخَذ منها الخَرَز وغَيرُ الخَرَز من نِصاب سِكِّين وغيره ويكون أبيضَ .وفيه 'العَصَبِيُّ من يُعينُ قومَه على الظُّلم' العَصَبِيُّ هو الَّذي يغْضَب لعَصَبته ويُحامي عنهم والعَصَبة الأقارِب من جهة الأبِ لأنَّهم يُعَصِّبُونه ويَعْتَصبُ بهم أي يُحيطُون به ويشتدّ بهم .ومنه الحديث 'ليس منَّا من دَعَا إلى عَصَبِيَّة أو قاتَل عَصَبيَّة' العصبيَّة والتَّعصُّب المُحاماةُ والمُدافَعَة وقد تكرر في الحديث ذكر العَصبة والعَصَبِيَّة .'ه' وفي حديث الزُّبير لمَّا أقْبَلَ نَحْوَ البَصْرة وسُئل عن وجْهه فقال :

    عَلِقْتُهم إني خُلقْتُ عُصْبَهْ ........ قَتادَةً تَعَلَّقَتْ بنُشْبَهْ

    العُصْبة: اللَّبْلابُ وهو نَباتٌ يَتَلوَّى على الشجرَ والنُّشْبةُ من الرّجال: الذي إذا عَلِقَ بشَيء لم يَكدْ يُفارقُه. ويقال للرجل الشديد المِراس: قَتادَةٌ لُوِيَتْ بعُصْبَة. والمعنى خُلِقْتُ عُلْقَةً لخُصُومي فوضَع العُصْبة موضع العُلْقة ثم شبّه نفسَه في فَرْط تَعلُّقه وتشبُّثِهِ بِهم بالقَتادة إذا اسْتظهرت في تَعلُّقِها واسْتمسَكَت بنُشْبةٍ أي بشيء شديد النُّشُوب والباء التي في 'بنُشْبة' للاسْتِعانة كالتي في كَتَبْت بالقَلم .وفي حديث المهاجرين إلى المدينة 'فنزلوا العُصْبة' وهو موضعٌ بالمدينة عند قُباء وضَبَطه بعضُهم بفتح العين والصاد .'س' وفيه 'أنه كان في مَسير 'فرفَعَ صوته' فلما سمعوا صوتَه اعْصَوْصَبُوا' أي اجتَمعُوا وصارُوا عِصابة واحدةً وجَدّوا في السَّير واعْصوصَب السَّير اشْتَدَّ كأنَّه في الأمْرِ العَصيب وهو الشديد .عصد في حديث خَوْلة 'فقرَّبت له عَصِيدة' هو دَقيق يُلَتُّ بالسَّمن ويُطْبخ يقالُ عَصَدْت العَصيدة وأعْصدتُها أي اتَّخَذتها .عصر 'س' فيه 'حافِظْ على العَصْرَين' يريد صَلاة الفجْر وصلاةَ العَصْر سمَّاهُما العَصْرين لأنهما يقَعان في طَرَفَي العَصْرين وهما الليل والنهار والأشبَهْ أنه غَلَّب أحّد الاسمين على الآخر كالعُمَرين لأبي بكر وعُمَر والقَمَرين للشَّمس والقمر .وقد جاء تفسيرهما في الحديث 'قيل وما العَصْران ؟قال: صلاةٌ قبل طلوع الشمس وصلاةٌ قبل غُرُوبها''س' ومنه الحديث 'من صلّى العَصْرين دَخل الجنة' .ومنه حديث على 'ذَكّرْهُم بأيّام الله واجْلِسْ لهم العَصْرَين' أي بُكْرَة وعَشِيَّا .'ه' وفيه 'أنه أمرَ بلالاً أن يُؤذِّنَ قبلَ الفجْر ليَعْتَصِرَ مُعْتَصِرهُمُ' هو الذي يَحتاجُ إلى الغائِط ليَتأهَّب للصَّلاة قبل دُخول وقْتِها وهو من العَصْر أو العَصَر وهو الملجأ والمُسْتَخْفَى .'ه' وفي حديث عمر 'قَضى أنَّ الوالد يَعْتَصِرُ ولده فيما أعْطاهُ وليس للوَلَد لأن يعتَصِرَ من وَالِدِه' أي يحْبسُه عن الإعْطاء ويَمْنَعه منه وكل شيء حَبَسْته ومَنَعْته فقد اعْتَصَرْته وقيل: يَعْتَصر يَرْتجع واعتصرَ العطيَّة إذا ارتَجَعَها والمعنَى أن الوالدَ إذا أعْطَى ولدَه شيئاً فله أن يأخّذه منه .ومنه حديث الشَّعْبِيّ 'يَعتَصِر الوالدُ على وَلَده في مالِه' وإنما عَدّاه بعَلَى لأنه في مَعْنى يَرْجع عليه ويَعُود عليه .'ه' وفي حديث القاسم بن مُخَيْمَرَة 'أنه سُئل عن العُصْرَة للمرأة فقال لا أعْلَم رُخِّصَ فيها إلاّ للشيخ المَعْقُوفِ المُنْحَنِي' العُصْرة هاهنا: منْع البِنْتِ من التَّزويج. وهو من الاعْتِصار: المَنْعِ أراد ليسَ لأحد مَنْعُ امرأةٍ من التزويج إلا شيخٌ كبيرٌ أعْقَفُ له بنت وهو مُضْطَرٌّ إلى اسْتخْدامِها. 'ه' وفي حديث ابن عبّاس 'كان إذا قدِم دِحْيةُ الكَلْبيّ لم تَبْقَ مُعْصِرٌ إلاّ خَرَجْت تنْظُر إليه من حُسْنِه' المُعْصِرُ: الجاريةُ أوّلَ ما تَحيض لانْعصار رَحمها وإنما خصَّ المُعْصِر بالذِّكر للمُبالَغَة في خُرُوج غيرها من النِّساء .'ه' وفي حديث أبي هريرة 'أنَّ امرَأةً مرَّت به مُتَطيِّبَةً ولذَيْلها إعْصارٌ' وفي رواية 'عَصَرة' أي غُبَار. والإعْصارُ والعَصَرة الغُبار الصَّاعِدُ إلى السماء مُسْتَطيلاً، وهي الزَّوْبَعَة قيل: وتكونُ العَصَرة من فَوْح الطِّيب فشبَّهه بما تُثير الريحُ من الأعاصير .وفي حديث خيبر 'سلَك رسول الله صلى الله عليه وسلم في مَسيره إليها على عَصَر' هو بفتحتين جَبَلٌ بين المدينة وَوَادي الفُرْع وعندَه مسجدٌ صلّى به النبيُّ صلى الله عليه وسلم .عصعص'س' في حديث جَبَلة بن سُحَيم 'ما أكَلْتُ أطْيُبَ من قَلِيَّةِ المَصاعِصَ' هي جمع العُصْعُص وهو لحمٌ في باطن أليةِ الشَّاةِ. وقيل: هو عَظْم عَجْب الذَّنَب .وفي حديث ابن عباس وذكر ابن الزُّبير 'ليس مِثْلَ الحَصِر العُصْعُصِ' هكذا جاء في رِواية والمشهورةُ 'الحَصِر العَقصِ' يقال فلان ضيِّقُ العُصْعُص: أي نَكِدٌ قليلُ الخَير وهو من إضافَة الصِّفة المُشبَّهة إلى فاعلها .عصف فيه 'كان إذا عَصَفَت الرِّيح' أي اشتدَّ هُبُوبها وريحٌ عاصفٌ: شديدةُ الهُبُوب وقد تكرر في الحديث .عصفر 'ه' فيه 'لا يُعْضَد شَجَر المدينة إلاّ لعُصْفُورِ قَتَبٍ' هو أحدُ عِيدانِه وجمعُه عَصافير. عصل في حديث على 'لا عَوجَ لانْتِصابه ولا عَصَلَ في عُودِه' العَصَلَ: الاعْوِجاجُ وكل مُعْوَجْ فيه صلابَةٌ: أعْصَلُ .'س' ومنه حديث عمر وجرير 'ومنها العَصِلُ الطائِشُ' أي السَّهم المُعْوَجُّ المَتْنِ. والأعْصَل أيضاً: السَّهْم القليل الرِّيش .ومنه حديث بدر 'يأمِنُوا عن هذا العَصَل' يعني الرَّملَ المُعْوَجّ الملتويَ أي خُذُوا عنه يَمْنَةً .'ه' وفيه 'أنه كان لرجُل صَنَمٌ كان يأتي بالجُبْن والزُّبْد فيضَعُه على رأس صنَمه ويقول اطْعَمْ فجاء ثُعْلَبان فأكل الجُبْن والزُّبْد ثم عَصَل على رأس الصنم' أي بالَ الثُّعْلَبانُ ذَكرُ الثَّعالب .وفي كتاب الهروي 'فجاء ثَعْلَبانِ فأكلا الجُبْنَ والزُّبْد ثم عَصَّلا' أراد تَثْنِيَة ثَعْلب .عصلب 'ه' في خطبة الحَجَّاج:

    قد لَفَّها الليلُ بعَصْلَبِيّ

    هو الشديدُ من الرِّجال والضمير في 'لفها' للإبل أي جَمَعها الليلُ بسَائِق شَديدٍ فضرَبه مثَلاً لنَفْسه ورعيَّته .عصم فيه 'من كانت عِصْمَتُه شهادةَ أن لا إله إلا الله' أي ما يعْصمُه من المهالِك يوم القيامة العِصْمةُ: المَنَعة والعاصمُ: المانعُ الحامي والاعْتِصامُ الامْتِساكُ بالشَّيء افتِعال منه .'ه' ومنه شعر أبي طالب:

    ثِمالُ اليَتَامَى عصْمةٌ للأرامِلِ

    أي يَمْنَعُهم من الضَّياع والحاجة .ومنه الحديث 'فقد عَصَمُوا مِنِّي دِماءَهُم وأموالَهم' .وحديث الإفْك 'فَعَصَمها الله بالوَرَع' .'ه' وحديث الحُدَيبية 'ولا تُمَسِّكُوا بِعَصمِ الكَوافِرِ' جمعُ عِصْمَة والكوافر النِّساء الكَفَرَة وأراد عَقْد نِكاحِهنَّ .'ه' وحديث عمر 'وعِصْمَةُ أبْنائنا إذا شَتَوْنا' أي يَمتَنِعُون به من شدَّة السَّنّةِ والجَدْبِ .'ه' وفيه 'أنَّ جبريل جاء يومَ بَدْر وقد عَصَم ثَنِيَّتَه الغُبارُ' أي لَزِقَ به والميم فيه بدل من الباء وقد تقدّم .'ه' وفيه 'لا يدخُلُ من النساء الجنةَ إلاّ مِثْلُ الغُرابِ الأعْصَم' هو الأبيضُ الجناحين وقيل الأبيض الرِّجْلين أراد قِلَّة من يدخل الجنة من النساء لأنَّ هذا الوصفَ في الغِرْبانِ عزيزٌ قليل. وفي حديث آخر 'قال المرأةُ الصَّالحةُ مِثْلُ الغُرابِ الأعْصَم قيل يا رسول الله وما الغُراب الأعْصَم ؟قال: الَّذي إحدَى رِجْليه بَيضاءُ' .وفي حديث آخر 'عائشةُ في النِّساء كالغُراب الأعْصَم في الغِرْبان' .وفي حديث آخر 'بينَما نحنُ مع عمرو بن العاص فدَخَلْنا شِعْباً فإذا نَخْنُ بِغرْباَن، وفيها غُرَاب أحْمَر المِنْقاَر وَالرَّجْلَين، فقال عَمْرو: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 'لا يَدْخل الدنة من النّساء إلاَّ قَدْرُ هذا الغُرَاب في هؤلاء الغِرْبان' وأصلُ العُصْمة: البياضُ يكونُ في يَدَيِ الفَرَس والظَّبْي والوَعِل .ومنه حديث أبي سفيان 'فَتناَولْتْ القَوسَ والنَّبْلَ لأرْمِيَ ظبْيةً عَصْماء نَرُدُ بها قَرَمَنا' .'ه' وفيه 'فإذا جَدُّ بني عامرٍ جَمَلُ آدَمُ مُقَيَّدُ بُعصُم' العُصُم: جمع عِصاَم، وهو رِباطُ كلّ شيء، أرادَ أن خِصْبَ بلادِه قد حَبَسه بِفنائِه، فهو لا يُبْعِد في طَلَب المرْعَى، فصار بمنْزلةِ المقيَّد الذي لا يبرَحُ مكانه. ومثلُه قول قَيْلَةَ في الدَّهْناَء: إنا مُقَيَّدُ الجَمل: أي يكونُ فيها كالمُقَيَّد لا يَنْزِعُ إلى غيرها من البِلادِ .عصا 'ه س' فيه لا تَرْفَعْ عَصاَك عن أهْلِك أي لا تَدَعْ تأدِيتَهم وجَمْعَهم على طاعة الله تعالى. يقال: شَقَّ العصا: أي فارَقَ الجماعة، وَلم يُرِد الضَّرْب بالعصا، ولكنَّه جَعَله مثلاً. وقيل أراد لا تَغْفُل عن أدَبهم ومَنْعِهم من الفَساَد .'ه' ومنه الحديث 'إن الخَوارِجَ شقُّوا عَصاَ المسلمين وفرّقُوا جَماَعَتهم' .'ه' ومنه حديث صِلَة 'إيَّاكَ وقَتِيلَ العَصاَ' أي إياكَ أن تكون قاتلاْ أو مَقْتُولاً في شَقّ عصا المسلمين .'س' ومنه حديث أبي جَهْم 'فإنَّه لا يَضَع عصاه عن عاَتِقِه' أراد: أنه يُؤدِّبُ أهْلَه بالضَّرب. وقيل: أرادَ به كثْرةَ الأسْفارِ. يقال: رَفع عَصاَه إذا ساَرَ، وألقَى عَصاَه إذا نَزَل وأقام .وفيه 'أنه حرَّم شجَر المدينةِ إلا عَصا حَدِيدة' أي عصا تصلحُ أن تكونَ نِصاَباً لآلةٍ من الحَديد .ومنه الحديث 'ألاَ إنَّ قَتيلَ الخَطأ قَتِيلُ السَّوط والعَصاَ' لأنَّهُما ليساَ من آلاتِ القَتْل، فإذا ضُرِب بهما أحد فماتَ كان قَتْلُه خَطَأ .'ه' وفيه 'لولا أنَّا تَعْصِي الله ما عَصَانا' أي لم يَمْتَنِع عن إجَابَتِنا إذا دَعَوناه، فجعل الجوابَ بمَنْزلة الخِطاَب فسمَّاء عِصْياناً، كقوله تعالى: 'ومكرُوا ومكَرَ اللهُ' .وفيه 'أنه غَيَّر اسمَ العاَصِي' إنما غَيَّره لأنَّ شِعاَرَ المؤمِن الطَّاعَة والعِصّيانُ ضِدَّها .ومنه الحديث 'إنَّ رجلاً قال: مَنْ يُطِع الله ورسوله فقد رَشَد، وَمن يَعْصهما فقد غوَى. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: بئس الخَطِيب أنتَ. قل: 'ومن يَعْصِ الله ورسوله فقد غَوَى' إنما ذمَّه لأنه جَمَع في الضَّمير بينَ الله وبينَ رسوله في قوله: ومن يَعْصِهما، فأمَره أنْ يأتي بالمُظْهر ليتَرَتَّب اسمُ الله تعالى في الذّكر قبل َاسم الرسول صلى الله عليه وسلم. وفيه دليلُ على أنَّ الواو تُفيد التَّرتيبَ .وفيه 'لم يكُنْ أسْلَمَ مِنْ عُصاَة قريش أحدُ غيرُ مُطيع بن الأسْود' يريدُ من كان اسمُه العاصيَ.

