Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة
الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة
الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة
Ebook629 pages5 hours

الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كتاب في أنساب القبائل العربية من تأليف محمد بن أبي بكر البري الذي عاش في القرن السابع الهجري بين عامي (605 هـ - 665 هـ)، والذي فرغ من تأليف الكتاب في عام 644 هـ، ويقع الكتاب في جزءئين ويقعان في أكثر من ألف صفحة.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2023
ISBN9786411116691
الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة

Related to الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة

Related ebooks

Reviews for الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة - البري

    الغلاف

    الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة

    الجزء 2

    البُرّي

    القرن 7

    كتاب في أنساب القبائل العربية من تأليف محمد بن أبي بكر البري الذي عاش في القرن السابع الهجري بين عامي (605 هـ - 665 هـ)، والذي فرغ من تأليف الكتاب في عام 644 هـ، ويقع الكتاب في جزءئين ويقعان في أكثر من ألف صفحة.

    ذكر بطون قضاعة

    ولد قضاعة الحاف بن قضاعة. وولد الحاف رجلين: عمران بن الحاف وعمرو بن الحاف، هذا ما لم يختلف فيه. ومنهما تشعبت بطون قضاعة كلها .فمن بطون عمران بن الحاف بن قضاعة كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة .فمن كلب دحية بن خليفة بن فروة الكلبيُّ: وكان حسن الوجه. وذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشبِّه دحية الكلبيَّ بجبريل عليه السلام، وهو من كبار الصحابة. ولم يشهد بدراً وشهد أحداً وما بعدها من المشاهد. وبقي إلى خلافة معاوية. وبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر في هُدنة الحديبية. فآمن به قيصر، وأبت بطارقتُهُ أن تؤمن. فأخبر بذلك دحية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: 'ثبَّت اللهُ مُلكَهُ' .ومن أشراف كلب امرؤ القيس بن الأصبغ بن ثعلبة بن ضَمْضم من بني عبد الله بن كلب بن وَبرة: بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عاملاً على كلب، في حين إرساله عمَّالهُ، فارتدَّ بعضهم، وثبت امرؤ القيس على دينيه. وامرؤ القيس هذا هو خال أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، لأنَّ أمه تُماضر بنت الأصبغ بن ثعلبة. وكان الأصبغ زعيم قومه ورئيسهم .ومن أشرافهم الفرافصةُ بن الأحوص بن عمرو بن ثعلبة. وهو الذي تزوَّج عثمان ابنته نائلة بنت الفرافصة .ومنهم زُهير بن جناب بن هُبل بن عبد بن كنانة .ومن كلب محمد بن السائب بن بشر الكلبيُّ: ويُكنى أبا النضر، وكان جدُّه بشر بن عمرو. وبنوه: السائب وعبيد الرحمن شهدوا الجمل وصفِّين مع علي بن أبي طالب. وقُتل السائب مع مصعب بن الزُّبير. وشهد محمد بن السائب الجماجم مع ابن الأشعث. وكان نسَّاباً عالماً بالتفسير، وتوفي بالكوفة سنة ستٍّ وأربعين ومئة .وابنه أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب: كان أعلم الناس بالأنساب .ومنهم ميسون بنت بَحدل أمُّ يزيد بن معاوية بن أبي سفيان. وهي القائلة :

    لَلبسُ عباءةٍ وتَقرَّ عيني ........ أحبُّ إلىَّ من لبسِ الشُّفوف

    قالت هذا البيت إلى أبيات أُخر في معاوية لمَّا أسنَّ، وحصرتها أيضاً المقاصير والتنعُّيم في المأكل والملبس. وكانت نشأت بالبادية في بيوت الشعر ولُبس العباء ومدِّ البصر في مسارح الإبل والبقر والغنم، فحنَّت إلى مسقط رأسها لكرم نفسها .ومن القين بن جسر بن شيع اللات بن أسد بن وبرة أخي كلب بن بروة عمرو بن الحكم القُضاعيُّ ثم القينيُّ: بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عاملاً على بني القين. فلما ارتدَّ من ارتدَّ من عُمَّال قضاعة كان عمرو بن الحكم وامرؤ القيس بن الصبغ الكلبيُّ المذكور قبل ممَّن ثبت على دينه .ومنهم مالك وعقيل ابنا فارج نديما جذيمة. وإياهما عني أبو خِراشٍ بقوله:

    ألم تعلمي أن قد تفرَّق بيننا ........ خليلا صفاء : مالك وعَقيلُ

    ومن أشراف القين دعج بن كُنيف: وهو الذي أسر سنان بن أبي حارثة المرِّيِّ والد هرمٍ الجواد .ومن خُشين بن النَّمرة بن وبرة أخي كلب بن وبرة وهو عمُّ تنوخ أبو ثعلبة الخُشني: وهو ممَّن غلبت عليه كنيته. واختلف في اسمه واسم أبيه اختلافاً كثيرا، ولم يختلفوا في صحبته ونسبته إلى خُشين، وكان ممَّن بايع تحت الشجرة. ومات في خلافة معاوية. وقيل: مات سنة خمس وسبعين في خلافة عبد الملك بن مروان. وقال ابن الكلبي: أبو ثعلبة بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرِّضوان، وضرب له بسهمٍ يوم خيبر. وأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه فأسلموا ومن حديثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموطأ. مالك عن ابن شهاب، عن أبي ثعلبة الخشني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: 'أكل كلِّ ذي نابٍ من السَّبع حرام' .ومن تنوخ بن قيم بن النَّمر بن وبرة أُذينةُ: وهو الذي يقول فيه الأعشى:

