Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

يوم غرق الأسطول
يوم غرق الأسطول
يوم غرق الأسطول
Ebook144 pages54 minutes

يوم غرق الأسطول

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

اللعبة هى البساطة ذاتها .. على ( عبير ) أن تجد ( شريف ) .. لكنها لن تبحث عنه فى الشارع أو فى حجرات المنـزل .. سيكون عليها أن تخوض لحظات تاريخية دامية وسط قذائف تنهال من السماء ، وطائرات مقاتلة لا تتورع عن شىء ، وسفن تغرق بعد ما احترقت .. أساطيل تلتحـم وأطراف تطير ، وخليط عجيب من ( جيندا ) و( قسطنطين ) و( بونابرت ) و( أجريبا ) ... عليهـا وسط هذا كله أن تبقى حية وأن تجد ( شريف ) بشكل ما ..
Languageالعربية
Release dateOct 1, 2023
ISBN9789778793147

Read more from د. أحمد خالد توفيق

Related to يوم غرق الأسطول

Titles in the series (63)

View More

Related ebooks

Reviews for يوم غرق الأسطول

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    يوم غرق الأسطول - د. أحمد خالد توفيق

    يوم غرق الأسطول

    بقلم: د. أحمد خالد توفيق

    Chapter-01.xhtml

    مقـــدمــة

    (عبيـر عبـد الرحمن) شخصية عادية إلى حـد غير مسبوق.. إلى حد يخطف الأبصار.. إنها الشخص الذى نتمنى ألا نكونه حين نتحـدث عـن أنفســنا.. الشـخص الـذى لا يتفوق فى الجمال أو القوة أو البراعة أو الذكـاء.. لكن لا بـد مــن شىء ما يميزها وإلا لعاشت وماتت دون أن نسمع عنها.. ثمة أبطال قصص يمتازون بالقوة.. ثمة أبطال يمتازون بالذكاء الخارق.. ثمة أبطال يمتازون بالحظ العـاثر.. ثمة أبطال يمتازون بأنهم لا يمتازون بشىء.. ويبدو أن (عبير) من هذه الفئة الأخيرة..

    فى نقطة واحدة تفوقت (عبير) علينا.. إنها تملك ذلك الخيال الشاسع بحجم المحيط، وتملك فكرة عن أكثر العوالم الخيالية التى أبدعتها قريحة الأدباء والفنانين والسينمائيين ومصممى الألعاب، كما أنها امتلكت ذلك الجهاز الغريب الذى يولد الأحلام، والذى لا يصلح إلا لها فى الواقع، وبهذا غدت أول مخلوق بشرى يستطيع ارتياد تلك العوالم الساحرة، بل يشارك فيها كذلك.. ومن البديهى أن (عبير) صارت تنتمى لــ (فانتازيا) أكثر مما تنتمى لعالمنا.. وبالنسبة لهـا لم تعـد مشـاكل الواقع إلا منغصات تتخلل فترات الحلم الأكبر الدائم فى (فانتازيا)..

    إن (عبير) كريمة النفس، لهذا لن تتركنا هنا وحدنا مع واقع لا يتغيـر.. ســوف تصـحبنا معهـا.. سـوف نعبـر معها عالم المرآة الساحر مثلما فعلت (أليس) يومًا ما.. سوف تقابل ونحن معها العبقرى المخيف (دستويفسكى) وتجلس فى مجلس واحــد مـع (أرشـميدس) و(الخـوارزمى) و(أينشتاين).. سـوف يشرح لها (فرويد) نظرياته وهو يدخن غليونه الذى أصابه بالسرطان.. سوف تمشى مع (أفلاطون) فى بستان مدرسته.. ستحلق مع (طرزان) فوق قمم الأشجار السامقة، وتثب مع الرجل العنكبوت مـن فوق ناطحات السحاب.. ربما تخدعهــا الســاحـرة الشــريـرة كى تلتهـم التفـاحـة، أو تهدد المقصلة عنقها، ولربما تضع قدميهـا على تـربـة المريخ الحمراء، أو تغطس فى كرة أعماق الدكتور (بيب).. ربما تفتح قبر (توت عنخ آمون) أو تحارب جحافل المغول..

    إنها (فانتازيا) حيث القواعد الوحيدة للعبة هى: لا قواعد.. وحيث الحدود الوحيدة لرقعة الخيال هى: لا حدود..