    باب العين مع الضاد

    عضب 'ه' فيه 'كانَ اسمُ ناقَتِه العَضْباء' هو عَلَمُ لها منْقُول من قَوْلهم : ناقَةُ غضْباَء : أي مَشْقُوقة الأذن ، والأوّل أكثرُ .وقال الزمخشري : 'هو مَنْقول من قولهم : ناقَةُ عَضْباَء ، وهي القَصِيرَةُ اليَدِ' .'ه' ومنه الحديث 'نَهَى أن يُضَحَّى بالأعْضَبِ القَرْنِ' هو المَكْسورُ القَرْنِ ، وقد يكونُ العَضْب في الأذُن أيضاً إلا أنَّه في القَرْن أكْثرُ . والمعضُوب في غير هذا : الزَّمِنُ الذي لا حَرَاكَ به . عضد 'ه' في تحريم المدينة 'نهى أن يُعْضَدَ شَجَرُها' أي يُقْطع . يقال : عَضَدْتُ الشجرَ أعْضِدُه عَضْداً . والعَضَد بالتحريك : المعْضُود .ومنه الحديث 'لوَدِدْت أنّي شجرة تُعْضَد' .'ه' وحديث طَهْفَةَ 'ونسْتَعْضِدُ البَربرَ' أي نَقْطَعه ونجَنْيِه من شَجَره للأكل .'ه' وحديث ظَبْياَن 'وكان بَنُو عمرو بن خالد من جَذِيمة يَخْبطون عَضِيدَها ، ويأكُلُون حَصِيدَها' ، العَضِيد والعَضَد : ما قُطع من الشجر : أي يضْربُونه ليْسقط ورقة فيتخذُوه عَلَفاً لإبِلهم .'ه' وفي حديث أم زَرْع 'وملأ من شَحْم عَضُدَىَّ' العضُد : مابينَ الكَتِف والمِرْفَقِ ، ولم تُرِدْه خاصَّة ، ولكنها أرادت الجَسَد كلَّه ، فإنه إذا سَمِن العَضُد سَمِن سائرُ الجَسَد .ومنه حديث أبي قَتادة والحماَر الوَحْشي 'فناَولْته العَضُد فأكلها' يريد كَتفه .وفي صفته صلى الله عليه وسلم إنه كان أبيضَ مُعَضَّداً' هكذا رواه يحيى بن مَعِين ، وهو المُوثَّقُ الخَلْق ، والمَحْفُوظ في الرّواية مُقَصَّداً .'ه' وفيه 'أن سَمُرةَ كان له عَضُدُ من نَخْل في حائط رَجُل من الأنْصار' أراد طريقةً من النَّخل . وقيل : إنما هو عضيدُ من نخل ، وإذا صَارَ للنَّخلة جِذْعُ يُتَناوَلُ منه فهو عَضِيد .عضض في حديث العِرْباض 'وعَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ' هذا مَثَل في شدَّة الاسْتِمْساكِ بأمرِ الدِّين ، لأنَّ العضَّ بالنَّواجِذِ عَضُّ بجميع الفَمٍ والاسنان ، وهي أواخُر الأسنان . وقيل : التي بعد الأنياب .'ه' وفيه 'من تَعزَّى بعَزَاء الجاهلية فأعِضُّوه بِهَنِ أبيه ولا تَكْنُوا' أي قُولوا له : أعْضَضْ بأيْرِ أبيك ، ولا تكنُوا عن الأيْر باَلهن ، تَنْكيلاً له وتأدِيباً .ومنه الحديث 'من اتَّصلَ فأعِضُّوه' أي من انتسَبَ نِسْبةَ الجاهلية ، وقال : يا لَفُلان . وحديث أبيّ إنه أعَضَّ إنساناً اتَّصل' .وقول أبي جهل لعُتْبة يوم بدذْر 'والله لو غيرُك يقول هذا لأعْضَضْتُه' .وفي حديث يَعْلَي 'يَنْطَلِق أحدكم إلى أخيه فيَعَصُّه كعَضِيضِ الفَحْل' أصلُ العَضِيضُ : اللُّزوم . يقال : عَضَّ عليه يَعَضُّ عَضِيضا إذا لَزِمه . والمُرادُ به هاهنا العضضُّ نفْسُه ، لأنه بَعضّه له يَلْزمه .ومنه الحديث 'ولو أن تَعَضَّ بأصل شجرة' .'ه' وفيه 'ثم يكونُ مُلْكُ عَضُوضُ' أي يُصِيبُ الرَّعيَّة فيه عسْفُ وظُلْم ، كأنَّهم يُعَضُّون فيه عضَّا . والعَضُوضُ : من أبْنية المُبالغة .وفي رواية ثم يكون مُلوك عضُوض' ، وهو جمع : عِضٍّ بالكسر ، وهو الخَبيثُ الشَّرِسُ .ومن الأول حديث أبي بكر 'وسَتَرَون بَعْدي مُلْكا عَضُوضاً' .وفيه 'أهْدَت لنا نَوْطا من التَّعْضوضِ' هو ضَرْب من التَّمر . وقد تقدَّم في حرف التاء .عضل 'س' في صفته صلى الله عليه وسلم أنه كان مُعضلاً' بَدَل 'مُقَصَّداً' أي مُوثَّقَ الخَلْق شديدَة ، والمُقَصَّد أثْبَت .'س' وفي حديث ماعِز 'أنه أعْضَلُ قَصيرُ' الأعضَلُ والعَضِل : المُكتَنِزُ اللَّحم . والعَضَلة في البَدَن كل لحمة صُلْبة مكُتنزة . ومنه عَضَلة الساق . ويجوز أن يكون أراد أن عَضَلة ساقَيْه كبيرةُ .'س' ومنه حديث حُذَيفة 'أخَذَ النبي صلى الله عليه وسلم بأسْفَلَ من عَضَلة ساقِي ، وقال : هذا مَوْضعُ الإزَار وجمعُ العَضَلة : عَضَلات .'