Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

فكرة فابتسامة
فكرة فابتسامة
فكرة فابتسامة
Ebook242 pages1 hour

فكرة فابتسامة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

عبارة عن مجموعة من اللوحات المتتابعة، التي ليست بينها صلة عضوية إلا أن كاتب أفكارها والمبتسم واحد وليست كلها على درجة واحدة من الهدوء والصفاء، كما أنها ليست على درجة من الابتسام الوديع، بل تخفي وراء البسمة مرارة وغيظاً وعواطف أخرى، عرضها الكاتب مع تأ نق لفظي ورقي في المعنى .
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2007
ISBN9786574329693
فكرة فابتسامة

Read more from يحيي حقي

Related to فكرة فابتسامة

Related ebooks

Reviews for فكرة فابتسامة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    فكرة فابتسامة - يحيي حقي

    فكرة فابتسامة

    يحيي حقي

    العنوان: فكرة فابتسامة

    تأليف: يحيى حقي

    إشراف عام: داليا محمد إبراهيم

    تم الاختيار والإعداد والتبسيط للأعمال الأدبية المقدمة من خلال لجنة متخصصة.

    لجنة الاختيار والإعداد:

    Section2.xhtml أ.د. أحمد درويش رئيسًا

    (وكيل كلية دار العلوم - جامعة القاهرة)

    Section2.xhtml أ.د. عبد الله التطاوي عضوًا

    (نائب رئيس جامعة القاهرة)

    Section2.xhtml أ.د. حسام عقل عضوًا

    (مدرس بكلية التربية - جامعة عين شمس)

    Section2.xhtml أ.د. محمود الضبع عضوًا

    (مدرس بكلية التربية - جامعة قناة السويس)

    (خبير مناهج بوزارة التربية والتعليم)

    جميع الحقوق محفوظة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظر طبع أو نشر أو تصوير أو تخزين أي جزء من هذا الكتاب بأية وسيلة إلكترونية أو ميكانيكية أو بالتصوير أو خلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريح من الناشر.

    الترقيم الدولي: 978-977-14-4223-6

    رقم الإيداع: 2007/26610

    طبعة: يناير 2020

    Section2.xhtml

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفون: 33466434 - 33472864 02

    فاكس: 33462576 02

    خدمة العملاء : 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    Email: publishing@nahdetmisr.com

    الإهداء

    «إلى روح صاحـب القنديـل الذي سيظل مضيئًا في أفق الأدب العربي».

    نهي حقي

    الإهداء

    أهدي هذا الكتاب الصغير إلى:

    محمد عفيفي بـ «آخر ساعة»

    ومحمود السعدني بـ «صباح الخير»

    لأنهما يحملان لواء الفكاهة في بلدنا ويشيعان المرح في قلوب أهله.

    يحيي حقي

    كلمة لابد منها

    يعد الأدب قيمة في حياة الشعوب بعد أن استقر على قمة الإنجازات البشرية؛ باعتباره راصدًا لعقل ووجدان وأفكار وآمال الأمم، والمعبر الأقوى عن حيوية المجتمع في التعبير عن أفراحه وأتراحه من خلال ذلك التمازج العقلي والوجداني في الإطارات الإبداعية المختلفة، والتي يتم التعبير عنها بالعديد من القوالب الأدبية: من القصة القصيرة والرواية والمقال والمسرحية والقصيدة الشعرية والنثرية.

    لهذا نجد أن الأدب العربي كأمثاله من الآداب العالمية قد سطر لنفسه مكانة ترقى لمصاف الآداب المتميزة؛ نظرًا لحجمه ولتنوعه الإبداعي الذي أفاد البشرية بما قدم من قيم فكرية ولغوية ومعرفية وإمتاعية.

    ومن هذا المنطلق حرصت شركة نهضة مصر أن تقدم للقارئ المصري والعربي أعمال أبرز رواد الفكر والإبداع الأدبي العربي لإسهاماتهم الأدبية المتميزة؛ التي أثرت الأدب العربي الحديث من حيث الشكل والمضمون.

