نيكيفوروس الأبرص مجاهدُ الصبرِ اللامعُ
By الراهب سيمون
1/5
()
About this ebook
لو كان باستطاعتي أنْ أجِدَ أَبرَصَ، فأُعطيَه جسدي وآخذَ جسدَه، لَكُنتُ شديدَ الامتنان، لأنَّ هذه هي المحبَّةُ القصوى.
عاشَ الأبُ نيكيفوروس تزاناكاكيس في أفقرِ قيَّالَّةٍ سنواتٍ وسنوات، مجهو من الناس، لكنَّه معروفٌ من الملائكةِ والقدِّيسين. واحدٌ من أفقرِ الرهبان، أبرصُ وأعمى وشبهُ مشلول. لكنَّ عينَيه المطفأتنيِ تُشعَّانِ برارةً. شفتاهُ المرتعشتانِ، لم تُطفِئا البسمةَ السماويَّةَ حتَّى آخرِ رَمَقٍ من حياتِه... الراهبُ نيكيفوروس، غرسةُ الشيخِ آنثيموس التقيِّ الذي من خِيُّوس، وُجِدَ صفحةً مُشرِقةً في كنيسةِ المسيحِ، على الرغمِ من تخفِّيهِ الذي لا يُصدَّق. ...نيكيفوروس الأبرص، وسَط عَتمَةِ تجربتِه الطويلةِ الأليمة، قد تقبَّلَ من الروحِ الكلِّيِّ قدسُه موهبةَ التبصُّر.
Related to نيكيفوروس الأبرص مجاهدُ الصبرِ اللامعُ
Related ebooks
قصة الحضارة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأقباط ومسلمون: منذ الفتح العربي إلى عام ١٩٢٢م Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsروبنسون كروزو Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحياة المسيح: في التاريخ وكشوف العصر الحديث Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإنجيل تولستوي وديانته Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاعتراف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsHere comes A Day of Darkness - ARABIC EDITION: School of the Holy Spirit Series 9 of 12, Stage 1 of 3 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحياة المسيح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالوراثة: مشاهدات علمية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحرية الفكر وأبطالها في التاريخ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأمين الريحاني: ناشر فلسفة الشرق في بلاد الغرب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاريخ الماسونية العام: منذ نشأتها إلى هذا اليوم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوسائل الوصول إلى شمائل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخطط الشام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتارتاريا - جمجمة وعظام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتأملات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتحنيط: صابر جبرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsMemoirs of a Libyan ambassador's wife مذكرات زوجة سفير ليبي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsThe Present Global Crises - ARABIC EDITION: School of the Holy Spirit Series 10 of 12, Stage 1 of 3 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالدعاة من المتألهين والمتنبئين والمتمهدين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحول سرير الإمبراطور: نِقولا فياض Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبروتوكولات حكماء صهيون: الخطر اليهودي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحمد بن طولون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمصر الإسرائيلية (الجزء الأول) ء Rating: 4 out of 5 stars4/5بدائع الخيال Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإنجيل تولستوي وديانته Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإيمان رواية تاريخية مصرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكشف المُخبَّا عن فنون أوربا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإعادة اكتشاف ابن النفيس Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for نيكيفوروس الأبرص مجاهدُ الصبرِ اللامعُ
1 rating0 reviews
Book preview
نيكيفوروس الأبرص مجاهدُ الصبرِ اللامعُ - الراهب سيمون
المقدِّمة
منذُ سنواتٍ كثيرة، شرعتُ في زيارةِ مستشفى البرصِ في أثينا، أقضي أكبرَ وقتٍ ممكنٍ قربَ المرضى المتألِّمين. هكذا تعرَّفتُ إليهم جيِّدًا وربطتْني بهم علاقةٌ متينة. كانوا أناسًا موسومينَ بالمرضِ الشديدِ والهجران، وكذلك بالتواضعِ المبارك. حصلوا على النقاءِ والفرحِ بإيمانِهم ورجائِهم بالله، وصبرِهم الكثير، فكثيرون منهم كانوا مبتوريِ الأعضاء. هناكَ تعرَّفتُ بالأبِ إِڤمانيوس الكلِّيِّ القداسة، الذي صارَ فيما بعدُ أبي الروحيَّ المحترمَ كثيرًا والمحبَّبَ جدًّا إلى قلبي، هذا الإنسانَ الممتلئَ بالنعمةِ والروحِ القدس، إضافةً إلى فضائلَ كبيرةٍ ومواهب.
كانَ مرشدُ أبينا الروحيِّ قدِّيسًا عظيمًا، غير أنَّه لم يكنْ ذائعَ الصيت، عنَيتُ به الأبَ نيكيفوروس. هذا أيضًا كانَ أبرصَ، إلاَّ أنَّه كانَ مملوءًا من الطيبِ الإلهيّ. كان أعمى، إلاَّ أنَّه كانَ معاينًا للنورِ العقليِّ والرؤى السماويَّة. كانَ مشلولاً إلاَّ أنَّه كانَ دائمَ الصلاةِ والهدوء. لذلك بقاياه المقدَّسةُ تُفيض طيبًا. تُجاه وعاءِ النعمةِ هذا، والنجمِ الوضَّاءِ للفضائلِ كلِّها، لا سيَّما الصبر، والملاكِ الأرضيِّ والإنسانِ السماويِّ، شعرتُ بواجبٍ مقدَّسٍ أنْ أُبرزَ حياتَه، ببركةٍ روحيَّة، معوِّلاً على صلواتِه المقدَّسة، ليصيرَ معروفًا في الكنيسةِ جمعاء.