س' وفي حديث عيسى عليه السلام 'أنه مَرَّ بظَبْيةٍ قد عَضَّلها وَلدُها' يقال : عَضَّلتِ الحامِلُ وأعْضَلت إذا صَعُب خُرُوج وَلَدها . وكان الوجْه أن يقول بظَبْية قد عضَّلت فقال عَضَّلهاولدُها ومعناهُ أن ولدَها جَعَلها مُعَضِّلة حيثُ نَشِبَ في بَطْنِها ولم يخرُج . وأصلُ العَضْل : المنعُ والشِّدَّة . يقال : أعْضَل بي الآمرُ إذا ضاَقَت عليك فيه الحِيَل .'ه' ومنه حديث عمر 'قد أعْضَل بي أهلُ الكوفة ! لما يَرْضَون بأمير' ولا يَرْضَى بهم أميرُ أي ضاَقَت على الحِيَل في أمْرِهم وصَعُبت علىَّ مُدَاراتُهم .ومنه حديثه الآخر 'أعُوذ بالله من كل مُعْضلة ليس لها أبو حَسَن' ورُوى : 'مُعضِّلة' ، أراد المسألة الصَّعْبة ، أو الخُطَّة الضَّيقةَ المَخَارج ، من الإعْضَال أو التَّعْضيل ، ويريد بابي حَسَن عليَّ بن أبي طالب .'ه' ومنه حديث مُعاوية ، وقد جاءته مَسألةُ مُشْكلة فقال : 'مُعْضلةُ ولا أبا حَسَنٍ' أبو حَسَن : مَعْرفة وُضِعَت موضعَ النَّكِرَة كأنه قال : ولا رَجُلَ لها كأبي حَسَن ، لأنّ لا النَّافية إنما تدْخل على النكرات دون المعارف .وفي حديث الشَّعبيّ : 'لو ألقْيَتْ على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لأعْضَلَتْ بهم' . والحديث الآخر 'فأعْضَلَتْ بالمَلَكيْن فقالا : يا رَبّ إنّ عَبْدك قد قال مقالةً لا تَدْري كيفَ نكْتُبُها' . وفي حديث كعب 'لمَّا أراد عمر الخروج إلى العِرَاق قال له : وبها الدَّاء العُضَال هو المرَضُ الذي يُعْجِزُ الأطباء فلا دواء له .وفي حديث ابن عمر قال له أبوه : 'زوجَتْك امرأة فعَضَلْتَها' هو من العضْل : المَنْع ، أراد أنه لم تُعاَملْها مُعامَلَة الأزواج لنِساَئهم ، ولم تترُكْها تتصرَّف في نَفْسها ، فكأنَّك قد مَنَعْتها .عضه في حديث البَيْعة 'ولا يَعْضَهُ بعضنا بعضاً' أي لا يَرْميه بالعضِيهة ، وهي البُهْتان والكَذِب ، وقد عَضَهَه يَعْضَهُه عَضْها .'ه' ومنه الحديث ألاَ انَبِّئُكم مال العَضُه ؟ هي النّميمة القالَةُ بين الناس' هكذا يُروى في كتُب الحديث . والذي جاء في كتُب الغَرِيب ألا أنبئكم ما العِضَةُ بكسر العين وفتح الضاد .وفي حديث آخر 'إيَّاكم والعِضَةَ' قال الخطاَبي قال الزمخشري : أصلُها العِضْهَة ، فِعْلة ، من العَضْه ، وهو البَهْتُ ، فحذفت لأمُه كما حُذفت من السَّنة والشَّفَة ، وتُجمع على عِضينَ . يقال : بينهم عِضَةُ قبيحةُ من العَضِيهَة' .'س' ومنه الحديث مَن تَعزَّى بعَزَاء الجاهلية فأعْضَهُوه' هكذا جاء في رواية : أي اشْتِمُوه صريحاً ، من العَضِيهة : البَهْت .'ه' ومنه الحديث أنه لعَنَ العاَضِهَة ، والمُسْتَعْضِهة' قيل : هي السَّاحرَة والمُسْتَسْحِرَة ، وسُمّى السِّحْرُ عَضْهاً لأنه كَذِب وتَخْييلُ لا حقيقةَ له .'س' وفيه إأذا جئتُم أحُداً فكُلوا من شَجَره ، ولو من عِضاَهِه' العِضاَة : شَجَرُ أمَ غَيْلان . وكل شَجَر عَظيم له شَوْك ، الواحدةُ : عِضَةُ بالتاء ، وأصلُها عِضَهة . وقيل واحِدته : عِضاَهة وعضَهْتُ العِضاَة إذا قَطَعْتها .'س' ومنه الحديث 'ما عُضِهَت عِضاَه إلا بتركها التَّسْبيح' .'س' وفي حديث أبي عبيدة 'حتى إنَّ شِدْقَ أحَدِهم بمنزلة مِشْفَر البَعِير العَضِه' هو الذي يأكُل العِضَاه . وقيل : هو الذي يشتكِي من أكْل العِضاء . فأمَّا الذي يأكُل العِضاَه فهو العَاضِه .عصا 'ه' في حديث ابن عباس 'في تفسير قوله تعالى 'الذينَ جَعَلوا القُرْآن عِضِينَ' أي جَزَّاوه أجْزاء' ، عِضِين : جمع عِضَة ، من عضَّيتُ الشيء إذا فَرَّقْته وجَعَلَته أعْضاء .وقيل : الأصلُ : عِضْوَة ، فحُذِفت الواوُ وُجَمعت بالنون ، كما عمِل في عِزِين جمع غِزْوَة . وفسَّرها بعضُهم بالسَّحر ، من العَضْه والعَضِيهة .ومنه حديث جابر ، في وقت صلاة العصر 'مالو أنَّ رجلاً نَحَر جَزُوراً وعَضّاها قبل غروب الشمس' أي قَطَّعَها وفَصَّل أعْضاءها .'ه' ومنه الحديث 'لا تَعْضِيةَ في مِيراث إلا فيما حَمَل القَسْمَ' هو أن يموتَ الرجُلُ ويدَعَ شيئا إنْ قُسِمَ بين ورَثَته استضَرُّوا أو بَعْضهم ، كالجَوهَرة والطَّيْلَسان والحمَّام ونحو ذلك ، من التَّعْضِية : التَّفْريق .^

