Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

فناجين مضادة للاكتئاب
فناجين مضادة للاكتئاب
فناجين مضادة للاكتئاب
Ebook346 pages1 hour

فناجين مضادة للاكتئاب

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

بابُ خروجٍ من دائرة الروح المغلقة إلى الكون الأكثر اتساعًا، يأخذ بيدك إلى طريقٍ جديد تمامًا حيث تتعلم الفرق بين التسليم للقدر والاستسلام له، حيث تدرك أن لبدنك وعقلك وروحك عليك حق.. ولا مفر من الحفاظ عليهم لتعيش الحياة التي تستحقها، وتعرف المعنى الحقيقي وراء وجودك في تلك الدنيا رغم امتلائها بالخوف والكسرة!
بأسلوب عذب وبمناشدة روحانية للخالق يسير بنا الكاتب في طريقه نحو فهم صغائر الأمور وإدراك مساعينا الحقيقية في عالم لا يتوقف عن السير
Languageالعربية
Release dateMar 31, 2024
ISBN9789778062878
فناجين مضادة للاكتئاب

Related to فناجين مضادة للاكتئاب

Related ebooks

Reviews for فناجين مضادة للاكتئاب

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    فناجين مضادة للاكتئاب - أحمد الديب

    فناجين مضادة للاكتئاب

    د. أحمد الديب: فناجين مضادة للاكتئاب، كتاب

    الطبعة العربية الأولى يناير ٢٠٢٢

    رقم الإيداع: ٢٩٨٧٤/٢٠٢١ - الترقيم الدولي: 8 - 287 - 806 - 977 - 978

    جَميــعُ حُـقـــوقِ الطَبْــعِ والنَّشرِ محـْــــفُوظةٌ للناشِرْ

    لا يجوز استخدام أو إعادة طباعة أي جزء من هذا الكتاب بأي طريقة

    بدون الحصول على الموافقة الخطية من الناشر.

    © دار دَوِّنْ

    عضو اتحاد الناشرين المصريين.

    القاهرة - مصر

    Mob +2 - 01020220053

    info@dardawen.com

    www.Dardawen.com

    د. أحمد الديب

    فناجين مضادة للاكتئاب

    فرصتك للتخلص من القلق والأرق

    وفقدان الشغف

    لَم أكن قد تجاوزت السادسةَ من عُمري حين لاحَظَتْ أني أسيرُ ناظرًا إلى الأرضِ..

    فقالت لي: يا وَلدي ارفَع رأسَك.

    سألتُ: لِمَ؟!

    قَالت: حتى تَنظرَ إلى السماءِ.

    سألتُ: لِمَ؟!

    قالت: لأنَّ اللهَ في السماءِ.

    إلى العظيمة:

    أمي

    يا صَاحِبي..

    وأنتَ في حالةِ انتظارِ الأنوارِ الساطعةِ لتملأَ قَلبَكَ؛ لا تُهمِل الضَوءَ الخَافِتَ في طريقِكْ..

    الشعاعُ الخَافِتُ الحَليمُ سيكشفُ لكَ ولَو جانبًا من الطَّريقِ..

    الشعاعُ الخافتُ يَهديكَ..

    ولا يُؤذِي عَينَيكَ!

    تبدو السعادةُ يا صاحبي كإنسانٍ رائـعٍ علي سفرٍ دائمٍ، تقابله علي محطةِ قطارٍ يحمل حقيبة، تتشاركا سوياً فنجاناً لا مثيل له من القهوةِ قبل أن تفترقا!

    كلما زارنا الحزن وغمرتنا الكآبة واستبد بنا القلق وفقدنا شغفنا بكل شيء.....

    قال الحبُّ: لا تَبتئسوا؛ فأنا كائنٌ حيٌّ، لي عيونٌ أُبصرُ بها دموعَكم، وآذانٌ أستمعُ بها إلى أنَّاتِكم، وقلبٌ أستشعرُ به آلامَكم، وأيادٍ أمُدُّها إليكم لأُسعِفَ ضعفَكم، وأقدامٌ أسعى بها إليكم حيثُ تفقدُونَ الرفيقَ!