    أزال أذينةُ عن مُلكه ........ وأخرج عن حصنه ذايَزَنْ

    ومن بني التَّيم بن النمرة بن وبرة، ثم من بني مَشجعة بن الغوث معاوية بن حُجير: الذي يقال له ابن قارب وهو الذي قتل داود بن هبولة السَّليحيَّ، وكان مَلِكاً .ومن جرم بن ربَّان بن حُلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة سلمة بن قيس الجرْميُّ: له صحبة، وهو والد عمرو بن سلمة الذي كان يؤمُّ قومهن وهو بن سبع سنين أو ثمان، وعليه بردة. كان إذا سجد بدت منها عورته. فقالت امرأة من الحيِّ غطُّوا عنا اسْتَ قاريكم، ذكره البخاريُّ. ويكنى عمرو بن سلمة أبا يزيد. وكان يؤمُّ قومه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه كان أقرأهم للقرآن ؛أخذه عن قومه، وعمَّن كان يمرُّ به. وقيل إنه قدم مع أبيه على النبي عليه السلام، ولم يُختلف في قدوم أبيه. نزل عمرو البصرة، وروى عنه أبو قِلابة وعاصم الأحول وأبو الزُّبير المكي وأيوب السَّختيانيُّ .ومن جرم شهاب بن المجنون: جدُّ عاصم بن كُليب. ولشهاب وأبيه صحبة .ومنهم أسماء بن رياب الجرمي: وهو الذي خاصم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض بني عامر بن صعصعةَ. وهو القائل:

    وإني أخو جرم كما قد علمتمُ ........ إذا اجتمعت عند النبيِّ المجامعُ

    فإن انتمُ لم تَقْنعوا بقضائهِ ........ فإني بما قال النبيُّ لقانعُ

    ومن جرم عصام بن شُهير بن الحرث: وكان شاعراً شديداً. وله يقول النابغة:

    فإني لا ألومُكَ في دخولٍ ........ ولكنْ ما وراءك يا عصامُ

    وله قيل:

    نفسُ عصامٍ سوَّدت عِصاما ........ وعلَّمته الكرَّ والإقداما

    وجعلتْهُ مَلكاً هُماماً

    ومن بني قدامة بن جرم كنَّارُ بن صريم: الذي كان يهاجي عمرو بن معد يكرب. ووعلة بن عبد الله بن الحرث: الذي قتل الحرث بن عبد المدان .وفي التابعين من جرم أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرميُّ: روى عن أنس بن مالك. وكان ديوانه بالشام. ومات سنة أربع ومئة. وقال أيوب السجستانيُّ: كان أبو قِلابة يحثُّني على الاحتراف، ويقول: إن الغنى من العافية .ورَبَّان: بالراء والد جَرم هو عِلاف. وإلى عِلاف تُنسب الرجالُ العلافية قال الشاعر:

    وَكُورٌ عِلافيٌّ وقِطْعٌ ونُمْرقُ

    ومن بطون عمران بن الحاف مهرةُ. قال ابن الكلبي: هو مُهرةُ بن حيدان ابن عمران بن الحاف بن قُضاعة. وتزيد بن حيدان: أخو مَهرة. وإليه تُنسب الثياب التَّزيدية. وقال غيره: إنَّ مهرة في جُرهم. وروى قائل هذا أن عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه سأل رجلاً: ممَّن أنت ؟فقال: من مهرة. فقال رضي الله عنه: 'واذكر أخا عادٍ إذ أَنذرَ قومَه بالأحقاف'. ورَوَوا أن قبر هود في مهرة. وقيل: بل مَهرةُ هو حيدان بن معدِّ بن عدنان أخو إياد وقضاعة وقُنُص ونزار. هذا قول من زعم أنَّ لمعدٍّ بنين عدداً. وإلى مهرة تُنسب الإبل المهريَّة .ومن مهرة كُرز: الذي سار إلى معد يكرب بن جبلة الكنديِّ. وهو الذي يقول:

    تقولُ بُنيَّتي ، لمَّا رأتني ........ أكرُّ عليهمُ وأذُ بّث وَحدي

    لَعمرُك إنْ وَنَيتَ اليومَ عنهمْ ........ لتَنْقَلِبنَّ مصروعاً لخدِّ

    ومنهم مهرة زهير بن القرضم بن 'الجعيل' المهريَُ: وفد على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فأسلم فكان يُكرمُه لبُعد مسافته. وكتب له كتاباً، وردَّه إلى قومه. هكذا ذكره الطبريُّ: زهير بن قرضم. وقال محمد بن حبيب: هو دُهير بن الفرض بن الجُعيل، فالله أعلمُ .ومن بطون عمران بن الحاف سليح: وهو عمرو بن حلوان بن عمران، هكذا ذكر ابنُ عبد ربِّه في 'العقد'. وقال ابن الكلبي: سليخ بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. فمن بني سعد بن سليح الضَّماعجة الذين كانوا ملوك الشام قبل غسان .بطون عمرو بن الحاف بن قضاعة: بلي بن عمرو بن الحاف، وبهراء بن عمرو بن الحاف، وخولان بن عمرو بن الحاف، ونهد بن زيد بن سود بن أسلم عمرو بن الحاف، وجُهينة بن زيد بن سود بن أسلم، وعذرة بن سعد بن زيد بن سود بن أسلُم. وأسلُم هذا بضم اللام، وكذا رواه أهل النسب دون اختلاف. والذي في خزاعة أسلمُ بن أفضى بفتح اللام. وقيل إن عذرة هو عذرة بن سعد هُذيم بن ليث بن سود بن أسلم .فمن بلى كعب بن عجرة البلويُّ: حليف للأنصار. وفيه نزلت: (ففديةٌ من صيامٍ أو صدقةٍ أو نُسكٍ ). مالك عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرماً فأذاه القمل في رأسه، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحلق. وقال: صم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين، أو انسك بشاة .وابن ابنه سعد بن إسحاق بن كعب بن عُجرة: روى عنه مالك في الموطأ في آخر كتاب الطلاق عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة حديث الفُريعة بنت مالك بن سنان أخت أبي سعيد الخدريِّ، حين تُوفي زوجها. ووهم في اسمه يحيى بن يحيى الأندلسيُ. فقال مالك عن سعيد بن إسحاق، والصواب سعد، وكذلك رواه جميع رواة الموطأ عن مالك رحم الله جميعهم .ومنهم أبو بردة هانئ بن نيار بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم البلويُّ حليف بني حارثة بن الحرث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس: شهد العقبة وبدراً وسائر المشاهد. وهو خال البراء بن عازب، ولا عقب له، ومات في خلافة معاوية. روى عنه البراء بن عازب وجماعة من التابعين. وهو الذي ضحَّى قبل النبيِّ، فأمره أن يُعيد نُسُكاً. مسلم: حدثنا يحيى بن يحيى فال: أنا هُشيم عن داود، عن الشعبيِّ، عن البراء بن عازب أن خاله أبا بردة بن نيار ذبح قبل أن يذبح النبيُّ. فقال: يا رسول الله إنَّ هذا يوم اللحم فيه مفروم، وإني عجَّلتُ نَسيكتي لأطعم أهلي وجيراني. فقال رسول الله: 'أَعِدْ نسُكاً'. فقال: يا رسول الله إن عندي عناق لبن هي خير من شاتَيْ لحم. فقال: 'هيَ خيرُ نسيكَتيكَ، ولا تُجزئ جَذَعَةً عن أحدٍ بعدَك' .وحدثنا محمد بن مُثنى وابنُ بشار، واللفظ لابن مُثنى، قالا: نا محمد بن جعفر، قال: نا شُعبة عن زُبيد الياميِّ، عن الشعبيِّ، عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله: 'إنَّ أولَ ما نبدأ به في يومنا هذا نُصلِّي، ثم نرجع فننحر. فمن فعل ذلك فقد أصاب سُنَّتنا، ومن ذبح فإنما هو لحمٌ قدَّمه لأهله، ليس من النُّسُك في شيء' .وكان أبو بردة بن نيار قد ذَبح، فقال: عندي جذعةٌ خبرٌ من مُسنَّةٍ فقال: 'اذبحْها، ولن تُجزئ عن أحدٍ بعدك'. وأورد مسلم هذا الحديث عن الشعبيِّ، عن البراء من طرُقٍ. وعن أبي جُحيفة عن البراء عن طريق واحد. وروى مالك، رحمه الله، حديث أبي بردة هذا في الموطأن وحديثُ مسلم أَتمُّ. ومات في صدر خلافة معاوية .ومنهم المُجذَّر بن ذياد بن عمرو البلويُّ: حليفُ بني سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج. واسمُ المجذَّر عبد الله. وقيل له المجذر، لأنه كان مجذَّر الخلق. وهو الغليظ، شهد بدراً، وقتل أبا البختريِّ العاصي بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العُزَّى بن قصيٍّ يومئذ. وقال حين قاتله:

    بشِّرْ بِيُتْمٍ من أبيهِ البختري ........ أو بشِّرنْ بمثلها منِّي بني

    أنا الذي أزعمُ أَصلي من بَلى ........ أضرِبُ بالهنديِّ حتى يَنْثني

    واستشهد المجذَّر يوم أُحد .ومنه سواد بن غزيَّة بن أُهيب: حليف بني عديِّ بن النجَّار من الأنصار. شهد بدراً طعنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بمخصرة ثم أعطاه إياها، وقال: 'استفِدْ عَدْلاً منه' صلى الله عليه. وذكر ابن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدَّل صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قِدح يعدِّل به القوم. فمرَّ بسواد بن غَزيَّة حليف بني عديِّ بن النجار قال، وهو مُستنثل من الصف، قال ابن هشام: مُستنصل من الصف. فطعن في بطنه بالقدح وقال: 'استو يا سواد'. فقال: يا رسول الله أَوْجَعْتني وقد بعثك الله بالحق فأَقِدْني. قال: فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه وقال: 'استقِدْ'. قال: فاعتنقه فقبَّل بطنه. فقال: 'ما حَملكَ على هذا يا سَوادُ ؟'. فقال: يا رسول الله حضر ما ترى، فأَردتُ أن يمونَ آخر العهد بك أن يمسَّ جِلدي جلدك. فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيرٍ .وسواد بن غزية كان عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيبر، فأتاه بتمر جَنيب، وأخذ منه صاعاً بصاعين من الجمع. فنهاه عن ذلك وقال: 'بع الجمْع بالدراهم، ثم ابتع بالدراهم جَنيباً'. روى الحديث مالك ومسلم، ولم يسمِّيا سواداً وسماه غيرُهما .ومن بلي النُّعمان بن عصر بن الربيع بن الحارث بن أُديم البلويُّ: وقيل: هو النعمان بن عصر بن عبيد بن وائلة بن جارية، حليف للأنصار لبني معاوية بن مالك بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس. شهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلَّها، وقُتل يوم اليمامة شهيداً .ومنهم سهل بن رافع بن أبي عمرو بن عائذ بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن غنم بن سري بن سلمة بن أُنيف: حليف الأوس. وهو صاحب الصاع الذي لمزهُ المنافقون. والشهر أنه أبو عقيل البلوي. واسمه جَثجاث سماه قتادة. وقال ابن إسحاق: أبو عقيل صاحب الصاع أخو بني أُنيف حليف بني عمرو بن عوف، أتى بصاع أبي عقيل. ورُوي عن ابن عباس وغيره في قوله (الذين يلمزون المطَّوِّعين من المؤمنين في الصدقات، والذين لا يجدون إلا جُهدهم) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حضَّ على الصدقة يوماً، فأتى عبد الرحمن بن عوف بنصف ماله ؛أربعة آلاف درهم أو أربع مئة دينار. وأتى عاصم بن عدي بمئة وسق وتمر، فلمزهُما المنافقون، وقالوا: هذا رياء. فنزلت: (يلمزون المطَّوِّعين من المؤمنين في الصدقات، والذين لا يجدون إلا جُهدهم'. أبو عقيل جاء بصاع تمر فقال: مالي غيرُ صاعين، نقلتُ فيهما الماء على ظهري. حَبستُ أحدهما لعيلي، وجئتُ بالآخر. فقال المنافقون: إنَّ الله لغنيٌّ عن صاع هذا .ومن بَلي، ثم من العَجلان بن ضُبيعة ثابت بن أَقْرم بن ثعلبة بن عدي ابن العجلان بن ضُبيعة، وعبد الله بن سلمة بن مالك بن الحارث بن عدي بن العجلان، وزيد بن أسلم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان، وربعيُّ بن رافع بن زيد بن حارثة بن عدي بن العجلان، ومعن بن عديٍّ بن الجدِّ بن العجلان بن ضُبيعة. وهؤلاء كلُّهم شهدوا بدراً. وهم خلفاء بني عمرو بن عوف من الأوس .وعاصم بن عديٍّ: أخو معن بن عدي، ردَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى بدرٍ من الطريق قيل: من الرَّوحاء لشيء بلغه عن أهل مسجد الضِّرار. وضرب له بسهمه مع أصحاب بدرٍ، وشهد ما بعد بدرٍ من المشاهد. وقيل: بل كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قد استخلفه حين خرج إلى بدر على قباء وأهل العالية، وضرب له بسهمه، فكان كمن شهدها. وهو صاحب عُويمر العجلانيِّ .وهو عويمر بن أبيض الأنصاريُّ الذي قال له: سل لي يا عاصم عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث اللِّعان. وهو والدُ أبي البدّاح بن عاصم بن عدي. وتوفي عاصم سنة خمسٍ وأربعين، وهو ابن عشرين ومئة سنة .ومن بني العجلان من بلي شريك بن سحناء: وهي أمُّه. وهو شريك بن عبدة بن مغيب بن الجدِّ بن العجلان صاحب اللِّعان. وهو أخو البراء بن مالك لأمه. قيل: إنه شهد مع أبيه أُحداً. وهو الذي قذفه هلال بن أمية الواقفي بامراته. فقيل: إنه أولُ من لاعن في الإسلام، قاله هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن انس بن مالك. خرَّج الحديث مسلم .