Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

تاريخ بغداد
تاريخ بغداد
تاريخ بغداد
Ebook632 pages5 hours

تاريخ بغداد

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كتاب تاريخ بغداد كتاب ألفه العلامة أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي، وهو مؤرخ عربي مسلم، وألف الكثير من المؤرخين بعده كتب مشابهة لهذا الكتاب ولقد تضمن الكتاب أكثر من 7831 ترجمة لحياة العلماء والمفكرين وأعيان البلد ورجال الدولة، وجمعه على طريقة المحدثين وضم فيه فوائد كثيرة فصار كتاباً كبير الحجم، وهو مطبوع في المكتبات بطبعات عدة في 14 مجلد، وللكتاب أهميته من الناحية العلمية والثقافية حيث يبين أساليب التدريس ومناهج الدراسة لعلماء بغداد، بالإضافة إلى تبيان نشاط العلماء في المدن الإسلامية في ذلك الوقت. وهو كتاب يضم أيضاً تأريخاً للكتب التي ألفت في تاريخ بغداد.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateApr 7, 1901
ISBN9786452749018
تاريخ بغداد

Read more from الخطيب البغدادي

Related to تاريخ بغداد

Related ebooks

Reviews for تاريخ بغداد

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    تاريخ بغداد - الخطيب البغدادي

    الغلاف

    تاريخ بغداد

    الجزء 11

    الخطيب البغدادي

    463

    كتاب تاريخ بغداد كتاب ألفه العلامة أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب البغدادي، وهو مؤرخ عربي مسلم، وألف الكثير من المؤرخين بعده كتب مشابهة لهذا الكتاب ولقد تضمن الكتاب أكثر من 7831 ترجمة لحياة العلماء والمفكرين وأعيان البلد ورجال الدولة، وجمعه على طريقة المحدثين وضم فيه فوائد كثيرة فصار كتاباً كبير الحجم، وهو مطبوع في المكتبات بطبعات عدة في 14 مجلد، وللكتاب أهميته من الناحية العلمية والثقافية حيث يبين أساليب التدريس ومناهج الدراسة لعلماء بغداد، بالإضافة إلى تبيان نشاط العلماء في المدن الإسلامية في ذلك الوقت. وهو كتاب يضم أيضاً تأريخاً للكتب التي ألفت في تاريخ بغداد.