    باب العين مع الطاء

    عطب 'ه' في حديث طاوُس 'ليس في العُطْب زكاةُ' هو القُطْن .وفيه ذكر 'عَطَب الهَدْى' وهو هلاكُه، وقد يُعَبَّر به عن آفَة تَعْتَرِيه وتمنعُه عن السَّيْر فيُنْحَرُ. عطيل 'ه' في صفته صلى الله عليه وسلم 'لم يكن بعُطْبول ولا بقَصِير' العُطْبُول: الممتدُّ القامة الطويلُ العُنُق. وقيل: هو الطويلُ الصُّلْب الأمْلس، ويُوصفُ به الرجلُ والمرأةُ .عطر 'ه' فيه أنه كان يَكْره تَعَطُّرَ النساء وتَشبُّهَهُنَّ بالرجال' أراد العِطْرَ الذي يَظْهرُ ريحهُ كما يظهرُ عِطْرُ الرِّجال. وقيل: أراد تعطُّل النساء، باللام، وهي التي لا حَلْىَ عليها ولا خِضابَ. واللام والراء يتَعاقَبان .ومنه حديث أبي موسى 'المرأةُ إذا اسْتَعْطرت ومرَّت على القوم ليَجِدُوا رِيحَها أي اسَتْعَمَلت العطْر' وهو الطِّيب .ومنه حديث كعب بن الأشرف 'وعندي أعْطَرُ العَرب' أي أطْيَبُها عِطْراً .عطس فيه 'كان يُحِب العُطاس ويكره التَّثاؤب' إنما أحَبَّ العُطاس لأنه إنما يكون مع خِفَّة البدَن وانْفِتاحِ المَسامِّ وتَيْسير الحَرَكات، والتَّثاؤبُ بخلافهِ. وسببُ هذه الأوصاف تخفيفُ الغِذاء والإقْلالُ من الطعام والشَّراب .وفي حديث عمر 'لا يُرْغُمِ اللهُ إلاَّ هذه المَعاطِسَ' هي الأنوفُ، واحِدُها: مَعْطَس لأن العطاَس يخرُجُ منها .عطش 'س' فيه 'أنه رخَّص لصاحب العُطاش واللَّهَث أن يُفْطِرا ويُطْعِما' العُطاش بالضم: شدةُ العطش، وقد يكونُ داء يُشْرَب معه ولا يَرْوَى صاحِبُه .عطعط في حديث ابن أنَيْسٍ 'إنه ليُعَطْعِط الكلامَ' العَطْعَطَة: حكايةُ صَوتٍ يقال: عَطْعَط القومُ إذا صاحُوا. وقيل: هو أنْ يقولوا: عِيط عِيط .عطف 'ه' فيه 'سُبْحان مَن تعطَّف بالعِزِّ وقال به' أي تَرَدَّى بالعِزّ. العِطاف والمِعْطفُ: الرّداء. وقد تَعطَّف به واعْتَطَف، وتَعطَّفه واعْتَطَفه. وسُمّى عِطافاً لوُقوِعه على عِطْفَيِ الرجُل وهما ناحِيتاَ عُنُقه. والتَّعطُّف في حق الله تعالى مَجازُ يُرادُ به الاتِّصاف، كأنَّ العِزَّ شَمِله شُمُولَ الرِّداء .'س' ومنه حديث الاستسقاء 'حَوَّل رِداءه وجَعَل عِطافَه الأيمنَ على عاتِقه اليْسَر' إنما أضافَ العِطاف إلى الرِّداء لأنه أراد أحدَ شِقَّيِ العِطافِ، فالهاء ضميرُ الرِّداء، ويجوزُ أن يكون للرجُل ويريد بالعِطاف: جانبَ رِدائِه الأيْمن .'س' ومنه حديث ابن عمر وخرَج مُتَلفِّعاً بِعطاف' .وحديث عائشة 'فناوَلْتها عِطافاً كان علىَّ فرأتْ فيه تَصْلِيباً' .وفي حديث الزكاة 'ليس فيها عطْفاء' أي مُلْتَوِية القَرْن، وهي نحوُ العَقْصاَء .'ه' وفي حديث أمَ مَعْبَد 'وفي أشْفارِه عَطَفُ' أي طُولُ، كأنه طالَ وانْعَطَف. ويُروى بالعين وسيجيْ .عطل 'س' فيه يا عليُّ مُرْ نِساَءك لا يُصَلِّين عُطُلاً' العَطَل: فِقْدان الحَلْي وامرأةُ عاطل وعثطُل، وقد عَطِلَت عَطَلاً وعُطُولاً .ومنه حديث عائشة 'كَرِهتْ أن تُصَلِّي المراةُ عطُلاً، ولو أن تُعَلِّق في عُنُقِها خَيطاً .'س' وحديثها الآخر 'ذُكِرَ لها امْرَأة ماتَت فقالت: عطِّلوها' أي انْزِعوا حَلْيَها واجْعَلُوها عاطِلاً. عَطَلتُ المرأةَ إذا نَزَعتَ حَلْيها .'ه' وفي حديثها الآخر ووَصَفَت أباها 'رَأب الثأي وأوْذَم العَطِلَة' هي الدّلو التي تُرِك العَمَلُ بها حِيناً وعُطَّلت وتَقَطَّعت أوْذَامُها وعُراها، تُريد أنه أعاد سُيُورَها وعَمِل عُرَاها وأعادَها صالحةً للعَمَل، وهو مَثَل لِفعْله في الإسلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم .وفي قصيد كعب :

