القيد
By آن ميثر
()
About this ebook
Read more from آن ميثر
الماضي لا يعود Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهديتك عمري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاتيت من بعيد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسمعا وطاعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعطر النار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأرجوحة المصير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsغيمة أصلها ماء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهي وهو والخوف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمرة في العمر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوضاعت الكلمات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالشلالات البعيدة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزهرة الرماد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدموع الورد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكيف احيا معك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسقوط الأقنعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to القيد
Related ebooks
الانتقام الأخير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالفترة التجريبية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsايام معها Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدرس في الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعذراء و المجهول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخاتم الانتقام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالوهم الاسير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلمن يسهر القمر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنشودة البحيرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإبراهيم الكاتب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمنبوذة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحب العاصف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسقوط الأقنعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأنتظار المر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبرق يدوي مرتين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتعالي الى الأدغال Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقمر الآحلام الضائعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsThe Bell and the Minaret Arabic Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسيدها Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملاك في خطر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهمسات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالغجرية الثائرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمرض السابع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsIsrael Jihad in Tel Aviv - مقدمة: Arabic Version Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالغرفة رقم -3 وسم مامون Rating: 5 out of 5 stars5/5واحترق الجليد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهروب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملائكة الجاماييك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحكايات هائمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for القيد
0 ratings0 reviews
Book preview
القيد - آن ميثر
1 - مارثا تخشى رؤية زوجها من جديد
ولكنه قال إذا كانت ترغب في التحدث اليه فعليها ان تأتى إلى الجزيرة.
جعلتها تأتى منهمكة. وها هي في طريقا اليه.
نسيت هذا الهواء بالذات. نسيت رقته وصفاءه، النور الشفاف الذي يجعل الألوان أكثر
اشراقا. ثم هناك الرائحة. العبير المميز لجنائن الليمون وعرائش العنب الناضجة. لا
يوجد مكان اخر يضاهيه تماما. ومع ان حب مارثا للجزر طغت عليه عواطف أخرى الا
انه استحال عليها الآن الا ان تتجاوب مع جمالها.
استيقظت باكرا ذلك الصباح. قالت لنفسها، ان هذا حدث عادي، باعتبار انها اوت إلى
فراشها قبل العاشرة ليلا، وتجاهلت كليا انها لم تنم جيدا. قضت الليل في تذكر مقلق
للحياه التي تخلت عنها منذ خمس سنوات ونصف.
لكنها الآن تواجه الصباح، ومن شرفه الفندق يطالعها بحر ايجه ذو المياه الزرقاء، فيما
حدود الشاطئ التركي لا تبعد أكثر من اثنى عشر ميلا. هناك سديم يغلل الافق منذرا
بحلول قيظ لكن الدفء الذي بدأ يغزو الهواء الذي يعج بطنين الحصاد.
اختارت هذا الفندق لقربه من بلده رودس الصغيرة حيث تستطيع الذهاب اليها
بالتاكسي في عشر دقائق، كما انه لا يبعد عن طريق الساحل مثل ذلك الفندق نزلت فيه
مع ساره قبل ثماني سنوات. انه سيثير فيها الما شديدا إذ سيذكرها بالشباب الذي هدرته.
بدأ حوض السباحة في الفندق يجتذب عددا من النزلاء. راقبت مراهقا شاحب الجلد
يسبح بنشاط في عمق مياهه ونظرت إلى شحوب ذراعيها من خلال قميص نومها المخطط. ان قضاء الشتاء في مناخات الشمالية ازال بقايا السمرة التي اكتسبتها في في أثناء رحلتها مع
ساره في العام الفائت إلى جزر سكيللي في المحيط الأطلسي.
حسدت الناس الداكنة البشرة الذين لا يبدون شاحبين، مثل دايون.
تجهمت حين وعت ان اسمه قفز اليا إلى ذهنها. لكن إذا اخذت بالاعتبار سبب وجودها
هنا، فذلك ليس مستغرب، قالت لنفسها بحده وهي تغادر الشرفة كي تستحم وترتدى
ثيابها.