    كُلَّما انسحبت الإنسانيةُ بعدَ كلِّ هزيمةٍ، قال الحبُّ: الماءُ والهواءُ لوازمُ تُبقِيكُم على قَيدِ الحياةِ، ولكني أنا وَحدي ما يُبقيكُم على قيدِ الإنسانيةِ!

    الأجدرُ بِك ألًّا تكتئبَ يا صَاحبي، في هذه الأَزمةِ وفي أيِّ أَزمةٍ..

    إنَّ مع العُسرٍ يُسرًا يا صَاحبي..

    إنَّ مع العُسرٍ يسرًا..

    والدليلُ..

    ما كانَ بشأنِك قبلَ ذلك في الأَزماتِ

    ألم يشَرَح لكَ صَدرِكَ؟!

    ووضَع عنكَ وزرَكَ؟!

    ورفعَ لكَ ذِكرَكَ؟!

    أليسَ كذلك؟!

    واليُسرُ يا صاحبي يأتي متزامنًا مع العُسرِ لا بعدَه!

    لَن يُعجِزَهُ أن يُفرِّجَ عَنك في هذه المرةِ أَيضًا..

    إنَّهُ في كلِّ مرةٍ، يَخلُقُ من أجلِكَ لكلِ عُسرٍ يُسرَيْن!

    ثِقْ بهِ وحَسْبْ..

    كلُّ ما تَمُرُّ به الآنَ يا صاحبي ليسَ أَكثرَ مِن زَوبَعَة في فِنْجَان..

    كلُّ ما تُعانيه أيامُكَ من آلامٍ..

    وساعاتُكَ من معاناةٍ..

    وما تَضيقُ به نفسُكَ من كآبةٍ..

    وما تَحتَمِلُه روحُكَ من أَحزان..

    زَوبَعَةٌ في فِنْجَان

    زوبعةٌ محدودةُ الزمانِ والمكان..

    محدودةُ الأَثَرِ..

    الدنيا بأَسرِها يا صَاحبي..

    ليست أكثرَ من زَوبَعَة في فِنْجَان

    هذا الإعصارُ الصغيرُ المحدودُ الهائجُ في أعماقِ فِنجانِكَ لا يَبقَى إلى الأَبَد..

    لا بديلَ عنه حتى يذوبَ السكَّرُ في قلبِ القهوةِ!

    ما هي إلا لحظاتٌ؛ ليسَت معدودةً بمقياسِ الزمنِ، حتى تهدأَ عاصفتُكَ، ويَصفو فنجانَكَ، ويروقَ لِحِسِّكَ مِذاقُ قهوتِك..

    كلما دعوتُ صديقي على فنجان قهوة أو دعاني، نبَّهني أن القهوة لكي تكتمل متعتها، لا بُدَّ لها من شرطين؛ أن تَحتسيَها على مَهَلٍ بصحبة من تُحب، وأن تكون قهوة ذات وجه!

    يعشقُ صديقي الصحبة الطيبة، وأعشقها أيضًا، وتعشقها أنتَ، وتعشقها كلُّ نفسٍ سويةٍ لا محالة..

    لكن الخلاف الدائم بيني وبين صديقي حولَ طقوس القهوة؛ أنني لا أرى في وجه القهوة إلا رغوة ظاهرة تطفو على السطح، لا تلبث أن تختفي نهائيًّا مع الرشفة الأولى أو الثانية على الأكثر.. !

    أما القيمة الحقيقة للقهوة فموضوع آخر؛ قيمة القهوة تكمن فيما خَفِيَ منها تحت وجهها السطحي!

    لعلَّك لاحظتَ يا صاحبي أن قارئة فنجانك تنتظرُ حتى تفرُغَ منه، لتقرأ لك آخرَ القطرات..

    لقد صدَقَتكَ عرَّافتُك هذه المرة وهي كذوبة!

    كثيرًا ما تُعجبنا الظواهر يا صاحبي، وهي بدورها، تستغل إعجابنا بها لتخدعنا؛ حين نعتقد أنها المعوِّل الأساسي في حياتنا، وأنها هي قوام سعادتنا وابتهاجنا واحتفائنا بهذه الحياة!