ومن بهراء بن عمرو بن الحاف المقداد بن عمرو البهرانيُّ: وإنما قيل له المقداد بن الأسود، لن السود بن عبد يغوث بن وهب الزهري كان تبناه، فنُسب إليه، وقد يُنسب أيضا إلى كندة. وذلك أن كندة سَبَتْه في الجاهلية، فأَقام فيهم وهو من نجباء الصحابة، قديم الإسلام. وهاجر وشهد بدراً وما بعدها من المشاهد. وهو حليف بني زُهرة. وكان فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر وقال فيه للنبيِّ عليه السلام المقالة التي سُرَّ بها، وشهدت بفضله، وطيبت نفوس المسلمين على لقاء عدوِّهم. وكانت تحته ضُباعة بنت الزبير بن عبد المطلب بنت عم النبي عليه السلام. فولدت له عبد الله وكريمة. وقُتل عبد الله يوم الجمل مع عائشة رضي الله عنها. ولضباعة عن النبي عليه السلام أحاديث روى عنها الأعرج وعروة بن الزبير .وروي من حديث ابن بُريدة عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: 'أمرني ربي بحبِّ أربعة، وأخبرني أنه يحبُّهم: عليٌّ وأبو ذرٍّ والمقدادُ وسلمان. ويكنى المقدادُ أبا سعيد، ومات بالجرف، فحُمل على رقاب الرجال حتى دُفن بالمدينة سنة ثلاث وثلاثين، وهو ابنُ سبعين سنة أو نحوها .ومن خولان بن عمرو أخى بهراء وبلي أبو مسلم الخَولانيُّ: العابد أدرك الجاهلية، وأسلم قبل وفاة النبيِّ عليه السلام ولم يره. وقدم المدينة حين قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستخلف أبو بكر، فهو معدود في كبار التابعين. وله كرامات وفضائل. روى عنه ابن إدريس الخَولانيُّ وجماعة من تابعي أهل الشام، وهو الذي قذفه الأسود بن قيس العَنَسيُّ الكذاب في النار، فخرج منها ولم تضرَّه. واسمُ أبي مُسلم عبدُ الله بن ثُوب .ومنهم أبو إدريسَ الخَولانيُّ: واسمهُ عائذُ الله بنُ عبد الله بن عمرو. وولد عام حنين. يُعدُّ في كبار التابعين، وكان قاضيا بدمشق بعد فضالة بن عُبيد لمعاوية وابنه إلى خلافة عبد الملك بن مروان سمع أبا الدَّرداء وعُبادة بن الصامت وعبد الله بن مسعود وحُذيفة بن اليمان. واختلف ي سماعه من معاذ بن جَبل. والصحيحُ أنه أدركه وسمع منه وروى عنه. ومن الرواة عن ابنُ شهاب وربيعةُ بن يزيد وبشرُ بن عبيد الله وغيرهم .ومن بني نهد بن زيد بن سُود بن أُسلمُ بن عمرو بن الحاف بن قُضاعة أبو عثمانَ النَّهديُّ: واسمه عبد الرحمن بن مُلِّ بن عمرو بن عديٍّز أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأدَّى إليه صدقات، ولم يره. وغزا في عهد عمر القادسية وجلولاء وتُستر. وهو معدود في كبار التابعين في البصرة. وروى عن عمر وابن مسعود وأبي موسى. وروى مُعتمر بن سُليمان قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا عثمان النَّهديَّ يقول: أدركت الجاهلية فما سمعت صوت صنج ولا برْبط ولا مزمار أحسن من صوت أبي موسى في القرآن. وإن كان ليُصلِّي بنا صلاة الصبح فنودُّ لو قرأ البقرة من حسن صوته .ومنهم أبو حُذيفةَ موسى بن مَسعودٍ النَّهديُّ: سمع الثوريُّ وعِكرمة بن عمار. وكان ربيبب الثَّوريِّ، ومات بالبصرة سنة عشرين ومئتين .ومن نهد الصَّقْعبُّ: وهو جُشَم بن عمرو بن سعد. وكان سيد نهد في زمانه، وكان قصيرا أسود دميما، وكان من حكماء العرب. وكان النعمان قد سمع شرفه فأتاه. فلما نظر إليه نبتْ عينُه عنه فقال: 'تسمعُ بالمُعيديِّ خيرٌ من أن تراه'. فقال: أبيتَ اللعنَ إن الرجال ليست بمسُوكٍ يستقي فيها الماءُ. وإنما المرءُ بأصغريه ؛قلبه ولسانه، إنْ نطقَ نطق ببيان، وإن صال بجنان. قال: صدقت. ثم قال له: كيف علمك بالأمور ؟قال: أنقُضُ منها المفتول وأُبرمُ منها المسحول، وأُجيلُها حتى تجول، وليس لها بصاحب من لم ينظر في العواقب. وقال له النعمانُ: ما الدَّاءُ العياء ؟قال: جارُ السوء الذي إذا ناولته بهتك، وإذا غبت عن سبعك .ومن جُهينة بن زيد أخى نهدٍ عُقبةُ بن عامر الجُهَنيُّ: من مشاهير الصحابة، وروى عنه، منهم: جابرٌ وابنُ عباس وأبو أُمامةَ. وسكن مصر، وكان والياً عليها، وابتنى بها دارا، ومات في آخر خلافة معاوية. ويُكني أبا حمّاد. وأما الرُواةُ عنه من التابعين فكثير. كان يُكثر الرَّمي لما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم فيه. ومات وترك خمسين قوسا بجعابها ونبالها. وشهد صِفِّين مع معاوية. وكان يخضبُ بالسواد .ومن جُهينة بشيرُ بن عَقربةَ الجُهنيُّ: ويُكنى أبا اليمان، ويُعرف بالفلسطيني. له صحبةٌ. استشهد أبوه مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومات هو بعد خمسٍ وثمانين من الهجرة.. عبد الملك قال لبشير بن عقربة يوم قُتل عمرُو بن سعيد بن العاصي: يا أبا اليمان قد احتجنا إلى كلامك، فقُم فتكلم. فقال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: 'مَن قامَ مقامَ رياء وسُمعة رأى اللهَ به وسمع' .