    ذكر من اسمه السري

    السري بن واصل من أهل المدائن :أخبرنا الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي حدثنا جعفر بن محمد الخلدي إملاء حدثنا القاسم بن أحمد بن جعفر الشيباني بالكوفة حدثنا عباد بن أحمد العرزمي حدثني عمى عن أبيه عن السري بن واصل المدائني قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: 'كمثل الحمار يحمل أسفاراً'. الجمعة 5. قال: كتبا وقال: 'كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة'. المدثر 50، 541. قال الرماة: وقال عبد الرحمن بن سابط: السباع وقال عطاء: 'بأيدي سفرة'. عبس 15. قال: كتبة .السري بن المغلس أبو الحسن السقطي: كان من المشايخ المذكورين وأحد العباد المجتهدين صاحب معروف الكرخي وحدث عن هشيم بن بشير وأبي بكر بن عياش وعلي بن غراب ويحيى بن يمان ويزيد بن هارون وغيرهم. روى عنه أبو العباس بن مسروق الطوسي والجنيد بن محمد وأبو الحسين النورى ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي وإبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي والعباس بن يوسف الشكلي وفي آخرين .أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل والحسن بن أبي بكر بن شاذان قال: علي حدثنا وقال: الحسن أخبرنا عبد الصمد بن علي الطستي حدثنا محمد بن الفضل بن جابر السقطي زاد بن شاذان أبو جعفر ثم اتفقا قال: حدثنا سري بن مغلس السقطي أخبرنا علي بن غراب عن هشام بن عروة عن أبيه قال: أخبرني أبي قال: لما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: 'مروا أبا بكر فليصل بالناس'. قال: فصلى بهم فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة فخرج فلما رآه أبو بكر ذهب يتأخر فأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذهب النبي صلى الله عليه وسلم حتى جلس إلى جنب أبي بكر فكان أبو بكر يصلي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يصلون بصلاة أبي بكر. أبو بكر قائم ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد .أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت محمد بن علي بن حبش يقول: سمعت عبد الله بن شاكر يقول: قال سري السقطي: صليت وردي ليلة ومددت رجلي في المحراب فنوديت يا سري كذا تجالس الملوك قال: فضممت إلى رجلي ثم قلت: وعزتك لا مددت رجلي أبداً .أخبرنا سلامة بن عمر النصيبي أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي حدثنا العباس بن يوسف حدثني سعيد بن عثمان قال: سمعت السري بن مغلس قال: غزوت راجلاً فنزلنا خربة للروم فألقيت نفسي على ظهري ورفعت رجلي على جدار فإذا هاتف يهتف بي يا سري بن مغلس هكذا تجلس العبيد بين يدي أربابها ؟أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة النيسابوري بالري أخبرنا محمد بن عبد الله بن شاذان الرازي قال: سمعت أبا بكر الحربي يقول: سمعت السري السقطي يقول: حمدت الله مرة فأنا أستغفر الله من ذلك الحمد منذ ثلاثين سنة قيل وكيف ذاك قال: كان لي دكان وكان فيه متاع فوقع الحريق في سوقنا فقيل لي فخرجت أتعرف خبر دكاني فلقيت رجلاً فقال: أبشر فإن دكانك قد سلم فقلت الحمد لله ثم إني فكرت فرأيتها خطيئة .أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير حدثني أبو القاسم سليمان بن محمد بن سلم الضراب قال: حدثني بعض إخواني أن سريا السقطي مرت به جارية معها إناء فيه شيء فسقط من يدها فانكسر فأخذ سري شيئاً من دكانه فدفعه إليها بدل ذلك الإناء فنظر إليه معروف الكرخي فأعجبه ما صنع فقال له معروف: بغض الله إليك الدنيا .وأخبرنا بن رزق أخبرنا جعفر بن محمد الخواص حدثني عمر بن عاصم قال: حدثني أحمد بن خلف قال: سمعت سريا يقول: هذا الذي أنا فيه من بركات معروف انصرفت من صلاة العيد فرأيت مع معروف صبياً شعثاً فقلت: من هذا ؟فقال: رأيت الصبيان يلعبون وهذا واقف منكسر فسألته لم لا تلعب فقال: أنا يتيم .قال سري: فقلت له: ما ترى أنك تعمل به فقال: لعلي أخلوا فاجمع له نوى يشترى به جوزاً يفرح به فقلت له أعطنيه أغير من حاله فقال لي: أو تفعل فقلت: نعم قال لي: خذه أغنى الله قلبك فسويت الدنيا عندي أقل من كذا .حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني بمكة حدثنا مظفر بن سهل المقرىء قال: سمعت علام الخياط وجرى بيني وبينه مناقب سري السقطي فقال: لي علان كنت جالساً مع سري يوماً فوافته امرأة فقال: يا أبا الحسن أنا من جيرانك أخذ ابني الطائف البارحة وكلم ابني الطائف وأنا أخشى أن يؤذيه فإن رأيت أن تجىء معي أو تبعث إليه قال علان: فتوقعت أن يبعث إليه فقام فكبر وطول في صلاته فقالت المرأة: يا أبا الحسن الله الله في هو ذا أخشى أن يؤذيه السلطان فسلم وقال لها: أنا في حاجتك قال: علان فما برحت حتى جاءت امرأة إلى المرأة فقالت: إلحقي قد خلوا ابنك. قال أبو الطيب قال لي علان: وإيش يتعجب من هذا اشترى كر لوز بستين ديناراً وكتب فيه روزنامجة ثلاثة ديناراُ ربحه فصار اللوز بتسعين ديناراً فأتاه الدلال وقال له: إن ذاك اللوز أريده فقال له: خذه قال: بكم قال: بثلاثة وستين ديناراً قال الدلال: إن اللوز قد صار الكر بتسعين قال له: قد عقدت بيني وبين الله عقداً لا أحله ليس أبيعه إلا بثلاثة وستين دنياراً فقال له الدلال: إني قد عقدت بيني وبين الله أن لا أغش مسلماً لست آخذ منك إلا بتسعين فلا الدلال اشترى منه ولا السري باعه قال أبو الطيب: قال لي علان: كيف لا يستجاب دعاء من كان هذا فعله ؟أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي حدثنا محمد بن العباس حدثنا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي قال: سمعت سريا السقطي يقول: إني أذكر مجيء الناس إلي فأقول: اللهم هب لي من العلم ما يشغلهم عنى وأني لأريد مجيئهم أن يدخلوا علي .أخبرنا أحمد بن علي المحتسب حدثنا الحسن بن الحسين الهمذاني الفقيه قال: سمعت أبا الحسن علي بن عبد الرحيم القناد يقول: سمعت بن أبي الورد يقول: دخلت على سري السقطي وهو يبكي ودورقه مكسور فقلت: ما لك ؟قال: انكسر الدورق فقلت: أنا أشتري لك بدله فقال لي: تشتري بدله وأنا أعرف من أين الدانق الذي اشترى به الدورق ومن عمله ومن أين طينه وإيش أكل عامله حتى فرغ من عمله .أخبرنا سلامة بن عمر النصيبي أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا العباس بن يوسف مولى بني هاشم حدثنا سعيد بن عثمان قال: سمعت سري بن مغلس يقول: غزونا أرض الروم فمررت بروضة خضرة فيها الخباز وحجر منقور فيه ماء المطر فقلت في نفسي لأن كنت آكل يوماً حلال فاليوم فنزلت عن دابتي وجعلت آكل من ذلك الخباز وشربت من ذلك الماء فإذا هاتف يهتف بي يا سري بن مغلس فالنفقة التي بلغت بها إلى هذا من أين ؟!وأخبرنا سلامة بن عمر أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا العباس بن يوسف حدثني جنيد بن محمد قال: سمعت سري بن المغلس يقول: أشتهي منذ ثلاثين سنة جزرة أغمسها في الدبس وآكلها فما تصح لي .أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان البجلي أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي حدثني الجنيد قال: سمعت سريا يقول: أحب أن آكل أكلة ليس علي فيها تبعة ولا لمخلوق علي فيها منة فما أجد إلى تلك سبيلا .أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا محمد بن إسماعيل بن عامر الرقى صاحب الربيع قال: سمعت سريا السقطي يقول: أشتهي بقلاً منذ ثلاثين سنة ما أقدر عليه. أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا العباس بن يوسف الشكلي قال: سمعت سريا السقطي يقول: إني لأشتهي الحندقوقي منذ ست عشرة سنة والهندبا بخل منذ ثمان عشرة سنة وإني لأعجب ممن يتسع كيف يطلق له العلم الإتساع وهذا عبد الواحد بن زيد يقول: الملح بيشبارجات وإن بليت أبيكم آدم لقمة أخرجته من الجنة وهي بليتكم إلى أن تقوم الساعة .وقال الشكلي: سمعت سري بن المغلس السقطي يقول: أتاني حسين الجرجاني إلى عبادان فدق علي باب الغرفة التي كنت فيها فخرجت إليه فقال: لي سري فقلت سري فقال: لي ملحك مدقوقة قلت نعم! قال: لا تفلح ثم قال: لي سري لولا أن الله عقم الآذان عن فهم القرآن ما زرع الزارع ولا تجر التاجر ولا تلاقى الناس في الطرقات ثم مضى فأتعبني وأبكاني .أخبرنا بن رزق حدثنا عثمان بن أحمد حدثنا محمد بن إسماعيل بن عامر الرقى قال: سمعت حسنا المسوحي يقول: دفع إلى السري السقطي قطعة فقال: اشترى لي باقلاء من رجل قدره داخل الباب فطفت الكرخ كله فلم أجد إلا من قدره خارج الباب فرجعت إليه فقلت خذ قطعتك فإني لم أجد إلا من قدره خارج .أخبرنا أبو نعيم الحافظ أخبرنا جعفر الخلدي في كتابه قال: سمعت الجنيد بن محمد يقول: كنت يوماً عند السري بن مغلس وكنا خاليين وهو متزر بمئزر فنظرت إلى جسده كأنه جسد سقيم دنف مضني كأجهد ما يكون فقال: انظر إلى جسدي هذا لو شئت أن أقول إن ما بي هذا من المحبة كان كما أقول وكان وجهه اصفر ثم اشرب حمرة حتى تورد ثم اعتل فدخلت عليه أعوده فقلت له: كيف تجدك فقال: كيف أشكو إلى طبيب ما بي والذي أصابني من طبيبي فأخذت المروحة أروحه فقال لي: كيف يجد روح المروحة من جوفه تحترق من داخل ثم أنشأ يقول :

