صلاح
By سيريل كولو and لوكا كيولي
()
About this ebook
Related to صلاح
Related ebooks
ملخص كتاب لماذا تلعب كرة القدم 11 ضد 11؟ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمصر في قيصرية الإسكندر المقدوني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاريخ مصر في عهد الخديو إسماعيل باشا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصة الحضارة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبداءة عصر البطالمة: محاضرة ألقيت في المؤتمر الثامن للمجمع المصري للثقافة العلمية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsموسوعة مصر القديمة: تاريخ السودان المقارن إلى أوائل عهد «بيعنخي» Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسرار الملوك والملكات في مصر القديمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسرار الفرعون الذهبي توت عنخ آمون: ملك في سن التاسعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsيوم ١١ يوليه سنة ١٨٨٢ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإيمحوتب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsموسوعة مصر القديمة: الجزء الثالث عشر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsموسوعة تراث مصرى 2 Rating: 0 out of 5 stars0 ratings100حقيقه مثيرة فى حياة الفراعنة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبداءة عصر البطالمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsموسوعة مصر القديمة: تاريخ مصر والسودان من أول عهد «بيعنخي» حتى نهاية الأسرة الخامسة والعشرين ولمحة في تاريخ آشور Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعلى ضفاف النيل: في عصر الفراعنة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsموسوعة مصر القديمة: في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأمراء البحار: جميل خانكي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالفنون التشكيلية في مصر (اليونانية-الرومانية-القبطية-الإسلامية) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالهرم وسر قوى الشفاء Rating: 4 out of 5 stars4/5موسوعة مصر القديمة: عصر أسرة مرنبتاح ورعمسيس الثالث ولمحة في تاريخ لوبية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsموسوعة مصر القديمة: عصر النهضة المصرية ولمحة في تاريخ الإغريق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاريخ الفيوم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاللآلئ السنية في التهاني السلطانية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاريخ ضائع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمؤسس مصر الحديثة: الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالدين والحكم في مصر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsموسوعة مصر القديمة: عهد الهكسوس وتأسيس الإمبراطورية Rating: 0 out of 5 stars0 ratings1000 حقيقة عن مصر القديمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخلاصة تاريخ اليونان والرومان Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for صلاح
0 ratings0 reviews
Book preview
صلاح - سيريل كولو
صلاح
تأليف: لوكا كيولي - سيريل كولو
ترجمة: أحمد مجاهد
إشراف عام: داليا محمد إبراهيم
Original English title: Salah
Written by Luca Caioli and Cyril Collot
Copyright © 2018 Luca Caioli, Cyril Collot.
All rights reserved.
Copyright © 2019 Arabic Language edition by Nahdet Misr Publishing House.
Published in Arabic by Nahdet Misr Publishing House upon agreement with Luca Caioli, ES X3738595Z – Juan de Mena, 15, 4º izquierda – 28014 – MADRID – SPAIN.
All rights reserved.
كيولي، لوكا
صلاح/ تأليف: لوكا كيولي، سيريل كولو؛ ترجمة: أحمد مجاهد. إشراف عام: داليا محمد إبراهيم. الجيزة: دار نهضة مصر للنشر، 2019.
272 ص 19.7 سم
تدمك: 9789771457411
1- كرة القدم - تراجم
أ- كلوت، سيريل (مؤلف مشارك)
ب- مجاهد، أحمد (مترجم)
ج- إبراهيم، داليا محمد (مشرف)
جميع الحقوق محفوظة © لدار نهضة مصر للنشر
يحظر طبع أو نشر أو تصوير أو تخزين
أي جزء من هذا الكتاب بأية وسيلة إلكترونية أو ميكانيكية
أو بالتصوير أو خلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريح من الناشر.
الترقيم الدولي: 978-977-14-5741-1
رقم الإيداع: 2019/3088
الطبعة الأولى: يناير 2019
Y01.xhtmlأسسها أحمد محمد إبراهيم سنة 1938
21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة
تليفون: 33466434 - 33472864 02
فاكس: 33462576 02
خدمة العملاء: 16766
Website: www.nahdetmisr.com
E-mail: publishing@nahdetmisr.com
نبذة عن المؤلفَين
«لوكا كيولي» المؤلف الأفضل مبيعًا لكتب ميسي، ورونالدو، ونيمار، ومبابي. وهو صحفي رياضي إيطالي ذائع الصيت، ويقيم في إسبانيا.
«سيريل كلوت» صحفي رياضي فرنسي، وهو مؤلف عدة كتب وأعمال وثائقية عن الكرة الفرنسية، وصاحب السير الذاتية الأفضل مبيعًا لجريزمان، وبوجبا، ومارسيال.
