Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الفنون التشكيلية في مصر (اليونانية-الرومانية-القبطية-الإسلامية)
الفنون التشكيلية في مصر (اليونانية-الرومانية-القبطية-الإسلامية)
الفنون التشكيلية في مصر (اليونانية-الرومانية-القبطية-الإسلامية)
Ebook299 pages1 hour

الفنون التشكيلية في مصر (اليونانية-الرومانية-القبطية-الإسلامية)

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

موسوعة الفنون التشكيلية في مصر في هذه العصور (اليونانية-الرومانية-القبطية-الإسلامية)
نتعرف في هذه السلسلة طبيعة الفنون المصرية على مستوى كل العصور القديمة والفرعونية، المسيحية والإسلامية، والخصائص الفنية التي تميز كل عصر من العصور .
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2007
ISBN9781556860904
الفنون التشكيلية في مصر (اليونانية-الرومانية-القبطية-الإسلامية)

Related to الفنون التشكيلية في مصر (اليونانية-الرومانية-القبطية-الإسلامية)

Related ebooks

Reviews for الفنون التشكيلية في مصر (اليونانية-الرومانية-القبطية-الإسلامية)

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الفنون التشكيلية في مصر (اليونانية-الرومانية-القبطية-الإسلامية) - عز الدين نجيب

    العنوان: موسوعة الفنون التشكيلية فى مصر

    (2) العصوراليونانية - الرومانية والقبطية والإسلامية

    تأليف: عزالدين نجيب

    إشراف عام، داليا محمد إبراهيم

    مقدمة

    إن الحضارات المتعاقبة على أرض مصر تشبه الطبقات الجيولوجية المليئة بعروق الذهب، التى تمتد وتتواصل فيما بينها.

    هكذا رأينا فى الجزء الأول من الموسوعة الحضارة المصرية القديمة بحقبها الثلاث: الدولة القديمة والدولة الوسطى والدولة الحديثة، وكيف أدت عوامل الطبيعة والجغرافية، وعلى رأسها نهر النيل إلى نشأة العقيدة الدينية والإيمان المطلق بالخلود بعد البعث، وبفكرة الضمير ومبدأ الثواب والعقاب على أفعال الإنسان فى الدنيا، وكان الفن التشكيلى هو التعبير عن كل ذلك.

    وهكذا نجد الفنون فى الحضارات اللاحقة - التى سوف نتعرف عليها فى هذا الجزء - تعبيراً عن العقائد الدينية، وامتداداً للأنماط السابقة عليها، وتأثراً بالعوامل الجغرافية، وبالمؤثرات الثقافية الوافدة إلى مصر عن طريق الغزو، أو التفاعل الحضارى مع محيطها الخارجى، لكن هذه الفنون مجتمعة تمثل فى النهاية سبيكة واحدة تَنُمُّ عن الشخصية المصرية الممتدة.

    غير أن أكثر ما يعنينا فى هذه الموسوعة هو معرفة المذاهب والأساليب الفنية التى اتبعها الفنانون فى أعمال العمارة والنحت والتصوير والزخرفة والخزف والفنون الدقيقة، وكيف كانت تمثل لغة جمالية تتضمن أغلب القيم التى نعرفها فى أى فن وفى أى عصر من العصور، حتى وإن اختلفت الظروف التى أدت إليها، مثل العقائد والعادات والتقاليد وعوامل البيئة الخارجية وحرية الفنان فى التعبير عما يؤمن به، فإذا كان التعرف على البُعد الجمالى لحضارتنا يعد هدفًا مهمًّا لأجيالنا المتواصلة، إذ يعمِّق لدينا الشعور بالفخر والاعتزاز القومى بتراث أمتنا العريق، الذى يجعلها تزهو به بين الأمم، فإن هذا البعد الجمالى كذلك يعمِّق لدينا الإحساس بالجمال الخالص فى حد ذاته، ويكشف أمامنا أسرار لغته، كى نقرأ بها أى عمل فنى فى عصرنا الحاضر، ونقيس من خلالها قدر الجمال والذوق فى كل ما نتعامل معه فى حياتنا اليومية.