    القلب محترق والدمع مستبق ........ والكرب مجتمع والصبر مفترق

    كيف القرار على من لا قرار له ........ مما جناه الهوى والشوق والقلق

    يا رب إن كان شيء فيه لي فرج ........ فامنن علي به ما دام لي رمق

    وأخبرنا أبو نعيم أخبرنا جعفر الخلدي في كتابه قال: سمعت الجنيد بن محمد يقول: كنت أعود السري في كل ثلاثة أيام عيادة السنة فدخلت عليه وهو يجود بنفسه فجلست عند رأسه فبكيت وسقط من دموعي على خده ففتح عينيه ونظر إلي فقلت له: أوصني فقال: لا تصحب الأشرار ولا تشتغل عن الله بمجالسة الأخيار .أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا جعفر الخلدي حدثنا الجنيد قال: سمعت حسن بن البزار يقول: كان أحمد بن حنبل ههنا وكان بشر بن الحارث ههنا وكنا نرجو أن يحفظنا الله بهما ثم إنهما ماتا وبقي سري فأني أرجو أن يحفظني الله بسري .أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان حدثنا علي بن الحسن العقيلي قال: سمعت الفرجاني يقول: سمعت الحسن يقول: ما رأيت أعبد لله من السري السقطي أتت عليه ثمان وتسعون سنة ما رؤى مضطجعاً إلا في علة الموت .أخبرنا الأزهري قال: قال لنا أبو عمر محمد بن العباس بن حمويه: قال لنا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي: توفي أبو الحسن السري بن المغلس السقطي يوم الثلاثاء لست ليال خلونا من شهر رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين بعد آذان الفجر ودفن بعد العصر .قلت: وكان دفنه في مقبرة الشونيزية وقبره ظاهر معروف وإلى جنبه قبر الجنيد .أخبرنا البرقاني أخبرنا محمد بن العباس قال: سمعت أبا الحسن بن المديني صديقنا قال: سمعت أبا عبيد بن حربويه يقول: حضرت جنازة سري السقطي فلما كان في بعض الليالي رأيته في النوم فقلت: ما فعل الله بك قال: غفر الله لي ولمن حضر جنازتي وصلى علي فقلت: فإني ممن حضر جنازتك وصلى عليك. قال: فأخرج درجاً فنظر فيه فلم ير لي فيه اسما فقلت بلى قد حضرت قال: فنظر فإذا اسمي في الحاشية .السري بن عاصم أبو سهل الهمداني :حدث عن عيسى بن يونس وإسماعيل بن علية ويحيى بن سعيد الأموي وعبد السلام بن حرب وحفص بن غياث وحرمي بن عمارة وحفص بن عمر الأبلي روى عنه عبد الرحمن بن عمر بن خراش وأبو بكر بن عبد الخالق الوراق والحسن بن محمد بن شعبة الأنصاري وعلي بن الحسن بن الحارث المروذي وأحمد بن محمد بن إسماعيل الأدمي وأحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني والقاضي المحاملي وغيرهم .أخبرني هلال بن محمد الحفار حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن الصواف قال: وجدت في كتابي عن محمد بن الحسين بن خالد البزاز جارنا يذكر أنه كان عند السري بن عاصم وهو يحدثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم فسمع كلاماً في ناحية المجلس فقال: ما هذا كنا عند حماد بن زيد وهو يحدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم فسمع كلاماً في ناحية المجلس فقال: ما هذا كانوا يعدون الكلام عند حديث النبي صلى الله عليه وسلم كرفع الصوت فوق صوته .أخبرني الحسين بن علي الطناجيري أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني حدثنا السري بن عاصم حدثنا إسماعيل بن علية عن يحيى بن عتيق عن محمد عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الماء الراكد .هذا الحديث إنما يحفظ من رواية يعقوب الدورقي عن بن علية ويقال: إنه تفرد به وقد سرقه السري بن عاصم منه وكان يسرق الأحاديث الأفراد فيرويها .أخبرنا علي بن طلحة المقرىء أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش حدثنا السري بن عاصم البغدادي وكان يكذب. حدثني أحمد بن محمد الغزال قال: قرأت على محمد بن جعفر الشروطي عن أبي الفتح محمد بن الحسين الأزدي الحافظ قال: سري بن عاصم البغدادي متروك الحديث .أخبرنا السمسار أخبرنا الصفار حدثنا بن قانع أن السري بن عاصم مات في صفر من سنة ثمان وخمسين ومائتين .السري بن مرثد أو مزيد :حدث عن طاهر بن أبي أحمد الزبيري روى عنه محمد بن مسيب الأرغياني أخبرنا أبو المظفر محمد بن الحسن المروذي أخبرنا زاهر بن أحمد السرخسي حدثنا محمد بن المسيب حدثنا السري بن مرثد أو مزيد لم يكن مضبوطاً في كتاب أبي المظفر فصيرته بالشك قال: حدثنا طاهر بن محمد الزبيري حدثني أبي حدثنا أبو سعيد بن عوذ عن مجاهد عن بن عباس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النوم قبل العشاء وعن الحديث بعدها .السري بن أحمد بن السري أبو الحسن الكندي الرفاء الموصلي :شاعر مجود حسن المعاني وله مدائح في سيف الدولة وغيره من أمراء بني حمدان وكان بينه وبين أبي بكر وأبي عثمان محمد وسعيد ابني هاشم الخالديين حالة غير جميلة ولبعضهم في بعض أهاجي كثيرة فآذاه الخالديان أذى شديداً وقطعا رسمه من سيف الدولة وغيره فانحدر إلى بغداد ومدح بها الوزير أبا محمد المهلبي فانحدر الخالديان وراءه ودخلا إلى المهلبي وثلبا سرياً عنده فلم يحظ منه بطائل وحصلا في جملة المهلبي ينادمانه وجعلا هجيراهما ثلب سري والوقيعة فيه ودخلا إلى الرؤساء والأكابر ببغداد ففعل به مثل ذلك عندهم وأقام ببغداد يتظلم منهما ويهجوهما .ويقال: إنه عدم القوت فضلاً عن غيره ودفع إلى الوراقة فجلس يورق شعره ويبيعه ثم نسخ لغيره بالأجرة وركبه الدين ومات ببغداد على تلك الحال بعيد سنة ستين وثلاثمائة وكان الحسين بن محمد بن جعفر الخالع يزعم أنه سمع منه ديوان شعره وقد روى عنه أحمد بن علي المعروف بالهايم وغيره .أخبرنا علي بن أبي علي قال: أنشدنا أحمد بن علي المعروف بالهايم قال: أنشدنا السري بن أحمد الرفاء لنفسه وكتب بها إلى صديق له كان أهدى إليه قدحاً حسناً فسقط من يده فانكسر:

    يا من لديه العفاف والورع ........ وسيمتاه العلاء والرفع

    كأسك قد فرقت مفاصله ........ بين الندامى فليس يجتمع

    كأنما الشمس بينهم سقطت ........ فجسمها في أكفهم قطع

    لو لم أكن واثقاً بمشبهه ........ منك لكاد الفؤاد ينصدع

    فجد به بدعة فعندي من ........ جودك أشياء كلها بدع

    ذكر من اسمه سلام

    سلام بن صبيح المدائني :حدث عن منصور بن زاذان روى عنه أبو معاوية الضرير أخبرنا الحسن بن أبي بكر أخبرنا حامد بن محمد بن عبد الله الهروي أخبرنا علي بن عبد العزيز حدثنا أبو الأحوص محمد بن حيان حدثنا أبو معاوية حدثنا سلام بن صبيح عن منصور بن زاذان عن بن سيرين عن أبي هريرة قال : ذكرت القبائل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ما تقول في هوازن ؟ فقال : 'زهرة تينع' . قالوا : فما تقول في بني عامر ؟ قال : 'جمل أزهر يأكل من أطراف الشجر' . قالوا : ما تقول في تميم ؟ قال : فقال : 'يأبى الله لبني تميم إلا خيراً ثبت الإقدام عظام الهام رجح الأحلام هضبة حمراء لا يضرها من ناوأها أشد الناس على الرجال في آخر الزمان' .قال أبو الأحوص : قلت لأبي معاوية من سلام قال : كان يسكن المدائن .سلام بن سلم ويقال : بن سليم ويقال : بن سليمان والصواب بن سلم : أبو عبد الله التميمي المعروف بالطويل :من أهل خراسان سكن المدائن وحدث عن زيد العمي وغياث بن المسيب روى عنه أبو النضر هاشم بن القاسم ومحمد بن جعفر المدائني وسعيد بن سليمان الواسطي وخلف بن الوليد وخلف بن هشام وغيرهم .أخبرني أبو الفرج الحسين بن عبد الله بن أحمد المقرىء حدثنا أحمد بن جعفر القطيعي إملاء حدثنا إدريس بن عبد الكريم المقرىء حدثنا خلف بن هشام حدثنا سلام الطويل الخراساني عن زيد العمى عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : 'إن الله لا يأذن لشيء من أهل الأرض إلا لأذان المؤذنين والصوت الحسن بالقرآن' .أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق أخبرنا هبة الله بن محمد بن حبش الفراء حدثنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سمعت يحيى بن معين وذكر له رجل سلام بن سلم الطويل فقال : له أحاديث منكرة .وقال بن أبي شيبة في موضع آخر : سمعت أبا بديل التميمي وذكر ليحيى رواية أحمد بن يونس عن سلام بن سليم وقال : له أبو بديل كان رجلاً منا فقال له يحيى : كان ضعيفاً .أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد الأنماطي أخبرنا محمد بن المظفر أخبرنا علي بن أحمد بن سليمان البزاز المصري حدثنا أحمد بن سعد بن أبي مريم قال : وسألته يعني يحيى بن معين عن سلام بن سليمان التميمي فقال : ضعيف لا يكتب حديثه .أخبرنا الصيمري حدثنا علي بن الحسن الرازي حدثنا محمد بن الحسين الزعفراني حدثنا أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : سلام بن سلم المدائني ليس حديثه بشيء .أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ حدثنا أبي حدثنا محمد بن مخلد حدثنا العباس بن محمد قال : سمعت يحيى يقول : سلام بن سلم التميمي ليس بشيء .أخبرني علي بن محمد السمسار أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار أخبرنا محمد بن عمران الصيرفي حدثنا عبد الله بن علي بن المديني قال : وسألته يعني أباه عن سلام بن سليمان التميمي فضعفه جداً .أخبرني إبراهيم بن عمر البرمكي حدثنا عبيد الله بن محمد بن حمدان الفقيه حدثنا إبراهيم بن علي بن الحسن القطيعي حدثني الحسن بن الهيثم بن الخلال حدثنا محمد بن موسى بن مشيش قال : وسألته يعني أحمد بن حنبل عن سلام الطويل فقال : روى أحاديث منكرات ولم يرضه .