    الأشياء السطحية وإن بدت لنا جليةً واضحةً تراها العيون وتلمسها الأصابع وتشمها الأنوف، لكنها زائفة مؤقتة خادعة ماكرة!

    الزَّبَدُ يا صاحبي يذهب جُفاءً وإن كان له بريقٌ ساطعٌ في عينيك..

    أما ما ينفعُكَ وينفع الناس، وإن كان بعيدًا في الأعماق، وإن لم يكن له من البريق ما يُبهر عينيك، لكنه في الحقيقة هو الذي يمكث في الأرض ويحيا في روحك إلى الخلود!

    أتمنى ألَّا أصدمك يا صاحبي إذا قلت لك إن عدم استمتاعنا بقهوتنا الصباحية، يرجع إلى أننا نُعوِّل كثيرًا على وجه القهوة الذي يفنى بينما نُهمل قلبَها النابض بالحياة الأبدية!

    وهكذا الحياة يا صاحبي، ولا يُخفَى عليك حالها، وهي تُعاقبنا بكل صنوف الاكتئاب والقلق والحيرة والمخاوف والشكوك والأرق والملل والحسرة والحزن.. وكل ما فيها من مشاعر سلبية.. تعاقبنا لأننا أهملنا جوهرها وانتظرنا الفردوس على مشارف وجهها..!

    في هذا الكتاب.. أنت يا صاحبي مَدعُوٌ على فناجين قهوة خاصة؛ قهوة ضد الاكتئاب والقلق والحيرة والمخاوف والأحزان والقلق.. صنعتُها لكَ بعنايةٍ، على قَدرِ وُسعي، أو كذلك أعتقد!

    هذه أول فناجين قهوة سأحتسيها بصحبتك.. وهذا هو السبب الجوهري لما أستشعرُ به الآن من تفاؤل!

    فناجينُ صغيرة؛ سنحتسيها أنا وأنت على مَهَلٍ، نتذوق قلبها الممزوج بعناية، ومذاقها الفريد الناضح من مشكاة الروح، وعطرها الفريد الذي أنضجَهُ النسيم بصحبة شمس الصباح!

    فناجين صغيرة، لعلها تَجبُر كسرك وكسري، وترحم ضعفك وضعفي، وتبرِّد نار قلبك وقلبي، وتربت على كتفك وكتفي..

    ثم تأخذُكَ في عناقٍ عميقٍ طويلٍ.. يعتصر أحزانَكَ ويُنبت تحت قدميك أزهارًا أوراقها ملونة ذات جمال، تمسح عنك دموعك وتزيل آثار اليأس من وجدانك.

    أعدك أن قلب قهوتي سيتهويك، وأن روحها ستستميلك لتعود إليها من جديد كلما ضاقت عليك دروب الحياة..

    لكن سامحني هذه المرة يا صاحبي.. فقهوتك وقهوتي بلا وجه!

    إِلهِي، أَنا الفقير فِي غناي، فَكَيْفَ لا أَكُونُ فقيرًا فِي فَقْرِي!

    إِلهِي، إِنَّ اخْتِلافَ تَدْبِيرِكَ وَسُرْعَةَ حُلولِ مَقادِيرِكَ مَنَعا عِبادَكَ العارِفِينَ بِكَ عَنِ السُّكُونِ إلى عَطاءٍ وَاليَّأْسِ مِنْكَ فِي بَلاءٍ.

    إِلهِي، مِنِّي ما يَلِيقُ بِلُؤْمِي، وَمِنْكَ ما يَلِيقُ بِكَرَمِكَ.

    فَاهْدِنِي بِنُورِكَ إِلَيْكَ. وَأَقِمْنِي بِصِدْقِ العُبُودِيَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ.

    إِلهِي، عَلِّمْنِي مِنْ عِلْمِكَ المَخْزُونِ، وَصُنِّي بِسِرِّ اسْمِكَ المَصُونِ.

    إِلهِي، حَقِّقْنِي بِحَقائِقِ أَهْلِ القُرْبِ، وَاسْلُكَ بِي مَسَالِكَ أَهْلِ الحُب.

