Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

المرايا
المرايا
المرايا
Ebook169 pages1 hour

المرايا

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يهدف المؤلف من هذه الرواية إلى ان يشير إلى سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي على الأجيال الناشئة، وان يحذر من ضياع الوقت الناجم عن الارتباط الزائد بوسائل التواصل الاجتماعي، فرواية المرايا تحكي قصة الفتاة "جودي" التي تقضى كل يومها في مشاهدة وبث المقاطع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثر على دراستها وصحتها بشكل كبير، ولكنها تفاجأ في أحد الأيام انها اختفت داخل المرآة، وأنها ترى جميع من حولها ولكنهم لا يرونها.
يصدم الاهل ويستعينون بالعقيد "رأفت" صديق العائلة، ويبدئون بالبحث عن طريقة لإخراجها مما هي فيه، فتستعين الأم بأحد السحرة لإخراجها ولكنهم يكتشفون انه نصاب، ثم يكتشفون ان ما هي فيه ما هو الا عقاب من الله لأنها تمادت في الحياة الافتراضية.
وتستمر الاحداث ليكتشف الجميع ان جودي تستطيع التحرك عبر المرايا والأسطح العاكسة بدون ان يلاحظها أحد، ويفكر العقيد "رأفت" انه من الممكن الاستعانة بالفتاة "جودي" لحل ألغاز صعبة لم تستطيع الشرطة أن تصل لحل لها، وبالفعل تستطيع جودي حل ألغاز لجرائم غامضة عن طريق قدرتها على الاختفاء
وفي النهاية يتضح للفتاة انه من الممكن لها ان تكون فردًا نافعًا في المجتمع بعيدًا عن الاستغراق في وسائل التواصل الاجتماعي، وتكتشف أن ما حدث لها لم يكن عقابًا الهيًا ولكنه فرصة لها لتكتشف نفسها من جديد وتكون نافعة لنفسها ومن حولها.
الرواية تهدف لجذب انتباه الشباب ان الاستغراق في وسائل التواصل الاجتماعي يضيع عليهم فرص الانخراط في الحياة ونفع أنفسهم ومجتمعاتهم.
تدور أحدث الرواية في إطار الغموض والاثارة والتشويق والاحداث المفاجئة

Languageالعربية
Release dateMay 21, 2023
ISBN9798215698891
المرايا

Read more from Tamer Sahsah

Related to المرايا

Related ebooks

Related categories

Reviews for المرايا

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    المرايا - Tamer Sahsah

    المقدمــــــة

    ساعدنا التقدم العلمي والتكنولوجي على تفسير الكثير من الظواهر حولنا وهو ما أثر بشكل كبير في رفاهية الإنسان على هذه الأرض.

    وكلما مرت السنوات ازداد البشر علمًا وتقدماً في شتى مجالات العلوم كالطب والهندسة وازدادوا فهمًا لطبيعة الأرض التي يعيشون عليها مما ساعد في تفادي الأخطار والأوبئة واختراع الأدوية للأمراض والتغلب على المخاطر.

    وكما أن التقدم التكنولوجي له مميزات فله أيضاً عيوب، فهو سلاح ذو حدين، وعلى من يستخدم التكنولوجيا أن يختار بين المزايا والمساوئ حسب ما يرغب وفيما يريد إما خيرًا أو شرًا، ونحن هنا نتحدث عن تقدم وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا»، التي أصابت شباب الجيل الحالي بالجنون والإهمال، فقد أتاحت للعديد منهم - وهم كثيرون - أن يحصلوا على الشهرة دون مجهود، وأن يبحثوا عن فرصة أو - كما يسمونها - ضربة حظ ليحصد مشاهدات بالآلاف وأحيانًا بالملايين في مقابل عروض بلا هدف ولا فائدة للمجتمع.

    إلا أن المجتمع له أيضاً دور في المساعدة على انتشار مثل هذه التفاهات وحصولها على الشهرة، ثم يعود المجتمع لينتقد ما يحدث ويتعجب من كيفية أن تحصد تلك التفاهات هذه الأرقام الخيالية من المشاهدات والأرباح، بل ويبدأ في التنمر والاعتراض!!.