    فى هذا الجزء من الموسوعة نتجوَّل معًا بين فنون منفصلة/متصلة لثلاث مراحل حضارية فى الفن المصرى:

    الأولى هى حقبة الفن الإغريقى والبطلمى (332 - 31 ق.م) التى أعقبت انهيار الأسرة الثلاثين فى الدولة الحديثة على يد القائد العسكرى الإسكندر الأكبر، وهى الحقبة التى يطلق عليها «الحضارة الهللينية»، خلال اكتساح اليونان لعدل من الدول والقارات، وتكوين إمبراطورية مترامية الأطراف، كانت عاصمتها مدينة الإسكندرية التى بناها الإسكندر فى نفس موقعها الحالى، فكانت ملتقى للفن والفنانين اليونانيين والمصريين، كما كانت ملتقى للفكر والعلم والفلسفة، ممَّا جعلها منارة للعالم القديم، وتلتها حقبة الاحتلال الرومانى لمصر (30 ق.م - 648 م).

    والثانية هى الحضارة القبطية، وهى لا تبدأ بدخول الدين المسيحى إلى مصر - كما هو شائع - بل تسبقه بقرون عدة.. فالفن القبطى هو الفن الذى كان يمارسه الشعب المصرى تحت حكم الإغريق والرومان، امتداداً للفن المصرى القديم بأسلوب عفوى متحرر من القواعد الكلاسيكية والقيود العقائدية، التى كان الفنان لا يستطيع أن يحيد عنها قبل ذلك، فنجدها قد امتزجت بالحس الشعبى واتخذت تقاليد فنية أخرى، وكان ذلك قبل ميلاد السيد المسيح بحوالى ستة قرون، وعندما دخلت المسيحية إلى مصر واعتنقها الشعب سرًّا فى ظل اضطهاد الرومان له، كان يمارس فنونه بتلقائية، سواء فى العمارة التى يسكنها أو يتعبد فيها، أو فى التماثيل والصور التى تكمِّلها، أو فى لوحات الوجوه التى توضع مع جثمان الميت فى مقبرته أسوة بما كان يتبع فى مصر القديمة، هذا بجانب الفنون اليدوية الدقيقة المستخدمة فى تجميل أدوات الحياة اليومية مثل زخارف النسيج وتشكيل السلال والفخار وغير ذلك.

    والثالثة هى الحضارة الإسلامية فى مصر، التى بدأت مع الفتح الإسلامى عام 641م. والتى مرت بمراحل متعاقبة من الحكم، من عصر الأمويين إلى الفاطميين إلى الأيوبيين.. إلى المماليك.. ثم العثمانيين، وكيف تداخلت فى فنونها منذ البداية بعض سمات مختلفة من الفن القبطى مع سمات أخرى وافدة من الولايات الإسلامية كالشام والعراق، ثم امتزجت بسمات غيرها جاءت من إيران والدول الأسيوية كالصين والهند، خاصة فى زخارف النسيج والسجاد والخزف والزجاج والنجارة الدقيقة والتطعيم بالعاج والطرق والنقش على النحاس..

    وبالرغم من الموقف المتزمت من جانب بعض المتشددين الإسلاميين، الذى يرفض رسم المشخصات الحية أو تجسيدها، فقد شهدت كثير من أعمال الخزف والنسيج واللوحات الجدارية المرسومة بالطلاء أو المشكَّلة بالفسيفساء ورسوم المخطوطات تصويرًا متقنًا للمشخصات، وتشجيعًا من بعض الحكام على ممارسته.

    ولاشك أن الفن الإسلامى هو وليد العقيدة الإسلامية، وأن التجريد الزخرفى بالوحدات الهندسية والنباتية لم يكن - فقط - تعويضًا عن تصوير المشخصات التى لم تكن موضع ترحيب، بل كانت - كذلك – تعبيراً عن فلسفة العقيدة الإسلامية، المتمثلة فى وحدانية الله سبحانه وانتشار نوره ملء السماوات والأرض، وهو جل جلاله يسمو على أية مشخصات مادية؛ لأن المادة محدودة وزائلة بطبعها، أما وجود الله فدائم وليس له حدود، فكان التجريد الزخرفى هو الشكل الأمثل للتعبير عن هذا المعنى، وللتعبير كذلك عن معنى الجمال وهو أحد صفاته تعالى، إضافة إلى مناسبة هذا الشكل لتزيين الحياة فى كل جوانبها.

    وسوف نرى كيف تأثرت بعض الفنون الحديثة بمفاهيم وأساليب الفنون الإسلامية، تماماً كما رأينا – فى الجزء الأول– تأثُّر بعض اتجاهات الفن الأوربى بأساليب الفن المصرى القديم . . .

    «المؤلف»

    الفصل الأول

    الفن اليونانى الرومانى

    الحضارات - كالإنسان - لها دورة حياة: نمو، واكتمال وازدهار، ثم كهولة وشيخوخة واحتضار!