ومن جُهينة عديُّ بن أبي الزغباء: واسمُ أبي الزغباء سنانُ بن سُبيع بن ثعلبة بن ربيعة الجهني حليف بني مالك بن النجار. شهد بدرا وأُحدا والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عينا مع بسبس بن عمرو يتجسَّسان له عير أبي سُفيان في قصة بدر .ومنهم عمرو بن مُرَّةَ بن عبس بن مالك: أحدُ بني غَطفانَ بن قيس جهينة يكنى أبا مريم. أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم وقال: آمنتُ بكل ما جئت به من حلال وحرام، وإن أرغم ذلك كثيرا من الأقوام، وفي حديث طويل. كان إسلامه قديما، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكثر المشاهد، ومات في خلافة معاوية. ومن حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: 'أيما والٍ أو قاضٍ أغلق بابه دون ذَوي الحاجة والخلَّة والمسكنة أغلق اللهُ أبواب السماء دون حاجته وخَلَّتهِ ومَسكنته' روى عنه جماعةٌ منهم: القاسمُ بن مُخَيمرةَ وعثمانُ بن طلحةَ .ومن بني غطفانَ بن قيس بن جُهينةَ سُويد بن عَمرو بن جَذيمةَ بن سَبرةَ بن خَديج بن مالك بن ثعلبة بن رِفاعةَ نصر بن مالك بن غطفان بن قيس بن جهينةَ، وكان شريفا .ومن جُهينة الحُرَقة: وهم بنو حُميس بن عامر بن مودعة بن جُهينَة. منهم الرجل الذي سأله عمر: ما اسمك ؟وحديثه مع عمر في الموطأ. ونص الحديث: مالك عن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب قال لرجل: ما اسمك ؟فقال: جَمرة. قال ابن مَن ؟فقال: ابن شهاب. قال: ممَّن ؟قال: من الحُرقة. قال: أيم مسكنك ؟قال: بحرَّة النار. قال: بأيُّها ؟قال: بذات لظى. قال عمر: أدرِك أهلك فقد احترقوا. قال: فكان كما قال عمر بن الخطاب .ومن موالي الحُرَقة العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب: وهو من شيوخ مالك. وكانت له سنٌّ. وبقي إلى أول خلافة أبي جعفر. وقال مالك: كانت عند العلاء صحيفة يحدِّث بما فيها، فربَّما أراد الرجل أن يكتب بعضها فيقول له: إما أن تأخذها جميعا، وأما أن تدعها جميعا. وصحيفته بالمدينة جميعا .ومن جُهينة عبد الله بن بدر الجُهينيُّ: كان اسمه عبد العُزَّى، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله. وهو أحد الذين حملوا ألوية جُهينة يوم الفتح. يكنى أبا بُعجَة بابنه بعجة. ولم يرو عنه غير ابنه بعجة. وروى بعجة أيضا عن أبي هريرة خرَّج عنه مسلم. وروى عن بعجة يحيى با أبي كثير أبو حازم سلمة بن دينار. ومات قبل القاسم بن محمد. وابنه معاوية بن بعجة روى عنه عبد العزيز بن محمد الدَّراورديُّ .ومن جُهينة أبو عبد الرحمن زيد بن خالد الجُّهنيُّ. وكان من خيار الصحابة. شهد الحديبية. وروى عنه عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وعبد الله بن قيس بن مَخرَمة وغيرهما. وله في الموطأ أحاديث منها في كتاب الصلاة في صلاة النبيِّ عليه السلام في الوتر عن عبد الله بن قيس بن مخرمة عنه حديث: لأرمَقَنَّ صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنها أيضا في كتاب الصلاة في الاستمطار بالنجوم حديث نصُّه: مالك عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله عن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن زيد بن خالد الجُهنيُّ أنه قال: صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل. فلما انصرف أقبل على الناس فقال: 'أتدرون ماذا قال ربُّكم ؟' قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: 'أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي. فأما من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمة فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب. وأما من قال: مُطِرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن الكوكب' .ومن جهينة عبد الله بن أنيس بن أسعد بن حرام الجُهنيُّ: حليف لبني نابي بن عمرو بن سواد من بني سلمة. شهد العقبة مع السَّبهين، وشهد بدرا وأحدا وما بعدهما من المشاهد. روى عنه من الصحابة أبو أمامة وجابر بن عبد الله. وروى عنه من التابعين بسر بن سعيد وبنوه: عطية وعمرو وضمرة وعبد الله. وهو الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر. وقال: يا رسول الله إني شاسع الدار، فمرني بليلة أنزل لها. فقال: 'انزل ليلة ثلاثٍ وعشرين'. وتُعرف تلك الليلة بليلة الجُهنيِّ وليلة الأعرابي. ويكنى أبا يحيى. وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عصاً وقال: هي آية بيني وبينك يوم القيامة 'إنَّ أقلَّ الناس المتخصِّرون يومئذ' فقرنها عبد الله بن أنيس مع سيفه. فلما حضرته الوفاة أمر أن تجعل معه في قبره. وكان منزله بأعراف على بريد من المدينة. وتوفي سنة أربع وخمسين. وقال ابن الكلبي: هو من ولد البَرْك بن وبرة أخي كلب بن وبرة. والبرك دخل في جُهينة. وقال مسلم في الكنى: أبو يحيى عبد الله بن أنيس الجهنيُّ له صحبة .