أخبرنا البرقاني أخبرنا بن خميرويه الهروي أخبرنا الحسين بن إدريس قال : قال : بن عمار سلام بن سليم المدائني ليس بحجة .أخبرني عبد الله بن يحيى السكري أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي حدثنا جعفر بن محمد بن الأزهر حدثنا بن الغلابي قال : سلام الطويل مدائني ضعيف روى عنه سعدويه .وقال في موضع آخر : سلام بن سلم مدائني مذموم .أخبرنا البرقاني أخبرنا علي بن محمد بن جعفر المالكي حدثنا القاضي أبو خازم عبد المؤمن بن المتوكل بن مشكان ببيروت أخبرنا أبو الجهم المشغراني .وحدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني بدمشق حدثنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني حدثنا عبد الجبار بن عبد الصمد السلمي حدثنا القاسم بن عيسى العصار قالا : حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : سلام بن سلم المدائني غير ثقة .أخبرنا بن الفضل أخبرنا علي بن إبراهيم المستملي حدثنا أبو أحمد بن فارس حدثنا البخاري قال : سلام بن سلم السعدي المدائني الطويل تركوه .أخبرنا علي بن طلحة المقرىء أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال : سلام الطويل كوفي متروك .وقال في موضع آخر : سلام بن سلم كذاب .أخبرنا البرقاني أخبرنا أحمد بن سعيد بن سعد حدثنا عبد الكريم بن أحمد بن شعيب النسائي حدثنا أبي قال : سلام بن سلم متروك الحديث .أخبرني البرقاني حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك الأدمي حدثنا محمد بن علي الإيادي حدثنا زكريا بن يحيى الساجي قال : سلام بن سليم خراساني نزل المدائن عنده مناكير .سلام بن سليمان بن سواء أبو العباس وقيل أبو المنذر الضرير المدائني :وهو بن أخي شبابة بن سوار سكن دمشق بأخرة وحدث عن مغيرة بن مسلم السراج ومسلمة بن الصلت وعبد الرحمن المسعودي وشعبة بن الحجاج وأبي عمرو بن العلاء وورقاء بن عمر وبكر بن خنيس . روى عنه سلمان بن توبة النهرواني ومحمد بن عيسى بن حيان وعبد الله بن روح المدائنيان وهارون بن موسى الأخفش ويزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقيان .وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمع أبي منه بدمشق وسئل عنه فقال : ليس بالقوي .أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن علي بن حيد النيسابوري بها حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم حدثنا محمد بن عيسى بن حيان المدائني حدثنا سلام بن سليمان حدثنا ورقاء عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك قال : جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : يا رسول الله هل علينا من حرج فقال : 'عباد الله وضع الله الحرج إلا رجلاً اقترض يعني من عرض رجل ظلماً ذاك الذي حرج وهلك' . قالوا : يا رسول الله فنتداوى قال : 'تداووا عباد الله فإن الله لم ينزل داء إلا وقد أنزل له دواء إلا السام' . قالوا : يا رسول الله فما خير ما أوتي العباد وأفضل . قال : 'الخلق الحسن .أخبرنا الأزهري قال : قال : لنا أبو الحسن الدارقطني تفرد به سلام بن سليمان عن ورقاء .قرأت في كتاب أبي سعد الماليني أخبرنا عبد الله بن عدي الحافظ قال : سلام بن سليمان بن سوار الثقفي المدائني الضرير يقال : له الدمشقي لمقامه بدمشق وهو منكر الحديث .سلام بن سالم أبو مالك الخزاعي الضرير :حدث عن يزيد بن هارون وعمر بن سعيد التنوخي وموسى بن إبراهيم المروزي والفضل بن جبير الوراق روى عنه الحسين بن إسماعيل المحاملي .

