Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

لغز يوتوبيا
لغز يوتوبيا
لغز يوتوبيا
Ebook226 pages1 hour

لغز يوتوبيا

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

إن كنت تعتقد أن المنظمات السرية و الأخويات الغامضة تقتصر على بلدان الغرب فأنت مخطئ,تعرف على إحدى أقدم المنظمات العربية و الإسلامية و إستكشف مغامرة مثيرة تتخللها الألغاز و المؤامرات,أكتشف الحقيقة الكامنة وراء السر الأعظم في جو من الخيال و الفلسفة  و التشويق.

إنضم إلى رحلة في عالم الغموض و الإثارة

 

Languageالعربية
Release dateApr 30, 2023
ISBN9798223341703
لغز يوتوبيا

Related to لغز يوتوبيا

Related ebooks

Related categories

Reviews for لغز يوتوبيا

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    لغز يوتوبيا - BRAHIM CHERFIA

    ’’اللهم امنحني الصفاء لقبول الأشياء التي لا أستطيع تغييرها ، والشجاعة لتغيير الأشياء التي أستطيع ، والحكمة لمعرفة الفرق بينهما’’

    رينهولد نيبوهر

    كلمة الكاتب

    بفضل من الله تعالى وتوفيقه إنتهيت من كتابة هذه الرواية في السادس عشر من أفريل وهو يوم العلم في الجزائر و الذي وافق الخامس والعشرين من شهر رمضان الفضيل و من هذا المنبر اريد شكر كل من ساهم في إنجاح هذا الأمر و الذي بدا بفكرة في مقهى الجامعة قبل عشرة سنوات من الآن و الذي دار بيني و بين الدكتور مرابط ياسر وقتها و كان منطلق الأمر كله،وعليه فالشكر و العرفان لصديقي و أخي ياسر،و لا انسى بالذكر العائلة الكريمة و التي آمنت بهذه الفكرة و دعمتني بكل ما أمكن من قوة و قراءة و تدقيق لغوي و املائي و الكثير الكثير من الوقت و المجهود.

    هذه الرواية  ثمرة أكثر من ثمان سنوات من الكتابة و العديد من فترات الفراغ و الانقطاع و النضوج الفكري و الأدبي و حتى النفسي

    كل ما ذكر في نص الرواية من احداث تاريخية أو معالم أثرية و مؤلفات ادبية و علمية حقيقي و مبني على حقائق موثقة ،اما اي تشابه لأسماء الشخصيات مع أرض الواقع فماهو إلا محض صدفة فعلى الرغم من أن المنطلق مبني على أحداث واقعية إلا أن القصة مجرد نسج من الخيال في إطار من الغموض و المغامرة و الفلسفة

    أرجو أن تنال استحسان و اعجاب كل من وقعت هذه الرواية بين يديه ،و أرجو أن يكون لوقعها صدى ولو صغير في النفوس حتى تكون تجربة تأخد بيد القارىء لمهرب بين جدران الخيال

    تصميم الغلاف كان بفضل الذكاء الإصطناعي و قدرته الهائلة على الغوص في الخيال و ترجمة بضع سطور من الكتاب لعمل فني سلريالي وجدته أنه الأنسب لوصف الرواية في لوحة فنية.

    ––––––––

    د شرفية إبراهيم

    الفصل الأول

    تنقل الدكتور جواد المقدسي من غرفة إلى غرفة في مناوبة ليلة باردة من شهر سبتمبر حيث وقف تحت ضوء أجهزة الكشف الطبي للغرفة الواحدة و العشرين،يتحقق من المؤشرات الحيوية لأحد المرضى هناك في قسم أمراض السرطان بالمشفى حيث يزاول مهنته منذ قرابة السنة

    على الرغم من تجاوز الساعة للواحدة ليلا إلا أن عينا جواد المنطويتين تحت ظل نظارته الطبية كانتا تشعان علما و ذكاء بارزا زاده محياه الهادىء و وجهه الدائري السمح .

    تنقل جواد بين أروقة المصلحة من غرفة لغرفة و من سرير لآخر ليتفقد تلك الخطوط والارقام المتغيرة المعروضة على الشاشات الصغيرة المحادية لكل مريض، مرضى أرهقهم هذا الداء العضال الذي تفشى في اجسامهم ناخرا إياها ليترك أشد أنواع الألم قرينا له، وما الألم الجسماني إلا بشق بسيط من رحلة العذاب تلك فوجع النفس و أفكار فراق الأهل و الأحبة القريب ذلك جزء لا يتجزء من معانات كل مريض يحتضر