مع ذلك، شعرت في في أثناء تناولها الافطار في قاعه الفندق بتزعزع في ثقتها. لم تكن المرة
الاولى التي تمنت فيها لو انها لم تتح لنفسها مجال الاقتناع بالمجيء إلى هنا، وداخلها شك
بأنها لم تكون المرة الاخيرة. ارادت ان تساعد روجر بالطبع، لكن هذا المطلب المعين يفوق
طاقتها. يجب ان تكون هناك وسيله أخرى تستطيع روجر اعتمادها، مع ذلك، ألن تأت
لهذا السب بالذات؟ لان عائلة ميكونوس سدت على روجر كل الاقتراحات الاخرى التي
تقدم بها؟
تنهدت وهي تدهن قرص الخبز بمربى المشمش. لو ان روجر اختار أي مكان اخر عدا
جزيرة ميكوس! لكن أبحاثه قادته إلى الاعتقاد بان ميكوس قد تكون الجأت اليها المينويين
الذين فروا من العاصفة التي اكتسحت جزيرة كريت عندما انفجر بركان جزيرة
سانترويني قبل ثلاثة آلاف سنه تقريبا. مع ان مارثا لم تشأ الترابط. الا ان تأكيد روجر
العنيد بأنها ترفض مساعدته بسبب خوفها من الاتصال مجددا بدايون، اذاب معارضتها
بالتدريج.
احست بعيني النادل السوداوين تستقران عليها فشعرت برعشه خوف.
بوسع الرجال اليونانيين ان يكنوا اشد مشاعر الاحتقار لنساء أوروبا الغربيات. انهم
يسددون نظرات الاعجاب ويغدقون عليهن عبارات الاطراء. ولكن في اعماقهم
يزدرون حريتهم على الرغم من مغازلاتهم لهن.
اما المرأة اليونانيه فيعاملها بطريقه جد مختلفه، ومع ان مركزها لا يتساوى بأي حال مع
مركز زوجها الا انه يمنحها ولاءه ويوليها الاحترام الذي تستحقه كأم اولاده.
ازاحت مارثا صحنها بنفاذ صبر وتناولت ابريق القهوة. تساءلت لماذا تفكر في هذه
الامور التي خرجت الآن من نطاق اهتماماتها. لقد نالت كفايتها من تلك الحياة الخانقة
المنعزلة التي تمنح الرجل الحرية ليفعل ما يشاء وتلزم المرأة بتنفيذ الاوامر المعطاة لها.
ان ذلك محزن بالطبع بالنسبة إلى جوزى، لكنها ستحظى على الاقل بحريه التصرف بعيدا
عن تسلط والدها.
مجددا، اجتاحها ذلك الشعور بالذنب الذي يرافق باستمرار تحديها الصامت. خلال كل
هذه لسنوات لم تتعلم فن الخداع الذاتي.
مهما قالت وكيفما دافعت عن نفسها لو تستطع ان تحطم ذلك الشعور بأنها تعمدت
حرمان ابنتها من حق بنوتها الشرعي. كان سهلا عليها تبيان الحقائق. ان دايون رفض
الاستماع اليها، قفز إلى استنتاجات رعناء تخلو من أي برهان، وانه جعلها تبتعد عنه
بسبب رغبته الجامحة. لكن لا مجال للنكران بانها لم تدحض اعتقاده آنذاك، بل استمتعت
في الواقع بغصبه المسعور وشعرت بنوع من الرضاء الشامت عندما خذلته في النهاية.
تلك المشاعر لم تدم طويلا. ادركت بالطبع، لو انه ذهب يسترضيها في تلك الأيام الاولى
لأذعنت له واطلعته على الحقيقة. احبته على الرغم من مساوئه ولم يكن من طبعها ايلام
الاخرين. لكنه لم يسع اليها، تحولت امالها غضبا، وغضبها صار امتعاضا وامتعاضها تحول
مراره. لما اتصل بها اخيرا، كانت ساره تعرضت للحادث ففات الوقت قصيرا على
الاصغاء إلى صوت العقل. لم تكن تبغى منه مطلق شيء، ولم تغفر له ابدا استعداده لادانتها. ثم حين كبرت ابنتها واصبحت بنتا صغيرة تأسر القلوب، ادركت مارثا ان دايون إذا
علم يوما بأن، جوزى ابنته فقد يأخذها منها ويأخذ كل شيء اخر.