    ذكر من اسمه سلامة

    سلامة العجلي :سمع سلمان الفارسي وقدم عليه المدائن وهو معدود في الكوفيين . روى عنه سماك بن حرب . أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني حدثنا أحمد بن داود المكي حدثنا قيس بن حفص الدارمي حدثنا مسلمة بن علقمة المازني حدثنا داود بن أبي هند عن سماك بن حرب عن سلامة العجلي قال : جاء بن أخت لي من البادية يقال : له قدامة فقال لي : بن أختي أحب أني ألقى سلمان الفارسي فأسلم عليه فخرجنا إليه فوجدناه بالمدائن وهو يومئذ على عشرين ألفاً ووجدناه على سرير يسف خوصاً فسلمنا عليه . قلت : يا أبا عبد الله هذا بن أخت لي قدم علي من البادية فأحب أن أسلم عليك قال : عليه السلام ورحمة الله قلت : يزعم أنه يحبك قال : أحبه الله قال : فتحدثنا وقلنا له : يا أبا عبد الله ألا تحدثنا عن أصلك وممن أنت قال : أما أصلي وممن أنا فأنا من أهلي رامهرمز كنا قوماً مجوساً فأتانا رجل نصراني من أهل الجزيرة كانت أمه منا فنزل واتخذ فينا ديراً وكنت في كتاب الفارسية وكان لا يزال غلام معي في الكتاب يجيء مضروباً يبكي قد ضربه أبواه فقلت له يوماً : ما يبكيك قال : يضربني أبواي قلت : ولم يضربانك قال : آتي صاحب هذا الدير فإذا علما ذاك ضرباني وأنت لو أتيته سمعت منه حديثاً عجباً . قلت : فاذهب بي معك فأتيناه فحدثنا عن بدء الخلق وعن بدء خلق السماء والأرض وعن الجنة والنار قال : فكنت أختلف إليه معه ففطن لنا غلمان من الكتاب فجعلوا يجيئون معنا فلما رأى ذلك أهل القرية أتوه فقالوا له : يا هناه إنك قد جاورتنا فلم تر من جوارنا إلا الحسن وأنا نرى غلماننا يختلفون إليك ونحن نخاف أن تفسدهم علينا اخرج عنا قال : نعم فقال : لذلك الغلام الذي كان يأتيه أخرج معي قال : لا أستطيع ذاك قد علمت شدة أبوي علي . قلت : لكني أنا أخرج معك وكنت يتيماً لا أب لي فخرجت معه فأخذنا جبل رامهرمز فجعلنا نمشي ونتوكل ونأكل من ثمر الشجر حتى قدمنا الجزيرة فقدمنا نصيبين فقال لي صاحبي : يا سلمان إن ههنا قوماً هم عباد أهل الأرض وأنا أحب أن ألقاهم قال : فجئنا إليهم يوم الأحد وقد اجتمعوا فسلم عليهم صاحبي فحيوه وبشوا به وقالوا : أين كانت غيبتك قال : كنت في إخوان لي قبل فارس فتحدثنا ما تحدثنا ثم قال لي صاحبي : قم يا سلمان انطلق فقلت : لا دعني مع هؤلاء قال : إنك لا تطيق ما يطيق هؤلاء يصومون الأحد إلى الأحد ولا ينامون هذا الليل وإذا فيهم رجل من أبناء الملوك ترك الملك ودخل في العبادة فكنت فيهم حتى أمسينا فجعلوا يذهبون واحداً واحداً إلى غاره الذي يكون فيه فلما أمسينا قال : ذاك الذي من أبناء الملوك هذا الغلام ما يصنع ليأخذه رجل منكم فقالوا خذه أنت فقال لي : هلم يا سلمان فذهب بي حتى أتى غاره الذي يكون فيه فقال لي : يا سلمان هذا خبز وهذا أدم فكل إذا غرثت وصم إذا نشطت وصل ما بدا لك ونم إذا كسلت ثم قام في صلاته فلم يكلمني إلا ذاك ولم ينظر إلي فأخذني الغم تلك السبعة الأيام لا يكلمني أحد حتى كان الأحد فانصرف إلى فذهبنا إلى مكانهم الذي كانوا يجتمعون قال : وهم يجتمعون كل أحد يفطرون فيه فيلقى بعضهم بعضاً ويسلم بعضهم على بعض ثم لا يلتقون إلى مثله قال : فرجعنا إلى منزلنا فقال لي مثل ما قال لي أول مرة هذا خبز وأدم فكل منه إذا غرثت وصم إذا نشطت وصل ما بدا لك ونم إذا كسلت ثم دخل في صلاته فلم يلتفت إلي ولم يكلمني إلى الأحد الآخر فأخذني غم وحدثت نفسي بالفرار فقلت : أصبر أحدين أو ثلاثة فلما كان يوم الأحد رجعنا إليهم وأفطروا واجتمعوا فقال لهم : إني أريد بيت المقدس فقالوا له : وما تريد إلى ذلك قال : لا عهد لي به قالوا : إنا نخاف أن يحدث بك حدث فيليك غيرنا وكنا نحب أن نليك قال : لا عهد لي به فلما سمعته يذكر ذاك فرحت قلت نسافر ونلقى الناس فيذهب عنى الغم الذي كنت أجد فخرجنا أنا وهو وكان يصوم من الأحد إلى الأحد ويصلي الليل كله ويمشي بالنهار فإذا نزلنا قام يصلي فلم يزل ذاك دأبه حتى انتهينا إلى بيت المقدس وعلى الباب رجل مقعد يسأل الناس فقال : أعطني فقال : ما معي شيء فذهبنا إلى بيت المقدس فلما رآه أهل بيت المقدس بشوا إليه واستبشروا به فقال : لهم غلامي هذا فاستوصوا به فانطلقوا بي فأطعموني خبزاً ولحماً ودخل في الصلاة فلم ينصرف إلى حتى كان يوم الأحد الآخر ثم انصرف فقال : لي يا سلمان إني أريد أن أضع رأسي فإذا بلغ الظل مكان كذا وكذا فأيقظني فوضع رأسه فنام فبلغ الظل الذي قاله