العمليَّةُ كانتْ صعبةً بما فيه الكفاية. ولكنِّي لمستُ مساعدةَ الأبِ القدِّيسِ منذُ البداية.
وُلدَ الأبُ نيكيفوروس في أواخرِ القرنِ ما قبلِ الماضي، ورقدَ قبلَ حوالي أربعينَ عامًا. لمْ يوجدْ أحدٌ من أقربائِه غيرِ المباشرينَ أو إخوتِه أو أبناءِ عمِّه على قيدِ الحياة، ممَّنْ كانَ في استطاعتِهم أنْ يعطوا عنه معلوماتٍ غنيَّة. وكذلكَ غابَ أغلبيَّةُ الذين عرفوه في مستشفى البرصِ في جزيرةِ خِيُّوس وفي أثينا. كلُّ الذين ما زالوا على قيدِ الحياةِ كانوا موزَّعينَ في كلِّ أنحاءِ اليونان، والجبلِ المقدَّس والخارج.
وبعدَ البحث، وجدتُ البعضَ ممَّن كانوا قد عاشروه، فراحَ كلٌّ منهم يَصِلُني بالآخر، كحلقاتِ السلسلة، كما لو أنَّ يدَه المقدَّسةَ كانتْ تقودُني في هذا العملِ الذي يُمكنُ نعتُه بالصغير، رغمَ كونِه صعبًا بما فيه الكفاية؛ لأنَّ المسافةَ كانتْ كبيرةً والوقتَ والتعبَ أيضًا. ولكن، المجدُ لله، إذْ كلُّ شيءٍ تم بمساعدةِ سيِّدتِنا الفائقةِ القداسةِ وأبينا القدِّيس.
أنا مدينٌ بالفضلِ لأبي الروحيِّ الكلِّيِّ الورعِ الذي شجَّعَني وحفَّزَني لكتابةِ هذا العملِ وإكمالِه.
أشكرُ بحرارةٍ السيِّدَ ذيونيسيوس، متروبوليتَ خِيُّوس وبسارو وإينوسون الكلِّيَّ الإحترامِ، للإهتمامِ الروحيِّ الذي أظهرَه حيالَ سيرةِ البارِّ الواجبِ إظهارُها.
كذلكَ أشكرُ بحرارةٍ المطارنةَ الكلِّيِّيِ الإحترام: إفثيميوس متروبوليتَ أخيلاوس، نيكيفوروس ليفكاذا وإيثاكي، نيوفيتوس مورفو، والأرشمندريت نيقوذيموس يَنَّاكوبولُس الجزيلَ البرِّ، والراهبَ يوستوسَ الكلِّيَّ البرّ، ويوحنَّا سبيروبُّلس، الذين بكلِّ رغبة، أرسلوا شهاداتِهم مكتوبةً.
أُعبِّرُ عن شكريَ الجزيلِ أيضًا لكلِّ الآباءِ والإخوةِ المحبوبينَ جدًّا والمحترِمين، الذين تعبوا وعملوا جاهدينَ بطرقٍ كثيرةٍ، وساعدوا في جمعِ عناصرِ هذا العملِ وترتيبِه.
أُعبِّرُ أيضًا عن تشكُّراتٍ خاصَّةٍ للأُختِ المحبوبةِ والمحترمةِ السيِّدة ب. ف.، التي أتمَّت، باهتمامٍ عظيمٍ، العملَ المُتعِبَ في تجهيزِ الكتاب.
ليذكرِ الربُّ الإلهُ كلَّ الذين قدَّموا نصيحتَهم بمحبَّة ورغبة.
أخيرًا، اعترافًا بالجميلِ، أذكرُ الذين أتمُّوا هذا الإصدار: الدائمَ الذكرِ ثيوذوروس كاراتزاس، ومديرَ مصرفِ اليونانِ الوطنيّ، لإقرارِه غيرِ المباشرِ لِمَنْحِ المساعدة، والأختَ المحبوبةَ الموقَّرةَ السيِّدةَ ماريَّا أ. فالوجيورجي على تقدمتِها السخيَّة.
أُنهي بصلاةٍ قلبيَّةٍ متواضعة:
ليتشفَّعْ أبونا المتوشِّحُ بالله إلى السيِّدِ من أجلِ جميعِ الذين يقرأونَ بتقوى سيرتَه الشريفة.
كنتُ أكتبُ في إسقيطِ القدِّيسِ بندلايمون المقدَّس، في الجبلِ المقدَّس، تحتَ إشرافِ سيِّدتِنا الفائقةِ القداسةِ في شهرِ آبَ من العامِ الخلاصيِّ ٢٠٠٣.
الوضيع في الرهبان
سيمون