Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الفراسة
الفراسة
الفراسة
Ebook107 pages39 minutes

الفراسة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

هذا الذي بين يدينا مؤلف وضعه الامام شيخ الإسلام ( فخر الدين الرازي) في علم الفراسة. وهو العلم الذي يستدل بالظواهر على البواطن ، وبهذا يستطيع الإنسان معرفة أخلاق وطبائع من يتعامل معهم من خلال الملامح الجسدية والسلوكية. فنجد فيه من دلائل الدماغ واللسان والوجه والرقبة والعيون والأصوات والأسنان. كذلك قسمات وملامح الوجه مثل الأنف والجبهة والحاجب والفم ، من السلوكيات الضحك والحركات ، واخيرا من البدن أو الجسم نجد دلائل العنق و البطن والظهر والذارع والحضور والاقدام وما إلى ذلك من أجزاء الجسم المتعددة التى تناولها اشيخ في هذا المؤلف.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2023
ISBN9786378945358
الفراسة

Related to الفراسة

Related ebooks

Reviews for الفراسة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الفراسة - الرازي

    الأمور الكلية في هذا العلم

    الفصل الأول في

    الفِراسة والمِزاج

    الفِراسة عبارة عن: (الاستدلال بالأحوال الظاهرة على الأخلاق الباطنة) .وتقرير هذا الكلام :أن المِزاج: إما أن يكون هو النفس، وإما أن يكون آلة للنفس في أفعالها، وعلى كلا التقديرين فالخلق الظاهر، والخُلق الباطن لا بد وأن يكونا تابعين للمزاج، فإذا ثبت هذا كان الاستدلال بالخلق الظاهر على الخُلُق الباطن جارياً مجرى الاستدلال بحصول أحد المتلازمين على حصول الآخر، ولا شك أن هذا نوع من الاعتبار صحيح .

    الفصل الثاني في

    بيان فضيلة هذا العلم

    ويدل عليه الكتاب، والسنة، والعقل .أما الكتاب، فقوله تعالى: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين }وقوله: {تعرفهم بسيماهم }وقوله: {فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول }وقوله: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود }وأما السنة فقوله عليه السلام: (إن يك في هذه الأمة محدث فهو عمر) .وأما العقل فمن وجوه :الأول: أن الإنسان مدني بالطبع ؛فلا ينفك عن مخالطة الناس، والشر فاش في الخلق، وإذا كانت هذه الصناعة تفيدنا معرفة أخلاق الناس في الخير والشر كانت المنفعة جليلة .الثاني: أن راضة البهائم يستدلون بالصفات المحسوسة للخيل، والبغال، والحمير، وسائر الحيوانات التي يريدون رياضتها على أخلاقها الحسنة، والقبيحة، فإذا كان هذا المعنى ظاهر الحصول في حق البهائم، والسباع، والطيور فلأن يكون معتبراً في حق الناس كان أولى .الثالث: أن أصول هذا العِلم مستندة إلى العلم الطبيعي. وتفاريعه مقررة بالتجارب، فكان مثل الطب سواءٌ بسواء، فكل طعن يُذكر في هذا العلم فهو بعينه متوجه في الطب .قال أبو القاسم الراغب رحمة الله عليه :اشتقاق هذا اللفظ من قولهم: (فرسَ السَّبُع الشاةَ) فكانت الفراسة عبارة عن اختلاس المعارف بهذا الطريق المعين .

    الفصل الثالث

    أقسام هذا العلم

    اعلم أنه على قسمين :أحدهما: أن يحصل خاطر في القلب أن هذا الإنسان من حاله وخُلقه كذا وكذا من غير أن يحصل هناك علامة جسمانية، ولا أمارة محسوسة. والسبب فيه: ما ثبت أن جواهر النفوس الناطقة مختلفة بالماهيات فمنها ما يكون في غاية الإشراق والتجلي، والبعد عن العلائق الجسمانية، ومنها ما لا يكون كذلك، وكما أن النفس تقدر على معرفة الغيوب في وقت النوم، فكذلك النفس المشرقة الصافية قد تقدر على معرفة المغيبات حال اليقظة، والنفوس التي شأنها ذلك تكون أيضاً مختلفة في هذا المعنى بالكم والكيف .وهذا القسم مما لا نذكره في هذا الكتاب .القسم الثاني: من هذا العلم: وهو الاستدلال بالأحوال الظاهرة على الأخلاق الباطنة فهو علم يقيني الأصول ظني الفروع .سئل بعض الصوفية عن الفرق بين هذين القسمين فقال: (الظن يحصل بتقلب القلب في الأمارات. والفِراسة تحصل بتجلي نور جبار السموات والأرض. ومن قوي فيه نور الروح المذكور في قوله :{ ونفخت فيه من روحي} قويت فيه هذه الفراسة .واعلم أن (بطليموس) قال في أول كتاب (الثمرة) .( علم النجوم منك ومنها )والشارحون قالوا :( المراد أن صاحب الأحكام قد يحكم بمقتضى صفاء القوة النفسانية المطلعة على عالم الملكوت وهو المراد بقوله: (منك) .وقد يحكم بمقتضى دلائل الأجرام الفلكية وهو المراد بقوله: (ومنها ). فهاهنا كذلك صاحب علم الفراسة لمجرد القوة القدسية وهو فراسة الأنبياء وأكابر الأولياء .وقد يحكم بمقتضى الأحوال الظاهرة المحسوسة في الجسد على الأحوال الباطنة وهذا النوع من علم الفراسة هو الذي يجري فيه التعليم والتعلم .

    الفصل الرابع في

    تعديد الأمور التي لا بد من معرفتها في هذا العلم

    اعلم أن الاستدلال على حصول الشيء :تارة: بما يكون علة له .وثانياً: بما يكون معلولاً له .وثالثاً: بما يكون معلولاً لعلته .وهذا هو المسمى (بالاستدلال بأحد المعلولين على المعلول الثاني) فهاهنا أيضاً الأمر الذي يتوصل إلى معرفة الأخلاق الباطنة التي في الإنسان تارة: يكون بعلته الموجبة له وهو (المزاج البدني) .وتارة: بمعلوله وأثره وهو

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1