Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

عمدة الكتاب وعدة ذوي الألباب
عمدة الكتاب وعدة ذوي الألباب
عمدة الكتاب وعدة ذوي الألباب
Ebook236 pages59 minutes

عمدة الكتاب وعدة ذوي الألباب

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يُعدُّ كتاب "عمدة الكتاب وعُدَّة ذوي الألباب" من أقدم المصادر الخاصة بصناعة المخطوط العربي، فقد توسَّع في تناول صناعة الأَمِّدَة والأحبار واللِّيَق وصناعة الكواغد والآلات وغيرها، إلى جانب صَنْعَة التجليد، وهو يَسبق كتاب "المخترع في فنون من الصُّنَع"، بل إنَّ الأخير بنى أغلب مادته - المتعلقة بالموضوع - عليه، ونقَل عنه جلَّ ما أورَد، باستثناء فصْل التجليد، فقد انفرَد بزيادات أصيلة.
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateMar 29, 1901
ISBN9786719283804
عمدة الكتاب وعدة ذوي الألباب

Related to عمدة الكتاب وعدة ذوي الألباب

Related ebooks

Reviews for عمدة الكتاب وعدة ذوي الألباب

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    عمدة الكتاب وعدة ذوي الألباب - المعز بن باديس

    الغلاف

    عمدة الكتاب وعدة ذوي الألباب

    المعز بن باديس

    454

    يُعدُّ كتاب عمدة الكتاب وعُدَّة ذوي الألباب من أقدم المصادر الخاصة بصناعة المخطوط العربي، فقد توسَّع في تناول صناعة الأَمِّدَة والأحبار واللِّيَق، وصناعة الكواغد والآلات وغيرها، إلى جانب صَنْعَة التجليد، وهو يَسبق كتاب المخترع في فنون من الصُّنَع، بل إنَّ الأخير بنى أغلب مادته - المتعلقة بالموضوع - عليه، ونقَل عنه جلَّ ما أورَد، باستثناء فصْل التجليد، فقد انفرَد بزيادات أصيلة.

    في فضل القلم والخط

    قال الله تبارك وتعالى : { ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ } ، وقال تعالى : { اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ } ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 'إن أول ما خلق الله عز وجل القلم ، فقال له اجْرِ ، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة' . وقال ابن عباس في قول الله تعالى : 'اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم' ، أي كاتب حاسب . ومن جلالة القلم أنه لم يكتب الله عزّ وجلّ قط كتاباً إلا به . وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في تفسير قوله تعالى : { أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ } قال : الخط الحسن .وجاء في التفسير في قوله تعالى : { إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ } أنها كانت عيداناً مكتوباً على رؤوسها أسماؤهم . وقال بعض المفسرين في تفسير قوله تعالى : { يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ } ، هو الخط الحسن .وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : الخط الحسن يزيد الحق وضوحاً وقال بعض البلغاء : ببكاء الأقلام تبتسم الكتب ، والقلم صائغ الكلام ، يفرغ ما تجمعه القلوب ، ويصوغ ما يسكبه اللبُّ ، وما أثمرته الأقلام لم تطمع في دروسه الأيام . بل القلم شجرة ثمرها الألفاظ ، والفكر لؤلؤة ثمرتها الحكمة .