    إِلهِي، أَغْنِنِي بِتَدْبِيرِكَ لِي عَنْ تَدْبِيرِي..

    وَبِاخْتِيارِكَ عَنْ اخْتِيارِي..

    وَأوْقِفْنِي عَلى مَراكِزِ اضْطِرارِي.

    فَقَدْ دَفَعَتْنِي العَوالِمُ إِلَيْكَ. وَقَدْ أَوْقَفَنِي عِلْمِي بِكَرَمِكَ عَلَيْكَ.

    إِلهِي، كَيْفَ أَخِيبُ وَأَنْتَ أَمَلِي، أَمْ كَيْفَ أٌهانُ وَعَلَيْكَ مُتَّكَلِي!

    من مناجاة أحمد بن عطاء الله السكندري

    لستَ على ما يُرام يا صاحبي، هذه هي الحقيقة..

    لستَ بحاجة إلى أن تعلن عن نفسك؛ فأنا أعرفك منذ زمنٍ بعيدٍ، لا لشيء إلا لأني أعرف نفسي..

    ثَمَّة شيء يصرخ في باطنك، يمنع النوم من أن يتسلل إلى جفونك، ويُفقِدُكَ شغفك بأي شيء وكل شيء!

    شيء ما يَعلَقُ بحواسك فلا ترى من الألوان إلا الأبيض والأسود، ولا تستنشق إلا رائحة الإحباط الآسنة، ولا تسمع إلا ضجيجَ أسفِ نفسِك على نفسك تقرع في كيانك كالطبول..

    ما عدتَ تدري إن كانت الخشونة هي ملمس كل ما هو حولك أم هي بطانة روحك المنهكة!

    ألمٌ من ورائه ألمٌ ومن تحته ألمٌ ومن فوقه ألمٌ..

    عميقٌ كأنه لا بداية له، ومستمرٌ كأنه لا نهاية له، ومنتشرٌ كأنه لا حدود له!

    لا تصفه كلمات ولا أنين، ولا يعبر عنه إلا الصمت!

    في نوبات الصمت تلك، ظنَّ الأصدقاء أنه ليس أكثر من زهد في الحديث، ولم يتنبه الرفاق أنها محاولات حثيثة خائبة نحو الشفاء..

    مضت شهورٌ كاملة وأنت تكابد الألم الذي لا تعرف من أي جحيمٍ ينسكب كالصواعق على حقول نفسك..

    تُكابد وتُكابر..!

    روحك تُكابد، وعقلك يُنكر، دون اعتراف أنك في أمسّ الحاجة إلى المعونة، إلى الخلاص!

    وأكثر ما كان يراكم جبال الهمِّ على قلبك، هو خوفُك من أن تفقد عقلك وهو محور وجودك!

    أو أن تختل وظيفته فلا تعلَم من بعد علمٍ شيئًا..

    لكنك لم تيأس بعدُ من الشفاء رغم كل شيء!

    لم تتحدث مع أحد بشأن ما يساور نفسك من اكتئاب وما يخيم عليها من كآبة..

    آثرت أن تغلق صندوق صدرك على آلامك..

    لكن الصندوق يضيق ويضيق..

    ولم يعد به متسعٌ لأي شيءٍ!

    وتوقن أن وجود الله هو الضمانة الوحيدة أن ما يحويه صدرك ويعجز لسانك عن البوح به، معلومٌ ومشهود..

    أنتَ في أمسِّ الحاجة الآن إلى عابر سبيلٍ..

    ليميط الأذى عن قلبك!

    لقد شرعتُ في كتابة هذا الكتاب في ظروفٍ استثنائية على نفسي وعلى العالم كله..

    الجائحة في ذروتها، والناسُ في بيوتهم يأنَسون بالخوف والهلع والقلق، ولا أحد يعلم ما الذي سيؤول إليه الأمر..

    اللافتاتُ في الشوارعِ، والبرامج التوعوية في التلفاز، والملصقات في المساجد والأسواق، ووصية من يحبك ويخاف عليك: اترك مسافة آمنة.

    وهكذا صار شعار هذا العام العصيب بامتياز اترك مسافة آمنة!