    ولكن على ماذا يعترضون؟ فالمجتمع هو نفسه من أوصل هؤلاء لمثل هذه المكانة!! إنهم ليسوا فضائيين جاؤوا إلى كوكبنا من خارج الأرض، بل نحن من تسبب في صعود نجمهم لهذه الدرجة المروعة، وكانت النتيجة انحدار الأخلاق والتخلي عن المُثل والمبادئ والتمسك بسلوكيات لم نكن نعرفها في الماضي، بل ونشر سلبيات ضارة بالمجتمع، والقلق على أجيالنا القادمة ألَّا نجد فيهم من يُعلِم أحفادنا ويثقفهم، وأن تسود رذائل الأخلاق، أو أن يأتي يوم لا نجد أحدًا في مدرجات الجامعات وفصول الدراسة، ونجدهم جميعًا في الشوارع والميادين وقد أصابتهم لعنة «السوشيال ميديا»..

    فليحذر الجميع...

    الفصل الأول

    جنون الهاتف

    كانت «جودي» البنوتة الشقية وأختها «كارما» تقطنان في منزل والديهما وتمارسان حياتهما الطبيعية من دراسة واهتمام بدروسهما والذهاب إلى تمرين السباحة بالنادي، كانت حياتهما تسير بشكل هادئ جدًا، لكن بسبب جنون الشباب بالسوشيال ميديا اتجهت «جودي» لإدمان التصوير يوميًا لساعات وعمل محتوى على برامج السوشيال ميديا من «انستجرام» و«تيك توك» والعديد من برامج صنع المحتوي.

    وكانت الأم «رانيا» تتابع منزلها وأولادها بحرص شديد، فقد مَن الله عليها بثلاثة أبناء «كارما» الكبرى وجودي» الثانية و«آدمالثالث.

    كانت الحياة في المنزل تسير بطريقة طبيعية كأي حياة عائلية منتظمة، فالأب «سامر» يذهب لعمله مبكرًا، وكان يعمل بإحدى شركات المقاولات الكبرى، وكان متفوقًا في عمله حتى وصل إلى منصب مدير أحد الفروع المهمة للشركة، وكان من أبناء صعيد مصر من عائلة ميسورة الحال، انتقلت عائلته إلى القاهرة منذ زمن ليس بالبعيد، لأن والده «ذكي»- الذي كان يعمل مهندسًا معماريًا في إحدى الشركات المعروفة في ذلك الوقت – قد تم نقله إلى القاهرة.

    وكان والد «رانيا» مهندسًا معماريًا أيضًا وكانت تربطه علاقة قوية بوالد «سامر» كزملاء عمل ثم تحولت العلاقة إلى صداقة قوية بينهما لدرجة أنهما تشاركا في شراء قطعة أرض مناصفة بينهما وبنيا عليها منزلاً وأصبح لكل منهم شقته الخاصة، وعاشا كأصدقاء وإخوة وجيران.

    مرت السنوات وكبُر الأبناء وكان «سامر» الابن الأكبر لـ «ذكيمعجب بـ «رانيا» منذ كانا طفلين يلعبان سويًا، ومع مرور السنوات تحولت العلاقة بينهما من الإعجاب إلى الحب والعشق حتى تزوجا بعد التخرج من الجامعة واشتريا فيلا صغيرة لهما في مجمع سكني من مجمعات القاهرة، ورزقهم الله بثلاثة أطفال.

    مرت السنوات وكبر الأطفال، وها هي «كارما» في الجامعة وجودي» في الثانوية العامة و«آدم» في المرحلة الثانوية، وجميعهم متفوقون دراسيًا، والحياة تسير بهدوء وسكينة يومًا بعد يوم، حتى وقعت «جودي» في إدمان التعلق بالسوشيال ميديا، فأصبحت تقضي معظم اليوم على هاتفها النقال أو اللاب توب، فكانت طوال الوقت تشاهد الأغاني والفيديوهات المنشورة علي تلك البرامج وتحاول صنع محتواها الخاص بأن ترتدي الملابس الأنيقة وتضع بعض المكياج ثم تؤدي (الليبسنج) - وهو عبارة عن تحريك الشفاه مع كلمات الأغاني - وتصور نفسها بمحتواها الجديد وتستعين ببرامج التعديل على الفيديوهات، ثم تنشر تلك الفيديوهات، لحصد المشاهدات، منها ما يحصد ملايين المشاهدات ومنها ما لا يحصد شيء إلا مشاهدات المقربين فقط.