Y01-3.xhtmlالفصل الأول
يا لها من قصة!
كان الأمر كله خطأ الفراعنة والإنجليز.
انظر إلى أمنحتب الثاني، الملك السابع في الأسرة الثامنة عشرة. يشير نقش على جدارية الرماية، اكتُشف بالقرب من (أبو الهول) إلى أنه: «كان يتقن ركوب الخيل، ولم يكن هناك مثيل له […]، لم يكن أحد يستطيع أن يحني قوسه، ولم يكن بمقدور أحد أن يلحق به في السباقات». لم يكن هذا كل شيء: قيل أيضًا عن صاحب السيادة – الذي اعتلى عرش مصر من عام 1427 إلى عام 1401 قبل الميلاد - إنه كان يستطيع استخدام مجداف يبلغ طوله 30 قدمًا. يا له من شيء مذهل!
ولم يكن أمنحتب الثاني الفرعون الرياضي الوحيد.
ها هو رمسيس الثاني (1279 إلى 1213 قبل الميلاد)، أحد أقوى الحكام وأوسعهم شهرةً. فعلى المسلة الموجودة في ساحة الشعب (Piazza del Popolo) في روما، وُصف بأنه «سيد البانجيري Panegirie»؛ وهي كلمة يونانية تستخدم للإشارة إلى المسابقات الرياضية في مصر القديمة. ويقال عنه إنه رامٍ لا يعرف الخطأ، وكان ماهرًا في سباق العربات، وكان يمتطي الإبل والجياد، وكان لا يقارع في المبارزة بالسيف. فهل هاتان حالتان فريدتان؟ كلا. فكل الحكام، بما في ذلك حتشبسوت، ثانية ملكات الفراعنة (1457-1479 قبل الميلاد)، كان عليهم إتمام سباق من ثلاثة أشواط حول اثنتين من البنايات المقدسة. وبالنسبة للكثيرين، كان هذا الاحتفال بمثابة ألعاب أوليمبية بدائية، ولآخرين كان يمثل طقسًا رمزيًّا لإعادة تجديد شباب الفرعون الذي يثبت قوته أمام أفراد البلاط وأمام الآلهة. وقد كان الحدث يقام كل ثلاث سنوات بدءًا من العام الثلاثين لتوليهم العرش. ربما لم يكن هذا إحدى الألعاب الأوليمبية بالمفهوم المعاصر، لكنه يظهر بالفعل مدى الأهمية التي كانت للبطولة في مجال الرياضة لكل من أنصاف الآلهة مثل الفراعين، وللشباب الذين يحتاجون لضبط بنيانهم الجسماني وشخصيتهم.
كانت ألعاب المصارعة والملاكمة وركوب الخيل والرماية والعدو والقفز الطويل والقفز العالي ورمي الرمح ورفع الأثقال والمبارزة بالمطرقة والعصي والسباحة والتجديف - هي أكثر الفروع شهرة وأوسعها ممارسة. وكانت هناك قواعد دقيقة للمنافسة، ومرافق رياضية مبنية خصيصًا لذلك، وحكام محايدون، أو على الأقل يقال إنهم كانوا كذلك، وأزياء ملونة متنوعة للتمييز بين الفرق. وكان الفائزون يمنحون قلادات كبيرة تغطي صدورهم وأكتافهم. حتى الخاسرون كانوا يقدرون من أجل روح التنافس لديهم فيما يشبه أسلوب جوائز «بيير دي كوبرتان». ولتنظر، على سبيل المثال، إلى تقرير عن أحد السباقات؛ الذهاب والعودة بين قصر ممفيس الملكي وواحة الفيوم، الذي أقيم في السنة السادسة من تولي الفرعون «تهارقا» العرش (690-667 قبل الميلاد). ويذكر النصب المقام لإحياء ذكرى هذا الحدث أن الحاكم شارك بنفسه في السباق على عربته الحربية عبر الصحراء، وأنه بعد السباق «كرَّم أول الواصلين من بينهم، وأشرف على ترتيبات تقديم الطعام والشراب له مع حراسه، كما كرم الآخرين الذين جاءوا خلفه مباشرةً وكافأهم بمجموعة متنوعة من الأشياء».