    شَدَّ النَّهارِ ذِراعاً ........ عَيطَلٍ نَصَفٍ

    العَيْطَل: النَّاقَة الطَّويلُة، والياء زائدة .عطن 'ه' في حديث الرؤيا 'حتى ضَرَب الناسُ بَعطن' القَطَن: مَبْرَك الإبلِ حَولَ الماء. يقال: عَطَنَت الإبل فهي عاطَنة وعَواطِن إذا سُقِيت وبَركت عند الحِياض لتُعاَد إلى الشُّرب مرَّة أخْرى. وأعْطَنْتُ الإبل إذا فَعَلْتَ بها ذلك، ضَرَب ذلك مثَلا لاتَّساع النَّاس في زَمَن عمر، وما فتح الله عليهم من الأمْصاَر .'ه' ومنه حديث الاستسقاء 'فما مَضَت سابعةُ حتى أعطَنَ الناسُ في العُشْب' أراد أن المَطَر طَبَّق وعمَّ البُطُون والظَّهُور حتى أعْطَن الناسُ إبلَهم في المَرَاعي .ومنه حديث أسامة 'وقد عَطَّنوا مواشِيهَم' أي أرَاحُوها، سثمَّى المرَاحُ وهو مأوَاها عَطَنا .ومنه الحديث اسْتَوصُوا بالمِعْزَى خيراً وانْقُشُوا له عَطَنه' أي مُرَاحه .'ه' ومنه الحديث صَلُّوا في مَرَابضِ الغَنَم ولا تُصَلُّوا في أعْطَان الإبلِ لم يَنْه عنالصلاة فيها من جهة النَّجَاسة، فإنَّها موجودة في مَرابض الغَنَم وقد أمَر بالصَّلاة فيها، والصلاةُ مع النجاسَة لا تجوز، وإنما أراد أن الإبل تَزْدَحم في المَنْهل فإذا شَرِبت رَفَعت رُؤسَها ولا يُؤمَن من نِفارِها وتَفَرّقها في ذلك الموضع فتُؤذي المُصَلَّى عندها، أو تُلْهيه عن صلاتِه، أو تُنَجِّسه برَشاَش أبْوالِهاَ .وفي حديث على 'أخَذت إهاَباً مَعْطُونا فأدخلته عُنُقي' المعْطُون: المُنْتِنُ المُنْمَرِقُ الشعر. يقال عَطِن الجلدُ فهو عَطِن ومَعْطون: إذا مرَّق شَعره وأنْتَن في الدَّباغ .'ه' ومنه حديث عمر 'وفي البيت أهُبُ عَطِنة' .عطا 'ه' في صفته صلى الله عليه وسلم 'فإذا تُعْوطىَ الحَقُّ لم يَعْرِفْه أحدُ' أي أنه كان من أحْسن الناس خُلُفاً مع أصحابه، ما لم يَرَ حقَّا يُتعرَّض له بإهمال أو إبْطالِ أو إفْسادٍ، فإذا رَأي ذلك تَنَمَّر وتَغَّير حتى أنْكَرَه من عَرَفه، كلُّ ذلك لنُصْرة الحقَّ. والتَّعاطي: التَّناولُ والجَرَاءة على الشيَّ، مِن عَطَا الشيء يعطُوه إذا أخَذَه وتَناَوَله .'س' ومنه حديث أبي هريرة إن أرْبَى الرَّبا عَطْوُ الرجل عِرضَ أخيه بغَيرٍ حَقٍ أي تَناَوُلُه بالذّم ونحوه .'ه' ومنه حديث عائشة 'لا تَعْطُوه الأيْدِي' أي لا تَبْلُغُه فَتَتَناولَه.

    باب العين مع الظاء

    عظل 'ه' في حديث عمر 'قال لابن عباس: أنْشِدْنا لِشاعِر الشُّعراء، قال: ومَن هو قال الذي لا يُعاَظِل بين القَول، ولا يَتَتَّبعُ حُوشِيَّ الكلام. قال: ومَن هو قال: زُهَيْر' أي لا يُعَقِّده ولا يُوَالي بعضَه فوق بعض. وكلُّ شيء رَكِب شيئا فقد عاظَلَه .'ه' ومنه 'تَعاَظُلُ الجَرادِ والكِلاَب' وهو تَرَاكُبها .عظم في أسماء الله تعالى 'العظيمُ' هو الذي جاوَزَ قدْرُه وجلَّ عن حُدُود العُقُول ،حتى لا تُتَصَوّر الإحاطةُ يكُنْهه وحَقِيقته. والعِظَمُ في صِفاتِ الأجْسام: كِبَرُ الطُّول والعرضِ والعُمْق. والله تعالى جلَّ قَدْرُه عن ذلك .'س' وفيه أنه كان يُحَدِّث ليلةً عن بني إسرائيل لا يقُومُ فيها إلا ألى عظْم صلاة' عُظْم الشيء: أكْبَرُه، كأنه ارادَ لايقُوم إلا إلى الفريضة .'س' ومنه الحديث فأسْنَدُوا عُظْم ذلك إلى ابن الدُّخْشُمِ' أي مُعْظَمَه .ومنه حديث ابن سِيرين 'جَلسْتُ إلى مَجْلِس فيه عُظْم من الأنْصارِ' أي جَمَاعةُ كثيرةُ يقال: دخَل في عُظْم الناس: أي مُعْظَمهم .'س' وفي حديث رُفَيقَة 'انظْرُوا رجلاً طْوَالاً عُظَاماً' أي عَظِيما بالِغاً. والفُعَال من أبْنية المُبالغة. وأبلَغُ منه فُعَّال بالتشديد .'س' وفيه 'من تَعَظَّم في نَفْسِه لَقِي الله تبارَك وتعالى غَضْبانَ' التِّعظُّم في النَّفس: هو الكِبْر والنَّخْوة أو الزَّهْوُ .'س' وفيه 'قال الله تعالى: لا يتَعاظَمُني ذَنْبُ أن أغْفِرَه' أي لا يَعْظُم عليَّ وعندي .'س' وفيه 'بينا هو يَلْعب مع الصِّبيان وهو صغيرُ بعَظْمِ وضَّاحٍ مرَّ عليه يَهُوديُّ فقال له: لتقْتُلنّ صَنَادِيدَ هذه القَرْيةِ' هي لُعْبَة لهم كانوا يَطْرحُون عَظْماً بالليل يرْمُونه، فمن أصَابَه غلبَ أصحابه، وكانوا إذا غَلب واحدُ من الفَرِيقين ركِب أصحابُهُ الفَريقَ الآخر من الموْضع الذي يَجدُونه فيه إلى الموضع الذي رَمَوْا به منه .عظة فيه 'لجْعَلنَّك عِظَة' أي مَوْعِظَة وعبْرَة لغَيرِك، وبابُه الواوُ، من الوَعْظ، والهاء فيه عِوضُ من الواوِ المحذوفة .عظا في حديث عبد الرحمن بن عوف .

