Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

عاصفة فى القلب
عاصفة فى القلب
عاصفة فى القلب
Ebook211 pages1 hour

عاصفة فى القلب

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

رواية أدبية رومانسيّة ذات طابع اجتماعيّ، وهي من تأليف كايت والكر. تدور أحداث الرواية حول صراع قوي على تملك شركة تلفزيونية، فتتحدث عن مساعي رامون داريو في الحصول على شركة مدرانو، والتي بذل في سبيلها كل جهده وطاقته. استريلا، ابنة صاحب الشركة تعاني من الوحدة والعزلة، بسبب تهربها من أقاويل الناس: أنها الفتاة التى اختطفت كارلوس بيريا من زوجته فتركها مع ولدين صغيرين لتعيلهما وحدها, بينما هو فى سن تسمح بأن يكون والد هذه الفاجرة الصغيرة. فضغط عليها أبيها بعد سنوات من انقضاء التجربة المريرة كي تتزوج، إذ لم ترضِهِ حالها، وحينما جاء رامون لشراء الشركة ضغط عليه أبوها أيضًا ليخطبها، وقد ارتبط بذهنه أنها فتاة سيئة السمعة، لكنه كان مستعدًّا أن يفعل أي شيء كي يحصل عليها، حتى لو وافق على صفقة الزواج الغريبة هذه، لكنه ازداد حماسًا للعرض حينما رآها، فقد أسرته بجمالها، وما فارقت عيناه إطلالتها، لكن موقفها من هذه العلاقة كان مختلفًا تمامًا.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2017
ISBN9786441572054
عاصفة فى القلب

Read more from كيت والكر

Related to عاصفة فى القلب

Related ebooks

Reviews for عاصفة فى القلب

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    عاصفة فى القلب - كيت والكر

    1 - لا، أبدا!

    وقفت استريلا وأصبعها على مقبض الباب محاولة التمسك بالهدوء. كانت بحاجة إلى أن تعد نفسها لهذه المواجهة، لهذا الاجتماع بالرجل الذي ينتظرها في الغرفة.

    ظنت أن كل هذا أنتهى، وأن أباها تخلى عن فكرة تزويجها. لكنه دخل غرفتها لتوه وأخبرها أن الرجل الذي عقد اجتماع عمل هاما بعد ظهر هذا اليوم يريد أن يراها الآن. فأدركت وقد تملكها اليأس، أنها كانت مخطئة، وأن ذلك ابتدأ من جديد.

    لو كان بإمكانها الهرب لفعلت لم كان بإمكانها أن تختبئ في مكان ما حتى يفقد هذا الرجل صبره ويخرج غاضبا، لسلكت هذا السبيل.

    لكن التجربة علمتها أن المواجهة هي السبيل الوحيد.

    و هكذا، أخذت نفسا عميقا آخر ومررت يدا مرتجفة على شعرها الحريرى الأسود، ثم استقامت في وقفتها ودخلت الغرفة مكرهة.

    كان واقفا أمام النافذة الكبيرة ينظر إلى الحديقة

    هل أنت السنيور داريو؟

    السنيور رامون جوان فرانسيسكو داريو؟

    انعكس التوتر في صوتها فجعله باردا نافرا كليا، ما جعله يلتفت مجفلا: نعم، وأنت استريلا مدرانو؟

    كان صوته متصلبا نافرا كصوتها.

    قال أبى إنك تريد أن ترانى

    لم تزعج نفسها بإجابته عن سؤاله فقطب جبينه غاضبا من هذه المقابلة ومن برودة صوتها.

    و لكن ماذا كان يتوقع؟ أن تمضى الوقت بالترحيب المهذب به؟

    معرفتها بسبب قدومه يمنعها من التحدث معه بلباقة.

    نعم أريد أن أتحدث إليك

    لكننى فهمت أنك قدمت إلى هنا لرؤية أبى؟

    نعم، أريد أن أشترى منه شركة التليفزيون

    وهل نجحت؟

    ما زلنا. نتفاوض.

    فكرت ساخرة في أن هذا طبيعى. إنهما طبعا يفاوضان. البيع لن يتم، إلا إذا استجاب هذا الرجل لمطلب أبيها، وإذا بقى لديها أى شكوك فقد تبددت الآن. (ما زلنا نتفاوض) تعنى أنه واحد من صف طويل من العرسان الذين ظن أبوها أنه أشترهم لها.

    سألته وهي تمرر يدها المبللة بالعرق على تنورتها: هل هي أغلى مما تستطيع دفعه؟

    لا، أبدا، بإمكانى أن أدفع أى ثمن.

    و تقدم منها خطوة نشيطة قوية تنم عن طاقة كبيرة. طاقة يفترض أن تكبح وتلجم وتبقى تحت السيطرة. رؤيتها له وهو يتحرك جعلت بدنها يقشعر تجاوبا لكنها لم نعرف ما إذا كان ذلك بسبب الخوف أم العداء. جل ما أدركته هو أن غرفة الجلوس الفسيحة بدت لها فجأة أصغر وأضيق من أن تتسع لقوته البدائية

    أنت إذن متلهف لشراء الشركة؟

    نعم، نعم، هذا صحيح.