    وانطلاقًا نحو إعادة إحياء أعمال كبار المفكرين والمبدعين والأدباء الذين أثروا الحياة الثقافية والأدبية بإبداعاتهم خلال القرن الماضي - تقديرًا لهم، وعرفانًا بدورهم، وتعريفًا بأعمالهم لأجيال لم تلحق بهم - يسر نهضة مصر أن تقدم الأعمال الكاملة للأديب والكاتب الكبير/ يحيى حقي.

    ويأتي ظهور الأعمال الكاملة لكبار الأدباء المصريين خلال القرن العشرين مع احتفالنا بالعام السبعيني على تأسيس شركة نهضة مصر ١٩٣٨ - ٢٠٠٨ ليتأكد هدفنا الدائم الذي تسعى إليه الشركة منذ إنشائها وهو نهضة مصر.

    الناشــر

    مقدمة

    فـن الابتسام(*):

    منذ أن مضى إبراهيم عبد القادر المازني انطوى فن من فنون الأدب في النثر العربي كان يشيع في حياتنا البهجة ويعلمنا الابتسام، ولست أقول إن هذا الفن غريب تمامًا على الأدب العربي، فألوانه الغامقة معروفة لنا في آثار أدب الفكاهة وأدب النكتة وأدب السخرية وأدب الهجاء، وكل أدب هازل أو ناقد يدفع إلى الضحك أو يدفع إلى الابتسام نجده في ملح الظرفاء وفى النواسيات وفي فكاهات ابن الرومي وفي نوادر ألف ليلة وليلة وما بها من أوصاف ماجنة، كما نجده في الهجاء الساخر الكثير الذي اشتهر به الأدب العربي قديمه وحديثه من الجاهلية إلى المتنبي، ومن المتنبي إلى فارس الشدياق، والمهم في كل هذا أن نذكر أن أدب الضحك كثير في الأدب العربي، وأما أدب الابتسام فهو قليل. والمهم أيضًا أن نذكر أن الأدب العربي لم ينح منحى غيره من الآداب الكبرى فيميز بين ألوان الهجاء الكثيرة؛ فهو يُسمى هجاءً، السبب الصريح المقذع الموجع الغاضب القارس العابس الذي لا أثر فيه للفكاهة ولا يتخلف عنه إلا التحقير وإثارة التقزز. وهو يُسمى هجاءً أيضًا، التعريض الهازل القائم على السخرية أو المعابثة، يستوي في ذلك أن يؤدي إلى الإضحاك أو يؤدي إلى الابتسام. والهجاء العربي ككل هجاء في العالم أساسه النقد؛ نقد الأشخاص أو نقد الطبائع والأحوال في عمومها، ولكن هناك فرقًا كبيرًا بين النقد الصريح المباشر الذي يلهبه الغضب وبين النقد الساخر أو المتهكم الذي تلهبه مرارة الشعور. والمهم في كل هذا أن نذكر أن الهجاء العربي كان في مجموعه يجنح إلى الهجاء الغاضب أكثر ما يجنح إلى الهجاء الساخر أو المتهكم، رغم أن السخرية والتهكم شائعان فيه.

    فالمتنبي مثلًا حين يقول: (نامت نواطير مصر عن ثعالبها) أو حين يقول: (يا أمة ضحكت من جهلها الأمم) لا يسخر ولا يتهكم على أمة بل يسبها سبًّا صريحًا، ولكنه حين يقول: (لا تشتر العبد إلا والعصا معه) أو يقول: (من علم الأشفر المخصي مكرمة؟) إنما يسخر من كافور ويتهكم عليه رغم أنه يسبه سبًّا صريحًا. والمتنبي أيضًا حين يقول: (والظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم) لا يسخر من الطبيعة البشرية كلها وإنما سبًّا صريحًا. من هذا ترى أن الهجاء قد يكون لأمة أو لفرد أو للطبيعة الإنسانية كلها، وهذا اللون الأخير كثير في الأدب المصري. ومنه أيضًا نرى أن الهجاء قد يكون بالنقد السافر المثير للسخط أو الغضب أو الضيق، وقد يكون بالنقد الساخر أو المتهكم الباعث على الضحك أو الابتسام. والصورة المشهورة التي يرسمها ابن الرومي حين يقول في رجل:

    قصــرت آخـادعـــه وطــــال قـــذالــه

    فكـأنـــــه مـتربــــــص أن يصـفـعـــا

    مــن هــذا النــوع الأخـير الذي يعتمـد في الإضحـاك على التصوير الكاريكاتوري.