    الإنسان يا صاحبي كائنٌ اجتماعيٌّ بطبعه، يستوحِش في البعد عن الناس، ويأنسُ بوجودهم إلى جواره..

    في هذه الأيام العصيبة، وفي سائر الأيام بالأحرى، لا يمكنك أن تلومَ مَن اختار العزلة طوعًا..

    ولا يمكنك بالطبع أن لا تلتمس العذر لمن لا يستطيع أن يواصل حياته دون أن يقترب من الناس..

    لكن الإنسان يقترب ويقترب، حتى لا تكون بينه وبين مماثله مسافة، وهنا يقع الصدام والخلاف والحزن والكآبة..

    يؤسفني جدًّا يا صاحبي أن أخبرك أن معظم قصص الاكتئاب والحزن واليأس، والتي قد سمعتها بأذني من أصحابها، قد تسببَ فيها آخرُ من كنتُ أتوقع أن يكون مصدر الحسرة والندامة!

    أيُعقَل هذا؟!

    أن يكون كلُّ هذا الألم مولودٌ غيرٌ شرعي لعلاقة كنا نظن أنها روح الحياة وبهجتها وابتسامتها الوحيدة!

    الحقيقة يا صاحبي أننا طيبون لدرجة أن أغلب من يمر في طريق قلوبنا ولو مرورًا عابرًا يترك فيها آثار خطواته محفورة كوَشمٍ بغيضٍ!

    وليت الذاكرة ترفق بنا ولو قليلًا، إنما تستعين بالزمن علينا لتنكَأ الجراح وتنبش الماضي لتستخرج توابيت الألم وكأنها لا تزال حية!

    قلبي معك يا صاحبي..

    لا بُدَّ أنك تحظى في حياتك بمن يستحق من فَرطِ القرب أن تقول له: يا أنا..

    ولكنك يا صاحبي لا يمكنك ولا ينبغي لك أن تقول للعالم بأسْرِه: يا أنا!

    ومع كل الاحترام للناس، لكنها فرصتك الآن لتترك مسافةً آمنةً بينَكَ وبينهم.. فلا إفراط ولا تفريط!

    أنفاسُنا المعدودة يا صاحبي، تكفي بالكاد لأن نواصل بها حياة عادية، فكيف نُرهقها بقصص قرب جديدة فاشلة..

    إنها فاشلة لأن العقل لم يكن على علمٍ بها، وإنما خلقتها عواطفنا الطيبة ومشاعرنا العميقة وأحاسيسنا النبيلة!

    المسافة الآمنةُ يا صاحبي لا القطيعة..

    المسافةُ الآمنةُ التي تستر عيبَك عن عيون الناس، وتستر عيوبهم عن عينيك..

    المسافةُ الآمنةُ التي تقي قلبك من الخذلان، وروحك من الفقدان..

    المسافةُ الآمنةُ هي الوقاية، والوقاية كما تعلم خيرٌ من العلاج!

    مِن حُسن أخلاقك يا صاحبي أن تمنح قلبك لمن يطلبه ولمن يزهد فيه على السواء..

    قلبُك، هو هديتك الأولى التي تقدمها للعالَمين على سبيل الوُدّ!

    لكن يا صاحبي، يمكنك أن تغامر بأي شيء وكل شيء، إلا قلبك..

    خسارتك في معارك القلب لا نصر بعدها إلا قليلاً..

    ولا شفاء لعِلَلِها في أغلب الأحوال!

    ليس من الحكمة أن يكون جوهرُكَ الأثمن عرضةً لهبوب كلِّ ريحٍ وعاصفة وتبادُل البرق والرعد..

    لا ينبغي لك أن تُلقي به في كل وادٍ غيرِ ذي زرعٍ..

    قلبُكَ؛ وقد خُلقَ كريمًا في صَدَفةِ قُدسه، محجوبًا بالضلوع وحنايا الحذر!

    يا صاحبي، كيف تجعل من قلبك، وهو أعزُّ ما تملك، استراحةً فندقية يسكنها الغرباء وعابرو السبيل لبعض الوقت ثم يرحلون؟!

    لتترك مسافةً

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1