    وقف الطبيب بمحاذات السرير رقم ثمانية الذي كان يرقد فيه رجل مسن،شيخ تجاوز العقد السابع من عمره ،نحيل الجسد أشيب الرأس ،ذولحية طويلة فضية اللون غطت وجهه البشوش المنهك و أعطته تلك الطلة البوهيمية الفلسفية كتلك الصور التي تنشر في كتب التاريخ و الأدب

    قاسم المهرجاني كان ذلك  الإسم المكتوب على لوح المتابعات والجرعات المعلق على طرف السرير و الذي كان جواد يعرفه حق  المعرفة فقد وجده يقبع في نفس السرير منذ ان تولى مهامه على مستوى المصلحة، وقد كان هذا الأخير يعاني من سرطان الرئة في مرحلة متقدمة من الإنتشار ، وبينما انحنى جواد لقراءة شاشة المراقبة المتصلة بالشيخ الهزيل فتح هذا الأخير عينيه المثقلتين بكم كبير من الأدوية المخدرة و مسكنات الألم و أدرك في الحين أنه الطبيب فإرتسمت على وجهه إبتسامة صغيرة

    -آسف لأني أيقضتك في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل ياعم،همس جواد في اذنه اليمنى، انها ساعة التفقد الدوري،كنت اتمنى أن لا أزعج أحد

    -لابأس يادكتور،جازاك الله عنا كل خير ،لاتقلق جل يومنا راح في النوم فلا ضرر في الإستفاقة بين الحين و الآخر

    -بالمناسبة كيف حال جدك؟

    من الطبيعي أن يعرف الشيخ جد جواد فجل الناس يعرف بعضهم بعض في هذه المدينة الصغيرة فكيف إن كان جد جواد هو إمام المسجد الكبير و نابغة الفقه و الحديث و أحد كتاب التفسير ،الشيخ علي المقدسي الذي ذاع صيته داخل و خارج الوطن و طبعت آلاف النسخ من كتبه و إستضافته كبريات القنوات العربية والغربية لتنشيط عدة حصص و حوارات

    -الحمد لله, في نعمة منه

    أجاب جواد و صوته شيء من اللامبالاة, سرها أنه لم يكلم جده منذ فترة بعد ان إختلفا في الرأي بعد إحدى نقاشاتهما العلمية الدورية حيث كان يلتقيان بين صلاتي المغرب و العشاء يتجادلان حول بعض الأسس العلمية فقد كان جواد ميالا إلى العلم الملموس مثله مثل كل طبيب اما جده فعلى الرغم من شدة تطلعه على مختلف ربوع العلم إلا أنه ميال الى الفلسفة و الروحانيات و تلك النظريات صعبة التطبيق و التحقيق.

    تبسم الشيخ للمرة الثانية و قد أحس اللامبالاة من جواد ثم رد عليه قائلا بصوته الخافت ، ان جدك يادكتور مشكاة علم نادرة في زماننا هذا أرجو من الله أن يطيل لنا في عمره و يثبت خطاه و ينهي بحثه عما قريب

    بحث؟ هل هي أطروحة اخرى يعمل عليها جدي أم أن الشيخ يهذي ،همهم جواد ثم رد آمين كأنه يريد إغلاق الموضوع و التنقل إلى مريض آخر فالمناوبة لازالت طويلة و العمل لم ينتهي بعد

    أغلق الشيخ عينيه من جديد و غط في نومه كأنه لم يستيقض أبدا فتراجع جواد بهدوء إلى الوراء ليغادر الغرفة متجها للغرفة الموالية لعله يكمل ماتبقى له من تفقد قبل إستفاقة مريض آخر أو حدوث أي أمر طارئ

    الفصل الثاني

    في زاوية منعزلة شرقي المسجد الكبير وتحت نور خافت منبعث من النافذة المزخرفة بكم من الألوان البهيجة،جلس الشيخ علي على سجاد الغرفة الازرق الباهت و السكينة تملاه ، كان الشيخ أشيب الرأس و اللحية ، ،ذو عينين سوداوتين صغيرتين غائرتين في وجهه الممتلئ،جلس علي متخشبا كأنه جزء من المكان أو كأنه لم يبرحه منذ الأزل.

    كان يحمل في يده كتابا قديما يبدو أنه قد أخرجه من أحد الرفوف فوق رأسه وكان الكتاب يحمل عنوان الحوارات السقراطية وهو من كتابة و تأليف أفلاطون ذلك الكتاب الذي يتحدث عن مجموعة من المجادلات والحورات بين الفيلسوفين أو بين أفلاطون و مجموعة من تلامذة سقراط ،وليس من الغريب رؤية الشيخ علي يقرأ هذا النوع من الكتب فعلى الرغم من تخصصه في الفقه فهو ملم و محب لكل أنواع العلوم الدينية و الدنياوية و على رأسها الفلسفة خاصة الإغريقية منها و التي إستهوته منذ سن الشباب و لازالت تأخد حيزا كبيرا من وقته، ففكرة أن الفلسفة جزء تكميلي لمناقشة الأديان و أن العلم مهما كان نوعه منبثق عن الدين ولايخالفه مهما كان هي أساس تفكير الشيخ منذ القدم.