    كَفِعْل الهِرِّ يَفْتَرس العَظاَياَ

    هي جمعُ عظاية، وهي دُوَيْبَّة معْرُوفةُ. وقيل: أراد بها سامَّ أبْرَصَ. ويقال للواحِدَة أيضاً: عَظاءة، وجمعُها عَظاء.

    باب العين مع الفاء

    عفث 'ه' في حديث الزُّبير 'أنه كان أخضَع أشْعَر أعْفَث' الأعْفَثُ: الذي ينْكَشِف فَرْجُه كثيراً إذا جَلَس. وقيل: هو بالتَّاء بُنْقطَتَين، ورواه بعضهم في صفة عبد الله بن الزبير، فقال: كان بَخيلاً أعْفَث، وفيه يقول أبو وَجْزَةَ :

    دَعِ الأعْفَث المِهْذَارَ يَهْذِي بشَتْمِنا ........ فَنَحْنُ بأنْواع الشَّتيمَةِأعْلَمُ

    ورُوى عن ابن الزُّبير أنه كانَ كلَّما تحرّك بدَتْ عَوْرَتُه، فكان يَلْبَس تحت إزاره التُّبَّان .عفر 'ه' فيه 'إذا سجَد جاَفَي عضُدَيه حتى يَرَى مَن خَلْفَه عُفْرةَ أبْطيه' العُفْرة: بياضُ ليس بالنَّاصع، ولكْن كلَون عَفَر الأرض، وهو وجْهُها .'ه' ومنه الحديث كأني أنظُرُ إلى عُفْرَتَيْ إبْطَيْ رسول الله صلى الله عليه وسلم' .ومنه الحديث 'يُحْشَر الناسُ يوم القيامة على أرْضٍ بَيْضاء عَفْراء' .'ه' والحديث الآخر 'أن امرأةً شكت إليه قلَّة نسْل غَنَمِها، قال: ما ألوانها قالت: سودُ، فقال: عَفِّرى، أي اخْلطيها بغَنمٍ عُفْرٍ، واحدتُها: عفْراء .'ه' ومنه حديث الضحيّة 'لَدَمُ عَفْراء أحبُّ إلى الله من دَمِ سَوْداوَيْن' .'ه' ومنه الحديث 'ليس عُفْرُ الليالي كالدَّآدىْ أي اللَّيالي المُقْمِرة كالسُّود'. وقيل: هو مَثَل .'س' وفيه أنه مرَّ على أرْضٍ تُسَمَّى عَفِرَة فسمَّاها خَضِرَة' كذا رَواه الخطَّابي في شَرح السُّنن. وقال: هو من العُفْرة: لَوْنِ الأرض. ويُرْوَى بالقاف والثاء والذال .وفي قصيد كعب:

    يَغْدو فيَلْحَمُ ضِرْغامَيْن عيْشُهما ........ لَحْمُ من القَوْم مَعْفُورُ خَرَاديلُ