    صفة انتخاب الأقلام الجيدة واختيارها

    واختلاف بريها عن أجناس الخطوط ، وصفة الدواة واختيار آلاتها :اعلم أن الأقلام الجليلة خمسة وهي قلم الطومار وقلم الرياس وقلم الثلثين وقلم النصف وقلم الثلث وهو أخفها ، وهي في ثقل الخطوط على مقدار ترتيبها ، ويقدم بعضها على بعض . الثلثان دون الطومار في الثَّقل إلا أنه مولّد منه ، والرياسي أقل من قلم النصف بسدس . ومعنى ذلك هو أن الزمان الذي يكتب فيه صاحب الطومار رسالة محدودة ، يكتبها صاحب قلم الثلثين في ثلثيه ، ويكتبها صاحب النصف في نصفه ، ويكتبها صاحب الثلث في ثلثه ، وأما الرياسي فزمانه طويل . وأشرف الخط هذه الأقلام الخمسة ، وغيرها واقع دونها مثل خفيف الثلثين وصغير النصف والوشى المنمنم وغبار الحلبة وخط المؤامرات وخط السجلات وخط الحرم وهو الكوفي . والله تعالى أعلم .وأفضل الأقلام المعتدل الحالات في الدقة والغلظ والتبطين والطول والقصر وما أخذ من جانبيه بقَدَر ، وجعل موضع القطة أعرض قليلاً من وسطه ، ورأسه في مقدار إصبع الإبهام ، وشقاه متشاكلين في الدقة والرقة ، وشقه يكون متوسطاً إلى ثلثي رأس القلم لأنه إن جاوز ذلك سود يد الكاتب وأبطل عمله . وإذا طال رأس القلم فهو أخف وأضعف ، وإذا قصر فهو أغلظ وأقوى .والمحمود في الطويل منها ما كان له شحم ولم يكن محرَّفاً لئلا يجتمع عليه القط الغليظ من جهة التبطين والتحريف .والأقلام إذا كانت مستوية القط جاء الخط خفيفاً غير مليح ، وإذا كانت محرفة جاء الخط ضعيفاً ضاوياً . فأحسنها وأجودها المتوسط بين الطول والقصر والدقة والغلظ والتحريف والاستواء . والمحرف والمبطّن أشبه بخط الورق والدفاتر ، فأما غيرهما فلا يحتمل ذلك .والجيد من الأنابيب ما كان معتدلاً في طوله وجسمه وصلابته . والمختار منها ما احمرَّ جوفه وكثر شحمه . وحق هذا القلم إذا كان على هذه الصفة أن يبرى من رأسه وهو الموضع الغليظ من الأنبوب . وإذا كان ضدّ ذلك فهو ضعيف . فيجب أن يبرى من أسفله لأنه أقوى من رأسه وهو الموضع الدقيق من الأنبوب .واعلم أنه لا يتهيأ لصاحب المحرف إدارة يده كإدارة صاحب المستوى فيجب أن تكون القطة مستوية ، لها قربة من الشق الأيمن تخالها محرفة . ويجب أن يكون شق القلم في وسط سنه ، ويكون إلى مقدار عقدة الخنصر في رأسه .والقلم الذي يكتب به الرياسي - خاصة وهو أغلظ الأقلام - يكون بريه بتقليل الشحم في رأسه ، لأنه إذا كان الشحم من أوله إلى آخره على استواء لم يجر القلم ولم يكن لخطه حُسن وفسد ، وإذا كان رأسه أكثر شحماً لم يكتب . فينبغي أن يعمل بحسب ذلك إن شاء الله تعالى .وخط المستوى من الأقلام أقوى وأصغر وأبقى ، وهو بمذهب الكُتّاب أشكل وأحسن ، وخط المحرف من الأقلام أضعف من غيره وأحلى ، وهو بخط الورق أشبه . والمتوسط بينهما يجمع ما فيهما .وما في رأسه طول من الأقلام فهو يعين اليد الخفيفة على سرعة الكتابة ، وما قصر منها كان على ضد ذلك . وإذا طال سنّ القلم كان خطه أخف وأضعف ، وإذا قصر كان خطه أقوى وأصقل .فأما الذي يُختار ويُقدَّم فالمتوسط في الأمور الحالات الثلاث : المعتدل بين الطول والقصر ، والنحافة والغلظ والتحريف والاستواء . وأحمد الأقلام بعد هذا كله ما أرهف من جانبي وسطه حتى تكون القطة أعرض قليلاً مما قبله ، وطول سنه في مقدار الإبهام . وأفسدها ما زاد على ذلك أو قصر عنه .ويضع الرجل السكين

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1