وتستحق ألعاب الكرة فصلًا خاصًّا بها، فقد اكتشفت أنواع عديدة مختلفة من الكرات في المقابر المصرية. وكانت تصنع من الخشب، والصلصال، والجلد، وكانت تخاط وتُملأ بالقش أو بحزم أوراق البردي، أو بأوراق النخيل المضغوطة. وكانت أبعادها تتراوح بين 3 إلى 9 سنتيمترات، وكان من بينها أيضًا كرات ملونة وأخرى ثقيلة للغاية. ومع ذلك، يبدو أن الأشخاص في الرسوم داخل الحجرة الرئيسية لمقبرة الحاكم «باكت الثالث» (حوالي 2000 قبل الميلاد)، في مقابر بني حسن جنوب القاهرة، كانوا يتعاملون معها بسهولة. وبالنسبة للفتيات، صورت اثنتان وهما فوق أكتاف شريكيهما أثناء قذفهما للكرات والتقاطها. لقد كان وقتًا للتسلية بدا أنه مخصص للنساء أو أنهن كن يفضلنه. أما الصبية فكانوا يفضلون ضرب الكرة بأعواد النخيل، وهي تشبه في شكلها تلك المستخدمة في لعبة الهوكي في عصرنا الحالي. غير أن هذه لم تكن مجرد لعبة للصبية؛ فأثناء حكم الأسرة الثامنة عشرة، وتحت حكم تحتمس الثالث (1425-1481ق.م)، وهو أحد أعظم القادة والخبراء الاستراتيجيين في التاريخ المصري، تم استحداث أحد الطقوس وتم توثيقه على جدران معبد الدير البحري: في حضرة الإله (حتحور على الأغلب)، ضرب الملك الكرة بعصا، وهو من الناحية الرمزية يمثل تدمير عين الشر الخاصة بالإله الأفعى أبوفيس. وبالحديث عن الكرة.. وصف هيرودوت - الذي ينتمي لمدينة هاليكارناسوس، وهو المؤرخ اليوناني الذي سافر على طول نهر النيل حوالي عام 450 ق.م- مشهد مجموعة من الشباب وهم يركلون كرة مصنوعة من جلد الماعز والقش في كتابه الثاني من تاريخ هيرودوتس (يوتيربي). وباختصار، مثلما كان حقيقة عن الكثير من الحضارات القديمة الأخرى – من الصين إلى اليابان، من إمبراطورية روما إلى شعوب وسط أمريكا – فإن اللعب بالكرة كان طقسًا وتسلية في مصر الفرعونية. غير أن الإنجليز هم من حولوا لعبة كانت تلعب لقرون وقرون إلى لعبة رياضية. لقد حولوها لشيء رسمي، ووضعوا قواعدها، وختموها بعلامة «كرة القدم»، ثم صدَّروها إلى كافة أنحاء العالم. ففي عام 1863، اجتمع وفود ثلاثة عشر ناديًا من إنجلترا وإسكتلندا في فندق (تافرن فريماسون) بلندن لإنشاء اتحاد كرة القدم ووضع قوانين مكتوبة لأكثر الألعاب الرياضية شعبية في العالم. وبعد تسعة عشر عامًا، غزا البريطانيون مصر دعمًا للخديو لمواجهة صعود النزعة الوطنية، وبهذا كسبوا السيطرة على قناة السويس، وهي مجرى ملاحي حيوي للإمبراطورية البريطانية. وقد صدروا لعبتهم، وقواعدهم، وعاداتهم، فقد وصلت كرة القدم مع القوات المحتلة، وبنى الجنود البريطانيون ملاعب ونصبوا المرمى في قواعدهم. لقد نظر إليهم المصريون باستغراب في البداية – مثلما كان الحال بشكل أو بآخر في كل مكان – واصفين إياهم بالرجال الإنجليز المجانين. وكانوا ينقلبون في نوبات من الضحك عندما يرون الجنود وهم يرتدون السراويل القصيرة ويجرون خلف كرة. غير أن الأمور سرعان ما تغيرت وتحولت النظرات المتحيرة إلى التقليد. لقد انتشرت كرة القدم مثل النيران المستعرة منطلقة من المدن. وتشكل أول فريق مصري في عام 1883، وكان قوامه الأساسي من لاعبين ينتمون للقاهرة، بقيادة رئيسهم الكابتن محمد أفندي ناشد. وقد تحدوا البريطانيين، أساتذتهم ومعلميهم، وفازوا في عدة مناسبات – وفقًا لتقارير مصرية على الأقل، والتي تضيف، ربما بما يحمل أكثر من مجرد مسحة ذات نزعة وطنية، أن لاعبي فريق ناشد الأحد عشر هزموا محتليهم الأجانب، ولو رمزيًّا. ولم تمر سوى تسع سنوات حتى ازدهرت كرة القدم. ففي عام 1892، أصبحت التربية البدنية إجبارية بالمدارس، وهو القرار الذي أدى إلى تكوين عدد كبير من فرق كرة القدم.