    فبعد حضارة امتدت ثلاثين قرنًا من الزمان، بلغت مصر خلالها قمة التقدم واتسعت حدودها حتى صارت إمبراطورية عظمى، انتهت إلى حالة من الضعف والانحسار مع نهاية الأسرة الثلاثين من الدولة الحديثة فى القرن السادس قبل الميلاد، وقد دبت الصراعات بين حكامها، وتمزقت أوصالها وطمع فيها الطامعون، من آشوريين وفرس ونوبيين، ومع تمزق أوصالها تمزق فنها أيضًا وذهبت عبقريته.

    حقًّا لقد أفاق المصريون قليلاً فى عصر الأسرة 26 وحاولوا إحياء فن الدولة القديمة – قبل الأسرة السادسة - باعتباره مجد حضارتهم، حتى سميت تلك المحاولة المتأخرة بـ «عصر النهضة» لكنهم لم يصلوا إلى أكثر من تقليد فن ذلك العهد القديم بغير إضافة أو ابتكار، ولم يكن ذلك كافيًا ليوقد الشعلة الخامدة، فعاد الفن - مثلما عادت الحياة كلها - إلى الذبول والخمود.

    نحت غائر للملكة كليوباترا السابعة بمعبد دندرة

    فى تلك الأثناء - حول منتصف الألف الأولى قبل الميلاد - كان الفرس يمدون سلطانهم على الدول المحيطة بهم ويستعمرونها بالقوة العسكرية وحدها، فلم يتركوا للفنون والعلوم والحكمة مجالاً للنمو والازدهار، لأن همهم انصبَّ على الحروب والاستعمار، حتى سيطروا على شتى دول الشرق - بما فيها مصر - وبنوا إمبراطورية عظمى بالدماء والجماجم!

    وفى تلك الأثناء أيضًا، كانت هناك حضارة أخرى تشرق من ناحية الشمال الغربى لحوض البحر المتوسط... هى الحضارة اليونانية، وقد استقت بعضًا من فنها وعلمها وحكمتها من حضارة مصر منذ القرن الثامن قبل الميلاد، وذلك عبر رحلات التجار الذين توافدوا عليها وسكنوا بعض مدائنها، ثم لحق بهم العلماء والفلاسفة، الذين راحوا ينهلون العلم والحكمة من «أون» وهى أشهر جامعة فى العالم القديم (فى موقع حى عين شمس بالقاهرة حاليًّا)، وينقلونه إلى بلدهم اليونان، الذى كان ينهض كقوة صاعدة تملك إرادة لا تقهر لاسترداد ممالكها التى استولت عليها الإمبراطورية الفارسية فى أسيا الصغرى.

    كان على رأس هذه القوة قائد شاب مُلئَ بالطموح والذكاء، هو الإسكندر المقدونى، الذى واصل الزحف بجيشه إلى فلسطين ثم مصر عام 332 ق. م، ففتحها دون مقاومة تذكر، ثم استولى على سوريا والعراق عام 331 ق. م . وكانت جميعًا تحت السيطرة الفارسية، وتوج انتصاراته على الفرس أنفسهم بهزيمة ملكهم «دارا الثالث» فى أربيل عاصمة ملكه عام 330 ق. م. ليكتب بذلك نهاية الإمبراطورية «البارثية» أو الفارسية، ويواصل بعدها فتوحاته شرقًا حتى بلاد الهند، واتخذ من بابل عاصمة لمملكته.

    الحضارة الهلينية

    هكذا سيطرت الحضارة الإغريقية على العالم القديم، وكانت ثمرة امتزاج وتفاعل تلك الحضارة الغربية بالحضارات الشرقية المعاصرة لها فى أسيا، هى ما سمى «بالحضارة الهلينية»، وبهذا المزيج الحضارى أسس الإسكندر مدينة الإسكندرية حتى نافست شهرتها مدينة أثينا عاصمة الإغريق، كما أسس غيرها من المدن فى شتى المستعمرات الجديدة.

    تمثال حجرى لشخص يدعى إسكندر وفيه مزج بين الأسلوب المصرى والأسلوب الهلينى.

    لم تكن عبقرية الإسكندر قاصرة على فكره العسكرى، بل إن عبقريته الأهم كانت فى قدرته على التقرب إلى الشعوب التى احتلها، باحترامه لدياناتها وعاداتها، حتى أصبح مقبولاً منها كمحرر من ظلم الفرس وليس غازيًا وطامعًا فى خيرها، فقد تزوج مثلاً من

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1