    إن جرس المحطة يدق، والبخار يتصاعد من مدخنة القطار.. والمرشد الملول الذى يـرشدها فى أنحاء (فانتازيا) يقف نافد الصبر على باب القطار.. فلنتخذ مقاعدنا بسرعة..

    لقد حان موعد قصة أخرى..

    ١ ــ البحث عن شريف..

    كما هى العادة أحيانًا لم تستفق (عبير)، ولم تخرج من هذا الحلم لتمر بالمراحل التقليدية الاسكتشافية..

    لقد وجدت أنها تقف فى تلك المساحة الشاسعة العارية من أية معالم.. لا يمكن أن تقول إن هذه صحراء.. ليست صحراء جليدية.. ليست حتـى ذلك البياض المريـح الـذى رأينـاه فـى فيلم (ماتريكس).. إنه الخواء بالمعنى الحرفى للكلمة.. لا شىء.. معنى فيزيائى مطلق..

    تمشى مذعورة..

    لو لم تجد المرشد فكيف تخرج من هنا؟ كانت تقرأ فى الماضى عن عذاب (تانتالوس) البطل الإغريقى وكيف وجد نفسه فى عالم الفراغ عاجزًا عن عمل أى شىء.. فيما بعد وصف العالم السويدى العبقرى (أندرس أكبرج) عذابه مع مادة كيميائية غامضة بأنه عذاب (تانتالوس).. هكذا كان أول اسم أطلقه على المادة عندما عرف كنهها هو (تنتاليوم)..

    أصابها المزيد من الذعر.. الحقيقة أنها تتصرف بالضبط كالمجانين.. كل المجانين لهم عالم خصوصى متكامل المنطق والمقاييس.. هم وحدهم يزورونه ويعيشون أحداثه، فيضحكون على دعابة قالها هذا، ويغضبون لإهانة وجهها ذاك.. الناس ترى المشهد فتمصص الشفاه وتحمد اللَّه على نعمة صحة العقل والبدن.. بينما المجنون يرى أن كل شىء منطقى..

    هل هى مجنونة؟

    فانتازيا لا وجود لها إلا على جهاز الكمبيوتر، وجهاز الكمبيوتر قد تلف.. إذن لا وجود لفانتازيا إلا فى عقلها.. إذن هى مخبولة..

    ثم تذكرت كلام المرشد عن أن المريض العقلى والأديب كلاهما يزور نهر الجنون.. يشرب منه الأديب جرعة كبيرة ثم يعود، بينما المجنون يغرق فيه بلا رجعة..

    هى ما زالت قادرة على الرجوع..

    حتى هذه اللحظة على الأقل..

    لو لم يأتها المرشد فماذا يبقى منها؟ وعيها تائه فى الفراغ، بينما أمها وأخوها يرونها واقفة واللعاب يسيل من شدقيها.. عيناها فى أرض الأحلام.. تضحك.. تقطب.. تبكى.. تهرش رأسها.. ربما تضع كسرولة على رأسها وتخرج للحارة، أو تبتاع سمنًا لتسكبه على رأسها كما كانت تفعل (أم رزة)..

    (عبير) يا صغيرتى.. لا يفصلك عن عالم الجنون سوى خيط واه جدًّا..

    خيط لا يراه سواك و(شريف)..

    أنت بحاجة إلى (شريف)..

    هو وحده القادر على أن يخبرك بحقيقة وضعك العقلى..

    * * *

    ثم سمعت صوت خطوات فأجفلت..

    نظرت إلى الوراء فوجدت المرشد قادما وهو يعبث بالقلم الجاف الزنبركى كالعادة..

    ــ «لم تتصلى به بعد؟»

    ــ «لم أعد قط»..

    قال لها فى حيرة:

    ــ «وهل تعرفين أين هو؟ إن الأمر معقد.. أنت لا تعرفين عنوان بيته الجديد ولا رقم هاتفه»

    ــ «هذا ما تعتقده أنت.. سوف أجده.. فى المرة القادمة ستعرف أنه هو من أعاد لى فانتازيا»

    ــ «ومن أدراك أنه سيفعل؟»

    ــ «إنه ليس طفلاً.. لا أعتقد أنه راغب فى المشاكسة.. مجرد خدمة يؤديها لى وينتهى الأمر»..

    فكر قليلاً.. ثم بحذر سألها:

    ــ «هل ما زلت تحبينه؟»

    قالت شاردة الذهن:

    ــ «لا أدرى.. الحقيقة أننـى لا أحمـل نحوه عاطفة مـا..

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1