Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

جبّارة الغابة
جبّارة الغابة
جبّارة الغابة
Ebook65 pages14 minutes

جبّارة الغابة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

لطالما كانت الحكاية أسلوباً مثالياً للتنشئة والتوجيه وغرس القيم والأخلاق الحميدة وطريقةً لطيفةً لردع الناشئة والأطفال عن التصرفات الغير محمودة بأسلوبٍ غير تقليدي، ولا زالت الوسيلة المفضلة للمربين. وليس هذا فحسب فهي تثري مخيلة الطفل وتنمي ملكة الإبداع عنده. وكامل كيلاني من أعلام أدب الأطفال الذي قدم عدداً لا حصر له من القصص المميزة والتي تحمل العديد من القيم والعبر بأسلوب سلس لطيف لا يخلو من الطرفة والفكاهة ليكون جاذباً لكل من يقرأه أو يستمع إليه. وفي هذه القصة يسلط كامل كيلاني الضوء على حقيقة ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان وهي حالة تمر بها جميع الكائنات الحية التي تتنفس تأكل وتعيش. حقيقة من المهم أن يعيها الأطفال، ان هناك لحظة تنتهي فيها حياة الكائن مهما بلغ من العمر. وجبّارة الغابة شجرة البلوط القوية العظيمة التي عاشت ثلاث مئة عام هي بطلة هذه القصة فما هي أحداثها وهل استطاعت هذه القصة بنجاح أن توضح هذه الحقيقة بأسلوب سلس سهل على الأطفال فهمه؟. حمّلها الآن وتعرف على ذلك.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2017
ISBN9786419435480
جبّارة الغابة

Read more from كامل كيلاني

Related to جبّارة الغابة

Related ebooks

Reviews for جبّارة الغابة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    جبّارة الغابة - كامل كيلاني

    جبارة الغابة

    (١) حَدِيثُ النَّسِيمِ

    مَرَّ نَسِيمُ الصَّبَاحِ عَلَى الْأَزْهَارِ الْبَهِيجَةِ النَّاضِرَةِ الَّتِي تَزْدَانُ بِهَا الْأَجَمَةُ، وَهَمَسَ النَّسِيمُ فِي أَثْنَاءِ خَطْرَتِهِ (فِي خِلَالِ مُرُورِهِ):

    «يَا لَهُ مِنْ نَبَإٍ هَائِلٍ! يَا لَهُ مِنْ نَبَإٍ هَائِلٍ!»

    فَانْزَعَجَتِ الزَّهَرَاتُ، وَقَالَتْ مَدْهُوشَةً: «أَيَّ نَبَإٍ تَحْمِلُ، يَا نَسِيمَ الصَّبَاحِ؟»

    فَهَمَسَ النَّسِيمُ الْبَلِيلُ (الْمُحَمَّلُ بِالنَّدَى، الْمُبَلَّلُ بِهِ):

    «لَقَدْ هَلَكَتْ جَبَّارَةُ الْغَابَةِ! لَقَدْ هَلَكَتْ جَبَّارَةُ الْغَابَةِ!»

    فَقَالَتْ زَهْرَةُ الْأُقْحُوَانِ، وَهِيَ أَعْلَى أَزْهَارِ الْغَيْضَةِ ارْتِفَاعًا (وَالْغَيْضَةُ: مُجْتَمَعُ الشَّجَرِ):

    «أَتَعْنِي: السِّنْدِيَانَةَ الْعَجُوزَ؟ وَكَيْفَ هَلَكَتْ هَذِهِ الْجَبَّارَةُ، وَهِيَ مِثَالُ الْقُوَّةِ وَالصَّلَابَةِ؟ هَذَا لَا يَكُونُ؛ فَإِنَّ الْعَمَالِقَةَ الْأَشِدَّاءَ لَا يَمُوتُونَ. وَمَا أَحْسَبُكَ إِلَّا وَاهِمًا مُخْطِئًا فِي حُسْبَانِكَ، يَا سَيِّدِي النَّسِيمَ.

    وَكَيْفَ تُرِيدُنَا عَلَى أَنْ نُصَدِّقَ هَذَا النَّبَأَ، وَقَدْ كَانَتْ — إِلَى أَمْسِ — شَامِخَةً ذَاهِبَةً فِي الْفَضَاءِ، كَأَنَّهَا الْعِمْلَاقُ الْعَظِيمُ، أَوِ الْمَارِدُ الْجَبَّارُ الْهَائِلُ، كَمَا حَدَّثَتْنِي عَنْهَا صَدِيقَتِي الْقُنْبَرَةُ، الَّتِي كَانَتْ تُغَرِّدُ عَلَى أَفْنَانِهَا (تُغَنِّي عَلَى أَغْصَانِهَا) فِي الْيَوْمِ السَّابِقِ؟»

    فَجَمْجَمَ النَّسِيمُ (تَكَلَّمَ خَافِتَ الصَّوْتِ)، وَهُوَ يَبْتَعِدُ:

    «لَقَدْ مَاتَتْ جَبَّارَةُ الْغَابَةِ، وَلَقِيَتْ حَتْفَهَا (مَوْتَهَا) لَيْلَةَ أَمْسِ. نَعَمْ هَلَكَتِ الْجَبَّارَةُ، وَقَتَلَتْهَا الْعَاصِفَةُ قَتْلًا!»

    (٢) حُزْنُ الشَّرَاشِيرِ

    وَكَانَ شُرْشُورَانِ يَمْرَحَانِ عَلَى حَافَةِ الْأَجَمَةِ، فَسَمِعَا هَمْسَ النَّسِيمِ وَأَصْغَيَا إِلَى كُلِّ مَا قَالَهُ؛ فَتَمَلَّكَهُمَا الدَّهَشُ وَالْعَجَبُ.

    فَقَالَتْ «أُمُّ شَرْشَرَةَ»:

    «أَتُصَدِّقُ هَذَا النَّبَأَ الْهَائِلَ! إِنَّنِي لَا أَسْتَطِيعُ تَصْدِيقَهُ!»

    فَأَجَابَهَا «أَبُو بَرَاقِشَ»:

    «مَا أَظُنُّهُ كَاذِبًا فِيمَا قَالَ؛ فَلْنَطِرْ إِلَيْهَا لِنَتَثَبَّتَ.»

    فَأَقَرَّتْهُ «أُمُّ شَرْشَرَةَ» عَلَى رَأْيِهِ.

    chapter-1-1.xhtml
    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1