    وليس في نيتي هنا أن أتوسع في شرح الفرق بين النكتة والفكاهة كما كان العقاد والمازني يفعلان في شرحهما لنظرية هازليت فيما يسمونه بالإنجليزية (الويت) و(الهيومور)، فالنكتة والفكاهة كلمتان غير محددتي المعنى في اللغة العربية؛ حتى يمكن أن نبني عليهما نظرية في فلسفة الضحك أو الابتسام، وإن كان من الممكن تحميلهما ما نشاء من المعاني لنعطيهما قيمة المصطلحات الأساسية في علم الجمال، ولكني أكتفي هنا بقولي إن باب الهجاء باب واسع وإن فيه طبقات كثيرة بعضها راق وبعضها متخلف وبعضها بين بين. وأكتفي هنا بقولي إن فن الابتسام أرقى مرتبة من فن الضحك كما أن فن الضحك أرقى مرتبة من فن السب الصريح؛ فالفرق بين الابتسام والضحك أشبه ما يكون بالفرق بين السعادة واللذة، الأولى دقيقة ولطيفة ودائمة والثانية عنيفة وعصبية وموقوتة، كذلك الفرق بين الضحك الساخر أو الضحك المتهكم وبين السب الغاضب الساخط، هو الفرق بين العاطفة الموضوعية والعاطفة الذاتية أو بين المائل المنعكس - كما يقولون - وبين المباشر الغليظ. فما السخرية أو التهكم إلا ألوان من الغضب هدأت وصفيت من خشونتها وذاتيتها سواء في الإحساس أو في الفكر، فمكَّن الهدوء والصفاء صاحبها من أن يتعمق أسباب الغضب ويتقصى معادلاته الموضوعية، وكلما ازداد الهدوء والصفاء ازداد العمق وازدادت القدرة على تقصي أسباب الغضب والهجاء وازدادت القدرة على الرؤية الموضوعية.

    أرقى أنواع النقد والهجاء إذن ما بعث على الابتسام وأكثرها تخلفًا وفجاجة ما كان سبًّا صريحًا، وبينهما ما أثار الضحك الواضح العنيف. وهو عكس الفكرة الشائعة عن الكوميديا، وهي الإطار الشامل للنقد والهجاء، فأكثر الناس يعتقدون أن أعلى أنواع الكوميديا ما فجر طاقة الإنسان على الضحك الهستيري العالي الذي تسيل فيه الدموع من العيون، وإن أردأها ما عجز عن الإضحاك الشديد ولم يبعث إلا على الابتسام. والحقيقة هي عكس ذلك على خط مستقيم؛ لأن الإضحاك يعتمد على التشويه المفتعل المجسم أكثر من اعتماده على التشويه الطبيعي المألوف، فهو يعتمد على النقائض والمفارقات الكاريكاتورية أكثر من اعتماده على النقائض والمفارقات الأمينة.

    فالابتسام إذن فن صعب وليس فنًّا يسيرًا، وهو أصعب من فن الضحك، كما أن منال السعادة أصعب من منال اللذة، ولست أزعم بهذا أن الأدب العربي لا يعرف فن الابتسام أو لم يعرفه إلا حديثًا. ففي أدب الهجاء العربي، حيث لا يكون عنيفًا أو مقذعًا أو صريحًا نماذج رائعة من أدب الابتسام. ولكن كل ما قصدت إليه هو أن المازني، إن كان له فضل على الأدب العربي، فهو أنه عمق فيه أدب الابتسام وأثراه وجدد فيه إمكانيات لا تحصى.