فلم أوقظه ماواة له مما دأب من اجتهاده ونصبه فاستيقظ مذعوراً فقال : يا سلمان ألم أكن قلت لك إذا بلغ الظل مكان كذا وكذا فأيقظني قلت : بلى ولكني إنما منعني ماواة لك من دأبك قال : ويحك يا سلمان أني أكره أن يفوتني شيء من الدهر لم أعمل فيه لله خيراً ثم قال لي : يا سلمان إن أفضل دين اليوم النصرانية قلت : ويكون بعد اليوم دين أفضل من النصرانية كلمة ألقيت على لساني قال : نعم يوشك أن يبعث نبي يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة وبين كتفيه خاتم النبوة فإذا أدركته فاتبعه وصدقه قلت وإن أمرني أن أدع النصرانية قال : نعم فإنه نبي لا يأمر إلا بحق ولا يقول إلا حقاً والله لو أدركته ثم أمرني أن أقع في النار لوقعتها ثم خرجنا من بيت المقدس فمررنا على ذلك المقعد فقال : له دخلت فلم تعطني وهذا تخرج فأعطني فالتفت فلم ير حوله أحداً قال : فأعطني يدك فأخذ بيده فقال : قم بإذن الله فقام صحيحاً سوياً فتوجه نحو أهله فأتبعته بصري تعجباً مما رأيت وخرج صاحبي فأسرع المشي وتبعته فتلقاني رفقة من كلب أعراب فسبوني فحملوني على بعير وشدوني وثاقاً فتداولني البياع حتى سقطت إلى المدينة واشتراني رجل من الأنصار فجعلني في حائط له من نخل فكنت فيه قال : ومن ثم تعلمت عمل الخوص اشترى خوصاً بدرهم فأعمله فأبيعه بدرهمين فأرد درهماً إلى الخوص واستنفق درهماً أحب أن آكل من عمل يدي وهو يومئذ على عشرين ألفا فبلغنا ونحن بالمدينة أن رجلاً قد خرج بمكة يزعم أن الله أرسله فمكثنا ما شاء الله أن نمكث فهاجر إلينا وقدم علينا فقلت والله لأجربنه فذهبت إلى السوق فاشتريت لحم جزور بدرهم ثم طبخته فجعلت قصعة من ثريد فاحتملتها حتى أتيته بها على عاتقي حتى وضعتها بين يديه فقال : ما هذه أصدقة أم هدية قلت بل صدقة فقال لأصحابه : كلوا باسم الله وأمسك ولم يأكل فمكثت أياماً ثم اشتريت لحم جزور أيضاً بدرهم وأصنع مثلها فاحتملتها حتى أتيته بها فوضعتها بين يديه فقال : ما هذه هدية أم صدقة قلت لا بل هدية قال لأصحابه : كلوا بسم الله واكل معهم قلت هذا والله يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة فنظرت فرأيت بين كتفيه خاتم النبوة مثل بيضة الحمامة فأسلمت ثم قلت له : ذات يوم يا رسول الله أي قوم النصارى قال : لا خير فيهم وكنت أحبهم حباً شديداً لما رأيت من اجتهادهم ثم أني سألته أيضاً بعد أيام يا رسول الله أي قوم النصارى قال : لا خير فيهم ولا فيمن يحبهم قلت في نفسي : وأنا والله أحبهم قال : وذاك والله حين بعث السرايا وجرد السيف فسرية تدخل وسرية تخرج والسيف يقطر قلت : يحدث بي الآن أني أحبهم فيبعث إلي فيضرب عنقي فقعدت في البيت فجاءني الرسول ذات يوم فقال : يا سلمان أجب قلت من قال رسول الله قلت : هذا والله الذي كنت أحذر قلت : نعم اذهب حتى ألحقك قال : لا والله حتى تجيء وأنا أحدث نفسي إن لو ذهب أن أفر فانطلق بي فانتهيت إليه فلما رآني تبسم وقال لي يا سلمان : أبشر فقد فرج الله عنك ثم تلا على هؤلاء الآيات : 'الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به وإنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة ومما رزقناهم ينفقون وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين' .القصص 52 : 55 . قلت : والذي بعثك بالحق لقد سمعته يقول : لو أدركته فأمرني أن أقع في النار لوقعتها إنه نبي لا يقول إلا حقاً ولا يأمر إلا بالحق .سلامة بن سليمان بن أيوب بن هارون أبو الحسين السلمي المقرىء الباجدائي :قدم بغداد وحدث بها عن أبي يعلى الموصلي وعلي بن عبد الحميد الغضائري وأبي عروبة الحراني وأبي بدر أحمد بن خالد بن مسرج ومحمد بن أبي شيخ الرافقي حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه وما علمت من حاله إلا خيراً .أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق حدثنا سلامة بن سليمان الباجدائي حدثنا محمد بن أبي شيخ حدثنا علي بن الحسين التميمي حدثنا بندار قال : قلت لعبد الرحمن بن مهدي : صف لي الثوري قال : فوصفه لي فسألت الله أن يرينيه في منامي فلما أن مات عبد الرحمن رأيته في منامي في الصورة التي وصفها لي عبد الرحمن فقلت له : ما فعل الله بك قال : غفر لي قال : فإذا في كمه شيء فقلت : إيش في كمك قال : اعلم أنه قدم بروح أحمد بن حنبل فأمر الله جبريل أن ينثر عليها الدر والجوهر

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1