وشهد فجر القرن العشرين مولد أعظم الأندية في البلاد؛ إذ أنشئ النادي الأهلي ليكون ناديًا رياضيًّا لطلاب القاهرة في الرابع والعشرين من إبريل عام 1907. وكان أول رئيس له رجلًا إنجليزيًّا يدعى «ميتشل إنس». وفي الخامس من يناير عام 1911، وفي العاصمة أيضًا، أنشأ المحامي البلجيكي «جورج مارزباخ» نادي قصر النيل، وهو نادٍ للأجانب من غير البريطانيين. وكان النادي مفتوحًا للجميع، للمصريين والأجانب، ولم يُستبعد أحد لأسباب عرقية أو اقتصادية أو اجتماعية. وفي عام 1952، وبعد عدة تغييرات لاسمه، انتهى به الحال ليعرف باسم الحي الذي يقع في الجزء الشمالي من جزيرة «الجزيرة»: أي الزمالك. إنهما ناديا الأهلي والزمالك، تلكما الفريقان اللذان هيمنا على كرة القدم المصرية والإفريقية منذ ذلك الحين. تسعة وثلاثون لقبًا للدوري، وستة وثلاثون لقبًا لكأس مصر واثنا عشر لقبًا دوليًّا للشياطين الحمر (الأهلي)؛ واثنا عشر لقبًا للدوري، وخمسة وعشرون لقبًا لكأس مصر، وخمسة ألقاب لأبطال إفريقيا (الزمالك). وكانت لقاءات الفريقين على ملعب استاد القاهرة تشتهر بجذب ما يزيد على 100 ألف متفرج.
لكن دعونا نرجع إلى السنوات الأولى من القرن الماضي. في 11 سبتمبر عام 1916، التقى في القاهرة ممثلون عن القوات البريطانية وعن الأندية المصرية لتشكيل الاتحاد المصري الإنجليزي لكرة القدم. وعقدت أول مسابقة رسمية في السنة نفسها: الكأس السلطاني، تحت رعاية السلطان حسين كامل، وكانت مفتوحة للفرق البريطانية والمحلية على حد سواء. وقد حقق البريطانيون الفوز في النسخ الخمس الأولى، وأوقفت الهيمنة في موسم 1921-1922 على يد النادي الذي سيصير فيما بعد نادي الزمالك.
وفي 21 مايو 1923، كانت مصر هي أولى الأمم العربية والإفريقية التي تنضم للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وليس هذا هو رقمها القياسي الوحيد.
إذ كانت مصر هي أول بلد إفريقي يشارك في الألعاب الأوليمبية، في بلجيكا عام 1920، عندما خسر فريقها 2-1 أمام إيطاليا في جولة التأهل في مدينة جنت، وكانت أيضًا أول من لعب في كأس العالم، في إيطاليا عام 1934، حين خسرت 4-2 في لقائها الافتتاحي أمام المجر، لكنه آذن بمولد أول نجوم كرة القدم الأفارقة: «عبد الرحمن فوزي» الذي سجل هدفين للفراعنة. وكانت مصر أيضًا أول بلد يفوز ببطولة كأس الأمم الإفريقية في عام 1957. وقد فازت مصر على إثيوبيا 4-0 في المباراة النهائية، بفضل «الديبة» الذي سجل الأهداف الأربعة، وأصبح هداف المسابقة الأول برصيد خمسة أهداف.
وقبل ذلك بتسعة أعوام، في 22 أكتوبر من عام 1948، وتحت رعاية الملك فاروق الأول، لعبت أول بطولة للدوري المصري، وشارك فيها أحد عشر ناديًا: الأهلي، وفاروق (الزمالك)، والسكة الحديد، والترسانة، والإسماعيلي، والمصري، وبور فؤاد، والأوليمبي، والاتحاد، والترام، واليونان. وفي نهاية المطاف حمل الأهلي درع البطولة الفضي الذي يبلغ وزنه ثلاثين كيلوجرامًا إلى مقره.