ومنهم سنان بن وبرة الجهنيُّ حليف الأوس. غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة المُريسيع. وكان شعارهم يومئذ: يا منصور أمِت أمِتْ. وهو الذي تنازع مع جهجاه الغفاري يومئذ حين ازدحما على الماء حتى اقتتلا. فصرخ الجهنيُّ: يا معشر الأنصار. وصرخ جهجاه: يا معشر المهاجرين. فغضب عبد الله بن أُبي وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرِجنَّ الأعزُّ منها الأذلَّ. والخبر بذلك مشهور في السِّير وغيرها .ومنهم أبو معبد عبد الله بن عُكيم: اختلف في سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم. وهو القائل: جاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض جُهينة قبل وفاته بشهر ألا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب، يعدُّ في الكوفيين. روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى وهلال الوزان .ومنهم سبرة بن معبد الجُهنيُّ: وكان يُكنى ابا ثُرية 'بضم الثاء، وهو الصواب' سكن المدينة، وله بها دار. ثم انتقل في آخر أيامه إلى المروة، وهو والد الربيع بن سبرة. روى عن الربيع جماعة أجلُّهم ابن شهاب حديثه في نكاح المتعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرَّمها بعد أن أَذن فيها .ومن ولد الربيع بن سبرة حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة: أبوه قد روى عن أبيه. وروى عنه إبراهيم بن المنذر .وفي التابعين من جُهينة زيد بن وهب الجهني: أبو سليمان. سمع علياً وابن سعود وأبا ذرٍ. روى عنه العمش وحمّاد بن أبي سُليم .ومنهم الأُسيفع: الذي كان يسبق الحاجَّ. وهو الذي قال فيه عمر بن الخطاب. أما بعدُ أيها الناس، فإن الأُسيفع أسيفع جُهينة رضي من دينه وأمانته بأن يقال له: سبق الحاجَّ. ألا وإنَّ قد ادان مُعرضاً، فأصبح قد دين به، فمن كان له عليه دَين فليأتنا بالغداة نقسم ماله بينهم، وإياكم والدَّين فإنَّ أوله همٌ وآخره حرب .وفي المحدثين من جُهينة عبد الله بن صالح: كاتب الليث بن سعد. ومات بمصر سنة ثلاثٍ وعشرين ومئتين .ومن عذرة بن سعد أخي نهد وجُهينة بني زيد بن سُود أسلم خالد بن عُرفطة بن صُعير: ابن أخي ثعلبة بن صُعير، ذكره أبو عمر بن عبد البر في الصحابة، وولاه سعد بن أبي وقاص ميمنة الناس يوم القادسية. وسكن خالد ابن عُرفطة الكوفة، ومات بها سنة إحدى وستين، وهي السنة التي قُتل فيها الحسين رضي الله عنه وولده عمر بن عبد العزيز. وروى عنه أبو عثمان النَّهديُّ ومسلم مولاه وعبد الله بن يسارٍ .وعمُّه ثعلبة بن صُعير: من الصحابة. وكان حليفاً لبني زهرة. روى عنه عبد الرحمن بن كعب بن مالك وابنه عبد الله بن ثعلبة. ولابنه عبد الله أيضا صحبة. قال مسلم في 'الكنى': أبو محمد عبد الله بن ثعلبة بن صُعير العُذريُّ حليف بني زُهرة، له صحبة، ولد قبل الهجرة بأربع سنين، وتُوفي سنة تسع وثمانين، وهو ابن ثلاثٍ وثمانين. روى عنه ابن شهاب وعبد الحميد بن جعفر .ومنهم رزاح بن ربيعة: أخو قصيٍّ لأمِّه. وهو الذي أعان قُصياً حتى غلب على البيت .ومنهم عروة بن حزام: صاحب عفراء .ومنهم جميل بن عبد الله بن معمر بن نَهيك: صاحب بُثينة .ومن عُذارة خُرافة: وهو الذي يقال فيه: حديث خُرافة. قال ابن قتيبة في 'المعارف': حدَّثني ابو سفيان الغنويُّ قالك نا سعيد بن عبد الله السُّلمي قال: حدثني سعيد بن أبي سارة عن ثابت عن أنس بن مالك أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: 'إن أصدق الأحاديث حديث خرافة'. وكان رجلاً من بني عذرة سبته الجنُّ. فكان يكون معهم فإذا استرقوا السَّمع أخبروه فيُخبر به أهل الأرض، فيجدونه كما قال .ومن بني عذرة هُدبة بن خشرم بن كرز: العذريُّ الشاعر، وكان قتل زيادة بن زيد العذريَّ، وأقرَّ على نفسه بالقتل بين يدي معاوية. وكان لزيادة ولد صغير، فأمر معاوية بحبس هدبة حتى يكبر ولد زيادة، فإن شاء أن يأخذ بوتر أبيه أخذ، وإن شاء أن يقبل منه الدِّية قبل. فحُبس بالمدينة حتى أدرك ابن زيادة، فأبى أن يقبل الدية، وقتله بأبيه. ويقال: إنه عرض على ابن زيادة عشر ديات فأبى إلا القَوَدَ. وكان ممَّن عرض عليه الديات الحسين بن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن جعفر، وسعيد بن العاصي، ومروان بن الحكم، وسائر الأقوام من قريش والأنصار. وكان من المتجلِّدين عند القتل. ولمَّا قُدِّم للقتل نظر إلى امرأته فدخلته غيرة، وقد كان جُدع في حربٍ، فقال:

    فغن يكُ أَنفي بانَ منه جمالُهُ ........ فما حَسَبي في الصالحين بأَجدعا

    فلا تنكحي إن فرَّق الدهرُ بيننا ........ أَغمَّ القَفا والوجهِ ليس بأَنزعا

    فقالت: قفوا عنه ساعةً، ثم مضت واصطلمت أنفها وأتته وقالت: أهذا فعلُ من له إلى الرجال حاجةٌ ؟فقال: الآن طاب الموت. ثم أقبل على أبويه فقال:

    أَبْلياني اليومَ صبراً منكُما ........ إنَّ حزْناً مِنكُما اليومَ أشَرْ

    ما أظنُّ الموتَ إلا هيّناُ ........ إنَّ بعدَ الموتِ دارُ المستقرْ

    ومن قوله، وهو في السجن:

    طربتَ وكنتَ أحياناً طروبُ ........ وكيفَ وقد تَعلاَّكَ المشيبُ ؟

    يُجدُّ النأيُ ذِكرَكَ في فؤادي ........ إذا ذَهلتْ عن النأي القلوبُ

    يؤرِّقني اكتئابُ أبي نُميرٍ ........ وقلبي من كآبتهِ كئيبُ

    فقلتُ له : هداك اللهُ خيراً ........ وخيرُ القولِ ذو اللبِّ المصيبُ

    عسى الكربُ الذي أَمسيتُ فيه ........ يكون وراءهَ فرحٌ قريبُ

    ومن موالي قُضاعة عبد العزيز بن محمد الدَّراورديُّ: واصله من دراورد ؛قريةٍ بخراسان. وقال بعضهمك هو منسوب إلى 'درابجرد' من فارس على غير قياسٍ، والقياس داربي أو جردي. ولكن وُلد بالمدينة ونشأ بها وتُوفي فيها سنة سبعٍ وثمانين ومئة .وأما قنص بن معد بن معد بن عدنان فهلكت بقيَّتهم فيما تزعم نُساب معدٍّ. وكان منهم النعمان بن المنذر. وقال الزهريُّ ابن شهاب: إن النعمان بن المنذر كان من ولد قُنُص بن معدٍّن وكان منهم. ورُوي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين أُتي بسيف النعمان بن المنذر دعا جُبير بن مُطعم بن عديّ بن نوفل بن عبد مناف بن قُصيٍّ. وكان جُبير أنسب قريشٍ لقريشٍ وللعرب قاطبةً. وكان يقول: إنما أخذت النسب من أبي بكرٍ الصديق رضي الله عنه. ثم قال: ممَّن كان يا جُبير النعمان بن المنذر ؟قال: كان من أشلاء قُنُص ابن مَعدٍَ. وسائر العرب يزعمون أن النعمان كان رجلاً من لضخمٍ من ولد ربيعة بن نصر والله أعلمُ بالصحيح من ذلك .قال المؤلف، أعزَّه الله بطاعته، ولا حمَّله فوق استطاعته: قد وَفَيت بما اشترطْت من ذكر جدود رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبد المطلب إلى عدنان وإخوتهم ومن ولدوا، وما به من المآثر في الجاهلية والإسلام انْفَردوا، وبيَّنت ذلك كما يجب أحسن البيان بمنتقى المعارف المُسْتجادة. وسُقْتُه بليغاً موجزاً مُفيداً غاية الإفادة .وها أنا أذكرُ سير رسول الله صلى الله عليه وسلم المصطفى المختار من مولده إلى وفاته ذِكراً

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1