تركت المائدة وعبرت القاعة إلى المخرج المقنطر المؤدي إلى الشرفة. لا يزال امامها وقت
للذهاب إلى البلدة ولو تشأ ان تنتظر لساعات قدوم ارسطو ميكونوس. - صباح الخير
يا انسه!
كان النادل الذي راقبها سابقا اعترض طريقها واخذ يرمقها باعجاب واضح. اعترفت
مارثا بأنه شاب وسيم، قصير ومتين الجسم كبعض اليونانيين وعضلات ذراعيه تنفر من
خلال قميصه الرقيق.
بدا واضحا انه معتاد على النجاح في ملاحقته للشابات العازبات اللواتي ينزلن في الفندق، ذكرها غرور وجهه بتلك المناسبة التي قبلت فيها مع اختها دعوه مماثله:
قالت له باقتضاب، وصرامه شفتيها تفضح غضبها من نظرته المتفحصة:
- صباح الخير. عن اذنك.
اتسعت عيناه تعجبا من استعمالها العفوي للغته وقال:
- اه، حضرتك يونانيه؟
ردت ببرود:
لا، انا انكليزيه. الآن، هل لك تبتعد عن طريقى.
- حسنا
بسط يديه بحركه تعبيريه فأحست مارثا انهما استرعيا انتباه بعض الندل الاخرين الذين
كانوا يراقبونهما بنظرات متسليه، فخرجت من قاعه الطعام ملتهبه الوجنتين.
لما خرجت إلى الشرفة طغت عليها روح المرح. كان سخفا منها ان تغضب من مغازلته
البسيطة. ما هم ان يكون يونانيه؟ من المفروض ان تسر لعلمها بانها لا تزال جذابه إلى
حد استدعى مغازلتها في الصباح الأول لوجودها. لا يجب لان تشعر بالاكتئاب من
جراء ذلك، لكن المغازلة ترامنت مع الافكار التي كانت تتجاذبها في في أثناء تناول الافطار.
تمشت بقلق على الشرفة وهي تحس تفاقما في وضعها المتململ.
سوف تسر حين تزف الساعة العاشرة حيث تتمكن من انهاء مقابلتها لوالد دايون،
ستكون مواجهة متلفه للاعصاب، والتصميم الذي اظهرته في انكلترا كي تبين لروجر انها
لا تخشى مقابلة أي شخص من عائلة ميكونوس، بدأ يتضاءل بسرعه ليس لانها خائفه بل
لانها تكره ان تطلب منهم ايه خدمه، هكذا طمأنت نفسها.
فجأة، قررت التوجه فورا إلى البلدة حيث يمكنها التجول في السوق لبعض الوقت. انها
بحاجه إلى زيت لاكتساب السمرة.
عادت إلى غرفتها لتتأكد من ان تنورتها البسيطة وقميصها القطني صالحان للخروج.
استعرضت شكلها في المراّه وتساءلت عما إذا كان حماها السابق سيلحظ الظلال تحت
عينيها، تمنت لاول مره لو انها ليست نحيله إلى هذا الحد، لكن الاعتناء بطفلة في الخامسة
وبفتاه مقعده والاضطلاع بعمل كامل الدوام لهو عبء يعجز عن كسو عظامها باللحم.
منذ انفصالها عن دايون لم تجد الوقت الكافى كي تفكر في مظهرها. شعرها الحريري الكث، العسلي اللون وحده بقى على حاله مانحا اياها حق الزهو به. ان عقصه في جديله واحده
يوفر عليها المال المطلوب لزياره المزين وقد اعتادت على غسله بنفسها وتركه يجف
طبيعيا. اما شعر جوزى الذي استحال على دايون ان يتقبل لونه، فأصبح الآن داكنا مثل
شعره. مع ان مارثا تعترف بأن ابنتها تشبهها من نواح كثيره.
فيما كان التاكسي يمضى بها على الطريق الساحلية. سرها ان شعرها كان معقودا لان
الهواء من شأنه ان يبعثر ايه تسريحه. الا ان الخصلات القليلة التي تناثرت على جبينها
الشاحب اضفت مسحه ملطفه على صرامه تقاسيمها القلقة.