    المعْفُور: المُتَرَّب المُعَفَّرُ بالتُّراب .ومنه الحديث 'العافِر الوَجْهِ في الصلاة' أي المُتَرَّب .ومنه حديث أبي جهل 'هلْ يُعَفِّر مُحَمَّدُ وجْهَه بين أظْهُرِكم' يُريدُ به سُجوده على التَّراب، ولذلك قال في آخره: 'لأطَأنَّ على رَقَبَته أو لأعفَّرَنَّ وجْهَه في التراب' يُريدُ إذلالَه، لعنةَ الله عليه. 'ه' وفيه 'أوّلُ دينكم نُبُوّة ورَحمةُ، ثم مُلْكُ أعفرُ' أي ملك يُساس بالنُّكْر والدَّهاء، من قولهم للخبين المُنْكَر: عِفْرُ والعَفارةُ: الخُبْثُ والشَّيْطَنة .'ه' ومنه الحديث 'إن الله تعالى يُبْغِضُ العِقْرَيةَ النِّفْرَيَةَ' هو الداهي الخبيثُ الشِّرِّير .ومنه 'العِفْريتُ' وقيل هو الجَمُوع المَنُوع. وقيل: الظلُوم .وقال الجَوهرى في تفسير العِفْرِية 'المُصَحَّح، والنفْرية إتباع له' وكأنه أشْبَه لأنه قال في تَمامه الذي لا يُرْزَأ في أهل ولا مال .وقال الزمخشري 'العِفْر والعِفْرِيةُ، والعفْريت، والعُفارِيَةُ: القَوِي المُتَشَيْطِنُ الذي يَعْفِرُ قِرْنَه والياء في عِفْرية وعُفارِية للإلْحاق بِشرْذِمةٍ وعُذافِرةٍ، والهاء فيهما للمبالَغَة. والتاء في عِفْريت للإلْحاق بقِنْديل' .'س' وفي حديث عليّ 'غَشِيَهم يوم بَدْر لَيْثاً عَفَرْنَي' العَفْرْني: الأسَدُ الشديدُ، والألفُ والنونُ للإلحاق بسَفَرْجل .وفي كتاب أبي موسى 'غَشِيَهم يومَ بَدْرٍ لَيْثاً عِفْرِيِّا' أي قضوِيَّا داهِياً. يقال أسدُ عِفْرُ وعِفِرُّ بوزن طِمِرٍّ: أي قوىّ عظيم .'ه' وفيه 'أنه بعث مُعاذاً إلى اليَمن وأمره أن يأخُذَ من كل حالِمٍ دِياراً أو عِدْله من المَعافِرِىّ' هي بُرودُ باليمَن مَنْسوبة إلى مَعافِر، وهي قبيلة باليمن، والميم زائدة .'ه' ومنه حديث ابن عمر 'إنه دخل المسجد وعليه بُرْدان مَعافِرِيَّان' وقد تكرر ذِكره في الحديث .'ه' وفيه أنَّ رجلاً جاءه فقال: 'ما لِي عَهْدُ بأهْلي مُنْذ عَفاَرِ النَّخل' .'ه' وفي حديث هلال 'ما قَرَبْتُ أهْلي مُذْ عَفَّرنا النَّخل' ويُرْوى بالقاف وهو خطأ .التَّعْفيرُ: أنهم كانوا إذا أبَّروا النَّخلَ تَركوها أربعين يوما لا تُسْقَى لئلا يَنْتَفِضَ حَمْلُها ثم تُسْقَى، ثم تُتْرك إلى أن تعْطَش ثم تُسْقَى. وقد عفَّر القومُ: إذا فَعَلوا ذلك، وهو من تَعْفِير الوَحْشِيَّة ولدَها، وذلك أن تَفْطمه عند الرَّضاع أيَّاماً ثم تُرضعه، تَفْعل ذلك مراراً لِيَعْتادَه .'س' وفيه 'أن اسم حمار النبي صلى الله عليه وسلم عُفَير' هو تَصْغير تَرْخيم لأعْفَر، من العُفْرة: وهي الغُبْرة ولَونُ التراب، كما قالوا في تَصْغير أسْود: سُوَيْد، وتصغيره غير مُرَخَّم: أعَيْفِر، كأسَيْوِد .'س' وفي حديث سعد بن عُبادة 'أنه خَرَج على حماَره يَعْفُورٍ ليعودَه' قيل: سمِّي يْعفُوراً لِلَونِه، من العُفْرة، كما قيل في أخْضَر: يْخضُور. وقيل: سُمّي به تَشْبيهاً في عَدْوِه باليَعْفُورِ وهو الظَّبي. وقيل الخِشْف .عفس 'ه' في حديث حَنْظَلة الأسَدي 'فإذا رَجَعْنا عافَسْنا الأزواجَ والضَّيْعة' المُعاَفَسة: المُعاَلجةُ والمُماَرسةُ والمُلاَعَبة .ومنه حديث علي 'كنت أعاَفِس وأمارس' .'ه' وحديث الآخر 'يَمْنَع من العِفاَس خوفُ المَوتِ، وذكْرُ البَعْثِ والحساب' .عفص 'ه' في حديث اللُّقَطَة 'أحْفَظْ عِفاَصَها ووكاءها' العِفاَص: الوِعاء الذي تكونُ فيه النَّفقةُ من جِلْد أو خِرْقةٍ أو غير ذلك، من العَفْص: وهو الثَّنْيُ والعَطْف. وبه سُمِّي الجلد الذي يُجْعَل على رأس القاَرُورَة: عفاَصاً، وكذلك غِلافُها. وقد تكرر في الحديث .عفط في حديث علي 'ولكانت دُنْياكم هذه أهْوَنَ علىَّ من عَفْطَةِ عَنْز' أي ضَرْطة عنز .عفف فيه 'مَن يَسْتعْفِف يُعفّه الله' الاسْتِعْفافُ: طلبُ العَفاَف والتَعفَّف، وهو الكَفْ عن الحَرَام والسُّؤالِ من الناس: أي من طَلَب العِفَّة وتكلَّفها أعْطاه الله إيَّاها. وقيل الاسْتِعفْفافُ: الصَّبر والنَّزاهَةُ عن الشيء، يقال: عَفَّ يَعِفُّ عِفَّةً فهو عَفِيفُ .ومنه الحديث: 'اللهم أني أسألُكَ العِفَّة والغِنَى' .والحديث الآخر 'فإنَّهم - ماعلمت - أعفَّةُ صُبُر' جمع عفيفٍ. وقد تكرر في الحديث .'س' وفي حديث المُغيرة 'لا تُحَرِّم العُفَّةُ' هي بَقِيَّةُ اللَّبن في الضَرْع بعد أن يُحْلَب أكْثُرُ ما فيه، وكذلك العُفاَفَة، فاسَتعاَرَها للمَرْأة، وهُم يقولون: العَيْفَة .عفق 'ه' في حديث لُقمان 'خُذِي مِنِّي أخي دا العِفَاق' يقال: عَفَق يعْفِق عَفْقاً وعِفاقاً إذا ذَهَب ذَهَاباً سَرِيعاً. والعَفْقُ أيضاً: العَطْف، وكثرة الضَّراب .عفل في حديث ابن عباس 'أربعُ لا يَجُزْن في البَيع ولا النِّكاح: المجْنُونه، والمجذُومة، والبَرْصَاء، والعَفْلاء' العَفَل - بالتحريك -: هنَةُ تَخْرُجُ في فَرْج المرأة وحَيَاء النَّاقة شبيهةُ بالأدْرَة التي للرجال في الخُصيَة. والمرأة عفْلاء. والتَّعْفِيل: إصلاحُ ذلك .'س' ومنه حديث مَكحول في امْرأةٍ بها عَفَلُ .'س' وفي حديث عُمَير بن أفْصَى 'كَبْشُ حَواليُّ أعْفلُ' أي كثير شَحْم الخُصْية من السِّمَن، وهو العَفْل بإسكان الفاء .قال الجوهري: 'العَفْل: مَجَسُّ الشَّاةِ بين رجليْها إذا ارَدْت أن تَعْرِف سِمَنها من هُزَالها' .عفن في قصة أيوب عليه السلام 'عَفِنَ من القَيْح والدَّم جَوْفي' أي فَسَد من احْتِباَسِهما فيه .عفا في أسماء الله تعالى 'العَفُوُّ' هو فَعثول، من العَفْو وهو التَّجاوزُ عن الذَّنب وتركُ العِقاَب عليه، وأصلُه المْحُ والطَّمْسُ، وهو من أبْنيةِ المُباَلغة: يقال: عفا يَعْفُو عَفْواً فهو عافٍ وعَفُوُّ. وفي حديث الزكاة 'قد عَفْوتُ عن الخَيلِ والرَّقيق فأدُّوا زكاةَ أمْوالِكم' أي تركْتُ لكم أخْذَ زكاتِها وتجاوزْتُ عنه ومنه قولُهم: عفَتِ الريحُ الأتَر: إذا طَمَسَته وَمَحَتْه .'س' ومنه حديث أم سَلَمة 'قالت لعثمان: لا تُعَفِّ سَبيلاً كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لَحَبَها' أي لا تَطْمِسْها .'ه' ومنه حديث أبي بكر 'سَلُوا الله العَفْوَ والعاَفِيَة والمُعاَفاة' فالعَفْو: مَحْوُ الذُّنوب، والعافية: أن تَسْلَم من الأسْقاَم والبَلاَيا، وهي الصحةُ وضِدُّ المرَض، ونظيرُها الثَّاغِيةُ والرَّاغيةُ، بمعنى الثُّغاء والرُّغاء. والمُعافاة: هي أن يُعافِيَك

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1