    لا بدّ أن هذا صحيح ما دام مستعدا للاتفاق مع أبيها. ما دام مستعدا لبيع نفسه. ولأن يشتريها لكى يحصل على ما يريد.لقد قرر أبوها أنه وجد هذه المرة الرجل المناسب.

    لو كان لديها عقل لأخبرته أنها تعلم ما يجرى بالضبط وأن لا فائدة من الاستمرار في هذا، وأنها لا تريد أن تصغى إلى عرضه للزواج. ومهما كان الأمر الذي أقنعه أبوها به فهى لن تقبل به مطلقا.

    لم يكن رامون داريو كما توقعته. فهو وسيم للغاية خصوصا في مظهره ولونه.

    إنه أطول بكثير ورغم أن شعره أسود إلا أن الومضات النحاسية التي تتخلله كانت تلمع في أشعة شمس العصر التي تتسرب من النافذة.

    أما عيناه فهادئتان صافيتان بلون سماء غسلتها عاصفة، كما بدت وسامته خشنة تفيض بالرجولة بينما لوحت الشمس بشرته التي لم تكن سمراء بطبيعتها كبشرة أبيه.

    لكنها كانت قد نسيت أن رامون داريو نصف أسبانى، فأمه التي ماتت منذ سنوات وهو طفل إنكليزية.

    إذا ما وقف بجانب أبيه أو أبيها لبدا نحيلا. إنما بدأ واضحا أن جسمه مشدود العضلات فقد كانت كتفاه عريضتين تحت سترته الأنيقة بينما بدت ساقاه ثابتتين على السجادة الحمراء

    سألته وكأنها لا تعلم الجواب: لماذا تريد أن ترانى؟

    أريد التحدث إليك

    وماذا تريد؟

    لم يعجبه موقفها وقد بدا هذا واضحا. لم يبارح العبوس وجهها الذي أزداد قسوة وخطورة. لكنها لم تهتم.

    أرادت أن تنتهى من هذا الموضوع لتعود إلى غرفتها مرة أخرى، أو بالأحرى إلى عزلتها التي اعتادتها. فتبتعد عن حملقة أبيها فيها وعن محاضراته واعتراضاته الغاضبة التي عاشت معها طويلا وكأنها لم تشاهد على وجهه تعبيرا آخر. أرادت أن تبتعد عن المجتمع ولومه الدائم لها والهمس عنه وعن الأحاديث التي تتوقف فجأة عندما تدخل غرفة ما، ليقول الجالسون: هذه هي. هذه ابنة مدرانو الفتاة التي اختطفت كارلوس بيريا من زوجته فتركها مع ولدين صغيرين لتعيلهما وحدها، بينما هو في سن تسمح بأن يكون والد هذه الفاجرة الصغيرة. .

    ألا تجلسين؟

    وهل أنا بحاجة إلى ذلك؟

    لم يكن سبب يجعل قلبها يخفق بهذا الشكل لمجرد التفكير في الاقتراب منه. لماذا تنبهت حواسها بهذا الشكل المؤلم لوجود هذا الرجل؟ حتى رائحة عطر بعد الحلاقة الخفيف التي حملها معه الهواء جعلت أعصابها تتوتر. وسرت الحرارة في عروقها فأخذت تتململ في وقفتها بضيق.

    لم تقترب بهذا الشكل من أى رجل بعد كارلوس.

    أفضل الوقوف.

    ظننتك تفضلين أن تكونى مرتاحة؟

    أتريد الحقيقة؟ أفضل أن أكون في أى مكان آخر غير هذا.

    أطمئنك إلى أننى لن أستبقيك طويلا.

    وأنا أطمئنك إلى أننى لا أهتم بما تريد أن تقوله.

    الفحيح الذي صدر بين أسنانه وحملقته الباردة فيها أنبآها بغضبه البالغ

    هل لي أن أقترح أن تنتظرى ريثما أقول شيئا؟

    كان يتأملها من رأسها حتى أخمص قدميها منذ دخلت إلى الغرفة وقد جعلتها نظراته الفولاذية الباردة تشعر وكأنها رأس من الماشية مرشح لنيل جائزة.

    لم يجعلها أى شخص من قبل تشعر بأنها سيئة إلى هذا الحد.و تملكتها رغبة في أن تمسح هذه النظرة من عينيه وفي أن تخبره رأيها فيه لكن السيطرة التي تعودت أن تمارسها على نفسها منعتها من ذلك. وأخيرا استطاعت أن تقول: تكلم إذن

    لا بأس سأفعل

    مرر يده القوية في شعره الأسود الكث اللامع يشعثه بعنف قبل أن يعيده إلى ترتيبه السابق. وفجأة وبالرغم منها وجدت نفسها تأسف لذلك. تلك اللحظات السريعة، رأت في رامون داريو رجلا آخر. رجلا يختلف جدا عن الشخص المتحفظ غير الودى الذي رأته حين دخلت الغرفة. ووجدت نفسها تفكر في أنه سيبدو بهذا الشكل في السرير: شعر مشعث وعينان ناعستان أوهنهما النوم، تبتسمان في وجه المرأة.