    كل هذا مقدمة أوردتها لأصف لك كتابًا من كتب يحيى حقي وهو كتاب (فكرة فابتسامة). فمنذ أن انطوت صفحة المازني وجيله من الظرفاء والمتظرفين ذبل أدب الابتسام حتى كاد أن ينقرض. ولكن هذه المدرسة الأدبية وجدت في السنوات الأخيرة كاتبين لامعين جدَّدا شبابها؛ كلٌّ على طريقته الخاصة، هما محمود السعدني ومحمد عفيفي، ثم جاء يحيى حقي أخيرًا فأضاف إلى ما فعلاه شيئًا مذكورًا.

    من أجل هذا كان طبيعيًّا ومنتظرًا أن يهدي يحيى حقي كتابه الصغير الأخير (إلى محمد عفيفي ومحمود السعدني.. لأنهما يحملان لواء الفكاهة في بلدنا ويشيعان المرح في قلوب أهله). ولو أن يحيى حقي كان يستخدم هذه اللغة التى استخدمها لقال: لأنهما يعلمان الناس الابتسام.

    والحقيقة التي يجب أن ندركها في الكلام عن هؤلاء الثلاثة، أنهم رغم انتمائهم إلى تيار واحد هو تيار الأدب الفكاهي، فإنهم في واقع الأمر ليسوا أبناء مدرسة واحدة ولا هم أصحاب فن واحد. وأعتقد أن الأوان قد آن لكي يهتم النقاد بتحليل أدب الفكاهة بيننا جملة وتفصيلًا، بما فيه أدب الكوميديا، لا تحليلًا اجتماعيًّا أو تحليلًا فلسفيًّا، ولكن تحليلًا فنيًّا، فنحن نعيش الآن في مرحلة انتعاش كوميدي، وأول ظاهرة تستحق التسجيل فيه هي أن روح الفكاهة قد انتقلت من النثر وتحددت في المسرح، ولولا محمود السعدني ومحمد عفيفي ويحيى حقي مؤخرًا وقلة غيرهم لقلنا إن مدرسة الابتسام في النثر العربي سارت إلى زوال بعد أن بلغ بها المازني قممًا عالية، نعم آن الأوان ليفسر لنا النقاد الفرق بين منهج كل من هؤلاء في فن الابتسام.

    أما يحيى حقي، فأعتقد أنه رغم تقصيره عن صاحبيه في الرؤية الفكاهية الشاملة التي لا تكاد تقع على شيء في الحياة إلا وترى ما فيه من نقص ومن نقائض ومن مفارقات، ورغم تقصيره عن صاحبيه في القدرة على ابتكار النقص والنقائض والمفارقات حيث لا وجود لها في الحياة فهو أقرب منهما إلى روح الابتسام وبالتالي أقرب منهما إلى النقد الراقي العميق. وهذا الوجه في يحيى حقي ليس أهم وجوه أدبه، فيحيى حقي له خصائص أساسية جادة عرفناه بها طول حياته الفنية الخصبة هي خصائص الفنان الذي يخلق بالبناء والتركيب ولا يخلق بالنقد والتحليل؛ ولذا فإن اتجاهه في الفترة الأخيرة إلى أدب الابتسام أمر يستحق الدراسة حقًّا في هذا الكاتب الذي يميل إلى العبوس أكثر مما يميل إلى الابتسام، ويميل إلى المأساة أكثر مما يميل إلى الملهاة.

    وكتاب «فكرة فابتسامة» عبارة عن (لوحات) متتابعة ليست بينها صلة عضوية إلا أن المفكر واحد والمبتسم واحد. وهذه اللوحات ليست جميعًا على درجة واحدة من الهدوء والصفاء وليست على درجة من ذلك الابتسام الوديع المشبع بالعطف، فإن منها لوحات تخفي وراء البسمة مرارة وغيظًا وعواطف أخرى كثيرة أقرب إلى المآسي الفاجعة منها إلى التهكم أو السخرية.

    انظر مثلًا إلى لوحاته التي يرسم فيها النساء، ولا سيما لوحة (فاتن) ولوحة (لدغ أقسى من الصفع)، فإنك لا تعرف بعد أن تفرغ من قراءتها أتبتسم أم تعبس. ففي لوحة (فاتن) يصور لنا يحيى حقي شخصية امرأة أفسدها الشبع والبطر في مواجهة خادمة جديدة

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1