سألها السائق عبر كتفه:
إلى ماندىاكي؟
استجمعت شتات ذهنها واجابت توافقه ببسمه خفيفه:
نعم، شكرا
ارتفع حاجباه في اعجاب صامت، وابتسامتها هذه محت الظلال من عينيها الرماديتين
الواسعتين واضفت اغراء لا واعيا على تقاسيمها.
كانت رودس مليئه بالسياح في بداية الفصل الاكثر نشاطا من سائر فصول السنة.
طرقاتها الضيقة تعج بالناس، مقاهي الارصفة تغص بالزبائن، وفي هده امرفأ تتحلق
المجموعات المعتادة من اليونانيين الكهول حول طاولات الساحة، يحتسون القهوة الحلوة
المكثفة ويناقشون أخبار اليوم السياسية.
دفعت مارثا اجرة السائق وغادرت السيارة. عبرت الطريق إلى حيث تتجمع المراكب
الشراعية في انتظار نقل السياح إلى جزيرة كالكي الصغيرة أو إلى جزيرة ليندوس الواقعة
على الشاطئ رودوس الشرقي. تذكرت زيارتها لجزيرة ليندروس وكيف سقطت هي
وساره من شده الضحك بعدما ارتقيا التل على ظهر حمارين.
كان المرفأ، خلف المراسي، يطل على الغزال الحديدي، شعار رودس، عصر سحيق من
دون ان يكون هناك شيء يذكره بالقرن العشرين. الشيء الوحيد الذي حطم هذا الوهم
كان مركب يمخر البحر عند الافق، وهنا سارت مارثا إلى جدار البحر كي تحتمى من
لفح الهواء.
لما اقتربت الساعة من العاشرة، عادت مارثا ادراجها وهي تحاول ان تتجاهل الرهبة في
داخلها. امضت نصف الساعة الاخيرة تفكر في جوزى وتتساءل عما تفعله الآن في
مدرسه الحضانة، وكيف تواجه ساره جوزى وتتساءل عما تفعله الآن في مدرسه الحضان، وكيف تواجه ساره المسؤوليات في غياب. اما الآن فاضطرت إلى التفكير في الاسباب
وجودها المسؤوليات في غيابها. اما الآن فاضطرت إلى التفكير في أسباب وجودها
المسؤوليات في غيابها. اما الآن فاضطرت إلى التفكير في أسباب وجودها هنا وبدت هذه
الاسباب واهيه. سيكون صعبا عليها ان تفسر امتنانها لروجر من دون ان يصور والد
دايون علاقتهما على غير حقيقتها. كيف تتوقع منه التفهم، بانه لولا صداقه روجر لما
استطاعت واختها ان تدفعا إيجار الشقة التي تسكنانها؟ وبان ساره تعتمد على روجر؟ كلا، لا يمكنها ان تطلعه على حادت ساره لشده ما سيحدث لها ذلك من الم. اضافة إلى
عزوفها الشديد عن استدرار العطف.
لقد كتبت إلى ارسطو عمدا، لان الجزيرة جزء من املاكه، ولهذا السبب لم يسمح لروجر
ولكل علماء الاثار الاخرين بالتنقيب فيها. هذا لا يعنى ان ارسطو يقضى معظم وقته في
جزيرة ميكوس، فمؤسساته التي تتعاطى صناعه السفن، تقضى منه ومن ابنائه الثلاثة
الكبار القيام بأسفار متواصله في انحاء العالم، عندما لا يزور مكاتب ميكونوس في نيويروك
أو لندن أو طوكيو، يعيش في فيللته في اثينا التي لا تبعد كثيرا عن مكاتب الشركة هناك.
ان ثراء ا! ل ميكونوس العريق والمعقد، كان دائما يثير استغراب مارثا. انها تحب المال
بالطبع وتحب ان تصرفه لكن الدور الكبير الذي تلعبه الثروة في حياتهم، يحيرها باستمرار، لم تكن احتياجاتها كثيره أو مسرفه.
طعام، ثياب وسياره. حتى ذلك كان ترفا بالنسبة اليها، ولطالما تندر دايون بقناعتها
المادية هذه وأطربه احساسها بالحرج عندما قدم لها قلاده ثمينه من دار تيفاني في نيويورك. كان يجد صعوبة في تفهم افتقارها الواضح إلى الطموح وكبريائها التي حالت ادى بهما