    و ذهلت وهي ترى هذه الصورة تسرع خفقات قلبها. لم يتملكها شعور كهذا قط من قبل، حتى مع كارلوس.

    كارلوس الذي كان بداية كل هذا، الرجل الذي ما زال تأثيره الضار يفسد حياتها حتى بعد كل هذا الوقت، حتى من القبر. لكن كارلوس لم يؤثر فيها بهذا الشكل قط.

    ما الذي تفكر فيه؟ شيء ما في هذا الرجل أثار كل ما فيها من مشاعر أنثوية.

    ثمة مشكلة. لدينا مشكلة.

    أعادها صوت رامون داريو إلى الواقع المر بعنف ماحيا تصوراتها مرة أخرى

    ماذا تعنى بقولك (لدينا)؟ لماذا تقرن بيننا، نحن الاثنين بهذا الشكل؟

    لأن أباك قرن بيننا.

    ها قد وصلا إلى الموضوع. وفيما اعتادت في المرات السابقة أن تنهى الموضوع في أسرع وقت ممكن، إذ بها تذهل وهي ترى نفسها لا ترغب في ذلك. تمنت لو تستطيع أن تضع يدها في فمه لتمنعه من النطق بعرض الزواج

    فإذا عرض عليها الزواج، عليها أن تعطيه جوابا

    و الجواب الرفض فهذا هو جوابها على زواج محترم يؤمنها ماديا فإذا ظن رامون أنه سوف يقتنيها كجزء من اتفاقية العمل، للحصول على شركة التليفزيون، فالجواب سيكون كجوابها للآخرين. أى الرفض!

    لكن شعورا بالآسف تملكها ولأول مرة منذ بدأت حملة أبيها عليها، أخذت تتساءل عما تفعله.

    و تابع: لقد اقترح أبوك سعرا يمكننى قبوله، وأنا أريد الشركة! ولكن هناك شروطا. وهذه الشروط تتعلق بك. أبوك يريدنى أن أتزوجك، وهو لن يبيعنى الشركة إلا بهذا الشرط

    كان هذا ما توقعته. ومع ذلك تملكها شعور هائل بالخسارة لإدراكها ألا رجوع في الأمر. لم يكن ثمة أمل في أنها وجدت هذه المرة رجلا لا يمكن شراؤه.

    ظهر هذا الأمل الضئيل الغبى في مكان ما. ف رامون داريو لم يعالج الأمور بالطريقة التي توقعتها. في الواقع لم يواجه الوضع كما واجهه الآخرون وبالتالى لم تعرف كيف تتصرف.

    لكنه يبدو كالآخرين. فهو مصمم على أن يحصل على ما يريد مهما كانت العقبات التي تقف في طريقه، ومن دون الاهتمام بمشاعرها.

    عندما منعها اليأس وخيبة الأمل من الكلام قال: استريلا؟ هل سمعت ما قلته؟ أبوك يريدنى أن أتزوجك

    فقالت برقة: أعرف هذا

    كان صوتها من الرقة والنعومة بحيث لم يسمعه في البداية، لكنه استوعب الكلمات في النهاية فقال غير مصدق: أنت تعرفين!

    كيف تتقبل الأمر بهذا الهدوء؟ غير مبالية بما يريده أبوها؟ وتملكه اشمئزاز بالغ. هل هي شريكة في هذا الأمر منذ البداية؟ وهو كان مقصودا منذ البداية. هل اختارته وأخبرت أباها بذلك؟ هذه الفكرة جعلته يشعر وكأنه قطعة لحم للبيع. وتملكه الغضب وهو يسألها مرة أخرى بصوت غليظ: هل صحيح ما أسمع؟ هل قلت إنك تعرفين هذا؟

    نعم

    كان صوتها أكثر انخفاضا من قبل، لكنه راقب هذه المرة حركات شفتيها فتأكد من قولها هذا.

    وكيف عرفت ذلك؟

    و عندما لن تجب عاد يكرر: كيف عرفت ذلك؟ أظن أن لي الحق في الاستفسار وأنا أركما تعبثان بحياتى؟

    عندما تحركت فرفعت رأسها متمردة وعيناها السوداوان ملتهبتان: لا بأس، يمكنك أن تحصل على توضيح، لكننى أحذرك من أنك لن تحب ذلك. أتظن نفسك الأول؟ أتظن انك الرجل الوحيد الذي أراد أبى أن يشتريه لي؟

    ألست كذلك؟

    هزت رأسها بعنف فتطاير شعرها الأسود حول وجهها الذي شحب فجأة: أنت لست حتى الثانى. أو الثالث

    أتراها تحاول أن تحطم كبرياءه كليا؟ فتضع أمامه قائمة باسم كل رجل اختير قبله؟ كل رجل يمكن أن تختاره؟

    دعينى من التفاصيل واعطينى العدد

    إنها استريلا مدرانو كما توقعها. لقد ذهل لمظهرها لأنها لم تكن كما توقع. أول نظرة إليها أثارت دهشته فأخذ يحملق إليها بحيرة.

    تصورها صغيرة

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1