    أصبحت «جودي» متأثرة تمامًا بتلك البرامج حتى أصبحت تقضي كامل وقتها في تلك الحياة الافتراضية على الإنترنت وأهملت حياتها العادية، فقط تذهب إلى المدرسة صباحًا وتعود سريعًا كي تدخل إلى غرفتها البسيطة لصنع المحتوى اليومي، وكانت حين تذهب خارج المنزل تقوم بتصوير نفسها وتحتفظ بالفيديوهات حتى عودتها للمنزل، وتبدأ حياتها الافتراضية، لدرجة أنها أهملت تدريبات السباحة أيضًا.

    كانت الأم تتشاجر معها طول الوقت بسبب ما تراه من إهمال ابنتها لكل شيء وتعلقها بالهاتف، كانت تهددها بأنها ستخبر والدها، ولكنها لم تفعل أبدًا، كانت تحاول مرارًا وتكرارًا معها ولم تخبر «سامر» بشيء حرصًا على علاقة الأب بالأبناء، لم تكن تريد أي شوائب في علاقتهم، خصوصًا أن «سامر» لم يتشاجر أبدًا مع أحد أبنائه طوال تلك السنوات، وحرصًا منها على «سامر» فقد كان يعود إلى المنزل مرهقًا جدًا من عمله وكان يلازمه صداع من كثرة التحدث للعملاء واستعمال الهاتف طوال الوقت، فقد كان عمله مرتبطًا بالتحدث إلى العملاء أكثر من أي شيء، لهذا فقد كان «سامر» يترك المسؤوليات المنزلية ومتابعة الأبناء للزوجة طوال الوقت، إلا إذا تطلب الأمر تدخله شخصياً فكان يتدخل علي الفور إذا كانت هناك مشكلة أو إذا تطلب الأمر حديثًا أسريًا يجتمعون له جميعًا لحل المشكلة المطروحة.

    كانت «جودي» تزداد إهمالاً وتأثرًا بعالمها الافتراضي على «السوشيال ميديا» حتى أن أخلاقها التي كان يغلب عليها الهدوء قد تغيرت وأصبح صوتها يعلو في المنزل طوال الوقت، وحين يتحدث إليها أي فرد من العائلة عن إهمالها لواجباتها الحياتية - سواء كانت الأم أو أختها الكبرى أو حتى أخوها الأصغر- كانت تثور بصوتها العالي وتتشاجر معهم، لم تكن تستمع لنصيحة أحد، وكانت ترى أنهم لا يفهمون أنها سوف تصبح مشهورة في وقت قصير كما فعل بعضهم من خلال تلك البرامج.

    مر عليها أكثر من عام ومحتواها لم يحصد أية مشاهدات إلا أصدقاءها وعائلتها فقط، وكان ذلك يصيبها بالإحباط، وتسأل نفسها: لماذا لم أحصد مشاهدات كثيرة كما يفعل الآخرين؟ وأنا أصنع محتوى أفضل بكثير من الآخرين بينما محتواهم غير هادف!

    لكن لم تكن تسأل نفسها أيضًا هل محتواها هادف أم لا؟ وإلى ماذا يهدف؟ فما تفعله هو تحريك شفتيها لتسير مع صوت المقطع، ثم تقوم بتمثيل بعض المشاهد وإلصاقها مع الصوت، وتنشر المقطع، وهذا ليس بالمحتوى الهادف.

    استمر الحال هكذا حتى جاء ذلك اليوم الذي أصابهم جميعًا بالهلع والخوف والجنون مما يحدث.

    كانت «جودي» تجهز

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1