ومنذ ذلك الحين، وقد مر أكثر من 70 عامًا. عاشت مصر العديد من الأحداث التي أثرت على شكل الحياة فيها مثل ثورة 23 يوليو عام 1952 وقام بها الضباط الأحرار بقيادة اللواء أركان حرب محمد نجيب والبكباشي جمال عبد الناصر، والتي شهدت نهاية حكم الملك فاروق، كما مرت بمعاناة حرب الأيام الستة التي أدت في يونيو عام 1967 إلى هزيمة القوات المصرية واحتلال إسرائيل لشبه جزيرة سيناء وقطاع غزة والقدس الشرقية والجولان ، مرورًا بحرب السادس من أكتوبر عام 1973 التي هزم فيها المصريون الجيش الإسرائيلي، وعبروا قناة السويس، وأجبروا إسرائيل على الجلوس على طاولة المفاوضات لاسترداد سيناء وتوقيع معاهدة السلام عام 1979. بالإضافة إلى حادث اغتيال «أنور السادات» ونقلته كاميرات التليفزيون، عندما اغتيل الرئيس في 6 أكتوبر عام 1981 أثناء عرض عسكري في القاهرة. ثم كانت فترة حكم الرئيس «مبارك» الذي استمر ثلاثين عامًا انتهت بتنحيه عن الحكم في أعقاب ثورة 25 يناير 2011 وتولي الإخوان حكم مصر لمدة عام واحد.
وانتهت بثورة المصريين على الإخوان في 30 يونيو 2013 ودعم الجيش لهم واختيار رئيس المحكمة الدستورية العليا المستشار «عدلي منصور» رئيسًا مؤقتًا للبلاد حين أجريت انتخابات رئاسية فاز فيها المشير «عبد الفتاح السيسي» برئاسة مصر عام 2014.
ولكن ما علاقة هذا بكرة القدم؟ على حد قول «بوب برادلي»، مدير المنتخب المصري ما بين 2011 وحتى 2013: «حين تأتي إلى مصر، ينتابك شعور حقيقي بأن كرة القدم جزء من كل هذا. وتدرك كم أن كرة القدم والسياسة متصلتان اتصالًا كاملًا». فلعبة كرة القدم هي مرآة لمجتمع يتسم بالتعقيد. في هذه السنوات السبعين، رسخت كرة القدم مكانتها بوصفها العشق الأعظم والحمق الأكبر للمصريين على السواء. لقد قدمت النجاحات مثلما قدمت المآسي؛ فوز فريق الفراعنة الوطني بسبع كئوس للأمم الإفريقية، وأحداث شغب بورسعيد في 1 فبراير 2012، وتأجيل الدوري المصري، وإقامة المباريات خلف أبواب مغلقة، وفي فبراير 2015، وقبل مباراة بين الزمالك وإنبي مأساة أخرى أيضًا. لقد قدمت كرة القدم أيضًا أندية مثل الأهلي صاحب الجمهور الذي يبلغ 50 مليون مشجع، و23000 متفرج في كل مباراة، ووفقًا للاتحاد الإفريقي لكرة القدم «فريق القرن العشرين الإفريقي». وشهدت أيضًا ميلاد الوايت نايتس، أو ألتراس الزمالك، وهي واحدة من أكثر مجموعات الجماهير المصرية عنفًا، وواحدة من المجموعات القائدة في ثورات 2011. لقد دربت لاعبين مثل محمد أبو تريكة الأسطورة لاعب الوسط الذي قدم لبلده مع نجوم لاعبي المنتخب الوطني ثلاث بطولات أمم إفريقية، ثم انتهى به الحال هاربًا بعد اتهامه بعلاقات مشبوهة بالإخوان المسلمين. أو مثل حسام حسن، مارادونا النيل: 69 هدفًا لفريقه الوطني، أو أحمد حسن صاحب الرقم القياسي للمشاركات الوطنية لمنتخب بلده (184 على وجه التحديد)، أو حتى عصام الحضري، اللاعب الأكبر سنًّا على الإطلاق الذي شارك في التصفيات النهائية لكأس العالم (بلغ 45 عامًا و161 يومًا) في روسيا 2018، وميدو أو أحمد حسام حسين عبد الحميد، العبقري الجامح. والفرعون الأخير، وآخر بطل يحتفى به في مصر المعاصرة، هو محمد صلاح. إنه لاعب كرة القدم الذي أظهر الوجه الناصع للبلاد، المصري المسلم الصالح الذي انتصر في أرض المحتلين السابقين، مقوضًا مشاعر الدونية التي غرسها الاستعمار، الرجل الذي يقول للأطفال ألا يتوقفوا عن الحلم أو الإيمان بأحلامهم، رمز الأمل والفرحة الجماعية للمنهكين اقتصاديًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا.
Y01-5.xhtmlالفصل الثاني
ابن تاجر الياسمين
حقول الياسمين المزدهرة إلى اليمين، وزراعات الذرة الخضراء إلى اليسار.