    ناهز الوقت الغروب و لم يتبقى على دخول وقت الصلاة إلا قرابة النصف ساعة ولايزال علي منكبا على ذلك الكتاب كانه خارج مجال الزمن, حتى قطع تركيزه صوت بعيد قادم من باب المكتب

    -  السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

    كان صوتا عميقا نابعا عن رجل ضخم غابت ملامحه تحت ظل الباب . تقدم الرجل نحوه بخطى سريعة إلى أن أصبح فوق رأس الشيخ علي الذي إبتسم و رد السلام بحفاوة

    -  حمزة، والله لقد إشتقت إليك يارجل ،رؤية أخ عزيز مثلك أفرحت قلبي، غبت عنا لفترة طويلة هذه المرة، حبك للترحال لم يتغير أبدا

    إبتسم حمزة و تغيرت ملامح وجهه الأسمر العريض ذلك لتمد بشاشة غريبة نابعة من جسد ضخم

    -  ولك من الإشتياق المثل يا شيخنا الفاضل،أنت تعلم أنني مافارقتك إلا لسبب و ها أنا عدت اليوم إليك لسبب آخر

    تحول وجه حمزة المبتسم فجأة إلى عهده، صارما حادا و أدرك علي أن ما قدم به صديقه القديم خبر عاجل و من تعابير وجهه ليس الخبر بالسار

    -  إجلس ياحمزة و اخبرني بما في جعبتك ،كلي آذان صاغية

    جلس حمزة وتربع على بعد خطوات من علي كأنه تلميذ صغير في كتاب يهم لتلاوة ماحفظ من القرءان الكريم و طوى علي كتابه ووضعه على الأرض ناظرا لعينيه ينتظر ما سوف يفصح عنه

    -  شيخنا الفاضل، أنت تعلم أني كنت مسافرا إلى بلد بعيد كما جرت العادة باحثا عن إخوان جدد لكنني تلقيت رسالة إلكترونية هذا الصباح من طرف أحد صقورنا هنا في البلد مفادها أن المطوقة تحتضر و أن يوم النقل قد إقترب ،فما كان مني إلا أن احجز أول تذكرة للعودة و ها أنا عندك من المطار مباشرة

    أدار علي وجهه نحو النافذة المزركشة و ملامح الحزن تعتري وجهه ثم إستجمع أفكاره و رد قائلا :

    -  كل نفس ذائقة الموت ياحمزة وانت تعلم ماهي إلا البداية ،رحلة إلى حياة أبدية لا شقاء و لا عناء فيها، أنا أعلم أن حال المطوقة يتدهور  فهي في المشفى تصارع المرض منذ مدة ولا يبدو أن الدواء ينفعها، هي في نفس المشفى الذي يعمل فيه حفيدي جواد، أنت تتذكره أليس كذلك؟

    -  بالطبع أتذكره ياشيخ،جواد شاب نابغة و قد أحببت خلقه و ذكاءه منذ كان صغيرا و كنت ولازلت أطمع أن ينظم إلينا يوما ما ففيه كل مقومات ذلك, و يكفيه شرفا أنك جده

    قاطع الشيخ علي كلام حمزة بنبرة فيها من الحدة ماكان نبرة غضب و قلق

    -  كنت أعتقد ذلك أنا الآخر لكن ذلك الشاب مختلف و صعب المنال، و رأسه صلب صلد كالحجر، يبدو أنه قد ورث ذلك عن أمه و قد فشلت كل محاولاتي لتغيير طريقة تفكيره تلك

    إبتسم حمزة للمرة الثانية ولم يعقب على قول الشيخ شيئا على الرغم من أن أول فكرة جابت خاطره كانت : أمه؟ يبدو أن الشيخ قد نسي نفسه

    ليس هذا موضوعنا اكمل علي كلامه، المهم الآن أحوال المطوقة،قل لي هل من خلف لها لحد الآن؟ وهل الرسالة في مأمن ؟

    -  أعتقد اننا وجدنا ضالتنا ياشيخ،أما الرسالة فلم تغب يوما عن أعيننا

    مال الشيخ برأسه إلى الوراء في صورة للطمئنينة وحمد الله في سره و سكت لبرهة ثم قال

    -  إنه وقت المغرب ،لنقم فنصلي ثم لكل مقام مقال

    الفصل الثالث

    محاطا بكل أشكال

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1